البحث في...
عنوان التقرير
إسم الباحث
المصدر
التاريخ
ملخص التقرير
نص التقرير
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

October / 30 / 2014  |  1443الحملة التصعيدية للسعودية ضد المسلمين الشيعة

كاثرين شاكدام نشرة السياسة الدولية 26 أيار 2014
الحملة التصعيدية للسعودية ضد المسلمين الشيعة

على الرغم من أن الحملة التي تشنّها السعودية ضد المسلمين الشيعة قد أصبحت واضحة ولا ريب فيها منذ أن اندلع الربيع العربي في العام 2011، تتّبع المملكة سياسة آثمة وعنصرية بحق المسلمين الشيعة منذ أن تولى مؤسسها الملك بن سعود سُدة الحكم. وقد يكون مستحيلاً تقريباً سرد قائمة مُفصّلة بالانتهاكات الكثيرة التي تُرتكب بحق الطائفة الشيعية في السعودية لوحدها. ولكن، يجدر على المرء النظر إلى الدعوات العلنية لآل سعود الرامية إلى إراقة الدم الشيعي كي تُلمس الطبيعة الاستبدادية والحاقدة لسياسة المملكة المُعادية للشيعة.

لا يجب أن يغيب عن ذهننا الضغينة التي عبّر عنها إمام الجماعة في المسجد الحرام في مكة، عادل الكلباني، والتي صدمت حتى متابعيه على شاشة تلفيزون بي بي سي العربية في أيار 2009 عندما أعلن أن جميع المسلمين الشيعة ملحدون وكفرة ويجب ملاحقتهم وقتلهم. ونظراً لكون الكلباني قد عُين في منصبه من قبل الملك نفسه، يمكن لنا أن نعتبر بأن رجل الدين كان يُعبّر ببساطة عن وجهة نظر الدولة وسياستها القادمة اتجاه جميع المسلمين الشيعة، سواء كانوا داخل حدود المملكة أو خارجها. واقترح الكلباني بأنه يجب إجبار جميع الشيعة السعوديين على مغادرة المملكة. وشدد على أنه يجب ألا يُعين أي عضو شيعي في هيئة كبار العلماء، حتى وإن كان مواطناً سعودياً.

لكن إذا كانت السعودية تضطهد الشيعة السعوديين وتسيء معاملتهم داخل حدودها فإنها أيضاً تتبع ذاك النهج من الكراهية في المنطقة من أجل تعزيز الإنقسام بين المجتمعات باسم السيطرة. وجراء انقيادها وراء الجشع السياسي والإقليمي، تُعد عائلة آل سعود أساس العداء للشيعة. فالقوة الشنيعة التي تقف وراء اشتعال العنف والتعصب على أساس عرقي في المنطقة، تنمو جراء بذور التعصب التي زرعتها السعودية في كافة منطقة الشرق الأوسط.

 

سياسة السعودية المُعادية للشيعة عالمياً

لطالما كان الوهابيون السعوديون متشددين في اضطهادهم وإرهابهم ضد المجتمع الشيعي في السعودية وحملتهم العنيفة ضد الإسلام الشيعي لم تقف عن حدودهم. بل أهدافهم ترمي إلى تشويه سمعة الشيعة ولعنهم وتجريمهم في كافة منطقة الشرق الأوسط.

في نيسان 2013، نشر رجل الدين السعودي سعد الدُريهم سلسلة من التعليقات على موقع تويتر والتي دافع فيها عن تلك المليشيات التي تتبنى في العراق نهجاً متشدداً في التعامل مع المسلمين الشيعة وتقتل أي شيعي يقع بقبضتها سواء كان امرأة أو رجلاً أو طفلاً من أجل غرس الخوف في قلوبهم. مثل تلك التصريحات تمنح المتعصبين بشكل أساسي الحق المُطلق لقتل طائفة بأكملها نظراً لاختلافها العرقي والمذهبي، في انتهاك كامل للقانون الدولي.

فشعارات الكراهية التي يرفعها الدُريهم تنتهك مباشرة المادتين 6 و18 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. تنص المادة 6: "لكل إنسان أينما وُجد الحق في أن يعترف بشخصيته القانونية". وتنص المادة 18: "لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين".

واستمر الدُريهم في تصنيف المسلمين الشيعة على أنهم بشر من درجة أدنى ومنبوذون اجتماعياً وغير مرغوب بهم من أجل تبرير دعواته لتنفيذ الإبادة الجماعية. وقررت منظمة شيعة رايتس ووتش أن تتطرق إلى هذا التغاضي الدولي الآثم من الصمت والتنديد بالقمع السعودي بحق المسلمين الشيعة من أجل تعزيز الوحدة على أساس الكرامة الإنسانية.

وكتبت المنظمة في بيانها: "تُعبّر منظمة شيعة رايتس ووتش عن شجبها القوي لحرية "رجال الدين" الذين يستخدمون سلطتهم في الدعوة إلى الكراهية والقتل. فرجال الدين الوهابيون يواصلون الدعوة إلى قتل المسلمين الشيعة وحكوماتهم تدعم أفعالهم. هناك كثيرون من المسلمين الشيعة فقدوا أرواحهم جراء الكلام التحريضي الصادر عن لسان رجال الدين".

وأتى هذا البيان كرد فعل على الفتوى التي أصدرها رجل الدين السعودي ناصر العمر ضد المسلمين الشيعة أينما وُجدوا. وقال في فتواه: "أمام الشيعة خياران فقط، إما اعتناق الإسلام أو القتل إذا ما قرروا التمسك بمعتقداتهم. أولاً اذبحوا جميع رجالهم. اذبحوا الشيعة حتى تسيل أنهر من دمهم. ثانياً اسبوا نساءهم. ولتُوزّع العذارى منهن على من أبلى بلاءً حسناً من المجاهدين. وإن كُن من غير العذارى وحسناوات فلتُوزعن على بقية المجاهدين وأما من تبقى من الثيبات فتُوزعن على بقية الرجال الذين لا يُعدون من المجاهدين. والمجموعة الأخيرة هي الأطفال الشيعة. فاقبضوا عليهم وعلموهم الإسلام الصحيح ودربوهم كي يكونوا جنوداً يمكننا الاستعانة بهم في الحروب".

وأخيراً، دعا العمر بأن يتم إحراق وتدمير جميع دور العبادة والمراكز الثقافية الشيعية.

ويجب على المرء أن ينظر إلى كيفية تصرف حكام البحرين اتجاه المواطنين الشيعة ليُدرك مدى السلطة التي يتمتع بها العمر وأمثاله على المنطقة، مُعززاً الكراهية العمياء وإراقة الدماء.

 

قيود دينية مأساوية

في مكة، المدينة الأقدس والأكثر رمزية في الإسلام، تفرض السلطات السعودية عقوبات وقيود مُهينة على المسلمين الشيعة لا من أجل إذلالهم فقط بل أيضاً بُغية إجبارهم على التخلي عن معتقاداتهم الدينية. وخلال الحج، أحد الأركان الخمسة في الإسلام، يُميَّز الشيعة ويُستضعفون من قبل السلطات والحجاج الآخرين ليس لأي سبب سوى جراء إصرارهم على اتباع مبادئ الإسلام الشيعي وتقاليده.

في العام 2009، على سبيل المثال، حاج شيعي يبلغ من العمر 15 ربيعاً أُصيب بطلق ناري في صدره على يد الشرطة في مكة وطُعن رجل دين شيعي في ظهره من قبل حاج مجهول الهوية.

كما أن السلطات السعودية تفرض قيوداً على زيارة المسلمين الشيعة لمقبرة البقيع، حيث يُدفن كثيرون من أفراد عائلة النبي محمد، من ضمنهم الإمام الحسن. ولأن للمقبرة شأن عظيم لدى الطائفة الشيعية، دون أدنى سبب تُغلق السلطات السعودية المقبرة أمام جميع الزوار الشيعة، مُدعيةً أن مثل تلك الزيارات تتناقض مع روح الإسلام. وأولئك الذين لديهم الجرأة على انتهاك التحريم يُضربون دون أدنى شفقة من قبل المسلحين الوهابيين.

وتُعتقل الحاجات الشيعيات على نحو مُنتظم أثناء تأدية مناسك الحج لمشاركتهن في الحلقات القرآنية، فيما يُعنف الحجاج الشيعة بشدة لبيعهم ما يُسمى "الخواطر الشيعية" في مكة.

 

الدعوة إلى التغيير

لكن إذا ما كانت الحكومة السعودية تقصد من خلال إبادة الشيعة بسط هيمنتها على نحو أفضل على المنطقة، فلدى الآخرين التصميم نفسه على مواجهة التعصب والتطرف والرجعيّة في كل مكان. وقالت المنظمة: "تعتقد منظمة شيعة رايتس ووتش أن أمثال هؤلاء المنتهكين لحقوق الإنسان يجب أن يُعاقبوا جراء العنف والكراهية اللذين ينشرونهما في المجتمع. وتدعو هذه المنظمة المملكة السعودية على الفور وضع حد لناصر العمر وغيره ممن يدعون إلى العنف. فما من منتهك لحقوق الإنسان يجب أن يشعر بالأمان إثر تعميم انتهاكاته".

وبالفعل، يجب السماح لكل إنسان دون أي تحفظ أو شرط بأن يعيش وفقاً للإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وهذه الأحكام مُعترف بها من قبل المجتمع العالمي. وفقط حين يتعلم جميع الأناس احترام وتقدير الاختلافات لدى الآخرين ويُقبل الآخرون كأفراد كما هم، عندها يمكن للمجتمع أن يتطور بحق. لغاية حصول هذا الأمر، كلنا مشاركون في ذنب الدم الذي يُراق.

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف