البحث في...
عنوان التقرير
إسم الباحث
المصدر
التاريخ
ملخص التقرير
نص التقرير
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

July / 19 / 2018  |  2042هل سيعبد الناس الآلات في المستقبل؟

علي الطائي المركز الاسلامي للدراسات الاستراتيجية نيسان 2018
هل سيعبد الناس الآلات في المستقبل؟

قدم المستثمر والمطور السابق في شركة غوغل المهندس الأمريكي الشهير أنتوني ليفاندوفسكي أوراقًا إلى المحكمة العليا الأمريكية في ولاية كاليفورنيا لإنشاء كنيسة تسمى مؤسسة طريق المستقبل (Way of the future)، وهي مؤسسة دينية غير ربحية مُكرّسة لعبادة إله الذكاء الاصطناعي أعلن عنها ليفاندوفسكي في خريف سنة 2017.


وتشير تلك الأوراق أيضًا إلى أن نشاطات الشركة ستركز على تحقيق وقبول عبادة آلهة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، التي يجري تطويرها بالأساس من خلال الحاسوب وبرمجياته. وتشمل الأوراق المقدمة إلى المحاكم تمويل مشاريع بحثية من أجل خلق تلك الآلهة الاصطناعية!

وفي هذا الشأن، صرح ليفاندوفسكي، قائلا: ما سيتم إنشاؤه هو “إلهاَ” حقًا، لكن ليس معنى ذلك أنه سيقوم بتحريك الأعاصير والبراكين، إنما تقوم الفكرة الأساسية على أنه إذا كان هناك شيء ما أذكى بمليارات المرات من البشر، ماذا يمكن أن تسميه؟ إنه شيء فوق الطبيعة بالتأكيد.

كما أكّد بقوله أن إله الذكاء الاصطناعي سيكتسب أيضا صفة ألهية أخرى، وهي حضوره في كل مكان، حيث أنه موجود في الهواتف الذكية، الساعات الذكية، وأنظمة التحكم في المنازل عن طريق المجسات وشبكة الإنترنت. ويقدم هذا الإله أجوبة على الأسئلة الوجودية، ويعالج الأمراض، حيث يراقب الذكاء الاصطناعي باستمرار الحالة الصحية لرعيته، ويقوم بتشخيص أمراض السرطان وبقية الأمراض المستعصية عندما تكون في مراحلها الأولى. فضلا عن ذلك، يتصف هذا الإله بالقوة المطلقة، ولذلك فهو يعد بالخلاص، علما أن طريقة التنظيم الداخلي لهذه الديانة تشبه إلى حد ما الطائفة الدينية.

يذكر أن ليفاندوفسكي كان في طليعة بعض مشاريع وادي السيليكون[1] الأكثر تميزاً وفقاً للتقرير الذي عرضه الموقع الإلكتروني لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية.

من هذا المنطلق، يخطط ليفاندوفسكي لإنشاء مشروع يتمثل في إقرار دين جديد، كما يعتزم أيضا كتابة إنجيل خاص به (دليل استخدامات يتضمن التعاليم)، بالإضافة إلى وضع طقوس خاصة بالعبادة ووجهات للحج.

وسيسعى الدين الجديد أيضًا إلى بناء علاقات عمل مع مدراء شركات الذكاء الاصطناعي، وسيستهدف بالأساس المتخصصين في مجال تطوير الروبوتات، المهتمين بعبادة آلهة من منتجات تلك الصناعة. كما تخطط الكنيسة لإجراء ورش عمل وبرامج تعليمية للعامة في منطقة سان فرانسيسكو بداية هذا العام.

الروبوتات مستقبلاً:

وفقا للمنتدى الاقتصادي العالمي، فإن الأنظمة الآلية تسير على الطريق الصحيح لتحل محل الملايين من العمال بحلول عام 2020، ففي الولايات المتحدة توقع البعض أن 7 بالمئة من الوظائف ستتحول إلى النظام الآلي بحلول عام 2025، كما كشفت دراسة أن الروبوتات ستستولي على 10 ملايين وظيفة في بريطانيا خلال السنوات العشر المقبلة.

من جانبه يؤكد  ليفاندوفسكي: لقد رأيت أدوات يمكنها أن تقدم أكثر مما يقدمه الخبراء في مجالات معينة، وقد كان ذلك الشرارة التي انطلقت منها، لأن التطور الحاصل في هذا المجال يمكن أن يعود عليك بالفوائد الاقتصادية، حين تتمكن من تطوير آلات تعمل من أجلك، وتحل لك المشاكل. إذا تمكنت من تطوير شيء أكثر ذكاء من الإنسان بـ1% فقط، ستصبح أغنى إنسان على وجه الأرض، لأنك ستتمكن من تصنيع محامٍ ومحاسب يفوق ذكاؤهما ذكاء المحامين والمحاسبين كافة على وجه الأرض” هكذا يقول ليفاندوفسكي.

ومع القدرات الخارقة لتلك الآلات، سيصبح من الصعب تسميتها بأنها روبوتات أو إنسان، وإنما شيء ما يقترب من قدرات أكبر، الأمر الذي يعتبره ليفاندوفسكي كفيلًا بأن يعبد من البشرية جمعاء.

علماء وخبراء بين مؤيد ومحذر:

لقد تعرض ليفاندوفسكي لكثير من الانتقادات بسبب تلك الأفكار، ولكن مهما كانت الآراء والنظريات تختلف، فالباحثون متفقون على حقيقة أنه في غضون سنوات قليلة، ستتمكن الحواسيب الخارقة من استنساخ الدماغ البشري وتطويره إلى “ذكاء اصطناعي أعظم يتفوق على الإنسان ، بينما آخرون فهناك مجموعة من خبراء تقنيين استبعدوا أن يتمكن ليفاندوفسكي من تطوير شيء كبير بالحجم الذي يتحدث عنه، على الأقل في الوقت القريب.

أ- العلماء المحذرون:

البروفيسور ستيفن هوكينغ الذي هو أول مَن حذّر مِن أن الذكاء الاصطناعي، وكان يخشى ألا يتمكن البشر من منافسة الذكاء الإصطناعي حتى ينتهي المطاف بأن يحل محل البشر وبالتالي نهاية للإنسانية. وقال هوكينغ : إن الذكاء الاصطناعي الكامل -بمعنى ابتكار أجهزة كمبيوتر تمتلك عقولا - سيؤذن بنهاية الجنس البشري.

أما رجال الدين المسيحيون فقد رأوا أن أخطر ما يواجه الديانة المسيحية في هذه الأيام هو الذكاء الاصطناعي، لأن المفهوم الذي يقدمه ليفاندوفسكي يعني أن تجري عبادة آلات من  دون روح، الأمر الذي يتعارض مع مفاهيم الديانة المسيحية والديانات الأخرى، بحسب ما أوضح جوناثان ميريت في تقريره على مجلة ذي أتلاتنتك.

يعبّر جيف نيسبيت، المدير السابق في المؤسسة الوطنية للعلوم ومؤلف العديد من الكتب عن خوفه من هذه المسألة قائلاً: يمكن للجنس البشري أن ينقرض بحلول عام 2050.

ولكن التصريحات الأكثر إثارة للقلق هي التي أدلى بها رجل الأعمال الشهير والمهندس البصري إلون موسك، مؤسس شركتي تسلا و سباسكس و الذي يعمل حالياً على أشكال متقدمة جداً من الذكاء الإصطناعي، فهو يعتبر “أكبر تهديد وجودي في عصرنا. كما يذهب أبعد من ذلك مشيراً إلى أن “الذكاء الإصطناعي هو الشيطان بحد ذاته! وبواسطته نحن نستدعي الشيطان”.

ب . علماء مؤيدون:

أورد تيغمارك في كتابه «الحياة 3.0»، أن الجميع سيدركون أن الذكاء الاصطناعي يسيطر على المجتمع ويفرض قوانين صارمة، ولكن أغلب الأشخاص سيعتبرون هذا الأمر جيدا. وفي نهاية الأمر، يعد هذا الذكاء الصناعي مبرمجا لاستخدام هذه القوانين من أجل تحقيق أقصى درجات السعادة للأفراد. وبالتالي، لن يكون هنالك فقر أو أمراض أو مشاكل، في حين أن كل الاحتياجات الأساسية ستكون متوفرة، بما أن الآلات التي تدار من خلال الذكاء الاصطناعي ستقدم كل السلع والخدمات اللازمة ولن تغدو الجريمة بمثابة مشكلة بعد ذلك حيث أن الذكاء الاصطناعي يرى كل شيء ويعاقب على كل خطأ.

عموما، يصف تيغمارك هذا الأمر بأنه سلطة اجتماعية، فيما يجعله ليفاندوفسكي بمثابة وعد بالخلاص.

في هذا الصدد، أفاد داميان بورت، مدير برنامج التعليم المعمق في المركز الألماني لأبحاث الذكاء الاصطناعي، أنه «يجب علينا وضع قوانين، وقبل كل شيء لا بد أن نقرر كلنا كمجتمع ما هي الحدود التي نضعها لهذه التكنولوجيا والأمور التي نريد أن نستخدم فيها الذكاء الاصطناعي».

كيفن كيلي، مؤلف العديد من الكتب عن التكنولوجيا ومؤيد قوي للذكاء الإصطناعي، يقول بأن المستقبل المثالي موجه نحو التفاعل بين الإنسان والآلة و يضيف، “بأن مستقبلنا هو ذلك الكائن الخرافي، كيان من نصف رجل ونصف آلة حيث يكمل كل منهما الآخر”.

الأمم المتحدة تؤسس مركزاً:

قبل مدة وجيزة وجّه أكثر من 100 خبير من العاملين في حقل تطوير الروبوتات خطاباً إلى منظمة الأمم المتحدة، يؤكد على ضرورة التصدي لتطوير الروبوتات القاتلة، محذّرين من “ثورة ثالثة من الحروب”.

حيث حذرت الأمم المتحدة من أن الروبوتات قد تزعزع استقرار العالم من خلال الحرب والبطالة، وذلك قبيل افتتاح مقر لاهاي لمراقبة تطورات الذكاء الاصطناعي. حيث يهدف هذا المركز الجديد إلى تحديد وتخمين التهديدات المحتملة فيما يخص الذكاء الاصطناعي والروبوتات من حيث خطر البطالة الجماعية، كما أنه سيسعى أيضاً إلى التوصل لأفكار حول كيفية استغلال التقدم في هذا الميدان للمساعدة على تحقيق أهداف الأمم المتحدة.

وكانت سيندي جي سميث، مديرة معهد الأمم المتحدة الإقليمي لبحوث الجريمة والعدالة، قد أعلنت  سابقاً خلال في الدورة الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة، في 29 سبتمبر 2016، أن المعهد يقوم حالياً بافتتاح أول مركز للذكاء الاصطناعي والروبوتات داخل نظام الأمم المتحدة. وأوضحت: أن الهدف من المركز هو تعزيز فهم الازدواجية الحاصلة بين مخاطر وفوائد الذكاء الاصطناعي والروبوتات، من خلال تحسين التنسيق وجمع المعارف ونشرها والأنشطة التوعوية ، حيث يُفتتح المركز بمدينة لاهاي في هولندا”. وتتمثل النتيجة الرئيسية للمبادرة في أن يتمتع أصحاب المصلحة، بمن فيهم صانعو السياسات والمسؤولون الحكوميون، بمعرفة وفهم أفضل لمخاطر هذه التكنولوجيات وفوائدها، وأن يشرعوا في مناقشة هذه المخاطر والحلول بطريقة متوازنة.

------------------------

[1]  سيليكون فالي أو وادي السيليكون (بالإنجليزية: Silicon Valley) هي المنطقة الجنوبية من منطقة خليج سان فرانسيسكو في كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية. هذه المنطقة أصبحت مشهورة بسبب وجود عدد كبير من مطوري ومنتجي الشرائح أو الرقاقات السيليكونية (الدائرة المتكاملة)، وحالياً تضم جميع أعمال التقنية العالية في المنطقة، حيث أصبح اسم المنطقة مرادفاً لمصطلح التقنية العالية.على الرغم من وجود العديد من القطاعات الاقتصادية المتطورة تكنولوجيا إلا أن سيليكون فالي يبقى الأول في مجال التطوير والاختراعات الجديدة في مجال التكنولوجيا المتطورة ويساهم في ثلث العائدات الاستثمارية في مجال المشاريع الجديدة في الولايات المتحدة الأمريكية.

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف