البحث في...
عنوان التقرير
إسم الباحث
المصدر
التاريخ
ملخص التقرير
نص التقرير
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

July / 25 / 2017  |  1287تركيا وإيران : توتر واضطراب

نزاكت يلمان - Nezaket Yalman ذي ميدل إيست أوبزرفر - The Middle East Observer 1 آذار 2017 - March1, 2017
تركيا وإيران : توتر واضطراب

التحرير: الصراع على السيطرة الإقليمية بين تركيا وإيران، وصل إلى درجة الغليان بعد تحرير حلب في سوريا وهزيمة داعش في العراق، وقد أضافت جولة أردوغان إلى دول الخليج سببا آخر للمخاوف المتبادلة بعد إعلان تركيا عن سعيها المتجدد لإقامة مناطق آمنة في سوريا، ولكن رغم وصول العلاقة إلى حافة الهاوية يجمع الباحثين على أن الأمور لن تنزلق إلى مواجهات خطيرة بسبب حرص الطرفين على العلاقات الاقتصادية.


تصاعدت حدة التوتر الدبلوماسي مؤخرًا بين تركيا وإيران، في الوقت الذي تبادلت فيه القوتان الإقليميتان التهم بشأن دوريهما في النزاع السوري وفي الشرق الأوسط.

الطرفان متنافسان على مدى قرون، ولكنهما كانا وما زالا يسعيان لصياغة علاقة عملية في السنوات الأخيرة. مع دعم الجمهورية الإسلامية القوي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد الانقلاب الفاشل السنة الفائتة.

لكن وبشكلٍ رئيسي كانت تركيا المسلمة السنية، وإيران الشيعية على جانبين متعارضين حول النزاع في سوريا. فأنقره تسعى إلى الإطاحة بالرئيس بشّار الأسد، أما طهران بالإضافة إلى روسيا فكانا داعميه الأساسيين.

تترافق التوترات مع محادثات سلام مدعومة من الأمم المتحدة حول سوريا،  وتركيا منشغلة في قتال شرس داخل سوريا، لكي تستولي على بلدة الباب من الجهاديين.

كان وزير خارجية تركيا كافوس أوغلو، قد انتقد إيران بشدة في خطبة ألقاها في ميونيخ في ندوة حول الأمن قائلاً: إنّ أفعالها قد زعزعت الأمن في المنطقة وحثّ طهران لأن تُعزّز الاستقرار... ونُقل عنه في وسائل الإعلام التركية الرسمية أنه قال: «إيران تريد أن تجعل سوريا والعراق شيعيين».

كذلك اتهم أردوغان مؤخّرًا إيران بأنها تُعزز «القومية الفارسية» التي دمرت الشرق الأوسط.

استدعت وزارة الخارجية الإيرانية المبعوث التركي لإصدار اعتراض بعد تعليقات كافوس أوغلو، في حين حذّر المتحدث الرسمي بهرام قاسمي من أن صبر طهران «له حدود».

وأضاف: «نأمل أن لا يُصرح ببيانات مثيلة مرة أخرى. إذا استمر أصدقاؤنا في هذا الموقف فلن نبقى صامتين».

وردّ المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية حسين موفتو أوغلو بالقول إنّ تلقي تُهم كهذه من طهران «لا يمكن فهمه» واتهمها «بعدم التردد بزج اللاجئين المستترين من الأزمات الإقليمية في مناطق الحرب».

وأنه: «بدلاً من اتهام الدول التي انتقدت إيران، عليها أن تأخذ خطوات بنّاءة وأن تراجع سياساتها الإقليمية».

جاء التبادل الغاضب، في أعقاب عودة أردوغان من رحلة مدّة أسبوع إلى شبه الجزيرة العربية. التي شملت محادثات مع قيادة العربية السعودية العدو الإقليمي الرئيسي لإيران وحليف أنقره السّني.

وقال علي فاز محلل إيران الأول لدى مجموعة الأزمة العالمية، إنّ إيران وتركيا تتبادلان المخاوف من سعي كل منهما للاستئثار بالسيطرة الإقليمية من خلال وكلاء على الأرض... وأضاف: «مع كل فشل لإيجاد وفاق، يُصبح وضع التنافس التركي الإيراني أكثر تعقيدًا والخلافات أصعب متابعةً.

في حين أن تركيا كانت وما زالت تساعد المتمردين في سوريا خلال فترة النزاع، فقد لعبت إيران دورًا جوهريًا في مساعدة الأسد حتى الآن. وقد أعطت إيران بعض التفاصيل بشأن تورطها حين أكّدت موت حوالى 1000 مقاتل متطوع في سوريا.

السياسة الإقليمية

يقول المحللون الأتراك، إنّه لن تترتب مواجهة حقيقية عن التوترات الدبلوماسية بين إيران وتركيا، نتيجة للروابط الاقتصادية الواسعة بين المتنافسين الإقليميين.

وفي غمرة التنافس من أجل نصيب أكبر من التأثير في المنطقة، أوصل انتصار الحكومة السورية في حلب، و انحسار انتشار داعش في العراق  علاقات البلدين إلى درجة الغليان . وقال آتيللا يزيلادا وهو محلل سياسي لدى مؤسسة ‘استنبول جلوبل سورس بارتنرز’: «لم تظهر التوترات بين تركيا وإيران من لا شيء، فهذا التزاحم كان يغلي تحت السطح مدّة طويلة. والتطورات الأخيرة في سوريا والعراق بكل بساطة أجبرت البلدين لأن يكونا عدوانيين أحدهما ضد الآخر بشكلٍ أكثر علانية». وأضاف: « تتصرف تركيا على أنها حامي السّنة، بينما تريد إيران بناء دائرة نفوذ شيعية على طول المسافة بين طهران ولبنان، لذلك من المحتم لهاتين القوتين الإقليميتين أن تتصادما». وقال يزيلادا: « اقترب انسحاب داعش من المسرح إلى الأبد، وتركيا قلقة جدًا تجاه بديلها». «إن لم تتصرف في الحال وبقوة فإنّ المليشيات المدعومة من إيران وبشّار الأسد ووحدات الحماية الشعبية وهي مجموعة تعتبرها تركيا منظمة إرهابية يمكن أن تحتل مناطق كانت سابقًا تحت سيطرة داعش. كما أن تركيا لا تريد عدوًا آخر عند بواباتها، لذلك هي تعلن عن مواقفها تجاه إيران بشكلٍ واضحٍ وبصوت مرتفعٍ».

ويقول المحللون إنّه على الجانب الآخر، تعمل إيران جاهدةً تجاه إنهاء وجود تركيا العسكري المستمر في العراق وسوريا لكي تتيقن أنّ حلفاءها يمسكون بالسيطرة على المنطقة. ويقول إردم آيدن وهو خبير بالشؤون الإيرانية في جامعة بوغازيتشي في استنبول: «إيران منزعجة جدًا من عملية تركيا «درع الفرات» في سوريا ومن وجودها العسكري في بعشيقة في العراق». وأضاف آيدن: «تنظر إيران إلى وجود تركيا العسكري في هذين البلدين على أنه معضلة ذات أهمية في طريق رغبتها في مدّ نفوذها في المنطقة». كذلك هي تريد وضع حدّ من الجذور لجهود تركيا الهادفة لخلق منطقة آمنة سنية تحت السيطرة في شمال سوري».

وقال أيدن وهو محرر ومحلل للأخبار العالمية: «إن تصاعد حدة التوتر الدبلوماسي بين إيران وتركيا جاءت بعد إنهاء الرئيس أردوغان لجولة زار فيها شبه الجزيرة العربية على مدى أسبوع». وأضاف قائلاً: « لدينا سبب لأن نعتقد بأن أردوغان قد طلب من السعودية وحلفائه الخليجيين خلال هذه الزيارات أنْ يمولوا خلق منطقة آمنة في شمال سوريا وكانت إيران بالطبع منزعجة بسبب هذا التطور». وأكمل قائلاً: «يمكن للسياسات الإقليمية أن تتسبب بالتوترات بين البلدين، ولكن على ضوء روابطهما الاقتصادية القوية، فإني لا أعتقد بأن التصعيد الأخير في التوترات الدبلوماسية سيؤدي إلى مواجهة خطيرة».

وقال يزيلادا: «يمكن أن تكون دول الخليج قد طلبت من أردوغان أن يتبنى موقفًا أكثر عدوانية تجاه إيران مقابل توفير المساعدة المالية للمنطقة الآمنة».       

--------------------------------

ذي ميدل إيست أوبزرفر : صحيفة اقتصادية أسبوعية تغطي الحركة الاقتصادية في الشرق الأوسط والخليج العربي والأسواق الأفريقية www.middleeastobserver.org

نزاكت يلمان : كاتب في قسم الأخبار في صحيفة الميدل إيست أوبزرفر.

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف