البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

الخطاب الثقافي الإسلامي المعاصر

الباحث :  حسن فلحي حسين
اسم المجلة :  مجلة المنهاج
العدد :  6
السنة :  السنة الثانية صيف 1418 هجـ 1997 م
تاريخ إضافة البحث :  December / 23 / 2014
عدد زيارات البحث :  1550
الخطاب الثقافي الإسلامي المعاصر

اعداد: حسن فلحی حسین، عرض الاستاذ علی البهادلی

ناقش الطالب حسن فلحي حسين رسالته المعنونة «الخطاب الثقافي الإسلامي المعاصر» لنيل شهادة «الماجستير» في الدراسات الإسلامية من كلية الإمام الأوزاعي للدراسات الإسلامية، في بيروت أمام لجنة تكونت من الدكتور نايف معروف رئيساً ومشرفاً، وعضوية الدكتور محمد كاظم مكّي ود. صحي عبداللَّه‏
يرى الطالب أن الخطاب الثقافي الإسلامي المعاصر قد تعرّض، إلى أزمة تجريد، فرضتها جملة ظروف خارجية، لا تمت بصلة إلى لب العقيدة الإسلامية، وقد جاء الفصل، أو شبه الفصل، بتعبير أدق، بين السلطة الزمنية والسلطة الدينية في طليعة هذه الظروف. الأمر الذي جعل الإسلام ـ متمثلاً بعلمائه ومفكّريه ـ بمنأى عن دوره الأصيل، في تشكيل كيان الأمة السياسي، المتفاعل مع خطها الفكري.
ولقد أحدث هذا الأمر فراغاً كبيراً، مَثَّل خرقاً مؤلماً لكيان الأمة الحضاري مُلِى‏ءَ بالمستورَد والدخيل من أفكار الشرق والغرب الأوروبيين، التي كبرت وتضخمت لتتمخض أخيراً عن ازدواجية، ولَّدت منهجاً تلفيقياً منحرفاً، ساهم المستعمرون وموالوهم في تأسيسه على أرض الواقع الإسلامي، كأزمة، قدرها أن تتفاقم مع الأيام، لتحدث قطيعة، بين الفكر والواقع، كان لها الدور الأول في تجريد الخطاب الثقافي الإسلامي عن واقعيته.
من هنا كانت هذه الرسالة محاولة من الطالب، لاستقراء الخطاب الإسلامي عموماً، والثقافي منه خصوصاً، بغية التوصل إلى مفاصل هذه الأزمة، ابتداءً من الإرهاصات التاريخية الأولى، إلى عصرنا هذا.
وقد وزّع الطالب موضوعات رسالته على خمسة فصول:
فالأول عن: الخطاب الثقافي الإسلامي. والثاني عن عناصر الثقافة الإسلامية ومكوّناتها، والثالث عن التأويل وعلم الكلام، والرابع عن النص والاجتهاد، وآخر الفصول حمل عنوان: السلفية والتغريب.
________________________________________

[310]


إن الخطاب الثقافي الإسلامي ـ كما يقرّر الطالب ـ خطاب أصولي، بما تعنيه كلمة الأصولية في الإسلام، من ارتكاز على أصول ثابتة، وليس بما يوحيه المصطلح المتداول الآن، وهو مصطلح غربي أمريكي.
وإن أصولية الخطاب الثقافي الإسلامي، تتداخل مع أصولية الخطاب الشرعي الإسلامي، في دائرة المناخ الواجب تشكّله بفعل عقيدة التوحيد الإسلامية، فالخطاب الشرعي، يفترض به أن يكون منتجاً لمناخ ثقافي، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الخطاب الثقافي الإسلامي، فيفترض به، أن يكون منتجاً لمناخ شرعي، وهنا تبرز الأهمية الخطيرة للخطاب الثقافي الإسلامي، والتي تدخل في الصميم من العقيدة الإسلامية.
ويستند الطالب إلى جملة مبادى‏ء ترتبط بانعدام إمكانية المماثلة بين النص ومصداقه، وانعدام إمكانية المماثلة بين الحكم وموضوعه، وانعدام إمكانية المماثلة بين الحالة المثالية وبين الواقع، ليستنتج الحقائق الثلاث التالية:
أولاً: إن النص المقدس هو المصدر، وما عداه فروع أو تفريعات على الفروع، وهذا يبين حقيقة القداسة، الثابتة للنص المقدس نفسه، فقداسة القرآن الكريم ثابتة بالقرآن الكريم، أما قداسة السنة الشريفة، فهي ثابتة بالقرآن الكريم، بقوله تعالى: { ما آتاكُمُ الرسولُ فخُذوهُ وما نهاكُم عنه فانتهُوا واتَّقوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شديدُ العقابِ } [الحشر/7].
مؤكداً على أن العقل فهو بمثابة الأداة، التي لا يمكن النظر إليها بقدسية، وكذلك الأمر بالنسبة إلى مصادر التشريع غير القرآن الكريم والسُنّة والإجماع فلتضمّنه رأي المعصوم ـ فهي لا تعبِّر إلا عن إجراءات، قد تكون لها قوة الإلزام في ظروف معينة ولا تكون لها تلك القوة في ظروف أخرى.
ثانياً: إن الحكم، يمثل فاعلية التشريع، فهو ثابت مقدَّس لا يُعلَّق ولا يلغى، حتى وإن انتفى موضوعه، وبناء على ما تقدم، يقرر الطالب: أن الحكم الشرعي مقدَّس ثابت، أما المنهج الإنساني المتعامل مع الحكم الشرعي، أي المفصل له على مستوى الواقع، فليس كذلك.
ثالثاً: إن المثال الإسلامي، وهو الحالة المثلى للمجتمع الإسلامي التي يكون فيها قد التحم بإرادة اللَّه، وحقق
________________________________________

[الصفحة - 311]


الواجب المكلف به على التمام والكمال، وهو الهدف الأسمى للشريعة الإسلامية، الذي قد يقترب منه المجتمع أو يبتعد، ولا يمكن تصور بلوغه خارج دائرة العصمة التي مثلها رسول اللَّه (ص) وأهل بيته الطاهرين(ع) أصدق تمثيل، إن هذا المثال يبقى متميزاً عن الواقع، وبتميزه هذا، يمثل الجذوة التي توقد حركة المجتمع الإسلامي نحو هدفه.
يرجح الطالب في رسالته الرأي القائل: إن ما صدر عن اللَّه سبحانه وتعالى هو نص وليس خطاباً، لأن جدواه لا تتوقف على وجود المخاطَب باعتبار أن اللَّه سبحانه وتعالى غني عن العالمين، بدليل قوله تعالى: { فيه آياتٌ بيّناتٌ مقامُ ابراهيمَ ومَن دَخَلَهُ كانَ آمناً وللَّهِ على‏ الناسِ حِجُّ البيتِ مَنِ استطاعَ إليهِ سبيلاً ومَنْ كَفَرَ فإن اللَّهَ غنيٌّ عن العالمينَ } [آل عمران/97] . وهناك آيات كريمة كثيرة تؤكد هذا المعنى { واعلموا أن اللَّه غني حميد } [البقرة/267] { وربك الغني ذو الرحمة } [الأنعام/133] { يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى اللَّه واللَّه هو الغني الحميد } [فاطر/15] { وكان اللَّه غنياً حميداً } [النساء/131] ، وغيرها من الآيات المؤكدة لهذا المعنى.
وتناول الطالب في الفصل الثاني من رسالته الثقافة الإسلامية بمبحثين، تكلّم في الأول عن عناصر الثقافة ومكوناتها، وفي الثاني عن علاقة الثقافة بالفكر.
مؤكِّداً أن ذاكرة الثقافة التي تتميز بالخصوصية، أي الهوية، لا تعكف على ما هو خاص فحسب، وإلاّ لفصلت الثقافة كهوية خاصة عن العلم كقوانين عامّة، بل تدخل في صميم حركته ليس كإطار، وإنّما كمضمون يحرِّك العلم ويوظِّفه في الاتجاهات التي يريد. لأن حركة الثقافة بين عنصريها: المعرفة والسلوك تشبه تماماً حركة العلم بين عنصريه: القانون والتطبيق، إذ أن كل واحد منهما ينزع بحركة عنصرية إلى تغطية المجهول.
وفي الفصل الثالث تناول التأويل وعلم الكلام بمبحثين، في الأول بحث التأويل كمفهوم قرآني، يعني فاعلية الحكم وجوهريته ومن ثمّ الابتعاد بهذا المفهوم عن حقيقته، وفي الثاني بحث علم الكلام ودوره في التأسيس لمنهج عقلي.
وعالج الطالب في الفصل الرابع من رسالته موضوع النص والاجتهاد، مشيراً
________________________________________
المنهاج ـ العدد السادس - صيف 1418هـ ـ 1997م

[الصفحة - 312]


إلى أن العلاقة بين النص والاجتهاد هي علاقة الكُلّي الثابت بأجزائه المتغيّرة، وبالقدر الذي تضمن فيه ديمومة أي فكر واستمراره.
فالشريعة الإسلامية منهج الإنسان للرقي والكمال، يحكمها تصور إسلامي ثابت بمصدره، اللَّه سبحانه وتعالى، وبذاته، نصّه المقدَّس، ومتحرّك بموضوعه، الإنسان وواقعه.
وفي الفصل الأخير تناول الطالب موضوع السلفية والتغريب، مشيراً إلى أن الإسلام ليس ديناً كهنوتياً تقتصر تعاليمه على ما ينظِّم علاقة الإنسان بربّه فحسب، وإنّما هو عقيدة تقوم على التوحيد، تأتي الشريعة بأبعادها المعاملاتية والعبادية كعملية إرتقاء وتكامل إنسانيين تنطلق من ثلاثة أسس ينطلق بعضها من بعض:
1 ـ إن النص الإسلامي المقدَّس هو الكفيل بتوجيه أفعال العباد.
2 ـ سيادة الشريعة، ومن ثم سلطان الاُمّة إستتباعاً لالتزامها الشريعة.
3 ـ إن الشريعة هي شريعة حاكمة لا تضطلع بدور الإخبار عن حكم اللَّه، وإنّما لها دور تنفيذي أيضاً، بمعنى أن الإسلام ليس دين فتوى فحسب، وإنما هو دين حكم وفتوى.
________________________________________

[الصفحة - 313]

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف