البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

رؤيتنا الثقافية، وتحديات العولمة

الباحث :  عبد الله موسى
اسم المجلة :  النبأ
العدد :  29
السنة :  السنة(4) شوال 1419هـ
تاريخ إضافة البحث :  January / 25 / 2015
عدد زيارات البحث :  1710
رؤيتنا الثقافية .. وتحديات العولمة
عبد الله موسى
ماهية الثقافة
لعلّ البحث لاستقصاء التعاريف والاختلافات في الجدل الدائر حول معنى الثقافة، قد يبعدنا عن غايتنا الأساسية في تحديد المعنى العرفي لها والذي سادت تجلياته على واقع الحياة، فلم تعد هذه المفردة تحتمل ثقل المعاني اللغوية والرموز والكنايات التي تفرعت عنها بعد التعقيد والتشابك الذي ولج إلى معاني هذه المفردة المثيرة للجدل.
فقد حاول البعض تعويم معنى الثقافة بحيث أُفرغت من أي إطار يحدد معالمها ويصوغ شكلها بقيود وضوابط أو عبر خلط عدة نماذج ثقافية ومنهم من ذهب إلى ابعد من ذلك في اعتبار الثقافة الإنسانية هي ثقافة واحدة لا تتجزأ وذهب آخرون إلى أن لكل مجتمع خصوصيته الثقافية فهي نتاج تراكم التجارب المجتمعية وصبّها ضمن قوالبها الخاصة.
رؤيتنا للثقافة
تنقسم رؤيتنا الإسلامية هي الأخرى لمفهوم الثقافة تبعاً للتأثيرات الاجتماعية وخصوصية المجتمعات الإسلامية، فقد لا تتفق بعض مفردات هذه الثقافة وخصوصية مجتمع إسلامي متحدّر من أصول قومية وأثنيات تطبع ببصماتها على تشكيلته الثقافية، لذلك فإن الثقافة الإسلامية تحمل عناوين عريضة قد تنطوي على الكثير من المفاهيم المتضاربة أحياناً والتي قد تتيه في البحث عن عموميات وحدتها، بيد أنها ترتكز على قاعدة عامة تحدّد هويتها الإسلامية عبر أصل التوحيد الذي يشكل جوهر ثقافة المسلم الدينية.
غير أن التطور البشري الذي شارف على إلغاء المسافات الجغرافية بين شعوب الأرض وضع المسلمين أمام حتمية تغيير قد يصل إلى إلغاء بعض المفاهيم التي كانت تعد بمثابة الأحكام الشرعية(كالقاصرية والمقصرية) في تطبيق الأحكام الشرعية، فهل يمكننا الحكم على المسلم في الصين مثلاً على أنه(قاصر) لعدم إمكانية حصوله أو إطلاعه على أحكام الإسلام، بعد الثورة الاتصالاتية التي فتحت الأبواب أمامه ليزور أمهات المدن الإسلامية ويطّلع عن كثب على مصادر الإسلام وإمكانية تحصيله الفتوى الشرعية من منفاه السابق؟ الواقع أن هذا الوضع الجديد سيحول عناء البحث عن الحكم الشرعي الإسلامي بصورة عامة إلى حالة أخرى هي الأقرب إلى تشكيل الرؤية والثقافة الإسلامية الموحّدة عبر البحث عن المصادر الصحيحة للإسلام وفرز الغث والسمين الذي وجد طريقه في التسلل إلى جوهر التاريخ الإسلامي.
كما أن هذا الأمر سيوجد دماء جديدة قد تكون اكثر تحمّساً لتحقيق هذا الهدف إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار التطور الحضاري والتكنولوجي لبعض الشعوب والأقليات التي كانت بعيدة عن مناهل الإسلام.
نحن والتحدي المضاد
ومع ما تحمله هذه المرحلة التاريخية من إيجابيات في إنماء حركة الإسلام وتطورها فإن الخطر المحدق بها قد يكون في اشد حالاته بحيث لم يسبق وان واجه الإسلام مثل هذا التحدي الجديد في أسوأ الحقب الـــتاريخية للمسلمين بعد أن عجّ العالم بالتناقضات والتنافس غير البريء.
فشعار(إن عجلة التاريخ لن تنتظر أحداً) هو الشعار المعلن للنظام العالمي الجديد ولا شك أن لهذا الشعار وجوهاً وأصداءً واقعية لا يمكن صم الآذان عن سماعها والتعاطي مع إفرازاتها بشيء من الجدية في التعامل معها، ففي الوقت الذي تتسابق فيه المراكز العلمية على تسهيل سبل الحياة وتنميتها وتذليل الصعوبات أمام الإنسان، ترتفع في ذات الوقت صيحات إحياء أسلحة الدمار الشامل في مناطق هي الأكثر فقراً في العالم، وإذا كان المسلمون في صدد صياغة نظريتهم الإسلامية ونشرها فإن العالم يتجه نحو التوحّد في صياغة نماذج حضارية وطرحها في(السوق العالمية) والتي لا يمكن بأي شكل من الأشكال الإفلات والنأي عن مداراتها وحرف مسيرتها بحيث لا يقع أحد في أي مكان من العالم ضمن دائرتها، وسواء كان هذا التأثير إيجابياً أم سلبياً فإنه لا بد وان يترك بصماته على تفاصيل حياة وثقافة أي شعب من شعوب المعمورة، وإذا كان العالم يقبل على ألفيته الثالثة وهو مجهّز بآليات وأدوات العبور إلى النموذج القادم، فإن دول المسلمين تنوء بأحمال عجز الميزانيات الاقتصادية المتفاقمة في اكثر دولها الغنية فضلاً عن المسحوقة، كما أن هذه الأزمة آخذة بالتزايد حيث تشير إلى ذلك التقارير الاقتصادية الدولية (إلى أن الكثير من الدول المصدرة للنفط -والتي غالبيتها إسلامية- ستواجه عجزاً شديداً في موازينها الداخلية والخارجية مما يجعلها تبحث عن موارد جديدة بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات صعبة للإنفاق( )، وستلقي هذه الأعباء الاقتصادية بسلبياتها ونتائجها على كل خطط التنمية في هذه الدول بما في ذلك(التنمية الثقافية) مما يضع هذه المشاريع الفنية في مهب أعاصير العولمة حيث أن هذه الموجة ورغم طرح شعارها المعلن في فتح أبواب المنافسة الحرة إلا أن الأحداث الواقعية أثبتت عكس ذلك فإن أحد الأسباب الرئيسية لانهيار أسواق دول النمور الآسيوية كان دخول اقتصاديات هذه الدول في منافسة حقيقية مع الشركات الغربية بحيث أفلست الكثير من هذه الشركات مما نتج عن الكارثة الاقتصادية المعروفة بهذه الدول وجاء ذلك نتيجة للرفض المسبق للنظام العالمي الجديد لأي منافسة من هذا النوع وهذا يشكل سابقة خطيرة تنبئ بمستقبل غامض للدول المصنفة تحت عنوان(الدول النامية) والإسلامية منها حيث أن نظام العولمة الجديد يرفض أي نموذج لا يحمل الجنسيات المجازة والتي من حقها فرض(الفيتو الحضاري) على أي نموذج منافس.
بواكير الغزو الثقافي والبدائل المستجدة
بدأ مصطلح(الغزو الثقافي) يطفو على سطح المتبنيات الفكرية في الأدبيات الإسلامية في أوائل عصر الصحوة الإسلامية ولقي من المتصدين والمفكرين الإسلاميين شيئاً من الدراسة والاهتمام في ستينات القرن العشرين الميلادي والذي جاء على شكل ردود فعل غير ناضجة بسبب جهل الأهداف الكامنة التي حملتها الهجمة الفكرية الغربية بادئ الأمر، ثم يأتي بالدرجة الثانية الاحتقان الثقافي الذي كان يسود الأوساط الثقافية في البلدان الإسلامية وتبعثر الجهود التي أخذت على عاتقها مهمة التصدي الفكري بسبب حالة الاحتلال الغربي والاستقلال الجزئي المشروط لبعض البلدان حيث واصل الاستعمار حملته الثقافية المركزة على هذه البلدان مما خلق بؤراً استبطنت مؤامرات خبيثة لاستبدال الثقافة الإسلامية بالثقافة الغربية عبر ربطها بعجلة الدول المحتلة سابقاً، عن طريق المستشرقين أو المراكز الثقافية والممثليات التي نشرت خلاياها في كبريات المدن الاسلامية، يضاف الى ذلك سلخ بعض هذه الدول ثقافياً عن طريق تغيير هويتها الإسلامية ففي تركيا تمكن مصطفى أتاتورك من إحداث شرخ خطير في الهوية الثقافية الإسلامية لهذه الدولة، فاستبدل الحرف العربي الذي كانت تكتب فيه اللغة التركية بالحرف اللاتيني ودأب رضا بهلوي ومن بعده ابنه محمد رضا على ربط إيران بعجلة الغرب وتأجيج النزعة القومية الفارسية في هذا البلد الاسلامي، ولم تكن الدول العربية التي استقلت شكلياً عن الاحتلال الغربي المباشر بأوفر حظاً من نظيراتها في إيران وتركيا حيث حلت اللغة الفرنسية بعد اللغة العربية في كل من المغرب والجزائر وتونس وظهرت دعوات في مصر لتطبيق النموذج التركي باستخدام الحرف اللاتيني في الكتابة العربية، كما برزت دعوات مماثلة للعودة إلى الأصول الفرعونية والفينيقية والبربرية بينما رفعت دول أخرى شعار القومية العربية والإقليمية بديلاً عن الشعار الإسلامي الذي كان سائداً حتى نهاية الدولة العثمانية، واليوم وقد أخذت هذه الدول شكلها الحاضر وبعد تغير الطرق الاستعمارية وإبدالها بوسائل أحدث وأكثر مقبولية من سابقاتها نتيجة استهلاك الوسائل القديمة ووعي الشعوب الإسلامية لتلك الأساليب الاستعمارية فقد دأب الاستعمار إلى استحداث البدائل التي تتماشى والوعي الثقافي الحديث للمسلمين فأخذت بالتقسيم(المناطقي) مثلاً كأسلوب لفك عرى التماسك بين الدول الإسلامية فبرز مصطلح(الشرق أوسطية) و(المغاربية) إلى غير ذلك من التقسيمات المستحدثة والتي تحمل بين طياتها مشاريع لتفتيت البلدان الإسلامية وعزلها عن بعضها البعض لتسهيل عملية السيطرة عليها.
محاولات تشويه
بعدما فقدت الحركات التبشيرية والمنظمات العاملة في البلدان الإسلامية امتيازاتها وأدوارها التخريبية حزمت أدواتها القديمة من كتب وأفلام ونشرات لتحل محلها الثقافات المنحرفة التي هي إحدى تبعاتها الثقيلة على العالم الإسلامي، ظلت الثقافة الإسلامية تعاني حصاراً شديداً داخل بيئتها المحلية وحرباً ضروساً من التهم الوافدة إليها من الشرق والغرب بدءاً من تهمة(الرجعية) وانتهاءً بتهمة(الإرهاب) التي لا تزال عالقة بها نتيجة أخطاء بعض الحركات الإسلامية وانقسامها إلى قسمين:
الأول: التيار السلفي؛ ومثلت هذا التيار بعض الحركات الإسلامية التي دعت إلى الانكفاء والعودة إلى نموذج إسلامي صورته عدسة التاريخ المحمل بالانحرافات، لتشق هذه الحركات الجديدة طريقها بدعم مالي ضخم بعدما هيأت لها القوى الكبرى القاعدة المناسبة للتحرك في محاولة لحرف المسار الإسلامي عن نهجه الصحيح وتشويه الصورة الحقيقية له والذي تمثله المرجعيات الدينية والحركات المنبثقة عنها، وبلغت خطورة هذه الحركات(السلفية) أوجها في استلام مقاليد الحكم بصورة مباشرة كأفغانستان وغير مباشرة في عدة دول أخرى، والمفارقة الطريفة في الأمر أن هذه الحركات قد وجدت دعماً غربياً معلناً ومباركاً من قبل المنظمات التي كانت تعمل ضد الإسلام مما يؤكد خطورة هذا التيار بشكل لا يقبل أدنى شك.
الثاني: التيار الذي اتخذ أسلوب العنف؛ وهذا الخط هو امتداد لما يسمى بـ(التيار السلفي) إلا انه لم يصنف ضمن حركة أو تنظيم معين ففي حركة إسلامية واحدة يجد هذا التيار له أنصاراً وأجنحة تختار طريق العنف العشوائي وغير الهادف، مما جعله هدفاً للاختراق من قبل الأجهزة المضادة له وتأجيجهُ بشكل مروع وقد مثلّت الحالة الجزائرية بعض توجهات هذا الخط حيث وجدت بعض هذه الحركات نفسها في أتون الإرهاب بعدما غذّتها بعض المصادر خارجية كانت أو داخلية والمتمثلة بنظام الحكم في محاولة محمومة للنيل من الصحوة الإسلامية ووصمها بتهمة الإرهاب البعيدة كل البعد عن جوهر الدين الإسلامي الحنيف، وقد استغلت الاوساط المعادية للإسلام هذه التوجهات ووظفتها لخدمة مصالحها عبر الدعم المادي والمعنوي، ففي الوقت الذي تدعي فيه دولاً غربية معاداتها لمثل هذه التيارات أخذت تربي بعض العناصر المؤثرة في بلدانها ومن ثم (تصديرها) إلى بلد المنشأ استكمالاً للمخطط المدروس، ولتبدأ بعدها الحملات التي تكيل تهم الإرهاب والوحشية إلى الدين الإسلامي عبر أجهزة إعلامها الموجهة لهذه الأغراض.
طوفان العولمة
وبعد هذا التآكل الذي منيت به النظرة الصحيحة للإسلام، وجد المسلمون أنفسهم أمام بحر عصر المعلوماتية والاستعمار التقني وإزاء النادي العالمي الذي تحكمهُ ثقافة (الإغراق) و(المجتمع المدني) الرامي إلى سلخ الخصوصيات المحصنة بالأسوار الكونكريتية وتجاوز الحدود والحواجز طبيعية كانت أم اصطناعية، في ثورة حقيقية على الوجدان والسلوك والآيديولوجيات المحلية (فالقيم يتم غرسها من قبل وسائل الإعلام حيث يقوم الإعلام ببيع الإثارة والمثير وكسر المعايير الاجتماعية القائمة، فالإثارة سلعة رائجة، وان الأبطال هم الذين يبنون صناعات جديدة والذين لديهم الحلم ومتعة الإبداع والحافز النفسي لبناء مملكة اقتصادية).
هكذا أُريدَ لهذا العالم أن يكون، فأين نحن من هذا العالم؟! وهل لنا أن نجامل أنفسنا ونفتخر بما جنينا وحضارتنا التي دفناها بين طيات الكتب؟

تقنية المسـتقبل
تعتبر تقنية الاتصالات الأداة الطيّعة لعولمة النظام الكوني الجديد الذي يتوقع له أن يحكم الأرض عن طريق آلياته ووسائطه التي ستغزو كل بقاع العالم، فهذه التقنيات التي بدأت في الثمانينات من هذا القرن تشهد تحوّلات جذرية وعميقة سرّعت من عملية الاتصالات بحيث لم تعد العوائق التقنية والاعتبارات السياسية والحدود الجغرافية حائلاً أمام هذا المد التطوري لهذه الخدمة، فستحل خدمة البثّ المرئي المباشر(DBS) بديلاً عن خدمة الأقمار الثابتة الأمر الذي يضع حدّاً نهائياً لمحاولات المنع المعمول به في بعض البلدان حيث ستمر البرامج المرئية إلى أي مكان في العالم دون الحاجة إلى الأطباق الهوائية أو المستقبلات الخاصة كما إن جهاز التلفزيون سيتحول إلى مصرف للمعلومات عبر ربطه بجهاز(التلكس) الذي يبث عن طريق الموجات الهرتزية والذي يفضل استخدام آلة لرفع الشيفرة مــن الحصول على معلومات عامة مثل الأخبار ومعلومات أخرى عن الأحداث العالمية، إضافة إلى الوظيفة المزدوجة للتلفزيون والكومبيوتر عبر التقنية الرقمية التي ستلغى الحدود بينهما في عملية دمج وظيفتيهما مما يتيح المجال للاطلاع على الصحافة العالمية والمعلومات الاقتصادية بيسر وسهولة قصوى، وقد بدأت التقنية الرقمية طريقها إلى التطبيق في بعض الدول المتقدمة تكنولوجياً، ولا شك أن هذا التطور لن يقف عند هذا الحد فلا ندري ما الذي يخبئه لنا التطور العلمي المتسارع من مفاجآت مستقبلية والتي أكثرها توقعاً هو سيطرة الثقافة الواحدة عالمياً مما يشكل خطراً حقيقياً على الشعوب التي لم تشارك في صياغة نموذجها الحضاري القادم.
معركة مصيرية وحوار
إن الكيفية التي عرضناها لتركيبة ثقافة مجتمعنا الإسلامي والتشكيلة المستقبلية لعالم القرية الكونية يضعنا أمام تحدٍّ كبير يحتّم علينا تحديد موقعنا الذي ينسجم وعظمة فكرنا الإسلامي والكيفية التي نأخذ فيها دوراً عادلاً في تركيبة هذا النظام العالمي القادم ولا بد من العودة إلى آليات صنع التاريخ والحضارة التي تمتلكها وإعادة تشكيل الوعي الإسلامي إزاء هذا الاستعمار الجديد وقد حدّد مفكرو الإسلام أن المشكلة ليس في الاستعمار القادم إلينا وإنما في القابلية والأرضية الصالحة لنموه لأنهما يهيئان الوسط الصالح لنمو خلاياه في الجسد الإسلامي.
فهل نحن مهيئون لدرء خطر التهجين إن استبعدنا حالة إلغاء هويتنا الثقافية وهل تصمد مفاهيم(الأمن القومي) و(الإقليمي) ونظم الحماية الاقتصادية المنفردة، مقابل نظام السوق المفتوحة وسيطرة رؤوس الأموال الأجنبية.
وإذا كانت هناك ثمة معركة تنافس بين النموذج الأميركي والأقطاب التي تحاول أن لا ترى مصرعها على يد (الغول الأمريكي) فإن (هذا التنافس لا يرقى الى التنافس على قمة الصراع)( ) فكانت حرب عاصفة الصحراء إيذاناً بنهاية النظام العالمي القديم وبداية النظام العالمي الجديد القائم على القدرات العسكرية والاقتصادية ليؤول الأمر إلى الهيمنة على العالم.
لذا فإن صورة هذه المعركة واضحة ولا يبقى سوى بصيص أمل في موازنة القوى الدولية التي بدأت بوادر تشكيلها تظهر للوجود الأمر الذي يجعل المسلمين في أمس الحاجة إلى صياغة برنامجهم دون تلكأ في عدة مشاريع منها:
1- عملية مراجعة وتصحيح للواقع الإسلامي بكل جزئياته بحيث يقدّم كمشروع موحّد للنظرية الإسلامية المطروحة عالمياً.
2- القيام بالنهضة الثقافية المتوازنة ومجريات الأحداث في الساحة العالمية والتفكير الجديد في تحرير الشعوب الإسلامية من الرقابة السلطوية والاستبداد الذي تمارسه بعض أنظمتها.
3- طرح فكرة الحوار الحضاري بشكل جدي مما يجبر الخصم على المهادنة وقبول المشروع الإسلامي كواقع مطروح.
4- بحث التحدي الثقافي لموجة العولمة مع أطراف لا تتفق كلياً مع أهدافها وخصوصياتها كأوربا واليابان.
5- وأخيراً بحث إمكانية إيجاد (منظومة قيم) عبر دراسة القواسم المشتركة بين المسلمين وبعض الدول التي تعتز بخصوصيتها الثقافية وتكوين خطوط ضغط دولي لمواجهة أخطار العولمة الثقافية وتخصيص مراكز بحوث ودراسات لهذا الغرض في هذه البلدان ...
...........................
(1) تقرير صندوق النقد الدولي الصادر في تشرين الأول 1998.
(2) المتناطحون ـ ليستر ثرو.
 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف