البحث في...
عنوان التقرير
إسم الباحث
المصدر
التاريخ
ملخص التقرير
نص التقرير
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

October / 21 / 2016  |  1613هل يمكن أن تعتمد البحرين على موسكو لتملأ فراغ واشنطن؟

جورجيو كافييرو - Giorgio Cafiero ذا مونيتور - The Monitor 8 تموز 2016 - July 8،2016
هل يمكن أن تعتمد البحرين على موسكو لتملأ فراغ واشنطن؟

التحرير: ستُحدِّد السياسة السعودية مستقبل العلاقات بين البحرين وروسيا هذا صحيح، ولكن الكاتب يبالغ في تقدير المدى الذي يمكن أن تذهب إليه البحرين ودول الخليج عموماً بعيداً عن النفوذ الأميركي، ولذلك يأتي ذكر القواعد الأميركية والبريطانية في المملكة بشكل عابر.


منذ عام 2011، ركَّزت جملة من التحليلات على حملة البحرين على فعاليات الربيع العربي، كما تناولت الوجود العسكري الأميركي في المملكة ودور المنامة في الحرب  الجغرافية ـ المذهبية  ـ الباردة بين المملكة العربية السعودية وإيران.

 ولكن، كان هناك تحليلات أقل بكثير حول تخطيط السياسة الخارجية في البحرين على المدى الطويل. فعلى خطى دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، التي راجعت حساباتها بعد التراجع النسبي لنفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، استكشفت البحرين علاقات أعمق مع قوى عالمية أخرى.

 يرى مسؤولون في المنامة أنَّ دعم الولايات المتحدة للاتفاق النووي الإيراني، جعل مجلس التعاون ضعيفاً وغير محصن وزاد بالمقابل من النفوذ الشيعي/ الإيراني في المنطقة.

في الوقت نفسه، يغضب النقد الصادر من واشنطن بشأن قضايا حقوق الإنسان حكَّام المملكة. مثل هذه التوترات في العلاقات بين واشنطن والمنامة توضح السياق الذي تتحوط فيه البحرين ببطء على رهاناتها بعيداً عن الولايات المتحدة. ونتيجة لذلك، إنَّ نمو العلاقات البحرينية الروسية يؤكد على الدور الهام الذي يمكن أن تأتي موسكو لتلعبه في صنع قرار السياسة الخارجية في المنامة.

حملت زيارة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في شباط إلى مقر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي الكثير من الرمزية. وأبرزت إلى أي مدى ترى المنامة وموسكو  الشرق الأوسط المضطرب بنظرةٍ متشابهةٍ. وتبادل الزعيمان الهدايا، فقدم بوتين جواداً إلى العاهل البحريني بينما قدَّم حمد للرئيس الروسي سيفاً مصنوعاً من الصلب الدمشقي والذي وصفه الملك ڊ «سيف النصر ... النصر الوشيك بإذن اللّه».

قرأ البعض هذه الكلمات على أنها علامة على دعم البحرين لتدخل روسيا العسكري المباشر في سوريا، والتي تناولها بوتين وحمد. بعد وقت قصير من اجتماع الزعيمين، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: «كل من روسيا والبحرين تريد أن ترى سوريا مستقرة، بلد يتم فيه تعزيز أسس الدولة العلمانية، وبلد يضمن وحدة أراضيه ضمن الإطار الذي تُكفل فيه حقوق جميع مواطنيه دون استثناء».

 أبعد من سوريا، تتوافق البحرين وروسيا في قضايا أخرى. كلتا الدولتان تؤيدان الحكومة المصرية الحالية وتكرهان جهود الولايات المتحدة لـ «تعزيز الديمقراطية» في الشرق الأوسط.

في نيسان 2014، وقعت البحرين وروسيا صفقات استثمارية، حتى عندما كانت واشنطن وبروكسل تفرضان عقوبات اقتصادية على روسيا بسبب أنشطتها في أوكرانيا. كما راجعت البحرين سياسات التأشيرات في محاولة لجذب رجال الأعمال الروس إلى الجزيرة، كما وافق طيران الخليج، الناقل الوطني للمملكة، على فتح طريق مباشر بين المنامة وموسكو. وكان هذا إعراضاً عن واشنطن.

وقــال مســـؤول في وزارة الخارجية الأمريكية: «في الوقت الذي تواصل روسيا جهودها لزعزعة الإستقرار في أوكرانيا،  ليس من المناسب لأي دولة إبرام أعمال كالمعتاد مع روسيا». وأضاف: «لقد أثرنا هذه المخاوف مع الحكومة البحرينية».

 انتقادات واشنطن لسجل البحرين في سحق المعارضة السياسية ـ إضافةً إلى سياسات إدارة أوباما تجاه إيران جعلت حكَّام الجزيرة يشكِّكون بمدى التزام الولايات المتحدة تجاه أمن مجلس التعاون الخليجي. وعلى نقيض الولايات المتحدة، التي علَّقت جزئياً مساعدات عسكرية سنوية لمصر بقيمة 1.3 بليون $ وسط حملة ضد الإخوان المسلمين عام 2013. فإنَّ روسيا لا تربط بين صفقات السلاح والمساءلة حول حقوق الإنسان. وبالمثل، فإن الكرملين ليس من عادته إدانة الحكم الاستبدادي في أي منطقة من العالم. وفي هذا السياق، فقد قدمت روسيا نفسها كشريك جذاب وموثوق للبحرين.

بعد فترة وجيزة من اندلاع انتفاضة «الربيع العربي» في البحرين عام 2011، باعت موسكو أسلحة إلى المنامة للمرة الأولى. وبعد ستة أشهر من حظر المملكة المتحدة وفرنسا بيع معدات عسكرية إلى البحرين رداً على حملة القمع التي شنتها العائلة المالكة، جاء الإعلان بأنَّ شركة روسوبورون اكسبورت وهي شركة تجارة الأسلحة المملوكة للدولة الروسية، ستقوم بأعمالٍ تجاريةٍ مع مملكة الجزيرة. أول عملية بيع لروسوبورون اكسبورت للبحرين شملت بنادق هجومية كلاشينكوف AK-103 وقاذفات قنابل وذخيرة. كما أسَّست الشركة التجارية للأسلحة الروسية برنامجاً تدريبياً لقوات الدفاع البحرينية لا يزال قائماً حتى اليوم.

لقد أكَّد توقيت وطبيعة صفقة روسوبورون اكسبورت مصلحة روسيا في اقتحام أسواق السلاح في شبه الجزيرة العربية، والتي هيمنت عليها الدول الغربية طوال التاريخ الحديث. في ضوء الأزمة السياسية المستمرة في البحرين ـ التي تفاقمت مؤخراً عند إلغاء المنامة الجنسية البحرينية لآية الله الشيخ عيسى قاسم بسبب ما سمَّتْه التطرف الطائفي ـ  من المرجح  أن تجد موسكو الجزيرة سوقاً مربحةً للأسلحة الصغيرة في المستقبل المنظور.

الفيل في الغرفة هي المملكة العربية السعودية، لأنَّ اشتباك الرياض وموسكو حول سوريا يُعَقِّد آفاق العلاقات البحرينية ـ الروسية. بسبب الاضطرابات السياسية والاجتماعية، إلى جانب الركود الاقتصادي في الجزيرة، أضحت المنامة تعتمد بشكل متزايد على المساعدات المالية والأمنية السعودية. ووفقاً للعديد من المراقبين، تسيطر الرياض على البحرين تحت إبهامها، وهناك بعض المحاورين من دول مجلس التعاون الخليجي الذين يرون مملكة الجزيرة على أنها أرخبيل سعودي بحكم الأمر الواقع.

قبل يومين من اجتماع حمد مع بوتين في شهر شباط في سوتشي، صرَّح الشيخ فواز بن محمد آل خليفة، سفير المنامة في لندن أن البحرين ستقوم بنشر قوات برِّية في سوريا «بالتنسيق مع السعوديين» لمحاربة الدولة الإسلامية و «نظام [بشار] المتوحش». على الرغم من أن العديد من المحللين رفض مثل هذا الخطاب واعتبروه بمثابة تهديد أجوف ضد الأسد وأنه يهدف إلى إرضاء داعمي البحرين في السعودية، كانت كلمات فواز كافية لتؤكد كيف أن صِدامَ أجندات القوى المتنافسة في سوريا سيؤثر على العلاقات البحرينية الروسية، نظراً لمدى نفوذ الرياض على المنامة والأزمة السورية التي تبدو ذات طبيعة بلا نهاية.

واستشرافاً للمستقبل، فإنَّ علاقة روسيا والبحرين المتنامية تواجه مجموعة من العقبات وأهمها أجندات دول مجلس التعاون الخليجي وموسكو المتصارعة في سوريا. ومع ذلك،  إجراءات بوتين ضد أعداء الأسد تُوصِل رسالة قوية عن عزم موسكو على سحق المتطرفين الإسلاميين السُّنة العاملين في بلاد الشام والذين يسعون لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط.

على الرغم من أنَّ تعاون روسيا مع القوى الشيعية الإيرانية، والعراقية واللبنانية في ساحات القتال في سوريا قد أضرَّ بسمعة موسكو في أجزاء من العالم العربي السُّني، فقد أعادت دول مجلس التعاون الخليجي تقييم انخراط روسيا الآخذ بالازدياد في الشرق الأوسط. ولأن دول مجلس التعاون الخليجي تعتقد بأنَّ روسيا لا يمكن تجاهلها، فهي تسعى إلى تعميق شراكاتها مع موسكو في الوقت الذي تتراجع  فيه ثقتهم بواشنطن.

وعلاوة على ذلك، فإن دول مجلس التعاون الخليجي تدرك أن علاقة روسيا وإيران لها مشاكلها الخاصة. قد تسعى البحرين ودول عربية سُنِّية أخرى لاستخدام علاقات دفاعية واقتصادية أعمق مع روسيا لكي تجذب موسكو فتبعدها عن طهران، وربما تضع الكرملين في موقع وسيطٍ فعالٍ في نزاعات الخليج العربية ـ الإيرانية. في كانون الثاني، كانت هناك مؤشرات على أن روسيا تسعى لذلك الدور، بعد أن أعلنت مصادر دبلوماسية في موسكو استعدادها لتكون بمثابة وسيطٍ بين الرياض وطهران في أعقاب إعدام السعودية لرجل الدين الشيعي ذي الشعبية الشيخ نمر النمر.

في نهاية المطاف، إذا رَضِيَ السعوديون باعتبار روسيا وسيطاً مناسباً في منطقة الشرق الأوسط، فالعلاقات البحرينية الروسية لديها إمكانية الازدهار نظراً لتداخل مصالح المنامة وموسكو. ولكن إذا اعتبر السعوديون روسيا حليفاً لإيران ـ في وقت يستمر فيه ارتفاع درجات الحرارة الطائفية وعدم الاستقرار الجيوسياسي ويتفاقم فيه  التنافس السعودي ـ الإيراني ـ فربما تكون قدرة البحرين على اللجوء إلى موسكو لمواجهة حلفاء المنامة التقليديين الغربيين محدودةً إلى حد ما.

-------------------------------

*جورجيو كافييرو هو الرئيس التنفيذي ومؤسس تحليلات دول الخليج، وهي شركة استشارات حول المخاطر الجيوسياسية ومقرها في واشنطن العاصمة. وتشمل اهتماماته البحثية الاتجاهات الجغرافية السياسية والأمنية في شبه الجزيرة العربية والشرق الأوسط الكبير.

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف