البحث في...
عنوان التقرير
إسم الباحث
المصدر
التاريخ
ملخص التقرير
نص التقرير
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

March / 23 / 2016  |  1858الطريقة الوحيدة لمحاربة داعش والتي يتجاهلها سياسيونا : روابطنا مع السعودية

آمندا ماشادو - Amanda Machado ماتادور نيتوورك - Matador NetWork 2 كانون الأول 2015 - 2 December 2015
الطريقة الوحيدة لمحاربة داعش  والتي يتجاهلها سياسيونا : روابطنا مع السعودية

التحرير: توثّق كاتبة المقالة اعترافات المسؤولين الأميركيين الكبار بالعلاقة الوثيقة بين داعش والسعودية، وتستغرب محافظة أميركا على دعم المملكة مع معرفتها بذلك، فهل هو النفاق أو التغرير؟...


بُعيد الهجمات التي قادتها داعش مؤخرًا، جرت العديد من النقاشات حول الطبيعة التي يجب أن يأخذها ردّ الولايات المتحدة، حيث ركّز الكثير من هذه النقاشات على التدخّل العسكري والانتقام. ولكن ما لم يتم مناقشته ربما هو كيف ساهمت العلاقات مع حلفاء الولايات المتحدة في انتشار داعش في الشرق الأوسط؟. ربما تكون المملكة العربية السعودية أكثر حلفائنا ريبة ً في هذا الصدد. ثمّة سبب يدفعنا للاعتقاد بأن هذا البلد له تأثيرٌ غير مباشر إنما بالغ على تمكين أيديولوجية داعش وسلوكها. وإليكم الأسباب :

1. السعودية تدعم أيديولوجية متطرفة تتغذى داعش عليها:

أحد الجوانب الأكثر ترهيبًا لدى داعش ليست قوتها العسكرية إنما أيديولوجيتها. الأمر الذي يجعل من «محاربة داعش» ليس مجرد إرسال الجيوش أو تفجير المواقع المهمة، إنما أيضًا محاربة جذور هذا الإيمان والعقائد التي نشأت داعش في تُربتها. وكما كتب تشارلز بي. بيرس في مقاله في الإيسكواير :

«إن موت الجنود الأميركيين على الأرض السورية أو العراقية لن يضع حدًّا في المستقبل للأحداث من نوع هجمات باريس... سوف يموتون هناك في معركة ٍ ضدّ الجسم المادي المتجلي لذاك المركب المعقّد القائم على أسباب ٍ عتيقة ونتائج عتيقة».

لعبت السعودية دوراً بارزاً في تطوّر هذه «الأسباب العتيقة». في مقال كتبه يوسف بات في الهافينغتون بوست يشرح الكاتب كيف أمنت الوهابية السعودية ـ التأويل المتشدّد للإسلام ـ الأسس للمعتقد الداعشي المتطرف. كتب دانيال بينجامن للفورين بوليسي مقالاً يقول: « ثمّة أُسس صلبة تجمع ما بين عمليات الذبح التي تقودها الدولة الإسلامية التي تسيطر على العراق ومأساة 11 أيلول تعود مباشرة ً إلى التبشير السعودي والمساجد الراديكالية والجمعيات غير الربحية التي تنتجها والمنتشرة أينما كان». في مقاله الذي تلا الافتتاحية في جريدة نيويورك تايمز كتب كامل داوود قائلاً: إنه يمكن اعتبار السعودية «الراعي الرسمي العالمي لأيديولوجية الثقافة الإسلامية». حيث قال: «لداعش أمٌّ هي غزو العراق ولكن لها أبٌ أيضًا وهي السعودية وتركيبها الديني الصناعي. إلى أن نعي هذه النقطة، ربما أمكن ربح معركةٍ ما ولكن الحرب ستُخسر. سيتم قتل الجهاديين ولكن فقط ليولدوا من جديد في الأجيال المستقبلية التي ستتربى على الكُتُبِ نفسها».

2. دان المجتمع الدولي داعشاً للقيام ببعض الأعمال العنيفة التي تتساهل السعودية بشأنها:

عندما قطعت داعش رأس الصحفي جايمس فولي العام المنصرم أُصيب العالم بإخفاقة كبيرة. مع ذلك فإن السعودية هي من ضمن أربع دول ٍ تُجري إعدامات علنية (إلى جانب إيران وكوريا الشمالية والصومال). أفادت الجزيرة أنه في العام 2015 جرى في البلاد ما لا يقلّ عن 151 عملية إعدام حتى الآن. في العام 2014، أوردت النيوزويك عن قطع رؤوس 31 شخصًا بين 4 آب و 22 أيلول، بمعدل شخصٍ واحدٍ كلّ يوم تقريبًا.

تمامًا كما داعش تُمارس السعودية عمليات الصلب حتى بعد قطع رأس الشخص. تشرح جانين دي جوفانني في مقالها للنيوزويك العملية :

«بينما يتم رفع الجسد المقطوع الرأس، يوضع رأسك في كيس بلاستيكي مُشابهٍ للأكياس الموضوعة على الأرض لجمع الدم. عندئذٍ يُرفع رأسك فوق جسدك ويظهر عائمًا ومنفصلًا. يمكن أن تظل جثتُك على هذا النحو لمدة تصل إلى أربعة أيام، باعتبارها تحذيراً شديداً للآخرين لما قد يحصل لهم في حال مخالفتهم للقانون».

هذه الأعمال ليست حصراً على الجرائم الكبيرة. ففي السعودية جرى الحكم على بعض الأشخاص بهذه العقوبات لجرائم مثل الزنا والمخدرات وحتى «الشعوذة».

3. أقرّ حكامنا أنَّ السعودية وغيرها من «الحلفاء» ساعدوا في دعم نشاطات الإرهابيين:

في العام 2010 أظهرت إحدى برقيات ويكيليكس أن وزيرة الخارجية الأميريكية أقرّت أن السعودية متورطة في المنظمات الإرهابية. اقتبست الغاردين هذه البرقية القائلة:

«ومع ذلك، يشكّل المانحون السعوديون المصدر الأهم لتمويل المجموعات الإرهابية السنية في العالم».

ثم تكمل: «يجب القيام بالمزيد من الجهود إذ تظل المملكة العربية السعودية قاعدة دعمٍ مالي حرج بالنسبة إلى القاعدة وطالبان وعسكر طيبة في باكستان وغيرها من التنظيمات الإرهابية، بما في ذلك حماس التي تجمع في الغالب ملايين الدولارات سنويًا من المصادر السعودية وبالأخصّ خلال موسم الحج وشهر رمضان».

ومن ثم في العام الماضي فقط أعلن مقال في الواشنطن بوست أن نائب الرئيس جو بايدن اعترف أيضًا أن حلفاءنا أمّنوا بصورة كبيرة الدعم المالي للمتطرفين في سوريا. وقد جاء في خطابه أمام كلية كينيدي التابعة لجامعة هارفرد :

«شكّل حلفاؤنا المشكلة الأكبر في سوريا... ماذا كانوا يفعلون؟ كانوا قد عقدوا العزم على إسقاط الأسد وإشعال حرب سنيّة ضد الشيعة، فماذا فعلوا؟ قدموا آلاف ملايين الدولارات وعشرات الأطنان من الأسلحة لصالح كلّ من يرغب في المحاربة ضد الأسد ـ باستثناء أن من تم تزويدهم بالأسلحة كانوا من النصرة والقاعدة، والعناصر المتطرفة من الجهاديين الذين قدموا من مختلف أصقاع الأرض».

أعلن بوب غراهام السيناتور عن مقعد كاليفورنيا صراحة ً عن وجود علاقات ما بين السعودية وداعش. في مقال كتبه جيف ستين لصالح نيوزويك اقتبس الكاتب كلام السيناتور: « داعش... هي صناعة الأفكار السعودية، والمال السعودي والدعم التنظيمي السعودي، على الرغم من أنهم يدعون حاليًا أنهم مناهضون لداعش،» يضيف غراهام: «إنها بمثابة الأهل الذين ينقلبون على ابنهم الضال ».

4. سبق للمنظمات الإنسانية أن طلبت منا وقف دعم العمليات العسكرية السعودية:

في تشرين الأول أعلنت مجلة ماثير جونز أن منظمة العفو الدولية طلبت من الولايات المتحدة أن تُنهي صفقاتها العسكرية مع السعوديين. استندت المنظمة في ردِّها على الأدلة البارزة الصادرة عن المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة والتي تُظهر أن الهجمات السعودية على اليمن قد كبّدت عددًا هائلا ً من الخسائر في الأرواح. وعلى الرغم من ذلك وقّعت الولايات المتحدة مع حلول منتصف تشرين الثاني صفقة أسلحة بقيمة 1.29 مليار دولار مع السعودية. على مدى السنوات الخمس الماضية، تبادلت السعودية والولايات المتحدة أكثر من 100 مليار دولار من بيع الأسلحة.

بالطبع إن عملية تطوّر الإرهاب وتوسّعه عمليةٌ شديدةُ التعقيد وتشكّل مسؤولية من غير العدل إلقاؤها على أي بلدٍ لوحده. ولكن بعد سنوات من انتهاكات حقوق الإنسان والأيديولوجية المتطرفة والأموال المشكوك بها والاستراتيجيات العسكرية، لا يمكن اعتبار رفضنا محاسبة السعودية على تصرفاتها سوى أنه نابع من النفاق في أحسن الأحوال أو من التغرير في أسوأ الأحوال.

----------------------------------

آمندا ماشادو : كاتبة من فرانسيسكو تكتب في مجلة أتلنتك.

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف