البحث في...
عنوان التقرير
إسم الباحث
المصدر
التاريخ
ملخص التقرير
نص التقرير
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

May / 25 / 2017  |  1117ادارة ترامب تتطلع الى زرع بذور الفرقة بين روسيا وايران

جاي سولومون - Jay Solomon وول ستريت جورنال - Wall Street Journal 5 شباط 2017 - 5 February 2017
ادارة ترامب تتطلع الى زرع بذور الفرقة بين روسيا وايران

التحرير: يتطور قاموس الصراع الاميركي ـ الإيراني، من احتواء إيران الذي فشل، إلى تقويض إيران كما يصرح برنامج ترامب. ولكن هذا يتطلب فك التعاون مع روسيا، يبحث الكاتب في امكانيات النجاح والفشل فيما يسميه دق إسفين بين البلدين.


تستكشف إدارة ترامب طرقاً من أجل كسر التحالف العسكري والدبلوماسي بين روسيا وإيران، بهدف إنهاء الصراع السوري، وتعزيز الحرب ضد الدولة الإسلامية على حد سواء، حسبما صرّح مسؤولون كبار في الإدارة إضافة إلى آخرين أوروبيين وعرب على علاقة بالنقاشات السياسية.

يقول هؤلاء المسؤولون، إن الاستراتيجية قيد الدرس تسعى إلى التوفيق بين وعود الرئيس ترامب التي تبدو متناقضة. فمن جهة يدعو إلى تحسين العلاقات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومن جهة أخرى يتحدى بشكل عدائي الوجود العسكري لإيران- إحدى أهم حلفاء موسكو ـ  في الشرق الأوسط.

وقال مسؤول رفيع المستوى في الإدارة: إن البيت الأبيض ليس لديه أي أوهام بخصوص روسيا أو اعتبار السيد بوتين «صبياً في جوقة»، برغم التصريحات الاسترضائية لترامب بشأن الزعيم الروسي خلال عطلة الأسبوع. لكن المسؤول قال إن الإدارة تعتبر روسيا التهديد الوجودي نفسه، الذي شكّله الاتحاد السوفيتي للولايات المتحدة خلال الحرب الباردة، وأن ترامب ملتزم بتقويض إيران.

وقال المسؤول: «إذا كان ثمة إسفين يمكن دقه بين روسيا وإيران، فإننا في صدد استكشاف ذلك».

مثل تلك الاستراتيجية لا تشرح بالكامل الإشارات المختلطة التي يرسلها ترامب ودائرته حول موسكو، إشارات تُثير قلق حلفاء أميركا وأخذت كبار الجمهوريين في الكونغرس على حين غرة.

بعد أيام على تصريح السفير الأمريكي في الأمم المتحدة نيكي هالي: بأن تصاعد العنف في شرقي أوكرانيا يتطلب «إدانة واضحة وقوية ضد الأفعال الروسية»، اقترح نائب الرئيس مايك بنس يوم الأحد، بأنه يمكن لواشنطن أن ترفع العقوبات عن موسكو بمجرّد أن تتعاون في قضية الحرب الأمريكية على الدولة الإسلامية.

وترامب نفسه تحدث مرة أخرى عن عزمه على تليين العلاقات مع بوتين في مقابلة بُثت على الهواء قبل المباراة النهائية في دوري كرة القدم الأمريكية، قائلاً «لهو أفضل أن نتواصل مع روسيا من عدمه». وبعد أن قال المضيف في فوكس نيوز إن بوتين «قاتل»، ردّ الرئيس قائلاً «ماذا، وهل تعتقد أن بلدنا بريء للغاية؟».

لكن أصحاب العلاقة بالمناقشات السياسية الأخيرة، يقولون إنّ ثمة تركيزاً مُعيّناً في محاولة التفرقة بين روسيا وإيران.

مسؤول أوروبي رفيع المستوى، كان قد دخل في نقاشات مع أعضاء مجلس الأمن القومي في إدارة ترامب في الأسابيع الأخيرة، قال: «بالتأكيد ثمة فجوة بين روسيا وإيران. لكن ما هو ليس واضحاً ما الذي يمكن لبوتين أن يطلبه مقابل إضعاف التحالف».

لكن سيكون من الصعب للغاية إقناع بوتين بفكّ التحالف مع طهران وقد يأتي ـ حسبما يقول عدد من الخبراء الروس في واشنطن ـ بكلفة باهظة ستنعكس على تحالفات أميركا مع شركائها الغربيين. وترامب هو الرئيس الأمريكي الأول الذي يسعى من أجل تحقيق هذه الاستراتيجية: قضت إدارة أوباما أعواماً وهي تحاول استمالة روسيا بعيداً عن إيران، ولا سيما في سوريا، ولم تكن النتيجة سوى رؤية البلدين يكثفان عملياتهما العسكرية هناك من أجل تثبيت النظام في دمشق.

ديمتري سايمز، خبير روسي ورئيس مركز المصلحة الوطنية في واشنطن، قال: «إذا ما أقدم الكرملن على تقليص مدّ إيران بالأسلحة، فمن المحتمل أن نتوقع تخفيفاً كبيراً في مجال العقوبات. والروس لا يؤمنون بالخدمات المجانية».

يُشير الكرملن إلى هدفه الرامي لإصلاح العلاقات مع الولايات المتحدة إبان إدارة ترامب، لكن في الأشهر الأخيرة صدرت إشارات تدل على نيته أيضاً في الاستمرار بتعزيز تعاونه مع إيران. وكانت موسكو وطهران في الأعوام الأخيرة قد شكلتا تحالفاً عسكرياً متيناً في سوريا. ويُعد الكرملن المزود الأساسي للأسلحة والمعدات النووية لإيران.

لكن إدارة ترامب تسعى إلى استغلال ما يعتبره المسؤولون الأميركيون والأوروبيون والعرب خلافات محتملة بين روسيا وإيران، على استراتيجيتهما المستقبلية في سوريا والشرق الأوسط الأوسع.

قال مايكل لادن، وهو أكاديمي قدم النصح لمستشار الأمن القومي مايكل فلاين وشاركه في تأليف كتابه في العام الماضي: «القضية تتمحور حول ما إذا كان بوتين مستعداً للتخلي عن الخامنئي. أعتقد بأن ذلك قد يكون ممكناً إذا ما اقتنع بأننا «سنهتم» بإيران، وأشك بأنه يؤمن بذلك حالياً».

كانت روسيا وإيران وتركيا تخوض محادثات في كازاخستان في الأسابيع الأخيرة، في محاولة من أجل إنهاء الحرب السورية التي دخلت عامها السادس. والمشاركون في النقاشات، التي غاب عنها دبلوماسيون أميركيون رفيعو المستوى، قالوا إن روسيا بدت أكثر انفتاحاً من الإيرانيين بخصوص مناقشة مستقبل لسوريا ليس فيه الرئيس بشار الأسد.  ودفعت فئة مدعومة من روسيا في المحادثات إلى كتابة دستور سوري جديد، والدخول في عملية انتقال تدريجية للسلطة بعيداً عن الأسد.

تضغط موسكو من أجل أن تشارك إدارة ترامب في المحادثات على مستوى عال، دعوة لم يتلقفها الرئيس أوباما حين كان على رأس الإدارة. وفي الأسبوع الماضي، أرسلت الإدارة مسؤولاً بمستوى أدنى، أي بعثت بسفيرها في كازاخستان.

نجح بوتين إلى حد كبير في إنقاذ نظام الأسد من الانهيار من خلال شنّ حرب جوية شرسة خلال الأشهر الـ 18 السابقة. لكن الكرملن مهتم بتعزيز وجوده العسكري طويل الأمد في سوريا ولا يرى بالضرورة الأسد شريكاً دائماً، حسبما أشار هؤلاء المسؤولون.

في الجهة المقابلة، تتشبث إيران بقوة بالأسد باعتباره شريكاً أساسياً في نقل الأسلحة والأموال لوكلاء إيران العسكريين في لبنان والأراضي الفلسطينية، من بينهم حزب الله وحماس. وأي زعيم عربي على رأس سوريا في المستقبل، حتى لو كان أحد المقربين من الأسد، من غير المحتمل أن يكون موقفه بهذا القدر لناحية العلاقة مع طهران.

فرِد هوف، مسؤول سابق في وزارة الخارجية أشرف على السياسة الأمريكية تجاه سوريا خلال فترة حكم أوباما الأولى، قال: «تعي روسيا تماماً فساد وعدم أهلية نظام الأسد...وتعرف أن سوريا مستقلة ـ بلد لها فيه قواعد عسكرية على المدى الطويل ـ يتعذر بقاؤها مع وجود الأسد على رأسها». وأضاف: «تعرف طهران أنه لا وجود لجمهور انتخابي سوري بعيداً عن قبول الأسد بالتبعية لإيران».

كما سعت إدارة أوباما إلى استراتيجية حاولت من خلالها جذب روسيا بعيداً عن طهران. وخلال فترة حكمه الأولى، نجح أوباما في الحصول على دعم الرئيس الروسي وقتذاك ديميتري مدفيدف لتشديد عقوبات الأمم المتحدة على إيران جراء نشاطاتها النووية. كما أخرّت موسكو تسليم بطاريات الدفاع الجوي المضادة للصواريخ لطهران، الأمر الذي أدى إلى وقوع خلاف دبلوماسي بين البلدين.

في المقابل، أدى تراجع البيت الأبيض في عهد أوباما عن نشر الدرع الصاروخي في أوروبا إلى اعتقاد روسيا بأن ذلك أضعف المكانة الاستراتيجية للولايات المتحدة.

لكن عادت التوترات بين روسيا والولايات المتحدة واحتدمت، بعد أن انتُخب بوتين رئيساً عام 2012 وسيطر على منطقة القرم في أوكرانيا عام 2014. فكان رد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بأن فرضا عقوبات مالية مشددة على الدائرة الداخلية لبوتين.

يقول عدد من الخبراء الروس في واشنطن إنهم يعتقدون بأن بوتين سيطلب كلفة باهظة الآن مقابل أي خطوة تبعده عن إيران. إضافة إلى تخفيف العقوبات، هم يعتقدون بأنه سيطلب ضمانات تلزم الولايات المتحدة بتخفيف الانتقاد حيال العمليات العسكرية لروسيا في أوكرانيا مع عرقلة أكثر لتمدد منظمة حلف شمالي الأطلسي حتى لا ينضم إليها بلدان قريبة من الحدود الروسية. فمن المقرر أن تنضم جمهورية الجبل الأسود إلى حلف شمالي الأطلسي هذا العام. لكن يبقى على مجلس الشيوخ الأمريكي أن يُصوّت للموافقة على عضوية هذه الدولة.

في تقرير نشره معهد دراسة الحرب يوم الجمعة، جرى التحذير من أنّه حتى إن نأت موسكو بنفسها عن طهران، فلن تستطيع احتواء النفوذ الهائل الذي لدى إيران على المؤسسات الاقتصادية والعسكرية والسياسية في سوريا. وجاء في التقدير «أي مسعى أمريكي لتدمير مكانة إيران في سوريا من خلال روسيا بلا أدنى شك سيكون مصيره الفشل».

كانت روسيا قد سلمت نظام الأس- 300 المضاد للصواريخ إلى إيران بعد أن وقعت طهران والولايات المتحدة والقوى العالمية الخمس الأخرى على الاتفاق النووي قبل عام. ومنذ ذلك الحين يتحدث الكرملن عن توسيع أكثر للتعاون العسكري والنووي مع طهران.

لكن تصريحات ترامب خلال حملته الانتخابية عن تحسين العلاقات مع موسكو تلقفها بوتين ورحّب علناً بها. وزعم ترامب أنّه قد يُخفف العقوبات عن روسيا، في حال أقدم الكرملن على خطوات جدية في مجال التعاون في الحرب على الدولة الإسلامية في  سوريا والعراق، إضافة إلى معالجة التهديدات الأخرى على الأمن القومي الأمريكي.

وقد أوضح ترامب ومستشاروه منذ تولي مناصبهم أن تقويض إيران سيكون من بين أولى الأولويات على جدول أعمالهم. كما أنهم اعترفوا في مجالسهم الخاصة أن اليقين بتعاون الكرملن ليس متوافراً.

في الأسبوع الماضي، أصدرت الإدارة «تحذيراً» لإيران وفرضت وزارة المال الأمريكية عقوبات على خمسة وعشرين فرداً وكياناً نتيجة دورهم المزعوم في توفير المساعدة في برنامج إيران الصاروخي البالستي والنشاطات الإرهابية. كما أرسل البنتاغون مدمرة يو. أس. أس. كول في الأسبوع الماضي من أجل مراقبة المياه حول اليمن.

إن عرض إدارة ترامب للقوة يرفع من نسبة التخوف بأن تنجر الولايات المتحدة وإيران إلى مواجهة عسكرية. لكن المسؤولين المقربين من إدارة ترامب يعتقدون بأن البيت الأبيض قد يكسب احترام الكرملن إن هو أظهر التزاماً بفرض إنذاراته على الحكومات الأخرى.

يوم الجمعة، قال مسؤول أمريكي رفيع المستوى: «إن لدى إيران عملية متواصلة في أنحاء المنطقة كافة. وهذا غير مُستدام، وغير مقبول، وينتهك المعايير ويؤدي إلى زعزعة الاستقرار. وينبغي لإيران أن تحدد ردّ فعلها على أعمالنا، وأمامها الخيار الذي يجب أن تسلكه».

-------------------------------

جاي سولومون : متخصص في الشؤون الخارجية والأمن القومي في الصحيفة وهو يُغطي مجالات عدة من بينها الدبلوماسية الدولية وانتشار الأسلحة النووية ومكافحة الإرهاب وشؤون الشرق الأوسط.

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف