البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

مثابـرة أعلام الاِمامية في حفظ وإحياء تراث الطائفة الشيخ الهمداني نموذجاً

الباحث :  الشيخ محمّد باقر الأنصاري الزنجاني
اسم المجلة :  تراثنا
العدد :  73
السنة :  السنـة التاسـعة عشـرة محرم الحرام جمادى الآخرى 1424هـ
تاريخ إضافة البحث :  February / 16 / 2016
عدد زيارات البحث :  2584
مثابـرة أعلام الاِمامية في حفظ وإحياء تراث الطائفة الشيخ الهمداني نموذجاً

الشيخ محمّد باقر الأنصاري الزنجاني

بسـم الله الرحمن الرحـيم

لكثير من علماء وأعلام الشيعة الاِمامية أعمال متفرّدة وجهود كبيرة في المحافظة على تراث الطائفة الحقّة وإحيائه ؛ ليكون رافداً ثرّاً للمسلمين ، في حاضرهم ومستقبلهم ، وفي مختلف جوانب الحياة ..
والعلاّمة النسّاخة الشيخ شير محمّـد الهمداني الجورقاني النجفي واحد من أُولئك الأعلام ، ممّن أفنى عمره الشريف في هذا السبيل ، تأليفاً ، وانتخاباً ، واستنساخاً ؛ إذ عُرف باستنساخه لكثير من مصادر ومراجع وكتب الطائفة ، وهو ما سيكون محور بحثنا في هذا المقال.
كان رحمه الله ممّن أحسّ بكلّ وجوده بأهمّية المخطوطات في أصالتنا العقائدية والاجتماعية في الجانب العلمي والبُعد التراثي والديني والتأريخي ، وعرف أنّها عبارة أُخرى من الحصيلة النهائية للجهود المضنية التي بذلها الآباء في الدين والعلم ، وتوارثها الأبناء خلفاً عن سلف وجيلاً بعد جيل في سبيل الرقيّ العلمي والتسامي الروحي ، وللحفاظ على الجذور العلمية

(126)







والأُسس الاعتقادية والمباني الدينية.
وانطلاقاً من الجانب الاعتقادي للتراث كان الشيخ رحمه الله ينظر إلى تلك المخطوطات من ناحية المسؤولية ، فيرى أنّ المصادر والأسانيد ، كلّما كانت صلتها وثيقة بالدين والمذهب ازدادت أهمّيتها أكثر فأكثر ؛ لِما في حفظها من تشييد لأركان الاِسلام ، واطّلاع على حقائق مذهب أهل البيت عليهم السلام.
وكان شيخنا قد عرف أيضاً ما تكتسب بعض المصنّفات الحديثية الموغلة في القدم من أهمّية كبيرة على غيرها من الكتب الأُخرى ؛ لوجود النقل عن المعصوم عليه السلام فيها ، الذي يعدّ من المصادر الأساسية للتشريع ، إضافة إلى الواجب المفروض علينا في الأخذ بالدقّة والاحتياط في تحصيل مختلف مواضيع مسائل الشريعة السمحاء عن تلك المصنّفات الأصليّة. وفي الجانب التراثي تنبّه الشيخ الهمداني إلى أنّه ليست بالقليل تلك الكتب التي لم تطبع ولم تشهدها المكتبات ، وظلت حبيسة خزائن المخطوطات تترقّب الظهور ، في الوقت الذي افتقدتها المكتبة الاِسلامية وحرمتها الأوساط والمحافل الدينية والعلمية.
كما عرف أنّ ليس للمشكلة حلّ إلاّ الكتابة ، التي قد عبّر عنها الاِمام الصادق عليه السلام بقوله : « بالكتابة تقيّد أخبار الماضين للباقين ، وأخبار الباقين للآتين ، وبها تخلد الكتب في العلوم والآداب وغيرها ؛ ولولاه لانقطع أخبار بعض الأزمنة عن بعض ، ودَرَست العلوم ، وضاعت الآداب ، وعظم ما يدخل على الناس من الخلل في أُمورهم ، وما يحتاجون إلى النظر فيه من أمر دينهم ، وما روي لهم ممّا لا يسعهم جهله » (1) ..


(1) بحار الأنوار 3 / 82 .

(127)






كما رغَّب عليه السلام في الكتابة قائلاً : « كتبوا ، فإنّكم لا تحفظون إلاّبالكتاب » (1) ..
وقال عليه السلام أيضاً : « أما إنّكم لن تحفظوا حتّى تكتبوا » (2) .
ثمّ ممّا أحسّ به شيخنا رحمه الله مشكلة تلف المخطوطات أو فقدانها ؛ لعلل وأسباب مختلفة ، لعلّ من أهمّها جمود حركة الاستنساخ ، وربّما تعطيلها أو ندرتها ؛ أثر الركود العلمي والثقافي الناجم عن الأوضاع الاجتماعية المختلفة ، والذي أدّى إلى وضع النسخ القديمة في معرض الزوال دون أن يستنسخ عليها نسخة جديدة تحفظها من الاندثار.
ولقد نهضت محاولات عديدة ومثمرة من أجل صيانة المخطوطات وحفظ متونها ، إحداها ما قام به الشيخ رحمه الله ، فقد تتبّع الكتب المخطوطة القيّمة أينما وجدت ، وقام باستنساخ بعضها وتحقيق بعضها الآخر ، في مدىً عميق من عمره المبارك ، استغرق أكثر من خمسين عاماً. منطلقاً من قول الاِمام الحسن المجتبى عليه السلام : « إنّكم صغار قوم ويوشك أن تكونوا كبار قوم آخرين ، فتعلّموا العلم ، فمَن يستطع منكم أن يحفظه فليكتبه وليضعه في بيته » (3) ، وقول الاِمام الصادق عليه السلام : « احتفظوا بكتبكم فإنّكم سوف تحتاجون إليها » (4) .
وقد مرّت فترات زمنية مهمّة في التاريخ شكَّلت انعطافة كبيرة في المجال العلمي ؛ نتيجة ما قدّمه النسّاخ من أعمال وجهود محمودة خلال


(1) بحار الأنوار 2 / 153 ح 46 .
(2) بحار الأنوار 2 / 153 ح 47 .
(3) بحار الأنوار 2 / 152 ح 37 .
(4) بحار الأنوار 2 / 152 ح 40 .

(128)


تلك الفترات ، من تكثير لنسخ الكتب والمصادر المختلفة وتوزيعها في الأمصار ، فتمكَّن علماؤنا أن يستثمروا هذه الفرص السانحة ، فقاموا بنشر علومهم المختلفة ، التي هي الامتداد الطبيعي لعلوم أهل البيت عليهم السلام ، واستمر هذا الازدهار العلمي في رُقي ونمو إلى أوان ظهور المطابع.
ولذلك فعندما ظهرت المطابع شعر شيخنا بحساسية الموقع وعرف أنّ تحقيق وطبع المخطوطات عامل مهمّ وله فضل كبير في إحياء التراث وحفظ المخطوطات ونشرها ، فقام بإعداد بعض المصادر الشيعية الأصلية للطبع باستنساخها وتحقيقها وإخراجها بصورة تليق بالثقافة الاِسلامية ؛ شعوراً بالمسؤولية الملقاة على عاتقه في خدمة أهل البيت عليهم السلام ونشر علومهم.
وقد شكر الله سعي أمثاله ـ ممّن أعطى ما أمكنه في سبيل نشر التراث الفكري للمسلمين ـ على لسان رسوله الأكرم صلى الله عليه وآله ؛ إذ قال : « المؤمن إذا مات وترك ورقة واحدة عليها علم ، تكون تلك الورقة يوم القيامة ستراً فيما بينه وبين النار ، وأعطاه الله تبارك وتعالى بكلّ حرف مكتوب عليها مدينة أوسع من الدنيا سبع مرّات » (1) ..
ويزداد الأمر أهمّيةً في ما يتّصل بأصحاب الولاية الاِلهية العظمى المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام ؛ فقد قال صلى الله عليه وآله : « من كتب فضيلة من فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم ، ومن نظر إلى كتابة من فضائله غفر الله الذنوب التي اكتسبها بالنظر » (2) .


(1) بحار الأنوار 2 / 144 ح 1 .
(2) بحار الأنوار 26 / 229 ح 10 ، 38 / 196 ح 4 .

(129)





وقد وفّق الباري تعالى واحد من ذوي الاختصاص والهمّة ، صديق الشيخ المترجم له ، العلاّمة المحقّق السـيّد محمّـد حسين الجلالي حفظه اللهتعالى ، لتتبّع ما خطّه يراع هذا الشيخ الجليل ، استنساخاً وتأليفاً ، في مكتبة الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام في النجف ؛ إذ نقلت كتب الشيخ الهمداني إليها ، فتكلَّف ـ حفظه الله ـ عناء العمل في هذه الخدمة الجليلة وقام بإحصاء وإعداد فهرس خاصّ لِما وجده محفوظاً في المكتبة من مخطوطات كتبها الشيخ عليه السلام ، جاء غنيّاً في جوانبه ، وأحصى فيه 107 مخطوطات.
ونحن في هذا المقال نذكر أوّلاً ترجمة الشيخ شير محمّـد الهمداني ، جمعناها من عدّة مصادر تعرّضت لترجمته ، إضافة إلى ما حصلنا عليه من سؤال عدّة من معاصريه وذوي قرابته وأصدقائه من أهل بلدته ، ونثنّي بجولة خاطفة في ما خطّه رحمه الله بيمينه المباركة ، وأخيراً نورد فهرست مستنسخاته الذي نظَّمه ودوَّنه العلاّمة الجلالي ـ حفظه الله ـ.
ومن الله جلّ شأنه نستمدّ العون والتوفيق لنشر ما اندثر من مؤلّفات أصحابنا الاِمامية رضوان الله تعالى عليهم ، وإليه نبتهل أن يتقبّل عملنا خالصاً لوجهه تعالى ، ويعمّ النفع به لكلّ راغب ، إنّه وليّ التوفيق.

(130)












أوّلاً ـ ترجمة الشيخ الهمداني
هو الشيخ شيرمحمّـد بن صفرعلي بن شيرمحمّـد الجورقاني ، الهمداني مولداً ، والنجفي مسكناً ومدفناً.

ولادته ووفاته :
وُلد رحمه الله في المحرّم من سنة 1302 هـ في قرية « جورقان » الواقعة على بعد فرسخ من مدينة همدان في الطريق إلى طهران.
هاجر الشيخ إلى النجف الأشرف في ربيع الأوّل من سنة 1338 هـ ، وسكنها في ما بقي من حياته ؛ إذ توفّي بها في 28 جمادى الآخرة من سنة 1390هـ عن عمر 88 سنة.

أُسـرته وأولاده :
كان رحمه الله من أُسرة معروفة بالنجابة والتصلّب في المحبّة والولاء لآلبيت رسول الله صلى الله عليه وآله ، وتزوّج من أُسرة علمية في بلده ، وُلد له ابنان ، درجوا أطفالاً ، ولذلك بقي الشيخ بلا عقب ، ورجعت زوجته إلى إيران بعد وفاته ، وتوفّيت بعد وفاته بثـمان سـنوات.

خُلقه ومنظره :
كان رحمه الله متوسّط القامة ، كثيف اللحية ، ضعف بصره في آخر عمره ، قليل الكلام ، منزوياً عن الناس ، مشتغلاً بما يرجع إلى إحياء التراث ،

(131)




ولذلك كان لا يحفل بمجلس لا صلة له بأمر الكتب ، كما كان يوصي أصدقائه أن لا يأتوا بأحد إلى بيته لكثرة أشغاله ، مع أنّه كان رجلاً متواضعاً في لقائه بالناس ، يلتقي بهم بانطلاقة وجه وبشاشة ، وكان من دأبه السلام على غيره متقدّماً وكان لا يترك المصافحة.
وكان دقيقاً في جميع أُموره ، ولا يقدم على عمل إلاّ بمبانٍ دينية واعتقادية وأخلاقية ، كما كان في كلامه وكتابته دقّة وظرافة خاصّة ، وكان جيّد الخطّ أيضاً.

نشأته العلمية :
تعلّم الشيخ رحمه الله وقرأ مبادىَ العلوم والمقدّمات على عدد من العلماء في همدان ، فقرأ المعالم والمطوّل على السـيّد حسين الشوريني ، وأتمّ قراءة السطوح على الشيخ محمّـد هادي الطهراني والسـيّد عبـدالحسين بن فاضل الدزفولي الهمداني.
ثمّ هاجر إلى النجف في السادسة والثلاثين من عمره برفقة عدد من معاصريه ، منهم : الشيخ محمّـد الأنواري ، وأخيه الشيخ حسين الأنواري ، والشيخ حيدر الأنصاري ..
وقد حضر على بعض علمائها يومئذ ، كـ : آية الله الشيخ ضياءالدين العراقي ، آية الله الميرزا حسين النائيني ، الشيخ على أصغر الخطائي ، السـيّد محمّـد الفيروزآبادي ، والشيخ مهدي المازندراني ، وحضر في الرجال على السـيّد أبي تراب الخوانساري ، وحضر بحثه في الفقه أيضاً ، وقد حاز من كلّ ذلك القسط الوافر ، وبلغ درجة الاجتهاد.
فكان في مستوىً عالٍ من العلم والتحقيق ، حاملاً للقرآن ، حافظاً

(132)






للأخبار ، متبحّراً في العقائد والأخلاق ، ورغم درسه الفقه وأُصوله وتعمّقه فيهما إلاّ أنّه تركهما وولع بإحياء التراث الحديثي والعقائدي.
وكان من فتاواه : جواز التقليد الابتدائي للميت ، كفاية الأغسال المستحبّة عن الوضوء ، عدم وجوب الخمس في عصر الغيبة ، وجوب صلاة الجمعة ، عدم جواز التصوير حتّى بالكاميرا ، وكان يرى الدولة في زمانه غاصبةً فلا يجوز المشاركة معها في مثل الاتّصال بالكهرباء وأخذ السجل ، أي ما يعرف بالجنسية أو بطاقة الأحوال المدنية ، ونحوه.
من تلامذته : الشيخ سيفالله النورمحمّـدي ، الشيخ محمّـدجواد المظفّر ، والشيخ معراج الشريفي.
وكان رحمه الله يدرّس اللمعة في أوّل الأمر ، واشتغل ببحث الخمس وصلاة الجمعة والحجّ ، وكان يعظ في درسـه أيضاً. له إجازة في الرواية عن أُستاذه السـيّد أبي تراب الخوانساري ، وعن العلاّمة الشيخ آغا بزرك الطهراني (1) .

كلمات العلماء فيه :
ذكره رحمه الله عدد من معاصريه بكلّ تقدير واحترام ، وذكروا علمه الجمّ ، وتتبّعه الواسع ، وتقواه وورعه ، ووثاقته ، وجِدِّه في إحياء التراث ..
قال العلاّمة الطهراني : « عالم تقي وفاضل جليل ، وقد حاز من كلّ دروسه القسط الأوفر ، كما أنّه من الثقات الأخيار المعروفين بالنسك والدين » (2) .


(1) نقباء البشر 2 / 850.
(2) نقباء البشر 2 / 849.

(133)



قال العلاّمة محمّـدهادي الأميني : « عالم فاضل ، مجتهد جليل ، مؤلّف متتبّع ، محقّق ورع ، تقي صالح ، وكان من الثقات الأخيار المعروفين بالنسك والدين والورع » (1) .
قال العلاّمة السـيّد محمّـدحسين الجلالي : « كان الشيخ آية في الزهد والورع والجَلد والمثابرة في سبيل إحياء تراث الشيعة » (2) .

زهده والثقة به :
كان رحمه الله شديد المراعاة للتقوى ، وممّن لم يتّجه إلى الدنيا أو يبهره بريقها ، ويعظ ـ دوماً ـ غيره بتركها ، وكانت له صلة وصداقة خاصّة بالشيخ محمّـد علي الخراساني المعروف بالتقوى والورع ..
في أوّل اشتغاله بالعلوم الدينية كان يصل إليه أمر معاشه من قبل بعض من يعرفه ، ولم يقدم بنفسه لأخذ الراتب الشهري ، حتّى قام بعض أصدقائه بأخذه وإيصاله إليه.
وكان له بيت حقير جدّاً ، يعين فيه زوجته في أُمور البيت لمِا أصاب رجلها من وجعٍ أعجزها عن المشي.
وكان رحمه الله مولعاً بمساعدة الفقراء والضعفاء مع ما كان عليه من العسر في حياته.
ولأنّه كان يرى الدولة في زمانه غاصبةً كان يحترز عن كلّ ما تتدخّل فيه ، كالاتّصال بالكهرباء والخبز الحكومي الذي كان أرخص من غيره ، وكان يوصي غيره أيضاً باجتنابه ، ويقول : لو أمكنني ما استفدت من الماء الذي


(1) معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام (3 /) : 1343 .
(2) فهرست مستنسخات الشيخ الهمداني ـ مخطوط : 1 .

(134)



يأتي إلى البيوت من عند الدولة. ولم يأخذ السجل ، وهو ممّا سبّب له مشاكل عدّة رحمه الله ، عند مجيئه إلى ايران ؛
إذ وردها بدون جواز سفر ، وعند دفنه رحمه الله كذلك ، وكان محترزاً عن الدهن النباتي لِما سمع في شأنه وأصله. وكان يقول أيضاً : « لقد جئنا إلى النجف لنشتغل فيها بالعلم 5 سنوات إلى 6 سنوات ثمّ نرجع ، إلاّ أنّ قضية الحجاب واتّحاد اللباس في إيران صرفنا عن الرجوع ».
كلّ هذه الأُمور فرضت أن يكون الشيخ موضع ثقة عند الكلّ ، حتّى كان من يريد أن يوصل إلى أولاده أو أقربائه أو أصدقائه بالنجف مالاً كان يكتب بالحوالة إلى الشيخ فكان هو الذي يأخذ النقود من أصحاب الحوالة ويوصلها إلى أهلها.
وكان موضع ثقة عند آية الله السـيّد الحكيم ، وآية الله السـيّد عبـدالهادي الشيرازي ، وآية الله السـيّد الخوئي ، كما كان أصحاب الكتب المخطوطة يثقون به عندما يأخذها للاستنساخ والمقابلة ونحوهما.

حالاته الروحية :
كان الشيخ الهمداني رحمه الله من أصحاب الروحيات المعنوية ، شاكراً مديماً للذكر ، مواظباً على المستحبّات وكذلك الزيارات ، ومن البكائين في الدعاء والزيارة.
ينظر إلى الكتب الحديثية بتقدير خاصّ ، ويحترمها مثل القرآن ، حتّى أنّه يقرؤها بالتجويد.
وفوق كلّ ذلك كان شديد المحبّة لآل البيت النبوي : ومتصلّباً في ولائهم ، كلّما ذكر اسم مولانا أمير المؤمنين رحمه الله يجري دمعه ويبكي على

(135)






مظلوميته كثيراً.
وكان يزور أمير المؤمنين عليه السلام كلّ صباح بخضوع ، وكلّما دخل الصحن الشريف اشتغل بالمناجاة مع مولاه أمير المؤمنين عليه السلام إلى حدٍّ يغفل فيه عن من حوله ، وكان يجلس في الاِيوان قبال الضريح المقدّس ويشتغل بزيارةٍ « أمين الله » بخضوع وبكاء يغبطه به الّذين يمرّون عليه وهو في تلك الحالة.
كان ممّن يواظب على الذهاب إلى كربلاء لزيارة الاِمام الحسين عليه السلام في كلّ ليلة جمعة ، ومن عادته في كلّ سنة أن يسافر إلى كربلاء والكاظمية وسامرّاء ، يبقى في كلّ منها عشرة أيام.
وجاء مرّة واحدة إلى مشهد الرضا عليه السلام عن طريق البصرة وعبادان ، وزار في سفره هذا السـيّدة معصومة عليها السلام بقم ، ثمّ ذهب إلى مدينة همدان وأقام هناك عدّة أشهر ، وكان قليل السفر ، ولم يوفّق للحجّ.
ثمّ إنّ من دأبه اليومي المشي الكثير ؛ لِما أوصاه الطبيب بذلك لتطهير الأمعاء ، فكان يخرج كلّ يوم عند العصر باتّجاه بحر النجف وبيده سبحته ويمشي حدود ساعتين ونصف الساعة ، ويصلّي ويرجع بعد الصلاة ماشياً ، فيبلغ مسيره عشرة كيلومترات.

وفاته ومدفنه :
انتقل الشيخ شير محمّـد الهمداني إلى جوار رحمة ربّه في 28جمادى الآخرة من سنة 1390 هـ بالنجف الأشرف .. وقد يذكر في تاريخ وفاته سنة 1381 هـ ، وهو ليس صحيحاً ؛ أوّلاً : لِما عرفناه من بعض أقربائه ممّن حضره عند وفاته ، وصرّح السـيّد الجلالي

(136)





أيضاً بذلك في فهرسته ، وثانياً : لِما جاء في فهرست مستنسخاته من أنّ تاريخ عدد منها كان في السنين 1382 ، 1383 ، 1387 ، 1389 هـ ، وهذا يدلّ على أنّه كان حيّاً في تلك السنين.
ونقل عن زوجته أنّها قالت : صلّى الشيخ العشائين على سطح داره ، ثمّ نزل وغسل يده وجلس على المائدة ووضع إصبعه في الملح وقال : « بسم الله الرحمن الرحيم » فوقع على الأرض ولم يتحرّك بعد.
وأوّل من أُخبر بوفاته الشيخ محمود بن الشيخ معراج الشريفي ، وأخبر هو الشيخ عليأكبر الهمداني والسـيّد علي الشاهرودي والسـيّد المستنبط ، وبات بعضهم عند جنازته تلك الليلة ، وصباحاً قام عدد من العلماء بغسله وتكفينه ، وحضر في تشييعه حدود 300 شخصاً من الخواص ، وصلّى على جنازته الشيخ حسين الأنواري ، ودفن في مقبرة خاصّة للشيخ الأنواري المذكور في وادي السلام بالنجف.
وأقيمت له مجالس الفاتحة من قبل العلماء ، وخاصّة آية الله السـيّد الخوئي ، وأرسل آية الله السـيّد الشاهرودي الخبر برقياً إلى بلدة همدان ، كما أرسلت رسالة خاصّـة في ذلك إلى أخي زوجته الشيخ أبي طالب الديني.

(137)












ثانياً ـ جولة خاطفة في مخطوطات الشيخ

ينقسم ما خطَّه الشيخ شير محمّـد الهمداني بيمينه المباركة إلى تصنيفات ومستنسخات ، فنذكر أوّلاً مصنّفاته ثمّ مستنسخاته ، وبما أنّه كان من المولعين بإحياء التراث فإنّ الفصل المشبع في هذا الباب يتعلّق بمستنسخاته.

مصنّفاته :
اشتملت تأليفات الشيخ رحمه الله على : تقريرات شيوخه في الفقه والأُصول ، وهي غير مهذّبة. وحواشٍ على خمسة من كتب الرجال والحديث ، ومنتخبات من عدّة كتب من مصادر العامّة يبلغ عددها 6 كتب ، ومستدرك على كتاب واحد ، وهناك كتاب ألَّفه بتحمّل المشاقّ في إنجازه ، هو الوحيد الذي وصل إلينا من كتبه ، وبذلك بلغت مصنّفاته 14كتاباً ، هي :

الف ـ التأليف :
1. كلمة الحقّ.
مخطوط في مجلّدين : الأوّل في 550 صفحة ، والثاني في 530 صفحة ، وأصل النسخة في مكتبة السـيّد محمّـد النبوي بمدينة دزفول ، وتوجد نسخة مصوّرة عنها في مركز إحياء التراث الاِسلامي بقم المقدّسة في مجلّدين رقمهما 56 ، 57 ، ونسخة مصوّرة أُخرى في مكتبة أميرالمؤمنين عليه السلام المختصّة في مشهد الاِمام الرضا عليه السلام.

(138)




ذُكر الكتاب في فهرس المركز بهذا النصّ : « كتاب في فضائل أميرالمؤمنين عليه السلام ، وأكثرها منقولة عن طرق الخاصّة ، وهو مجلّدان كبيران ، في الأوّل منهما روايات غير مبوّبة في المناقب ، وأمّا الثاني فهو في عشرة فصول كما يلي :
الأوّل : في طرق قول رسول الله صلى الله عليه وآله : « مثل أهل بيتي ... ». الثاني : في طرق قول رسول الله صلى الله عليه وآله : « أعطاهم الله فهمي وعلمي ». الثالث : في طرق قوله صلى الله عليه وآله : « إنّهم لا يدخلونكم في باب ضلال ». الرابع : في أنّ أهل الذكر هم الأئمّة عليهم السلام. الخامس : في ما فرض الله ورسوله من الكون مع الأئمّة عليهم السلام . السادس : في شيء من الأخبار الواردة في ولاية أمير المؤمنين عليهم السلام . السابع : في جملة من الأخبار الواردة في وجوب طاعة الأئمّة عليهم السلام . الثامن : في جملة من أخبار الشفاعة. التاسع : في جملة من الأخبار الواردة في اتّباع الأئمة : والمعتقدين بإمامتهم. العاشر : في جملة من الأخبار الواردة في محبّي أهل البيت عليهم السلام.
والنسخة بخطّ النسخ (خطّ المؤلّف) ، فرغ من المجلّد الأوّل في 25 شعبان 1382 في النجف ، والمجلّد الثاني مشوّش الخطّ في أواخره ، ولعلّ ذلك لتأليفه في أواخر عمره » (1) .

ب ـ التقريرات :
2. تقريرات شيوخه في الفقه والأُصول.
وقد كتب في أوائل وروده النجف ـ حينما كان مقبلاً على الدرس ـ كتاباً في حجّية الظن والاستصحاب والخبر الواحد ، ورتّبه بصورة : « قال


(1) فهرس مركز إحياء التراث الإسلامي 1 / 69 .

(139)




الأُستاذ : ... أقول : ... » ، وقد بقي ناقصاً غير مبوَّب ولا مهذَّب بعدما أقبل على العقائد والحديث وعُني بأمر المخطوطات.

ج ـ التعليقات :
3. الحاشية على فهرست الشيخ الطوسي.
4. الحاشية على رجال النجاشي.
5. الحاشية على الهداية.
6. الحاشية على نهج البلاغة.
7. الحاشية على كتاب « حجّة الذاهب إلى إيمان أبي طالب عليه السلام ».

د ـ المستدركات :
8. مستدرك الاِيقاظ من الهجعة.
استدرك فيه لِما فات الشيخ الحرّ العاملي في كتاب الاِيقاظ ، والنسخة في مكتبة الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام ، في مجموعة رقمها 3231.

هـ ـ المنتخبات :
9. سند الخصام.
في مجلّدين ، يحتوي على ما انتخبه من مسند أحمد بن حنبل ، ومن غيره كما صرّح به في آخر الكتاب ، والمجلّد الثاني انتهى إلى الجزء السادس من أصل الكتاب ، وهو الطبعة الأُولى من مسند أحمد ، فرغ من الانتخاب في شوّال سنة 1376 هـ ، والمجلّدان في مكتبة الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام بالنجف ، رقمهما 3241 و3242.

(140)

10. المنتخب من « ربيع الأبرار » للزمخشري.
فرغ من الانتخاب في ربيع الآخر سنة 1389 هـ ، والنسخة في مكتبة الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام بالنجف ، رقمها 3240.
11. المنتخب من « المجموع الرائق من أزهار الحدائق ».
استخرجها من نسخة عتيقة ، لعلّها نسخت قبل 300 سنة ، وفرغ منها في شعبان سنة 1373 هـ ، والنسخة في مكتبة الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام بالنجف ، في مجموعة رقمها 3207.
12. الأخبار المنتخبة من « البيان والتبيّن » للجاحظ.
انتخبها من نسخة تاريخها سنة 1018 هـ ، فرغ منها في ربيع الآخر سنة 1361 هـ ، والنسخة في مكتبة الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام بالنجف ، في مجموعة رقمها 3221.
13. الأحاديث المنتخبة من « المستدرك على الصحيحين » للحاكم.
فرغ منها في شعبان سنة 1353 هـ ، والنسخة في مكتبة الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام بالنجف ، في مجموعة رقمها 3230.
14. الأحاديث المنتخبة من « الاستيعاب » لابن عبـدالبرّ.
انتخبها من الطبعة الأُولى لكتاب الاستيعاب ، فرغ منها في ربيع الآخر سنة 1361 هـ ، والنسخة في مكتبة الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام بالنجف ، في مجموعة رقمها 3221.
وفي ما يأتي صورة الصفحات الأُولى والأخيرة لكل من المجلّد الأوّل والثاني من كتاب كلمة الحـقّ ، وهو المؤلَّف الفريد الذي وصل إلينا من مؤلّفات الشيخ شير محمّـد الهمداني رضوان الله عليه.

(141)






صورة الصفحة الأُولى من المجلّد الأوّل من كتاب كلمة الحقّ


(142)



صورة الصفحة الأخيرة من المجلّد الأوّل من كتاب كلمة الحقّ


(143)









صورة الصفحة الأُولى من المجلّد الثاني من كتاب كلمة الحقّ


(144)


صورة الصفحة الأخيرة من المجلّد الثاني من كتاب كلمة الحقّ


(145)



مستنسخاته :
كان للشيخ رحمه الله صلة خاصّة بآثار السابقين المخطوطة ، دافعه في هذا الأمر إحساسه بالمسؤولية تجاهه رحمه الله بمقتضى ما امتلكه من قدرات فنية وعلمية ، وزمانه الذي كان يعيشه ، وكان رحمه الله يرى وجوب إحياء المخطوطات ؛
إذ قوام الدين بها من جهة ، وأنّها حصيلة عطاء تفقّه العلماء في الدين وما رقمته أيديهم في سبيل ذلك من جهة أُخرى ..
وقد كانت حصيلة ما قام به رحمه الله من جهد علمي في هذا الجانب : إنجاز عملية الاستنساخ لأكثر من 100 كتاب من أهمّ الآثار.
ونحن نورد أوّلاً كلمات بعض معاصريه والمتّصلين به في أمر المخطوطات ، ثمّ نلقي نظرة إلى نشاطاته في هذا المضمار ..

كلمات العلماء عن نشاطه في الاستنساخ :
1 ـ قال العلاّمة الشيخ آغا بزرك الطهراني : « ولع المترجم له منذ سنين عديدة بنسخ كتب الحديث غير المطبوعة ، وإحياء مؤلّفات الاِمامية الأكابر في القرون الأُولى ، وقد لقي في ذلك عناءً كثيراً وتحمّل مشاقّاً متنوّعة ، وقد وفّق لكتابة ما يقرب من أربعين مؤلّفاً كبار وصغار من جيّد الآثار ومهامّ الأسفار ، ويمتاز ما نسخه بالدقّة والصحّة ، فقد قابل كلّ نسخة بنسخ عديدة ، وضبط هذه المؤلّفات الجليلة وصانها من الضياع والتلف ، وأصبح له بذلك الحقّ والفضل على من يأتي بعده من هواة هذا الفن ورجال هذا العلم » (1) .


(1) نقباء البشر 2 / 849 رقم 1365 .

(146)



2 ـ قال العلاّمة السـيّد صادق آل بحر العلوم معبّراً عن الشيخ الهمداني بكلّ تقدير واحترام ، وذلك في مقدّمة كتاب سليم : « هذه تحقيقات ثمينة وفوائد نافعة أفادها بعض الأساتذة من أهل التحقيق ، أكثر الله في رجال العلم أمثاله ... ونظراً لِما في هذه الفوائد والتحقيقات من الأهمّية حول كتابنا مثَّلناها للنشر ، شاكرين لهذا الأُستاذ المحقّق ما تفضَّل به علينا من نسخته ... وعلَّق عليها تعليقاته الثمينة ، فنسخته هذه هي غاية في الضبط والاِتقان » (1) .
3 ـ قال العلاّمة الشيخ محمّـد هادي الأميني : « إنّه كان مولعاً بنسخ الكتب المخطوطة وإحياء تراث علماء الاِمامية ، فبذل مساعيه وجهوده في هذا السبيل ، كما أنّه تصدّى للتأليف والبحث » (2) .
4 ـ قال العلاّمة محمّـدحسين الجلالي : « كان الشيخ آية في ... والجَلد والمثابرة في سبيل إحياء تراث الشيعة ، ولم أشاهده طيلة معرفتي به في محفل لا يعود بالخير للتراث ، وكان دائباً في الاستنساخ والمقابلة ، حتّى أنّه يكرّر الاستنساخ فيما إذا وجد الاختلاف فاحشاً ، كما فعل بـكتاب سليم ابن قيس الهلالي ، فإنّه استنسخه أربع مرّات بالاِضافة إلى المقابلات المتعدّدة » (3) .

استمراره في استنساخ الكتب :
استمرّ رحمه الله في أمر الاستنساخ طيلة خمسين عاماً ، وهو جهد كبير


(1) مقدّمة كتاب سليم ـ طبعة النجف ـ : 3 .
(2) معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام (3 /) : 1343.
(3) فهرست مستنسخات الشيخ الهمداني ـ مخطوط : 1 .

(147)




وعمل جليل ينبىَ عن جذور عميقة في اعتقاد وثقافة عمله ، وكان بدأ ذلك منذ نزوله النجف سنة 1328 هـ إلى سنة 1389 هـ ، أي إلى سنة واحدة قبل وفاته عندما كان في سنّ 87 من عمره الشريف ، وكان رحمه الله لا يترك الاستنساخ في أسفاره إلى كربلاء والكاظمية وسامراء ، كما جاء في وصف بعض مستنسخاته.
ونظرة خاطفة إلىالتواريخ المذكورة في وصف مخطوطاته تبيّن أنّ هذا الاستمرار كان بجدّ ونشاط عال تارة ، وتنخفض سرعته وسِعته تارة أُخرى ، وفي ما يأتي تفاصيل ذلك :
ـ من أوائل سنة 1339 إلى 1342 : استنساخ 4 كتب ، ومقابلة كتاب واحد.
ـ من اوائل سنة 1342 إلى أواخر سنة 1345 : استنساخ كتاب واحد ، ومقابلة كتاب واحد.
ـ من أواخر سنة 1345 إلى أوائل سنة 1360 : استنساخ 50 كتاباً ، ومقابلة 5 كتب ، وتأليف واحد.
ـ من أوائل سنة 1360 إلى أوائل سنة 1361 : استنساخ 4 كتب ، وتأليف واحد.
ـ من أوائل سنة 1361 إلى أوائل سنة 1368 : استنساخ 15 كتاباً ، ومقابلة كتاب واحد.
ـ من أوائل سنة 1368 إلى أوائل سنة 1369 : استنساخ 3 كتب ، ومقابلة كتاب واحد.
ـ من سنة 1370 إلى 1380 : استنساخ 10 كتب ، ومقابلة كتاب واحد ، وتأليف واحد.


(148)








ـ من سنة 1380 إلى 1389 : استنساخ 3 كتب ، ومقابلة كتابين.
والعلّة في هذا الاختلاف ربّما تكون بسبب اشتغاله في أوّل وروده النجف بتحصيل العلم والحضور في مجالس الدرس ، وبالتالي ضيق الوقت للاستنساخ ، ولكنّه انصرف بعد ثلاث سنوات من اشتغاله بالفقه وأُصوله لاِحياء التراث وأقبل عليه بجدّ خاصّ ، فنراه في الخمس عشرة سنة الأُولى من تلك السنين ـ وهي ما بين 43 إلى 58 من عمره ـ في نشاط تامّ في مهمّته ؛ إذ استنسخ فيها كتباً كثيرة بلغت 50 كتاباً.
وبعد ذلك نشاهد فترة فتور في العمل ، لعلّه لجهة سفره إلى إيران في تلك السنين ، مع استمرار نشاطه بما فيه من ا لبطء ؛ والمحتمل قوياً أنّه كان بسبب سنّه وكثرة أشغاله الجانبية ، وهو ما بين 59 إلى 66 من عمره.
وفي الفترة بين 68 إلى 78 من عمره نراه قدّم عشر نسخ نسخها بيده وتأليف واحد ومقابلة واحدة ، وهو عمل كبير بالنسبة إلى تلك السنين من عمره ، وفي العشر الأواخر من عمره اشتغل بتأليف كتابه الكبير كلمة الحقّ ومعه استنسخ ثلاثة كتب وقابل كتابين ، وهذا ينبىَ عن جدّه التامّ في سنّ جاوز الثمانين من عمره المبارك.

اهتمامه بالمصادر الحديثية والعقائدية :
كان الشيخ رحمه يسعى لاختيار ما هو الأهم من تراث الطائفة ومصادرها ؛ لأنّه كان متصلّباً في عقيدته متفقّهاً في دينه ، مقدِّماً في ذلك كتب الحديث والتاريخ ..
وقد دقّق النظر في انتخاب الأهمّ ثمّ المهمّ من مصادرنا ؛ إذ أنّ 65 كتاباً من مجموع 107 كتب نسخها بيده كانت من مصادر الدرجة الأُولى

(149)





لحديث الشيعة ، وكلّها من مصادر بحار الأنوار ، ممّا لم يطبع بعضها حتّى الآن ، مع مسيس الحاجة إليها ، أو طبع في السنين الأخيرة ، كما أنّ بعضها طبع على نسخة الشيخ في النجف ولم يطبع بعدها إلى اليوم.
ولا يخفى ما لاِحياء المهمّ من التراث وجعله في متناول أيدي المؤلّفين والمحقّقين من أثر بالغ في علميّة كتبهم ، والحصول على المباني الاعتقادية الأصلية.
ونثبت هنا أسماء تلك المصادر الحديثية والتاريخية المهمّة التي قام الشيخ رحمه الله باستنساخها وإحيائها :
1. إثبات الرجعة ، للفضل بن شاذان.
2. الاختصاص ، للمفيد.
3. الأربعين ، لمنتجب الدين.
4. الأربعين ، لأبي حاتم.
5. الاستخارات ، لابن طاووس.
6. الأُصول السـتّة عشر ، لعدد من المتقدّمين.
7. الاِفصاح ، للمفيد.
8. إلزام الناصب ، للصيمري.
9. الأمالي ، للمفيد.
10. إيضاح دفائن النواصب ، لمحمّـد ابن أحمد بن شاذان.
11. الاِيقاظ ، للحرّ العاملي.
12. بشارة المصطفى ، للطبري.
13. تأويل الآيات ، للنجفي.
14. تفسير العيّاشي.
15. تفسير فرات.
16. التمحيص.
17. ثاقب المناقب ، لابن حمزة الطوسي.
18. جامع الأحاديث ، لأحد مشايخ الصدوق.
19. الجعفريات.
20. خصائص الأئمّة عليهم السلام للسيّد الرضي.
21. دعائم الاِسلام ، للقاضي نعمان ابن محمّـد.
22. دعوات الراوندي.
23. دلائل الاِمامة ، للطبري.
24. رجال البرقي.
25. رسالة أبي غالب الزراري.
26. سعد السعود ، لابن طاووس.


(150)



27. شرح عقائد الصدوق ، للمفيد.
28. صحيفة الاِمام الرضا عليه السلام.
29. الصراط المستقيم ، للبياضي.
30. صفات الشيعة ، للصدوق.
31. الطُرف ، لابن طاووس.
32. عيون المعجزات ، للحسين بن عبـدالوهّاب.
33. الفرقة الناجية ، للقطيفي.
34. الفصول المختارة ، للسـيّد المرتضى.
35. فضائل الشهور الثلاثة ، للصدوق.
36. فضائل الشيعة ، للصدوق.
37. فلاح السائل ، لابن طاووس.
38. قرب الأسناد ، للحميري.
39. كامل الزيارات ، لابن قولويه.
40. كتاب درست بن أبي منصور.
41. كتاب الزهد ، للأهوازي.
42. كتاب سلام بن أبي عمرة.
43. كتاب سليم بن قيس الهلالي.
44. كفاية الطالب ، للكنجي.
45. مثير الأحزان ، لابن نما.
46. المحاسن ، للبرقي.
47. المحتضر ، للحسن بن سليمان.
48. مختصر البصائر ، للحسن بن سليمان.
49. مختصر المواليد.
50. المزار ، لابن المشهدي.
51. المسائل العكبرية ، للمفيد.
52. المسائل العشرة في الغيبة ، للمفيد.
53. المسترشد ، للطبري.
54. مستطرفات السرائر ، ....
55. المسلسلات ، للقمّي.
56. مشكاة الأنوار ، للطبرسي.
57. مصادقة الاِخوان ، للصدوق.
58. مصباح الأنوار ، ....
59. مصباح الزائر ، لابن طاووس.
60. مقتضب الأثر ، لأحمد بن محمّد ابن عياش.
61. المناقب والمثالب ، للقاضي نعمان المصري.
62. نهج الاِيمان ، لابن جبر.
63. نوادر علي بن أسباط.
64. الهداية الكبرى ، للخصيبي.
65. اليقين ، لابن طاووس.
 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف