البحث في...
عنوان التقرير
إسم الباحث
المصدر
التاريخ
ملخص التقرير
نص التقرير
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

August / 31 / 2017  |  1038"قطر" بين مطرقة الولاءات الامريكية وسندان رعاية التطرف

علاء حيدر المرعبي المركز الاسلامي للدراسات الاستراتيجية حزيران 2017
"قطر" بين مطرقة الولاءات الامريكية وسندان رعاية التطرف

على الرغم من التواجد الكبير للولايات المتحدة الامريكية وبعض الدول الغربية على أراضي قطر، إذ توجد فيها أكبر مخزن استراتيجي للأسلحة الأميركية في المنطقة، وهما قاعدتي السيلية والعيديد الجوية، إلا إن ذلك لم يقف حاجزاً عن أن ينالها تصنيف (الدول الراعية للإرهاب).

فعقب انتهاء زيارة "ترامب" إلى المنطقة، ظهر استهداف قطر على الساحة بشكل مفاجئ من قبل دول مجلس التعاون الخليج العربي وبمساندة الصحف ووسائل الإعلام الامريكية والبريطانية والفرنسية وعدد من الجهات التي كانت ولأشهر قليلة مضت تربطها علاقات وثيقة بقطر، وضمن تسريبات تدل بمجموعها عن وجود "سيناريو" لإجراء عملية تغيير في قمة الحكم القطرية بضوء اخضر امريكي.


اشتعال فتيل الأزمة

 كانت التصريحات التي نسبت إلى أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في حفل تخرج مجموعة من المجندين القطريين بمثابة نقطة لانطلاق الأزمة، إذ أشار فيها إلى اعتراضه على التصعيد مع ايران، وتصريحه أن من غير الحكمة معاداتها، وادان فيها وضع "حزب الله" وحركة "حماس" على قائمة الإرهاب باعتبارهما حركتي مقاومة، يقابل ذلك اتهامه بشكل واضح للسعودية والامارات والبحرين بالتحريض ضد قطر واتهامها برعاية الإرهاب ومنظماته[1] ، مع تضمينه لإشارات بأن السعودية هي الداعم الرئيس للإرهاب إذ قال: "ان الدول التي تدعي محاربة الإرهاب هي الاكثر تشددا دينيا وتقدم ذرائع للإرهابيين".

 وذهب الى ما هو ابعد من ذلك عندما انتقد انفاق مئات مليارات الدولارات على شراء الأسلحة بدلا من انفاق هذه الأموال على مشاريع التنمية، وتكهن بأن أيام "ترامب" باتت معدودة.

وإثر هذه التصريحات سارعت شبكة قنوات "العربية" السعودية و"سكاي نيوز عربية" الإماراتية بتناول هذه التصريحات الخطيرة عن طريق استضافة المحللين المصريين والسعوديين الذين انهالوا بالهجوم على قطر واتهموها بالإرهاب واحتضان حركاته، تلاها تصعيد واضح قامت بها قناة "العربية" عندما بثت تسجيلا صوتيا لأمير قطر الأب الشيخ حمد بن خليفة وهو يهاجم السعودية ويتوقع انهيار حكم آل سعود في مكالمة له مع الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، كما نقلت تصريحات قديمة للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح يكشف فيها طلب امير قطر السابق منه المساعدة في شن حملات تخريبية في العمق السعودي.

 وفي ردّ قطر، الذي كذبته وسائل الإعلام السعودية والمساندة لها، للخروج من الورطة كما عبرت بذلك الوسائل الإعلامية تلك، أشار تصريح لمسؤول قطري للتوضيح بعد عدة ساعات، في صورة بيان قصير جدا يقول فيه ان وكالة الانباء القطرية تعرضت لاختراق من قبل جهات مجهولة، وان التصريحات المنسوبة للأمير تميم "مزورة"[2] .

واستمراراً للتصعيد قامت السعودية والامارات والبحرين باتخاذ قرار فوري يتضمن حجب مواقع شبكة "الجزيرة" وكل الصحف القطرية على شبكة "الانترنت"، مما أكد ان النفي القطري لأقوال الامير تميم لم يكن "مقنعاً" ولم يخفف من حدة الازمة.

وفي إجراء تصعيدي آخر قطعت كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين وغيرها من الدول العربية وجزر المالديف العلاقات الدبلوماسية مع قطر، تلاه إصدار قرار بإخراج المواطنين القطريين من الدول المذكورة بمدد زمنية تراوحت بين الـ24 إلى 72 ساعة.

برزت على السطح، في وقت لاحق، محاولات لاحتواء الأزمة عن طريق بعض دول الخليج، وقد كان الدور الواضح فيها للكويت "إذ أجرى أمير الكويت عقب استقباله خالد الفيصل مستشار الملك السعودي اتصالا هاتفيا بأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني دعاه فيه إلى عدم اتخاذ خطوات تصعيدية وإتاحة الفرصة لاحتواء التوتر بين الأشقاء"[3]  وظلّت الكويت وسلطنة عُمان على الحياد من الأزمة، الأمر الذي كان من المحتمل ان يؤهلهما للقيام بدور وساطة لرأب الصدع في البيت الخليجي.

في المقابل، أكد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رفض بلاده أي محاولة لفرض وصاية عليها، وقال: إن قطع عدد من الدول الخليجية علاقاتها الدبلوماسية لن يؤثر على مسار الحياة الطبيعية في قطر.

وأضاف الوزير القطري في حديث لقناة (الجزيرة)[4] : إن قطر وانطلاقا من تجارب سابقة أقرت برنامجا استراتيجيا يهدف لعدم تأثر الحياة اليومية للمواطنين والمقيمين ولا المشاريع الحالية ولا المستقبلية للدولة، وأكد أن السلطات القطرية تسعى إلى تحقيق الرؤية الوطنية للدولة بشكل مستقل عن كل الظروف السياسية.

وأعلن وزير الخارجية القطري في حديثه أن الدوحة مستعدة لقبول جهود الوساطة لتخفيف التوتر، مضيفاً: إن أمير قطر أرجأ خطابه لمنح الكويت فرصة للعمل على إنهاء التوترات الإقليمية.

ثم توالى التصعيد ليصل إلى ذروته بعدما ظهرت مزاعم بوجود نية لتدخل عسكري في قطر، أو التشجيع على اطاحة نظام الحكم فيها بوسائل سلمية عن طريق الضغط المتواصل لإجراء التغيير داخلياً إسوة ببعض الدول العربية الأخرى.

وفي خضم هذه الأحداث المتسارعة كان الموقف الأمريكي متذبذباً بسبب تبني بعض الجهات الامريكية مواقف معينة يفهم منها المساندة الأمريكية لقطر، يقابلها مواقف أخرى يفهم على النقيض تماماً.

 ففي الوقت الذي صرح فيه الرئيس الأمريكي ترامب في قمة الرياض أن قطر شريك قوي للولايات المتحدة نراه في تغريده له على (تويتر) يقول: "من الجيد أن نرى أن الزيارة إلى السعودية (للقاء) الملك و(زعماء) 50 دولة، تأتي بثمارها بهذه السرعة. قالوا إنهم سيأخذون موقفا حازما من تمويل التطرف، وكانت كافة الإشارات تدل على قطر. ربما سيكون ذلك بداية نهاية رعب الإرهاب!"[5].

التهم الموجهة إلى قطر

 تتلخص أهم التهم التي تحاول أن تثبت تورط قطر بدعمها للإرهاب بما يأتي:

أولاً: أن قطر تسمح لشخصيات تقوم بجمع الأموال للمجاميع الارهابية المتطرفة بالعمل بشكل علني في أراضيها، وبعضهم يتمتعون بحصانة قانونية في الدوحة، مثل

يوسف القرضاوي، وهو داعية مصري الأصل يعيش في قطر ومقرب من دائرة صنع القرار فيها، وهو صاحب تاريخ طويل من التحريض على العنف، وحث الشباب على الانضمام للجماعات المتطرفة، وأصدر القرضاوي فتاوى تبرر وتجيز التفجيرات الانتحارية[6] .

ثانياً: إن قطر ترفض فرض قوانين (الخزانة) ضد تمويل الجماعات الإرهابية، وفي هذا الاتجاه تشير بعض التقارير ومنها تقرير لـ"مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" الأميركية الذي يرى أنه من شبه المستحيل إيجاد أي دليل يفيد أن قطر لاحقت أو سجنت أو حتى اتهمت ممولاً للإرهاب مدرجاً على قوائم دولية.

ثالثاً: وجود شخصيات حكومية وغير حكومية مختصة تقوم بجمع الأموال لـجبهة فتح الشام في سوريا (التي كانت معروفة سابقاً بجبهة النصرة) يتمتعون بحصانة قانونية في الدوحة. وقد سلّطت بعض التقارير الضوء أيضا على الشخصيات التي تستضيفهم قطر رغم صلتهم بالإرهاب. وقد سبب الوجود الرسمي لجماعة طالبان في قطر، المتمثل بمكتب دبلوماسي، قلقاً أميركياً بأن الجماعة المتطرفة قد تستخدم قطر كمركز تمويلها[7].  ومنهم[8]  طارق الزمر، مصري يقيم في قطر، لعب دورا في اغتيال الرئيس المصري السابق أنور السادات، وهو متهم بالإرهاب والتحريض عليه.

رابعاً: تتهم تقارير منظمات عدة تمولها قطر بالقيام بأعمال إرهابية من خلف الستار إذ تتخذ منظمات حقوقية وإنسانية العمل الخيري ذريعة لتحقيق أهداف أخرى. ومن بين تلك المنظمات، منظمة الكرامة التي تمولها قطر والموجودة في جنيف.

خامساً: وجود قيادات في القاعدة تلقوا دعما من مانحين قطريين أو مقيمين في قطر. وبحسب دراسة نشرت في واشنطن ذكرتها مؤسسة دعم الديمقراطية الأميركية، تحت عنوان "قطر وتمويل الإرهاب". ومنهم[9]  وجدي غنيم، مصري متطرف يعيش في قطر، مرتبط بتنظيم القاعدة والجماعة الإسلامية، يعمل على جمع الأموال دعما للإرهاب ويحرض على العنف والقتل. ومنهم أيضاً محمد الإسلامبولي مصري يعيش في قطر، وهو أحد قياديي الجماعة الإسلامية خارج مصر، ومقرب من قادة القاعدة، الإسلامبولي متورط في عدد من الأعمال الإرهابية، وعليه أحكام في الولايات المتحدة منذ العام الفين وخمسة لتقديمه الدعم المالي للقاعدة والتآمر لتنفيذ أعمال إرهابية.

سادساً: وجود شخصيات مطلوبة بتهم الإرهاب للإنتربول الدولي مقيمة في قطر على الرغم من إدراج أسماءهم على اللائحة السوداء الأميركية أو الدولية. ومنهم  عبد الحكيم بلحا[10]ج ، ليبي كان أمير الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، وأحد أبرز عناصر تنظيم القاعدة، وهو حاليا رئيس ما يسمى حزب الوطن الإسلامي. وكذلك إسماعيل الصلابي، ليبي قائد كتيبة راف الله السحاتي، وهو شقيق علي الصلابي المقيم في قطر والمدرج على القائمة أيضا والذي يطلق عليه "قرضاوي ليبيا".

سابعاً: معظم التقارير تشير إلى أن السلطة القضائية القطرية متساهلة في مسألة تمويل النصرة وداعش، وأن الممولون الإرهابيين بموجب العقوبات الدولية والأمم المتحدة لا يزالون يتمتعون بالإفلات من العقاب في قطر.

ثامناً: تنامي حالة النفاق والرياء السياسي القطري بوضوح، باللعب على أكثر من حبل، فقد اعتمدت قطر على إنشاء الأذرع الإرهابية عن طريق المال والنفوذ لتحقيق أجندات معينة، وبالمقابل أقامت نوعاً مختلفاً من شبكة العلاقات الدولية، في محاولة لجمع الدعم الدولي، وللأطراف المتصارعة في المنطقة العربية والإسلامية واللعب على المتناقضات مثل العلاقات الودية مع إسرائيل والولايات المتحدة ومع حركة حماس وحركة طالبان وحزب الله.

تاسعاً: إنشاء شبكة منظمة عالمية للفساد والرشوة، أقامتها قطر في معظم الدول الأوروبية كفرنسا وإيطاليا وألمانيا وغيرها بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لوضع يدها على مقدرات اقتصادية ومالية هامة، باللجوء إلى الرشوة والتوريط والابتزاز مروراً بالجريمة المنظمة وتمويلها، وانتهاء بتمويل الجماعات الإرهابية المختلفة في سوريا واليمن والعراق وليبيا وغيرها.

عاشراً: إقامة اتفاقيات عديدة مع استخبارات أغلب دول العالم المتصارعة، تشمل في بعضها الاتفاقيات بتنفيذ بعض الأعمال الإرهابية لزعزعة أمان واستقرار دول معينة.

حادي عشر: الدور البارز للإعلام القطري وإعلام الظل الممول من الحكومة القطرية الذى رعى الإرهاب وتنظيماته عبر تغطيات  قناة الجزيرة التي تبنت الأفكار الإرهابية منذ نشأتها ولحد الآن، ومنها استضافتها لعدد من الشخصيات الارهابية المطلوبة، مثل[11] : محمد عفيفي، قيادي في الجماعة الإسلامية يتم استضافته بشكل منظم في قطر وعلى علاقات بمؤسسات قطرية داعمة للإرهاب. وكذلك محمد الصغير، قيادي هام في الجماعة الاسلامية تستضيفه الدوحة بشكل متكرر، وهو على علاقة بجمعيات ومؤسسات قطرية تدعم الإرهاب.

الأفراد والمؤسسات الإرهابية التي ترعاها قطر

موقع سكاي نيوز الخبري (اماراتي) :  لقد اتفقت أغلب الدول التي شنت الحملة الأخيرة على قطر بأن هناك شخصيات ومؤسسات وجهات إرهابية مختلفة تقوم قطر برعايتها، إلا ان الجهات هذه اختلفت من دولة إلى أخرى، إذ أصدرت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قائمة بالشخصيات والكيانات القطرية أو التي تؤويها وتدعمها قطر وتشكل خطرا على الأمن والسلم في الدول الأربع وفي المنطقة بنشاطاتها الإرهابية، ومنها شخصيات مطلوبة دوليا أو من دول عدة دول وبعضها مفروض عليه عقوبات لدعمه الإرهاب.

وتضم القائمة كيانات ومؤسسات قطرية تتستر بالعمل الخيري كشعار, بينما هي تحول الملايين دعما لجماعات إرهابية وتنظيمات تهدد الأمن القومي للدول المجاورة ودول المنطقة. وتضمنت القوائم الأسماء الآتية[12] :

الأفراد:

 خليفة محمد تركي السبيعي (قطري)، عبدالملك محمد يوسف عبدالسلام (أردني)، أشرف محمد يوسف عثمان عبدالسلام (أردني)، إبراهيم عيسى الحجي محمد الباكر (قطري)، عبدالعزيز بن خليفة العطية (قطري)، سالم حسن خليفة راشد الكواري(قطري)، عبد الله غانم مسلم الخوار (قطري)، سعد بن سعد محمد الكعبي (قطري)، عبد اللطيف بن عبد الله الكواري (قطري)، محمد سعيد بن حلوان السقطري (قطري)، عبد الرحمن بن عمير النعيمي (قطري)، عبد الوهاب محمد عبد الرحمن الحميقاني (يمني)، خليفة بن محمد الربان (قطري)، عبد الله بن خالد آل ثاني (قطري)، عبد الرحيم أحمد الحرام (قطري)، حجاج بن فهد حجاج محمد العجمي (كويتي)، مبارك محمد العجي (قطري)، جابر بن ناصر المري (قطري)، يوسف عبد الله القرضاوي (مصري)، محمد جاسم السليطي (قطري)، علي بن عبد الله السويدي (قطري)، هاشم صالح عبد الله العوضي (قطري)، علي محمد محمد الصلابي (ليبي)، عبد الحكيم بلحاج (ليبي)، المهدي حاراتي (ليبي)، إسماعيل محمد محمد الصلابي (ليبي)، الصادق عبد الرحمن علي الغرياني (ليبي)، حمد عبد الله الفطيس المري (قطري)، محمد أحمد شوقي الإسلامبولي (مصري)، طارق عبد الموجود إبراهيم الزمر (مصري)، محمد عبد المقصود محمد عفيفي (مصري)، محمد الصغير عبد الرحيم محمد (مصري)، وجدي عبد الحميد محمد غنيم (مصري)، حسن أحمد حسن محمد الدقي الهوتي (إماراتي)، حاكم عبيسان الحميدي المطيري (سعودي)، عبدالله محمد سليمان المحيسني (سعودي)، حامد عبد الله أحمد العلي (كويتي)، أيمن أحمد عبد الغني حسنين (مصري)، عاصم عبد الماجد محمد ماضي (مصري)، يحيى عقيل سالمان عقيل (مصري)، محمد حمادة السيد إبراهيم (مصري)، عبد الرحمن محمد شكري عبد الرحمن (مصري)، حسين محمد رضا إبراهيم يوسف (مصري)، أحمد عبد الحافظ محمود عبد الهدى (مصري)، مسلم فؤاد طرفان (مصري)، أيمن محمود صادق رفعت (مصري)، محمد سعد عبد النعيم أحمد (مصري)، محمد سعد عبد المطلب عبده الرازقي (مصري)، أحمد فؤاد أحمد جاد بلتاجي (مصري)، أحمد رجب رجب سليمان (مصري)، كريم محمد محمد عبد العزيز (مصري)، علي زكي محمد علي (مصري)، ناجي إبراهيم العزولي (مصري)، شحاتة فتحي حافظ محمد سليمان (مصري)، محمد محرم فهمي أبو زيد (مصري)، عمرو عبد الناصر عبد الحق عبد الباري (مصري)، علي حسن إبراهيم عبد الظاهر (مصري)، مرتضى مجيد السندي (بحريني)، احمد الحسن الدعسكي (بحريني).

الكيانات:

مركز قطر للعمل التطوعي – قطر، شركة دوحة أبل (شركة إنترنت ودعم تكنولوجي) – قطر، قطر الخيرية – قطر، مؤسسة الشيخ عيد آل ثاني الخيرية – قطر، مؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله للخدمات الإنسانية – قطر، سرايا الدفاع عن بنغازي – ليبيا، سرايا الأشتر – البحرين، ائتلاف 14 فبراير – البحرين، سرايا المقاومة – البحرين، حزب الله البحريني – البحرين، سرايا المختار – البحرين، حركة أحرار البحرين – البحرين.

الخلافات القطرية الخليجية

 لم تكن الخلافات القطرية الخليجية وليدة الأحداث الأخيرة، وإنما امتدت على طول نشوء قطر وحكامها الذين تعاقبوا عليها، ولنا أن نشير إلى أبرز هذه الخلافات:

- بدأت النزاعات الدامية بين آل ثاني وآل خليفة (الذين يحكمون البحرين) في ثلاثينيات القرن الثامن عشر والتي اتصفت بحالة العداء التي استمرت قرابة الـ50 عاماً [13].

- تحالف زعيم آل ثاني في وقتها مع آل سعود في حربه ضد آل خليفة، وبعد ان مال آل خليفة إلى آل سعود لجأ إلى عمان ليتحالف معها.

- بعد سيطرة القوات البريطانية على المنطقة العربية أجبر آل ثاني بإقامة علاقات سلمية مع آل خليفة..

- في عام 1930م وحين استحوذت عمليات التنقيب عن البترول على الاهتمام، أكدت بريطانيا على استمرارها في توفير "الحماية الجيدة" لقطر، ظهرت بعد ذلك تهديدات من آل سعود باحتلال قطر، إلا ان حركة مباغتة قام بها جاسم آل ثاني استطاع عن طريقها تقوية الجانب القطري عن طريق عدد من المعاهدات والتعاقدات الدولية.

- تدخلت السعودية عسكرياً في قضية الانقلاب الذي حصل في قطرفي 22 فبراير عام 1972 دفعت السعودية بقواتها إلى "الحدود" لمساندة  خليفة بن حمد(1972- 1995) للإطاحة بـ(ابن عمه احمد بن علي آل ثاني) إذا قرر أحمد بن علي اتخاذ أي إجراء لرد الضربة[14] .

- في عام 2014، أقدمت السعودية والإمارات والبحرين على قطع علاقاتها مع قطر. وكانت مصر هي سبب النزاع؛ إذ دعمت قطر الإخوان المسلمين، بينما مولت السعودية وأبوظبي الانقلاب العسكري الذي أطاح بهم. كما تستضيف قطر مسؤولين من حماس وطالبان. ويرى المحللون أنّ هدف السعودية من ذلك هو أن تُري قطر أنّها تعمل بما يفوق وزنها الاستراتيجي.

ونقف هنا عند دعم قطر لما يسمى بثورات الربيع العربي، إذ دعمت قطر المجموعات التي تنادي بالتغيير، طالما لم يقتربوا من دول الخليج. وعلى هذا الدعم تنامت قوة الإخوان المسلمين.

 لكن قطر سحبت دعمها لهم بسبب تهديدات جيرانها في 2014. وتسعى قطر إلى أن تكون الوسيط الذي لا غنى عنه في المنطقة. فلدى قادتها علاقات مع مختلف الأطراف، مثل الولايات المتحدة وطالبان. وقد ضعُف موقعها بوصفها طرفًا محايدًا عندما دعمت أطرافا بعينها خلال عمليات التغيير في بعض الدول العربية.

- الخلاف الأخير الذي حصل في مطلع شهر حزيران الحالي 2017، والمستمر أحداثه لحد الآن، والذي امتاز باختلافه عن سابقاته كما يؤكد ذلك مهران كامرافا – مدير مركز الدراسات الإقليمية والدولية في جامعة جورج تاون في قطر– في إشارة إلى زيارة ترامب الأخيرة «إنّ الخلافات والاختلافات الداخلية ليست شيئًا جديدًا، لكن ما يثير الاهتمام هو التوقيت ومستوى الضغوطات غير المسبوق. وهذا يظهر رغبة سعودية- إماراتية في خضوع قطر بشكل كامل»[15].

قطر والانقلابات البيضاء

بالرغم من أن تهمة دعم الارهاب من قبل قطر ليست بالجديدة، فهي ثابتة منذ سنين عدة، إلا أن الأسباب الحقيقية كثيرة، ومنها ما يراه بعض الخبراء من أن النزاعات والحروب القبلية التي نشأت ونمت عليها الممالك الخليجية هي سبب استمرار حالة العداء. إذ ان القبائل المعروفة ومنذ ثلاثينيات القرن الثامن عشر قد دخلت بحروب قبلية للسيطرة على الحكم في قطر[16] ، فضلاً عن وجود حالة تسليم الحكم في قطر المتكرر، ويعده البعض السبب الرئيس الذي يقف اليوم وراء العداء المتزايد من دول الخليج لقطر، إذ يعتقدون أنه يمكن لنهج البلاد القائم على الحكم من خلال التنحي أن يشكل نموذجاً لجيرانها.

إذ إن من المعروف أنه في 23 تشرين الأول توفي أمير قطر السابق الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني عن عمر يناهز 84 عاماً، ليغلق بذلك فصلاً من تاريخ الخليج. وكان الشيخ خليفة قد أَبعد ابن عمه عن السلطة في عام 1972، قبل أن يطيح به ابنه حمد في عام 1995. وقد أثار هذا الأمر غضب الدول المجاورة لقطر التي تكره سابقة إطاحة الابن بأبيه.

وفي عام 2013 تنازل الأمير حمد عن الحكم لصالح ثالث أكبر أبنائه، الأمير تميم، مما شكّل على ما يبدو أول انتقال للحكم في قطر دون اعتراض منذ مائة عام.

والأمير تميم الذي يبلغ من العمر 36 عاماً فقط، متزوج من ثلاث نساء وله أربعة أبناء، ولكن حالياً يبدو أن الوريث الظاهر هو أخوه غير الشقيق الأمير عبد الله. بالإضافة إلى ذلك، لا يزال سلف تميم مستشاراً بصفته "الأمير الأب"، وعلى الرغم من أن مدى تأثيره غير واضح، يؤكد بعض المسؤولين الخليجيين أن السلطة لا تزال بيده[17] .

وهنا لنا أن نسجل نقطة مهمة في مجال حالة العداء الخليجي لقطر تاريخياً والعائد إلى حالة النفاق السياسي القطري والتي هي ليست وليدة الساعة, فقطر كدولة ظهرت إلى الوجود مع هذه الظاهرة، والذي يعتبرها بعض الكتاب تجارب استفادت منها قطر في بناء الدولة واستقلالها، فهذا جوزيف كشيشان، يقول: لقد شكلت هذه التجارب مع القوى الإقليمية والعالمية مثالاً أو عرفاً يحتذى بالنسبة إلى الحدس القطري خلال القرن العشرين، فقد كانت الدوحة تتبنى تكتيك الموازنة بين القوى ما بين الرياض والدول العالمية. مع حلول القرن العشرين حلت امريكا محل بريطانيا في مهمة حماية آل ثاني من أي عدو محتمل، بما في ذلك الرياض نفسها..

الأزمة إلى أين؟

يمكن القول ان الفلك الذي تدور به الأزمة الأخيرة لا يعدو أن يكون حرباً إعلامية أكثر من كونها حرباً عسكرية، وفي الإطار العام يمكن التكهن في هذا الصدد بمجموعة النقاط منها: ذلك الرياض نفسها[18]

أولاً: تنفيذ بعض وعود الإدارة الأمريكية الحالية التي أطلقها (ترامب) اثناء حملته الانتخابية، ومنها: أن الدول التي تحظى بحماية الولايات المتحدة الامريكية يجب أن تدفع الثمن المناسب مقابل هذه الحماية، وربما تكون قطر قد رفضت أو قصرت في الدفع المباشر لأجور الحماية الامريكية بالمبالغ التي فرضتها الدولة الحامية، وبخاصة ان الولايات المتحدة تعاني من ازمة مالية كبيرة يجب أن تكون فيها دول الشرق الاوسط عموماً والدول العربية بالخصوص هي الممول الرئيس للخروج من هذه الأزمة.

ثانياً: أن الاستراتيجية الأمريكية لمستقبل المنطقة تتضمن الهيمنة التامة عليها عن طريق بعض الدول الموالية لسياستها، وإدخال المنطقة بحرب شرسة تكون ضحيتها شعوب المنطقة واستنزاف عناصر القوة فيها.

ثالثاً: الضغط المستمر على حكومات المنطقة العربية من اجل تنفيذ كامل السياسات الامريكية في المنطقة واستجلاب المنافع المالية اليها على اساس الابتزاز.

وفي النهاية يمكن القول أن أمريكا هي المستفيد الوحيد من الصراع الموجود في المنطقة، فهي تريد الحلول العسكرية، وقد لا تقف على الحياد، واذا انحازت فستنحاز للمعسكر السعودي الاماراتي، ليس لأنها قبضت الثمن مقدما (500 مليار دولار)، وانما لأنها تريد وضع كل منطقة الخليج تحت انتدابها رسميا[19].

رابعاً: استخدام الولايات المتحدة لهذه التهم كوسيلة ضغط على حكام قطر من اجل إجراء تعاقدات وصفقات عسكرية وتجارية بين البلدين، وهذا ما تحقق فعلاً في الأيام القليلة الماضية، إذ وقعت قطر اتفاقية مع أمريكا لشراء مقاتلات “اف-15“ بـ12 مليار دولار بالتزامن مع وصول سفينتين حربيتين أمريكيتين إلى قطر للمشاركة في تدريبات مشتركة مع القوات البحرية الأميرية القطرية[20].

-------------------------------

[1]   الخلاف الخليجي الخليجي تكتيك أمريكي، الموقع الالكتروني لوطني برس، الثلاثاء 13/6/2017م، الساعة 6:52 مساءً، وعلى الرابط الالكتروني:  https://watanipress.com

[2]  موقع قناة العربية، الاحد 4/6/2017 الساعة 5:05 مساءً، على الرابط الالكتروني: http://www.alarabiya.net/ar/arab-and-world/gulf/2017/05/30/

[3]  كل ما تريد معرفته عن ازمة الخليج، موقع اليوم السابع الالكتروني، الثلاثاء 13/6/2017م، الساعة 3:50 مساءً، وعلى الرابط الالكتروني: http://www.youm7.com/story/2017/6/5

[4]  الرد القطري على اتهامات السعودية ومصر، الموقع الالكتروني لقناة الجزيرة، الاثنين 19/6/2017م، الساعة 3:00 مساءً، وعلى الرابط الالكتروني: http://www.aljazeera.net/specialfiles/pages/7e366535-1058-4dab-bb38-696c8c50f11e

[5]  اشارات تمويل التطرف تشير إلى قطر، موقع قناة روسيا اليوم الالكتروني، الثلاثاء 6/6/2017م، الساعة 5:57مساءً، وعلى الرابط الالكتروني: https://arabic.rt.com/middle_east/882192

[6]  أبرز المدرجين على قائمة الإرهاب الدولي، الموقع الالكتروني لسكاي نيوز بالعربية، الاحد 18/6/2017م، الساعة 6:43 مساءً، وعلى الرابط الالكتروني: http://www.skynewsarabia.com/web/article/955599

[7]  موقع قناة العربية، الاحد 4/6/2017 الساعة 5:05 مساءً، على الرابط الالكتروني: http://www.alarabiya.net/ar/arab-and-world/gulf/2017/05/30/

[8]  أبرز المدرجين على قائمة الإرهاب الدولي، الموقع الالكتروني لسكاي نيوز بالعربية، مصدر سابق.

[9]  المصدر السابق نفسه.

[10]  المصدر السابق نفسه.

[11]  المصدر السابق نفسه.

[12]  بيان مشترك: حظر على أفراد ومؤسسات إرهابية ترعاها قطر، موقع سكاي نيوز الخبري الالكتروني، الأحد 18/6/2017م، الساعة 6:33 مساءً، وعلى الرابط الالكتروني: http://www.skynewsarabia.com/web/article/955590

[13]  ينظر كتاب: السلطة وتعاقب الحكم في الممالك العربية، جوزيف كشيشان، ترجمة ج1، محمد بن عبد الله بن حمد الحارثي، لندن: رياض الريس للكتب والنشر، 2013م، ج1، ص 306- 356.

[14]  المصدر السابق نفسه.

[15]  لماذا قطعت دول خليجية علاقاتها مع قطر؟، موقع ساسة الالكتروني، الثلاثاء 6/6/2017م، الساعة 4:42م، وعلى الرابط الالكتروني: https://www.sasapost.com/translation/why-tiny-qatar-angers-saudi-arabia-and-its-allies/?utm_source=sasapost_slider_big&utm_source=FoxPush&utm_medium=Notificaionts&utm_campaign=Push30

[16]  ينظر كتاب: السلطة وتعاقب الحكم في الممالك العربية، جوزيف كشيشان، الفصل السادس من الكتاب.

[17]  الخلافة في الخليج: النموذج القطري طريقاً محتملاً للمضي قدماً، سايمون هندرسون، معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، الاحد 4/6/2017م، الساعة 5:53 مساءً، وعلى الرابط الالكتروني: http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/gulf-succession-qatars-model-could-be-a-way-forward

[18]  السلطة وتعاقب الحكم في الممالك العربية، جوزيف كشيشان، ترجمة ج1، محمد بن عبد الله بن حمد الحارثي، لندن: رياض الريس للكتب والنشر، 2013م، ج1، ص306.

[19]  تميم لم يذهب إلى واشنطن لأنه يخشَ عدم العودة، موقع كشف المستور الالكتروني، السبت 17/6/2017م، الساعة 4:44 مساءً، وعلى الرابط الالكتروني: http://www.elmastour.com

[20]  قطر توقع اتفاقية مع امريكا لشراء مقاتلات..، صحيفة رأي اليوم الألكترونية، الاحد 18/6/2017م، الساعة 5:31 مساءً، وعلى الرابط الالكتروني: http://www.raialyoum.com/?p=692862

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف