البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

العولمة رؤى ومخاطر

الباحث :  مرتضى معاش
اسم المجلة :  النبــأ
العدد :  35
السنة :  السنــة(5) ربيــع الثــاني 1420هـ
تاريخ إضافة البحث :  January / 20 / 2015
عدد زيارات البحث :  1739
العولمة رؤى ومخاطر
مرتضى معاش
مقدمة
الظهور المفاجئ والمثير لمفهوم العولمة في اروقة الاعلام العالمي وبهذا التواتر المكثف ينبئ عن غموض يشوب عفوية هذا المفهوم وابتساماته المزيفة. ونلاحظ هذا الغموض المفهومي في الولادة التاريخية فبعد ان كانت كلمة العولمة مخبوءة وضائعة بين الاف الكلمات فــي القواميس اللغوية ظهرت فـــجأة في وسط عالم يسوده الفراغ والفوضى بعد سقوط المعسكر الشرقي وسيطرة القطبية الواحدة. لذلك يرى البعض ان العولمة مفهوم استعماري جديد في اسمه قديم في مسماه يهدف الى جعل العالم قرية صغيرة تحت قيادة الولايات المتحدة وسيطرة القطيع الالكتروني واساطيل الشركات المتعددة الجنسيات. فبعد أن خبأت الرأسمالية انيابها في مواجهة دكتاتورية البروليتاريا طوال عقود كشرت عن هذه الانياب بابتسامة بعد انهيار اسس الشيوعية لتبشر بولادة جديدة اسمها الاصلي دكتاتورية السوق العالمية وكنيتها العولمة.
والعولمة ليست ظاهرة جديدة في فكرتها بل هي حلم داعب الكثير من الفلاسفة والمفكرين في توحيد الإنسانية ضمن إطار وعالم واحد تسوده العدالة والسلام، وكذلك دعا الاسلام الى الاخوة الانسانية والدينية كقوله تعالى:(وما ارسلناك الا رحمة للعالمين)، وقول امير المؤمنين(ع): الناس صنفان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق. وفي ظل العالمية التي طرحتها المبادئ والرسالات السامية تسقط الحواجز النفسية والفكرية والجغرافية والطبقية لتنشأ عالما مثاليا لا حرب فيه ولا ظلم ولا فقر ولا استغلال، وهو العالم الذي سوف يقوده المهدي(ع) والذي حلمت به البشرية وبشرت به الاديان.
ولكن ما حدث ان هذه الاحلام ترتطم بالواقع المر الذي صنعه قطيع من السماسرة يدعونهم القطيع الالكتروني يمتلكون المال الكثير والشركات العملاقة والنفوذ الاقتصادي والسياسي الذي باستطاعته ان يزلزل أي حكومة سياسية في لحظات ويستخدمون في تحقيق اغراضهم تقنيات مذهلة في ادارة الاعلام والمعلومات لذلك فأنهم يمتلكون كل المعلومات التي يريدونها في تحقيق السيطرة والنفوذ والانتشار.
ان هؤلاء الذين امتلكوا مفاتيح القوة السلطة المال الاعلام المدموج المعلومات والخبراء ويسيطر عليهم الحس المصلحي المطلق بلا شعور سام بالإنسانية قد بدأوا يبشرون بعالم مفتوح بلا حدود بلا جغرافيا او افكار او حكومات او ثقافات بحيث يتحول العالم الى قرية صغيرة تحت سيطرة اقطاعي متجبر يمتلك كل شيء حتى الرقاب ويتصدق بالفتات على اهالي تلك القرية.
انها أي العولمة تبشير سيء يهدف المبشرون بها الى ارجاع العالم إلى العصور القديمة المظلمة في تاريخ البشرية حيث كان العالم مقسما الى طبقتين طبقة الاقطاع وهي الاقلية الضئيلة وطبقة الاكثرية الساحقة وهي طبقة الفقراء والعبيد. وطبقة الاقطاع في عصر العولمة هم مجتمع الخمس الذي بنى لنفسه قلاعا متحصنة ومنعزلة تكبرا وخوفاً من مجتمع الأربعة أخماس، وهذه الأرقام يمكن أن تعطينا بعض الوضوح عن حقيقة العولمة وكيف ان العولمة هي عبارة اخرى لعالمية الفقر حيث النظام العالمي الجديد ينطوي عل تناقض لعالم هو اليوم اغنى اربع مرات عما كان عليه عام 1990 ووجود فظيع حيث يعيش خمس سكان العالم بدولار واحد للفرد، وتشير الاحصائيات ان الخمس الاكثر فقرا من البشرية كان يملك 2,3 % من الموارد المالية في عام 1969 و1,5 % في عام 1989 و 1,1% في عام 1994 ، وفي التواريخ نفسها فأن الخمس الاكثر ثراء كان يملك 69% من الموارد المالية العالمية في عام 1969 و 82% في عام 1989 و 86% في عام 1994، وهذا يعبر عن عمق التناقض الطبقي الذي افرزته العولمة حيث التحول الديمقراطي آخذ في الاتجاه نحو رفاهية الاقطاع وعبودية اكثر سكان الأرض، لذلك يعتقد البعض أن العولمة هو أسلوب جديد في فرض القهر والحرمان على الأمم الضعيفة تحت شعار الاعتبار المتبادل والتخصيص الأمثل للموارد.
مصالح ضد الإنسانية
ولاشك أن طبيعة التفكير الاستغلالي الذي يعيش في مكونات الرأسمالية حيث الربح والاقتصاد في الموارد يجعل من المصالح الخاصة فوق كل اعتبار انساني او اخلاقي سوف تحول هذه الطبيعة العالم الى اكداس بشرية من العاطلين ، وكما يقول الخبراء فأن عشرين بالمائة من السكان العاملين ستكفي في القرن القادم للحفاظ على الاقتصاد الدولي وبعبارة اخـــرى الاقتصاد الدولي للسماسرة، وان الثمانين بالمائة من البشر هم من العاطلين الفقراء الذين يعيشون على هامش العولمة وفتاتها كما يعيش المسحوقون على هوامش المدن الكبيرة في صفائح الحديد المتأكسد .
ويظهر هذا التفاوت الكبير في تزايد عدد المليارات ونموها في ظل العولمة ففي العالم هناك اكثر من 358 مليارديرا يمتلكون معا ثروة تضاهي ما يملكه 2,5مليار نسمة من سكان المعمورة ، والاحصاءات تفضح العولمة بقولها انه في عام 1998 كان في الولايات المتحدة وحدها 170 مليارديرا بينما لم يكن عددهم في عام 1982 يزيد على 13 مليارديرا . ويكفي ان مليارديرا واحداً هو بيل جيتس رئيس شركة ميكروسوفت يملك ثروة ما يعادل صافي ثروات 106 مليون مواطن امريكي أي ثلث السكان تقريبا وبقياس اخر فان هذه الثروة يمكن ان تعادل او تزيد على صافي ثروات مليار مواطن هندي. والطريف في الأمر أن المنافسة حامية جدا بين هؤلاء الميليارديرات من اجل اضافة المزيد من الارقام في حساباتهم بدون النظر لأي اعتبار انساني او اخلاقي.
ارهاصات العولمة
اذا كان الهدف الاساسي للعولمة هو اقتصادي بحت فأن التموجات التي خلقتها هذه الظاهرة قد جعلت الامر يكون ابعد من ان يقتصر على البعد الاقتصادي ، بل ان رعاة العولمة قد جندوا كافة الوسائل السياسية والثقافية والاعلامية من اجل جعل العالم ذو ملكية خاصة لذلك اتخذ الامر ابعادا جديدة ونمت ظواهر غريبة بدأت تشكل نفسها من خلال النمو المتزايد لعالم المعلومات الالكتروني. ولاشك ان اهم مخطط تطرحه الولايات المتحدة هو العولمة السياسية وجعل العالم وحدة سياسية تحت القيادة الامريكية مع وضع هامشي وروتيني للامم المتحدة، ويشكل ضباع الاقتصاد العالمي الدعم اللوجيستيكي للماكينة العسكرية من اجل سيطرة اكبر على عالم بلا حدود مفتوحة أسواقه أمام بضائعهم، وشعار مبشرو العولمة حينئذ هو تحول العالم الى قرية كونية يشعر الانسان اينما حل خارج حدوده الوطنية بانه معترف به ومقبول وهذه هي المواطنة العالمية كما يدعون. ولكن هذا الامر يصبح مجرد شعار عندما ينكشف الامر الواقع حيث اصبح العالم يتحرك اقتصاديا كما لو كان وحدة واحدة شاملة اما سياسيا فانه ظل مقسما ومجزأ، ولقد تسببت التوترات الناجمة عن هذا التطور غير المتكافئ في تناقضات قاتلة وعدد لا يحصى من الهزات والانهيارات والمزيد من التضعضع في تعايش المجتمع الانساني ونمو الاتجاهات العرقية والعنصرية والتطرف. بل ان الدول التي ترعى العولمة سارت في عكس هذا الاتجاه عندما اغلقت ابوابها وحدودها امام الهجرات القادمة من بلاد يسيطر عليها الفقر والحرب، وسعت هذه الحكومات الى تطبيق سياسة الانتقاء في سرقة العقول والكفاءات.
الثقافة هي السلاح الآخر الذي اخذ تجار العولمة يستخدمونه لامتصاص ثروات الشعوب لان تكريس القيم الثقافية الوافدة على شعوب العالم يسهم إلى حد كبير في تسويق منتجاتهم وعلى العكس من ذلك فأن تسويق المنتجات الاقتصادية لشركاتهم ساهم بشكل كبير في نشر قيم وأخلاقيات العولمة. إن نشر ثقافة الاستهلاك والوجبات السريعة يحول البشر إلى قطيع لا يفكر ويلهث وراء بطنه ولهوه أخر موضات الأزياء والروك، وكما قال أحدهم فأننا في ظل العولمة يراد لنا أن نأكل ونلبس ونفكر كما يفكرون هم، لذلك اصبح وجود محلات الماكدونالد هي رمز لانفتاح أي بلد وتقدمه.
إن الانفتاح الثقافي اصبح مرادفا لعولمة الجنس ونشر الإباحية بلا قيود في أرجاء العالم عبر شبكات الفضاء والإنترنت، كما إن البغاء اصبح معولما له انتشاره الجغرافي بلا حدود بعد أن كان محدوداً ومنعزلاً.
الإعلام المدموج الذي اخذ يتحد بقوة لفرض قيمه ونفوذه هو أهم إرهاصات العولمة ،فقد تحول الأعلام إلى أداة محتكرة بيد مجموعة من الأشخاص يرسمون الحدث قبل أن يقع ويخلقون القيم والأخلاقيات التي تتناسب مع مصالحهم فاليوم أشخاص مثل تيد تيرنر أو روبرت مردوخ هم من يحكم العالم من كاميرات التلفزيون وشركة مثل ديزني هي التي تصنع طفولة الأطفال بقيم مثل الجنس والعنف والانتهازية. هذا الأعلام العابر للقارات يصعب مواجهته لأنه يملك إمكانات هائلة تجعله مسيطرا فعلى سبيل المثال فأن إعلان تلفزيوني واحد عابر للقارات يكلف ما يكلفه في المتوسط فيلم سينمائي أوربي.
إن العالم الغربي هو الذي يقود بالنتيجة مسيرة العولمة نحو اتجاه يمثل مصالحه وأهدافه الخاصة لأنه يمتلك المنبع المعلوماتي الذي يغذي ويرفد العالم بالمعلومات وهذا يجعله المسيطر ويجعل الآخرين تابعين، فالمعرفة العلمية تمثل 80% من اقتصاديات العالم المتقدم وال 20% الأخرى تذهب إلى رأس المال والعمالة والموارد الطبيعية والعكس صحيح بالنسبة للدول النامية وهذا ما يجعلها تحت تأثير التبعية.
في مواجهة تحديات العولمة
ليست الآفاق قاتمة دائماً إذ لا يوجد هناك حتمية اجتماعية مطلقة تفرض على الإنسان إن يذوب في قدره و يستسلم إلى مسلخ العولمة. بل إن هذه التحديات تثير فينا روح المقاومة والتفاعل الإيجابي من أجل استثمار هذه الظاهرة الجديدة في اتجاهاتها المفيدة.
اولا: القدرة على نشر المعلومات وحرية تداولها بعيدا عن عوامل الرقابة والتقييد وتعقيدات الجغرافيا وسيطرة السياسة والكلفة المالية الكبيرة، وهذا يعطي مساحة واسعة من حرية الفكر والبيان، فإذا كانت المجلة أو الكتاب في عالم الأمس لا يصل الاّ لمجموعة صغيرة من الناس وبشق الأنفس فأنه في عالم اليوم يصبح في متناول الجميع ، بل إن تداعيات العولمة وانفتاح عالم النشر المعلوماتي يفرض علينا استثمار هذه الحرية بشكل اعمق واوسع.
ثانيا: استطاعت العولمة أن تخترق معظم الحصون الثقافية والفكرية والعقائدية التي وضعتها المجتمعات لحماية داخلها من الغزو الثقافي، حيث جعلت العولمة كل شيء مفتوحا أمام الفرد يصل إلـــيه بدون وجود أي موانع تذكر حتى مع وجود الردع والقهر والرقابة بل إن الردع القاهر قد يتحول في بعض الأحيان إلى كبت سلبي يتجه للانصهار والذوبان في الثقافة الغازية بعد ارتفاع المانع القاهر أو غيابه المؤقت، وإذا كان منهج الآباء قد قام على سياسة الكبت والمنع في مواجهة الانحراف فأن المنهج هذا اليوم قد اصبح بلا أثر.
إن المنهج الثقافي الأكثر فاعلية في مواجهة تداعيات العولمة المفتوحة هو إيجاد أسس التحصن الذاتي المبني على التوعية الثقافية المركزة حيث الاتجاه للاستفادة الواعية من تقنيات وتكنولوجيا العولمة بصورة سليمة مع تغذية مستمرة وتلقيح معلوماتي قوي للوقاية من الانحراف مع إيجاد بدائل متكاملة وقوية في مواجهة أدوات العولمة وقيمها.
ثالثا: يشكل الفضاء الإعلامي والنسيج المعلوماتي أحد أهم أدوات العولمة في انتشارها وسيطرتها الاقتصادية والثقافية ، بحيث تحولت هذه الأدوات إلى حتميات لا تفارقنا أبدا ولا يمكن مقاومتها بصورة ارتجالية أو خطابية. إن خير وسيلة للدفاع هو الهجوم لذلك اصبح من الضروري أن تستخدم مجتمعاتنا هذه الأدوات لنشر المعلومات السليمة والإيجابية التي تحافظ على قيمنا الإسلامية ونشر الأخلاقيات الرفيعة والسامية، عبر تأسيس فضائيات هادفة ومتكاملة وإنترنت شامل وواسع يحتوي على كافة البدائل التي يحتاجها الإنسان في حياته اليومية.
رابعا: كما إن العولمة فرضت على الشركات الكبيرة إن تندمج وتتكتل في وحدة مركزية واحدة من اجل أن لا تؤكل من الشركات الأخرى أو من اجل احتكار السوق وفرض آلياتها ومنتجاتها وصعود أسهمها في البورصات العالمية ، كذلك لابد للاقتصاديين في بلادنا من إيجاد التكتل والانصهار في وحدات مركزية متماسكة قادرة على المواجهة، لأنك إذا لم تأكل سوف تؤكل كما يقول ذلك منظرو العولمة، ونظرة في تحرك الاقتصاديات المدموجة نلاحظ مدى تحكمهم في الأسواق العالمية حيث يعمل القطيع الإلكتروني من خلال ما يسمى بالسوبر ماركت أي سوق المال ويقدر إن 25 سوقا مالية تتحكم في نصف رأس المال العالمي أي تتحكم في 20,9تريليون دولار وهي الثروة التي يتغذى عليها القطيع ويتكاثر. فهل يستطيع المحل الصغير إن يواجه السوبر ماركت..!؟
عولمة المؤسسات الدينية
خامسا: المرجعية الدينية أحد أهم واقوى المؤسسات في مجتمعنا الإسلامي بما تمتلكه من قوة تأثير جماهيرية وإمكانات هائلة معنوية ومادية واجتماعية ، ولاشك إن العولمة أصبحت أهم التحديات المرجعية الدينية باعتبار إن هذه المرجعية هي الحصن الذي يدافع عن الأمة ويحميها من الأخطار والانحرافات. إن أهم الرؤى التي تنبثق من آفاق العولمة بحيث تكون خطوات أساسية في رسم المستقبل الإسلامي تحت ظلال المرجعية الدينية هي:
شورى الفقهاء والمراجع: حيث التكتل المركزي القوي يعم المؤسسات المرجعية من اجل رسم سياسة موحدة وصب التيارات المتفرقة والمتضادة في بعض الأحيان في تيار قوي ومتماسك مع الحفاظ على التنوع والتعدد، وهذه المؤسسة الاستشارية سوف تكون قادرة على إيجاد التكامل بين مختلف القوى ورسم الأولويات وبالتالي الاقتصاد في صرف الجهود الإنسانية والمالية، والاهم من كل ذلك إيجاد وعي متكامل وشامل ومنظم في صفوف المقلدين حول الأخطار التي تواجههم.
وإذا استطاعت شورى المراجع أن تنجح فأن الخطوة المهمة الأخرى هي تكتل الوكلاء في كافة أنحاء العالم باعتبارهم القاعدة الوسطى القادرة على إيجاد الاتصال بين القمم المرجعية والقاعدة الجماهيرية، واهم أدوات التكتل في ذلك هو عقد المؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية.
سادسا: كونفدرالية المؤسسات هي مرحلة مهمة في مواجهة أخطار العولمة ، حيث تكون هذه المؤسسات عبر ترابطها وتنسيقها المشترك قادرة على استيعاب الجماهير وتوعيتهم بشكل مستمر ، إذ إن هذه المؤسسات عن طريق الاندماج اللامركزي سوف تكون قادرة على المسير في الاتجاه الفكري السليم والاستفادة من كفاءات وإمكانات المؤسسات الأخرى وبعبارة أخرى فان ترابط المؤسسات سوف يوجد تكاملية ترفع العيوب وتنسيق يقتصد في الجهود ويزيل التناقضات ويبعدها عن التشتت والفوضى.
مجلــة النبــأ ــ العــدد 35 ــ السنــة الخامســة ــ ربيــع الثــاني 1420
 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف