البحث في...
عنوان التقرير
إسم الباحث
المصدر
التاريخ
ملخص التقرير
نص التقرير
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

July / 3 / 2017  |  1504الدواعش بين الأمس واليوم

رياض الخزرجي المركز الاسلامي للدراسات الاستراتيجية نيسان 2017
الدواعش بين الأمس واليوم

دميةٌ صنعتها أناملٌ أمريكية وإسرائيلية وبأموال خليجية، لتحقيق حزمة من الأهداف المخطط لها منذ زمنٍ بعيد، لا تخفى هذه الأهداف على من له باعٌ في ما يدور من أحداث في الشرق الأوسط خلال العقود الثلاثة المنصرمة، ولم تكن ولن تكون أهداف الولايات المتحدة خافية على أحد إلا الذين مازالوا يعتقدون أنّها الراعي الحقيقي للسلام في العالم وأنّها القوة العظمى التي لابد من التوسّل بها لإنقاذهم من أخطارٍ وهمية صنعتها أيدي الماسونية العالمية، لتبقي هذه المنطقة الغنية بالبترول رهن إشارتهم وقيد إرادتهم، ولتبقى إسرائيل الإبن غير الشرعي لأمريكا مدللة لايعتريها خطرٌ من هنا وهناك، فجاءت هذه الخطة الصهيوأمريكية لتخلق لنا دمية أخرى وتضيفها إلى سابقاتها علّها تحقق بعضَ أهدافها، ولاشك أنّ هذه الدمية هي داعش أو ماتسمى (بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام)، بدأ دور هذه اللعبة المكشوفة عورتها منذ عام 2011 مع مايسمى بالربيع العربي – والذي هو الآخر أحد مخططات هذا الأخطبوط الأمريكي – بدأت هذه الدمية عملها في سوريا حسب ما خُطّط لها وبدأت التمدد شيئاً فشيئاً حتى ضربت أطنابها في أعماق العراق ولا يخفى على أحد مسرحية سقوط المحافظات الغربية، كل ذلك بمساعدة ودعم جميع الأطراف في هذه الخطة الملعونة فكان دخول هؤلاء الأقزام من الحدود التركية تمهيداً لوصولهم إلى مدن مختلفة من بلاد الشام ثمّ إلى العراق لمواصلتهم الجهاد!!! كما كان لتركيا دور آخر في دعم هؤلاء عسكرياً ومعنوياً، لم يتوقف هذا الدعم على تركيا بل كان لبعض دول الخليج الدور الواضح في إصدار الفتاوى والتمويل الذي ليس له حدود لهؤلاء الشرذمة كي تتمّ الصفقة ومن ثمّ يحققوا غاياتهم الدنيئة، ولم يكن اصحاب الفتاوى من الشخصيات العادية بل ممن لهم تاريخ طويل في الفتيا ورسم الطريق الاسلامي لمن يعتقد بأنّ الإسلام وتعاليمه محصورٌ بهؤلاء الأشخاص، ولكن يبدو من خلال الأحداث بدأت تسير الرياح بما لاتشتهي السفنُ، فقد بدت واضحةٌ دلائل فشل الخطة الصهيوأمريكية وإن حقّقوا بعضَ جوانبها من خلال تدمير سوريا وجزء من العراق، ومع وضوح هذه الدلائل انتبه ربما الكثير من المغرّر بهم من الذين انخرطوا في صفوف هذه الشرذمة لأنّ صنّاعهم بدأوا يتخلون عنهم من أجل صناعة دمية أخرى وخطةٍ بديله علهم يصلون إلى مبتغاهم الذي صنعوا من أجله دُمى كثيرة، وبدأ السحر ينقلب على الساحر فقد سمعنا مؤخراً انقلاب بعض جنود الخلافة على شيوخهم الذين علموهم السحر كالقرضاوي والظواهري والعريفي وغيرهم ممن أشتهر بالفتاوى التي أضحكت حتى المجانين، فقدْ فَقَدَ الكثير من هؤلاء ثقتهم بكلّ الذين دعموهم وداووا جراحهم وكانوا يغدقون عليهم الأموال والهبات، ولكن ربما البعض يتوقع أنّ هذا الانقلاب نوع من أنواع الانسحاب التكتيكي ودائماً الجبناء يتذرعون بهذا النوع من الانسحابات ولكن لانستطيع أن نعتبره صحوة ضمير لهؤلاء وإنما هي اكتشافٌ لمن غرّرَ بهم ولات حين مناص، لأنّهم أوغلوا بالجريمة ولمثل هؤلاء لايوجد طريقٌ أسمه التوبه لأنّ قلوبهم استولى عليها الرين فأنساهم ذكرَ الله ومن ينسَ ذكرَ الله فليس له من الدنيا غير الانحراف والتشرذم والتشتت وهو حال المنافقين الذين لم يفقهوا من الاسلام حرفاً واحداً، وهنا يجب الإشارة إلى أنّ إنقلاب داعش ينقسم إلى قسمين قسمٌ إنقلابٌ على نفسه بسبب الخلافات الناشئة من طريقة تقسيم الغنائم والأموال والسبايا!! فبدؤوا يقتلون بعضهم البعض وحاول البعض منهم الإنقلاب على ابي بكر البغدادي ولكن اكتشف أمرُهم وأعدم من الإنقلابيين قرابة المائة وعشرة أشخاص حسب ما ذكرت بعض وكالات الأنباء العربية والعالمية ذلك، والقسم الآخر هو إنقلابٌ على مصادر التخطيط والتمويل الذين دفعوا بهم إلى هذه المحرقة وهذه المعركة التي لم يحصدوا منها غير الموت والدمار، وهذان القسمان ينبئان عن جوهر هذه الزمرة الخائبة ومدى سذاجتهم وخفة عقولهم وهذا واضح من خلال انجرافهم مع التيار الذي يدعو إلى الإسلام على طريقتهم ومزاجهم والذي ينسجم من دون أدنى شك مع ما خُطّط له من قبل قوات الاستكبار العالمي المعروفة ولكن هنا لابد من الإشارة إلى أمرٍ وهو ما السرّ في هذا الانحراف اللامتناهي والهمجية العمياء الصمّاء؟ حتى وصل بهم الأمر إلى إغتصاب النساء وبيعهنّ في أسواق النخاسة والأمر واضحٌ فإنّ القواعد الشرعية التي أعتمد عليها آباؤهم الروحيون قواعد لاتمتّ للإسلام بأية صلة لا من قريبٍ ولا من بعيد حيث بُنيت هذه القواعد على أسس رصينة من الحقد الأعمى على الإسلام والمسلمين، وربما من يدعي أنّ هذا الإنقلاب في قسمه الثاني هو نوعٌ من أنواع التكتيك والمناورة نقول: التكتيك يأتي دائماً من موقع القوة والهيمنة لا من موقع الهزيمة والخذلان فداعش اليوم نشهد أيامها الأخيرة وسيضاف تاريخها إلى ذلك التاريخ التليد!! الحافل بالخزي والعار كما كان أسلافهم الغيارى على أعداء الدين والإسلام!! ألم يقل جدّهم: (تلاقفوها يابني أمية فوالذي يحلف به أبو سفيان لاجنة ولانار إنّما هو الملك)، وهذا لايعني أنّ المسلسل قد انتهى فكما انتهى دور القاعدة ولفظت أنفاسها، نشهد داعش هي الأخرى تلفظ أنفاسها الأخيرة، والآن يفكرون بصناعة دمية أخرى ليخيفوا بها من يخاف من هذه الدُمى، ولكن لم ولن يستطيع أحد أن يوقف هذا المسلسل إلا من خَبَرَ نوايا وسياسات هؤلاء الذين اعتاشوا على الدماء والحروب وستبوء كلُّ سياساتهم بالفشل الذريع مادام في الأمة رجالٌ امتحن الله قلوبهم ورجال يتسابقون مع الموت لأنهم وقفوا بكل حزم على الطريق الصحيح ولم ولن يتخلوا عنها مادام فيهم عرقٌ ينبض...

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف