البحث في...
الإسم
الإسم اللاتيني
البلد
التاريخ
القرن
الدين
التخصص
السيرة
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة
الداديخي ( قراعلي الانطاكي )

الداديخي ( قراعلي الانطاكي )

الإسم اللاتيني :  CAROLUS DADICHI ANTIOCHENUS
البلد :  سوريا
التاريخ :  ... - 1734م
القرن :  18
الدين :  المسيحية
التخصص :  المخطوطات - الفهرسة

هو من أولئك السوريين المسيحيين الذين كان يستعان بهم في أوروبا على وصف وفهرسة المخطوطات العربية الموجودة في مكتبات أوروبا، سواء مكتبات الملوك والأمراء، ومكتبات محبّي جمع الكتب والمخطوطات. ونذكر منهم هنا:

1 ـ بطرس دياب الحلبي، الذي كان يكتب اسمه Pierre Dipy d'Alep وهو الذي صنّف أول فهرس للمخطوطات العربية في المكتبة الملكية في باريس 1677.

2 ـ من يدعى Barout interprète de la Bibliothèque du Roi أي «بروت! المترجم في مكتبة الملك». وقد صنّف فهرساً جديداً للمخطوطات العربية والفارسية والتركية الموجودة بالمكتبة الملكية في باريس، وذلك 1715.

3 ـ «العسكري» Askary وهو روماني، قام أيضاً بعمل فهرس شامل للمخطوطات العربية والسريانية في المكتبة الملكية في باريس (رجاع Catalogue des manuscrits arabes de la Bibliothèque Nationale, Paris, 1883–1895, p.(II–III).

أما الداديخي الأنطاكي فقد غشي عدة جامعات ألمانية في العقود الأولى من القرن الثامن عشر وصنف بإيجاز المخطوطات العربية قي بعض مكتباتها:

أ ـ فهو الذي قام بفهرسة المخطوطات الإسلامية والنصرانية الشرقية واليهودية والسامرية في مكتبة جامعة ليپتسك.

ب ـ وهو الذي صنف فهرساً للمخطوطات العربية والتركية في مكتبة جامعة هامبورج.

وليست لدينا عن حياته غير معلومات قليلة وردت في مراسلات أوفنباخ Uffenbach (المتوفى 1737) التي نشرها Schelhorn (1694 ـ 1773) في الفترة ما بين عام 1753 إلى 1756 (جـ 2 ص 421 وما يتلوها)، وكذلك ما أضافه الناشر شلهورن من بيانات عن داديخي (ص 432 ـ 437).

ففي رسالة بتاريخ 4 مارس 1718 كتبها يوهان هينرش بارت Barth إلى أوفنباخ ـ وكان مولعاً بجمع الكتب، ويقيم في فرانكفورت ـ يقدم إليه هذا العالم السوري فيقول عنه إنه واسع الاطلاع، درس في روما وباريس، وإنه يتقن العربية والسريانية، كما يحسن اللاتينية واليونانية، وهو مطلع على الشؤون الشرقية وأحوال الكنيسة الرومية (اليونانية الشرقية)، وأنه تجول في ألمانيا، وهولندة، وإنجلترة.

وينقل شلهورن في ملاحظاته (ص 432 ـ 437) عن شارل أتيين جوردان Carolus Stephanus Jordanus قول هذا الأخير: «شاهدت (في 1733) في مقهى سلوتر Slaughter (بلندن) السيد الداديخي: إن وجهه يدل على أنه ليس أوروبياً. وهو فيلسوف بغير مطمح ولا كبرياء، ولا يسعى إلى الظهور، وهو مفرط الذكاء. وهو يُنصف السيد لاكروز Mr. la Croze ويعتقد أنه أكبر عالم في أوروبا فيما يتصل بمعرفة اللغات الشرقية. وهو يعتبر أن السمعاني رجل لا يتقن إلا معرفة اللغة السريانية، وأنه لم يحصل علوماً أخرى، وأنه رجل مفرط الاعتقاد في الخرافات. وقد لاحظ داديخي أن البابويين (= اتباع البابا) الشرقيين (وهو يقصد: الموارنة) هم في العادة أكثر اعتقاداً في الخرافات من البابويين (كاثوليك روما) أنفسهم. إن هذا العالم (داديخي) يتقن اللغة العربية إتقاناً تاماً. وقد استغرب لأن Sanchoniaton لم يشر أبداً إلى الطوفان؛ ومن رأى هذا الرجل البارع أن من الجنون محاولة التوفيق بينه وبين موسى».

وينقل عن ليدرلينوس Lederlinus قول جنليوس عن الداديخي «إنه من أنطاكية، ومسيحي الديانة على مذهب الروم الأرثوذكس، وقد بلغ من المعرفة باللغة العربية حدّاً جعله يترجم كل القرآن، وهو شاب، من العربية إلى اللاتينية، مع إيراد كل الألفاظ العربية وما يناظرها في اللاتينية وتحليل نحو العبارات؛ كما أنه ترجم إلى اللاتينية من العربية كتاباً يحتوي على الأركان الأربعة الرئيسية للإسلام، من تأليف أحمد بن محمد بن سعيد الغزنوي، ومنه نسخة مخطوطة في مكتبتنا» وهو يقصد كتاب «مقدمة الغزنوي، تأليف أحمد بن محمد بن سعيد الغزنوي (المتوفى 593هـ/ 1197م) ومنه نسخ مخطوطة في هامبورج (بأرقام 52 [1]، 53 [1]، 54 [1]) وفي جوتا برقم 1003 [6]).

وهناك رسالة كتبها ـ بالفرنسية ـ الداديخي إلى لاكروز La Croze فيها معلومات طريفة غريبة عن دعاوي بعض هؤلاء السوريين واللبنانيين الذين كانوا يعملون في أوروبا. يقول الداديخي بعد اعتذارات عن عدم كتابته رسائل إلى لاكروز خلال السنوات العشر التي انقضت بعد افتراقهما:

«لما كنتَ تطلب مني أن أخبرك عن حالي خلال السنوات العشر الماضية، فإن أستبيح لنفسي الحرية في أن أخبرك، بكلمات قليلة، كيف أني بعد أن غادرت برين، وصلت إلى إنجلترة، وكيف حالي فيها الآن: لما غادرنا برلين ـ اللورد كارميكل Mylord Carmichel وأنا ـ ذهبنا إلى فيينا، وكانت آخر مكان أقمنا فيه في ألمانيا. وفي فيينا ذهبنا مباشرة إلى تورينو، ولم نكد نستقر بها عشرة أيام حتى حملنا الخوف من الطاعون ـ الذي كان منتشراً آنذاك في إقليم البروفانص ـ على أن نعود أدراجنا حتى وصلنا إلى البندقية. وفي هذه المدينة فارقت اللورد كارميكل الذي عاد إلى إنجلترة، لأمور ملحّة، قبل أن يستطيع إتمام رحلته في إيطاليا.

«أما أنا، فقد سافرت إلى بولونيا (إيطاليا) ثم إلى فيرنتسه، ثم إلى جنوة حيث ركبت السفينة قاصداً إسبانياً. وطالما كنت أتمنى السفر إلى إسبانيا، ليس فقط لمشاهدة بلاد لا يهتم المسافرون العاديون برؤيتها، بل وأيضاً لأعرف بنفسي هل صحيح أن هناك ترجمة عربية لتاريخ تتيوس ليفيوس بأكمله موجودة في مكتبة الأسكوريال. وهو الأمر الذي يؤكده إبراهيم الحقلاني في رسالة إهداء إلى سجييه Chancelier Seguier، إذا لم أكن واهماً. لكني أستطيع أن أؤكد لك أنه بعد الفحص الدقيق طوال ثمانية أيام أقمتها في الأسكوريال، لم أجد مطلقاً هذه الترجمة المزعومة، بل وأيضاً لم أجد أية ترجمة لأي كتاب لاتيني أياً ما كان، على الرغم من أنه يوجد عدد هائل من المخطوطات العربية المكدّسة في خزانة هذه المكتبة، وكلها مغطاة بالتراب والعناكب، ومتروكة تحت رحمة الدود، كما لو كانت مملوءة بالسحر. صحيح أن أحد الرهبان في هذا الدير قد أكد لي أن النار قد التهمت، منذ خمسين سنة، كمية من المخطوطات العربية في هذه المكتبة أكبر مما بقي فيها، وأن هذه الترجمة المزعومة لتاريخ تيتويوس ليفيوس هي مما التهمه هذا الحريق. لكنني مقتنع الآن بأن كل ما يتعلق بهذه الترجمة ليس إلا أسطورة خرافية اخترعت اختراعاً من أجل التشويق واللذة، لأن لدي من الأسباب ما يجعلني أعتقد أن العرب لم يعنوا مطلقاً باللغة اللاتينية كما عنوا باللغة اليونانية، وتبعاً لذلك لم يفهموها فضلاً عن أن يكونوا قد ترجموا لأي مؤلف لاتيني. ولا أذكر لك [الآن] هذه الأسباب، لأن هذا من شأ،ه أن يقودني بعيداً، كما أني لا أشك في أنك تعرف هذه الأسباب خيراً مما أعرف أنا. ولهذا استأنفت سفري.

«ومن إسبانيا انتقلت إلى فرنسا، ومنها إلى الفلاندر وهولنده، فلما لم أجد فيها محلاً لي، اخترقت البحر وجئت إلى هنا [إنجلترة]، حيث عِشتُ في أول الأمر على حالٍ قلقة. وأخيراً، وبتوصية من دوق رتشموند، عيّنوني خلفاً لسالومون نجري Salomon Negri في وظيفة «مترجم لصاحب الجلالة» بالنسبة إلى اللغات الشرقية. ولهذه الوظيفة مرتب ضئيل جداً، يعينني على معاشي، وهأنذا أعيش راضياً بحالي، خالياً من قيود الزواج، بغير مطمحٍ ولا هموم، وبالجملة دون أن أعتمد على شيء ومنعزلاً تماماً. وأنت تحكم بهذا على أني أنعم بفراغ كبير.

«وهكذا فإني أرجوك، يا سيدي إذا كنتُ أستطيع أن أؤدي إليك خدمة وأنا في هذه البلاد [إنجلترة]، أن تشرّفني بأوامرك، وأن تعتقد أنني سأعد نفسي سعيداً جداً بتلقيها وتنفيذها، وليس لديّ من لذة أكبر من أن أبرهن لك على احترامي وتقديري لك، ليس فقط بالأقوال، بل وأيضاً بالأفعال. لوندرة في 10 يونيو 1730».

وليست لدينا معلومات أخرى عنه. وقد توفي في لندن، 1734.

أما أن اسمه الأصلي بالعربية هو «دادشي» فهو ما يتقرحه زايبولد في مقال بمجلة ZDMG (جـ 64 1910 ص 601) على أساس أن هناك اسماً سريانياً شائعاً وهو «داديشوع» فربما كان هذا هو أصل اسمه، وأقرب رسم إلى Dadichi بالعربية هو: دادشي. غير أننا لا نعرف من بين أسماء الأسر السريانية هذا الاسم: دادشي. ولو صحّ فرض زايبولد لكان رسمه العربي هو: داديشوع ـ تماماً مثل: بختيشوع، عبد يشوع، إلخ وهي أسماء منتشرة منذ القرن الثاني الهجري على الأقل بين الأسر السريانية في البلاد العربية. ولهذا فإن فرض زايبولد باطل. لهذا جاء نلينو في تعليقة نشرها في مجلة ZDMG (جـ 74 1920 ص 464 ـ 465) فاهتدى إلى الاسم العربي الأصلي الصحيح.

ويؤخذ على الداديخي أنه أساء تصنيف المخطوطات العربية التي عهد إليه بتصنيفها، حتى اتّهم أنه دجّال نصاب «قد خدع المستشرقين الألمان» على حسب تعبير عنوان كتاب زوخير.

و «الداديخي» نسبة إلى قرية تسمى «داديخ» في نواحي سَرمين بقضاء حلب. وينسب إليها أيضاً الشاعر صالح بن إبراهيم المعروف بـ الداديخي الحلبي (راجع عنه «سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر» للمرادي (جـ 2 ص 209 ـ 214). وتشتهر بالبطيخ حتى قيل: لا تأكل البطيخ إلا من داديخ.

المصدر: موسوعة المستشرقين للدكتور عبد الرحمن بديوي، 1992

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف