عالم رياضيات اسكتلندي ويُنسَب إليه العدد النيبري الذي يذكره كل من تابع الدراسة الثانوية.
الحقيقة أن هذا الباحث لم يكن رياضياً محترفاً بل كان إقطاعياً اسكتلندياً يحمل اسم البارون مرتشستون Baron Merchiston.
ولِد جون نابيير عام 1550 في مرتشِستون بالقرب من أدنبره في اسكتلندا. ولا يُعرف كثير عن نشأته. وكل ما عُرف عنه أنه عندما بلغ الحادية عشرة أرسل خالُه مطران أوركني رسالة إلى صهره ينصحه فيها بإرسال ولده إلى المدرسة كي ينجو من عالم مملوء بالأخطار. وقد دخل نابيير جامعة سانت أندروس St. Andrews وعمره 13سنة في عام 1563 وتركها قبل حصوله على درجة علمية.
إنجازاته العلمية
اهتم نابيير باللاهوت وأدى به هذا الاهتمام إلى عدِّ بابا روما ضد المسيحية. وأبرز أعماله في الرياضيات التي اشتهر بها هي ابتكاره اللوغاريتمات logarithms، كما اهتم بالمثلثات الكروية التي تُستخدم في الفلك الذي يبدو أنه كان مثار اهتمامه، وله في هذه المثلثات دستوران اشتهرا باسم مثيلات نابير (أو شبيهات نابيير) Napier’s analogies، وكذلك ابتكاره وسيلة آلية تتكون من مجموعة من العصي الخشبية أو العاجية، وتسمى عصيات نابيير Napier’s bones لإجراء عمليات الضرب والقسمة وحساب الجذور التربيعية والتكعيبية، فكانت هذه العصي الأساسَ لصنع مساطر حاسبة وأقراص حاسبة تعطي النسب المثلثية. ويبدو أن ثروته الطائلة فضلاً عن الصعوبة التي كان يعانيها الفلكيون في حساباتهم جعلته يبحث عن طريقة تُسهِّل عليه وعلى الفلكيين إجراء عمليات الضرب والقسمة والرفع إلى قوة أو حساب الجذور. فهداه فكره، إلى طريقة تحول عملية الضرب إلى جمع والقسمة إلى طرح. وكان كثيرون قبله قد قارنوا متوالية هندسية بأخرى حسابية، إذ يقابل ضربَ عددين من الهندسية جمعُ العددين المقابلين من الحسابية.
وقد استخدم نابيير في جداوله اللوغاريتمية - التي نشرها عام 1614 - الكسور العشرية التي كان قد رَوَّج لها الهولندي ستيفن Stevin، فأدخل استعمالها إلى كثير من أنحاء أوربا نتيجة لذيوع استعمال جداوله.
والأمر الذي يدعو إلى العجب هو أن نابيير اختار الأساس القريب جداً من ذاك الذي تأخذ به الطبيعة، إذ يُصادف العدد e حالياً في كثير من قوانين الفيزياء. فكيف ساير تفكير الإنسان دون قصد قوانين الطبيعة؟ هذا يدل على مزايا الفكر الرياضي في وصف قوانين الطبيعة.
لا بد أن يُلاحظ هنا أن الجداول اللوغاريتمية التي كانت أكثر تداولاً تعتمد الأساس 10 بدلاً من الأساس e، إلا أن انتشار الحواسيب المحمولة اليوم أبطل تقريباً استعمال هذه الجداول.
أمضى نابيير حياته في مرتشِستون وفي كارتنس Cartness وتوفي في مرتشِستون.