العدد 35

العدد 35

محتويات العدد

■ افتتاحية العدد: الوظيفة الإثباتيّة لعلم الكلام مبدأً للتحديث الذاتيّ

د.  عمار عبد الرزاق الصغير  

■ علم الكلا م الجديد: التحوّل المعرفي ووظائف الخطاب العقدي المعاصر

الشيخ محمود علي سرائب

■ التحوّل الإبستمولوجي لكلام الإماميّة في المرحلة الوسيطة ودور ابن سينا فيها

د. حميد عطائي نظري

■ الإحبـاط : دراسة كلاميّة (الحلقة الاولى)

الشیخ روح الله فروغي

الدراسات والتحقيق 

■ رسالة في أصول الدين

الميرزا القمي (صاحب القوانين)

تحقيق وترجمة: الشّيخ محسن مظاهر شعبان

■ مدرسة المدينة الكلامية الأولى (من التأسيس الى استشهاد الامام الحسين عليه السلام) 

السيّد علي حسيني زاده خضر آباد

■ قراءةٌ نقديّةٌ في كتاب (نقد الخطاب الدّيني) لنصر حامد أبو زيد 

الشيخ مازن المطوري

 

افتتاحية العدد 

الوظيفة الإثباتيّة لعلم الكلام مبدأً للتحديث الذاتي

تعددت تعريفات علم الكلام الإسلامي وفقًا لآراء كبار المختصّين، غير أنّها لا تخرج عن وظيفته في إثبات العقائد الدينية والدفاع عنها عبر البراهين والأدوات الخاصة، ويبدو أنّ تعريف العضد الإيجي هو الأقرب لتشخيص هاتين الوظيفتين؛ الذي يقول فيه بأنّ: «الكلام علمٌ يُقتدر معه على إثبات العقائد الدينيّة، بإيراد الحجج، ودفع الشبهة»[1]، فينصّ على مهمتين أساسيتين: بيان العقائد، والدفاع عنها؛ للحفاظ على الإيمان؛ إذ يُستظهر من هذا ركنين أساسيين (الموضوع والغاية)، فموضوعه تحدده المهمة البيانية وهو العقائد الدينية، وغايته ووظيفته استنباطها وحمايتها وهي مهمة الوظيفة الدفاعية.

ويميل العلّامة مطهّري بأنّ علم الكلام يبحث في العقائد بحثًا آليًّا فيتّخذ منها - بعد الثبوت - وسيلةً لتعيين ما هو منها أو خارج عنها «العلم الذي يبحث في أصول الدين الإسلامي، ليتمّ تحديد ما هو من أصول الدين وما ليس منها، وكيف وبأيّ دليلٍ يتم إثبات ذلك، ومن ثم يأخذ على عاتقه تقديم الإجابات الشافية للشكوك والشبهات الواردة على هذه الأصول»[2]، فهو علم يبحث في ثبوت العقائد وإثباتها.

هنا يتّضح من طبيعة التعريف أنّ الوظيفة والغاية لها المدخل الأساس في فهمه حتى لو كان التعريف بالموضوع أو هويّته المعرفية – وهي الإلهيّات القرآنيّة والفلسفيّة والمعارف والعقائد الدينيّة أو الإيمان- [3]، تبقى الغاية الدفاعيّة حاضرةً في هويّته القائمة على تقويض آراء المناهضين للفكر الديني. نعم فالهوية الآليّة لعلم الكلام لا تلغي الهوية المعرفيّة، مثله في ذلك مثل علم المنطق والنحو وسائر العلوم الآلية، فلا تلغي الوظيفة الآليّة لها وظيفتها المعرفية وقدرتها على إنتاج المعرفة.

ولعلّ أبو نصر الفارابي من أوائل من أرشد الى الوظيفة الإثباتيّة الدفاعية لعلم الكلام بقوله: «الكلام صناعةٌ يُقتدر بها الإنسان على نصرة الأفعال والآراء التي صرّح بها واضع الملّة، وتزييف كلّ ما خالفه من الأقاويل»[4]، وآليات الدفاع ووسائله في علم الكلام تتصف بالمعرفة البرهانيّة التي تنتج أيضًا معرفة؛ إذ إنّها تولِّد من البراهين والأدلة الحقائق والبراهين الجديدة، ولا تقف على حدود الاستدلال الآلي فقط. هنا تتضح قدرة التجاوز في الهوية الإثباتية لأيّ علمٍ تمنح التنامي المعرفي والتقدم في الفكر الديني، ممّا يسمح له بالتحديث الذاتي في بيان موضوعاته وآليات الاستدلال وأدواته.

أخذ علم الكلام حيزًا كبيرًا من اهتمام علماء المسلمين؛ وذلك لتعلّق موضوعه بمقدّسات الإسلام الكبرى وأصوله الفكرية، حتى غدا مركز الحياة العقلية للفكر الاسلامي، ومضت جدلياته في توجيه مسارات الواقع الخارجي لقدرة أفكاره على بلورة الآثار الاجتماعية لشخصية المسلم، سواء في بعديه الوظيفي الثبوتي في عرض العقيدة وبيان صورتها، أم الإثباتي في نقد الجنوح العَقَدي وفساده، وتصحيح صوره، وردّ الأفكار الضالة [5]، فنتج عن ذلك مدارس كلامية ومواقف تطوّرت فيما بعد لتعبّر عن رؤية متبنّيها للحياة والكون والآخرة.

ولأنّ الشبهات والبيان تنشأ من نسبية فهمٍ جزئية، وسوء فهمٍ وتداخلٍ، فالوظيفة الإثباتية لعلم الكلام في توليدٍ مستمرٍ ورصدٍ دفاعيّ دائمٍ عن العقيدة، وهذا يلزم أنْ يمر بمراحل وتغيّراتٍ مع مرور الوقت في تحصين نفسه، وترصين وسائل البيان.

ههنا يقع علم الكلام ضمن دائرةٍ تجاذبٍ معرفي فعّال، بين المادة التأسيسيّة أو جوهره الأساس المتدفّق من النصّ الديني وبين المتلقي ولغته وثقافته، فيضغط الواقع على النصّ بأسئلةٍ راهنةٍ، ولا يكتفي بإجاباتٍ جاهزةٍ، ويعمل المتلقّي المختصّ على توليد إجاباتٍ من جوهر العقائد التأسيسية [6]، وروحها وأغراضها وبلغةٍ كلاميةٍ ومنهجيةٍ تناسب الواقع الجديد. وهكذا يكون التنامي دائميًّا، وقد أخذ بعض المختصّين اعتبار ذلك فصاغ تعريفًا لعلم الكلام بقوله: «الكلام وسائطية بين الوحي بوصفه كلام الباري تعالى وذهن ولغة المخاطبين، تقوم بترويج وتعليم وعرض الفكر والإيمان الإسلامي، ومن مقتضيات هذا التعريف تصحيح العقائد، وتوضيح المفاهيم، والتبيين المنظم للاعتقادات، وإثبات التعاليم، ودفع الآراء المخالفة»[7].

إلى هنا فهذه الصورة لوظيفة علم الكلام هي في باب غاياته وأهدافه، وليس في باب قدرته على نمو المعرفة وانتاجها؛ لأنّ البحث يستهدف بيان تشخيص زاوية تطوّر علم الكلام؛ لهذا يتحرّى الغايات التي تبيّن بوضوح مروره بأطوارٍ كماليّة، وفي الأثناء يتّضح كيف تطوّرت موضوعاته – مثل التوحيد والوحي- من شكلها العَقَدي التأسيسي - مرحلة النصّ المؤسّس لأنّ ما يميّز علم الكلام عن غيره هو استناده إلى مرجعية القرآن والوحي [8]- إلى شكلها البرهاني وهو الأكثر تحصينًا بعد مروره بجملةٍ من النقاشات على يد أهل البيت (عليهم السلام) والمتكلّمين، وتحريرهم لشبهاتٍ طارئةٍ، ومعالجتها في موضوعٍ ما -مثل موضوعات الإمامة-[9]. وعلى إثر هذا تبرز آلياتٌ جديدةٌ وأدواتٌ حديثةٌ، ولغةٌ أخرى ليأخذ علم الكلام طورًا جديدًا ونضجًا متقدّمًا، ومدرسة كلامية أكثر تسلّحًا بأدوات الفكر الكلامي وجدلياته ومناقشاته في إثبات العقائد، ودفع الشبهات حتى تتبلور الآراء إلى نظرياتٍ وقواعد.

وحينما ينحى التفكير العلمي منحًى جديدًا بسبب تجّدد أدوات التفكير ومناهجه ولغته وطرق الاستدلال والبرهنة، فإنّ العلوم تبدأ تأخذ هيئاتٍ جديدةً، وتتخذ منعرجًا استدلاليًّا آخر في سبيل تحقيق تنامٍ معرفيّ في حقولها وموضوعاتها. سواء عبر الاحتكاك الثقافي بعلوم الحضارات المتنوعة، أم ترجمة العلوم وتوافد النظريات، وتبادل الخبرات العلمية، أم الموقف من الشبهات وسوء الفهم.

وعلمُ الكلامِ ليسَ بمنأى عن ذلك، بل لعلّه العلمُ الأبرزُ في مراقبةِ المستجدّاتِ في الساحةِ الفكريّة واتّخاذِ المواقفِ إزاءَها؛ لذا نراهُ في تجدّدٍ دائمٍ لمناهجه وأدواتِه في التفكير، مواكبًا متطلّباتِ التقدّمِ المعرفيِّ المعاصر. وقد سجّل التاريخ ذلك في محطّاته المختلفة، بدءًا من مرحلة التأسيس، ثمّ القفزة الكبرى في زمن الشيخ المفيد(ت:413هـ) والسيد المرتضى(ت:436هـ)، مرورًا بالعلاّمة الحِلّي(726هـ)، رغم ما اعتراها من ركودٍ اضطراريٍّ في عهدِ المقداد(ت:826هـ)، نتيجةَ العناية الفائقة بعلم الحديث والرواية، وانشغال الساحة بالموسوعات الحديثيّة، أو ربما لغياب المحفّز المعرفيِّ حينذاك.

ثم شهدت الساحة عودةً إلى الاهتمامِ بالكلامِ في الزمن المعاصر؛ حينما برزت الحاجةُ إلى مقاربةٍ كلاميّةٍ معرفيّةٍ لقضايا طارئة، أو شبهاتٍ مستجدّة، أو سوء فهمٍ لبعض القضايا العقديّة، أو لتَوافُدِ مفاهيمَ جديدةٍ إلى الساحةِ الفكريّة، ما استدعى إعادةَ النظر في الأدوات والمناهج المعتمدة، واستعمالَ وسائلَ معرفيّةٍ وإقناعيّةٍ أكثر ملاءمةً لطبيعة التحدّيات الجديدة.

وقد بدا هذا واضحًا في الموقف من الحداثة وما بعدها، وظهور مسائل تقتضي الجواب مثل العلاقة بين الدين والعقل، أو الإنسان والمجتمع والأخلاق، أو الحاجة إلى الدين، وسلطة الإنسان على المعرفة. ولغة الدين، والفهم الفلسفي للمعجزة، والوحي، ومسألة الشرّ، والتعدّدية الدينية، والتجربة الدينية وغير ذلك. وكيف استعمل علم الكلام الإسلامي منهجيةً جديدةً للإجابة عن هذه المسائل بأدواتٍ معرفيةٍ ليست تلك الشائعة في دراساته؛ الأمر الذي وضعه أمام شكلٍ جديدٍ وظهورٍ حادث.

ولعلّ محاولاتٍ جديدة لعرض وبيان بعض المسائل العَقَدية بلغةٍ ومنهجيةٍ جديدةٍ تدخل في هذا الوصف لعلم الكلام، مع بقاء الأصول بجواهرها ماثلةً في المطالب الكلامية، كما في محاولات السّيد هبة الدين الشهرستاني، والشيخ محمد جواد البلاغي، والسيد محمد باقر الصدر، والشهيد مطهّري، والعلّامة الطباطبائي، إذ أعطيت مساحةً أكبر للعقل في مواجهة المادية الغربية والاتجاه التجريبي، وتفعيل المضمون الاجتماعي للعقيدة [10].

ومن الطبيعي أنّ الوظيفة الإثباتية تحتاج إلى تحديثٍ دائمٍ في أدواتها وآلياتها؛ فهي تراقب مؤثرات الإقناع التي تستعملها، وتقنية الاستنباط في إقامة دليلها لغرض إيجاد التصديق بها، ومن سبل التحديث العناية بطريقة تبيين المطالب وتوصيل الأفكار بحسب اقتضاءات كلّ مسألةٍ كلاميةٍ، ونوع المخاطَب والموضوع، ومراعاة الزمان والمكان عبر تقسيمٍ وتفريعٍ وتعيينٍ للمنهج الجديد [11]. ومن سبل التحديث هو كيفيّة عرض الدليل، وكذلك حسن تنظيم الاستنباط فإنّ لهما دورًا أساسيًّا في إيمان المخاطَب وقبوله للعقيدة الدينية؛ ذلك أنّ عبثية الاستنباط تؤثّر على الفهم وهدف الإقناع والإيمان، وذلك ما يبيّن فوائد التنظيم الحسن في الوظيفة الإثباتيّة لمسائل علم الكلام، ولعلّ منها «المساعدة في تبيين العقائد الدينية؛ لأنّ ترتيب المسائل العَقَدية وتنظيمها يُعين على حصول فهمٍ كاملٍ لها عند المخاطَب. ومنها المساهمة في إثبات العقائد؛ لأنّه في مقام الإثبات يمكن الاستفادة من الترتيب المنطقي للمباحث، ومع الالتفات إلى الترتيب المنطقي للمباحث المبنائية والأساسية، يمكن الاستفادة أيضًا في إثبات المباحث المتفرّعة عنها، فعلى سبيل المثال في بداية بحث العدل، يُتعرض لبحث الحسن والقبح، وبعد إثباتهما يُتعرض لإثبات مباحث أخرى ككون الأفعال الإلهية معلّلة، فالمتكلّم استفاد من التقدّم المنطقي لمبحث الحسن والقبح حتى يثبت أنّ الأفعال الإلهية معلّلة»[12].

ويستفاد من قوله تعالى: (وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) [13] بأنّ كلّ دعوى تحتاج إلى برهانٍ وحججٍ لإثباتها، فمنطلق الوظيفة الإثباتية هو البرهان، والبرهان منوطٌ بحسن صياغته وتنظيمه ليحقّق غرضه الإقناع والإيمان.

هذه المحاولة البحثية سعت الى تسليط الضوء على الوظيفة الإثباتيّة لعلم الكلام، وأثر الأدوات الدفاعيّة، ووسائل الاستدلال على صحّة المعتقدات في التنامي الداخلي، وتطوّر مراحل علم الكلام، ويأمل البحث أنْ يتجدّد السعي في التحقيق حول الوظيفة الثبوتية لعلم الكلام، وقدرته على تنامي المعارف.

وفي هذا العدد من مجلة العقيدة التي تصدر عن المركز الإسلامي للدارسات الاستراتيجية، أبحاثٌ كلاميةٌ ناظرةٌ الى مراحل تأسيس وتطوّر علم الكلام  عبر تبلور الآراء جرّاء الاحداث المتصلة بأهل البيت(عليهم السلام) وموقفهم منها، وتنامي العلوم، واستفادة علم الكلام من العلوم العقلية والأبحاث المعرفية، في تناميه، ووسائل دفاعه، وسبل إقناعه العقلية؛ إذ تسرّبت تلك المفاهيم والأدوات إلى البحث الكلامي، وامتزجت بشكلٍ كبيرٍ في مباحثه حتى تأثّر فيها؛ ممّا أدّى إلى تحولٍ وتقدّمٍ ملحوظٍ في أبوابه، ومسائله، وموضوعاته، وأدوات الاستدلال ومناهجه ومبانيه، فاستحقت هذه الولادات الجديدة في حقوله أنْ يتم وصفه بالكلام الجديد، مع ملاحظة عدم الاختلاط مع العلوم التي استفاد منها؛ ولهذا تكفّل بحثٌ في هذا العدد تعيين الحدود القارّة في تقاربه مع بعض العلوم والنزعات والاتجاهات المعرفية، مثل فلسفة الدين وعلم النفس الديني، وعلم الاجتماع الديني، موضّحًا نقاط الالتقاء والافتراق بينها.

     ومن تلك البحوث، بحث (مدرسة المدينة الكلامية الأولى من البداية إلى استشهاد الإمام الحسين(عليه السلام))، وبحث (التحوّل الإبستمولوجي لكلام الإمامية في المرحلة الوسيطة ودور ابن سينا فيها)، وبحث (علم الكلام الجديد: التحوّل المعرفي ووظائف الخطاب العقدي المعاصر)، وفي العدد بحوثٌ عَقَديةٌ أخرى تعنى بأصول الدين ونقد الخطاب الحداثي.

نأمل أنْ تُقدّم أبحاث هذا العدد منفعةً معرفيّةً للقرّاء الكرام وعقيدتهم.

واللهُ وليُّ التوفيق.

 

----------------------------------

[1] الإيجي، عضد الدين (ت 756هـ)، المواقف في علم الكلام، تحقيق: عبد الرحمن عميرة، ط1، دار الجيل لبنان، بيروت، 1997م، ص 1/31.

[2] مطهّري، مرتضى، مجموعة الآثار، صدرا، طهران،1991، ص58.

[3] ظ: للتفصيل: قراملكي، أحد، الهندسة المعرفية للكلام الجديد. ترجمة حيدر نجف وحسن العمري، ط1، بيروت، دار الهادي،2002، ص82 ومابعدها.

[4] الفارابي، أبو نصر محمد (ت 339 هـ / 949 م)، إحصاء العلوم، تحقيق عثمان أمين، ط1، القاهرة، 1968، ص 107 - 108.  

[5] قراملكي، أحد، الهندسة المعرفية للكلام الجديد،59.

[6] يرى الشيخ السبحاني أنّ علم الكلام تطوّر عبر القرون، ففي القرون الأُولى كان الهدف هو الدفاع عن العقائد الإيمانية فقط، ولم يكن هناك أيّ غرضٍ سوى ذلك، ولكن بمرور الزمن واحتكاك الثقافات وازدهار الفلسفة لم يجد المتكلّمون بُدًّا من التوسّع في المعارف الكونيّة من الطبيعيات والفلكيات، والبحث عن القواعد العامّة في الأُمور العامّة وغير ذلك.  السبحاني، جعفر، رسائل ومقالات. قم، مؤسسة الإمام الصادق8، 1433 ق، ص 5/23

[7] قراملكي، أحد، الهندسة المعرفية للكلام الجديد ،99.

[8] ظ: م. ن، ص34.

[9] كما في مرحلة التشيُّع الأولى إذ امتزجت الأفكار الكلامية للخلافة والإمامة بجدل الواقع السياسي وأحداث ما بعد شهادة رسول اللهJ، مثل ما نلاحظه في الخطبة الفدكيّة للزهراء(عليها السلام)، والشقشقيّة، ومجمل كلام أمير المؤمنين8، ومواقفه بعد النبيJ، واحتجاجاته حول الخلافة، وخُطَبه، ومكاتباته قبل خلافته وأثناءها، التي أُشبِعَت بأبعاد الإمامة والمعارف الإلهية والمعرفية، وتسفيه شبهات الآخرين. ليأتي بعد ذلك جمهور الصالحين، مقتفيًا أثرهم كمبنى عقائدي وأساس معرفي. فيأخذ علم الكلام شكلًا غير الشكل التأسيسي.

[10] فضل الله، علي محمد جواد، المدرسة الكلامية الشيعية المعاصرة، بيروت، دار الولاء، 2018، ص58 وما بعدها.

[11] ظ: برنجكار، رضا، علم الكلام الإسلامي: دراسة في القواعد المنهجية، ترجمة: حسنين الجمال، ط1، بيروت، مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي، 2016، ص 168 ومابعدها.

[12] ظ: العلّامة الحِلّي، كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد، 306. نقلا عن برنجكار، رضا، علم الكلام الإسلامي: دراسة في القواعد المنهجية، 187.

[13] البقرة:111.