البحث في...
عنوان التقرير
إسم الباحث
المصدر
التاريخ
ملخص التقرير
نص التقرير
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

March / 14 / 2018  |  1704كيف استخدمت وكالة استخبارات ترامب ملف بن لادن ومركز تفكير للمحافظين الجدد لتصعيد التوترات مع إيران ؟

بن نورتن - Ben Norton أولترنت - Alternet 10 تشرين الثاني 2017 - November 10, 2017
كيف استخدمت وكالة استخبارات ترامب ملف بن لادن ومركز تفكير للمحافظين الجدد لتصعيد التوترات مع إيران ؟

التحرير: لم تعد هناك أي مسافة بين مراكز تفكير المحافظين الجدد وخصوصاً «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات» وإدارة ترامب ولا سيما المخابرات التي أصبحت تردد ما يملى عليها وتساهم في اختلاق الأعذار لتبرير السياسات العدوانية الأميركية تجاه إيران.


يبدو أن وكالة الاستخبارات المركزية قد تآمرت مع مركز التفكير المسمى «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات» «Foundation for Defense of Democracies» أو (FDD) الذي يعمل لمصلحة المحافظين الجدد، وذلك بهدف ربط إيران بجماعة القاعدة السلفيّة الجهاديّة... أشار «ندْ برايس» «Ned Price» وهو محلّل ومتحدّث سابق لوكالة الإستخبارات المركزيّة إلى أنّ هذا التحرّك ربّما هو جزء من حملة أوسع من قِبَل مدير الوكالة الجديد في إدارة ترامب من أجل تأسيس «مُبرّر لتغيير النظام» في طهران.

في التمهيد لغزو 2003 غير القانونيّ للعراق كان الجهد لربط بغداد بالقاعدة «مفتاحًا رئيسيّاً في الزحف إلى حربٍ» كما شرح «برايس» مشيرًا ضمنيّاً إلى أنّ إدارة ترامب ربّما تفعل شيئًا شبيهًا مع إيران.

منذ بداية عهده كان الرئيس دونالد ترامب وما زال يجعل من المعارضة العدائيّة لإيران سمةً رئيسيةً لسياسته الخارجيّة. لقد أحاط نفسه بصقور معادين لإيران في البيت الأبيض، وتعهّد بـ«إبطال» الاتّفاق النوويّ من جانبٍ واحدٍ وهو الذي تم التوقيع عليه من قبل قوى عالميّة رئيسيّة.

في الأسابيع الأخيرة، صعّدت العربـيّـة السعوديّــة وهـي وكـيل أميركيّ رئيسيّ في الشرق الأوسط حملتها ضدّ إيران. فضغط الملك السعوديّ على رئيس الوزراء اللبنانيّ سعد الحريري لأن يستقيل، كما اتُّهِم باحتجازه رهينة. حينئذٍ قامت المملكة بإعلان الحرب فعليّاً على لبنان، باسم مواجهة إيران وحليفها حزب الله.

لقد مدح الرئيس ترامب تدخّل العربيّة السعوديّة العدوانيّ في الشؤون الداخليّة لدول أخرى، حتّى في الوقت الذي كان فيه يتّهم إيران بالقيام بما كانت تفعله الرياض بالضبط. إنّ الحكومة الأميركيّة تعمل الآن عن كثب مع الملك السعوديّ وإسرائيل وبحسب تعابير ترامب «لمواجهة نشاط النظام المزعزِع للإستقرار».

ارتباطات القاعدة المفترض

من أجل تبرير تلك الأعمال العدوانية، تحاول إدارة ترامب أن تربط إيران بالقاعدة.

ونشرت «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات» وهي مركز تفكير للمحافظين الجدد مقالاً يوم 1 تشرين الثاني كان يهدف للإضاءة على الارتباطات المزعومة بين الاثنين. ومن أجل فِعل ذلك، استشهدت المنظّمة اليمينيّة الموالية بوثائق لدى وكالة الاستخبارات المركزيّة لم يسبقْ أن صدرت زُعِم أنّها جُمعت في شهر أيّار من عام 2014 خلال الغارة الأميركيّة على مُجمّع أسامة بن لادن في أبوت آباد في باكستان.

ذكرت «مؤسّسة الدفاع عن الديمقراطيّات» (FDD) في المقال الذي نُشِر أنّ، «وكالة الاستخبارات المركزيّة زوّدت» المجلّة التي تصدر عن (FDD)  «لونغ وور جورنال» (Long War Journal) بنسخة من العديد من الملفّات «مجانيّة قبل نشرها».

بعد ذلك، أجرى محرّرا مجلّة «لونـغ وورجـورنـال» «تومـاس جــوسلين» و«بيل روجـيو» مقابلة مطوّلة مع مضيفهم في المحطّة الإذاعيّة ذات التوجّـه المحافـظ «جون باتشيلر» هاجموا فيها بدون هوادة ارتباطات بن لادن مع إيران.

لطالما دعت «مؤسّسة الدفاع عن الديمقراطيّات» على مدى سنين للقيام بعمل عدوانيّ أميركيّ بما فيه الخيارات العسكريّة ضدّ إيران. إنّها واحدة من الأصوات المعادية الرئيسيّة لإيران الموجودة في الحزام الدائريّ لمراكز تفكير                                                                                              المحافظين الجدد. لأنّ المؤسّسة مُوّلت في الماضي من قبل الملياردير «شيلدون أدلصن» (Sheldon Adelson) وهو صديق حميم لدونالد ترامب وبنيامين نيتنياهو، فهي كانت وما زالت على الخطوط الأماميّة للحملة لتعطيل اتّفاق إيران النوويّ، الذي وعد الرئيس الأميركيّ اليمينيّ المتطرّف بأن «يبطله».

تسريبات بن لادن الظنية

تحدّث المحلّل السابق في وكالة الإستخبارات الأميركيّة «ندْ برايس» عن التعامل الظاهر للوكالة مع «مؤسّسة الدفاع عن الديمقراطيّات» (FDD) مبيّنًا أهميّة القلق الذي يستغرق جناح مؤسّسة السياسة الخارجيّة بما يخصّ حركات ترامب العدائيّة ضدّ إيران.

لقد عمل «برايس» كمساعد خاصّ للرئيس السابق باراك أوباما ومتحدّثًا باسم مجلس الأمن القوميّ في إدارته. كما كان متحدّثًا باسم مدير عامّ وكالة الإستخبارات الأميركيّة «جون برننْ» فترةً من الزمن. ولأن «برننْ» كان ناقدًا لاذعًا للرئيس ترامب فإنّه تقدّم باستقالته احتجاجًا في شهر شباط بعد عقدٍ من وجوده في وكالة الاستخبارات المركزيّة.

في شريط طويل من التغريدات على تويتر حــدّد «برايس» مــا كان يعتقد بأنّها كانت الأسباب الحقيقيّة وراء طرح وثيقة الوكالة. ودوّن قائلاً: «أنا مع الشفافيّة تماماً، ولكنّ هذا ليس حول ذلك الأمر». يبدو أنّ شيئًا ما أكثر إجرامًا يحصل الآن.

أفاد «برايس» بأنّ الرئاسة في جماعة الإستخبارات الأميركيّة أي مكتب المدير العامّ للمخابرات القوميّة أصدر تقريرًا في كانون الثاني بأنّه كان قد نشر «وثائق أبوت آباد النهائيّة». وصرّح المدير العامّ للمخابرات القوميّة بأنّ جماعة المخابرات الأميركيّة كانت «تنهي العمل بما يخصّ بن لادن».

قال «برايس»: «إنّ رجال الاستخبارات كانوا قد استنتجوا في ذلك الوقت أنّ جميع وثائق بن لادن «ذات الاهتمام العام كانت قد صدرت». وأضاف قائلاً «ولكن حدث أمر مضحك عندما أصبح «بومبيو» (Pompeo) رئيسًا للمكتب. اُخبرت بأنّه قام بإعادة إطلاق مراجعة للملفّات».

أكّد «برايس» على أن «مايك بومبيو» الذي يتمتّع بعلاقة حميمة بالرئيس ترامب هو صقر الإدارة الرئيسيّ والأكثر تأثيرًا بشأن إيران».

في افتتاحيّة للفوكس نيوز في عام 2016، هاجم «بومبيو» الاتّفاق النوويّ الإيرانيّ وكان وقتها نائبًا في الكونغرس كما أصرَّ على أنّه يجب على الكونغرس التحرّك لتغيير سلوك إيران وفي النهاية تغيير النظام الإيرانيّ».

إنّ إصدار وثائق إضافيّة لبن لادن هو بوضوح جهد وكالة الاستخبارات المركزيّة كما بيّن «برايس» لأنّ السجلّات الجديدة موجـودة علـى موقــع وكالــة الاستخبارات المركزيّة وليس على موقع مدير الاستخبارات القوميّة.

لماذا يضع «بومبيو» هذا المقدار من الجهد في فعل ذلك؟ أجاب «برايس»: «يبدو أنّه مُقتنع بأنّ الملفّات التي لم تصدر سوف تربط القاعدة بإيران».

في مقابلة فوكس نيوز في شهر أيلول أكّد «بومبيو» نيّته عندما أعلن عن الإصدار الوشيك لوثائق بن لادن. وصرّح مدير عامّ وكالة الاستخبارات المركزيّة فقال: «لقد قامت إيران  وما زالت بعقد صفقة الشيطان مع القاعدة لكي تحميهم بطرائق عديدة».

أصداء حرب العراق

لقد حذّر «ندْ برايس» من أنّ حركات «مايك بومبيو» توحي بأنّه عائد إلى سيناريو إدارة بوش: أكّد الارتباطات بالإرهاب كمبرّر لتغيير النظام».

كما أشار «برايس» إلى أنّ وكالة الاستخبارات المركزيّة في عهد ترامب ربّما تبالغ بالارتباطات بالقاعدة لكي تُبرّر العمل العسكريّ الأميركيّ، مستذكرًا «دكْ تشيني» النائب السابق  للرئيس كيف كان قد حاول ربط حكومة صدّام حُسين بالقاعدة.

الكثير من حجّة إدارة بوش قامت على الزعم بأنّ خاطف طائرة 11 أيلول «محمد عطا» كان بحسب الفرضية قد التقى رجل مخابرات عراقيّاً في براغ قبل هجمات 11 أيلول.

وأكّــد «بــرايس» قائـلاً: «لقد كانت عاملاً رئيسيّاً للذهاب إلى الحرب».

بعد أشهـرٍ من بــدء حــرب العراق، أشارت صحيفة الواشنطن بوست بأنّ هذه «القصّة كانت تتهاوى تحت انتقاد «مكتب التحقيقات الفيدراليّ» و»وكالة الاستخبارات المركزيّة» والحكومة الأجنبيّة التي أقامت التهمة في البدء»، مع أنّ هذا الاجتماع المفترض في براغ «كان الخيط الوحيد الذي أشارت إليه الإدارة والذي ربّما كان يربط العراق بهجمات 11 أيلول».

كتب «برايس»: «التاريخ يعيد نفسه، ولكن له سبب». ثمّ حذّر  قائلاً: «يجب البقاء في حالة تأهّب لضمان عدم قدرة «بومبيو» على كتابته».

تقدّمت «أولترنت» إلى وكالة الاستخبارات المركزيّة بطلبٍ للتعليق. لم تُجبْ الوكالة حتى تاريخ النشر.

أخبر «تريتا بارسي» وهو محلِّل صحفيّ ورئيس لـ «المجلس الوطنيّ الإيرانيّ الأميركيّ» «ألترنت» بأنّه في عهد ترامب، «هناك نيّة سياسيّة واضحة لرفع درجة التوتّرات مع إيران وهناك تحضير الأرضيّة الشعبيّة لبيع الحرب الأميركيّة مع إيران أو في الأقلّ تحضير لخطٍّ تصاعديّ نحو المجابهةً «.

قال «بارسي» مؤلف «خسارة عدو: أوباما، إيران ودبلوماسية ترامب» وهو عبارة عن تأريخ من داخل المفاوضات حول الاتّفاق الإيراني: «لأن القضية النووية قد حلت ولا يمكن اتخاذها سببا للحرب لأن الإيرانيين يلبون الاتفاق، هناك بحث عن مبرر آخر لدفع الموقف باتجاه مجابهة.

وأضاف «بارسي» نقطة التركيز المنتقاة حول دعم إيران المزعوم للقاعدة يبدو أنّها تناسب هذا السلوك. وأضاف قائلاً: «لو كانت الولايات المتحدة جادّة بشأن هزيمة القاعدة وداعش، لكانت منعت دعــم العربــية السعوديّة المالي والأيديولوجــي واللوجستي لشبكات الإرهــاب. بدلاً من ذلك، ترامب يحضن السعوديين بدون تحفظ وفي الوقت نفسه يركز على إيران ـ وهي عدو منذ زمن بعيدٍ للقاعدة».

ارتباطات مدير وكالة الاستخبارات المركزية «بومبيو» بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ذات التوجّه المحافظ.

إنّ ارتباطات وكالة الاستخبارات المركزية بـ»مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات» تتعدى إعطاء الوكالة لها وثائق غير صادرة. وارتباطات «مايك بومبيو» بمركز التفكير يتعدّى  ذلك.

تحدث مدير عام وكالة الاستخبارات المركزية في مؤتمر قمة حول الأمن القومي لدى «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات» بتاريخ 19 تشرين الأول. وتمّت مقابلته أكثر من ساعة هناك من قبل «جوان زاراتي» وهو موظف رفيع سابق في إدارة بوش ويخدم الآن رئيس مجلس ومستشار أوّل لدى مركز «مؤسّسة الدفاع عن الديمقراطيات» حول العقوبات والتمويل غير الشرعي. كانت إيران الموضوع الرئيسي للنقاش. لقد ذكرت التعابير «إيران»، و«إيراني»، و«إيرانيين» 43 مرة في المقابلة.

أصرّ «زاراتي» من «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات» على أن «بومبيو» «يقوم بعمل عظيم في وكالة الاستخبارات المركزية»، وصرّح بارتباطاته بمدير عام وكالة الاستخبارات المركزية كاشفًا بأنه في الحقيقة قد عمل على إيصال «بومبيو».

في عهد جـورج دبليو بوش، كان «زاراتي» نائب مستشار أمن قوميّ لمحاربة الإرهاب ومساعدًا للرئيس. قبل ذلك، كان مساعـد وزير الخزانة لتمويل الإرهابيّين والجرائـم الماليّة. وفقًا لسيـرة حياتــه في البيت الأبيض، قـاد «جوان زاراتي» «جهوداً للحكومة الأميركيّة الدوليّة للتحرّي عن ممتلكات صدام حسين التي انتهت باستعادة أكثر من 3 بليون من الممتلكات العراقيّة من الولايات المتحدة الأميركيّة ومن حول العالم.

بدأ «زاراتي» كلامه حول الأمن القومي في «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات» بالتملّق  ل»بومبيو». قال «زاراتي»: «ليس هناك من سرٍ: لست صحفياً غير منحاز. أنا من المعجبين بالمدير العام هذا. أنا عملت على إيصاله. بصراحة، أنا أحب الرجل. أنا أؤمن بمفهوم «ويبر»[3] (Weberian) بوضع تحيّزك جانبًا قبل بدء الأسئلة».

جعل «زاراتي» غايته الرئيسية من المقابلة واضحة في الحال من البداية: كان سؤاله الأول حول إيران. أجاب «بومبيو» في الحال محذرا من «التهديد الذي تمثِّله جمهوريّة إيران الإسلاميّة للولايات المتّحدة الأميركية».

قال مدير وكالة الاستخبارات المركزيّة: «لقد توصّل الرئيس إلى أن يرى التهديد من إيران في وسط الكثير من الفوضى التي تغرقنا في العديد من الأماكن في الشرق الأوسط. وقد شاركنا بذلك من منظور مخابراتيّ مع الرئيس».

ووضح «بومبيو» أن اتفاق إيران النوويّ لم يكن «مُرْضيا لـ» ترامب. فطلب منا جميعا أن نقوم كيف لنا أن نُقدِّم جهد أكثر شمولية لكي نقاوم فيلق القدس بشكلٍ أوسع وضدّ النظام الإيرانيّ نفسه».

سـأل «زاراتي»: «كيف لنا أن نقاوم؟» فطلب «بومبيو» استعمال «جميع الوسائل المتاحة للسلطة الأميركية» العمل مع «السعوديّين، الإماراتيّين، والإسرائيليين» وأخذ الإجراءات ضد الاقتصاد الإيراني.

تأكيد «بمبيو» على علاقات إيران بالقاعدة

ركز «زاراتي» في مقابلته مع «بومبيو» على الصلة المفترضة بين إيران والقاعدة.

وقال «زاراتي» أعتقدت أن ذلك أمر مثير للاهتمام في قسم منه لأنّنا علمنا طوال الوقت بأنه كان هناك ارتباطات بين الاثنين». حتى إن مفكر «مؤسّسة الدفاع عن الديمقراطيات» حاول أن يربط إيران بهجمات 11 أيلول.

وأجاب «بومبيو» ثانية بدون إعطاء دليل: «أعتقد أنّه سرٌ مُعلن، وليس بمعلومات سريّة بأنّ العلاقات كانت وما زالت ، هناك صلات.  كان هناك وما زال أوقاتٌ عَمِل فيها الإيرانيّون إلى جانب القاعدة».

وأضاف «بومبيو» مستبقًا نشر تقرير «مؤسّسة الدفاع عن الديمقراطيّات» الذي سيصدر بعد أسبوعين: «نحن حقّاً، وكالة الاستخبارات المركزية سنصدر هنا في الأيام المعدودة القادمة سلسلة وثائق لها صلة بغارات أبوت آباد التي ربما تثبت أنها مهمة لأولئك الذين يريدون النظر في هذا الأمر ولم ينظروا في هذه القضية أكثر بعض الشيء».

وتابع «بومبيو» إلى درجة غير معقولة مقترحاً بأنّ إيران وداعش والقاعدة  في محافظة إدلب السوريّة المسيطر عليها مـن قــبل المتمرّديــن المتطرّفين «يعملون معــاً مـن أجل تشكيل تهديد مشترك ضدّ الولايات المتحدة». في الحقيقة، كان حلفاء الولايات المتّحدة العربيّة السعوديّة وقطر وتركيا الذين دعموا داعش والقاعدة والمجموعات المتطرّفة الأخرى في سوريا. لقد تحالفت إيران حتى الآن مع الحكومة السوريّة ضدّ هذه الميليشيّات السلفيّة الجهاديّة.

وأشار «بومبيو» إلى أن غاية ترامب في سوريا هي «الدفع ليس ضد إيران وحسب ولكن ضدّ النظام السوريّ». لم يذكر مدير وكالة الإستخبارات المركزيّة أن حكومة الزعيم السوريّ بشّار الأسد كانت في الحقيقة تقود القتال ضد داعش والقاعدة وما زالت، محرّرة مؤخراً مدينة دير الزور من حصار داعش الذي كان عمره 3 سنوات.

الواقع الظاهر على الأرض في سوريا يفجر نظريات المؤامرة المقدمة من قبل المحافظين الجدُد على أن إيران والحكومة السورية دعمتا وما زالتا تدعمان الجماعات السلفية الجهاديّة نفسها التي تحاربانهما. ولكن ذلك لم يوقف هذه العناصر (المحافظين الجدد) عن أن تكون عنيدة لكي تقرع طبول الحرب ضد إيران وحلفائها.

هربرت رايموند ماكماستر [4] في قمة «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيّات»

لم يكن «بومبيو» الموظف الرفيع المستوى الوحيد في إدارة ترامب الذي شيطنَ إيران في قمّة الأمن القوميّ في «مؤسّسة الدفاع عن الديمقراطيّات».  هربرت رايموند ماكماستر مستشار الأمن القوميّ جلس كذلك في مقابلة مدّة ساعة مع المديرالتنفيذيّ لمؤسّسة الدفاع عن الديمقراطيات «مارك دوبوفيتز» (Mark Dubowitz).

حتى إن مقابلة ماكماستر كانت مركزة بشكلٍ أقوى على إيران من مقابلة «بومبيو». في العموم، كانت الكلمات «إيران» و«إيرانيّة» أو «إيرانيين» قد ذُكرت 94 مرّة.

مثل «بومبيو،» بدأ ماكماستر ملاحظاته في الحال بمناقشة «استراتيجيّة شاملة للمشكلة المرتبطة بإيران» الخاصة بإدارة ترامب. وأضاف: «تدمج استراتيجيتنا جميع العناصر للسلطة القومية، وهي موجهة إلى تعطيل نفوذ حكومة إيران المزعزع للاستقرار وإلى تقييد عدوانها».

وأدان ماكماستر إيران بسبب «الحفاظ على نظام الأسد المجرم في سوريا».

كما سبق وفعل مدير وكالة الاستخبارات المركزية في مقابلته، أطرى مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض بالمديح على مركز الفكر المحافظ الجديد ورئيسه التنفيذي الذي كان وما زال مشاركا بصداقة خالصة بقرع طبول الدعم للعقوبات ضد إيران: «أحب مارك دوبوفيتز، أحب «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات».

وصرح ماكماستر قائلا: «أنا معجب كثيرا بـ«جوان زاراتي» كذلك، مشيرًا إلى أن المسؤول السابق لدى بوش كان وما زال «صديقًا، ومرشدًا، وقدوةً لي على مدى حياتي المهنيّة، كما ذكر».

وتحدّث ماكماستر بحماسة عارمة فقال: «أريد أن أشكر «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات» للعمل الذي قامت به على مدار السنين بشأن العدد الكبير من القضايا الخطيرة، بما فيها العمل السابق حول التهديد الذي تثيره الإيديولوجية الإسلامية».

وأوضح مستشار الأمن القومي الأميركي أن المنظمة المحافظة الجديدة كانت قد أعلمت إدارة ترامب لصناعة السياسات: «لقد اعتمدنا بقوّة على المعرفة وعلى تحليل «مؤسّسة الدفاع عن الديمقراطيّات»، ومراكـز تفكـير أخرى ومؤسّسات أكاديميّة كما طوّرْنا استراتيجيات مدمجة على مدى الأشهر الفائتة».

حتى إن ماكماستر طلب المساعــدة من مركــز التفكير المحسوب على الجناح اليميني سيء السمعة قائـلاً: «نحتاج مساعدة «مؤسّسة الدفاع عن الديمقراطيات» ونريد المساعدة منكم أنتم جميع الموجودين هنا. نحتاج إلى منظّمات شبيهة بـ«مؤسّسة الدفاع عن الديمقراطيات» لكي يكملوا اكتسابهم العلميّ حول التهديدات التي نواجهها. نحتاج إلى وسائل إعلامنا، وصحافتنا، ومراسلينا الاستقصائيّين لأن ينظروا بقسوة إلى دولٍ مثل إيران وكوريا الشماليّة، وأن يساعدوا بإعلام العالم بأنّ هذه الأنظمة البربريّة تتجنّب العقوبات، وتهزأ بالمعايير الدوليّة، ويعاملون شعوبهم بوحشيّة، وكيف يعاملون جيرانهم». وأضاف قائلاً: «بالمعرفة التي تساعدون  أنتم والآخرون  بتسليط الضوء عليها حول تلك التهديدات، يمكن لأميركا أن تتصرّف بثقة».

-----------------------------

أولترنت : هو برنامج يصدر عن المؤسّسة الإعلاميّة المستقلّة التي تصنف نفسها أنها غير ربحيّة وتعنى في الصحافة المستقلّة التي تسمح بتعدد الآراء.

بن تورتن : هو مراسل لمشروع “جريزون” الذي يصدر عن “أولترنت”.

[3]- السلطة الشرعية القسرية.

[4]- “هربرت رايموند ماكماستر” مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس ترامب وقد شارك في حرب أفغانستان وحرب الخليج وحرب العراق.

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف