البحث في...
عنوان التقرير
إسم الباحث
المصدر
التاريخ
ملخص التقرير
نص التقرير
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

February / 4 / 2017  |  954حرب واشنطن السرية على سوريا

مارتن برجر - Martin Berger جورنال نيو دوت أورغ - journal-neo.org 29 تشرين الثاني 2016 - November 29th, 2016
حرب واشنطن السرية على سوريا

التحرير: أميركا ليست مجرد داعم للحلف الخليجي ــ التركي الذي يشن حربه على سوريا، بل هي متورطة في جميع العمليات الاستخباراتية والعسكرية، وفي نقل الأسلحة من أوروبا الشرقية إلى سوريا، مع شركات خاصة تورط مزيدا من الأميركيين في جرائم الإدارة.


غني عن القول إنّ ما يسمى الحرب الأهلية في سوريا هي أكثر الأزمات الخطيرة والمدمرة على هذا الكوكب. فلقد لقي مئات الآلاف حتفهم في هذا الصراع، في حين أن حوالى عشرة ملايين من السوريين قد نزحوا وما زالوا ينزحون منذ أوائل عام 2011.

لبدء هذا الصراع ومن ثم الحفاظ على حرائقه مُشتعلة، بدّدت وما زالت تُبدِّد الولايات المتحدة ومن يدور في فلكها المليارات من الدولارات. إنه لأمر غريب، ذلك أن صحيفة نيويورك تايمز قد كشفت مؤخرًا عن الدور الإجرامي الذي لعبته وكالة المخابرات المركزية في الحرب السورية، مُقدِّمَةً تقارير على أن أعضاء من إدارة أوباما قد أخبروا الصحيفة بأن المملكة العربية السعودية ترعى الأغلبية المطلقة من الحروب غير المعلنة في الخارج لكي تحفظ دورًا تلعبه واشنطن فيها سرًا. في بعض الأحيان الولايات المتحدة والعربية السعودية كانتا عادة تتبادلان المعلومات الاستخباراتية، وفي بعض الحالات كانت الرياض تُسلِّم مبالغ كبيرة من المال لعملاء وكالة المخابرات المركزية، دون أن تسأل أيَّ سؤال.

في عام 2013 وافقت وكالة المخابرات المركزية والرياض على شنِّ عملية تحت الاسم الرمزي «خشب الدلْب» «The timber Sycamore” التي كانت تهدف الى إطاحة بالمسؤولين السوريين المنتخبين من خلال التدريب المستمر والدعم المقدّم لجميع أنواع المسلَّحين المتشدِّدين. وبموجب الاتفاق يساهم السعوديون بالأسلحة وبمبالغٍ كبيرةٍ من المال على حدٍ سواءٍ، وتأخذ وكالة المخابرات المركزية زمام المبادرة في تدريب  المتمردين    على بنادق (إي كي ـ 47) » “AK-47”وصواريخ تدمير الدبابات. وعلاوة على ذلك، كانت تركيا والأردن وقطر جميعها تشارك وما زالت في هذا التصميم الإجرامي، على الرغم من أنَّ المبالغ الحقيقية للمال الذي سلمته الدول المذكورة أعلاه إلى وكالة المخابرات المركزية سيبقى دائمًا سرًا. ومع ذلك، تقول صحيفة نيويورك تايمز إن السعودية كانت الراعي الرئيسي طوال هذا الوقت، مخصِّصةً مليارات من الدولارات في تقديم عرض لإسقاط حكومة الرئيس بشار الأسد.

ومنذ 2012 تقوم ثماني دول أوروبية ببيع شحنات كبيرة من الأسلحة الصغيرة إلى المملكة العربية السعودية تخطَّتْ قيمتها الإجمالية1000.000.000 يورو. تصلُ معظم هذه الأسلحة في نهاية المطاف إلى أيدي الإرهابيين في سوريا. في الوقت نفسه، كانت الولايات المتحدة وما زالت تشرف على هذه الشحنات من خلال القيادة المركزية للعمليات الخاصة (SOCOM)، لأنه من مهام قيادة هذه العمليات هو الإشراف على العمليات الأميركية في الخارج. فكانت القوات الخاصة الأمريكية وما زالت تشحن تلك الأسلحة من بلغاريا ورومانيا إلى الموانئ التركية والأردنية. هناك تقارير تفيد بأن القيادة المركزية للعمليات الخاصة (SOCOM) دفعت حتى الآن 27 مليون دولار على الأقل إلى بلغاريا و 12 مليون دولار لصربيا مقابل أسلحة صغيرة في الفترة الواقعة ما بين 2014-2016.

وكشفت شبكة تحقيقات البلقان ومشروع تقارير الفساد والجريمة المنظمة تورُّط العديد من الدول الأوروبية والملكيات الخليجية في مبيعات الأسلحة إلى المتطرفين، والتي كانت وما زالت مستمرة منذ عام 2012. ووفقًا للبيانات المقدمة، أُنفق ما مجموعه 1.2 مليار يورو حتى الآن لجعل ما يسمى الربيع العربي نزاعًا مسلحًا مستمرًا. ومنذ ذلك الحين، جرى تهريب الآلاف من قطع الأسلحة الصغيرة والذخيرة من البلقان إلى الخليج الفارسي.

كانت صحيفة نيويورك تايمز قد أعلنت[1]  في 2012 أنه عندما زار مسؤول كرواتي كبير واشنطن، اقترح على المسؤولين الأميركيين أن لدى كرواتيا العديد من الأسلحة المُتاحة، فيما لو كانت أيّ جهة مهتمة بنقلها إلى المتمردين في سوريا.

ووفقًا لموقع الإعلام البديل المحترم «المحاربون القدامى اليوم» “Veterans Today”، ا [2] إنّ لدى «باتريك ولْكن»، وهو باحث حول الحد من التسلح  في منظمة العفو الدولية «Amnesty International” وهو الذي استعرض الأدلّة التي جمعها مختلفُ الصحفيّين، كلّ الأسباب ليكون على اقتناعٍ بأن أوروبا الشرقية قد حقَّقت ثروةً كبيرةً في الحربِ في سوريا.

لكن تدريب المسلحين وإمدادات الأسلحة ليس هو الشكل الوحيد للدعم الذي كانت تقدّمه واشنطن للقوّات المناهضة للحكومة. في الأشهر الأخيرة كثَّفت المصادر الإعلامية الغربية جهودها المُضَلِّلة لتصوير الجهود التي تبذلها سوريا وروسيا وإيران في قتالها ضد الإرهابيين المتطرفين كشيء إجراميٍ تماماً. ويقال لنا إنّ عملية حلب أودت بأعداد كبيرةٍ من الضحايا المدنيين، ولكن لم يُقدّم دليلٍ واحدٍ حتى الآن. كما تتوالى الحقائق، فإنّ منظمة العفو الدولية تطالب قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، لا روسيا أو إيران،  بإجراء تحقيقات شاملة في تقارير عن سقوط ضحايا مدنيين في عملياتها والكشف عن النتائج التي تتوصل إليها. ويبدو أن هجمات التحالف الإحدى عشرة التي تفحصتها المنظمة قد قتلت 300 مدني خلال عامين من الغارات التي استهدفت مجموعة مسلحة تطلق على نفسها اسم داعش (IS).

وعلاوة على ذلك، الآن يُنفق الجيش الأمريكي الملايين من الدولارات في التعاقد الاستخباراتي الخاص، كما لحظت «الديلي بيست» «The Daily Beast»ا [3]. ويبدو أنها المرة الأولى التي تعترف فيها وزارة الدفاع الأمريكية علنًا ​​بأن المتعاقدين من القطاع الخاص يلعبون دورًا في الحرب داخل سوريا،  ما يشكل إشارة إضافية إلى أن الجيش الأمريكي يقوم بتعميق مشاركته في مصير البلاد. وقد أعلن عقد شركة “Six3 Intelligence Solutions” وهي شركة خاصة للاستخبارات جرى الاستحواذ عليها مؤخرًا من قِبَلِ CACI الدولية ـ حيث فازت بعقدٍ عسكريٍ لم يخضع لإجراءات المناقصة بمبلغ 10 ملايين دولار لتوفير «خدمات تحليل المعلومات الاستخبارية» في سوريا. ولكن المتعاقدين العسكريين وخبراء العمليات الخاصة يقولون إنّ شركة Six3 ليست الأولى التي تقوم بنشر الجيش على الأراضي السورية.

حالما تكون حرب واشنطن السريِّة ضد سوريا هي مسألة غريبة نوعا ما، فمن البديهي القول إنّ تصنيف جميع التقارير الرسمية حول هذا الموضوع يكون سريّاً للغاية. لكن، وكما ذكرت صحيفة «الديلي بيست»، يشجِّع المقاولون «مهمة التقدم البطيء» لأنهم بذلك يسمحون للإدارة  بتوريط المزيد من الأميركيين في الصراع السوري أكثر مما يودون الاعتراف به .

محلل غربي سيئ السمعة «جيفري ساكس» « “Jeffrey Sachs يقول إنّ الولايات المتحدة ترفض أن تقول الحقيقة. فالشعب الأمريكي يدعو إلى السلام بدلاً من الحرب الدائمة.  إنَّ أوباما لديه بضعة أشهر في منصبه لإصلاح تركته المحطّمة. وينبغي أن يبدأ عملية توازن مع الشعب الأمريكي.

لوضع حد لتلك الحرب السورية يجب على المرء مطالبة الحكومة الأمريكية بتقديم تقريرٍ شاملٍ عن حجمِ تورطها في ذلك. ان الأمر بسيط إلى هذه الدرجة. ومجرد أن يُحدّد رعاة الإرهاب وتُذكر اسماؤهم رسميًا، عندها يمكن أدانتهم علنًا. علاوة على ذلك، فإن مثل هذا التقرير يضع حدًا للمحاولات التي يتقدم عليها مختلف اللاعبون الدوليون عموماً لتُسعير لهيبِ الحربِ السوريةِ ، وهو ما يعني انه لن تكون هناك وسيلة أخرى لمعالجة الوضع إلاَّ بإيجادِ حلٍ سلميٍ لهذه الحرب الدامية .

--------------------------------

نيو إيسترن أوتلوك : مجلة مهتمة في العمليات التي تجري في فسحة واسعة تمتد من اليابان والسواحل النائية في أفريقيا.. وهي شبكة تغطي القضايا السياسية والدينية والاتجاهات الاقتصادية والأيديولوجية، والموضوعات الأمنية الإقليمية والمشاكل الاجتماعية. كما تغطي مشاركات وآراء الخبراء والحوار المفتوح بين جميع الناس بغض النظر عن الجنسية أو العرق أو الدين فهي أولويتها تتمثل في تعزيز التفاهم ولا أيديولوجية. 

مارتن بيرغر : صحفي ومحلل جيوسياسي لحسابه الخاص، حصريًا لمجلة على الشبكة الإلكيرونية: New Eastern .Outlook

[1] http://www.nytimes.com/2013/02/26/world/middleeast/in-shift-saudis-are-said-to-arm-rebels-in-syria.html

[2] http://www.veteranstoday.com/2016/07/27/418418

[3] http://www.thedailybeast.com/articles/2016/08/09/spies-for-hire-now-at-war-in-syria.html

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف