البحث في...
عنوان الحوار
إسم المحاور
إسم مجري الحوار
المصدر
التاريخ
ملخص الحوار
نص الحوار
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

May / 29 / 2022  |  1088تقنية الاستنساخ البشري أمام تحديات أخلاقية وروحية على مستقبل الإنسانية

الحوار مع :د. أبو الفضل شيرازي
تقنية الاستنساخ البشري أمام تحديات أخلاقية وروحية على مستقبل الإنسانية

يتركّز هذا الحوار مع البروفسور أبو الفضل شيرازي على تقنية الاستنساخ البشري والتداعيات البيولوجيّة والأخلاقية الناجمة عنها. والدكتور شيرازي هو أستاذ متفرّغ في جامعة طهران ومدير مجموعة الأجنة في مركز تحقيقات ابن سينا التابعة للجهاد الجامعي في جامعة الشهيد بهشتي. وقد شارك في تأسيس حقل الدكتوراه التخصّصية في تقنية التناسل في الطب البيطري، ونقل العلم التقني في الإنتاج المخبري للأجنة في الحيوانات الداجنة، والتقنية الخاصة بمركز تحقيقات ابن سينا، والمشاركة في التأسيس لحقل التحقيق (بيوفارم) في مركز تحقيقات ابن سينا، كما ساهم في تأسيس أوّل مصرف جنيني من السلالة اللبنية والثنائية الغرض واللحمية للبقر في مركز تحقيقات ابن سينا، والفائز في العديد من المهرجانات الوطنية والعالمية وغير ذلك.

«المحرّر»


* للدخول في البحث نرجو منكم في البداية أن توضّحوا لنا معنى تقنية الخلايا الجذعية، وما هو الاستنساخ البشري؟

 الخلايا الجذعيّة هي خلايا قابلة للتكاثر بشكلٍ كبيرٍ، كما تقبل التمايز على أساس مختلف المراتب الخليويّة. غاية ما هنالك أنّ هذه الخلايا تنقسم ـ تبعًا للظروف البيولوجية والكيميائية الخاصّة وظروف زراعتها ـ إلى خلايا نسيجيّة مختلفة. وفي هذا الشأن فإنّ خصيصة الـ (pluripotency) أو (totipotency) التي تنسب إلى المراتب الخليوية الخاصّة ـ ولا سيّما المراتب الخليوية الجنينية ـ تعرّف بالخلايا ذات القابلية على الانشطار إلى أنسجة متعدّدة أو إلى جميع أنواع الأنسجة، ويمكن لها أن تنقسم إلى مختلف الخلايا النسيجية. في تقنية الخلايا الجذعية، يتم فصل هـذا النّوع من الخلايا من مختلف الأنسجة، ويتم تخليصها وزرعها في البيئات الحاوية على مختلف عناصر النموّ ومقوّماته. إنّ هذه الخلايا يطلق عليها مصطلح الخلايا التي لا تموت؛ بمعنى أنّه بفعل التشطير الخليوي المتعاقب لا تفقد خاصيّتها على البقاء، كما أنّها تمتلك قابليّة الانقسام إلى مختلف الخلايا النسيجيّة إذا تعرّضت لظروف البيئة التي تزرع فيها والمواد الكيميائيّة التي تضاف إليها. وعليه فإنّ الخلايا الجذعيّة هي الخلايا التي تقبل التمايز والانقسام والانشطار إلى مختلف المراتب الخليوية، التي لا تمتاز بفعل الانشطارات الخليوية المتعاقبة، وإنّما تمتاز إذا ألقيناها بحسب المصطلح نحو الخلايا النسيجية المنشودة. وفيما يتعلّق بالاستنساخ أو ما يصطلح عليه في اللغة الإنجليزية بـ (cloning)، كان هربرت فيبر ـ وهو عالم فسيولوجي مختصّ في فسلجة النباتات ـ هو أوّل من ابتكر هذا المصطلح سنة 1903 م، حيث أخذه من اللفظ اليوناني القديم (clone)، والذي يطلق على فرع من ظاهرة نباتية تعني قابلية النبات للتبرّعم والنموّ من جديد. إنّ استعمال مصطلح (cloning) مأخوذ من هذه الظاهرة حيث يبدو من فرع نباتي لا يحمل قابلية إنتاج عينه، أن يُنتج نباتًا مشابهًا له. وقد أدّى الإنجاز الهام الذي تحقّق في عام 1996 م حيث تمّ استنساخ النعجة دولي بواسطة الاستفادة من خلايا ممتازة بالكامل، إلى التوصّل إلى إمكانيّة أن يقوم علماء حقل الأحياء بسلسلة من هذه التجارب العلمية ولا سيّما على الأنواع الحيوانية ذات الخصائص الجينية الممتازة والتي تحتوي أبعادها الاقتصادية على أهمية كبيرة، حيث يمكن الحصول على إنجازات هامّة في صناعة الدواجن وكذلك إصلاح الأعراق والفصائل أيضًا. من ذلك على سبيل المثال: استنساخ أبقار تتمتّع بقدرات كبيرة على التخصيب والتناسل (وإنتاج اللبن بكميات كبيرة، وسرعة في النمو، ومقاومة الأمراض، والبقاء على قيد الحياة مدة أطول على مستوى القطيع وسائر الخصائص الجينية الممتازة الأخرى). وبطبيعة الحال لا شكّ في أنّ التوصّل إلى هذه الإمكانية ينطوي على أهميّة كبيرة من الناحية الاقتصادية وتطوير صناعة الدواجن والزراعة. وأمّا بحث استنساخ الإنسان فقد تمّ طرحه عام 1969 م من قبل شخص يُدعى هالدن، ثم أجريت بعض التحقيقات والدراسات في هذا الشأن. وفي هذا الخصوص عمدت شركة (Clonaid) إلى الادّعاء بأنّها قد تمكّنت سنة 2002 م من استنساخ أوّل كائن بشري وأطلقت عليه اسم (Eve) أو «حوّاء»، إلّا أنّ هذه الشركة لم تقدّم من المستندات والوثائق العلمية ما يثبت صحّة ذلك، وهذا أمر طبيعي بالنظر إلى ما يترتّب على ذلك من المسائل الأخلاقيّة، حيث واجه هذا الأمر الكثير من الاعتراضات والشجب والإدانة. وبالالتفات إلى هذه الاعتراضات المتوجّهة إلى أصل هذه العملية، لم يتم طرحها على المستوى العالمي بما يتيح الأرضية لتناول سائر أبعادها العلمية. وفي عام 2004 م عاد الادّعاء من قبل بعض الجهات حول تمكّنها من استنساخ أعداد أخرى من النماذج البشرية، ولكن هذه الجهات بدورها لم تقدم مستندات علمية على هذه المدعيات. من الناحية العلمية هناك ثلاثة أشكال رئيسة في القيام بعملية الاستنساخ؛ الشكل الأوّل: هو الشكل المتّبع في المختبرات على نحو شائع تحت عنوان (gene cloning)، ولم يكن هذا الشكل مثار جدل من الناحية الأخلاقية؛ لأنّه كان يتمّ في المراكز العلمية والمختبرات الخليوية بشكل روتيني. والشكل الثاني هو بحث (reproductive cloning) ويعني استنساخ كائن حي بشكل كامل، حيث يدور بحثنا اليوم في الغالب حول هذا المحور. والشكل الآخر الذي له تطبيقات وتوظيفات علاجيّة، والذي يتم الحديث عنه في العالم حاليًا هو هذا النّوع من الاستنساخ، وهو موضوع الـ (Therapeutic cloning) أو الاستنساخ العلاجي والاستشفائي. وبعبارة أخرى: إنّ الذي يتمّ تداوله حاليًا فيما يتعلّق بالاستنساخ في الإنسان، ليس هو بحث الاستنساخ البشري الكامل على طريقة التناسل، وإنّما هو التوظيف العلاجي والاستشفائي للاستنساخ. وفي هذه الطريقة يتم أخذ خلايا جنينية (stem cell) من الجنين في مراحل تكوينه الأولى، ثم تُلقى الخلايا المفصولة إلى مختلف الأنسجة المنشودة والتي تمسّ الحاجة إليها، لكي تتمّ الاستفادة منها في هندسة النسيج أو الأنسجة التالفة والمتضرّرة أو التي تعاني من الضعف والضمور. وهناك ـ بطبيعة الحال ـ أبحاث ودراسات تخصّصيّة أخرى حول الاستنساخ لا يتّسع المجال هنا إلى تناولها بالبحث والنقاش.

* إلى أين وصل مشروع الاستنساخ البشري، وما هي الغايات التي يرمي إليها هذا المشروع؟ ثم كيف تقيّمون موقف بلدان العالم ـ ولا سيّما الولايات المتحدة الأميركيّة ـ من العمل على استنساخ الإنسان؟

-إنّ مشروع الاستنساخ البشري بموجب (reproductive cloning) على أساس الاتّفاق المنعقد بين أكثر من سبعين دولة، تم اعتباره رسميًا عملاً غير مشروع ولا قانوني ومخالف للمعايير والموازين الأخلاقيّة، وتم حظر القيام به. وفيما يتعلّق بالولايات المتحدة الأميركيّة، يجب القول إنّه بعد طيف واسع من الدراسات ذهبت الكثير من الولايات الأميركيّة في عام 2014 م وبالتحديد ثماني ولايات منها إلى اعتبار هذا الأمر غير قانوني من الناحية العملية، في حين ذهبت أربع ولايات أخرى إلى حظر القيام بأيّ تمويل أو استثمار في خصوص الاستنساخ البشري والتناسلي. إنّ منع هذا الاستثمار والتمويل لم يتمّ التعامل معه بوصفه نوعًا من الاعتراض الجاد على الاستنساخ البشري، وإنّما تمّ التعاطي معه على أنّه مجرّد حظر مالي لهذا النوع من المشاريع لا أكثر. وعليه لو أمكن لمؤسّسة تحقيقيّة أن تعمل على تمويل هذا المشروع اعتمادًا على مصادر مالية خاصّة أو ذاتيّة أو على نفقتها الخاصة، لن يتمّ ردعها أو إيقافها عن مواصلة هذا المشروع والمضيّ به إلى نهايته. وفيما يتعلّق بعشر ولايات أخرى اعتبر القيام بـ (reproductive cloning) غير ممنوع بشرط أن يتمّ القضاء على الجنين المتخلّق من هذه العملية في مراحل تكوينه الأولى وعدم نقله إلى رحم شخص آخر. إنّ القيام بالاستنساخ البشري عُدّ في هذه الولايات من أجل الغايات التحقيقيّة مقبولاً إلى هذا الحد، ولكن بالنسبة إلى ولايتين أخريين فقد اعتبر القيام بهذه العملية غير ممنوع، وكان الدليل على عدم حظره ومنعه في هاتين الولايتين هو التقدّم الذي يجب تحقيقه في إطار الأهداف العلاجيّة والطبيّة وما إلى ذلك من الأمور الأخرى. ولكن بغض النّظر عن مسألة الاستنساخ البشري، وادّعاء شركة (Clonaid) القائل بولادة طفلة في سنة 2002 م، وكذلك دعوى قيام بعض البلدان الأخرى بالاستنساخات البشرية في عام 2003 م، فقد تمّ بالفعل إجراء استنساخ على القرود، حيث نجحت تجربة استنساخ القرد ماكاك (macaques). والسبب الذي يدعونا إلى تناول بحث استنساخ القرود يعود إلى الشبه الكبير بينه وبين الاستنساخ البشري. وأمّا فيما يتعلق بالإجابة عن السؤال القائل: إلى أيّ مرحلة وصل مشروع الاستنتساخ البشري؟ وما هي الغايات المنشودة من هذا المشروع؟ فإنّ الجواب هو بطبيعة الحال أنّ من أهمّ الأهداف التي يُراد تحقيقها من وراء الاستنساخ البشري هي الفوائد العلاجية منها إلى الاستنساخ البشري الكامل. كما أنّ توظيف هذا المشروع في الكثير من الأمراض التي تحتاج إلى استبدال نسيج أو عضو أو جزء منه، يعدّ من التطبيقات الأخرى لهذه التقنية. وفي خصوص الاستنساخ البشري الكامل يدور البحث حول ما إذا كان بمقدورنا إعادة بعض الأشخاص العباقرة والذين يتمتّعون بكفاءات ذهنيّة وعقول جبّارة إلى الحياة ثانية والاستفادة من قدراتهم وطاقاتهم العلمية والعقلية؟ فهل يمكن لنا ـ على سبيل المثال ـ أن نستعيد استنساخ ألبرت أنشتاين أو ليوناردو دافنتشي وأضرابهما؟ كما تمّت إثارة هذا البحث القائل: إلى أي حدّ سيكون الشخص المستنسخ شبيهًا بنسخته الأولى؟ فهل سيكون بين النسختين مجرّد تشابه ظاهري فقط؟ وما هو الشأن من ناحية أداء مختلف الأنظمة الجسدية بما في ذلك السلسلة العصبية والأعصاب المركزية والذكاء والدراية التي يمكن توقّعها من الشخص المستنسخ؟ كل هذه الأمور جديرة بالبحث، وسوف نتحدّث عن ذلك في مجاله المناسب إن شاء الله. كما يُعدّ التوظيف العلاجي للاستنساخ البشري في حقل الطب الترميمي وإمكان استبدال النسيج أو الأعضاء في الطب الشخصي (medicine personalized) ـ حيث يتمّ بحث ودراسة بروتوكول كلّ شخص بشكل مستقل ـ أمرًا بالغ الأهمية. من ذلك على سبيل المثال إذا كان الشخص مصابًا بعجز كلوي أو يعاني من مرض مزمن في الكبد، فإنّه وإن أمكن زرع كلية أو كبد له من شخص آخر متبرّع، بيد أنّ عدم القرابة الجينية المضادة وإمكان طرد الجسم للعضو الجديد يبقى أمرًا مطروحًا، وهذا يمثّل مشكلة ماثلة، وهنا يأتي دور الحديث عن الطب المتمحور حول الشخص والفرد. وفي هذه الحالة إذا أمكن لنا أن نزرع الخلايا الجذعية للشخص المصاب داخل جنين في حالة التكوّن، فإنّ الخلايا (stem cell) المزروعة سوف تلتحم مع الكتلة الخليوية الداخلية (inner cell mass) لهذا الجنين الذي هو في طور التكوين والتخلّق، وتتوزّع هذه الخلايا في مراحل النموّ والتكوين الجنيني في مختلف أنسجة البدن. من ذلك ـ على سبيل المثال ـ لكي نستبدل كبد الشخص الذي يعاني من تليّف في الكبد، نعمل في البداية على تعديل الجينات الدخيلة في توليد الكبد في جنين الخنزير، بحيث نعمل على إبطال نشاط مجموع الجينات التي يمكنها تشكيل الكبد في جسم الخنزير. وعليه سوف يكون الجنين الذي هو في طور التكوّن فاقدًا للكبد من الناحية العملية وسوف يموت. وفي ظلّ هذه الظروف سوف نعمل على تزريق الخلايا الجذعية للشخص المذكور في جوف جنين الخنزير، وإنّ هذه الخلايا بعد اتّصالها بكتلة الخلية الداخلية سوف تكون لاحقًا هي البديل للخلايا الجذعية المكوّنة لخلايا الكبد. وعلى هذا الأساس فإنّ الخنزير أو الحيوان المنشود بدلاً من امتلاكه لكبده الخاص أو البنكرياس أو الطحال الخاص به، سوف يمتلك في جوفه كبدًا بشريًّا أو أيّ عضو بشري آخر. وعلى هذا الأساس فإنّ كبده سوف يكون من الناحية الفعلية كبد ناشئ من خلايا بشرية، وحيث إنّه في المرحلة الجنينية لم تتميز خلاياه الدفاعية الطاردة التي يمكنها دفع النسيج المنشود، فإنّ جسم الجنين سوف يعتبر الخلايا المودعة فيه من خلاياه الذاتية. وفي هذه الحالة لن يحدث طرد نسيجي، ويمكن إخراج النسيج المنشود من جسم الحيوان، وزرعه داخل جسم الإنسان.

* ما هي المحاسن والمعطيات الإيجابية المترتّبة على مشروع الاستنساخ البشري بالنظر إلى التطوّرات والآفاق والأهداف التي يشتمل عليها؟

-لقد تقدّم جزء كبير من الجواب عن هذا السؤال في معرض الإجابة عن السؤال السابق. إنّ الذي يرتبط ببحث الاستنساخ البشري بشكل أكبر، هو بحث الاستنساخ العلاجي (Therapeutic cloning)، والذي يتمّ توظيفه من أجل رفع الأمراض أو الحيلولة دون ظهور الكثير من  الأمراض أو مساعدة الأشخاص الذين تعرّضوا إلى عاهات جسديّة أو نقص عضو أو عجز في وظائف بعض الأعضاء، ولا سيّما في الطب المتمحور حول الفرد، حيث توجد هذه القابلية التي يمكن معها استخراج العضو المتضرّر واستبداله بالعضو السليم، أو العمل بشكل مطلوب على تعديل جزء من الجين الذي يعاني من نقص في الأداء، وبعد تعديله جينيًّا وتلفيقه بطريقة الاستنساخ، يتمّ العمل على رفع ذلك النقص. وعلى هذا الأساس ربّما كانت الاستفادة الأكبر من الاستنساخ العلاجي، بغية استبدال أعضاء مثل: الكلى والرئة والقلب وما إلى ذلك، وحتى فيما يتعلّق بالأمراض المزمنة أو الخرف، ممّا يُرجى اليوم علاجه من خلال الاستفادة من الخلايا الجذعيّة الجنينية. وهكذا علاج أمراض النقص الجيني والوراثي بواسطة الاستفادة من تلفيق العلاج الجيني والاستنساخ، ولا سيّما الاستفادة من الخلايا الجنينية الجذعية. ومن ناحية أخرى لدى الأفراد الذين يتمتعون بمقاومة تجاه بعض الأمراض مثل الـ (HIV)، شوهد حدوث نشاط في جين الـ (5CCR) بحيث يعطيهم مناعة تجاه هذا الفايروس. وعلى هذا الأساس فإنّ معرفتنا بالوضع الجيني لدى هذا الفرد، وإمكان التعديل الجيني والوراثي في الأجيال القادمة بواسطة الاستفادة من الأساليب الخليوية تطرح أساليب لعلاج هؤلاء الأشخاص. وعلى نطاق أوسع فإنّ الاستفادة من هذه المجموعة من التقنيات تذلّل إمكانية الحيلولة دون ظهور هذا النّوع من  الأمراض الوراثية في الأجيال القادمة. من قبيل رفع مستوى المقاومة لدى الأفراد في إفريقيا، ورفع مستوى المناعة لديهم تجاه الإصابة بفايروس الإيبولا، من خلال التعرّف على الجينات لدى الأشخاص الذين قاوموا هذا المرض. هذه من جملة الآفاق الماثلة أمامنا والتي يمكن بيانها في إطار تطبيقات الاستنساخ البشري.

* ما هي الانتقادات الدينيّة الواردة على مشروع الاستنساخ البشري؟ وبعبارة أخرى: ما هو موقف الدين من هذه المسألة؟

- لو أمكن إيجاد شخص شبيه بشخص آخر تمام الشبه ـ بغض النظر عن المسائل الأخلاقية والدينية ـ هل سيكون الروح التي ينفخ في جسمه هو الروح نفسه لصاحب الخليّة الأولى؟ لا يوجد مثل هذا الاعتقاد لدى المختصّين في هذا الشأن. ومن هنا لا يبدو أنّ الاستنساخ البشري متعارض مع المعتقدات الدينية. وعليه فإنّ بحثنا في حقل الاستنساخ البشري لا يعني أنّ الإنسان قادر على نفخ الروح فيه. ومن ناحية أخرى لم يرد نهي أو ردع من الله عن إمكانيّة إيجاد بعض الأشياء. لا على ذلك الشكل الذي يجعلنا قادرين على خلق أشياء من العدم. ففي الاستنساخ البشري نحن نمتلك بويضة لم نقم نحن بخلقها. لدينا مانح الخلية النووية، وهي الأخرى لم نقم نحن بخلقها. وعلى كل حال نحن نمتلك في البين مواد لسنا نحن من خلق شيئًا منها. وحتى لو قلنا بأنّ الإنسان سوف يتمكّن من صنع الـ (DAN)، فإنّ هذا الـ (DAN) بدوره يتكوّن من جزيئات دقيقة تعمل على تشكيل الـ (DAN) من خلال الانضمام إلى بعضها، وهذه الجزيئات لسنا نحن من أوجدها وخلقها. بمعنى أنّنا لا نستطيع أن نقدّم أنفسنا أبدًا بوصفنا خالقين في عرض الله سبحانه وتعالى؛ لأنّ مثل هذا الادّعاء سيكون ادّعاءً جزافيًّا واعتباطيًّا. وعلى هذا الأساس فإنّ الخلق بهذا المعنى لا موضع له من الإعراب في مورد الإنسان. أجل، يمكن لنا أن نكون مبدعين لأثر ما، إلا أنّ الخالق الأصلي حتى في مثل هذه الحالة سيكون هو الذي أوجد هذه المواد الأولية وخلقها، وهو غيرنا بلا شك. وعلى هذا الأساس فإنّي من هذه الناحية أرى أنّ الكثير من العلماء في حقول المعارف الدينية ـ سواء في الإسلام أو سائر الأديان والمذاهب الأخرى ـ يُجمعون على هذه المسألة، ولا يرون إشكالاً في القيام بها. ومن الناحية العمليّة في الأبحاث والمسائل الدينيّة ما دام الإنسان لا يدّعي مثل هذه الادّعاءات التي تجعل منه ندًا لله، لا يمكن لأحد أن يُشكل عليه. فأنت تريد الاستفادة من علمك في إطار إنتاج وتكثير أصناف حيوانية تساعد على تعزيز المستوى الاقتصادي، شريطة أن لا تلحق الأذى بالبهيمة، يبدو أنّه ليس هناك ما يدعو إلى المنع من ذلك. وهو ما قمنا به في مختبراتنا بشكل وآخر. وهو الأمر الذي قامت به أكثر البلدان الأخرى قبلنا أيضًا. وأمّا في مورد الإنسان فهناك ـ بالالتفات إلى المسائل الأخلاقية ـ الكثير من الأقوال والكلمات التي سوف نشير إليها بشكل مختصر.

* ما هي الانتقادات والتحديات «الأخلاقية» الواردة على الاستنساخ البشري؟

- ربّما الذي يمكن تناوله بالبحث أكثر من غيره في هذا الشأن هو الجانب الأخلاقي من الموضوع. إنّ الذي يتم التأكيد عليه بشكل أكبر، هو البحث عن الهويّة الشخصيّة للأفراد؛ فلو أوجدنا أشخاصًا مثل شخص واحد، ألن يؤثّر ذلك في هويّة الشخص الأوّل، أو الأشخاص الذين سيولدون بعد ذلك؟ هناك آراء مختلفة حول هذا الموضوع المثير للجدل، بيد أنّ أغلب هؤلاء الأشخاص يذهبون إلى القول بأنّ هذا الأمر من شأنه أن يكون مثيرًا للمشاكل. وذلك لأنّ كل واحد منا يمتلك شخصيّة تخصّه، وكلّ واحد منّا يحبّ أن يحافظ على هذه الشخصيّة الفذّة التي تخصّه وتعنيه دون غيره. البحث الآخر هو: هل مشروع الاستنساخ البشري مسار مأمون بالكامل؟ في حين أنّنا نعلم أنّه ليس مسارًا مأمونًا بالكامل. وذلك لأنّنا نعلم أنّ الخليّة التي تستقرّ داخل البويضة الفاقدة للنواة، قد تحمل في ذاتها درجات من الـ (mutation)، وهذه المقولة بعد تكوّن الجنين، قد تخلق بعض المشاكل فيما بعد الولادة وفي المراحل التالية من النموّ. ومن ناحية أخرى فإنّ جدوائيّة ونسبة كمال الاستنساخ متدنية جدًا، وإنّ الكثير من الأجنّة التي توجد بهذه الطريقة تفقد حياتها، وهناك الكثير من الانعقادات التي واجهت الفشل والإخفاق. والسؤال الآخر: هل يجوز لنا أخذ بويضات الأشخاص والاستفادة منها من أجل الـ (reproductive cloning)؟ يرى المحقّقون عدم جواز اعتبار الأشخاص بوصفهم مصانع لإنتاج البويضات من الناحية الأخلاقية. وحتى في مقولة الـ (IVF) في الإنسان حيث لا يرد بحث الاستنساخ البشري تقوم بعض النساء ببيع بويضاتهن بسبب احتياجاتهن المادية. وفي خصوص الـ (donation egg) والتبرّع بالبويضات في مسار الاستنساخ البشري، حيث تكون فاعلية الطاقة (efficiency) متدنّية للغاية، حيث يخضع الأشخاص لتأثير التركيبات الهرمونية في مراكز العلاج بغية الحصول على المزيد من البويضات، هل يسوغ لنا الترويج لمثل هذا الأمر على المستوى العملي؟ إنّ القيام بهذا الأمر رغم الربح الذي يجنيه الشخص المتبرّع بالبويضة، ولكنّه يضرّ بصحّته وسلامته قطعًا. ومن هنا فقد كانت هذه القضية على الدوام مثار انتقاد من الناحية الأخلاقية، ثم إنّ الخلايا المانحة للنويّة التي يتم أرشفتها قبل ذلك، ويمكن أن تحدث في هذه الأرشفة سلسلة من الطفرات المختلفة؛ أفلا يؤدّي هذا الأمر إلى ظهور أمراض وسلبيات جديدة في الجنين المولود حديثًا؟ ومن ناحية أخرى فإنّ الخلية التي يتمّ وضعها في البويضة يجب أن تعاد برمجتها (reprogram) مجدّدًا، لتحصل على خاصية الـ (totipotency). من ذلك ـ على سبيل المثال ـ أنّ الخلية التي كانت قبل ذلك تؤدّي دور الجلد، يتعيّن عليها الآن أن تمثّل دورها بوصفها خليّة جنينيّة (totipotent). ومن هنا لا مندوحة من تغيير عنصر الـ (epigenetic) في هذه الخلية. وعلى هذا الأساس يجب من الناحية العملية إسكات سلسلة من الجينات التي كانت ناشطة في السابق، واستدعاء سلسلة من الجينات الأخرى التي تشكّل الجزء الأكبر من الجينات، والعمل على دعوتها مجدّدًا لتلعب دورها بوصفها نواة لخلية الجنين الأولى. إنّ مقولة الـ (remodeling) و(reprogramming) في نواة الخلية المانحة تخفض فاعلية الاستنساخ البشري إلى حدّ كبير. وفي هذا السياق يموت الكثير من الأجنّة في المراحل الأولى من التكوّن، بل وإنّ الكثير منهم يسقطون حتى في مرحلة الانعقاد والحمل بسبب هذه التغييرات العارضة أو بفعل متغيّر الـ (epigenetic)، وحتى إذا بلغوا مرحلة الولادة، هناك احتمال كبير أن يموتوا بعد الولادة أو خلال السنتين أو السنوات الثلاثة الأولى من مجيئهم إلى هذه الحياة. وبطبيعة الحال فإنّ كلّ سقط ينطوي على مخاطر تتعرّض لها الأم. ومن هذه الناحية هناك جدل أخلاقي محتدم بشأن ولادة كلّ هذه الأجنة، وأنّ الكثير منهم يموتون في هذا المسار؛ لنحصل في نهاية المطاف على جنين يصل إلى مرحلة الولادة، ولا نعلم هل سيكون له بعد الولادة وفي المستقبل فرصة ممارسة النشاط الجيني ذاته المتاح بالنسبة إلى الكائن الحاصل نتيجة للتلاقح بين خليتين جنسيتين من البويضة والحيمن أم لا؟ وعلى هذا الأساس هناك على الدوام مخاطر تكمن في عدم تمكّن هذه الخلايا من أداء دورها بشكل فاعل، وسوف يترك هذا الأمر لاحقًا مشاكل واضطرابات متنوّعة في كروموزومات الشخص الذي يولد وما إلى ذلك من المعضلات والآفات الظاهرية الأخرى. ومن ناحية أخرى فإنّ مشروع الاستنساخ البشري ينطوي على مسار مكلف، ونحن من الناحية العمليّة نعمل في هذا المشروع على توفير خدمة للأغنياء فقط كي يتمكّنوا من الاستفادة من هذه التقنية؛ حيث إنّ من بين تطبيقات الاستنساخ البشري هي الاستعانة بها في حلّ مشكلة الأشخاص الذين يعانون من العُقم ولا يستطيعون الوفاء بعملية التلقيح بشكل طبيعي. وبذلك سوف ينخفض مستوى التنوّع الجيني من الناحية العملية؛ إذ إنّ من بين المفردات الجمالية والمدهشة في عالم الخلق هو التنوّع الذي نراه في الموجودات والكائنات، وعلى هذا الأساس فإنّ الاستنساخ سوف يقلّل من التنوّع الموجود في هذه الحياة، وهذا الأمر بدوره يعتبر مثار جدل من الناحية الأخلاقية. الأمر الآخر: هل الذين يولدون من طريق الاستنساخ البشري سوف يتمتّعون بمعدل أعمار مثل تلك التي يتمتّع بها أولئك الذين يولدون بشكل اعتيادي؟ هناك في نهاية الـ (DNA) كروموزومات متوالية من الـ (nucleotide) تحت عنوان الـ (telomere)، حيث يتناقص طولها تباعًا بواساطة تقسيمات خليوية متعاقبة في طول العمر، حتى لا يعود للخلية قابلية التكاثر، وتفقد خصوصيّة بقائها على قيد الحياة. بعد ملاحظة ما تقدّم، ألا يؤدّي مسار الاستنساخ البشري الذي يتمّ فيه أخذ خلية من المتبرّع بالنواة إذا كان هذا المتبرّع شخصًا كبيرًا يبلغ من العمر ثلاثين أو أربعين سنة، إلى تأثّر الجنين المولود من هذه العملية، بعبارة أخرى: ألا يؤثّر ذلك على الجنين المولود من تلفيق الخلايا الجنسية من حيث قصر الـ (telomere)، فيؤدّي ذلك إلى تقصير عمر الجنين المولود حديثًا؟ وعلى الرغم من أنّ الدراسات التي أجريت في هذا الشأن قد أثبتت أنّ الـ (telomere) يعمل على إعادة صياغة نفسه في مسار انتقال النواة، ولكن تبقى الهواجس على الدوام باقية؛ إذ ربّما واجه هؤلاء الأشخاص مشكلة من ناحية طول العمر إلى حدّ ما، يُضاف إلى ذلك مختلف أنواع الآفات، من قبيل: زيادة الأنسولين في الدم، وانخفاض منسوب السكر في الدم، والأمراض التنفسيّة والعصبية، وضعف المنظومة الدفاعية وجهاز المناعة في الجسم، وما إلى ذلك، من بين الهواجس الماثلة في مسار الاستنساخ البشري. ومن التحديات الأخرى في بحث الـ (therapeutic cloning) أنّ لخلايا الـ (stem cell) خصوصيّةً تشبه خصوصيّة الخلايا السرطانية. ومن ناحية أخرى فإنّ خلايا الـ (stem cell) خلال الأرشفات المتعدّدة والتقسيمات الخليوية، تتوفّر لها إمكانيّة تراكم الموتاسيون بشكل كبير، الأمر الذي يخلق أرضية لظهور السرطان والتحديات الأخلاقية المترتبة على ذلك.

* ما هي التحديات «الحقوقية» والانتقادات الواردة على الاستنساخ البشري؟

-إنّ الأبحاث والمسائل الحقوقيّة لا تدخل في مجال اختصاصي، بيد أنّ الذي تعلّمته من خلال التحاور مع الإخوة والأصدقاء في هذا الشأن هو: هل يجوز لنا في الأساس أن نستنسخ شخصًا أم لا؟ لأنّ ذلك سيؤدّي إلى إثارة مسائل من قبيل الإرث والأبحاث الخاصّة بحقوق الإنسان والحقوق الفرديّة والشخصيّة للشخص المستنسخ. وهل يمتلك هذا الشخص المستنسخ من الناحية القانونية مثل حقوق الشخص الأوّل الذي تكوّن منه؟ هذه أسئلة وإثارات كانت ولا تزال موضع جدل محتدم. والسؤال الآخر: هل الشخص المستنسخ هو الشخص الأوّل عينه الذي تكوّن من خليّته؟ في الحقيقة لا يوجد هناك ما يضمن أن يكون الشخص المستنسخ صورة متطابقة تمامًا مع صاحب الخلية الأولى من حيث الخصائص السلوكية والأخلاقية؛ وذلك لأنّ الخصائص الفردية والشخصية هي مزيج من التفاعلات الجينية والبيئية والعلمية والتربوية التي تخضع للظروف المحيطة بالشخص وما إلى ذلك من العوامل والعناصر الأخرى. وعليه فإنّه من الناحية الحقوقية بالإضافة إلى انتهاكنا لفردية الفرد وهويّته الشخصيّة، سوف تكون الأبحاث المحيطة بهذه المسألة مثار جدل ولغط، وهي أمور من قبيل ما إذا كان هناك إرث وميراث، وكيف يمكن تقسيم التركة ـ إذا كان هناك من تركة ـ بين هذين الشخصين، وما إلى ذلك من المسائل الأخرى.

* ما هي التحدّيات العاطفيّة والشخصيّة المترتّبة على الاستنساخ البشري؟ وفي الأساس كيف يمكن لهذه المسألة أن تُدخل أزمة الهويّة في المستقبل؟

-لقد أشرنا في طيّات ما تقدّم إلى هذه الناحية بشكل وآخر؛ وهي أنّي ـ على سبيل المثال ـ إذا اتّخذت قرارًا بأن يكون لي ولد مستنسخ مني، إنّ هذا الولد سوف يغدو بعد عشرين سنة ـ أو بعد ثلاثين أو أربعين أو خمسين سنة ـ شخصًا يشبهني تمامًا، وسوف يبقى السؤال ماثلاً أمامه على الدوام؛ حيث يسأل نفسه قائلاً: «تُرى من أكون؟! فهل أنا هو الشخص المستنسخ عن ذلك الشخص الذي أخذت منه الخلية؟ أم أنا أخوه؟». وفي الأساس من هو والد هذا الشخص؟ وبعبارة أخرى: إنّ هذا الشخص المستنسخ سوف يقول لنفسه على الدوام: لم يكن لي أب أو أم ليأتيا بي إلى هذا العالم، وعلى هذا الأساس لن يشعر بأنّ له أبًا وأمًّا مثل الأشخاص الطبيعيين؛ ومن هنا فإنّه لا يعلم ما إذا كان أخًا أو نجلاً لصاحب الخلية. ومن هنا فإنّه سوف تكون هناك على الدوام تحدّيات خاصّة من هذا النّوع تحتدم في ذهن الشخص المستنسخ من الناحية الروحيّة والذهنيّة، وإنّ هذا الأمر سوف يطغى في الأساس على العلاقات والروابط الأسرية. فأنا بالتالي من أكون يا ترى؟ فهل أنا أعدّ في نهاية المطاف ابنًا لهذه الأسرة أم أنا شقيقها؟ ومن ناحية أخرى عندما ينظر الشخص المستنسخ إلى الشخص المتبرّع بالخلية ـ لا سيّما إذا كان الشبه بينهما بالغًا حدّ التطابق ـ يمكن أن يحمل ذلك تحديات ذهنيّة مستفحلة من الناحية الروحية والنفسية. وعليه فإنّه بالإضافة إلى التحديات الماثلة أمام العلاقات الأسرية، هناك تحديات في حقل الهويّة أيضًا. وهي أنّني من أكون في نهاية المطاف؟ نجل من؟ شقيق من؟ وهل أنا بنت أو أم؟

* كيف تقيّمون مستقبل الاستنساخ البشري؟ وما هي التبعات والتداعيات التي سوف تترتّب على هذا المستقبل؟ وما هي المزايا والعيوب التي تترتب على ذلك؟

-إنّ الكثير من الأمور التي كانت ممنوعة في السابق، تمّ رفع الحظر عنها لاحقًا، وأصبح من الممكن تداولها والاستفادة منها. وعليه لا يمكن الحديث في هذا الشأن بشكل واضح وصريح أو إصدار أحكام محسومة وقاطعة في هذا الأمر. وأمّا الإجابة عن السؤال القائل: «ما هي المزايا والعيوب التي تترتّب على ذلك؟»؛ فقد أشرنا إلى الإجابة عنه خلال هذا البحث والحوار بشكل نسبي. وربما كانت المزيّة الأكبر في الاستنساخ البشري تكمن في إنتاج أنسجة وأعضاء للأشخاص الذين يعانون من اختلالات أو أمراض مزمنة، لغرض القضاء على معاناتهم وإزالة آلامهم على المستوى النفسي والجسدي. ولا سيّما بالنسبة إلى الأمراض التي يصعب علاجها؛ حيث تكتسب هذه المسألة أهميّة أكبر؛ من قبيل العضو الذي لا يرجى علاجه أو الأمراض القلبية وأمراض العروق والشرايين أو الأمراض الوراثية والجينية، حيث لا تجدي العقاقير المتوفّرة حاليًا في علاجها. وأما عيوب الاستنساخ البشري ـ كما سبق أن ذكرنا ـ فهي أنّها بالإضافة إلى المسائل الأخلاقية، تعاني من جدوائية متدنية في مسار الاستنساخ البشري؛ حيث إمكانية واحتمال ظهور التداعيات والتبعات العلاجية غير المقصودة، مما لا يزال يشكل هاجسًا في هذا المجال. وعليه فإنّ الإجابة عن السؤال القائل: «كيف تقيّمون مستقبل الاستنساخ البشري؟» ـ بمعزل عن التطبيقات العلاجيّة له ـ سوف تكون رهنًا بهذه التداعيات والهواجس وسائر التحدّيات الماثلة أمامنا.


تعريب: حسن علي مطر الهاشمي.

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف