البحث في...
عنوان التقرير
إسم الباحث
المصدر
التاريخ
ملخص التقرير
نص التقرير
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

January / 29 / 2017  |  891قمة باكو إشارة إلى استراتيجية جديدة لروسيا تجاه إيران

نيكولاي كوزانوف - Nikolay Kozhanov تشاثام هاوس - Chatham House 2 أيلول 2016 - 2 September 2016
قمة باكو إشارة إلى استراتيجية جديدة  لروسيا تجاه إيران

التحرير: لا تختصر العلاقات الروسية الإيرانية بالمشهد السوري، كما أن الآراء ليست متطابقة لا في الجبهة السورية ولا في غيرها. ما يدفع موسكو إلى مزيد من الجهود لطمأنة إيران وفي هذا الإطار كانت قمة باكو.


في مواجهة القيود الأخيرة في العلاقة، توسّع موسكو حوارها مع طهران ليشمل قضايا أبعد من الصراع السوري.

في أوائل آب، شارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في القمة الثلاثية التي جمعته ونظيريه الأذربيجاني والإيراني في باكو. ورغم أن اللقاء كان بمبادرة من الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، كان أحد أهداف موسكو الأساسية منه تعزيز العلاقات مع إيران، الشريك الأساسي لروسيا في سوريا ومنطقة بحر قزوين وفي مجال الطاقة. ومن المؤكد أن العلاقة احتاجت إلى دفع مماثل.

سوريا ليست كافية

إشارة واضحة إلى المشكلة بين البلدين تمثلت بانخفاض التبادل التجاري الروسي ـ الإيراني. في عام 2015، وصلت قيمة الأعمال التجارية بين البلدين إلى 1.24 مليار دولارـ القيمة الأدنى في غضون عقد. وفي منتصف عام 2016، المشاريع المشتركة التي استغرقت نقاشات مطولة في قطاع الطاقة بقيت على لوحة الرسم كما أن بناء وحدة ثانية وثالثة للطاقة في محطة بوشهر للطاقة النووية لم يبدأ بعد.

بعيداً عن الأعمال التجاريــة، العلاقــات بين البلدين لا تكــاد تكون أكثر إعجاباً. أدى دور موسكو في الصفقة النووية الإيرانية إلى تعبيد الطريق أمام التفاعل بشأن سوريا. لكن أياً منهما غير راضٍ. فترغب السلطات الروسية في رؤية إيران أكثر مرونة وتنسيقاً في سوريا. فوفقاً لبعض المصادر، يرفض الإيرانيون الأخذ بالمشورة الروسية في ما يخص الاستراتيجيا العسكرية في سوريا التي أدت إلى عدد من الهزائم العسكرية الخطيرة التي مُني بها الجيش السوري و«المتطوّعون الشيعة». وعانى التوصل إلى اتفاق مع طهران بشأن مصير الأسد صعوبة مماثلة. وطهران قلقة أيضاً من نظرة الكرملين إليها على أنها تابع وليست شريكاً موازياً في الصراع السوري. كما أن امتناع روسيا عن الوقوف إلى جانب إيران في نزاعاتها مع السعودية وفي اليمن يدفع النخبة الإيرانية إلى الشك في التزام روسيا بالشراكة. ولتهدئة مخاوف إيران، باتت الدعاية المحلية لموسكو أكثر إيجابية تجاه وكلاء طهران، الحوثيين، في تغطيتها للصراع في اليمن. إنما لم يصل الأمر إلى ما تطمح إليه الجمهورية الإسلامية من شريك مُفترض.

كان من المفترض للانتشار قصير الأمد للقوات الجوية الروسية في القاعدة الجوية شهيد نوجيه أن يُحسّن الأمور. لكنه لم يُظهر سوى قيود الحوار. فالدعاية الروسية الصريحة التي صوّرت انتشار القوات الجوية في شهيد نوجيه على أنه انجاز موسكو وحدها في المنطقة وليس نتاج التعاون، لم تؤد إلا إلى تعزيز تصميم طهران بالسماح بوجود الطائرات الروسية على أراضيها لأقصر وقت ممكن.

جبهة جديدة

وفقاً لهذه الظروف، كان الكرملين مُجبراً على إجراء تعديلات على استراتيجيته الدبلوماسية لطمأنة إيران وكسب ثقتها. لذا، حاولت موسكو توسيع جدول أعمالها ليتضمن القضايا ذات العلاقة ببحر قزوين مثل استقرار جنوبي بحر قزوين وممرات النقل ومصادر الطاقة وبنية أنابيب الغاز. ورغم أن هذه القضايا  طُرحت سابقاً، كانت المرة الأولى منذ بداية الأزمة السورية التي تُمنح فيها هذه القضايا الأولوية على حساب مواضيع أخرى.

 قبل اجتماع باكو، كانت مصالح بلدان الاتحاد السوفيتي السابق أولوية لدى موسكو في منطقة بحر قزوين. وهذا أضر بالعلاقات مع طهران، حيث توقعت أن ّجميع القضايا المناطقية لبحر قزوين يمكن أن تُحل من خلال التوافق بين جميع الدول الساحلية الخمس.

لكن ضرورة تقاسم منطقة بحر قزوين أجبرت البلدين على إبقاء حوارهما حتى في الأوقات الصعبة، مع اعتقاد موسكو بأن حواراً ذا مسارين، الأول بشأن بحر قزوين والثاني حول القضايا السورية، فرصته أفضل ويُثبت لإيران أنها شريك مواز. لا يمكن لروسيا وإيران أن يتجاهلا وجهات نظر كلّ منهما بعد الآن حيال مروحة واسعة من القضايا بما في ذلك الوجود الغربي في جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق في آسيا الوسطى وجنوبي القوقاز والاتجار بالمخدرات والإرهاب والجرائم العابرة للحدود والصراع المُجمّد في ناغورني كاراباخ والوضع القانوني لبحر قزوين والقيود المستمرة على خط الأنابيب عبر بحر قزوين.

وموسكو قلقة أيضاً من أن تنضم إيران أو أذربيجان، أو كلتاهما، إلى مشاريع الطاقة التي تقوض مواقف روسيا في أسواق الطاقة الأوروبية والتركية. خلال قمة باكو، دعا بوتين مرة أخرى إلى تعاون أوثق في ما يخص الغاز والنفط. وعرض علييف «ممرات طاقة مشتركة»، ما يسمح لبوتين الادعاء أن التعاون لم يكن مبادرة روسية بحتة. كما أن المشهد الثلاثي ساعد موسكو في رسم خطة لإمداد المناطق الشمالية في إيران بالغاز الطبيعي عبر أذربيجان مقابل الغاز الإيراني الطبيعي المسال  الذي تحصل عليه الشركات الروسية في الخليج الفارسي. وهذا من شأنه أن يسمح لإيران بتقليص اعتمادها على تركمانستان باعتبارها المُزودّ الوحــيد الذي يمــدّها بالــغاز الطبيعي، فيما ستكون السلطات الروسية قادرة على تأكيد أنّ بعض الغاز الإيراني على الأقل لن يصل إلى أوروبا، بل بدلاً من ذلك ستوجّهه الشركات الروسية إلى وسط وشرقي آسيا.

إشارة الكرملين

استخدم الكرملين النقاشات أيضاً كإشارة لأولئك الذين يشككون بحق موسكو في ممارسة نفوذها في منطقة بحر قزوين ومن أجل حصول حوار مع إيران يتخطى سوريا والقضايا النووية. كانت قمة باكو رد فعل على لقاء جمع جون كيري ووزراء الخارجية لدول آسيا الوسطى في واشنطن قبل أيام عدة. وتريد روسيا من وراء ذلك إظهار أنها هي، وليس الولايات المتحدة أو أي أحد آخر، من له اليد الطولى في شؤون منطقة بحر قزوين.

--------------------------------

نيكولاي كوزانوف : باحث في مركز تشاثام هاوس تختص بالعلاقات الدولية والاقتصاد السياسي وشؤون الشرق الأوسط، خصوصاً إيران ومجلس التعاون الخليجي.

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف