البحث في...
عنوان التقرير
إسم الباحث
المصدر
التاريخ
ملخص التقرير
نص التقرير
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

March / 19 / 2016  |  1314في اليمن، حرب سعودية تشن بمساعدة أميركية

بول ماكليري - Paul Mclery فورين بوليسي - Foreign Policy تشرين الثاني 2015 - November 2015
في اليمن، حرب سعودية  تشن بمساعدة أميركية

 التحرير: المسؤولية الجزائية عن قصف المدنيين في الحرب على اليمن يجب أن تتقاسمها الولايات المتحدة مع السعودية، لما توفره الأولى من أسلحة وتجهيزات وخبرات لوجستية تساهم في وقوع عدد أكبر من الضحايا المدنيين في كل يوم من أيام الحرب المستمرة.


أضحت القنابل العنقودية منظرًا عاديًا في مزارع اليمن والقرى الصغيرة، في حرب السعودية الجوية المستمرة هناك، بالإضافة لدور واشنطن الكبير وغير المعروف جيدًا بتسليح وتعبئة وقود طائرات الرياض الحربية.

عندما بدأ تحالف الدول العربية السُّنِّية بقيادة السعودية حملة القصف ضد حركة التمرد الحوثية المدعومة من قبل الإيرانيين في شهر آذار، كان الحلفاء قد وعدوا بحربٍ سريعة وحادة ليدفعوا بالمتمردين إلى خارج صنعاء المدينة العاصمة. ولكن وبعد مضي ثمانية أشهر لم يكن إلاّ تصاعد في القتال. بداية، اقتحمت الجيوش البرية من السعودية والإمارات العربية المتحدة البلاد بعربات مصفَّحة من صنع أميركي كجزء باندفاع لتعطيل واكتساح أي أثر إيراني في المنطقة، من أجل إعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى السلطة. والتحق المئات من الجنود المصريين والقطريين والسودان بالجبهة فيما بعد.

وفي حين أنّ القتال يدور بشدةً على الأرض فإنّ الحرب الجوية هي التي تسببت بمعظم الدمار، بطائراتٍ تَلُفُّ سماء صنعاء والقرى الصغيرة في البلاد باحِثَةً عن أهداف عسكرية، ولكنها غالبًا ما تضرب مدنيين بدلاً من ذلك. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أنّ الحرب قد تسببت بمقتل أكثر من 2500 مدني ومن ضمنِهم نساء وأطفال.

وأصَرَّ ضابط سعودي رفيع في القوة الجوية أنّ بلاده «تلتزم القوانين العالمية، وأوّلها اتفاقية جينيف وقوانين النزاع». وأضاف: «رغم ارتفاع العدد الإجمالي للوفيات، فنحن لا نستهدف المدنيين».

لقد واجهت الرياض انتقادًا حادًا من قبل مجموعات حقوق الإنسان واتهمت القوة الجويّة بقصف أهدافٍ مدنيةٍ دون التحقيق في أعقاب ذلك أو الاعتراف بمسؤوليتها. وقال جو كلارك نائب مدير عام منظمة حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»: إنّ واجب أي فريق محارب إجراء تحقيق جدِّي» حول تهم متصلة بموت المدنيين. «وببساطة السعوديون لم يفعلوا ذلك حتى الآن».

ولكن بعضاً من ذلك اللوم ينبغي أن يلقى على واشنطن: إنّ حملة القصف اليومي لم تكن لتكون ممكنة بدون التواجد المستمر للقوة الجوية الأميركية وطائراتها حاملة خزّانات الوقود التي تعبىء طائرات الحلفاء، والقذائف الدقيقة الذكية ببلايين الدولارات التي تم بيعها للرياض وحلفائها من قِبَلِ متعهدي دفاع أميركيين.

لقد بدأت الطائرات الأميركية بالإقلاع دعمًا للحملة يوم 5 نيسان وذلك بعد أسبوعين من تساقط القنابل على اليمن بنهاية شهر آذار. ومن 13 تشرين الثاني كان عدد طلعات طائرات خزانات الوقود 471 طلعة لتعبئة أسراب الطائرات ليصل عدد مرّات التعبئة إلى 2443 بحسب أرقام دائرة الدفاع. ووصل عدد الرحلات الأميركية تقريبًا إلى 3926 ساعة طيران تم خلالها تسليم أكثر من 17 مليون باوند من الوقود.

إنّ الطائرات الأميركية الصنع بقيادة طيارين عرب، تلقي بالأساس ذخائر من صنع أميركي معزّزة مؤخّرًا بـ 1.29 بليون دولار أميركي من الأسلحة التي وافقت واشنطن أن تبيعها للعربية السعودية. وتشمل الصفقة 22000 قنبلة يتميز منها 1000 قنبلة توجه بالليزر وأكثر من 5000 طقم تجهيزات يمكن أن تُحَوِّل القنابل القديمة إلى قنابل توجه بنظام تحديد المواقع (جي.بي.أس.).

ورغم الخسائر بالأرواح نتيجة الضربات الجوية، لا يعارض كبار القادة العسكريون التحدث عن تورطهم في التخطيط للحرب. في الوقت الحاضر، يعمل العسكريون الأمريكيون من مركز تخطيط في العربية السعودية على مساعدة السعوديين في تخطيط الضربات اليومية وتوفيرِ المساعدة المخابراتية لتنسيق الطلعات الجوّية. وكان هذا ما ورد على لسان الفريق تشارلز براون ، قائد القوات الجوية في القيادة المركزية في حديثه هذا الشهر في مَعْرِض دبي للطيران.

لقد وقفت حكومة أوباما بقوة خلف حلفائها الخليجيين. في هذا الشهر، قال مارك تونر المتحدث باسم الخارجية: «إنّ السبب وراء الضربات السعودية هو العنف المتواصل الذي يؤجِّجُه المتمردون الحوثيون. واعترف بأنّ الضربات الجوية قد تسببت بخسائر في المدنيين ولكنه لم يُحَمِّل المسؤولية لأي طرف، مضيفًا إلى أنَّ صُنَّاع السياسة الأمريكيون «يطلبون ضبط النفس في تنفيذ هذا النوع من الضربات الجوية». عندما تكون بقرب مناطق مدنية. ولكن الحملة الجوية والخسائر المدنية تسببت بخسارة احترام واشنطن. وبعد أسابيع من ضرب سفينة أميركية أي.سي. 130 لمستشفى تابع لـ «أطباء بلا حدود» في قندوز في أفغانستان وقتلها 14 فردًا من مجموعة المُسْعفين، قامت الطائرات السعودية بقصف مستشفى آخر لأطباء بلا حدود في اليمن. وفي حين تقول المجموعة بأنه لم يكن هناك قتلى في حادث 26 تشرين الأول، فإنّ تدمير المستشفى سيترك على الأرجح 200000 يمني بدون رعاية صحية. وفي حين تنكر الرياض المسؤولية عن الضربة الجوية، فإنّ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كان لديه ردة فعلٍ سريعةٍ حيث قال إنّه «يدين الضربات الجوية على يد التحالف بقيادة السعودية».

----------------------------------

بول ماكليري : مراسل البنتاجون حول السياسة الخارجية. وكان سابقًا مراسل الحرب البرية لأخبار الدفاع وكبير كتاب مجلة الطيران الأسبوعية حول تقنية الدفاع العالمية .

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف