البحث في...
عنوان التقرير
إسم الباحث
المصدر
التاريخ
ملخص التقرير
نص التقرير
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

June / 20 / 2015  |  1886قمة كامب ديفيد .. كعكة خليجية أم خطر ايراني ؟

هاشم محمد الباججي المركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ايار 2015
قمة كامب ديفيد .. كعكة خليجية أم خطر ايراني ؟

تمهيد

ان جوهر عمل السياسة الامريكية الخارجية هو افتراض عدو خارجي والعمل على محاربته والتخلص منه ومن أجل تحقيق هذا الهدف تعمل لتحقيق اهداف اخرى من خلال التحالفات وعقد الصفقات وغيرها .. ، وحتى في حالة عدم وجود عدو لها تعمل الولايات المتحدة الامريكية على صناعة عدو والعمل على محاربته وعقد تحالف دولي والتغلغل في المناطق التي تريد التغلغل فيها وهذا ما نشهده اليوم في منطقة الشرق الاوسط لاسيما العربية منها وظهور (الدولة الاسلامية والتي يطلق عليها داعش) ، والظاهر ان دول الخليج وعلى رأسها السعودية ومن ثم قطر التي تحاول قيادة الامة العربية والاسلامية بما لديها من امكانيات مالية واقتصادية هائلة أن تلعب نفس اللعبة الامريكية – مع الفارق - من خلال جعل ايران العدو الاول والاوحد والاخطر ... على الامتين العربية والاسلامية وبالتالي يجب محاربته والوقوف بوجه هذا الخطر المحدق الذي يحاول ان ينشر أذرعه والتغلغل في كل مكان كما تحاول السياسة الخارجية السعودية ان تقنع نفسها وتحالفها والمحيط الدولي بذلك وبدفع من حلفاءها الغربيين ، لذا تعمل السعودية ضمن خلفيتها الدينية والفكرية المتطرفة التي تؤمن بها الى جر المنطقة للتخندق والاصطفاف الطائفي بدأ من دول الخليج وبعض الدول التي تدور في فلكها وأصبح تحالفا معلنا ، بمقابل ايران والحركات الثورية والمذهب الامامي الذي بدأ ينتشر بشكل كبير في المنطقة والعالم مما جعل السعودية وحلفائها تقول بأن اربعة عواصم عربية سقطت بيد ايران وهي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء وهذا ما أدى توحد وجهات النظر بين دول الخليج التي ترى في ايران الخطر الاكبر الذي يهدد عروشها وبين الولايات المتحدة التي تحاول أن تفرض هيمنتها على المنطقة والابقاء على التفوق الاسرائيلي بالمنطقة من خلال العمل على اعاقة المشروع النووي الايراني  وهذا مالا تقبله ايران وحليفاتها

تصريحات قبل انطلاق قمة كامب ديفيد :

جرت استعدادات كبيرة قبل قمة كامب ديفيد من اجل التنسيق والتحضير لاجراءات امنية جديدة للوقوف بوجه ايران وللايجاد الحلول للاوضاع في المنطقة العربية لاسيما في سوريا واليمن والعراق ، وقد عقد اجتماع لهذا الغرض بين وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري ونظيره السعودي عادل الجبير اتفق فيه الطرفان على ابرز القضايا التي ستتناولها القمة وهي بالتاكيد الخوف من نتائج الاتفاق الايراني مع مجموعة 5 + 1 اكثر من القضايا العربية العالقة وقد جاء في تقرير موقع القدس نيوز 9/5/2015 الاتي تحت عنوان (دول الخليج قلقة بشأن برنامج إيران النووي):

قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس الجمعة إن الولايات المتحدة وحلفاءها الخليجيين سيحاولون الاتفاق للتصدي لأفعال إيران التي قال إنها تزعزع الاستقرار بالمنطقة.

وتواجه حكومة أوباما تحديا كبيرا لتبديد مخاوف دول الخليج إزاء اتفاق نووي مع طهران.

وقال كيري "الرئيس أوباما يدرك المخاطر تماما". وأضاف "نعمل على بلورة سلسلة من الالتزامات الجديدة التي ستخلق بين الولايات المتحدة ومجلس التعاون الخليجي تفاهما أمنيا جديدا.. مجموعة جديدة من المبادرات الأمنية. هذا سيأخذنا لأبعد بكثير مما ذهبنا إليه من قبل".

وقال مسؤولون أميركيون لرويترز إن قمة واشنطن ستساعد الحلفاء الخليجيين على إقامة نظام دفاعي إقليمي للحماية من الصواريخ الإيرانية، وقد يصحبها تعزيز الالتزامات الأمنية وصفقات سلاح جديدة والمزيد من التدريبات العسكرية المشتركة.

وقال كيري في المؤتمر الصحفي "هذا ليس طريقا من اتجاه واحد.. إنه طريق ذو اتجاهين.. يشمل مصالح مشتركة واحتياجات مشتركة ينبغي التعامل معها".

وأضاف "أنا واثق من أن وجهات النظر تلك سوف تتبلور من خلال اجتماع كامب ديفد في صورة ستعزز كثيرا قدرتنا على تلبية احتياجات شعبنا واحتياجات كل من يريدون مستقبلا خاليا من الإرهاب".

من جهته اكتفى وزير الخارجية السعودي بالدعوة إلى "تكثيف وتعزيز العلاقة الأمنية بين الولايات المتحدة ومجلس التعاون الخليجي"، رافضا الخوض في التفاصيل.

أما مجلة «الشرق الأوسط أونلاين» الالكترونية التي تصدر في لندن فقد بينت وجهات نظر الطرفين الامريكي والخليجي فيما يؤمله الطرفان من بعضهما :

يسعى الرئيس الأميركي باراك اوباما، اليوم (الخميس)، لإقناع دول الخليج العربية المتحالفة مع واشنطن بما فيها السعودية، بأن الولايات المتحدة ملتزمة بأمنها رغم المخاوف العميقة لدى الزعماء العرب من الجهود الأميركية للتوصل الى اتفاق نووي مع ايران. إذ يلتقي أوباما في قمة مهمة تعقد في منتجع كامب ديفيد الرئاسي في ماريلاند مع ممثلي دول مجلس التعاون الخليجي الذي يضم السعودية والكويت وقطر والبحرين ودولة الامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، لمناقشة التعاون الامني.

وسيكون في صلب المحادثات الاتفاق الجاري التفاوض بشأنه حول الملف النووي الايراني، الذي وضعه الرئيس الاميركي في صلب اولوياته، وايضا دعم طهران للمتمردين الحوثيين في اليمن من جهة ولنظام بشار الاسد من جهة اخرى.

كما تجري الولايات المتحدة وخمس قوى عالمية اخرى محادثات مع طهران للحد من أنشطة برنامجها النووي. ولذلك، تحتاج حكومة أوباما الى كسب تأييد مجلس التعاون الخليجي للاتفاق للمساعدة في إقناع الكونغرس المتشكك بأنه يحظى بدعم واسع النطاق في المنطقة.

ورغم ان الرئيس الأميركي لن يطرح معاهدة أمنية، فانه سيسعى الى تهدئة المخاوف والتأكيد على التزام الولايات المتحدة بتلبية احتياجاتهم الدفاعية.

وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست، أمس (الاربعاء)، "محور المحادثات هو ماذا سنفعل لتحديث وتعميق هذا التعاون الامني". وأضاف "جل ما يفكر فيه الرئيس هو مساعدة دول مجلس التعاون الخليجي على استخدام المعدات التي لديها لتحسين تنسيق جهودها وتحسين ما تقدمه من أمن لمواطنيها".

كما قال مسؤولو البيت الابيض يوم الاثنين الماضي ان القمة ستخرج باعلانات تخص عمليات التكامل بين أنظمة الدفاع الصاروخي الخاصة بالصواريخ الباليستية وزيادة التعاون العسكري المشترك.

من جانبها، تأمل الدول الخليجية بالتزام أميركي اكثر وضوحا في سوريا لاضعاف نظام دمشق. وقد بدأت واشنطن لتوها بتدريب مجموعة صغيرة من المعارضين السوريين المعتدلين في الأردن لقتال متطرفي "داعش"، لكن الحكومة الاميركية ما زالت تبدو متحفظة إزاء التزام أكبر في النزاع.

وقد تفضي القمة الى بعض الاعلانات المحدودة الاهمية مثل تكثيف التدريبات العسكرية المشتركة او تنسيق افضل للمنظومات الدفاعية المضادة للصواريخ لدول المنطقة.

وسعى الرئيس الأميركي في وقت سابق الى التهوين من شأن الخلافات بين الولايات المتحدة ودول الخليج. وأثناء وقفة لالتقاط الصور في المكتب البيضاوي أشاد أوباما بولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

ماذا تريد دول الخليج من قمة كامب ديفيد في واشنطن ؟

بالرغم من ارتباط دول مجلس التعاون الخليجي بميثاق خاص الا انه يوجد لكل دولة من هذه الدول الست هدف استراتيجي خاص بها تعمل على تحقيقه اولا في هذا اللقاء المرتقب ، ومحاولة من هذه الدول الى تلميع صورتها لدى واشنطن وعدم اثارتها لمواضيع تشعر ان امريكا قد تتحسس منها ، وقد اورد معهد واشنطن في 7/5  تقريرا بهذا الصدد جاء فيه :

أما بالنسبة لكامب ديفيد، فقد ذكر البيان أن قادة دول «المجلس»  قد عبّروا "عن تطلعهم للقاء" الرئيس الأمريكي أوباما، "متمنين أن تسهم المباحثات في تعزيز العلاقات الوثيقة مع الولايات المتحـدة في ظل التطورات والأحداث الجارية ، وبما يعزز أمن واستقرار المنطقة". ومثل هذا التأدب اللغوي يحجب التحدي الرئيسي الذي يواجهه الرئيس أوباما هذا الأسبوع وهو: كيفية الحصول على موافقة دول «مجلس التعاون الخليجي» حول التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، أو على الأقل تجنب الانتقاد العلني للضعف المتصوَّر للصفقة.

المملكة العربية السعودية: [حتى العاشر من أيار/مايو، كان] السؤال الأكثر أهمية المطروح بالنسبة للمملكة هو فيما إذا كان الملك سلمان بن عبدالعزيز سيسافر إلى الولايات المتحدة للمشاركة في قمة كامب ديفيد، نظراً إلى صعوبة إجراء مثل هذه الرحلة لشخصية في سنّه وحالته الصحية. [ولكن أثناء ترجمة هذه المقالة]، ذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الملك سلمان أناب ولي العهد الأمير محمد بن نايف لحضور قمة زعماء دول الخليج العربية مع الرئيس أوباما. وأعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن الأمير محمد سيرأس وفد السعودية في المحادثات التي تقول مصادر أمريكية إنها ستركز على التعاون العسكري. وأضاف الجبير أن الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد ووزير الدفاع سيشارك أيضاً في اجتماع القمة.

الكويت: يؤدي الشيخ صباح الأحمد الصباح دور الوسيط في «مجلس التعاون الخليجي» بتفضيله المساومة على المواجهة. ولربما الأمر البالغ الأهمية هو أن الأمير محمد بن سلمان عقد محادثات فردية معه في الكويت في 6 أيار/مايو.

البحرين: من المرجح أن يحبذ الملك حمد بن عيسى آل خليفة فرصة عرض علاقته مع الولايات المتحدة ضمن إطار التعاون العسكري/الدبلوماسي بدلاً من انتقاد سجل حكومته في انتهاك حقوق الإنسان. ونظراً لأن غالبية سكان الجزيرة هم من المسلمين الشيعة، يدرك الملك حمد بشكل خاص التهديد الذي تطرحه تصرفات إيران وقدرتها على تكدير الأمور وإلحاق الأذى [بمملكته].

قطر: في العام الماضي، ظهر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بصفته القائد المشاغب في «مجلس التعاون الخليجي» لكنه استعاد روح التآزر ضمن قادة دول الخليج هذا العام.

الإمارات العربية المتحدة: لا يتمكن رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان من القيام بمهامه حالياً، لكن أخيه الأصغر سناً الشيخ محمد بن زايد يعمل على تنسيق شؤون منصبه في «مجلس التعاون الخليجي». ويدرك هذا الأخير الأهمية العامة للحفاظ على علاقة وثيقة مع واشنطن، ولكن على النطاق الإقليمي يسعى إلى عقد شراكة مع الأمير محمد بن سلمان، وهو المهندس السعودي للحرب في اليمن، بينما تريد الولايات المتحدة إيجاد حل دبلوماسي لهذه القضية. وقد تثبت هذه الأهداف عدم توافقها.

عُمان: سلطنة عُمان هي الدخيلة من بين دول «مجلس التعاون الخليجي»، إذ تفضل التعامل مع إيران والبقاء خارج حملة التحالف في اليمن. والسلطان قابوس هو القائد الأكثر ترجيحاً للغياب من محادثات كامب ديفيد، كما أن الشخصية التي سيعيّنها لتمثيله قد تعتذر هي الأخرى عن عدم حضورها أيضاً.

قمة كامب ديفيد :

انطلقت يوم الخميس 14/5/2015 في منتجع  كامب ديفيد بالولايات المتحدة، قمة بين الرئيس الأميركي باراك أوباما وقادة دول مجلس التعاون الخليجي. تناولت اوضاع  المنطقة، تتقدمها الأوضاع في كل من اليمن وسوريا والعراق، إلى جانب بحث المخاوف من إيران ، وقد أورد موقع الجزيرة الاخباري تقريرا عن القمة جاء فيه :

(بدأت الاجتماعات بين الجانبين مساء أمس بعشاء عمل في البيت الأبيض. ومن المقرر أن تركز المباحثات على ملفات الحرب في اليمن وسوريا إضافة إلى البرنامج النووي الإيراني وسبل تعزيز التعاون الأمني لمواجهة التحديات المتنامية بمنطقة الشرق الأوسط، وفق البيت الأبيض.

وقال ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن نايف، إن الجانبيْن السعودي والأميركي سيعملان لتخطي المصاعب والتحديات المشتركة. جاء ذلك قبيل لقاء جمعه وولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس الأميركي في البيت الأبيض.

من جانبه، قال أوباما إنه ناقش مع ضيفيه السعوديين وقف إطلاق النار في اليمن. وأضاف أن النقاش تناول إطلاق عملية سياسية تقود إلى تشكيل حكومة يمنية جامعة وشرعية.

وذكر بأن جدول اجتماع كامب ديفد (على بعد مائة كلم من العاصمة واشنطن) سيشمل بالإضافة إلى الملف اليمني، ملفات تنظيم الدولة الإسلامية والأزمة في العراق والأزمة السورية المتفاقمة.

واضاف إن أوباما من خلال القمة سيسعى لطمأنة دول الخليج بشأن الخطر النووي الإيراني وأمن المنطقة، في ظل سعي واشنطن بجانب شركائها بمجموعة "5+1" لإبرام اتفاق مع إيران بشأن ملف الأخيرة النووي، والذي تخشى دول الخليج أن يمكن طهران من تطوير قدراتها النووية العسكرية.

اضافة لذلك أن دول الخليج ترى أن من شأن الاتفاق بشأن النووي الإيراني أن يرفع العقوبات عن طهران، ما قد يوسع  قدراتها للتمدد في الشرق الأوسط أكثر مما هو عليه الآن.

وصرحت أطراف رسمية أميركية أن القمة لن يتمخض عنها إبرام معاهدة أمنية أميركية خليجية مثلما هو واقع بين أميركا وكوريا الجنوبية، وأميركا واليابان. إلا أن واشنطن ستسعى إلى تهدئة مخاوف بلدان الخليج، وتأكيد التزام واشنطن بتلبية الاحتياجات الدفاعية لتلك الدول)

دول الخليج تسعى لعدم امتلاك ايران للسلاح النووي :

تحاول دول الخليج وعلى رأسها السعودية بكل ما أوتيت من تأثير اقتصادي أو عقد صفقات وتحالفات التأثير على القوى الدولية الفاعلة للحيلولة دون امتلاك ايران للسلاح النووي والتي تعتبره خطرا كبيرا يهدد ممالك الخليج العربي ، لذا حاولت دول مجلس التعاون الخليجي للضغط على امريكا واغراءها بالصفقات الكبيرة للوقوف الى جانبها في هذه المسألة بالذات لكن الولايات المتحدة الامريكية وحلفاءها الغربيين لهم استراتيجية ورؤى تختلف عن استراتيجيات ورؤى اصدقائهم الخليجيين ، وقد  تناولت صحف أميركية القمة المرتقبة في كامب ديفيد بين الرئيس الأميركي باراك أوباما وقادة دول مجلس التعاون الخليجي، وقال بعضها إن أوباما سيرفض فيها كل ما يعرقل الاتفاق مع إيران بخصوص البرنامج  النووي الإيراني.

فقد نشرت صحيفة واشنطن تايمز مقالا للكاتب جيد بابين نائب مساعد وزير الدفاع إبان إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش أشار فيه :

( إلى أن قادة السعودية ودول الخليج الأخرى سيحاولون في هذه القمة السعي للوصول إلى اتفاق على شاكلة مذكرة تفاهم تلتزم الولايات المتحدة بموجبها باحتواء إيران وببيع دول الخليج أسلحة عسكرية نوعية.

وأضاف أنه من الصعب تخيل هذا الطلب من العرب، وذلك لأن أهداف أوباما مختلفة تماما عن هذا الطرح. وأشار إلى أن دبلوماسيين فرنسيين يعتقدون أن أوباما يسعى لاستبدال إيران بالسعودية، وذلك بحيث تكون قوة طهران النووية قادرة على الحفاظ على استقرار المنطقة.

" وصرح مسؤول أميركي سابق قائلا : يبدو من الواضح في تصريحات الرئيس أوباما ونائبه جوزيف بايدن أن الاتفاق بين الغرب وإيران يضمن امتلاك إيران للسلاح النووي في غضون 15 عاما"

وأضاف أنه يبدو من الواضح في تصريحات أوباما ونائبه جوزيف بايدن أن الاتفاق بين الغرب وإيران يضمن امتلاك إيران السلاح النووي في غضون 15 عاما.

وقال الكاتب إنه بغض الطرف عن المدة الزمنية فإنه يعتبر أمرا مستحيلا امتلاك إيران أسلحة نووية وفي الوقت نفسه قيام أحد باحتوائها.

وأشار إلى أن فكرة حصول العرب على ضمان من أوباما لاحتواء طهران تعتبر غير واقعية، وذلك لأن إيران ستستمر بشن حروب دينية في المنطقة.

وأوضح الكاتب أن الضمان الأميركي للعرب باحتواء إيران لا يمكن أن يتحقق سوى من خلال تزويد دول الخليج بقوة عسكرية كافية لتدمير السلاح النووي الإيراني وتدمير القدرات الإيرانية العسكرية الأخرى.

وأضاف أنه لا يمكن للولايات المتحدة تزويد العرب بأسلحة سوى بأنظمة دفاعية ضد الصواريخ والأسلحة النووية، وذلك من أجل التمكن من مواجهة أي هجوم إيراني محتمل أو من أجل ردع إيران.

وأشار الكاتب إلى أن رفض أوباما المحتمل لطلبات قادة الخليج المتوقعة بالحصول على ضمانات أمنية ستكون له تبعات وتداعيات تتمثل في إحداث فراغ يمكن لخصوم الولايات المتحدة القيام بملئه.

وأوضح أن روسيا جاهزة ومستعدة لأن تحل محل الولايات المتحدة في تحقيق مطالب العرب، وأنه يمكن للصين فعل ذلك أيضا بكل سهولة.

وأضاف الكاتب أن النفوذ الأميركي آخذ بالتراجع في الشرق الأوسط لصالح إيران، وأن الاتفاق النووي الإيراني سيتسبب في سباق تسلح، مما يعني المزيد من عدم الاستقرار في المنطقة.

واختتم الكاتب بالقول إنه يمكن للولايات المتحدة موازنة مخاوف الدول العربية إزاء النووي الإيران، وذلك عن طريق التوصل معهم إلى اتفاق تقوم بموجبه أميركا بدعم أنظمتهم الدفاعية، ولكن ليس على شكل معاهدة حلف شمال الأطلسي (ناتو) ).

السعودية تحث امريكا للهجوم على ايران ؟

لم تدخر السعودية جهدا في تشويه صورة ايران في المنطقة والعالم اذ تحاول ان تقنع دول المنطقة والعالم اجمع بان سبب كل الازمات في الشرق الاوسط هو ايران من خلال محاولتها التغلغل داخل دول المنطقة او من خلال امتلاكها للسلاح النووي ، لكن الملاحظ وبالرغم كل ما يحاك ضد ايران من مؤمرات او حصار اقتصادي فانها تشهد تطورا ونموا صناعيا وتكنلوجيا وعسكريا كبيرا أكثر مما تشهده ممالك البترول ، فقد نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز مقالا للكاتب دويل مكمناص قال فيه :

(إن السعودية وبعض دول المنطقة الأخرى تعتبر أن إيران هي سبب كل الشرور في الشرق الأوسط.

وأضاف أنه سبق أن حث الملك السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز كلا من الرئيسين الأميركيين بوش وأوباما على شن هجوم عسكري ضد إيران، وذلك من أجل "قطع رأس الأفعى".

وأشار إلى أن اقتراب إدارة أوباما من إبرام اتفاق محتمل مع إيران ترك تداعياته على دول الخليج، وسط الخشية من أن يؤدي إلى تحالف أميركي إيراني بشكل ضمني.

وأضاف الكاتب أن بعض دول الشرق الأوسط تخشى من توسع النفوذ الإيراني، وأن بعض القادة العرب ليسوا متيقنين من إمكانية الاعتماد على الولايات المتحدة في تنظيم التوازن الإقليمي، وأن العرب يريدون إستراتيجية تركز على احتواء إيران وإبقائها في مكانها.

وأشار الكاتب إلى أنه من السهل التنبؤ ببعض ما سيحدث في المحادثات في كامب ديفد، وأوضح أن أوباما سيقطع وعودا بمواصلة فرض عقوبات ضد إيران في حال استمرارها بدعم جماعات إرهابية، وبإدانة التدخل الإيراني في شؤون بلدان أخرى، وبتزويد العرب بنظام دفاعي، وأنه سيؤكد على استعداد الولايات المتحدة للدفاع عن حلفائها ضد أي هجوم خارجي محتمل.

وأضاف الكاتب أنه من المرجح أن تفشل الولايات المتحدة على المدى الطويل في طمأنة حلفائها العرب الذين يعيشون في منطقة مضطربة وغير متوازنة وغير مستقرة.)

المطالب الرئيسية لمجلس التعاون الخليجي في هذا الاجتماع

تسعى دول الخليج للحصول على ضمانات مؤكدة وموثقة من قبل الولايات المتحدة الامريكية بالرغم من ارتباط الطرفين بمعاهدات سياسية وعسكرية ، لكن دول الخليج تشعر بخطر اكبر هذه المرة لاسيما مع اقتراب اعلان عقد الاتفاق النهائي بين ايران ومجموعة 5 + 1 لانه سيتيح لايران حرية اكبر في تمددها سيما بعد رفع العقوبات عنها لذا اشار موقع bbc بالعربي في 13/5 الى هذه المخاوف والمطالب الرئيسية التي طالبت بها دول مجلس التعاون الخليجي جاء فيه :

(يغيب العاهلان السعودي والبحريني وسلطان عمان ورئيس دولة الامارات عن القمة الخليجية الاميركية في منتجع كامب ديفيد يوم الخميس 14 مايو/ أيار. الزعماء الأربعة الغائبون بعثوا من يمثلهم على أعلى مستوى. ويحمل هؤلاء، إضافة الى أميري دولتي الكويت وقطر، مطلبا رئيسيا من واشنطن يتخذ شكل توفير ضمانات حماية أميركية.

وترى دول الخليج حاجتها الى تلك الضمانات خصوصا وأن مجموعة خمسة زائد واحد تستعد، بنهاية الشهر المقبل، لتوقيع اتفاق مع طهران حول الملف النووي الايراني يعقبه تخفيف العقوبات عنها، وهو ما من شأنه أن يؤدي الى بسط نفوذ طهران ولعب دور أكبر في منطقة تموج بصراعات تبدو طائفية.

وللتخفيف من هذه المخاوف استبق الرئيس الامريكي باراك أوباما قمة كامب ديفيد بتجديد دعم بلاده لحلفائها الخليجيين. ففي تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط قال أوباما "ليس هناك شك بشأن التزام الولايات المتحدة بأمن المنطقة". وجدد انتقاده لإيران قائلا: "إنها منخرطة في تصرفات خطيرة تزعزع استقرار دول مختلفة في المنطقة وتدعم جماعات ارهابية".

ويرى أوباما أن تصرفات ايران على الساحة الدولية يبرر الوصول معها الى اتفاق لكبح طموحاتها ودمجها في المجتمع الدولي وتعزيز مواقع زعمائها الأكثر اعتدالا.

لكن دول مجلس التعاون الخليجي ترى المشهد بمنظار مغاير وتسعى الى اتخاذ كل الاحتياطات. وستطالب في كامب ديفيد باتفاقية للدفاع المشترك مع الولايات المتحدة، لضمان مؤازرة سياسية وعسكرية أمريكية في حال تصاعد وتيرة المواجهة مع إيران. وهو ما عبر عنه سفير دولة الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة قائلا: "أعتقد أننا اليوم بحاجة الى اتفاقية موثقة".

ويبدو أن تغييرا ملحوظا سيطرأ على طبيعة العلاقة بين الطرفين. فبعد عقود من الارتباط على أساس المصلحة السياسية والاقتصادية والعسكرية المشتركة، تسعى واشنطن إلى تأطير علاقتها مع الخليج ضمن معايير وضوابط تتناسب مع المتغيرات السياسية والاقتصادية والعسكرية في المنطقة. وهي المتغيرات التي يصعب على دول مجلس التعاون الخليجي استيعابها.)

لماذا لم يحضر ملك السعودية سلمان اجتماع كامب ديفيد ؟

بالرغم من العلاقة الطيبة التي تربط السعودية بامريكا ولاسيما بعد وصول الملك سلمان الى دفة الحكم ومحاولته اعطاء دفعة قوية لهذه العلاقات وتطويرها بشكل افضل ، الا ان اعلان السعودية عدم ذهاب سلمان الى امريكا لاسيما بعد دعوة اوباما لدول الخليج يعد امرا سلبيا في العلاقات بين الطرفين بالرغم من ان البعض حاول التخفيف من اهمية الموضوع واعزاء السبب لعدم الذهاب هو الحالة الصحية للملك الا ان موقع المنار واستنادا الى مصادر فرنسية قد بين السبب الحقيقي لعدم حضور الملك سلمان لقمة كامب ديفيد جاء فيه :

كانت الرياض قد طلبت من واشنطن شراء طائرات فانتوم ٣٥ لكن الاخيرة رفضت هذا الطلب واقترحت على السعوديين شراء نسخ متطورة من طائرات فانتوم  ١٥ او نماذج معدلة من طائرات فأنتوم ١٦ وجاء الرفض الامريكي على لسان (روبرت ماليه)  المستشار في الامن القومي المختص بالشرق الأوسط الذي  قال ان قمة  كامب ديفيد لم تعقد للبحث في عقود تسلح لدول الخليج، واضاف اننا لسنا هنا لتاتي دول الخليج بلائحة مشتريات من الاسلحة ونوافق عليها وهذا هو السبب الأساس لغياب العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز عن القمة، حسب مصادر  فرنسية  قالت لموقع المنار ان سلمان كان يريد شراء طائرات فانتوم ٣٥ لتعزيز موقع ولده محمد في تركيبة الحكم غير ان أوباما رفض بيع هذه الطائرات .

اجتماع كامب ديفيد بين امريكا ودول الخليج.. نتائج و قرارات ؟

من خلال المتابعة والرصد للتحضير لهذا الاجتماع يبدو انه لم يأت بجديد بالرغم من الهالة الاعلامية التي حاولت امريكا ودول الخليج ان تضفيها على هذا الاجتماع ، والمتمعن في هذا الشأن يرى ان الامور قد اعدت سلفا ولم يكن الاجتماع سوى عملية اعلان عن النتائج والتي تبلورت في خمسة مواضيع رئيسية هي الوضع في اليمن وحماية دول الخليج من أي تهديد خارجي ، وثالثا الموضوع الايراني ونتائج المفاوضات مع الدول الغربية ورابعا ان الحل في العراق وسوريا وليبيا لا يكون الاعبر طريق الحوار والدبلوماسية ، واخيرا فلكل شيء ثمن فبالمقابل تزويد امريكا دول الخليج بدرع صاروخي بمليارات الدولارات وتشغيل الصناعة الحربية الامريكية ، ومع كل هذه الامور يبقى لامريكا مشروع واجندة خاصة بها تحاول تنفيذها منذ قرابة العشر سنين وهو مشروع الشرق الاوسط الكبير ، وقد نشر موقع المنار نتائج قمة كامب ديفيد جاء فيه :

لم تكن دول الخليج تأمل كثيرا من اجتماع كامب ديفيد، ولم يكن حضور امير الكويت وأمير قطر  ليعوض غياب اربع قادة اخرين عن القمة أبرزهم الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وكان لافتا ان ملك البحرين الذي تحوي بلاده قيادة الأسطول الامريكي  الخامس فضل حضور عرض لسباق الخيول في احدى ضواحي لندن يوم انعقاد قمة كامب ديفيد في دلالة واضحة على ان جدول اعمال القمة ونتائجها حددت قبل انعقادها وكان مطلوب حضور ملوك وأمراء وسلاطين الخليج لإخراج الاتفاق على الملأ.

و ليس خفيا ان العلاقات بين دول الخليج والولايات المتحدة تأثرت مؤخراً بالانخراط الامريكي الجدي بالمفاوضات مع ايران حول البرنامج النووي الايراني والتي من المتوقع ان تثمر  إيجابيا نهاية شهر حزيران المقبل ، وما تخشاه دول الخليج خصوصا السعودية انعكاس الاتفاق النووي بين واشنطن وطهران على الملفات الاخرى الساخنة في المنطقة خصوصا سوريا والعراق واليمن ، ويمكن اختصار  هذا الاعلان بنقاط خمس :

١-  في الموضوع اليمني أشار البيان المشترك الى ضرورة الانتقال السريع من العمليات العسكرية الى عملية سياسية، راميا خلفه الشروط السعودية بمجملها والتي تحدثت في بداية الحرب على اليمن عن نزع سلاح الحوثيين، الذين ترك الاعلان لهم كل المناطق التي حرروها من القاعدة وأنصار السعودية خلال الشهرين الماضيين، وقد تراجعت السعودية عن مواقفها التصعيدية بسهولة كبيرة كما ان دول الخليج لم يكن لديها أية حلول بديلة تقدمها للرياض سوى القبول باقتراحات اوباما الذي حدد بوصلته في اليمن بحل سياسي لا يستبعد الحوثيين ولا يشير الى سلاحهم او الى المناطق التي سيطروا عليها في الجنوب، زد على ذلك ان الاعلان المشترك يشير الى ان دول الخليج  عليها استشارة الولايات المتحدة في كل تدخل عسكري خارجي  تقرره وهذا ما يضع سلمان بن عبد العزيز وسياسته العسكرية خارج الخدمة وكنا في مقال سابق أشرنا  نقلا عن مصادر فرنسية الى ان السعودية لم تطلع امريكا على تفاصيل مهمة في حربها على اليمن الا قبل وقت قليل من بدء العدوان.

٢ - في  موضوع الحماية التي طلبها حكام الخليج  أشار الاعلان الى استعداد الولايات المتحدة لاستخدام القوة في حال تعرض دول الخليج لخطر خارجي يتعارض مع ميثاق الامم المتحدة وما تجدر الإشارة اليه هنا ان لا خطرا خارجيا يتهدد دول الخليج بكل بساطة ويمكن القول ان امريكا تعرض عضلاتها لاحتمال غير موجود .

٣ - في الموضوع الايراني  تعهد الطرفان بالتعاون لمواجهة "الاعمال" الإيرانية وحصل اوباما على اعتراف خليجي بالمفاوضات حول الملف النووي الإيرانية عندما أشار الاعلان المشترك الى ضرورة الخروج باتفاق يلحظ مخاوف الخليجيين وكان لافتا دعوة ايران الى المساهمة الفعالة في حل المشاكل العالقة بينها وبين دول الخليج بالطرق السلمية وفي النهاية افهمَ اوباما القادة الخليجين ان تقريب وجهات النظر مع ايران يمر عبر توقيع الاتفاق النووي ، وحسب مصادر فرنسية عليمة  لم يقبل اوباما طلب سعودي بالإشارة الى مسؤولية ايران عن الاضطرابات التي تحصل في البحرين .

٤ - أشار الاعلان المشترك الى ان الحل  في سوريا والعراق وليبيا واليمن يبقى حلا دبلوماسيا كما أشار الى ضرورة محاربة المنظمات الإرهابية كالنصرة في سوريا وهذا ما يخالف السياسة السعودية المتبعة منذ ٤ أعوام في سوريا .

5-تمكنت امريكا من رفع حظوظها في إيصال الدرع الصاروخي الى الخليج هذه المرة ما يجعلها تشرف على ثلاث قوى إقليمية ( الهند ، باكستان ، ايران) كما ان شركات صناعة الأسلحة الامريكية تنتظر عقودا تدر عليها مليارات الدولارات بعد هذه القمة

في حين يعتقد الخليجيون انهم قد حققوا ما يصبون اليه من نتائج في لقائهم بالرئيس الامريكي لاسيما وان تاخر الوقت ليس بصالحهم لان الاتفاق الايراني – الغربي على وشك التوقيع اضافة الى قرب انقضاء مدة الرئيس الامريكي ، فقد نشرت جريدة الشرق الاوسط الالكترونية مقالا بعنوان (  ما الذي فعله الخليجيون في كامب ديفيد؟ ) في 17/5 جاء فيه :

( مع انتهاء قمة كامب ديفيد التي جمعت الرئيس الأميركي بقيادات دول الخليج، يمكن القول إن الخليجيين قد ذهبوا إلى واشنطن بخطة واقعية للتفاوض مع الرئيس أوباما، على خلفية المفاوضات الأميركية الغربية مع إيران حول ملفها النووي.

اليوم، وبعد البيان الختامي لقمة كامب ديفيد والتصريحات المصاحبة لنهاية القمة، ومن جميع الأطراف التي تحدثت، وخصوصًا ما تسرب إعلاميا، الواضح أن الخليجيين قد ذهبوا للقاء أوباما وفق تفكير محدد، وهو أن ليس بوسع الخليجيين تعطيل اتفاق أميركي إيراني لم يتم للآن، خصوصًا أن ما أعلن بالمفاوضات النووية مع إيران هو إعلان إطار عام. والأمر الآخر أنه إذا كان من أطراف قادرة على تعطيل هذا الاتفاق فإنها إسرائيل، ومن خلال الداخل الأميركي، وكذلك الكونغرس، وهذه معركة أميركية داخلية، وأخيرا هناك فرنسا بصفتها طرفًا في المفاوضات الغربية مع إيران، وطرفًا يثق به العرب، وفي ملفات عدة.

وعليه فالواضح أن الخليجيين قد قرروا التصرف بعقلانية وحكمة في كامب ديفيد، حيث فوتوا فرصة الخدعة الإيرانية التي كانت تريد دفعهم إلى الاصطدام مع الأميركيين، وتحديدًا مع الرئيس أوباما المتبقي له قرابة عامين في البيت الأبيض، ومعلوم أن كل يوم يمضي الآن ينتقص من رصيد قوته كرئيس، ويزيد عليه الصعوبات الداخلية، ولذا فمن الواضح أن الخليجيين قد سعوا إلى إعلان ميثاق جديد للعلاقة الخليجية - الأميركية، وإن لم تكن مكتوبة، ولم يسبق أن كانت مكتوبة أصلا بين الأميركيين والخليجيين. كما انتزع الخليجيون من الإدارة الأميركية تعهدًا بالدفاع عنهم، واستطاع الخليجيون الدفع بتحريك ملف التسليح، وهو الذي كان يصطدم مطولاً بالاعتراضات الإسرائيلية، إضافة إلى عمليات التدريب العسكري، والتنسيق المشترك بخصوص ذلك.

وعمق الخليجيون مع الأميركيين مسألة المشاركة في الحرب على الإرهاب، وهذه نقطة تستحق مناقشة بمقال منفصل، كما أثاروا القضايا العالقة نتيجة التردد الأميركي في المنطقة من ليبيا إلى العراق، ومن اليمن إلى سوريا، وهذا أمر مهم، وما يعقده هو التدخلات الإيرانية والتردد الأميركي، ونجح الخليجيون بتحريك ذلك في كامب ديفيد، ورسخوا حقيقة أن إيران عامل عدم استقرار بالمنطقة وليس العكس، وهذه نقطة لا تزال عالقة وإن ردد الأميركيون مقولة إن إيران دولة راعية للإرهاب، خصوصًا أن الإدارة الأميركية لا تزال تتساهل مع إيران حيال ذلك، وأبسط مثال قول الأميركيين إن ما تفعله إيران الآن في المنطقة يتم بأدوات ووسائل بدائية، وبالتالي فلا قلق من تدفق الأموال على إيران في حال رفع العقوبات، وهذا تبسيط مذهل، ومثير!

ومن هنا يتضح أن الخليجيين قد ذهبوا إلى كامب ديفيد مقتنعين بأن ليس دورهم تغيير رأى أوباما، أو الصراخ في وجهه، بل وفق منطق خذ ما تستطيع أخذه الآن، ولا تقع في الفخ الإيراني، وستتولى فرنسا، وإسرائيل، والكونغرس الأميركي، باقي المعركة، وهذا تصرف عقلاني تمامًا مع رئيس متردد بطبعه، وفي آخر سنتين من فترته الرئاسية.)

اتفاق كامب ديفيد .. كعكة خليجية أم خطر ايراني ؟

تتضارب الاراء والتصريحات حول جدوى لقاء قمة كامب ديفيد لاسيما وان الجانبان الخليجي والامريكي تربطهما اتفاقية دفاع استراتيجي اضافة الى ان هناك قواعد امريكية كبيرة في مناطق كثيرة في دول الخليج ، فهل صحيح انه القلق من ايران وبرنامجها النووي وهذا ما تحاول الادارة الامريكية تغذية هذا الشعور لدى الخليجيين من اجل اشعارهم بالحاجة الفعلية للحماية الامريكية والتي تبغي امريكا من هذه السياسة من الحصول على صفقات كبيرة لانعاش اقتصادها وارضاءا لجماعات الضغط من الكارتلات الاقتصادية الكبرى ،

وقد اورد موقع راي اليوم الالكتروني في 16/5 تقريرا بعنوان ( اين ستنصب قبة “الدرع الصاروخي”؟ وهل ايران هي الخطر الحقيقي؟) جاء فيه :

(هل نجح الرئيس الامريكي باراك اوباما في طمأنة ضيوفه الخليجيين الذين استضافهم، واكرم وفادتهم، في منتجع كامب ديفيد؟ البيان الختامي الذي صدر عن “القمة” هذه يقول للوهلة الاولى ان الاجابة “نعم كبيرة”، ولكن القراءة المتعمقة لكل التفاصيل، وما بين السطور، واخذها في اطارها الاقليمي على الارض، تقول بأن الاوضاع ما زالت على حالها، وما حدث هو مجرد “اعادة صياغة” لما هو قائم على الارض فعلا، مع بعض الروتوش والتحسينات اللفظية الطفيفة.

الامراء واولياء العهود الذين شاركوا في القمة الخليجية الامريكية (غاب عنها الملك السعودي حردا والبحريني لاسباب غامضة، وسلطان عمان والرئيس الاماراتي مرضا)، كانوا يسعون الى تعهدات دفاعية امريكية قبل توقيع الاتفاق النووي الامريكي الايراني، وقد حصلوا عليها من خلال “شراكة استراتيجية جديدة”، وصفقات من الاسلحة الحديثة المتطورة لتعزيز دفاعاتهم في مواجهة اي خطر ايراني، وتلقوا وعودا بالتجاوب السريع معها، ولكن دون تحديد واضح في هذا الصدد حول نوعية الصواريخ والطائرات المقاتلة، وما اذا كانت، اي الطائرات، من الجيل الخامس (اف 35) ام من الاجيال الثانية او الثالثة، مثلما كان عليه الحال في السابق.

الشراكة الاستراتيجية الجديدة تتمثل، مثلما جاء في البيان، في اقامة درع صاروخي امريكي مرتبط بجهاز انذار مبكر في منطقة الخليج (لم يتحدد مكان نصبه بعد)، مما يعني ان الوضعيه الدفاعية للدول الخليجية ستكون مشابهة لنظيراتها في دول اوروبا الشرقية، مثل رومانيا وبولندا، اي ربطها بالكامل بالمظلة الامريكية، مع فارق اساسي وهو ان دول اوروبا الشرقية تتمتع بعضوية حلف الناتو ما يترتب على ذلك من حماية، بينما لم يتم عرض هذه العضوية على دول الخليج.

ثلاث شركات امريكية ضخمة تتنافس حاليا على هذه الكعكة الصاروخية المثيرة للعاب الاثراء السريع، هي لوكهيد مارتن، وريثيون، ونورثروب، ولا نستبعد توزيع الغنائم على الشركات الثلاث، وتقاسم مسؤوليات تركيب هذه القبة الصاروخية، واجهزة الانذار المرتبطة بها، وباقي التجهيزات التقنية والعسكرية الاخرى.

اللافت ان السلطات الاسرائيلية واللوبيات اليهودية المرتبطة بها، وصاحبة النفوذ الكبير في الكونغرس والبيت الابيض، لم تحتج مطلقا على هذه الشراكة الاستراتيجية كعادتها دائما في كل مرة تتقدم فيها دولة عربية الى واشنطن لشراء اسلحة ومعدات عسكرية امريكية متطورة، وربما يعود ذلك الى “اطمئنانها” هي الاخرى بأن هذه الشراكة الاستراتيجية الخليجية الامريكية تستهدف ايران بالدرجة الاولى، ولا بد انها حصلت على ضمانات وتطمينات امريكية تبدد اي مخاوف تجاهها، وهذا ما يفسر ربما تجاهل القضية الفلسطينية، والمرور عليها مرور الكرام في البيان الختامي، بحديث عمومي عن حل الدولتين الذي بشرنا الرئيس اوباما بأنه ما زال بعديا.

البيان الختامي تحدث ايضا عن توجه لجان من الخبراء وربما سماسرة السلاح، الى المنطقة الخليجية لبحث الاحتياجات والمطالب الدفاعية، وهذا يعني عمليا تجهيز دفاتر الشيكات لتوقيع عقود اسلحة بمئات المليارات من الدولارات على مدى السنوات العشر المقبلة.

هناك اكثر من ترليوني دولار (الفا مليار دولار) ترقد حاليا في الصناديق المالية الخليجية (السعودية والامارات والكويت وقطر) وهذه المليارات ستشهد في السنوات المقبلة عمليات “اعادة تدوير”، تؤدي الى انفاق نسبة كبيرة منها لشراء الاسلحة والصواريخ وتغطية نفقات الدرع الصاروخية الامريكية جزئيا او كليا، وهذا “التدوير” ليس جديدا على اي حال، لكن خطورته تأتي هذه المرة في وقت يتواصل فيه هبوط اسعار النفط.

الادارة الامريكية كانت تتحدث عن معارضتها، بل مخاوفها، لحدوث “سباق تسلح” في منطقة الشرق الاوسط لتبرير معارضتها للبرنامج النووي الايراني، ولكن يبدو انها تقول ما لا تفعل كعادتها دائما، فقد تبين لنا، انها بهذه الشراكة الاستراتيجية مع دول الخليج اطلقت سباق التسلح هذا وبصورة اكبر قوة واتساعا، بينما كان من المفروض ان يحدث العكس تماما.

لا نجادل مطلقا في حق حكومات دول الخليج في توفير كل الوسائل اللازمة للدفاع عن بلدانها ومواطنيها في مواجهة اي خطر خارجي، بما في ذلك الخطر الايراني، ولكن الخطر الحقيقي الذي تواجهه هذه الدول هو خطر داخلي لا يمكن ان تتصدى له الدرع الصاروخية الامريكية، او الطائرات المقاتلة الحديثة، فالمظاهرات السلمية هي التي اسقطت حكم الرئيس حسني مبارك، ومن قبله التونسي زين العابدين بن علي، وبعد الاثنين الرئيس علي عبد الله صالح.

الرئيس اوباما حصل على كل ما يريد من هذه القمة، اي بيع اسلحة امريكية وانعاش الصناعة العسكرية الكاسدة في بلاده، ودون ان يخسر ايران الحليف الاقليمي الآخر في المنطقة، بل استخدم الاخيرة فزاعة، سلميا وعسكريا، للوصول الى هذا الهدف، فهنيئا له.

صحيح ان الرئيس الامريكي قدم بعض التنازلات لضيوفه الخليجيين، والسعوديين منهم خاصة، عندما تبنى مطالبهم بعدم وجود اي دور للرئيس السوري بشار الاسد في مستقبل سورية لانه فقد شرعيته كليا، واكد على الحل السياسي في اليمن من خلال مؤتمر الحوار في الرياض يوم 17 من الشهر الجاري، ولكن الرئيس الامريكي كرر الكلام نفسه في بداية الازمة السورية قبل اربع سنوات، قبل ان يتراجع عنه، ويغير سلم اولوياته من اسقاط النظام السوري الى القضاء على تنظيم “الدولة الاسلامية”.

الرئيس اوباما وقع، او على وشك توقيع، اتفاق سلام مع ايران حول برنامجها النووي، واليوم يوقع اتفاقا استراتيجيا يحول منطقة الخليج الى ساحة حرب محتملة، ومستودع ضخم للاسلحة من كل الاصناف والانواع، ينتظر عود الثقاب لكي ينفجر دمارا.

فاذا كان هناك من يعتقد ان هذه الوضعية تبعث على الاطمئنان، فهنيئا له، اما نحن فنعتبرها مبعثا للقلق وبصورة اكبر من اي وقت مضى، واسمحوا لنا وبعد قراءة معمقة، ان نختلف معكم.)

من الرابح ومن الخاسر في كامب ديفيد ؟

بالرغم من كل ماقيل عن قمة كامب ديفيد لاسيما المتفائلون منهم من ان هذا الاتفاق قد اعطى زخما عربيا في مواجهة الخطر الايراني والانظواء تحت المظلة الامريكية ودرعها الصاروخي الا انه تبقى مسألة مهمة هو هل ان الخطر الحقيقي ايران ! ام ان الخطر الحقيقي يتمثل بسياسة دول الخليج وايمانها بالفكر السلفي المتشدد اضافة الى جريانها وراء السياسة الامريكية بصورة عمياء من اجل الحفاظ على ممالكها وعروشها  هو الذي اوصل المنطقة الى هذه الحالة من التفكك والانهيار ، ويبقى السؤال قائما من الرابح ومن الخاسر في هذه القمة ؟.

أنهى الرئيس الأمريكي باراك أوباما وضيوفه الخليجيون قمّة كامب ديفيد بإبتسامة عريضة وصورة تذكارية تؤرخ لمرحلة جديدة من العلاقات عنوانها "الشراكة الإستراتيجية". البيان الختامي للقمة وكما أراده "الضيوف العرب"، أكد على تعزيز علاقات الشراكة بين الجانبين وطالب إيران باتخاذ إجراءات لبناء الثقة وتبديد مخاوف الدول المجاورة، إضافةً إلى التعاون في سبيل مواجهة أي تهديد خارجي لسلامة أراضي أي من الدول الاعضاء في مجلس التعاون.

تشير القراءة الأولية للبيان الختامي لقمّة كامب ديفيد، التي تعيد إلى أذهاننا إتفاق الذل بين مصر والكيان الإسرئيلي، إلى عزّ بعد فاقة للزعماء العرب، ولكن ماذا لو قرأنا ما بين السطور؟ ماذا لو أرجعنا البصر كرتين، فهل سينقلب إلينا البصر خاسئاً وهو حسير؟

أراد كلا الطرفين (العربي والأمريكي) في القمة الأخيرة تقاسم كعكتها الشرق أوسطية، ولكن تشير القراءة الأولية لنتائجها على نصر عربي يوازي نصر الكيان الإسرائيلي في إتفاقية الذل، وفشل أمريكي يوازي ذل العرب في الإتفاقية آنفة الذكر. فقد حصل الخليجيون كما أرادوا على  تعهدات دفاعية امريكية قبل توقيع الاتفاق النووي الامريكي الايراني، وصفقات من الاسلحة الحديثة المتطورة لتعزيز دفاعاتهم في مواجهة "الخطر الإيراني"، واقامة درع صاروخي امريكي مرتبط بجهاز انذار مبكر في منطقة الخليج ، وكذلك قدم الرئيس أوباما بعض التنازلات لضيوفه الخليجيين عموماً، والسعوديين على وجه الخصوص، عندما اكد على الحل السياسي في اليمن من خلال مؤتمر الحوار في الرياض يوم ١٧ من الشهر الجاري، وتبنى مطالب بعضهم بعدم وجود اي دور للرئيس السوري بشار الاسد في مستقبل سوريا. ولكن إلى ماذا تشير القراءة المعمّقة لنتائج القمة وتفاصيلها حيث يكمن الشيطان؟

عند قراءة ما بين سطور البيان الختامي، فإما أن تنقلب الصورة تماماً أو ينقلب إلينا البصر خاسئاً، فأوباما الذي عقّب انتهاء قمة كامب ديفيد بالقول إنه تقرر توسيع الشراكة الأمريكية مع دول مجلس التعاون في عدة مجالات، نجح في التأسيس لصفقات أسلحة عسكرية امريكية (كاسدة في بلاده) دون تحديد نوعها بمليارات الدولارات.

أوباما نجح أيضاً في إقناع العرب بتوجّه لجان من الخبراء إلى المنطقة الخليجية لبحث الاحتياجات وتقديم الإستشارات، وهذا يعني عائدات بمئات مليارات الدولارات إلى الخزينة الأمريكية. السؤال الأبرز في هذا الصدد، هل ستنجح هذه الإستشارات في حماية دول مجلس التعاون؟ ماذا لو تعرّضت السعودية للمد الداعشي على غرار العراق الذي يضم مئات المستشارين الأمريكيين؟

ما يزيد طينة العرب بلةً هو سكوت اللوبي الصهيوني، رجل الظل في الكونغرس والإدارة الأمريكية، فلماذا لم تحتج هذه المنظمة الصهيونية كعادتها كل مرّة عندما تتقدم أي دولة عربية الى واشنطن لشراء اسلحة ومعدات عسكرية امريكية متطورة، هل هي مطمئنة لنوعية السلاح من صواريخ وطائرات(جيل سابق كما هو حال الصفقات الحالية مع دول مجلس التعاون)، أم أن اللوبي مطمئن حالياً لوجهة السلاح؟ وفي كلتا الحالتين الخاسر الوحيد شعوب هذه الدول وفلسطين[1].

تنازل أوباما للسعودية في الملف اليمني هو تحصيل حاصل، لأن نار السعودية أرحم عليه من جَنة أنصار الله التي ترفع شعار الموت لأمريكا، ولكن طرحه للحل السياسي قوّض فرص السعودية في المضي قدماً باستهداف الشعب اليمني خاصةً أنه تبنى مؤتمر الرياض. أما في الملف السوري فما الذي يضمن للخليجيين أن لا يعود أوباما للمقلب الآخر أي "الأسد جزء من الحل"، كما فعل سابقاً.

أما بيت القصيد وعنوان القمة الأبرز أي الملف النووي الإيراني، فمن السذاجة أن نصدّق أن الرئيس الأمريكي سيقدّم أي إمتياز للعرب في هذا الصدد وما الحديث عن المشاركة إلّا بالونات فارغة كحال حنّون الذي لم يزد في الإسلام خردلةً. كان حريّا بدول مجلس التعاون في هذا الملف تحديداً التوجّه إلى طهران للحصول على ضمانات مع العلم مسبقاً أن طهران أكدت مراراً وتكراراً على حسن الجوار تاركةً أبوابها مشرعةً أمام الجميع بإستثناء أمريكا والكيان الإسرائيلي.

اذاً، سجّل أوباماً انتصاراً ساحقاً على ضيوفه العرب عندما أسس لصفقات عسكرية بمئات مليارات الدولارات، وكذلك مرّر مشروع الدرع الصاروخي بالأموال النفطية، وفي المقابل لم يحصد الضيوف العرب الذين يبحثون عن حل من وجهة نظرهم سوى "بالونات فارغة" في الملف النووي.

لا يجادل أحد في الظروف الخطيرة التي تمرّ بها منطقة الشرق الأوسط، بدءاً من فلسطين (المنسيّة) مروراً بسوريا والعراق وصولاً إلى مصر، ليبيا واليمن. لكن الحل عندنا نحن، لم يكن خلف البحار في يوم من الأيام من حيث أتانا القتل والدمار. علينا اليوم أكثر من أي وقت مضى مراجعة تاريخنا الماضي بشقيه القريب والبعيد لنستذكر العدو من الصديق، ونحدّد وجهة سلاحنا، ربّما تعود البوصلة نحو فلسطين ويستذكر العرب الجديد أن كامب ديفيد هو مرتع للذل والفتنة.

-----------------------------------------

[1]  موقع الاتجاه ، 17/05/2015

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف