البحث في...
عنوان التقرير
إسم الباحث
المصدر
التاريخ
ملخص التقرير
نص التقرير
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

September / 21 / 2017  |  1228"هارفي وأيرما" يصفعان ترامب على وجهه عقابا لانسحابه من اتفاقية باريس للمناخ

علي الكتبي المركز الاسلامي للدراسات الاستراتيجية ايلول 2017
"هارفي وأيرما" يصفعان ترامب على وجهه عقابا لانسحابه من اتفاقية باريس للمناخ

يوما بعد يوم تظهر إدارة رئيس الولايات المتحدة الامريكية دونالد ترامب فشلها في إدارة الأزمات العالمية، ففي تغريدة  له بتاريخ 6 تشرين الثاني 2012 عبر موقع تويتر قال: مفهوم الاحتباس الحراري هو صناعة صينية لجعل الصناعة الأميركية غير منافسة.

 كما قضى ترامب مرحلة حملته الانتخابيّة يهاجم نظريّة الاحتباس الحراريّ باعتبارها مؤامرة لضرب الاقتصاد الأميركي, بل إنّ هجومه على هذا الواقع الذي تؤكّده الغالبيّة الساحقة من المجتمع العلمي بدأ قبل ترشّحه للانتخابات بفترة طويلة على الرغم من ان الولايات المتحدة الامريكية لوحدها يصدر عنها انبعاثات ثاني أكسيد كربون بنسبة 28 % من انبعاثات في العالم أجمع حيث تأتي ثاني أكبر مصدر لانبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون بعد الصين.

فكانت الولايات المتحدة واحدة من 195 دولة وافقت على الاتفاقية في باريس في ديسمبر كانون الأول 2015 وهي اتفاقية كان للرئيس السابق باراك أوباما دور رئيسي في إبرامها.

وعند فوز ترامب تطرق في حفل بحديقة الورود في البيت الأبيض قائلاً: سوف ننسحب من اتفاقية باريس للمناخ واصفا الاتفاقية بأنها تضع أعباء مالية واقتصادية ضخمة. وأوضح أن الانسحاب الأميركي يمثل إعادة تأكيد للسيادة الأميركية.

وكان انسحاب ترامب من اتّفاقيّة باريس للمناخ من الوعود الانتخابيّة الاولى التي وفى بها بعد دخوله البيت الأبيض. ثمّ قام بحلّ لجنة استشاريّة فيديراليّة مؤلّفة من 15 عالماً مهمّتها تقديم التوجيهات لاتّخاذ التدابير المرتبطة بمكافحة التغيّر المناخي.

وبدعم من الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون تراجع الرئيس الأمريكي عن 23 من القواعد البيئية التي تراوحت بين الموافقة على إنشاء خط أنابيب في 24 آذار/مارس إلى رفع القيود عن عقود استخراج الفحم، وفقا لما ذكرته صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية.

فبعد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من اتفاقية باريس للمناخ في يونيو الماضي، أكد خبراء أن أمريكا الآن تدفع ثمن هذا الانسحاب عقب تعرضها لأعاصير عديدة تسببت لخسائر كبيرة الفترة الماضية.

فلم يجد ترامب نفسه محاصراً – في الداخل والخارج - من أصحاب السلطات السياسيّة والتشريعيّة والقضائيّة فحسب، وإنّما شهد مؤخّراً حصاراً من الطبيعة نفسها وغضباً عارماً من أعاصيرها وضعت أفكاره المناهضة للحقائق العلميّة على المشرحة خصوصاً بعد إعصار "هارفي" الذي دمّر أجزاء من ولاية تكساس وجنوب غرب ولاية لويزيانا عندما ضرب المنطقة في أواخر الشهر الماضي وأدى إلى تدمير ممتلكات تقدر بمليارات الدولارات, ثم اعصار "أيرما" الذي ضرب ولاية فلوريدا.

فقد نشر موقع التواصل الاجتماعي “Care2” التماساً على الإنترنت، مطالباً (الرابطة العالمية للأرصاد الجوية) بتغيير اسم إعصار “إيرما” إلى إعصار “ايفانكا”، في إشارة إلى ابنة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي لها تأثير كبير في قرارات ترامب.

ووفق مجلة (نيوزويك)الأمريكية، يذكر الالتماس أن “ايفانكا ترامب” لم تفعل سوى القليل لإقناع الرئيس الأمريكي للقيام بدور نشط في موضوع تغير المناخ، على الرغم من وعدها بالتحدث إلى والدها حول هذه المسألة.

وجاء في الالتماس: “ايفانكا ترامب يمكنها أن تقول ما تريد حول تغير المناخ. ولكن طالما أنها تلتزم الهدوء مرة أخرى، فهي تبقى متواطئة في هذا التدمير الذي نواجهه جميعاً على يد إدارة والدها.”

وتختتم الرسالة بالطلب من “الرابطة العالمية للأرصاد الجوية” بإعادة تسمية إعصار “إيرما”: “نحن بحاجة إلى ممارسة الضغط على أعضاء إدارة ترامب لاتخاذ موقف حقيقي من أجل صحة وسلامة العالم والأجيال المقبلة.

وقبل أيام كتب الباحث "مايكل دالي" مقالاً في موقع "ذا دايلي بيست" الأميركيّ ينتقد فيه بشدّة أولئك الذين يشكّكون بنظريّة التغيّر المناخ, ويرى أنّ إعصار "إيرما" ضرب موطن عدد كبير من المشكّكين (فلوريدا) فتسبّب بأضرار للقصور الفخمة التي يملكها أصحاب المليارات مثل ترامب ودايفد كوخ والإعلاميّين روش ليمبو وآن كولتر وغيرهم من المشكّكين... ثمّ ذكّر الكاتب بأنّ إعصار إيرما هو أقوى إعصار تمّ تسجيله في المحيط الأطلسي، مدفوعاً بارتفاع درجة حرارة مياهه وارتفاع نسبة الرطوبة في أجوائه. وقبل أسبوع على "إيرما" ضرب "هارفي" ولاية تكساس بأكبر كمّيّة أمطار تمّ تسجيلها وبسبب العوامل الطبيعيّة المتغيّرة نفسها.

وعلى نفس الصعيد أفاد وزير الخزانة الأميركي ستيف منوتشين أن الأضرار الناجمة عن إعصار إيرما كانت شديدة بما فيه الكفاية وستوثر على الاقتصاد الأميركي على المدى القصير. وجاءت تصريحات منوتشين بينما يجري تقييم وتنظيف أثار العواصف في فلوريدا.

وكانت أكثر المناطق تضررا هي فلوريدا كيز، حيث تقدر السلطات أن 25 في المائة من المنازل لا يمكن إصلاحها، ومدينة جاكسونفيل، 700 كيلومتر من الشمال، التي عانت من فيضانات واسعة النطاق.

وأضاف منوتشين في إحدى فعاليات «وول ستريت» في نيويورك: « من الواضح أن الإعصار سيكون له تأثير على الناتج المحلي الإجمالي على المدى القصير، وسنقوم بإصلاحه على المدى الطويل».

وأمر المسؤولون الأميركيون، بالقيام بعملية إجلاء تاريخية في الولاية، إذ صدرت أوامر بإجلاء 30 ٪ من السكان أو 6.3 ملايين شخص في ثالث أكبر ولاية لجهة عدد السكان.

​خسائر الإعصار

عصفت الأعاصير قبل أيام بعدة ولايات أمريكية، فبعد إعصار هارفي المدمر الذى ضرب ولاية تكساس، مسفراً عن مقتل ما لا يقل عن 60 شخصاً، واعصار إيرما الذي عدت خسائره الأعلى في تاريخ أمريكا الذي طال مقاطعة سان بارتيليمي وسان مارتان ناهيك عن بورتو ريكو وهايتي وكوبا تقدم باتجاه فلوريدا،خاصة للأثرياء وأصحاب المنتجعات والقصور والفيلات الفارهة، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي نفسه، دونالد ترامب، الذي يعتبر أكبر ضحايا «إيرما» ماديًا حتى اللحظة. إنه الإعصار الأكثر كلفة ،حيث بلغت سرعة الرياح فيه حسب مركز الإعصار إلى 300 كلم/ساع،. إعصار وصف بالعملاق ولم يعرف له مثيل منذ عام 1929[1].

 هكذا وصفه خبراء مخاطر الكوارث ، في حين اعتبره الرئيس الأميركي دونالد ترمب بذي القدرات التدميرية التاريخية، وأياً تكن التوصيفات فلا شك أن إعصار إيرما أرعب سكان العديد من دول الكاريبي، أما في فلوريدا فقد شوهدت جحافل السيارات تنزح عنها بعد التحذيرات من أن يصلها الإعصار، كماعزل إعصار إيرما جزيرتي سان بارتيليمي وسان مارتان الفرنسيتين عن بقية العالم.

فقد كشفت شركة الأرصاد الجوية الأميركية «اكيوويذر» أن خسائر إعصاري «إرما» و«هارفي»، الذين ضربا الولايات المتحدة مؤخراً، بلغت 290 مليار دولار، حيث بلغت قيمة الأضرار الناجمة عن إعصار «إرما» قرابة 100 مليار دولار، فيما خلف الإعصار «هارفي» الذي ضرب ولايتي تكساس ولويزيانا الأيام الماضية، وراءه اضرارا بقيمة 190 مليار دولار.

وأضاف تقديرات تفيد بأن الإعصار هارفي سيكون الكارثة المرتبطة بالأحوال الجوية الأكثر كلفة في تاريخ الولايات المتحدة بمبلغ 190 مليار دولار.

وفي هذا السياق، ذكرت شركات كهرباء أميركية محلية أن الإعصار إيرما تسبب في انقطاع الكهرباء عن نحو أربعة ملايين منزل وشركة في فلوريدا يوم الأحد, ولا يزال يهدد ملايين آخرين مع تحركه صوب الساحل الغربي للولاية. وأضافت الشركات أن استعادة الكهرباء بشكل كامل قد تستغرق أسابيع.

مساجد المسلمين ملجأ للهاربين من الإعصار

على الرغم من التصريحات التي أطلقها ترامب ضد المسلمين وكرهه لهم ووصفهم بالارهابيين سواء قبل انتحابه رئيسا للولايات المتحدة الامريكية أو بعد فوزه بالانتخابات اضافة الى حرمان اتباع مجموعة دول من الدخول الى أمريكا، أثبت المسلمون عكس ذلك في سلوكهم الحضاري، حيث فتحت مساجد المسلمين في فلوريدا وهيوستن وجورجيا، أبوابها لإيواء الهاربين من إعصار "إيرما"، حيث مركز الإعصار، ففتحت أربعة مساجد، مجهزة بمؤونة وطواقم بينهم 50 طبيبا مسلماً.

من جهته، أعلن المركز الإسلامي في مدينة أورلاندو عن فتح أبوابه لجميع النازحين من الإعصار، ورحب بالجميع بغض النظر عن أديانهم أو معتقداتهم.

وفي صعيد متصل شنّ مذيع أمريكي هجوماً لاذعاً ضد الكنيسة الأكبر في هيوستن، بسبب إغلاق أبوابها في وجه الهاربين من إعصار هارفي، الذي تسبب في فيضانات كارثية وأجبر الآلاف على مغادرة منازلهم.

وأثنى المذيع الأمريكي "جيمس دور" في برنامجه التلفزيوني على المسلمين الذين فتحوا مساجدهم ومراكزهم الإسلامية لاستقبال المتضررين من الإعصار وإيوائهم، مستنكراً في نفس الوقت الاتهامات التي توجه للمسلمين، مضيفاً أنها اتهامات خاطئة . فالمسلمون فتحوا مساجدهم وجهزوها بأطباء ومؤن لإيواء منكوبي إعصار هارفي وأن المسلمين فعلوا ذلك لاعتبارهم أن هذا واجب ديني ثم يقال أن دينهم خاطِئ!.[2]

ونقل عدد من الصحف العالمية على رأسها صحيفة "الإندبندنت" و"ديلي نيوز" وغيرهما تقريرًا عن صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية تحت عنوان "إعصار هارفي: المساجد تفتح أبوابها أمام ضحايا الفيضانات المدمرة في هيوستن"، أشادت فيه بالدور الذي لعبه المسلمون ومساجدهم خلال الإعصار، في حين أغلقت أكبر كنائس الولاية أبوابها في وجه المتضررين. وأشارت الصحيفة إلى أن القائمين على المساجد وفّروا كل ما يحتاجه المتضررون وقالت: إنها توفر مكانا جافاً للنوم، والقهوة التي لا نهاية لها والشاي الحلو وأطباق الأرز الباكستاني والسوري. وأضافت أن هناك نحو (250,000) مسلم يعيشون في منطقة هيوستن، وهي واحدة من أكثر المدن تنوعا في البلاد، ومساجد المسلمين وجمعياتهم الخيرية من أولى الجهات التي فتحت أبوابها خلال الإعصار لإغاثة جيرانهم وتقديم المساعدات والمأوى لهم. وبحسب الصحيفة فقد تبرعت الجمعية الإسلامية في مدينة تريبلكس بالمئات من وجبات الطعام إلى جيرانهم الذين نزحوا بسبب الفيضانات، إضافة لتقديم الرعاية الطبية[3].

في حين شوهد بعض مواطني الدول التي ضربها الإعصار كما حدث في جميع أنحاء ولاية فلوريدا وخصوصاً مدينة ميامي مع تراجع قوة إعصار إيرما عملهم وهم ينهبون ويسرقون المحال التجارية حيث اعتقلت الشرطة عشرات الأشخاص بتهمة السرقة في الولاية.

ونقلت صحيفة (الإندبندنت) البريطانية عن شريف مقاطعة باسكو بفلوريدا، قوله فى بيان، إن إطلاق النار على أخطر إعصار ضرب الولايات المتحدة منذ بدء التسجيل عام 1851 سيكون له آثار جانبية خطيرة للغاية.

وكان أكثر من 53 ألف شخص من مالكى الأسلحة انضموا إلى حملة على موقع «فيسبوك» تحت عنوان «أطلاق النار على إيرما»، وقال 25 ألفًا منهم: إنهم سيشاركون بالفعل فى هذا الحدث. حيث دعا بعض الأمريكيين في ولاية فلوريدا على شبكات التواصل الاجتماعي إلى مواجهة إعصار “إرما” عن طريق إطلاق النار عليه!

وانطلقت على شبكات التواصل الاجتماعي وخصوصا الفيسبوك نداءات من سكان فلوريدا تفيد بالتعامل مع الإعصار عن طريق إطلاق النار ووصل عدد رواد الصفحات نحو 45 ألف مشارك.

وأطلق مشاركو الفيسبوك اسم ( أطلق النار على إعصار إيرما) كشعار لكيفية التعامل مع الإعصار المميت، ما آثار مخاوف شرطة الولاية من وقوع ضحايا خلال إطلاق النار العشوائي, وبدأت بالفعل بنشر التحذيرات على جميع مواقع التواصل الاجتماعي.

ما زاد الأمر سوءا هو تدفق أعداد المهتمين بالفكرة التي وصفتها الشرطة بالخطيرة. ونشر مدير شرطة مقاطعة باسكو على حسابه الخاص بتويتر رسما توضيحيا لما يمكن حدوثه عند إطلاق النار على الإعصار الكاسح، لتهدئة المتحمسين.

------------------------------

[1] نقلاً عن مقالة بعنوان : إعصار القرن يهدد 26 مليون إنسان.. لكن هل هذا كل شيء؟ للكاتبة مروة الاسدي ، بتاريخ 9/9/2017م.

[2] صحيفة الوطن الكويتية في يوم 11/9/2017م.

[3] نشر هذا الخبر في موقع قناة الحرة الالكتروني بتاريخ 1/9/2017م.

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف