البحث في...
عنوان التقرير
إسم الباحث
المصدر
التاريخ
ملخص التقرير
نص التقرير
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

June / 8 / 2016  |  1247ما بين الوهابية والشيعية من يحرض على العنف؟

إكس كي سكور - XKeyscore صحيفة إلكترونية «إنتليهاب» - www.intellihub.com 2 آذار 2016 - 2 March 2016
ما بين الوهابية والشيعية من يحرض على العنف؟

التحرير: لطالما وقف الغرب داعمًا للوهابية في مواجهة إيران، ولكن العنف الإرهابي الذي يجتاح أوروبا اليوم لا دور للشيعة فيه بل هو سلفي وهابي، مما يحتّم على الولايات المتحدة وأوروبا إعادة النظر في تحلفاتهم.


ربما حان الوقت لأن تقيِّم الولايات المتحدة حلفاءها في الشرق الأوسط. إنَّ معظم مسلمي العالم ما بين 85 % و90 % هم سُنَّة. أمَّا الباقون من المسلمين فإنَّهم يتبعون التفسير الشيعي للإسلام أو أحد الفروع الأصغر. إنَّ الفرق الأساسي بين الإسلام السُّنِّي والشيعي يقوم على التفسيرات لخلافة محمد في أعقاب وفاته.

ولنتذكّر الحقائق، ينبغي ملاحظة أن بعض الناس يخلطون بين العرب والمسلمين. العربية هي لغة وأشخاص ينتمون لعقائد عديدة مختلفة ومن بينهم المسلمون والمسيحيون وأولئك الذين يدينون باليهودية ويتكلمون العربية.

وفي حين أنَّ الأكثرية من الشعب الإيراني شيعة إلاَّ أنهم ليسوا عربًا لأنَّ اللغة في إيران هي الفارسية.

والآن وبما أنَّ التباينات الإثنية اللغوية خارج الحديث، لنتفحَّص بعض الفوارق الهامة جِدًّا والأساسية.

بالرغم من كلّ التهديدات بالحرب بين العالم الغربي وإيران فإنَّ معظم الإرهاب يُقْتَرَف من قِبَلِ مجموعات تصْطَف مع بعض المنظومات العقائدية ضمن الإسلام السُّنِّي.

إنَّ السُّنَّة المحافظين المتشدِّدين الذين يُشار إليهم غالبًا بالسَّلفيين، يلتزمون نظرة أصولية للإسلام. لقد وُلِدَت الوهَّابية في مرحلة ما بعد الإمبراطورية العثمانية في منطقة نجد في العربية السعودية. وحتى هذا اليوم، ترى الحركة الوهابية أو السَّلفية أنَّ أكبر دعم شعبي لها موجود في الجزيرة العربية.

غالبًا ما يُستعمل اسم السَّلفية بشكلٍ مترادفٍ مع اسم الوهابية. وواحِد من العقائد السَّلفية أو الوهابية هو الاعتقاد بالشريعة بشكلٍ متزمتٍ؛ حيث إنَّ الإطار الفقهي الإسلامي يَصفُ المسلمين من غير الوهابيين بأنَّهم كفرة وينبغي أن يعاقَبوا أو أن «يُطْرَدوا». وهذا يُشار إليه بأنَّه فلسفة «تكفيرية». فالتكفيريون هم سلفيون ممن يرون أنفسهم متسلحين بالشريعة ليعاقبوا أهل الرِّدَّة أو الكفار.

العديد من جماعات الوهابيين أو السَّلفيين المتشددين الذين يتَّبعون تفسيرهم الأصولي للشريعة يرون بأنَّ الكفرة مذنبون بالرِّدَّة وأنَّه يجب معاقبتهم بالموت («الكفر الأكبر» بسبب ضلالهم عن الطريق «الصحيح» للإسلام).

في حين أنَّ مفهوم «الجهاد» يمكن أن يُفسَّر على أنَّه معركة داخلية أو فكرية ضد الخضوع للتعديات والإغراءات المضادة لمنظومة الاعتقاد الإسلامي (أي ما يشبه «الإغراءات» الدنيوية في المسيحية)، فإنَّ مفهومه لدى السَّلفيين يسمح لأولئك الذين لديهم نظرة متشدِّدَة أن يشنُّوا معركة عنيفة وحقيقية ضد المعتدين المتورطين بالرِّدَّة.

المعتدون يمكن أن يشملوا السُّنَّة الذين لا يتَّبعون تفسير الإسلام المتشدِّد الوهَّابي السَّلفي، أو مسلمين شيعةً، أو مسيحيين، أو يهودًا أو أتباع أي إيمان ديني آخر.

يعتقد الوهابيون السلفيون بالدعوة. فهم سيحاولون أن يُجْبِروا المرتدين من خلال التهديد بالعنف والموت أن يعيشوا وفقًا لتفسيرهم للإسلام الذي يتعارض بالواقع مع معتقدات المسلمين ذات الاتجاه السائد.

والآن الشيعة يختلفون بعض الشيء، لاسيما عندما يصل الأمر للإيرانيين.

في حين أنَّ كلا القياديين السنَّة والشيعة يميلون للتوجه الأصولي، فإنَّ الشيعة لا يمارسون الدعوة. فليس هناك محاولة لكي يحولوا السُّنَّة إلى الإسلام الشيعي تحت طائلة الموت. فالتكفير الشيعي هو تناقض لفظي لدى الجميع فيما عدا الحالات الأكثر استثناءً. أمَّا الفرق الآخر هو أنَّه بغض النظر عن التشدُّد الذي يروِّج له القادة الإيرانيون، فإنَّ الشعب معتدل جدًّا ومثقف جِدًّا.

إنَّ السُّنَّة الخاضعون للتأثير الوهَّابي على شبه الجزيرة العربية لديهم ميل لتبنيِّ النظرة الدينية وممارسات علمائهم كما أنَّ مستواهم العلمي والثقافي أدنى بكثير من مستوى الشعب الإيراني.

هذا لا يعني أنَّ أيادي الإيرانيين نظيفة في جميع القضايا. فهناك كذلك بعض المجموعات الشيعية الأصولية ... مثل حزبُ اللّه.

لقد انتشر العنف السُّنِّي ـ الشيعي في العراق. ولكن بدراسة متأنيَّة تكشف أنَّ الانقسامات المتجذرة تنبُع من النزاعات المناطقية والعشائرية هي المنشأ الحقيقي للنزاعات الإقليمية، بدلاً مما يظهر للمراقبين العابرين على أنَّها نزاعات متجذرة في الفروقات الدينية.

خلال تبادلات أكاديمية مع زملاء اقترحت بأنَّ إيران تبدو مشغولةً بتحصين حدودها وتوسيع المناطق الفاصلة عن طريق وضع اليد على مناطق، وحماية الأقلية الشيعية في الدول الشرق أوسطية الأخرى أكثر من إجبار المجموعات الدينية الأخرى على تبنِّي نوع الإسلام الشيعي الخاص بها.

حتى لو أجرى المرء تحليلاً إجماليًّا عن السلفيين السُّنَّة مقارنة بإرهاب الشيعة في عموم الكرة الأرضية، فالتابعون لتفسير الإسلام الوهابي مسؤولون عن معظم العنف. ولنتذكَّر بأنَّ الشيعة لهم كذلك أتباع لديهم نظرة أصولية ضمن نوع الإسلام الخاص بهم، ولكنهم ليسوا متورطين بفورة العنف والإرهاب المنتشرة عبر القارات.

هل أنَّ الشيعة الإيرانيون هم الذين يغزون أوروبا أم أولئك من الأغلبية المسلمين السُّنَّة اللاجئين الذين يحملون تفسير الإسلام الوهابي؟

إنَّ الأفعال تعبِّر أكثر من الكلام. فالعربية السعودية تقول بأنها حليفة لنا، ولكن الوهَّابية السُّنِّية العنيفة تتلقى دعمًا من قبل أغنى عائلات المملكة. إيران تختال كالطاووس، تعمل على تطوير أنظمة أسلحة موضع شك، ولكن في نهاية المطاف...أي مجموعات تقاتل الموج العارم من الإرهاب في الشرق الأوسط... الذي يجتاح أوروبا اليوم، غير الروس والأكراد؟

إذًا إلى جانب من ينبغي للولايات المتحدة أن تقف ؟ هل كان للشيعة دور في مأساة 11 أيلول؟ أي مجموعة إسلامية مسؤولة عن نصيب الأسد من الإرهاب، حتى لو استعمل المرء تقييمًا مبنيًا على عدد السكان/ والنسب المئوية؟.

ربما حان الوقت للولايات المتحدة والعالم الغربي أن يتراجعوا عدة خطوات لكي يعيدوا تقييم مع من يتحالفون. إنَّ إظهار الاحترام باللسان فقط لا ينقذ الأرواح. ولكن الأحذية على الأرض للقضاء على حركة الأعداء يمكنها فعل ذلك.

--------------------------------

[1]-شبكة إرسال إخبارية تلفزيونية أميركية أرضية وفضائية أسسها تِدْ تيرنر عام 1980.

[2]- (لا تصرح الصحيفة باسم الكاتب) ودرس لدى كبار الضباط والمحللين المتقاعدين في وكالة الإستخبارات المركزية الأميركية. وهو يُعِد دكتوراه وحاصل على ماجستير في عمليات الاستخبارات والاستخبارات المضادة ماجستير في الدراسات الأمنية. «إكس كي سكور» يكتب حصريًا لحساب «إنتليهاب». ربما قدر بحسه الأمني أنه سيصبح مستهدفًا بعد هذه المقالة فأخفى اسمه. (المحرر).

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف