البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

النكت البديعة في تحقيق الشيعة

الباحث :  تأليف الفقيه المحدّث الشيخ سليمان بن عبد الله الماحوزي البحراني ت 1121 هـ تحقيق مشتاق صالح المظفّر
اسم المجلة :  تراثنا
العدد :  99
السنة :  السنة الخامسة والعشرون / رجب - ذو الحجة 1430 هـ
تاريخ إضافة البحث :  March / 2 / 2016
عدد زيارات البحث :  9240
النكت البديعة في تحقيق الشيعة
تأليف
الفقيه المحدّث الشيخ سليمان بن عبد الله الماحوزي البحراني ت 1121 هـ
تحقيق
مشتاق صالح المظفّر
مقـدّمة التحقيـق
الحمد لله ذي القدرة والجلال ، والرفعة والكمال ، الذي عمّ عباده بالفضل والإحسان ، وميّزهم بالعقول والأذهان ، وشرّفهم بالعلوم ، ومكّن لهم الدليل والبرهان ، وهداهم إلى معرفة الحقّ والصواب ، بما نزّل من الوحي والكتاب ، الذي جاء به أفضل أُولي العزم الكرام ، مولانا وسيّدنا محمّد بن عبد الله خاتم النبيّين وأشرف العالمين صلّى الله عليه وعلى الأطائب من عترته ، ذوي الفضائل والمناقب ، حجج الله على كافّة المسلمين ، الهادين المهديّين ، الذين يهدون بالحقّ وبه يعدلون .
أخبرنا النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) بافتراق أمّته من بعده ثلاث وسبعون فرقة إثنتان وسبعون في النار وواحدة ناجية ، وهذا من إعجازه (صلى الله عليه وآله) وإخباره بالمغيّبات ، كما أخبرنا عن أمور كثيرة جدّاً ، منها سرعان ما تحقّق حدوثه بعد وفاته (صلى الله عليه وآله) كانقلاب الأمّة على أهل البيت (عليهم السلام) ، هكذا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)مخاطباً أمير المؤمنين (عليه السلام) ، « إذا متُّ ظهرت لك ضغائن في صدور قوم يتمالؤون عليك ويمنعونك حقّك»(1) . وأمثال هذا الحديث
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عيون أخبار الرضا(عليه السلام) 2 / 72 / 303 .

صفحه 278
كثير ، ومنها لم يحدث ولم يتحقّق إلى الآن ، كالعلامات التي تظهر قبل ظهور الإمام الحجّة المنتظر (عليه السلام) وغيرها .
تعرّض شيخنا الماحوزي رحمه الله في رسالته هذه النكت البديعة إلى الطوائف وأصحابها ومعتقداتها بشكل تفصيلي وأثبت بطلان الباطل وأحقّية المحقّ بالأدلّة القاطعة القانعة من القرآن والسنّة النبوية ، وما بقي علينا إلاّ أن نذكر في مقدّمتنا لتحقيق هذه الرسالة الشريفة الأحاديث المتواترة عن النبيّ والعترة الطاهرة عليهم أفضل الصلاة والسلام في افتراق الأمّة بعد رحيل النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) ، وهو الذي أخبرهم وحذّرهم من وقوعه ، إذ قال لهم في أواخر أيّامه عندما عاده بعض الصحابة في مرضه الذي توفّي فيه : « ائتوني بدواة وكتف لأكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعدي أبداً » ومقولة الرجل : إنّه ليهجر أو غلب عليه الوجع هو السبب الذي جعل الأمّة تصل إلى ما وصلت إليه اليوم ، فلولا هذه الكلمة لرأينا ماذا كان يريد أن يكتب إلينا حبيبنا المصطفى (صلى الله عليه وآله) وهو الرؤوف على أمّته وهو أرأف من أمّهاتنا علينا ، وأنا على يقين عند ما كان يقول (صلى الله عليه وآله) : « ستفترق أمّتي » يقولها وهو على مضض وعدم ارتياح لما يرى ـ من خلال علمه بالمغيّبات ـ ما يحدث من بعده في أمّته .
وها نحن قد جمعنا ثلّة من الأحاديث الصادرة عنهم : في هذا المضمار لكي نُطلع القارئ العزيز على حقيقة قد لا تسمح الظروف للبعض مطالعتها في الكتب ; لأنّها متوزّعة في كتب الطائفتين ، أو لم تتوفّر لديه هذه الكتب التي استقصيناها من هنا وهناك ورتّبناها حسب وفيات المؤلّفين ، وقد أبدى بعض العلماء آراءهم وتعليقاتهم على بعض الأحاديث التي أوردوها في مصنّفاتهم .
صفحه 279
روى الفضل بن شاذان الأزدي النيشابوري المتوفّى سنة 260 هـ في كتابه الإيضاح :
«عن حذيفة بن اليمان ، عن سلمان أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال : ( ستفترق أمّتي على ثلاث فرق : فرقة منها على الحقّ ، لا ينتقص الباطل منها شيئاً ، يحبّوني ويحبّون أهل بيتي ، مثلهم مثل الذهبة الحمراء ، كلّما أوقد عليها صاحبها لم تزدد إلاّ خيراً .
وفرقة منها على الباطل ، لا ينتقص الحقّ منها شيئاً ، يبغضوني ويبغضون أهل بيتي ، مثلهم مثل الحديدة كلّما أوقد عليها صاحبها لم تزدد إلاّ شرّاً .
وفرقة مذبذبة فيما بين هؤلاء وهؤلاء على ملّة السامري تقول : لا مساس ، إمامهم عبد الله بن قيس)»(1) .
وروى أبو النضر محمّد بن مسعود العيّاشي من علماء القرن الثالث الهجري في كتابه التفسير :
«عن أبي الصهباء (الصهبان) البكري قال : سمعت عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) دعا رأس الجالوت وأسقف النصارى ، فقال : ( إنّي سائلكما عن أمر وأنا أعلم به منكما فلا تكتماني ) ثمّ دعا أسقف النصارى فقال : ( أنشدك بالذي أنزل الإنجيل على عيسى وجعل على رجله البركة ، وكان يبرئ الأكمه والأبرص ، وأزال ألم العين ، وأحيى الميّت ، وصنع لكم من الطين طيوراً ، وأنبأكم بما تأكلون وما تدّخرون ) فقال : دون هذا صدق .
فقال عليّ (عليه السلام) : ( بِكَم افترقت بنو إسرائيل بعد عيسى ؟) فقال : لا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الإيضاح : 61 ـ 62 . وأورده سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين(عليه السلام) 2 / 98 / 585 باختلاف يسير .

صفحه 280
والله إلاّ فرقة واحدة ، فقال عليّ (عليه السلام) : (كذبت والله الذي لا إله إلاّ هو ، لقد افترقت أمّة عيسى على إثنين وسبعين فرقة كلّها في النار إلاّ فرقة واحدة ، إنّ الله يقول : (مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُوْنَ)(1) فهذه التي تنجو )»(2) .
«وروى أيضاً عن أنس بن مالك قال : كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : ( تفرّقت أمّة موسى على إحدى وسبعين ملّة (فرقة) ، سبعون منها في النار وواحدة في الجنّة ، وتفرّقت أمّة عيسى على إثنين وسبعين فرقة ، إحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنّة ، وتعلو أمّتي على الفرقتين جميعاً بملّة واحدة في الجنّة واثنتان وسبعون في النار .
قالوا : من هم يا رسول الله ؟ قال : الجماعات الجماعات)»(3) .
وروى أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني المتوفّى سنة 328 هـ في كتابه الكافي :
«عن أبي خالد الكابلي ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : (ضَرَبَ اللهُ مَثَلا رَجُلا فِيْهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُوْنَ وَرَجُلا سَلَماً لِرَجُل هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلا)(4) ، قال : ( أمّا الذي فيه شركاء متشاكسون : فلان الأوّل ، يجمع المتفرّقون ولايته وهم في ذلك يلعن بعضهم بعضاً ، ويبرأ بعضهم من بعض ، فأمّا رجل سلم رجل فإنّه الأوّل حقّاً وشيعته ) .
ثمّ قال : (إنّ اليهود تفرّقوا من بعد موسى (عليه السلام) على إحدى وسبعين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة المائدة 5 : 66 .
(2) تفسير العيّاشي1 / 330 / 150 .
(3) تفسير العيّاشي 1 / 331 / 151 .
(4) سورة الزُمَر 39 : 29 .

صفحه 281
فرقة ، منها فرقة في الجنّة وسبعون في النار .
وتفرّقت النصارى بعد عيسى (عليه السلام) على إثنين وسبعين فرقة ، فرقة منها في الجنّة وإحدى وسبعون في النار .
وتفرّقت هذه الأمّة بعد نبيّها (صلى الله عليه وآله) على ثلاث وسبعين فرقة ، إثنتان وسبعون فرقة في النار ، وفرقة في الجنّة ، ومن الثلاث وسبعين فرقة ثلاث عشرة فرقة تنتحل ولايتنا ومودّتنا ، إثنتا عشرة فرقة منها في النار وفرقة في الجنّة ، وستّون فرقة من سائر الناس في النار ) »(1) .
وروى أبو جعفر محمّد بن عليّ الصدوق المتوفّى سنة 381 هـ في كتابه الخصال :
«عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ( إنّ بني إسرائيل تفرّقت على عيسى إحدى وسبعين فرقة ، فهلك سبعون فرقة ، وإنّ أمّتي ستفترق عَلَيَّ إثنين وسبعين فرقة يهلك إحدى وسبعون ويتخلّص فرقة ) قالوا : يا رسول الله ، مَن تلك الفرقة ؟ قال : (الجماعة الجماعة الجماعة ) »(2) .
قال الشيخ الصدوق (رضي الله عنه) بعد هذا الحديث : «الجماعة : أهل الحقّ وإن قلّوا ، وقد روي عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال : ( المؤمن وحده حجّة والمؤمن وحده جماعة ) » .
وروى في موضع آخر :
«عن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : (إنّ أمّة موسى افترقت بعده على إحدى وسبعين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الكافي 8 / 224 / 283 .
(2) الخصال : 584 / 10 ، وعنه في بحار الأنوار 28 / 3 / 1 .
صفحه 282
فرقة ، فرقة منها ناجية وسبعون في النار ، وافترقت أمّة عيسى (عليه السلام) بعده على إثنين وسبعين فرقة ، فرقة منها ناجية وإحدى وسبعون في النار ، وإنّ أمّتي ستفترق بعدي على ثلاث وسبعين فرقة ، فرقة منها ناجية وإثنتان وسبعون في النار ) »(1) .
وروى الصدوق أيضاً في كتابه معاني الأخبار :
«عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ( سيأتي على أمّتي ما أتى على بني إسرائيل مثل بمثل ، وإنّهم تفرّقوا على إثنين وسبعين ملّة ، وستفرّق أمّتي على ثلاث وسبعين ملّة ، تزيد عليهم واحدة ، كلّها في النار غير واحدة ) قال : قيل : يا رسول الله ، وما تلك الواحدة ؟ قال : ( هو ما نحن عليه اليوم أنا وأصحابي ) »(2) .
وروى أبو القاسم عليّ بن محمّد الخزّاز من علماء القرن الرابع الهجري في كتابه كفاية الأثر في النصّ على الأئمّة الاثني عشر :
«عن عليّ (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (ستفترق أمّتي على ثلاث وسبعين فرقة منها فرقة ناجية والباقون هالكة ، والناجية الذين يتمسّكون بولايتكم ويقتبسون من علمكم ولا يعملون برأيهم ، فأولئك ما عليهم من سبيل) فسألت عن الأئمّة فقال : (عدد نقباء بني إسرائيل ) »(3) .
ففي هذا الحديث عرّف لنا النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) مواصفات الفرقة الناجية ، فالمتمسّك بولاية أهل البيت (عليهم السلام) العامل برأيهم هو الناجي من تلك الفرق .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الخصال / 585 / 11 .
(2) معاني الأخبار / 323 / 1 .
(3) كفاية الأثر : 155 ، وعنه في بحار الأنوار 36 / 336 / 198 .

صفحه 283
وروى أبو الفتح محمّد بن عليّ الكراجكي المتوفّى سنة 449 هـ في كتابه كنز الفوائد في حديثه عن القياس قال :
«وأمّا المروي في ذلك من الأخبار فمنه قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (ستفترق أمّتي على بضع وسبعين فرقة ، أعظمها فتنة على أمّتي قوم يقيسون الأمور برأيهم ، فيحرّمون الحلال ، ويحلّلون الحرام ) »(1) .
فأتباع أهل البيت (عليهم السلام) السائرين على نهجهم غير مشمولين بهذا الحديث قطعاً ويقيناً ، لأنّه (صلى الله عليه وآله) قال في حقّ عليّ (عليه السلام) : (من أحبّ أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويسكن جنّة الخلد التي وعدني ربّي ـ فإنّ ربّي غرس قضبانها بيده ـ فليتولّ عليّاً ، فإنّه لن يُخرجكم من هدىً ، ولن يدخلكم في ضلالة)(2) فالحمد لله الذي جعلنا من الموالين لأمير المؤمنين (عليه السلام)والمهتدين بهداه .
ومثل هذا الحديث ورد في حقّ أهل البيت (عليهم السلام) عن الإمام الحسين بن عليّ (عليه السلام) قال : (سمعت النبيّ (صلى الله عليه وآله) يقول : من أحبّ أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويدخل الجنّة التي وعدني ربّي ، فليتولّ عليّ بن أبي طالب وذرّيّته الطاهرين أئمّة الهدى ومصابيح الدجى من بعده ، فإنّهم لن يخرجوكم من باب الهدى إلى باب الضلالة ) »(3) .
فهذا عليّ وهؤلاء أهل بيته وذريّته الطاهرين عليهم أفضل الصلاة والسلام ، قد جعلهم النبيّ (صلى الله عليه وآله) أماناً لأتباعهم من الانحراف والعمل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كنز الفوائد2 / 209 .
(2) مناقب أمير المؤمنين(عليه السلام) للكوفي1 / 426 / 332 ، عن زيد بن أرقم ، ومثله في أمالي الطوسي : 49 / 48 .
(3) مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب1 / 354 ، العقد النضيد للقمّي : 78 / 59 .

صفحه 284
بالرأي ، فمن اتّبعهم نجا ومن تخلّف عنهم غرق وهوى .
وروى أبو جعفر محمّد بن عليّ بن شهر آشوب المازندراني المتوفّى سنة 588 هـ في كتابه مناقب آل أبي طالب :
«عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) : (ستفترق أمّتي على ثلاث وسبعين فرقة ، إحداهما ناجية وسائرها هالكة ) »(1) .
«وعن زاذان ، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : (والذي نفسي بيده لتفترقنّ هذه الأمّة على ثلاث وسبعين فرقة ، إثنتان وسبعين في النار وواحدة في الجنّة ، وهم الذين قال الله : (وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُوْنَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُوْنَ)(2) وهم أنا وشيعتي ) » .
«وروي عن الباقرين (عليهما السلام) أنّهما قالا : (نحن هم ) »(3) .
فهذا حديث مسند بآية من القرآن الكريم وفسّرها أهل البيت (عليهم السلام) ، فأتباعهم أتباع الحقّ ومخالفيهم أتباع الهوى والضلال .
وقال السيّد شرف الدين الأسترآبادي من أعلام القرن العاشر الهجري في كتابه تأويل الآيات الظاهرة بعد ذكر هذا الحديث والآية :
«صدق (عليه السلام) أنّه هو وشيعته هم الفرقة الناجية ، وإن لم يكونوا وإلاّ فمن ؟ وأحسن ما قيل في هذا المعنى قول خواجة نصير الدين محمّد الطوسي قدّس الله روحه وقد سئل عن الفرقة الناجية ؟ فقال : بحثنا عن المذاهب وعن قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (ستفترق أمّتي على ثلاث وسبعين فرقة ، منها فرقة ناجية والباقي في النار) فوجدنا الفرقة الناجية هي الإمامية ;
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مناقب آل أبي طالب 3 / 89 .
(2) سورة الأعراف7 / 181 .
(3) مناقب آل أبي طالب 3 / 89 .
صفحه 285
لأنّهم باينوا جميع المذاهب في أصول العقائد وتفرّدوا بها ، وجميع المذاهب قد اشتركوا فيها ، والخلف الظاهر بينهم في الإمامة .
فتكون الإمامية الفرقة الناجية وكيف لا ؟ وقد ركبوا فلك النجاة الجارية ، وتعلّقوا بأسباب النجوم الثابتة والسارية ، فهم والله أهل المناصب العالية ، وأولو الأمر والمراتب السامية ، وهم غداً في عيشة راضية ، في جنّة عالية ، قطوفها دانية ويقال لهم : (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيْئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيّامِ الخَالِيَة)(1) والصلاة والسلام على الشموس المشرقة والبدور الطالعة في الظلمات الداهية ، محمّد المصطفى وعترته الهادية صلاة دائمة باقية»(2) .
وروى أبو محمّد عليّ بن يونس النباطي البياضي المتوفّى سنة 877 هـ في كتابه الصراط المستقيم إلى مستحقّي التقديم :
«روى أهل الإسلام قول النبيّ (صلى الله عليه وآله) : (ستفترق أمّتي على ثلاث وسبعين فرقة ، واحدة ناجية والباقون في النار) .
قال النباطي : فهذه شهادة صريحة من النبيّ المختار على وصف أكثرهم بالضلال والبوار ، ولابدّ أن يكون الله ورسوله أوضحا لهم وجوه الضلال ، لئلاّ يكون لهم الحجّة عليهما يوم الحساب والسؤال ، وبهذا يتّضح وجه إمساك عليّ وعترته عن الجهاد ، إذ كيف تقوى فرقة على إضعافها من أهل العناد ، ومن فرّ عن أكثر من إثنين قد عذره القرآن ، فكيف لا يعذر من أمسك عن إضعافه من أهل الطغيان»(3) .
وفيه أيضاً : «وأسند عليّ بن محمّد إلى عليّ (عليه السلام) قول النبيّ (صلى الله عليه وآله) :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة الحاقّة 69 : 24 .
(2) تأويل الآيات الظاهرة 1 / 190 / 38 ـ 39 .
(3) الصراط المستقيم 2 / 96 .
صفحه 286
(ستفترق أمّتي على ثلاث وسبعين فرقة ، واحدة ناجية ، وهم المتمسّكون بولايتكم ، لا يعملون برأيهم ، أولئك ما عليهم من سبيل) »(1) .
وروى محمّد محسن الفيض الكاشاني المتوفّى سنة 1091 هـ ، في كتابه الأصفى في تفسير القرآن في تفسيره قوله تعالى : (إنَّ الَّذِيْنَ فَرَّقُوا دِيْنَهُم) : «بدّدوه ، فآمنوا ببعض وكفروا ببعض وافترقوا فيه (وَكَانُوا شِيَعاً) فِرَقاً يُشيّع كلّ فرقة إماماً (لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيء إنّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُوْنَ)(2) قال : هم أهل الضلال وأصحاب الشبهات والبِدع من هذه الأمّة .
والقمّي : فارقوا أمير المؤمنين (عليه السلام) وصاروا أحزاباً .
وفي الحديث المشهور : «ستفترق أمّتي على ثلاث وسبعين فرقة ، كلّها في النار إلاّ واحدة ، وهي التي تتّبع وصيّي عليّاً»(3) .
هذا ما ذكره علماؤنا من الأحاديث الشريفة وتعليقاتهم عليها .
ولننظر الآن ماذا يذكروا لنا علماء الطائفة الثانية .
روى أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن حنبل الشيباني المتوفّى سنة 241 هـ في كتابه المسند :
«عن أبي عامر عبد الله بن لحي قال : حججنا مع معاوية بن أبي سفيان ، فلمّا قدمنا مكّة قام حين صلّى صلاة الظهر فقال : إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : (إنّ أهل الكتابين افترقوا في دينهم على ثنتين وسبعين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الصراط المستقيم2 / 126 .
(2) سورة الأنعام 6 : 159 .
(3) تفسير الأصفى 1 / 354 ـ 355 ، تفسير القمّي1 / 222.
صفحه 287
ملّة ، وإنّ هذه الأمّة ستفترق على ثلاث وسبعين ملّة ـ يعني الأهواء ـ كلّها في النار إلاّ واحدة وهي الجماعة . . . ) »(1) .
وروى أبو محمّد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي المتوفّى سنة 255 هـ في كتابه السنن :
«عن معاوية بن أبي سفيان : إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قام فينا فقال : (ألا إنّ من كان قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملّة ، وإنّ هذه الأمّة ستفترق على ثلاث وسبعين : إثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنّة) »(2) .
وروى أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني الأزدي المتوفّى سنة 275 هـ في كتابه السنن :
نفس الراوي بزيادة : وهي الجماعة(3) .
وروى أبو عبد الله محمّد بن يزيد القزويني (ابن ماجة) المتوفّى سنة 275 هـ في كتابه السنن :
«عن عوف بن مالك قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، فواحدة في الجنّة وسبعون في النار ، وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة فإحدى وسبعون في النار وواحدة في
الجنّة ، والذي نفس محمّد بيده لتفترقنّ أمّتي على ثلاث وسبعين فرقة ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مسند أحمد5 / 70 / 16490 ، وعنه ابن كثير في تفسيره 1 / 398 ، والسيوطي في الدرّ المنثور3 / 713 ، وأورده الطبراني في المعجم الكبير 19 / 377 / ذيل حديث 884 .
(2) سنن الدارمي 2 / 194 / 2518 .
(3) سنن أبي داود 5 / 4597 ، وعنه المتّقي الهندي في كنز العمّال 11 / 114 / 30835 .

صفحه 288
واحدة في الجنّة وثنتان وسبعون في النار) قيل : يا رسول الله ، من هم ؟ قال : (الجماعة) »(1) .
وفي موضع آخر :
«عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : «إنّ بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة ، وإنّ أمّتي ستفترق على ثنتين وسبعين فرقة كلّها في النار إلاّ واحدة ، وهي الجماعة ) »(2) .
وروى أبو عيسى محمّد بن عيسى الترمذي (ابن ماجة) المتوفّى سنة 279 هـ في كتابه الجامع الكبير المعروف بـ السنن :
«عن أبي هريرة أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : (تفرّقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة أو اثنتين وسبعين فرقة ، والنصارى مثل ذلك ، وتفترق أمّتي على ثلاث وسبعين فرقة ) »(3) .
وفي موضع آخر :
«عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (ليأتينّ على أمّتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل ، حتّى إن كان منهم من أتى أمّه علانية لكان في أمّتي من يصنع ذلك ، وإنّ بني إسرائيل تفرّقت على ثنتين وسبعين ملّة ، وتفرّقت أمّتي على ثلاث وسبعين ملّة ، كلّهم في النار إلاّ ملّة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سنن ابن ماجة 4 / 393 / 3992 ، وعنه المتّقي الهندي في كنز العمّال11 / 114 / 30834 .
(2) سنن ابن ماجة4 / 393 / 3993 ، وعنه السيوطي في الدرّ المنثور 3 / 712 ، وزاد في آخره ، ثمّ قال : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيْعَاً وَلاَ تَفَرَّقُوا) .
(3) سنن ابن ماجة 4 / 381 / 2640 .
صفحه 289
واحدة) قالوا : ومن هي يا رسول الله ؟ قال : (ما أنا عليه وأصحابي ) »(1) .
وروى أبو يعلى الموصلي أحمد بن علي التميمي المتوفّى سنة 307 هـ في كتابه المسند :
«عن أنس بن مالك في حديث طويل : ثمّ حدّثهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن الأمم فقال : (تفرّقت أمّة موسى على إحدى وسبعين ملّة ، سبعون منها في النار وواحدة في الجنّة ، وتفرّقت أمّة عيسى على ثنتين وسبعين ملّة إحدى وسبعين منها في النار وواحدة في الجنّة ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : وتعلو أمّتي على الفرقتين جميعاً بملّة ، اثنتين وسبعين في النار وواحدة في الجنّة) قالوا : من هم يا رسول الله ؟ قال : (الجماعات ) »(2) .
وروى أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفّى سنة 360 هـ . في كتابيه المعجم الكبير ومسند الشاميين .
«عن معاوية قال : إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : (إنّ أهل الكتاب افترقوا في كتابهم على ثنتين وسبعين ملّة ، وتفترق هذه الأمّة على ثلاث وسبعين ملّة ـ يعني الأهواء ـ كلّها في النار إلاّ واحدة وهي الجماعة ، وإنّه يخرج في أمّتي أقوام تجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب لصاحبه ، ولا يبقى عرق ولامفصل إلاّ دخله ) »(3) .
«وعن أبي الدرداء وأبي أمامة وواثلة بن الأسقع وأنس بن مالك قالوا : خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوماً ونحن نتمارى في شيء من أمر الدين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سنن ابن ماجة 4 / 381 / 2641 ، وأورده أيضاً السيوطي في الجامع الصغير 2 / 444 / 7532 ، والمتّقي الهندي في كنز العمّال 1 / 182 / 928 .
(2) مسند أبي يعلى 6 / 342 / ذيل حديث 913 .
(3) المعجم الكبير19 / 377 / 885 ، مسند الشاميّين 2 / 108 / 1005 .

صفحه 290
فغضب غضباً شديداً لم يغضب مثله ـ إلى أن قال ـ : (فإنّ بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين فرقة ، والنصارى على ثنتين وسبعين فرقة ، كلّهم على الضلالة إلاّ السواد الأعظم) قالوا : يا رسول الله ، ومن السواد الأعظم ؟ قال : (من كان على ما أنا عليه وأصحابي ، من لم يمار في دين الله ، ومن لم يكفّر أحداً من أهل التوحيد بذنب غفر له . . . . . . .) »(1) .
وروى الحاكم أبو عبد الله محمّد بن عبد الله النيسابوري المتوفّى سنة 405 هـ في كتابه المستدرك على الصحيحين :
«عن عوف بن مالك قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (ستفترق أُمّتي على بضع وسبعين فرقة ، أعظمها فرقة قوم يقيسون الأمور برأيهم ، فيحرّمون الحلال ويحلّلون الحرام ) »(2) .
وروى أحمد بن عليّ الخطيب البغدادي المتوفّى سنة 463 هـ في كتابه تاريخ بغداد :
«عن عوف بن مالك الأشجعي ، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : (ستفترق أمّتي على بضع وسبعين فرقة ، شرّ فرقة منها قوم يقيسون الدين بالرأي ، فيُحلّون به الحرام ، ويحرّمون به الحلال ) »(3) .
وعنه أيضاً قال : «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (افترقت هذه الأمّة على بضع وسبعين فرقة ، وأعظمها فتنة على أمّتي قوم يقيسون الأمور برأيهم فيُخطئون ، فيحلّون الحرام ويحرّمون الحلال ) »(4) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المعجم الكبير 8 / 178 / 7659 ، وعنه الهيثمي في مجمع الزوائد7 / 259 .
(2) المستدرك 5 / 614 / 8374 .
(3) تاريخ بغداد 13 / 309 .
(4) تاريخ بغداد 13 / 310 ، وعنه ابن طاووس في الطرائف 2 / 257 ، والعلاّمة الحلّي في نهج الحقّ وكشف الصدق : 404 . وأورده ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 62 / 155 .
صفحه 291
وروى ابن عساكر عليّ بن الحسين الشافعي المتوفّى سنة 571 هـ في كتابه تاريخ مدينة دمشق :
«عن عوف بن مالك قال : سمعت النبيّ (صلى الله عليه وآله) يقول : (افترقت بنو إسرائيل على إحدى وسبعين فرقة ، وتزيد أمّتي عليها فرقة ، ليس فيها فرقة أضرّ على أمّتي من قوم يقيسون الدين برأيهم ، فيحلّون ما حرّم الله ، ويحرّمون ما أحلّ الله ) »(1) .
وعنه : «عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال : (تفترق أمّتي على بضع وسبعين فرقة ، أعظمها فتنة على أمّتي قوم يقيسون الأمور برأيهم ، فيحلّون الحرام ، ويحرّمون الحلال)»(2) .
وعنه : «عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : (تفترق هذه الأمّة بضعاً وسبعين فرقة ، شرّها فرقة قوم يقيسون الرأي ، يستحلّون به الحرام ، ويحرّمون به الحلال)»(3) .
وروى الفخر الرازي محمّد بن عمر الشافعي المتوفّى سنة 606 هـ في كتابه التفسير الكبير :
قال : «إنّ قولنا : (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) لا شكّ أنّ المراد منه الاستعاذة بالله من جميع المنهيّات والمحظورات ، ولا شكّ أنّ المنهيّات إمّا أن تكون من باب الاعتقادات ، أو من باب أعمال الجوارح .
أمّا الاعتقادات فقد جاء في الخبر المشهور قوله (صلى الله عليه وآله) : (ستفترق أمّتي على ثلاث وسبعين فرقة ، كلّهم في النار إلاّ فرقة واحدة) وهذا يدلّ على أنّ الإثنين والسبعين موصوفون بالعقائد الفاسدة ، والمذاهب الباطلة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تاريخ مدينة دمشق 62 / 151 .
(2) تاريخ مدينة دمشق 62 / 151 .
(3) تاريخ مدينة دمشق 62 / 154 .
صفحه 292
ثمّ إنّ ضلال كلّ واحدة من أولئك الفِرَق غير مختصّ بمسألة واحدة ، بل هو حاصل في مسائل كثيرة من المباحث المتعلّقة بذات الله تعالى ، وبصفاته وبأحكامه وبأفعاله وبأسمائه ، وبمسائل الجبر والقدر ، والتعديل والتجويز ، والثواب والمعاد ، والوعد والوعيد ، والأسماء والأحكام والإمامة ، فإذا وزَّعنا عدد الفِرق الضالّة ـ وهو الإثنان والسبعون ـ على هذه المسائل الكثيرة بلغ العدد الحاصل مبلغاً عظيماً ، وكلّ ذلك أنواع الضلالات الحاصلة في فرَق الأمّة»(1) .
وروى القاضي عبد الرحمن بن أحمد الأيجي المتوفّى سنة 756 هـ في كتابه المواقف :
«في ذكر الفرق التي أشار إليها الرسول (صلى الله عليه وآله) بقوله : (ستفترق أمّتي ثلاثاً وسبعين فرقة ، كلّها في النار إلاّ واحدة ، وهي ما أنا عليه وأصحابي) وكان ذلك من معجزاته حيث وقع ما أخبر به .
إعلم أنّ كبار الفرق الإسلامية ثمانية : المعتزلة ، والشيعة ، والخوارج والمرجئة ، والنجارية ، والجبرية ، والمشبّهة ، والناجية»(2) .
هذا ما أردنا ذكره من الأحاديث الواردة في افتراق الأمّة كما افترقت الأمم السابقة هكذا أخبرنا به النبيّ الأكرم والأئمّة الطاهرين : ، وهي أحاديث كثيرة كثيرة اخترنا منها اليسير لكي لا تطول المقدّمة وخير الكلام ما قلّ ودلّ .
والحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على نبيّه المصطفى ووصيّه المرتضى وآلهما الطيّبين الطاهرين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) التفسير الكبير1 / 3 / 4 .
(2) المواقف 3 / 649 .

صفحه 293

ترجمة المؤلّف
اسمه : علاّمة العلماء الأعلام ، وحجّة الإسلام ، وشيخ المشايخ الكرام ، اُولي النقض والإبرام ، المحقّق المدقّق العلاّمة الثاني أبو الحسن شمس الدين الشيخ سليمان ابن الشيخ عبد الله بن عليّ بن الحسن بن أحمد بن يوسف بن عمّار البحراني الستري الماحوزي .
أصله من سترة من قرية الخارجية ، ومولده الماحوز ، ثمّ إنّه سكن البلاد القديم(1) .
أوصافه : وصفه تلميذه الشيخ عبد الله بن صالح البحراني فقال : «كان هذا الشيخ أعجوبة في الحفظ والدقّة ، وسرعة الانتقال في الجواب والمناظرات ، وطلاقة اللسان لم أر مثله قطّ ، وكان ثقة في النقل ، ضابطاً ، إماماً في عصره ، وحيداً في دهره ، أذعنت له جميع العلماء ، وأقرّ بفضله جميع الحكماء ، وكان جامعاً لجميع العلوم ، علاّمة في جميع الفنون ، حسن التقرير ، عجيب التحرير ، خطيباً ، شاعراً ، مفوّهاً ، وكان أيضاً غاية في الإنصاف ، وكان أعظم علومه الحديث والرجال والتواريخ ، منه أخذت الحديث ، وتلمّذت عليه ، وربّاني وقرّبني وآواني ، واختصّني من بين أقراني ، جزاه الله عنّي خير الجزاء ، بحقّ محمّد وآله الأزكياء»(2) .
مولده : وجدت في آخر رسالة علماء البحرين وفي النسخة الخطّية للرسالة في حاشيتها ما نصّه :
«يقول العبد الفقير إلى الله سليمان بن عبد الله الماحوزي : (إنّ مولدي في شهر رمضان من السنة الخامسة والسبعين والألف على ما سمعته من
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أنوار البدرين : 150 .
(2) لؤلؤة البحرين : 8 .
صفحه 294
والدي دام ظلّه في ليلة النصف من شهر رمضان بطالع عطارد ، وحفظت الكتاب الكريم ولي سبع سنين تقريباً وأشهر ، وشرعت في كتب العلوم ولي عشر سنين ، ولم أزل مشتغلا بالتحصيل إلى هذا الآن ، وهو العام التاسع والتسعون والألف من الهجرة النبوية)»(1) .
ثناء العلماء عليه :
قال صاحب أنوار البدرين في وصفه له : «هذا الشيخ من نوادر الزمان وأُغلوطة الدهر الخوّان ، وفوائده وآثاره وكثرة تلامذته واشتهاره مع قصر عمره يدلّ على فضل عظيم وفخر جسيم ، وقد اجتمع مع المولى المجلسي وأُعجب به وأجازه»(2) .
وقال صاحب منتهى المقال : «مولانا العالم الربّاني والمقدّس الصمداني ، المعروف بالمحقّق البحراني قدّس الله فسيح تربته وأسكنه بحبوحة جنّته»(3) .
وقال صاحب الفوائد الرضوية : «المحقّق المدقّق جامع جميع العلوم ، الخطيب الشاعر الحافظ المؤرّخ الجليل ، صاحب التصانيف الكثيرة»(4) .
وقال الشيخ النوري : «علاّمة الزمان ونادرة الأوان المحقّق المدقّق صاحب المؤلّفات الأنيقة التي منها كتاب الأربعين»(5) .
مشايخه : له ستّ من المشايخ رتّبنا أسماءهم حسب سنين وفيّاتهم .
1 ـ العالم العامل الفقيه الكامل الصالح الشيخ صالح بن عبد الكريم الكرزكاني البحراني ، وكان فاضلا ورعاً فقيهاً شديداً في ذات الله ، انتهت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رسالة علماء البحرين : 79 (ضمن فهرست آل بابويه) للمصنّف ، لؤلؤة البحرين : 8 .
(2) أنوار البدرين : 155 .
(3) منتهى المقال 3 / 399 / 1376 .
(4) الفوائد الرضوية1 / 347 .
(5) خاتمة المستدرك 2 / 67 .
صفحه 295
إليه رئاسة البلاد المذكورة ، وقام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيها أحسن قيام ، وانقادت إليه حكّامها فضلا عن رعيّتها لورعه وتقواه(1) .
قال الماحوزي : «ولي عنه رواية بالواسطة ودونها ، توفّي في سنة ثمان وتسعين وألف»(2) .
2 ـ العلاّمة الفقيه الكامل رفيع الشأن الشيخ سليمان بن عليّ بن سليمان بن راشد المعروف بابن أبي ظبية ، الأصبعي أصلا الشاخوري منزلا البحراني(3) .
قال الماحوزي : «وكان هذا الشيخ أعجوبة وقته في الحفظ وسعة العلم ، وعليه قرأ الفقير الفقه والحديث وغيرها من العلوم ، توفّي (رحمه الله) سنة ألف ومائة من الهجرة»(4) .
3 ـ العالم الفاضل المحقّق الكامل المدقّق العلاّمة الشيخ أحمد ابن العالم الأمجد الشيخ محمّد بن يوسف الخطّي البحراني المقابي منشأً وتحصيلا توفّي (قدس سره) بالطاعون مع أخويه الشيخ يوسف والشيخ حسن في العراق ودفنوا في جوار الكاظمين (عليهما السلام) في سنة 1102 هـ في حياة أبيهم(5) .
وقال الماحوزي : «كان فقيهاً محدّثاً عظيم الشأن كثير العبادة والعمل»(6) .
وقال في جواهر البحرين : «كان اُعجوبة زمانه ذكاءً وفضلا ، ونادرة عصره كمالا ونبلا ، بلغ من الكمالات قاصيتها ، وملك من التحقيقات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) لولؤة البحرين : 68 / 22 ، أنوار البدرين : 157 / 58 .
(2) رسالة علماء البحرين للماحوزي : 75 / 26 ( ضمن فهرست آل بابويه ) .
(3) لؤلؤة البحرين : 13 / 3 ، أنوار البدرين : 148 / 68 .
(4) رسالة علماء البحرين للماحوزي : 76 / 28 .
(5) لؤلؤة البحرين : 36 / 8 ، أنوار البدرين : 140 / 64 .
(6) رسالة علماء البحرين : 77 / 31 ( ضمن فهرست آل بابويه ) .
صفحه 296
ناصيتها ، حضرت درسه الفاخر فصادفته كالبحر الزاخر ، تتلاطم أمواجه ، ويتدفّق عذبه لا اُجاجه ، ولي معه مناظرات شريفة ومحاضرات لطيفة ذكرت شطراً منها في كتاب الأزهار ، وكان أعبد من رأيناه في عصرنا وأشرفهم في الأخلاق ، بل والله حسنة من حسنات الدهر وفريدة من قلادة العصر»(1) .
4 ـ العلاّمة المحقّق ذو المفاخر والمحامد الشيخ محمّد بن ماجد البحراني الماحوزي ثمّ البلادي ، توفّي حدود سنة 1105 هـ ، وقال الشيخ عبد الله ابن صالح البحراني : «وما أرويه عن أخي بالمؤاخاة الشيخ محمّد بن يوسف عن شيخه الشيخ محمّد بن ماجد بن مسعود الماحوزي»(2) .
وقال الماحوزي : «كان في غاية الذكاء والتحقيق ، محكماً للفروع الفقهية غاية الأحكام ، كثير الاحتياطات في العلم والعمل ، حضرت درسه مدّة طويلة»(3) .
5 ـ السيّد الجليل ذي الشرف الأصيل ، العديم المثيل ، المحدّث المتتبّع العلاّمة السيّد هاشم بن سليمان بن إسماعيل بن عبد الجواد البحراني التوبلي الكتكاني ، إليه انتهت رئاسة البلد بعد الشيخ محمّد بن ماجد البحراني ، توفّي سنة 1107 هـ ، وانتهت رئاسة البلد بعده إلى الشيخ سليمان بن عبد الله الماحوزي(4) .
6 ـ العلاّمة الفهّامة الفاضل الماهر المتكلّم المحدّث الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي ، المولود في أصفهان سنة 1027 هـ والمتوفّى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) جواهر البحرين في علماء البحرين : (ضمن فهرست آل بابويه) : 96 / 12 .
(2) لؤلؤة البحرين : 61 / 18 ، أنوار البدرين : 132 / 62 .
(3) رسالة علماء البحرين : 76 / 29 .
(4) لؤلؤة البحرين : 63 / 19 ، أنوار البدرين : 136 / 63 ، رسالة علماء البحرين : 77 / 32 .
صفحه 297
فيها سنة 1110هـ .
وقال تلميذه الشيخ عبد الله الأفندي : «نروي عنه جميع مؤلّفاته وغيرها إجازة»(1) .
تلامذته :
له جملة من التلاميذ أشهرهم ما يلي رتّبنا أسماءهم حسب سنين وفياتهم .
1 ـ الفقيه العابد الصالح الشيخ محمّد بن يوسف بن كنبار الضبيري النعيمي البلادي ، توفّي سنة 1130 هـ .
2 ـ المحقّق الأمجد العالم الأوحد الشيخ أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن صالح آل عصفور الدرازي البحراني ، توفّي سنة 1131 هـ .
3 ـ العالم العامل المحدّث الصالح الشيخ عبد الله ابن الحاج صالح السماهيجي البحراني ، توفّي سنة 1135 هـ .
4 ـ العالم الجليل والكامل النبيل الأمجد الأوّاه الشيخ عبد الله ابن الشيخ عليّ بن أحمد البلادي البحراني ، توفّي 1148 هـ .
5 ـ العالم العابد الزاهد الفاضل الورع التقي السيّد عبد الله ابن السيّد علوي الملقّب بعتيق الحسين (عليه السلام) ابن السيّد حسين البلادي البحراني ، توفّي سنة 1165 هـ .
6 ـ العالم العامل المحقّق الأمين الأفخر الشيخ حسين ابن الشيخ محمّد بن جعفر الماحوزي البحراني ، توفّي سنة 1170 هـ (2) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رياض العلماء 5 / 39 ، أعيان الشيعة 9 / 182 .
(2) هؤلاء الأعلام وردت تراجمهم في لؤلؤة البحرين على التوالي : 109 ، 93 ، 96 ، 72 ، 92 ، 6 ، أنوار البدرين : 180 / 81 ، 161 / 73 ، 170 / 77 ، 168 / 75 ، 175 / 78 ، 176 / 89 .
صفحه 298
درسه :
درس على علماء البحرين ، وكان من أهمّهم في تكوينه العلمي الشيخ سليمان بن عليّ بن سليمان البحراني ، والشيخ سليمان بن عليّ بن راشد الشاخوري ، والشيخ صالح بن عبد الكريم البحراني .
إجازاته في الرواية :
له إجازة الحديث من العلاّمة المجلسي ، والسيّد هاشم بن سليمان الكتكاني البحراني ، والشيخ صالح البحراني ، والشيخ جعفر بن عليّ البحراني . وأجاز كثيراً من العلماء والأعلام ، منهم : الشيخ أحمد بن إبراهيم الدرازي البحراني ، والشيخ حسين بن محمّد الماحوزي ، والسيّد عبد الله بن علوي البلادي البحراني ، والسيّد مير محمّد حسين الخاتون آبادي ، والشيخ محمّد رفيع البيرمي ، والشيخ محمّد بن عليّ المقابي(1) .
وله الرواية عن شيخه وأستاذه الفقيه النبيه الشيخ سليمان بن عليّ بن سليمان البحراني الشاخوري .
وقد ذكر إجازاته الشيخ الطهراني في الذريعة على التوالي :
1 ـ إجازة الشيخ سليمان بن عبد الله الماحوزي المتوفّى سنة 1121 هـ ، للشيخ أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن صالح بن أحمد بن عصفور الدرازي البحراني والد صاحب الحدائق المتوفّى سنة 1131 هـ ، متوسّطة كتبها له بخطّه على ظهر أربعين البهائي الموجود في كتب المولى محمّد بن عليّ الخوانساري تاريخها خامس شعبان 1119 هـ ، ذكر فيها تصانيفه(2) .
2 ـ إجازته للشيخ عبد الله ابن الحاج صالح السماهيجي البحراني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) روضات الجنّات 4 / 20 ـ 21 ، تلامذة العلاّمة المجلسي : 28 .
(2) الذريعة 1 / 196 / 1021 .
صفحه 299
المتوفّى سنة 1135 هـ ، متوسّطة فيها ذكر بعض تصانيفه ، أوّلها : أمّا بعد الحمد لله على إفضاله . كتبها له ببندر گنك في شعبان سنة 1109 هـ (1) .
3 ـ إجازته لتلميذه الشيخ علي ابن الحاج محمّد البحراني رأيتها بخطّه على ظهر رسالة الصلاة التي ألّفها المجيز سنة 1103 هـ مختصرة أوّلها : نحمدك يا هادي الأنام(2) .
4 ـ إجازته للشيخ محمّد رفيع البيرمي ، مختصرة تاريخها سنة 1111 هـ ، ذكر فيها جملة من تصانيفه ، رأيتها بخطّه على ظهر رسالته في الطهارة والصلاة(3) .
مؤلّفاته :
للشيخ الماحوزي (رحمه الله) كتب ورسائل كثيرة ، اخترنا منها ما قيل إنّها كتاب ، والرسائل التي ذكر فيها إجازاته لتلاميذه ، ورتّبنا الكتب حسب الحروف الهجائية ، والرسائل حسب ما جاءت في الذريعة بترتيب الأجزاء ، مع ذكر رسالتنا هذه .
الكتب :
1 ـ الأربعون حديثاً في الإمامة : من طرق العامّة وبيان دلالتها مشروحة ، ذكره في إجازته للشيخ محمّد رفيع البيرمي سنة 1111 هـ ، وفي إجازته للشيخ عبد الله السماهيجي(4) .
2 ـ أزهار الرياض : يجري مجرى الكشكول ، كبير في ثلاثة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الذريعة1 / 197 / 1022 .
(2) الذريعة1 / 197 / 1023 .
(3) بحار الأنوار 102 / 182 / 75 ، الذريعة 1 / 197 / 1024 .
(4) الذريعة 1 / 418 / 2157 .

صفحه 300
مجلّدات ، كان أحد مجلّداته بخطّ بعض تلاميذه في خزانة شيخنا النوري(1) .
3 ـ شرح الإثني عشرية للشيخ البهائي ، ذكره تلميذه الشيخ عبد الله السماهيحي في إجازته للشيخ ناصر الجارودي المؤرّخة سنة 1128 هـ (2) .
وورد أيضاً باسم : الفوائد السرية في شرح الإثني عشرية الصلاتية البهائية ، يوجد ضمن مجموعة دوّنها تلميذه الشيخ محمّد بن سعيد المقابي(3) .
4 ـ شرح الباب الحادي عشر : غير تامّ ، ذكره في إجازته للشيخ محمّد بن رفيع البيرمي(4) .
وورد أيضاً بإسم : نظم الباب الحادي عشر(5) .
5 ـ شرح مفتاح الفلاح : ذكره تلميذه الشيخ عبد الله السماهيجي في إجازته الكبيرة للشيخ ناصر الجارودي بتاريخ 1128 هـ .
وقال المصنّف نفسه في إجازة صدرت منه بخطّه سنة 1111 هـ لتلميذه الشيخ محمّد رفيع البيرمي اللاري أنّ اسمه : فلق الإصباح في شرح مفتاح الفلاح(6) .
وورد أيضاً باسم : فلق الصباح في شرح مفتاح الفلاح ، ذكره المصنّف بهذا العنوان بنفسه فيما كتبه من الإجازة بخطّه في سنة 1111 هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الذريعة 1 / 534 / 2603 .
(2) الذريعة 13 / 62 / 196 .
(3) الذريعة 16 / 342 / 1587 .
(4) الذريعة 3 / 6 ، و13 / 120 / 383 .
(5) الذريعة 24 / 200 / 1037 .
(6) الذريعة 14 / 82 / 1821 .
صفحه 301
لتلميذه البيرمي(1) .
6 ـ الشفاء في الحكمة النظرية : ذكره تلميذه الشيخ عبد الله السماهيجي في إجازته للشيخ ناصر الجارودي(2) .
7 ـ العشرة الكاملة : وهي مسائل في عشرة فصول كلّها في الاجتهاد والتقليد من مباحث أصول الفقه ، وذيّلها بخاتمة وذكر فيها عشرين حديثاً كلّها في التحذير عن القضاء والفتيا ، وينبغي للقاضي والمفتي أن يجعلها نصب عينيه ، ثمّ نصائح ثلاثة نقلها من أوائل كتاب المعتبر للمحقّق الحلّي(3) .
8 ـ الفوائد النجفية : أكثر تلك الفوائد رسائل مختصرة وحواش له سابقة متقدّمة ، وينقل عنه في الحدائق وفي الكشكول ، وقال تلميذه الشيخ عبد الله السماهيجي في إجازته الكبيرة للشيخ ناصر بن محمّد الجارودي : إنّه نظير الفوائد الطوسية(4) .
9 ـ معراج أهل الكمال إلى معرفة الرجال : شرح لفهرست شيخ الطائفة ، لم يتمّ بل خرج منه حرف الألف والباء والتاء فقط(5) .
الرسائل :
1 ـ أُرجوزة في الكلام : ذكر في إجازته للمولى محمّد رفيع البيرمي سنة 1111 هـ أنّها نظم الباب الحادي عشر(6) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الذريعة 16 / 311 / 1421 .
(2) الذريعة 14 / 201 / 2184 .
(3) الذريعة 15 / 365 / 1725 .
(4) الذريعة 16 / 361 / 1677 .
(5) الذريعة 21 / 228 / 4748 .
(6) الذريعة 1 / 493 / 2430 .
صفحه 302
2 ـ الاستخارات : ذكر في إجازته بخطّه للشيخ محمّد رفيع البيرمي سنة 1111 هـ معبّراً عنه برسالة الاستخارة(1) .
3 ـ الإشارات : في الكلام ، ذكره في إجازته التي كتبها بخطّه للمولى محمّد رفيع البيرمي سنة 1111 هـ وكذا في إجازته للشيخ عبد الله السماهيجي(2) .
4 ـ إعراب تبارك الله أحسن الخالقين : ذكره تلميذه السماهيجي في إجازته للشيخ ناصر الجارودي وصاحب الحدائق(3) .
5 ـ إعلام الهدى في مسألة البداء : وله أيضاً ، صوب الندى . صرّح في إجازته للمولى محمّد رفيع البيرمي سنة 1111 هـ أنّ كليهما في مسألة البداء(4) .
6 ـ إيقاظ الغافلين : في الموعظة ذكره تلميذه الشيخ عبد الله السماهيجي في إجازته الكبيرة(5) .
7 ـ البلغة : في الرجال ، على حذو الوجيزة التي ألّفها العلاّمة المجلسي ونسخة منها بخطّ تلميذ المصنّف الشيخ عبد الله السماهيجي ، ولعلّ كتابتها في عصر المؤلّف عليها حواش منه كثيرة صرّح بأنّ اسمه : بلغة المحدّثين(6) .
8 ـ التسامح في أدلّة السنن : نسخة منه بخطّ تلميذه المجاز منه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الذريعة 2 / 19 / 58 .
(2) الذريعة 2 / 95 / 380 .
(3) الذريعة 2 / 234 / 929 .
(4) الذريعة 2 / 242 / 959 .
(5) الذريعة 2 / 504 / 1976 .
(6) الذريعة 3 / 146 / 502 .
صفحه 303
الشيخ أحمد بن إبراهيم الدرازي والد صاحب الحدائق(1) .
9 ـ جواز التقليد : ذكره تلميذه السماهيجي في إجازته(2) .
10 ـ الحاشية على حكمة العين : في الحكمة والفلسفة ، ذكرها في إجازته للشيخ أحمد والد صاحب الحدائق(3) .
11 ـ النكت البديعة في فرق الشيعة . ذكره تلميذه عبد الله السماهيجي في إجازته لناصر الجارودي(4) .
هكذا جاء اسمها في الذريعة ، ولكن ما أثبتناه من النسخة المعتمدة بخطّ المؤلّف .
وقد تعرّض شيخنا الأجلّ في هذه الرسالة إلى الفرق التي تُنسب إلى التشيّع ، ثمّ أطلق عنان قلمه مبتدئاً بمقدّمة أوضح فيها معنى التشيّع مستفيداً من كتب اللغة والتفسير والكلام ، وفصول ثمانية بدءاً من الإمامية وختاماً بالغُلاة ، مع بسط الكلام في معتقداتهم واُصولهم وإلى من ينتسبون ، مستفيداً من كتب الطائفتين تاريخاً وحديثاً وكلاماً وغيرها ، وأثبت من خلال ذلك أحقيّة الإمامية الاثني عشرية وأنّها الفرقة الناجية لولائها لعليّ وآل عليّ : ، المنتظرون للغائب المهدي المنتظر الإمام الثاني عشر بنصّ المصطفى خير البشر صلّى الله وآله الغُرر .
مؤلّفاته التي ذكرها هو رحمه الله في هذه الرسالة :
1 ـ الفرائد الغالية في تحقيق الفرقة الناجية . هذه الرسالة ذكرها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الذريعة 4 / 174 / 860 .
(2) الذريعة 5 / 243 / 1164 .
(3) الذريعة 6 / 83 / 422 .
(4) الذريعة 24 / 303 / 1587 .
صفحه 304
رحمه الله في مقدّمة هذه الرسالة النكت البديعة قائلا : «قد تظافرت الأخبار عن العترة الطاهرة سلام الله عليهم بتضليل كلّ من خالف الإمامية في الاعتقاد وتأثيمهم وتكفيرهم وتخليدهم في النار وشركهم ونصبهم ، كما أوردنا في رسالتنا : فصل الخطاب والمعراج وشرح الأربعين والفرائد الغالية في تحقيق الفرقة الناجية» .
ولم نعثر عليها في كتب التراجم والفهارس .
2 ـ الفوائد الفائقة .
3 ـ معارج الكرامة .
4 ـ المنهاج المستقيم . ذكر هذه الكتب الثلاثة في مفتتح الفصل الأوّل .
أشعاره :
كان شاعراً مجيداً ، وله شعر كثير متفرّق في ظهور كتبه وفي المجاميع ، وكتابه أزهار الرياض ومراثي على الحسين (عليه السلام) جيّدة ، ولقد هممت في صغر سنّي بجمع أشعاره وترتيبها على حروف المعجم في ديوان مستقلّ وكتبت كثيراً منها إلاّ أنّه حالت الأقضية والأقدار بخراب بلادنا البحرين . وبمجيء الخوارج إليها وتردّدهم مراراً عليها حتّى افتتحوها قهراً ، وجرى ما جرى من الفساد ، وتفرّق أهلها في أقطار كلّ بلاد(1) .
وقال صاحب أنوار البدرين : «قد جمع أشعاره كلّها في ديوان مستقلّ تلميذه السيّد علي آل أبي شبانة بإشارته إليه كما ذكره ابن السيّد أحمد في
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) لؤلؤة البحرين : 9 .
صفحه 305
تتمّة الأمل»(1) .
فمن أشعاره المذكورة في أزهار الرياض معرباً عن حبّه وولائه لأهل بيت المصطفى : قائلا :
نفسي بآل رسول الله هائمة *** وليس إذ همت فيهم ذاك من سرف
كم هام قوم بهم قبلي جهابذة *** قضية الدين لا ميلا إلى الصلف
لا غروَ هم أنجم العليا بلا جدل *** وهم عرانين بيت المجد والشرف
شمُّ المعاطس من أولاد حيدرة *** من البتول تجافوا وصمة الكلف
سبّاق غايات أرباب السباق وهم *** جواهر القدس ترزي لؤلؤ الصدف
بهم غرامي وفيهم فكرتي ولهم *** عزيمتي وعليهم في الهوى لهفي
فلست عن مدحهم دهري بمشتغل *** ولست عن حبّهم عمري بمنصرف
وفيهم لي آمال أؤمّلها في *** الحشر إذ تنشر الأعمال في الصحف
وله في الشباب :
قد كنت في شرخ الشباب بصحّة *** وبنعمة طابت بها الأكوان
الروض أنف بالمكارم والعُلى *** والحوض من نعمائها مَلآن
ذهبت ولم أعرف لها أقدارها *** والماء يعرف قدره الظمآن
وله أيضاً :
لقد هجر الشباب وبان عنّا *** على رغم ولازمنا المشيب
فلي أن تسألي ليل طويل *** ويوم بعد فرقته عصيب
وقد ناديته أن عُد سريعاً *** رعاك الله لكن لا يُجيب
ألا ليت الشباب يعود يوماً *** فأخبره بما فعل المشيبُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أنوار البدرين : 152 .
صفحه 306
وله في ولائه لأمير المؤمنين (عليه السلام) :
إنّي وإن لم يطب بين الورى عملي *** فلست أنفكّ مهما عشت عن أملي
وكيف أقنط من عفو الإله ولي *** وسيلة عنده حبّ الإمام علي(1)
نكتفي بهذا القدر من أشعاره لأنّها كثيرة .
وفاته ومدفنه :
توفّي قدّس سرّه في بيت سكنّاه من البلاد القديم ، ونقل جثمانه الطاهر إلى قرية الماحوز ليدفن في مقبرة الشيخ ميثم بن المعلّى جدّ الشيخ ميثم الفيلسوف البحراني المعروف . بقرية الدونج .
وأرّخ وفاته بعض فضلاء عصره بقوله : «كوّرت شمس الدين» سنة 1121 هـ . وتوفّي وعمره يقرب من خمسين سنة ، في السابع عشر من شهر رجب(2) .
النسخ المعتمدة :
هي نسخة واحدة بخطّ المؤلّف ، كما صرّح في آخر الرسالة قائلا : «فرغ من تسويد هذه الرسالة وتحرير هذه المقالة جامعها الفقير إلى الله تعالى أبو الحسن سليمان بن عبد الله البحراني مصلّياً مسلّماً ضمرة اليوم الرابع والعشرين من شهر الله المعظّم شهر رمضان السنة الرابعة والمائة والألف من الهجرة النبوية .
وهذه النسخة هي النسخة الفريدة ولم نعثر على غيرها ، وفيها كلمات غير مقروءة أصلحنا بعضها على نسخة الأصل الموجودة في مركز إحياء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخذت هذه الأشعار من أعيان الشيعة 7 / 305 ، وأنوار البدرين : 156 .
(2) لؤلؤة البحرين : 7 ، أنوار البدرين : 151 ، علماء البحرين للمهتدي البحراني : 230 .

صفحه 307
التراث الإسلامي التابع لمكتب سماحة آية الله العظمى السيّد السيستاني حفظه الله ورعاه ، ومنها من بقيت على حالها ورسمناها كما هي .
منهجية العمل :
أوّل عمل قمنا به هو كتابة النسخة وتقطيعها ثمّ بدأنا بالتحقيق المتمثّل بالمراحل التالية :
1 ـ تخريج الآيات والأحاديث والأقوال .
2 ـ تعريف لبعض الأعلام والأماكن .
3 ـ توجد بعض الاختلافات بين الأصل والمصدر أثبتنا الصحيح .
4 ـ وجدنا بعض الروايات ناقصة المتن أتممناها من المصدر ووضعناها بين معقوفتين مع الإشارة في الهامش .
5 ـ الاختلافات الرجالية أثبتنا الصحيح مع الإشارة للمصادر المؤيّدة .
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيّد الأنبياء والمرسلين وآله الطيّبين الطاهرين .
الفقير إلى رحمة ربّه الغني
مشتاق صالح المظفّر
24 ذي الحجّة الحرام 1429 هـ

صفحه 308



الصفحة الأولى من المخطوطة
صفحه 309
الصفحة الأخيرة من المخطوطة
صفحه 310
بسم الله الرحمن الرحيم
وممّا أفاده مُدّ في بقائه ، ووفّق للخيرات .
الحمد لله الذي وفّقنا للاقتفاء بآثار العترة الطاهرة عند اختلاف الأهواء ، وجعلنا الفرقة الناجية من بين الثلاث وسبعين ، لاقتباسنا من مشكاة هدايتهم عند تشتّت الآراء ، والصلاة على محمّد خاتم الأنبياء وسيّد الأصفياء ، المخصّص بالمعراج والإسراء ، وآله البررة الأتقياء ، والأقطاب الأولياء ، مصابيح الضياء ومفاتيح الاهتداء .
وبعد : فيقول الفقير بذاته إلى الغنيّ بذاته سليمان بن عبد الله البحراني أفاض الله عليهما نفحاته : قد التمس منّي بعض أُخواني الديّانين وشركائي في طلب اليقين أن أكتب له رسالة بديعة في تحرير أمّهات في فرق الشيعة وذكر ما قيل في معنى التشيّع على وجه الاستقصاء والتتبّع مع الإشارة إلى تعيين الفرقة الناجية ، وتوضيح أنّها الإمامية المقتفية لآثار العترة الهادية ، فاستخرت الله جلّ مجده وحرّرت هذه الأوراق ، وأطلقت عنان القلم في هذه الشهاب بعض الاطلاق ، وكشفت عن مكنون تلك الغوامض ، واستخرجت كلّ حلو منها وحامض وسمّيتها بـ : النكت البديعة في تحقيق الشيعة والله المرجوّ لتحقيق المرام ، والعصمة عن الخطأ والخطل في النقض والإبرام ، وفيها مقدّمة وفصول .
المقدّمة :
اعلم أنّ الشيعة أتباع الرجل وأنصاره ، قال في القاموس : شيعة الرجل
صفحه 311
بالكسر : أتباعه وأنصاره ، والفرقة على حدة ، وتقع على الواحد والإثنين والجمع ، وقد غلب هذا الإسم على من يتولّى عليّاً وأهل بيته حتّى صار اسماً لهم خاصّاً(1) .
وقال ابن الأثير في النهاية : «أصل الشيعة الفرقة من الناس ، وتقع على الواحد والإثنين والأكثر ، والمذكّر والمؤنّث بلفظ واحد ، وقد غلب هذا الإسم على من يزعم أنّه يتولّى عليّاً وأهل بيته حتّى صار لهم اسماً خاصّاً ، فإذا قيل : فلان من الشيعة عُرف أنّه منهم ، وفي مذهب الشيعة كذا : أي عندهم ، وتجمع الشيعة على شِيَع وأصلها من المشايعة وهي المتابعة والمطاوعة(2) . انتهى .
ولا يخفى على الناظرين بعين البصيرة أنّ ما ذكره في القاموس ـ من أنّ الشيعة غلب على كلّ من يتولّى عليّاً وأهل بيته ـ يدلّ على أنّ المخالفين خذلهم الله لا يتولّون عليّاً وأهل بيته ، وهو إنصاف منه على رغمه ورغم أصحابه كالفخر الرازي في تفسيره الكبير وهو يدلّ على اعترافهم بالنصب والعداوة .
ويؤيّده ما ذكره ابن خلّكان القاضي الشامي في تاريخه وفيات الأعيان في ترجمة عليّ بن الجهم القرشي حيث ذكر أنّه يبغض عليّاً (عليه السلام)(3) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) القاموس المحيط 3 / 61 ـ 62 «شيع» .
(2) النهاية في غريب الحديث 2 / 464 «شيع» .
(3) وفيات الأعيان 3 / 355 ، وفيه : وكان مع انحرافه عن عليّ بن أبي طالب(رضي الله عنه)وإظهاره التسنّن مطبوعاً مقتدراً على الشعر عذب الألفاظ .
وقال ابن حجر : وقيل : إنّه كان يلعن أباه لِمَ سمّاه عليّاً . انظر لسان الميزان 4 /749 / 5812 .
ومن شدّة بغضه لعليّ(عليه السلام) أبغض محبّيه من آل طاهر ونسبهم إلى الرفض فقال :
فتظافرت الروافض والنصارى وأهل الاعتزال على هجائي .
انظر طبقات الشعراء لابن المعتزّ : 319 ـ 320 .
وقال المرزباني : وقد أكثر الشعراء في هجاء عليّ بن الجهم لانحرافه عن أهل البيت (عليهم السلام) . انظر معجم الشعراء : 140 .

صفحه 312
ثمّ اعتذر عنه بأنّ التسنّن ومحبّة عليّ لا يجتمعان .
وروى الصدوق في كتاب علل الشرائع : «بإسناده إلى عليّ بن حشرم ، قال : سمعت ابن حنبل ـ وهو صاحب المذهب وإمام الحنابلة ـ يقول : لا يكون الرجل سنيّاً ـ من أهل السنّة والجماعة ـ حتّى يبغض عليّاً بغضاً قليلا»(1) .
ونقل السيّد الجليل نورالدين التستري في كتاب مجالس المؤمنين وإحقاق الحقّ : «إنّ فقهاء ما وراء النهر وفضلاءهم لم يزالوا يفتون بأنّه يشترط في الإيمان بغض عليّ قدر حبّة شعير»(2) .
وممّا يشهد بذلك ما ذكره الفاضل الجليل نورالدين عليّ بن محمّد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) علل الشرائع : 467 / 25 ، وفيه : لا يكون الرجل مجرماً ، وعنه في بحار الأنوار 49 / 261 / 2 ، وفيه لا يكون الرجل سنيّاً ونقله البياضي العاملي في الصراط المستقيم 3 / 224 / 5 ، عن مسند جعفر ، عن أحمد ، وكذلك الشيرازي في الأربعين : 653 .
وممّا يؤيّد هذا القول الصادر عن أحمد بن حنبل ما رواه صدوق الطائفة في علل الشرائع : 467 / 23 ، قال : حدّثنا أبو سعيد محمّد بن الفضل بن محمّد بن إسحاق المذكّر النيسابوري بنيسابور ، قال : سمعت عبد الرحمن بن محمّد بن محمود يقول : سمعت إبراهيم بن سفيان يقول : إنّما كانت عداوة أحمد بن محمّد مع عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) أنّ جدّه ذا الثدية الذي قتله عليّ بن أبي طالب يوم النهروان ، كان رئيس الخوارج .
فمن كان هذا جدّه وأصله فلا يستبعد أن يتلفّظ بمثل هذا .
(2) لم أعثر عليه في مظانّه.

صفحه 313
المكّي المالكي ، ولم أرَ في المخالفين مثله في الإنصاف وقلّة النصب في كتابه الفصول المهمّة قال : «حكى الشيخ الإمام العلاّمة المحدّث بالحرم الشريف النبوي جمال الدين محمّد بن يوسف الزرندي(1) في كتابه المسمّى بـ درر السمطين في فضائل(2) المصطفى والمرتضى والسبطين : إنّ الإمام المعظّم والحَبر المكرّم أحد الأئمّة المتّبعين(3) ، المقتدى بهم في أمور الدين محمّد بن إدريس الشافعي لمّا صرّح بمحبّته لأهل البيت(4) وأنّه من شيعتهم(5) قيل فيه ما قيل ، يعني اتّهم بالرفض والتشيّع ، هذا وهو السيّد الجليل .
وقد ذكر هذا المعنى الشافعي في أبيات نيّرة منها :
قالوا : ترفّضت ، قلت : كلاّ *** ما الرفض ديني ولا اعتقادي
لكن تولّيتُ غير شكّ (6) *** خيرَ إمام وخير هادي
إن كان حبّ الوصيّ رفضاً *** فإنّني أرفَضُ العبّاد»(7)
وقال أيضاً في الكتاب المذكور : «حكى قاضي القضاة تاج الدين عبد الوهّاب السبكي في طبقاته الكبرى عن السيّد الجليل أبي عبد الرحمن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في النسخة : الزيدي ، وما أثبتناه من المصادر هو الصحيح .
انظر الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة4 / 295 ، كشف الظنون1 / 747 ، هدية العارفين : 157 .
واسمه : محمّد بن يوسف بن الحسن الزرندي المدني الحنفي .
(2) في النسخة : فضل ، وما أثبتناه من المصادر .
(3) في المصدر : المتتبعين .
(4) في المصدر : محبّة أهل البيت .
(5) قوله : (وإنّه من شيعتهم) لم يرد في المصدر .
(6) في المصدر : دون شكٍّ . وما في المتن مطابق لما في الديوان .
(7) الفصول المهمّة : 20 ـ 21 ، ديوان الشافعي : 72 .
صفحه 314
النسائي أحد أئمّة الحديث المشهور كتابه واسمه : إنّه لمّا دخل إلى دمشق وصنّف فيها كتاب الخصائص في فضل عليّ (عليه السلام) أنكروا عليه ذلك وقيل له : لِمَ لا صنّفت في فضائل الشيخين ؟ فقال : دخلت إلى دمشق والمنحرِف عن عليّ (عليه السلام) بها كثير ، فصنّفت كتاب «الخصائص» رجاء أن يهديهم الله تعالى به فدفعوا في خصيتيه(1) وأخرجوه من المسجد ثمّ ما زالوا به حتّى أخرجوه من دمشق إلى الرملة فمات بها»(2) .
وقال أيضاً في الكتاب المذكور : «حكى الإمام أبو بكر البيهقي في الكتاب الذي صنّفه في مناقب الإمام الشافعي إنّ الإمام الشافعي قيل له : إنّ أُناساً لا يصبرون على سماع منقبة أو فضيلة لأهل البيت قطّ ، وإذا رأوا أحداً يذكر شيئاً من ذلك قالوا : تجاوزوا عن هذا فإنّه رافضي ، فأنشأ الشافعي يقول :
إذا في مجلس ذكروا عليّاً *** وسبطيه وفاطمة الزكيّة
يُقال تجاوزوا يا قوم هذا(3) *** فهذا من حديث الرافضيّة
برئتُ إلى المهيمن من أُناس *** يرونَ الرفضَ حُبَّ الفاطميّة»(4)
وأيّ دليل على نصبهم من هذه الدلائل والأحوال حتّى أنّهم اتّهموا كثيراً من أئمّتهم بالتشيّع ، وأظهروا عداوتهم بمجرّد محبّتهم لأهل البيت (عليهم السلام) :
1 ـ محمّد بن جرير الطبري صاحب التاريخ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في النسخة : خصييه ، وفي المصدر : خاصرته . وما في المتن أثبتناه من الطبقات الكبرى .
(2) الفصول المهمّة : 21 ، الطبقات الكبرى3 / 15 ـ 16 .
(3) في المصدر : عنه .
(4) الفصول المهمّة : 21 ـ 22 ، ديوان الشافعي : 152 .
صفحه 315
2 ـ وأبو بكر البيهقي .
3 ـ والفقيه الشافعي أبو الحسن علي بن محمّد الطبيب الخطيب الجلالي المعروف بابن المعالي .
4 ـ والشيخ كمال الدين محمّد بن علي الشامي الشافعي .
5 ـ والشيخ عزّالدين عبد الحميد بن أبي الحديد الحنفي المعتزلي .
6 ـ والشيخ شهاب الدين السهروردي .
وغيرهم ممّا يطول تعدّدهم ، وقد أفردنا لتواريخهم رسالة سمّيناها : السهام الصوائب النافذة في النواصب بل آل أمرهم إلى قتل جماعة بمجرّد حلّهم عبارات السهروردي في رسالته أعلام الهدى منهم الشيخ محمّد الجنوشاني حيث حكم بقتل شيخ الإسلام ـ بل شيخ الكفرة ورئيس الفجرة ـ من أولاد سعدالدين التفتازاني في بلدة «هراة» والقصّة مذكورة في كتاب مجالس المؤمنين(1) .
وبالجملة فشواهد بغضهم كثيرة وقد خرجنا بهذا عن موضوع هذه السطور لكنّها نفثة من فيض مصدور .
وأمّا قول ابن الأثير في النهاية : «وقد غلب هذا الإسم على من يزعم أنّه يتولّى عليّاً وأهل بيته» فإنّه أراد بالزعم القول الكذب كما قيل زعموا مطية الكذب ، فهو أوضح فساداً من أن ينبَّه عليه ; لأنّ محبّة الشيعة لا سيّما الإمامية له (عليه السلام) ولأهل بيته مكشوف لا يُقنّع وبيّن لا يُدفع ، وإن أراد بالزعم خلاف ذلك رجع إلى كلام القاموس .
وللعلماء في تفسير الشيعة أقوال منها :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) اُنظر مجالس المؤمنين 2 / 157 .
صفحه 316
قول الفخر الرازي : «الشيعة جنس تحته أنواع : الإمامية ، والزيدية ، والغلاة ، والإسماعيلية»(1) ، وردّ الفاضل الجليل المقداد في التنقيح بأن قال : «هو بمعزل عن التحقيق ; لأنّ الغلاة والإسماعيلية خارجون عن الإسلام فضلا عن التشيّع ، وكذا الصالحية والسليمانية من الزيدية ، لاعتقادهم خلافة الشيخين ليس لهم في التشيّع نصيب»(2) .
ويمكن الذبّ عنه بأنّ الإسماعيلية قد لا يكونون ملاحدة فلا يخرجون عن الإسلام ، وقد نبّه على ذلك شيخنا الشيخ الشهيد الثاني عطّر الله مرقده في شرح الشرائع(3) وسيأتي تحقيق ذلك .
والمراد بالزيدية عند الإطلاق هم الجارودية ; لانقراض الصالحية والسليمانية ، وأيضاً فالمفهوم من كلام أفضل المحقّقين الخواجة نصيرالدين محمّد بن محمّد بن الحسن الطوسي في كتابه قواعد العقائد : «إنّ الصالحية إنّما قالوا بخلافة الشيخين لزعمهم أنّ عليّاً (عليه السلام) رضي بخلافتهما»(4) ، وأنّه (عليه السلام) هو الإمام أصالة .
ومنها قول المحقّق نصيرالدين المذكور في قواعد العقائد ووافقه تلميذه العلاّمة جمال الدين أبو منصور الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي في شرحها الموسوم كشف الفوائد وهو أنّ الشيعة هم القائلون : «إنّ نصب الإمام واجب على الله عقلا ، وإنّ الطريق إلى معرفة الإمام هو النصّ من الله أو ممّن هو منصوص من قبل الله لا غير»(5) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين : 352 .
(2) التنقيح الرائع 2 / 317 .
(3) مسالك الأفهام1 / 24 .
(4) قواعد العقائد : 462 (ضمن تلخيص المحصّل) .
(5) كشف الفوائد في شرح قواعد العقائد : 77 (ضمن مجموعة الرسائل) .

صفحه 317
وأخرج الغلاة والإسماعيلية منهم وقال : إنّهم يقولون بوجوب نصب
الإمام من الله وهو نصّ في إلحاد الإسماعيلية ، كما ذكره الفاضل المقداد ، وصرّح المحقّق المذكور في قواعد العقائد(1) بإلحادهم ، كما سننقله فيما بعد .
ثمّ إنّه قسّم الشيعة إلى الإمامية والزيدية والكيسانية ، وذكر أنّ الإمامية والكيسانية قالوا : يشترط أن يكون النصّ جليّاً ، واكتفت الزيدية بالنصّ الخفي(2) .
وهنا أبحاث :
الأوّل : ما ذكراه من أنّ الزيدية توجب نصب الإمام على الله تعالى عقلا غير مطابق لما هو المشهور عنهم ، فإنّ المشهور عنهم الوجوب على الخلق سمعاً كالأشاعرة ، وهو الذي نقله عنهم الفاضل الجليل والعالم النبيل زين الملّة والدين ابن فوطة الحلّي في كتابه مراصد العرفان ومقاصد الإيمان ونقل عنهم الشارح الجديد للتجريد وهو ملاّ عليّ القوشجي أنّهم يذهبون إلى مذهب المعتزلة ، وهو الوجوب عقلا على الخلق(3) .
وفي كتاب كشف البراهين في شرح زاد المسافرين تصنيف الشيخ الفاضل محمّد بن علي بن إبراهيم بن أبي جمهور الأحسائي ، إنّهم يوجبون على الله عقلا كالإمامية(4) ، كما نقلناه عن الإمامين العالمين في قواعد العقائد وشرحها والتوفيق بين هذه النقول الثلاثة غير مشكل فتدبّر .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) قواعد العقائد : 458 (ضمن تلخيص المحصّل) .
(2) كشف الفوائد : 78 (ضمن مجموعة الرسائل) .
(3) شرح تجريد العقائد : 365 / المقصد الخامس في الإمامة .
(4) كشف البراهين : 322 .

صفحه 318
الثاني : ما ذكراه من الزيدية(1) أيضاً تشترط النصّ وتكتفي فيه
بالخفي ، لم أقف عليه في غير كلامهما بعد التشيّع ، بل صرّح جماعة منهم : الفاضل ابن أبي جمهور في الكتاب المذكور ، بأنّ النصّ لم يشترط أحد من سائر الفرق إلاّ الإمامية ، وإن كان قد حصل الإجماع من الكلّ على أنّه مع حصوله سبب مستقلّ في تعيين الإمام وعمل على هذا(2) .
فالكيسانية أيضاً لا تشترط النصّ مع أنّ صريح كلام الإمامين الأعظمين اشتراطهما بالنصّ بلا ريب ، إنّ نقل هذين الإمامين أضبط وأوضح :
إذا قالت حذام فصدّقوها فإنّ القول ما قالت حذام(3) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وهو أن يحلّ كلّ من النقول على أنّه مذهب طائفة من الزيدية فإنّهم فرق متعدّدة «منه دام ظلّه» .
(2) انظر كشف البراهين : 324 ـ 325 .
(3) مجمع الأمثال للميداني 1 / 156 تحت مثل : أثقل من نضاد ، و181 تحت مثل : أجبن من المنزوفِ ضَرِطاً . ولهذا البيت مصاديق كثيرة ظاهراً ، نذكر منها هذه الواقعة التي نقلها أبو عبيد البكري في كتابه فصل المقال : 42 .
قال ابن كرشم الكلبي : حَذَام هي بنت الريّان بن جسر بن تميم بن يقدم بن عنزة وهي أمّ عجل بن لجيم ، وكان عاطس بن جلاح الحميري قد سار إلى الريّان في جموع من العرب : خثعم وجعفي وهمدان ، فلقيهم الريّان في عشرين حيّاً من أحياء ربيعة ومُضر ، فاقتتلوا وصبروا لا يُولّي أحد منهم دُبُره ، ثمّ إنّ القيل الحميري رجع إلى معسكره ، وهرب الريّان تحت ليلته ، فسار ليلته وفي الغد ، ونزل الليلة الثانية ، فلمّا أصبح عاطس الحميري ورأى خلاء معسكرهم أتبعهم جملة من حماة رجاله وأهل الغناء منهم ، فجدّوا في اتّباعهم ، فانتبه القطا في أسرائهم من وقع دوابّهم ، فمرّت على الريّان وأصحابه عرفاً عرفاً ، فخرجت حَذَام بنت الريان إلى قومها فقالت :
ألا يا قومنا ارتحلوا وسيروا *** فلو تُرك القطا ليلا لناما
فقال ديسم بن ظالم الأعصري :
إذا قالت حذام فصدّقوها *** فإنّ القول ما قالت حذام
فارتحلوا حتّى اعتصموا بالجبل ، ويئس منهم أصحاب عاطس فرجعوا عنهم .

صفحه 319
الثالث : الظاهر أنّ مرادهما بالزيدية : الجارودية ، لا مطلقاً ، فخرج
الفرق الباقية ، وينبّه عليه أنّ معنى اشتراطهما النصّ الخفي على ما ذكره أفضل المحقّقين عطّر الله مرقده في الكتاب المذكور أنّه قد نصّ النبيّ (صلى الله عليه وآله)والأئمّة بعده على أنّ من جمع الشرائط التي اشترطوها في الإمام فهو إمام ، ومن تلك الشرائط كونه من ولد فاطمة(عليها السلام) فلا تدخل الفرق القائلة بإمامة الشيخين لعدم استجماعهما الشرائط ، اللهمّ إلاّ أن يقال : إنّ إمامتهما ليست حقيقة ، بل إنّما صارا إمامين لرضاهما بإمامتهما ، وهو الذي نقله المحقّق المذكور عن الصالحية ، وإنّ هذه الشرائط معتبرة في غيرهما ، ولعلّه أوفق لكلام الخواجة كما ستطّلع عليه إن شاء الله .
ومنها : إنّه اسم لمن شايع عليّاً (عليه السلام) في الإمامة بغير فصل ، وقد جعلهم ابن نوبخت هم المسلمين ، وكلّ منهم الفرق الثلاثة والسبعين ، نقل ذلك عنه الشيخ الجليل المقداد بن عبد الله الأسدي في تنقيحه والشيخ الفاضل بدرالدين الحسن بن نورالدين عليّ العاملي في رسالته في الشفاعة(1) واختاره السيّد السعيد سيّد نورالدين الشوشتري في مجالس المؤمنين فيدخل فيهم الغلاة ـ القائلون بالحلول ـ والإسماعيلية ، ومن ثمّ أدخلهم فيهم صاحب مجالس المؤمنين وأدخل جماعة من العباسيّين كالرشيد والمأمون مع ظهور كفرهما وخروجهما عن الإسلام ، بناءً على اعتقادهما إمامته (عليه السلام) بعد الرسول ، وتخرج عن الشيعة حينئذ الصالحية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الرسالة غير مطبوعة .

صفحه 320
والسليمانية والبترية من الزيدية ; لقولهم بإمامة الشيخين .
ومنها : إنّه اسم للإمامية والجارودية لا غير ، وهو قول الشيخين(1)وسلاّر(2) والقاضي ابن البرّاج(3) وابن حمزة(4) والفاضلين(5) ، والظاهر أنّ اقتصارهم على ذلك لانقراض الفرق الباقية من القائلين بإمامته (عليه السلام) بعد النبي بلا فصل ، كالواقفية والفطحية والكيسانية والناووسية والجارودية والإسماعيلية ، كما سيأتي .
قال شيخنا الشهيد الثاني في شرح الشرائع : «الشيعة تطلق على من قدّم عليّاً (عليه السلام) في الإمامة على غيره بعد النبيّ (صلى الله عليه وآله) ولا شبهة في كون الإمامية منهم ، وكذا الجارودية من فرق الزيدية ، وكذا الإسماعيلية حيث لا يكونون ملاحدة ، وأمّا باقي فرق الشيعة كالكيسانية والواقفية والفطحية فداخلة ، لكن(6) لانقراضهم أستغني(7) عن ذكرهم»(8) . انتهى .
وإنّما خصّ الجارودية من بين فرق الزيدية لما أسلفناه من أنّ الفرق الباقية من الصالحية والسليمانية والبترية يقولون بإمامة الشيخين ولا يدخلون في الشيعة ، كما صرّح به الشيخ المقداد والشيخ الشهيد الثاني وغيرهما .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المفيد في المقنعة: 654 ـ باب الوقوف والصدقات ، والطوسي في النهاية: 598 ـ كتاب الوقوف والصدقات.
(2) المراسم : 198 أحكام الوقوف والصدقات .
(3) المهذّب لابن البرّاج2 / 89 .
(4) الوسيلة لابن حمزة : 371 .
(5) العلاّمة الحلّي في إرشاد الأذهان1 / 453 ، المحقّق الحلّي في شرائع الإسلام 2 / 215 .
(6) في النسخة: من بعد انقراضهم ، وما في المتن من المصدر.
(7) في النسخة : أعني ، وما في المتن أثبتناه من المصدر .
(8) مسالك الأفهام5 / 340 .
صفحه 321
ومنها : قول الشيخ الجليل محمّد بن ساعد(1) الأنصاري في إرشاد القاصد إلى أسنى المقاصد : «الشيعة هم الذين شايعوا عليّاً وقالوا بإمامته نصّاً ووصيّة ، ويروون أنّ الإمامة لا تخرج عن أولاده إلاّ بظلم من خارج ، ويقولون بعصمة الأئمّة والتولّي والتبرّي إلاّ في حال التقية»(2) . انتهى .
وعلى هذا تخرج الزيدية ; لعدم اشتراطهم عصمة الإمامة ، والصالحية والسليمانية والبترية لأنّها لا ترى البتري ، بل بعض الجارودية كما رأيته في منظومتهم وشرحها ، قال صاحب المنظومة :
وارض عنهم كما رضى أبو حسن *** وقف عن النصب إن كانت ذا جذر
وذكر الشارح في شرحه : «إنّ بعضهم يذهب إلى الترضّي لأنّه (عليه السلام) رضي عنهم فلا يجوز بغضهم وسبّهم ، وبعضهم يقف عن الترضّي والتبرّي ، ومنعا قول الشيخ شرف الدين المقداد في التنقيح قال (رحمه الله) : والذي يظهر لي أنّ التشيّع لا يطلق في الحقيقة إلاّ على الإمامية كما بيّنّاه في اللوامع»(3) انتهى .
وبيّنه في اللوامع بأنّ الشيعة في العرف يختصّ بمن يرى تقديم عليّ (عليه السلام) على الصحابة»(4) ، وهو مقتضى اللغة أيضاً ، «فإنّ شيعة الرجل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في النسخة : مساعد ، وما في المتن أثبتناه من المصادر أدناه . واسمه الكامل : محمّد بن إبراهيم بن ساعد الأنصاري أبو الجود السنجاري ثمّ المصري الطبيب المعروف بابن الأكفاني .
اُنظر الدرر الكامنة لابن حجر3 / 279 / 744 ، البدر الطالع للشوكاني 2 / 79 / 388 ، هدية العارفين لباشا البغدادي6 / 155 .
(2) إرشاد القاصد : المصدر غير مطبوع .
(3) التنقيح الرائع 2 / 317 ـ كتاب الوقوف والصدقات والهبات .
(4) اللوامع الإلهية في المباحث الكلامية : 389 .
صفحه 322
أتباعه وأنصاره كما ذكره الجوهري ، ويقال : شايعاه كما يقال : والاه»(1) ، فيخرج ما عدا الجارودية من الزيدية .
قال : «وأمّا الجارودية فليسوا شيعة في الحقيقة وإن وافقوا الإمامية على معتقدهم في التخطئة والطعن والتبرّي لما جاء متواتراً أنّ عليّاً وشيعته
على الحقّ ، وأنّ الحقّ يدور مع عليّ كيفما دار ، ولا شكّ أنّ الجارودية غير متابعين بل معادون لهم ، لأنّهم لا يشترطون العصمة ولا النصّ الجلي في إمام أصلا ، لكن اتّفق ذلك للحسنين (عليهما السلام) ، ويكتفون في تعيين الإمام بالقيام والدعوة في غير الحسنين (عليهما السلام) ، لقول النبي (صلى الله عليه وآله) : (قاما أو قعدا)»(2) .
ثمّ أخذ في الاستدلال على بطلان مذهب الجارودية والإسماعيلية وغيرهم من الفرق .
والذي يظهر لي أنّ النزاع إن كان فيما يُطلق عليه لفظ الشيعة شرعاً ، فالحقّ ما ذكره الفاضل المقداد (رحمه الله) ، إذ لا ريب أنّ الشيعة الممدوحين في الأخبار ليس إلاّ الفرقة الناجية وهم الإمامية ، وقد تظافرت الأخبار بتكفير الفرق الباقية وإخراجهم من الشيعة لاسيّما الزيدية والواقفية .
وجاء في الخبر عن الصادق (عليه السلام) ما رواه أبو عمرو الكشّي في كتاب الرجال : «الزيدية هم النصّاب»(3) . وإن اُريد ما يطلق عليه لفظ الشيعة ، فما ذكره غير تام بل هو أعمّ من ذلك بهذا الاعتبار .
وقال شيخنا الشهيد الثاني في شرح الشرائع : «وربّما قيل باختصاص
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الصحاح3 / 517 ـ شيع .
(2) اللوامع الإلهية : 378 .
(3) اختيار معرفة الرجال : 228 / 409 .
صفحه 323
الإسم بالإمامية وهو غريب»(1) .
ومنها : قول العلاّمة في التحرير : «الشيعة كلّ من قدّم عليّاً (عليه السلام) من الإمامية والجارودية من الزيدية والواقفية وغيرهم من فرق الشيعة دون البترية»(2)(3) .
وكان عليه أن يستثني الصالحية والسليمانية ، وإنّما ترك استثناءهما إمّا لإدخالهما في البترية أو لأنّهما لا يعتقدان إمامة الشيخين حقيقة ، بل لرضا أمير المؤمنين بخلافتهما وتركه منازعتهما كما يفهم من كلام أفضل المحقّقين الطوسي ، وتدخل الإسماعيلية في هذا التعريف كما لا يخفى .
تنبيه : قد تظافرت الأخبار عن العترة الطاهرة سلام الله عليهم بتضليل كلّ من خالف الإمامية في الاعتقاد وتأثيمهم وتكفيرهم وتخليدهم في النار وشركهم ونصبهم ، كما أوردنا في رسالتنا فصل الخطاب والمعراج وشرح الأربعين والفرائد الغالية في تحقيق الفرقة الناجية ولنقتصر هنا على إثني عشر حديثاً :
الأوّل : ما رواه شيخنا الصدوق محمّد بن عليّ بن بابويه في كتاب علل الشرائع والأحكام : «بإسناده عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله (عليه السلام)قال : ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت ، لأنّك لا تجد رجلا يقول : أنا أبغض محمّداً وآل محمّد ، ولكنّ الناصب من نصب لكم ، وهو يعلم أنّكم تتولّونا وإنّكم من شيعتنا(4) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مسالك الأفهام 5 / 340 .
(2) في النسخة : من الزيدية ، وما أثبتناه من المصدر .
(3) تحرير الأحكام 3 / 301 .
(4) علل الشرائع : 601 / 60 ، وعنه في بحار الأنوار 27 / 232 / 42 ، و69 / 131 / 3 ، وأورده الصدوق أيضاً في عقاب الأعمال : 247 / 4 ، وعنه في وسائل الشيعة 9 / 486 / 3 ، وفي معاني الأخبار : 365 / 1 ، عن معلّى بن خنيس ، وعنه في وسائل الشيعة 24 / 274 / 3 ، و29 / 132 / 2 ، بزيادة وفي صفات الشيعة : 87 / 17 ، عن معلّى بن خنيس ، بزيادة : وهو يعلم أنّكم تتولّونا وتتبرّؤون من أعدائنا ، وقال(عليه السلام) : من أشبع لنا عدوّاً فقد قتل وليّاً لنا . وذكره المصنّف في الأربعين حديثاً : 349 .

صفحه 324
ومن المعلوم نصب جميع هذه الفرق للإمامية لاسيّما الواقفية والزيدية والعامّة .
الثاني : ما نقله الشيخ الجليل المحقّق أبو عبد الله محمّد بن إدريس الحلّي(1) في آخر السرائر في المستطرفات التي انتزعها من كتب قدمائنا من كتاب مسائل الرجال ومكاتباتهم : «مولانا أبا الحسن عليّ بن محمّد بن عليّ ابن موسى : في جملة مسائل محمّد بن عليّ بن عيسى ، قال : كتبت إليه أسأله عن الناصب هل أحتاج في امتحانه إلى أكثر من تقديمه الجبت والطاغوت(2)؟
فرجع الجواب : من كان على هذا فهو ناصب»(3) .
وهذا كما ترى ناطق بنصب كلّ من قدّم الجبتين ، قال بعض علمائنا العظام(4) بعد نقل هذا الخبر عن هذا الإمام في شرح الإرشاد «واختاره بعض الأصحاب إذ لا عداوة أعظم ممّن قدّم المنحطّ عن مراتب الكمال ، ]وفضّل[(5) المنخرط في سلك الأغبياء الجهّال ، على من تسنّم أوج
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) اسمه الكامل : أبو جعفر محمّد بن منصور بن أحمد بن إدريس الحلّي .
(2) في المصدر زيادة : واعتقاد إمامتهما .
(3) مستطرفات السرائر : 583 (ضمن السرائر ج3) .
(4) هو شيخنا الشهيد الثاني في روض الجنان (منه) .
(5) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر .
صفحه 325
الجلال ، حتى شكّ في أنّه هو الله المتعال ]والله أعلم بحقيقة الحال[ »(1)(2) . انتهى كلامه وهو في غاية الجودة والمتانة .
الثالث : ما رواه الفاضل الجليل والوزير السعيد عليّ بن عيسى الإربلي في كتابه كشف الغمّة : «إنّ شيخنا(3) سأل رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن علامة بغض أمير المؤمنين ، فقال (صلى الله عليه وآله) : (علامة بغضه تفضيل غيره عليه)»(4) .
وأورده أيضاً بعض الأعلام في شرح نهج البلاغة(5) وهو ينادي بنصب من فضّل اللصوص الثلاثة عليه (عليه السلام) . وهو مضمون ما روي عن مولانا الهادي (عليه السلام) .
الرابع : ما رواه ثقة الإسلام في الكافي : «عن طلحة بن زيد(6) ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : من أشرك مع إمام إمامته من عند الله مَن ليست إمامته من عند الله كان مشركاً بالله»(7) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر .
(2) روض الجنان1 / 421 ، وعنه الشيخ يوسف البحراني في الحدائق الناضرة 5 / 177 ـ 178 / أحكام المخالفين ، و10 / 363 / الأخبار الواردة في شأن المخالف للحقّ .
(3) الظاهر أنّ المراد بـ « شيخنا » هو حبر الأمّة عبد الله بن عبّاس حيث هو السائل لرسول الله(صلى الله عليه وآله) في هذا الحديث .
(4) كشف الغمّة 2 / 13 ، ضمن حديث طويل .
(5) اُنظر مقدّمة ابن أبي الحديد في شرحه لنهج البلاغة 1 / 7 .
(6) طلحة بن زيد أبو الخزرج النهدي الشامي ويقال : الخزري ، عامّي ، عدّه الشيخ تارة من أصحاب الإمام الباقر(عليه السلام) قائلا : بتري ، وأخرى من أصحاب الإمام الصادق(عليه السلام)قائلا : الخزرجي القرشي . وعدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادق(عليه السلام)فقط قائلا : النهدي الشامي .
اُنظر رجال النجاشي : 207 / 550 ، رجال الشيخ : 126 / 3 ، و221 / 2 ، رجال البرقي : 45 .
(7) الكافي1 / 373 / 6 ، وأورده ابن بابويه في الإمامة والتبصرة : 91 / 80 ، وعنه في بحار الأنوار 23 / 78 / 11 ، النعماني في الغَيبة : 130 / 8 ، عن محمّد بن سنان ، عن بعض رجاله .

صفحه 326
وهذا يدلّ على شرك جميع الفرق عدا الإمامية .
الخامس : ما رواه عطّر الله مرقده في الكتاب المذكور : «بإسناده عن ابن أبي يعفور(1) ، قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم : من ادّعى إمامة ]من الله[(2)ليست له ، ومن جحد إماماً من الله ، ومن زعم أنّ لهما في الإسلام نصيباً»(3) .
وهو كالسابق في الدلالة على كفر المخالفين لمذهب الإمامية لجحودهم أئمّة من الله .
السادس : ما رواه أبو عمرو محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشّي في كتاب الرجال : «بإسناده عن يونس(4) بن يعقوب ، قال : قلت لأبي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) واسمه عبد الله بن أبي يعفور العبدي ويكنّى بأبي جعفر ، ثقة ثقة ، جليل في أصحابنا ، كريم على أبي عبد الله(عليه السلام) ، مات في أيّامه(عليه السلام) ، وكان قارئاً يقرىء في مسجد الكوفة ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق(عليه السلام) قائلا : العبدي مولاهم كوفيّ .
انظر رجال النجاشي : 213 / 556 ، رجال البرقي : 22 ، رجال الشيخ : 223 / 15 .
(2) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر .
(3) الكافي1 / 373 / 4 وبسند آخر عن ابن أبي يعفور في ص : 374 / 12 ، وعنه الحرّ العاملي في وسائل الشيعة 28 / 349 / 34 ، والفصول المهمّة 1 / 398 / 2 ، المجلسي في بحار الأنوار 7 / 212 / 113 ، و8 / 363 / 40 ، والأسترآبادي في تأويل الآيات 1 / 115 / 27 ، وأورده العيّاشي في التفسير 1 / 178 / 64 ، وفيه : ومن قال : إنّ لفلان وفلان في الإسلام نصيباً ، وعنه النوري في مستدرك الوسائل 18 / 175 / 8 .
(4) في النسخة : يوسف ، وكذلك البحار ، وما أثبتناه في المتن من حاشية النسخة والمصدر .
فأمّا يوسف بن يعقوب ، فقد عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الكاظم(عليه السلام) وقال : واقفي ، وقال السيّد الخوئي : وطريق الصدوق إليه ضعيف بمحمّد بن سنان . وكيف كان فهو مجهول الحال . اُنظر معجم رجال الحديث 21 / 187 ، رجال الشيخ : 364 / 17 .
وأمّا يونس بن يعقوب : فهو أبو علي الجلاّب البجلي الدُهني ، اختصّ بأبي عبد الله وأبي الحسن(عليهما السلام) ، وكان يتوكّل لأبي الحسن ، ومات بالمدينة في أيّام الإمام الرضا(عليه السلام)فتولّى أمره ، وكان حظيّاً عندهم ، موثّقاً .
عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق والكاظم والرضا(عليهم السلام) ، وعدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادق فقط قائلا : القمّاط البجلي الكوفي .
اُنظر رجال النجاشي : 446 / 1207 ، رجال البرقي : 29 ، رجال الشيخ : 335 / 44 ، و363 / 4 ، و394 / 1 ، معجم رجال الحديث 21 / 238 .
وعليه ما أثبتناه هو الأنسب والأصحّ .

صفحه 327
الحسن (عليه السلام) : اُعطي هؤلاء الذين يزعمون أنّ أباك حيٌّ(1) ، من الزكاة شيئاً ؟ قال : لا تعطهم ، فإنّهم كفّار مشركون زنادقة»(2) .
السابع : ما رواه عطّر الله مرقده : «بإسناده عن أبي علي قال : حكى منصور(3) عن الصادق محمّد بن عليّ الرضا (عليه السلام) أنّ الزيدية والواقفة والنصّاب عنده بمنزلة واحدة»(4) .
الثامن : ما رواه أيضاً في الكتاب المذكور : «بإسناده عن ابن أبي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) يعني الواقفية الذين يزعمون أنّ الإمام الكاظم (عليه السلام) حيّ لم يمت .
(2) اختيار معرفة الرجال : 456 / 862 ، وعنه الحرّ العاملي في وسائل الشيعة 9 / 228 / 4 ، والمجلسي في بحار الأنوار 48 / 263 / 19 ، و93 / 69 / 43 .
(3) هو منصور بن العبّاس أبو الحسين الرازي الكوفي أو البغدادي ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الجواد والهادي(عليهما السلام) ، وفيمن لم يرو عنهم(عليهم السلام) .
اُنظر رجال الشيخ : 407 / 27 ، 423 / 24 ، 515 / 131 ، معجم رجال الحديث19 / 378 / 12710 .
(4) اختيار معرفة الرجال : 460/873 ، وعنه المجلسي في بحار الأنوار48 / 267 / ضمن حديث 27 .
صفحه 328
عمير عمّن حدّثه قال : سألت محمّد بن عليّ الرضا (عليه السلام) عن هذه الآية (وُجُوْهٌ يَومَئِذ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ)(1) ، قال : نزلت في النصّاب والزيدية ، والواقفة من النصّاب»(2) .
التاسع : ما رواه عطّر الله مرقده : «بإسناده عن يحيى بن المبارك(3)
قال : كتبت إلى الرضا (عليه السلام) بمسائل فأجابني ، وذكرت في آخر الكتاب قول الله عزّ وجلّ : (مُذَبْذَبِيْنَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاَءِ وَلاَ إِلَى هَؤُلاَءِ)(4) فقال : نزلت في الواقفة» .
ووجدت الجواب كلّه بخطّه : «ليس هم من المؤمنين ولا من المسلمين ، هم(5) ممّن كذّب بآيات الله ، ونحن أشهر معلومات فلا جدال فينا ولا رفث ولا فسوق فينا ، أُنصب لهم من العداوة يا يحيى ما استطعت»(6) .
العاشر : ما رواه عطّر الله مرقده : «بإسناده عن محمّد بن عاصم ، قال : سمعت الرضا (عليه السلام) يقول : يا محمّد بن عاصم ، بلغني أنّك تجالس الواقفة ؟ قلت : نعم جعلت فداك أجالسهم وأنا مخالف لهم ، قال : لا تجالسهم ، فإنّ الله تعالى يقول : (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللهِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة الغاشية 88 : 2 ـ 3 .
(2) اختيار معرفة الرجال : 229 / 411 ، وعنه المجلسي في بحار الأنوار 37 / 34 ، و48 / 267 .
(3) يحيى بن المبارك : عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الرضا(عليه السلام) ، رجال البرقي : 54 ، رجال الشيخ : 395 / 3 .
(4) سورة النساء 4 : 143 .
(5) في النسخة : مقدّمهم . وما في المتن أثبتناه من المصدر .
(6) اختيار معرفة الرجال : 461 / 880 ، وعنه المجلسي في بحار الأنوار48 / 268 .
صفحه 329
يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتّى يَخُوْضُوا فِي حَدِيْث غَيْرَهُ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُم)(1) يعني بالآيات : الأوصياء الذين كفروا بها الواقفة»(2) .
الحادي عشر : ما رواه في الكتاب المذكور بإسناده : «عن سعد الجلاّب(3) ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : لو أنّ البترية صفٌّ واحد ما بين المشرق إلى المغرب ما أعزّ الله بهم ديناً»(4) .
الثاني عشر : ما رواه بإسناده : «عن الفضل بن شاذان(5) رفعه عن الرضا (عليه السلام) قال : سُئل عن الواقفة ؟ فقال : يعيشون حيارى ويموتون زنادقة»(6) .
فقد ظهر من هذه الأخبار المعتضدة بأضعافها أنّ الواقفة والزيدية وأشباههم خارجون عن الإسلام فضلا عن التشيّع بمعونة(7) قول الفاضل الجليل شرف الدين المقداد وإن أطلق عليهم اسم الشيعة نظراً إلى ظاهر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة النساء 4 : 140 .
(2) اختيار معرفة الرجال : 457 / 864 ، وعنه المجلسي في بحار الأنوار 48 / 264 / 22 .
(3) هو سعد بن أبي عمرو الجلاّب ، واسم أبي عمرو (عمر) عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الباقر(عليه السلام) .
اُنظر رجال الشيخ : 125 / 19 ، معجم رجال الحديث 9 / 54 و99 .
(4) اختيار معرفة الرجال : 232 / 422 ، وعنه المجلسي في بحار الأنوار 37 / 31 ، و69 / 180 / 8 ، وأورده الصدوق في من لا يحضره الفقيه 4 / 545 .
(5) الفضل بن شاذان النيشابوري أبو محمّد الأزدي ، فقيه متكلّم جليل القدر ، له جلالة في هذه الطائفة ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الهادي والعسكري(عليهما السلام) .
اُنظر رجال النجاشي : 306 / 840 ، فهرست الطوسي : 197 / 563 ، رجال الشيخ : 420 / 1 ، و434 / 2 .
(6) اختيار معرفة الرجال : 456 / 861 ، وعنه المجلسي في بحار الأنوار 48 / 263 / ذيل حديث 18 .
(7) كذا في الأصل .
صفحه 330
حالهم ، كما يطلق اسم المسلمين على الخوارج والنصّاب باعتبار اعتقادهم الإسلام ، وإن خرجوا منه حقيقة بإنكارهم بعض ضروريّاته ، وبهذا الاعتبار قسّم الأصحاب الشيعة إلى الفرق المذكورة ، وقد وقع هذا الإطلاق أيضاً في بعض الأخبار .
وهو ما رواه أبو عمرو الكشّي أيضاً في الكتاب المذكور : «بإسناده عن عمر بن يزيد ، قال : دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فحدّثني مليّاً في فضائل الشيعة ثمّ قال : إنّ من الشيعة بعدنا من هم شرّ من النصّاب ، قلت : جعلت فداك أليس ينتحلون حبّكم ويتولّونكم ويتبرّؤون من عدوّكم ؟ قال : نعم ، قلت : جعلت فداك بيّن لنا نعرفهم ، فلسنا(1) منهم ؟ قال : كلاّ يا عمر ما أنت منهم ، إنّما هم قوم يُفتنون بزيد ويُفتنون بموسى»(2) .
وهذا كما ترى يدلّ على دخول الزيدية والواقفة في الشيعة ظاهراً ، وخروجهم عن الإسلام فضلا عن التشيّع حقيقة ، وهو الذي نعتقده ونختاره والله الهادي .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في المصدر : فلعلّنا . وما في البحار مطابق للمتن .
(2) اختيار معرفة الرجال : 459 / 869 ، وعنه المجلسي في بحار الأنوار 48 / 266 / 27 .
صفحه 331

الفصل الأوّل
في ذكر معتقد الفرقة الإمامية
وهي الفرقة الناجية من فرق الإسلام ، كما بيّناه في الفوائد الفائقة والمنهاج المستقيم ومعارج الكرامة وغيرها .
اعتقادهم أنّ الباري عزّ اسمه واجب الوجود بذاته ، متفرّد في صفاته ، قادر على كلّ مقدور ، مختار في سائر الأمور ، عالم بكلّ معلوم ، سميع بصير مدرك ، منزّه عن الجسمية والنسبية ، وعن ظلم العباد ، وعن الرضا بما يقع منهم من الفساد ، غنيّ واحد أبديّ سرمديّ ، حكيم لا يفعل قبيحاً ، ولا يُخلّ بواجب ، مريد لما تقتضيه الحكمة ، كاره لما تأباه الحكمة ، من الظلم والكفر والعدوان ، متكلّم بكلام أحدثه بقدرته ، وأنزله على ملائكته وأنبيائه وخاصّته ، وإنّه مقدّس عن شوائب الكثرة والقسمة والمادّة والمسامتة ، منزّه عن الرؤية والجهة ، والحلول والاتّحاد ، وما يدّعيه أهل الضلال والإلحاد .
وإنّ أفعالنا صادرة عنّا بحسب دواعينا وإرادتنا ، وإنّ كلّ قبيح أو فساد أو نقص فإنّه منّا ، وربّنا جلّ جلاله منزّه عن أفعالنا الذميمة ، وعمّا نختاره نحن من الاختيارات السقيمة ، لسنا مكرَهين ولا مقهورين ولا مضطرّين ، وإنّه سبحانه خلقنا رحمة لنا وعناية بنا ، وجوداً وتكرّماً علينا ، وإحساناً إلينا ، فمن أحسن فلنفسه ، ومن أساء فعليها وما ربّك بظلاّم للعبيد(1) ، وإنّ التكليف واجب في الحكمة الإلهية لما فيه من التعريض من الثواب ، وإنّ نصب الحجج من الأنبياء والأوصياء واجب عليه سبحانه عقلا ، وإنّهم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) اقتباس من سورة فصّلت 41 آية 46 .
صفحه 332
معصومون من أوّل أعمارهم إلى أواخرها ، من الكبائر والصغائر والسهو والنسيان .
قال أفضل المحقّقين نصيرالملّة والحقّ والدين أبو جعفر محمّد بن محمّد الطوسي في قواعد العقائد في بحث الإمامة : «وأمّا الإمامية فقالوا : إنّ نصب الإمام لطف ، وهو واجب على الله تعالى ، ويجب أن يكون الإمام معصوماً لئلاّ يُضلّ الخلق ، ويؤكّد ذلك قوله تعالى : (لاَ يَنَالُ عَهدِي الظَّالِمِينَ)(1) واتّفقوا على إمامة عليّ (عليه السلام) بعد النبيّ (صلى الله عليه وآله) إذ لم يكن غيره معصوماً .
ثمّ ساقوا الإمامة بعده إلى ابنيه الحسن المجتبى ، ثمّ إلى أخيه الحسين الشهيد بكربلا ، ثمّ إلى ابنه عليّ زين العابدين ، ثمّ إلى ابنه محمّد الباقر ، ثمّ إلى ابنه جعفر الصادق ، ثمّ إلى ابنه موسى الكاظم ، ثمّ إلى ابنه عليّ الرضا ، ثمّ إلى ابنه محمّد التقيّ ، ثمّ إلى ابنه عليّ النقيّ ، ثمّ إلى ابنه الحسن الزكيّ العسكريّ ، ثمّ إلى ابنه المنتظر خروجه عليهم الصلاة والسلام ، وقالوا : إنّه باق وسيظهر ، ويملأ الدنيا عدلا كما ملئت جوراً ، وهو الثاني عشر من أئمّتهم ، ولأجل ذلك لُقّبوا بالإثني عشرية ، وهم في أكثر أصول مذهبهم موافقون للمعتزلة ، ولهم في الفروع فقه منسوب إلى أهل البيت (عليهم السلام)(2)» .
قلت : وقدماؤهم كانوا إخباريّين ومتأخّروهم أصوليّون وإخباريّون ، وهم الفرقة الناجية كما حقّقناه في كتبنا ومجموعاتنا وبسطنا الكلام فيه في الفوائد الغالية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة البقرة2 : 124 .
(2) قواعد العقائد : 460 (ضمن تلخيص المحصّل) .
صفحه 333

الفصل الثاني
في ذكر الزيدية
قال أفضل المحقّقين الطوسي في قواعد العقائد : «أمّا الزيدية فقالوا بإمامة عليّ والحسن والحسين وأثبتوها بالنصّ الجليّ ، وأثبتوا باقي أئمّتهم بالنصّ الخفيّ ، وذلك لأنّ شرائط الإمامة عندهم كون الإمام عالماً بشريعة الإسلام ; ليهدي الناس ولا يضلّهم ، وزاهداً لكي لا يطمع في أموال المسلمين ، وشجاعاً لئلاّ يهرب في الجهاد مع المخالفين ، فيظهروا(1) على أهل الحقّ ، وكونه من ولد فاطمة(2)(عليها السلام) ، وكونه داعياً إلى الله تعالى وإلى دين الحقّ ظاهراً ، ويشهر سيفه في نصرة دينه .
قالوا : وقد نصّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) والأئمّة بعده : إنّ كلّ من استحقّ(3) هذه الشرائط الخمسة فهو إمام مفترض الطاعة ، وذلك هو النصّ الخفيّ ، ولم يوجبوا في الحسن والحسين الدعوة والقيام(4) بالسيف ، لقوله (صلى الله عليه وآله) : (هما إمامان قاما أو قعدا) ويجوّزون خلوّ الزمان عن الإمام ، وقيام إمامين في بقعتين متباعدتين إذا استجمعا هذه الشرائط ، ولذلك لم يقولوا بإمامة زين العابدين (عليه السلام) ; لأنّه لم يشهر سيفه في الدعوة إلى الله تعالى ، وقالوا بإمامة زيد لاجتماع الشرائط(5) وإليه نُسبوا ، إذ فارقوا سائر الشيعة ولقّبوا باقي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في المصدر : فيظفروا .
(2) في المصدر زيادة : أعني من أولاد الحسن والحسين ، لقوله(صلى الله عليه وآله) : «المهدي من ولد فاطمة» .
(3) في المصدر : استجمع .
(4) (والقيام) لم يرد في المصدر .
(5) في المصدر : زيد ابنه لاستجماع الشرائط فيه .
صفحه 334
الشيعة بالرافضة ، لأنّهم رفضوا زيداً .
والزيدية فرق كثيرة ، منهم الصالحية : وهم لا ينكرون خلافة الخلفاء الذين كانوا قبل عليّ (عليه السلام) لرضا عليّ (عليه السلام) بخلافتهم ، ومنهم الجارودية ، ومنهم السليمانية ، وقيل : لهم فرق غيرها»(1) .
وأكثر الزيدية قائلون باشتراط النصّ لكن يكتفون بالخفيّ ، ويَدَعون النصّ من النبيّ (صلى الله عليه وآله) على إمامة من استجمع الشرائط المذكورة .
والمراد بالنصّ الخفيّ هو النصّ المطلق ، والنصّ الجليّ هو النصّ على إمام بعينه واسمه ، وباقي الكتب الكلامية التي تحضرني في حال تحرير هذه الرسالة خالية عن هذا ، لكن كلام هذا الإمام إمام الكلام ، خصوصاً وقد وافقه تلميذه العلاّمة جمال الملّة والدين الحلّي في الشرح(2) .
الثانية : مقتضى كلامه أنّ الزيدية مطلقاً تشترط في الإمام أن يكون فاطميّاً ، وهو المذكور في الكتب الكلامية أيضاً كشروح التجريد والنافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر(3) وكشف البراهين في شرح زاد المسافرين(4) وغيرها .
ولا يخفى أنّه مشكل بأنّ البترية والصالحية والسليمانية يقولون بإمامة الشيخين ، وقد صرّح المحقّق الطوسي بأنّ الصالحية تعتقد إمامة الثلاثة لرضا أمير المؤمنين (عليه السلام) بخلافتهم(5) ، فكيف يوافقون على اشتراط
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) قواعد العقائد : 461 ـ 462 (ضمن تلخيص المحصّل) .
(2) كشف الفوائد في شرح قواعد العقائد للعلاّمة الحلّي : 77 ( ضمن مجموعة الرسائل ) .
(3) النافع يوم الحشر للمقداد السيوري : 44 .
(4) كشف البراهين لابن أبي جمهور : 331 .
(5) قواعد العقائد : 462 (ضمن تلخيص المحصّل) .
صفحه 335
الفاطمية . ويمكن الجواب عن هذا الإشكال بوجهين :
أحدهما : إنّ المراد بالزيدية في كلام الجماعة هم الجارودية فقط ، لانقراض الباقين أو ندورهم ، وفي هذا بعدٌ كما لا يخفى .
الثاني : إنّ الفِرق المذكورة إنّما تشترط الفاطمية في غير الخلفاء الثلاثة لرضا عليّ (عليه السلام) بهم ، فكانت خلافتهم بالنيابة لا بالأصالة ، وقد صرّح بهذا الفاضل المحقّق محمّد هادي العوفي الزيدي في كتاب الفتح المبين في شرح دوحة المعارف تأليف الحكيم الترمذي ، وهو المفهوم من كلام أفضل المحقّقين(1) فتدبّر .
الثالثة : ما ذكره عطّر الله مرقده من أنّ الزيدية مطلقاً تشترط النصّ على الإمام مخالف لما ذكره العلاّمة عطّر الله مرقده في كتاب المناهج من أنّ السليمانية قالوا : «إنّ البيعة طريق الإمامة ، واعترفوا لأبي بكر وعمر بالبيعة اجتهاداً ، ثمّ إنّهم تارة يصوّبون هذا الاجتهاد(2) وتارة يخطِّئونه»(3) .
وذكر الفخر الرازي في المحصّل نحوه(4) ، وهذا ينافي اشتراط الفاطمية أيضاً .
الرابعة : ما ذكره عطّر الله مرقده من أنّ الصالحية لا ينكرون خلافة الخلفاء الذين كانوا قبل عليّ (عليه السلام)(5) . مخالف لما نقل عنهم العلاّمة عطّر الله مرقده في المناهج أيضاً من أنّ الصالحية تتوقّف في عثمان لما سمعت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المصدر غير متوفّر ، اُنظر قواعد العقائد : 461 ـ 462 (ضمن تلخيص المحصّل) .
(2) في المصدر : يصدّقون ذلك الاجتهاد .
(3) مناهج اليقين في أصول الدين للعلاّمة الحلّي : 306 ، وفيه : السلمانية أصحاب سلمان بن جرير .
(4) محصّل أفكار المتقدّمين : 360 ـ 361 .
(5) قواعد العقائد : 462 (ضمن تلخيص المحصلّ) .
صفحه 336
عنه من الرذائل تارة ومن الفضائل أخرى(1) ، وفي المواقف نحوه(2) .
الخامسة : ما ذكره من أنّ الزيدية مطلقاً تثبت ، إمامة عليّ بالنصّ الجليّ(3) مخالف لما نقله في المناهج أيضاً عن الجارودية من أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) نصّ على عليّ (عليه السلام) بالوصف دون التسمية(4) ، اللهمّ إلاّ أنّ تفسير النصّ الجليّ بما يكون المنصوص لا يقبل الاشتراك ، ولو كان مذكوراً وصفه الخاصّ والخفيّ بما يكون المنصوص عليه فيه قابلا للاشتراك فيستقيم .
السادسة : قال العلاّمة جمال الملّة والدين (قدس سره) في شرح قواعد العقائد : «كلام الزيدية باطل من وجوه :
الأوّل : قولهم بعدم العصمة وهم يشاركون كلّ من خالف الإمامية في هذه المقالة .
الثاني : يلزم نقض الغرض من نصب الإمام ; لأنّه جعل لإطفاء الفتنة ولا يحصل ذلك من(5) مذهبهم ، إذ يجوّز تعدّد من اتّصف بهذه الصفات في مكان واحد وزمان واحد فيه ، فيرغب(6) بعض الناس إلى اتّباع أحدهما ، وبعضهم إلى اتّباع الآخر ، وكلّ منهما يجوّز(7) عقد الولاية لنفسه فيقتل مخالفه ويلزم وقوع الفساد .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مناهج اليقين في أصول الدين : 306 .
(2) المواقف للأيجي : لم نعثر عليه في مظانّه .
(3) قواعد العقائد : 461 (ضمن تلخيص المحصّل) .
(4) مناهج اليقين للعلاّمة الحلّي : 306 .
(5) في الأصل : مع ، وما في المتن من المصدر .
(6) في الأصل : واحد ، فرغب . وما في المتن من المصدر .
(7) في الأصل : منهم يجوز له . وما في المتن من المصدر .
صفحه 337
الثالث : يلزم(1) الترجيح من غير مرجّح ، لأنّ هذين متساويين فلا أولوية لاتّباع أحدهما دون الآخر ، فأمّا أن يتّبعا معاً وهو محال أو أحدهما وهو ترجيح من غير مرجّح أو لا يتّبعا وهو المطلوب .
الرابع : يلزم منه الدور المحال ; لأنّ الإمامة هي الرئاسة العامّة ، أعني القيام بالسيف ، فلو جعلناه شرطاً فيها لزم الدور .
الخامس : ليس القيام بالسيف شرطاً ; لقوله (صلى الله عليه وآله) عن الحسن والحسين (عليهما السلام) : (هذان ولداي إمامان قاما أو قعداً) ولو كان القيام بالسيف شرطاً لما صحّ نفيه عنهما ، كالعلم والعدالة(2) »(3) انتهى .
أقول : قيل على الوجه الخامس أنّه غير وارد لأنّهم إنّما يشترطون القيام بالسيف في غير السبطين (عليهما السلام) والإلزام غير وارد .
أقول : فيه نظر لأنّ مراد العلاّمة أنّ القيام بالسيف إن كان من لوازم الإمامة لم يصحّ نفيه عن السبطين مع ثبوت إمامتهما بإجماعهم ، وإلاّ فلا وجه لاشتراطه ولا معنى .
وقد تقرّر أيضاً أنّهم علّلوا اشتراط القيام بالسيف بعدم جواز التقية على الإمام ، ووجوب إعزازه لدين الله وذبّه عن حرمات الله كما هو مصرّح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) (يلزم) أثبتناه من المصدر .
(2) في الأصل : الرابع : يلزم منه الدور المحال ; لأنّ الإمامة هي الرئاسة العامّة أعني القيام بالسيف شرطاً لقوله(صلى الله عليه وآله) عن الحسن والحسين(عليهما السلام) : «هذان ولداي إمامان قاما أو قعدا» ولو كان القيام بالسيف شرطاً لما صحّ نفيه عنهما ، كالعلم والعدالة . انتهى .
أقول : قيل على الوجه .
الخامس : إنّه غير وارد ; لأنّهم إنّما يشترطون القيام بالسيف في غير السبطين(عليهما السلام)والإلزام غير وارد .
الظاهر حصل خلط بين الفقرتين الرابعة والخامسة ، وما أثبتناه من المصدر .
(3) كشف الفوائد في شرح قواعد العقائد : 83 ـ 84 (ضمن مجموعة الرسائل) .
صفحه 338
به في كتبهم ، وهذه العلّة تقتضي عدم إمامة الحسنين (عليهما السلام) في وقت قعودهما عن جهاد معاوية ، وهم لا يقولون بذلك ، هذا خلف .
السابعة : من أوضح ما يبطل مذهب الزيدية الأخبار المستفيضة عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) بل المتواترة لفظاً أو معنىً ، الناطقة بأنّ الأئمّة إثنا عشر ، فإنّ أئمّتهم لا تنحصر بعدّ ولا تنتهي إلى حدّ ، ولنذكر جملة من تلك الأخبار :
فمنها : ما رواه البخاري في صحيحه في الجزء الثالث من أجزاء ثمانية : «بإسناده إلى جابر بن سمرة ، قال : سمعت النبيّ (صلى الله عليه وآله) يقول : (يكون من بعدي إثنا عشر أميراً) فقال كلمة لم أسمعها ، قال أبي : إنّه قال : (كلّهم من قريش)(1) .
ومنها : ما رواه البخاري أيضاً في صحيحه «بإسناده إلى ابن عيينة ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (لا يزال أمر الناس ماضياً ما وليهم إثنا عشر رجلا) ثمّ تكلّم النبيّ (صلى الله عليه وآله) بكلمة خفيت عليَّ فسألت ماذا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فقال : (كلّهم من قريش)(2) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) صحيح البخاري9 / 101 ، كتاب الأحكام باب الاستخلاف ، وفيه : يكون إثنا . . . ، وأورده ابن الجعد في المسند : 390 / 2660 ، وأحمد في المسند6 / 99 / 20359 ، الترمذي في الجامع الكبير (السنن) 4 / 80 / 2223 ، باختلاف يسير ، الطبراني في المعجم الكبير 2 / 214 / 1875 ، بأسانيدهم عن جابر بن سمرة .
وأورده من علمائنا الصدوق في الأمالي : 387 / 8 ، وكمال الدين : 272 / 19 ، وعيون أخبار الرضا(عليه السلام)1 / 54 / 12 ، والخصال : 469 / 15 ، الخزّاز في كفاية الأثر : 49 / باب ما جاء عن جابر بن سمرة ، النعماني في كتاب الغيبة : 122 / 11 ، ابن شهر آشوب في مناقب آل أبي طالب1 / 353 / فصل ما روته العامّة ، ابن البطريق في العمدة : 416 / 856 ، و419 / 871 ، ابن طاووس في الطرائف 1 / 250 / 260 ، الإربلي في كشف الغمّة1 / 116 ، عن الجمع بين الصحيحين ، والكلّ بأسانيدهم عن جابر بن سمرة .
(2) لم نعثر عليه في صحيح البخاري في الطبعات المتوفّرة لدينا ، ونقله عنه ابن كثير في تفسيره2 / 34 ، قائلا : وأصل هذا الحديث ثابت في الصحيحين ، وابن البطريق في العمدة : 416 / 857 ، العلاّمة الحلّي في نهج الحقّ : 230 ، ابن طاووس في الطرائف 1 / 251 / 261 ، المصنّف في كتابه الأربعين : 381 .
وأورده ابن حنبل في المسند 6 / 107 / 20417 ، ومسلم في الصحيح 3 / 365 / 6 ، عن جابر بن سمرة ، كتاب الإمارة ـ باب الناس تبع لقريش ، وعن ابن كثير في تفسيره 3 / 312 ، المقريزي في امتاع الإسماع12 / 302 ، ابن حجر في فتح الباري في شرح صحيح البخاري13 / 179 ، الصدوق في الخصال : 473 / 27 ، وابن شهر آشوب في مناقب آل أبي طالب1 / 351 ، الإربلي في كشف الغمّة 1 / 117 .
صفحه 339
ومنها : ما رواه مسلم في صحيحه في الجزء الرابع من أجزاء ستّة قال : «عن النبي (صلى الله عليه وآله) : (إنّ هذا الأمر لا ينقضي حتّى يمضي فيهم إثنا عشر خليفة) فقال : ثمّ تكلّم بكلام خفيّ عليَّ فقلت : ماذا قال؟ فقال : (كلّهم من قريش)»(1) .
ورواه مسلم في صحيحه من طرق أُخَر مثل رواية البخاري عن ابن عيينة بألفاظه ومعانيه(2) .
ومنها : ما رواه مسلم أيضاً في صحيحه في مثل رواية «سماك بن حرب يرفعه إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال : (لا يزال أمر الإسلام عزيزاً في إثني عشر خليفة(3) كلّهم من قريش)»(4) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) صحيح مسلم3 / 365 / 1821 ، وأورده الطبراني في المعجم الكبير 2 / 255 / 2068 ، باختلاف يسير ، المقريزي في إمتاع الأسماع12 / 302 ، عن مسلم ، الخزّاز في كفاية الأثر : 51 ، ابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب1 / 351 ، ابن البطريق في العمدة : 417 / 860 ، ابن طاووس في الطرائف1 / 262 ، الطبرسي في أعلام الورى2 / 159 ، الإربلي في كشف الغمّة1 / 118 ، عن مسلم ، وذكره المصنّف في كتابه الأربعين : 381 ، عن مسلم .
(2) اُنظر صحيح مسلم 3 / 366 / 7 و 8 .
(3) في المصدر زيادة: ثمّ قال كلمة لم أفهمها، فقلت لأبي: ما قال؟ فقال: .
(4) صحيح مسلم3 / 366 / 7 ، وأورده ابن حنبل في المسند 6 / 95 / 20327 ، الطبراني في المعجم الكبير2 / 195 / 1792 ، ابن حبّان في الصحيح 15 / 44 / 6662 ، المقريزي في أمتاع الأسماع 12 / 302 ، النعماني في الغيبة : 124 / 16 ، ابن شهرآشوب في المناقب1 / 352 ، ابن البطريق في العمدة : 417 / 863 ، ابن طاووس في الطرائف1 / 252 / 263 ، والملاحم والفتن : 346 / 511 ، الإربلي في كشف الغمّة 1 / 117 ، العلاّمة الحلّي في نهج الحقّ : 230 ، وذكره المصنّف في الأربعين : 381 .
صفحه 340
ومنها : ما رواه أبو داود في صحيحه بإسناده «عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال : (لا يزال الدين ظاهراً حتّى تقوم الساعة ، ويكون عليكم إثنا عشر خليفة كلّهم من قريش)»(1) .
وروى الحميدي في الجمع بين الصحيحين هذه الأحاديث من طريق عبد الملك بن عمير وطريق شعبة وطريق ابن عيينة وطريق سماك بن حرب وطريق ابن حاتم وطريق عامر(2) ابن الشعبي وطريق حصين(3) بن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) لم نعثر على هكذا نصّ في سنن أبي داود ، بل ورد في ج4 / 305 / 4279 بهذا اللفظ : عن جابر بن سمرة قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : «لا يزال هذا الدين قائماً حتّى يكون عليكم إثنا عشر خليفة ، كلّهم تجتمع عليه الأمّة» فسمعت كلاماً من النبيّ (صلى الله عليه وآله) لم أفهمه ، قلت لأبي : ما يقول؟ قال : «كلّهم من قريش» .
وأورد ما في المتن ابن حنبل في المسند 6 / 93 / صدر حديث 20319 ، مسلم في الصحيح 3 / 367 / صدر حديث 1822 ، أبو عوانة في المسند 4 / 373 / صدر حديث 6996 ، الطبراني في المعجم الكبير 2 / 199 / 1809 .
والصدوق في الخصال : 473 / 30 ، النعماني في الغيبة : 120 / 9 ، ابن شهرآشوب في المناقب 1 / 352 ، ابن البطريق في العمدة : 418 / صدر حديث 866 ، و422 / صدر حديث 882 ، ابن طاووس في الطرائف 1 / 253 / 268 نصّاً ، وذكره المصنّف في الأربعين : 381 .
(2) في الأصل : عبّاس ، وما في المتن أثبتناه من المصادر .
وهو عامر بن شراحيل بن عبد بن ذي كبار ، أبو عمرو الهَمْداني .
انظر سير أعلام النبلاء 4 / 294/113 ، والمصادر التي وردت في هامش ترجمته .
(3) في الأصل : خضر ، وما في المتن أثبتناه من المصادر .
وهو أبو الهذيل السلمي الكوفي .
اُنظر سير أعلام النبلاء 5 / 422 / 186 ، والمصادر التي وردت في هامش ترجمته .
صفحه 341
عبد الرحمن(1) وجميع هذه الطرق تتضمّن أنّ عدّتهم إثنا عشر خليفة وإثنا عشر أميراً كلّهم من قريش .
وروى السدّي في تفسيره وهو من قدماء المفسّرين عندهم وثقاتهم قال : «لمّا كرهت سارة مكان هاجر أوحى الله تعالى إلى إبراهيم الخليل (عليه السلام)فقال : (انطلق بإسماعيل وأمّه حتّى تنزله بيت التهامي ـ يعني مكّة ـ فإنّي ناشر ذريّته وجاعلهم ثقلا على من كفر بي(2) وجاعل منهم نبيّاً عظيماً(3) ، وجاعل ذريّته عدد(4) نجوم السماء)»(5) .
ورووا عن مسروق قال : (كنت عند عبد الله بن مسعود فسأله سائل : هل عهد إليكم نبيّكم كم يكون بعده خليفة؟
فقال : إنّك لحدث السنّ وهذا شيء ما سألني عنه غيرك ، نعم عهد إلينا نبيّنا إنّه يكون بعده إثنا عشر خليفة بعدد نقباء بني إسرائيل)(6) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) اُنظر الجمع بين الصحيحين للحميدي 1 / 337 ـ 338 .
(2) في الأصل : من العربي ، وما أثبتناه من المصادر .
(3) في المصادر زيادة : ومظهره على الأديان ، وجاعل من ذريّته إثني عشر عظيماً .
(4) في الأصل : ذرّيته(عليه السلام) ، وما في المتن أثبتناه من المصادر .
(5) نقله عن تفسير القرآن للسدّي ابن طاووس في الطرائف 1 / 253 / 269 ، العلاّمة الحلّي في نهج الحقّ : 230 ، التستري في إحقاق الحقّ7 / 478 ، الشيرازي في الأربعين : 353 ، الحرّ العاملي في الجواهر السنيّة : 311 المجلسي في بحار الأنوار 36 / 214 / 16 ، وذكره المصنّف في كتابه الأربعين : 390 .
(6) أورده الصدوق في الأمالي : 385 / 4 ، والخصال : 466 / 6 ، وعيون أخبار الرضا(عليه السلام)1 / 53 / 10 ، وكمال الدين 67 و 270 / 16 ، الخزّاز في كفاية الأثر : 24 ، الفتّال النيشابوري في روضة الواعظين2 / 14 / 565 ، ابن أبي جمهور في عوالي اللئالي 4 / 90 / 123 ، وبداية الحديث هكذا : عن مسروق قال : بينا نحن عند عبد الله بن مسعود نعرض مصاحفنا عليه إذ قال له فتىً شاب . . . . .
صفحه 342
وهذه الأخبار ناطقة بأنّ الإمامية هم الفرقة الناجية دون سائر الفرق ، إذ لم يقل أحد من فرق المسلمين إثنا عشر خليفة سواهم .
وأمّا الزيدية فقد علمت أئمّتهم لا تتناهى وكذلك العامّة والإسماعيلية ، وسيأتي عدد أئمّتهم وإنّهم يزيدون على الإثني عشر أو ينقصون .
والواقفية إنّما يقولون بإمامة سبعة .
والكيسانية يقولون بإمامة ثلاثة ومنهم من زاد واحداً أو إثنين .
والناووسية إنّما يقولون بإمامة ستة .
والفطحية يقولون بإمامة ثلاثة عشر بإضافة عبد الله إلى الأئمّة العاقّين .
وبالجملة فلم يقل أحد من الفرق بهذا العدد سوى الإثنى عشرية ، فهي الفرقة الناجية والطائفة الزاكية .
تعميم : تحيّر المخالفون خذلهم الله في الجواب عن هذه الأخبار القاطعة بفساد مذهبهم السخيف ورأيهم الطفيف ، فقال جلال الدين السيوطي الشافعي في كتاب فصل الخطاب وتاريخ الخلفاء : (المراد بالإثني عشر : الخلفاء الأربعة والحسن والحسين وسبعة من بني أمية على الترتيب . قال : وبعد ذلك يكون ملكاً لا خلافة)(1) .
وهو ما يُضحك الثكلى ، فإنّه لا يحسن من يؤمن بالله واليوم الآخر أن ينضم يزيد بن معاوية الحمار السفّاك الهتّاك قاتل الحسين وأنصاره وبني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) فصل الخطاب : غير متوفّر لدينا ، تاريخ الخلفاء اُنظر صفحة 9 و 10 ونقله عنهما الشيرازي في الأربعين : 362 ، والمصنّف في الأربعين : 385 .
صفحه 343
عمّه وسابي نساء أهل البيت (عليهم السلام) في سلك الخلفاء بالحقّ ، وكذا مروان بن الحكم مع أنّه لعنه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، كما رواه الزمخشري في الكشاف ، وكيف يحسن أيضاً من ذي حسكة أن يدّعي أنّ معاوية لعنه الله خليفة بالحقّ منصوص عليه من النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، مع ما أبدع في الدين من البدع الشنيعة الفضيعة ، وإعلانه بلعن أمير المؤمنين (عليه السلام) وشتمه على المنابر وجعله ذلك سنّة جارية ، ولم تزل مستمرّة إلى زمان عمر بن عبد العزيز .
وقد صرّح صاحب الكشّاف بلعنه وأصحابه في تفسير قوله تعالى : (إنّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيْتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُوْنَ)(1) ، وهذه عبارته : «وحين اُسقطت من الخطب لعنة الملاعين على أمير المؤمنين (عليه السلام)(2) اُقيمت هذه الآية مقامها .
ولعمري إنّها كانت فاحشة ومنكراً وبغياً ، ضاعف الله لمن سنّها غضباً ونكالا وخزياً ، إجابة لدعوة نبيّه : (وعاد من عاداه)»(3) .
قال الزمخشري : «يريد بلعنة اللاعنين ، من لعن عليّاً (عليه السلام) من بني اُمية وبني مروان ، والذي أسقط لعنه عمر بن عبد العزيز ، والذي سنّ ذلك معاوية»(4) . انتهى .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة النحل 16 : 90 .
(2) في الأصل : لعنة اللاعنين علي(عليه السلام) أمير المؤمنين . وما أثبتناه من المصدر .
(3) الكشّاف 3 / 466 ـ 467 .
(4) لن نعثر على هذا القول للزمخشري ، ونقله عنه الشيرازي في الأربعين : 362 ، الشرواني في مناقب أهل البيت (عليهم السلام) : 127 ، المحقّق الأردبيلي في زبدة البيان : 414 ، ونسب القول إلى المحشّي على الكشّاف ، وكذلك المصنّف في الأربعين : 385 .
صفحه 344
ويظهر منه في مواضع من الكشّاف بغضه لهم ، وإنّه كان على الحقّ ، وما كان جهاده مع عليّ باجتهاده ، ولا معذوراً فيه بل متعمّداً عالماً ، منها ما ذكره في آخر سورة يونس : (وَاصْبِرْ حَتّى يَحْكُمُ اللهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِيْنَ)(1) .
«روي أنّ أبا قتادة تخلّف عن تلقّي معاوية حين قدم المدينة وقد تلقّته الأنصار ، ثمّ دخل عليه(2) ، فقال له :
ما لَكَ لا تتلقّانا(3)؟ قال : لم تكن عندنا دواب ، قال : فأين النواضح ، قال : قطعناها(4) في طلبك وطلب أبيك يوم بدر ، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : «يا معشر الأنصار ستلقون بعدي أثَرَة» قال معاوية : ماذا قال؟ قال : «فاصبروا»(5) .
قال : إذاً نصبر .
فقال عبد الرحمن بن حسّان :
ألا أبلغ معاوية بن حرب *** أمير الظالمين نثا(6) كلامي
بأنّا صابرون فمنظروكم *** إلى يوم التغابن والخصام»(7)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة يونس 10 : 109 .
(2) في المصدر زيادة : من بعد .
(3) في المصدر : لم تتلقنا .
(4) في الأصل : وأضعناها . وما في المتن أثبتناه من المصدر .
(5) في المصدر : فاصبروا حتّى تلقوني ، قال : فاصبر .
(6) النثا : ما أخبرت به عن الرجل من حَسَن أو سيّىء . القاموس المحيط4 / 452 ـ نثا .
(7) تفسير الكشّاف للزمخشري 3 / 180 ، وأورده عبد الرزّاق في المصنّف11 / 60 / 19909 ، ابن عبد البرّ في الاستيعاب3 / 1421 ، ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 34 / 296 و67 : 151 ، القرطبي في جامع أحكام القرآن8 / 389 ، ابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب1 / 150 ، المحقّق الأردبيلي في زبدة البيان : 414 ، وذكره المصنّف في كتاب الأربعين : 386 ، وفي بعض المصادر : عن ابن عبّاس قال : لمّا نزلت جمع النبيّ الأنصار ولم يجمع معهم غيرهم ، فقال : إنّكم ستجدون بعدي أثرة فاصبروا حتّى تلقوني على الحوض . . . . .
صفحه 345
ومن كان هذا حاله كيف يُدعى به خليفة ، مع أنّ العامّة رووا عنه عظائم :
منها : إنّه كان يبذل الجوائز العظيمة لمن يضع حديثاً في فضائل الخلفاء الثلاثة ، أو في مذمّة عليّ (عليه السلام) ، أو يحوّل مناقبه (عليه السلام) إليهم أو إلى أحدهم .
وقد نقل عبد الحميد بن أبي الحديد الحنفي المعتزلي في شرح نهج البلاغة أغرب من ذلك وأشنع ، وهو «أنّه لعنه الله بذل لسمرة بن جندب مائة ألف درهم على أن يروي هذه الآية : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ)(1) ، نزلت في عليّ (عليه السلام) .
وأنّ هذه الآية : (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ)(2) الآية في حقّ عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله ، فأبى سمرة فبذل له مائتي ألف فأبى فبذل له ثلاثمائة ألف فقبل(3)»(4) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة البقرة 2 : 204 .
(2) سورة البقرة 2: 207.
(3) في المصدر : فلم يقبل ، فبذل له أربعمائة ألف فقبل . وكذلك بعض المصادر .
(4) شرح نهج البلاغة 4 / 73 ، وأورده عبد الكريم بن طاووس في فرحة الغري : 47 ، الشيرازي في الأربعين : 386 ، وباختصار ابن طاووس في بناء المقالة الفاطمية : 270 ، وذكره المصنّف في كتاب الأربعين : 386 .
صفحه 346
قال علاّمتهم التفتازاني في التلويح في مباحث خبر الواحد ما نصّه : «إنّ حديث الجهر بالبسملة(1) مشهور حتّى أنّ أهل المدينة احتجّوا به على معاوية(2) وردّوه على ترك الجهر بالبسملة ، وهو مرويّ عن أبي هريرة وعن أنس إلاّ أنّه اضطربت رواياته فيه بسبب أنّ عليّاً كان يبالغ في الجهر ، وحاول معاوية وبنو أميّة محو آثاره فبالغوا(3) على الترك فخاف أنس»(4) . انتهى .
وقد صرّح جمع من عظمائهم بأنّ معاوية ليس بخليفة بل ملك ، منهم العلاّمة عمر النسفي في عقائده وهذه عبارته : «والخلافة ثلاثون سنة ثمّ بعدها ملك وإمارة»(5) . انتهى .
فقال التفتازاني في شرحها : «لقوله (عليه السلام) : (الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثمّ تصير ملكاً عضوضاً)(6) وقد انتقل عليّ (عليه السلام) على رأس ثلاثين سنة من وفاة رسول الله فبموته من بعده لا يكونون خلفاء بل ملوكاً وأمراء»(7) . انتهى .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في المصدر : التسمية . وكذا المورد التالي .
(2) في المصدر : على مثل معاوية .
(3) في الأصل : فبايعوا ، وما في المتن من المصدر .
(4) شرح التلويح على التوضيح للتفتازاني 2 / 19 . وذكره المصنّف في الأربعين : 387 .
(5) العقائد النسفية : 230 (ضمن شرحها للتفتازاني) .
(6) مُلكٌ عضوض : أي يصيب الرعية فيه عسف وظلم ، كأنّهم يُعضّون فيه عضّاً . والعضوض من أبنية المبالغة . النهاية لابن الأثير 3 / 229 ـ عضض .
(7) شرح عقائد النسفية : 231 . والنصّ فيه هكذا : وقد استشهد عليّ(رضي الله عنه) على رأس ثلاثين سنة من بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فمعاوية ومن بعده لا يكونون خلفاء ، بل ملوكاً وأمراء .
صفحه 347
وصرّح الخنجي الأصفهاني(1) في خرافاته الباردة التي جمعها في كشف الحقّ ونهج الصدق بأنّ معاوية ليس بخليفة عندهم بل ملك(2) .
وذكر الفاضل الجليل نورالدين عليّ بن محمّد المكّي المالكي في فصوله المهمّة أنّه «روى شيبة قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : (الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثمّ تصير ملكاً عضوضاً) . قال آخر : ولاية الحسن (عليه السلام)تمام ثلاثين سنة وثلاثة عشر يوماً ، من خلافة أبي بكر .
ثمّ قال : وروي أنّه لمّا تمّ الصلح لمعاوية واجتمع عليه الناس دخل عليه سعد بن أبي وقّاص ، فقال : السلام عليك أيّها الملك ، فتبسّم معاوية وقال : يا با إسحاق ، ما عليك لو قلت : يا أمير المؤمنين؟ والله إنّي ولّيته بما وليتها به . روى ذلك صاحب تاريخ البديع»(3) انتهى .
وهو يدلّ على أنّ معاوية لم يكن خليفة ولا إماماً ، وإنّه لم ينعقد على بيعته إجماع كما يتوهّم .
وممّا يبطل تأويل الجلال أنّه على ما ذكره يكون ثاني عشر الخلفاء : الوليد بن يزيد ، وقد أطبق أهل التاريخ على أنّه زنديق ، وذكروا «أنّه تفأّل يوماً من المصحف فخرج فاله : (وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبّار عَنِيْد)(4)فرمى المصحف من يده وأمر أن يُجعل هدفاً ورماه بالنشّاب وأنشأ :
تهدّدني بجبّار عنيد(5) *** فها أنا ذاك جبارٌ عنيدُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هو الفضل بن روزبهان .
(2) لم نعثر عليه في مظانّه .
(3) الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة : 241 ـ 242 ، باختلاف يسير .
(4) سورة إبراهيم 14 : 15 .
(5) في الفتوح وتفسير القرطبي : أتوعّد كلّ جبّار عنيد .
صفحه 348
إذا ما جئتَ ربّك يوم حشر *** فقل يا ربّ مزّقني الوليد»(1)
فانظر أيّدك الله إلى هذا الجلال كيف التزم كونه خليفة بالحقّ ، ولمّا استشنع بعضهم ذلك ممّن تأخرّ عن الجلال قال : «السبعة الباقون ينبغي أن يكونوا من خيار بني أميّة وبني العبّاس ، فوسّع دائرة الاعتراض وزاد في الطنبور نغمة أخرى ، والتزم التحكّم البحت والتخمين الصرف ، وخرق الإجماع من حيث لا يدري»(2) لأنّنا تتبّعنا أقاويلهم خذلهم الله تعالى فوجدناها أربعة :
الأوّل : ما قدّمنا نقله عن النسفي وهو المالكي من أنّ الخلافة ثلاثون سنة وبعدها يكون ملكاً .
الثاني : إنّ القول بإمامة بعض بني أمية كعمر بن عبد العزيز وجميع بني العبّاس وهو الذي مال إليه التفتازاني في شرح العقائد قال : «لأنّ أهل الحلّ والعقد قد كانوا متّفقين على خلافة الخلفاء العبّاسيّين وبعض المروانية كعمر بن عبد العزيز مثلا»(3) . انتهى .
الثالث : إخراج يزيد بن معاوية من جملة بني أمية ، والقول بصحّة إمامة الباقين وخلافة بني العبّاس ، وهو ظاهر ابن الجوزي ووجه إخراجه يزيد لعنه الله أنّه بقتله الحسين (عليه السلام) ، وقد صنّف في جواز لعنه كتاباً سمّاه : الردّ على المتعصّب العنيد المانع من لعن يزيد .
الرابع : المذهب المشهور الذي عليه عظماؤهم وفخراؤهم ونسبه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أورده ابن الأعثم في الفتوح 8 / 333 ، ابن الأثير في الكامل في التاريخ 5 / 290 ، القرطبي في تفسيره 9 / 350 ، ابن طاووس في الطرائف 1 / 248 ، الشيرازي في الأربعين : 347 ، الشرواني في مناقب أهل البيت (عليهم السلام) : 479 ، المجلسي في بحار الأنوار 38 / 193 ، وذكره المصنّف في الأربعين : 388 .
(2) لم نعثر عليه، ذكره المصنّف في الأربعين: 388.
(3) شرح العقائد النسفية : 232 .
صفحه 349
أفضل المحقّقين نصيرالدين الطوسي في قواعد العقائد إلى جميع السنّة القول بصحّة إمامة معاوية ومن بعده بني أميّة وبني مروان وجميع العبّاسيّين .
قال المحقّق الطوسي في الكتاب المذكور : «وأمّا أهل السنّة فيقولون بوجوب نصب الإمام على من يقدر على ذلك لإجماع السلف عليه ، وذهبوا إلى أنّ الإمام ]يُعرف[(1) إمّا بنصّ من يجب أن يقبل قوله كنبيّ أو إمام(2) أو بإجماع المسلمين عليه ، وكان الإمام بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)بالإجماع أبا بكر ، ثمّ عمر بنصّ أبي بكر ، ثمّ عثمان بنصّ عمر على جماعة أجمعوا على إمامته ، ثمّ عليّ المرتضى (عليه السلام) بإجماع المعتبرين من الصحابة ، وهؤلاء هم الخلفاء الراشدون .
ثمّ وقعت المخالفة من الحسن (عليه السلام) ومعاوية وصالحه الحسن واستقرّت الخلافة عليه ثمّ على من بعده من بني أميّة وبني مروان ، ثمّ انتقلت الخلافة إلى بني العبّاس وأجمع(3) أكثر أهل الحلّ والعقد عليهم ، وانساقت الخلافة فيهم إلى عهدنا الذي جرى فيه ما جرى(4) انتهى .
ونقل الزمخشري في الكشّاف : عن أبي حنيفة صاحب المذهب أنّه كان يرى بوجوب نصرة زيد بن عليّ والخروج معه على المنصور(5) .
وهذا يدلّ على اشتراط العدالة وإلاّ فليس بإمام ، وهو المنقول عن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر .
(2) (أو إمام) لم يرد في المصدر .
(3) في المصدر : واجتمع .
(4) قواعد العقائد : 462 (ضمن تلخيص المحصّل) .
(5) الكشّاف 1 / 318 ، وأورده نجم الدين العلوي في المجدي في أنساب الطالبيّين : 350 ، وابن حيّان الأندلسي في تفسير البحر المحيط 1 / 605 ، البهائي في مشرق الشمسين : 369 ، وذكره المصنّف في الأربعين : 53 و390 .
صفحه 350
سفيان ابن عيينة وهو مختار صاحب الكتاب والبيضاوي(1) ، وعلى كلّ حال فتأويل هذا الجاهل والمتجاهل خارق لإجماع المخالفين وإحداث لقول آخر جديد خال عن المأخذ والدليل ، وقد اعترف بضعف هذين التأويلين وأمثالهما ملاّ فصيح الدشتبياضي(2) من فضلاء النواصب وبعض مسائله ، فقال بعد نقلها : «هذا ما قالوه ، ولكن لا مقنع فيه»(3) ، وممّا يُبطل جميع تأويلاتهم العليلة حديث السدّي المتقدّم نقله ، فإنّه يتعلّق بكون الأئمّة الإثني عشر من ذريّة النبيّ (صلى الله عليه وآله) .
وأيضاً روى أحمد بن حنبل في مسنده : «عن العبّاس بن عبد المطّلب ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (يملك من ولدي إثنا عشر خليفة ، ثمّ يخرج المهدي من ولدي يصلح الله أمره في ليلة واحدة)»(4) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الكشّاف 1 / 318 ، أنوار التنزيل للبيضاوي 1 / 135 .
(2) في الأصل : الدشيناضي ، وما أثبتناه من أربعين المصنّف والصوارم المهرقة .
(3) أورده التستري في الصوارم المهرقة : 98 ، وذكره المصنّف في كتابه الأربعين : 390 .
(4) لم نعثر على هكذا نصّ في المسند ولا في غيره من المصادر التي بين أيدينا ، بل عثرنا على نصّين يكمّل أحدهما الآخر بسندين ، فأمّا الذي عن العبّاس بن عبد المطّلب فنصّه هكذا :
أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) قال له : «يا عمّ ، يملك من ولدي إثنا عشر خليفة ، ثمّ تكون أمور كريهة وشدائد عظيمة ، ثمّ يخرج المهدي من ولدي ، يصلح الله أمره في ليلة ، فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جوراً ، ويمكث في الأرض ما شاء الله ، ثمّ يخرج الدجّال» .
أورده ابن شهر آشوب في المناقب 1 / 355 ، الطبرسي في إعلام الورى 2 / 165 ، الإربلي في كشف الغمّة 4 / 249 ، الشامي في الدرّ النظيم : 796 ، رضي الدين الحلي في العدد القوية : 89 ، الجويني في فرائد السمطين 2 / 329 / 579 ، النباطي في الصراط المستقيم 2 / 121 ـ 122 .
وأمّا الثاني فبهذا النصّ بسنده عن عليّ(عليه السلام) ، عن النبيّ(صلى الله عليه وآله) قال : «المهدي منّا أهل البيت يصلحه الله في ليلة» .
أورده ابن حنبل في المسند 1 / 136 / 646 ، سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين(عليه السلام) 2 / 173 / 649 ، القاضي المغربي في شرح الأخبار 3 / 384 / 1259 ، ابن البطريق في العمدة : 439 / 924 ، ابن طاووس في الطرائف 1 / 261 / 284 ، والملاحم والفتن (التشريف بالمنن) : 319 / 457 ، الإربلي في كشف الغمّة 4 / 203 ، البزّار في المسند (البحر الزخّار) 2 / 243 / 644 ، أبو يعلى في المسند 1 / 359 / 465 ، الديلمي في فردوس الأخبار 4 / 222 / 6669 .
صفحه 351
والتراخي في قوله : «ثمّ يخرج المهدي» إمّا ديني أو حقيقي ; للتراخي الظاهر بين ملكه في زمان الغيبة وبين ملكه وسلطانه بعد الخروج ، ولا دلالة فيه على خلاف معتقد الفرقة الناجية ، كما قد يتوهّم .
وروى ابن حجر في الصواعق المحرقة «عنه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : (في كلّ خلف من أمّتي عدول من أهل بيتي ، ينفون عن هذا الدين تحريف الضالّين ، وانتحال المبطلين و ]تأويل[(1) الجاهلين ، ألا وإنّ أئمّتكم وفدكم إلى الله عزّ وجلّ فانظروا من توفدون؟)»(2) .
وبالجملة فالاعتراف بالعجز عن الجواب(3) أليق بالنصاب ومن حذا حذوهم من ذوي الأذناب المنحرفين عن منهاج الصواب .
تبصرة : روى المخالفون أيضاً خذلهم الله تعالى ، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) أنّه نصّ على أئمتنا الإثني عشر بأسمائهم وأعيانهم في ذلك كالباحث عن حتفه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصادر .
(2) الصواعق المحرقة 2 / 441 ، واختصره في ص 676 ، وأورده محبّ الدين الطبري في ذخائر العقبى : 17 ، التستري في إحقاق الحقّ 18 / 447 ، الشيرازي في الأربعين : 378 ، الشرواني في مناقب أهل البيت (عليهم السلام) : 173 ، وأورده باختلاف يسير الحميري في قرب الإسناد : 77 / 250 ، بزيادة : فانظروا من توفدوا (في دينكم وصلاتكم) والصدوق في كمال الدين : 221 / 7 ، بزيادة : فانظروا بمن تقتدون (في دينكم وصلاتكم) .
(3) في الأصل : والجواب ، وما أثبتناه أنسب للسياق .
صفحه 352
بظلفه(1) .
روى صدر الأئمّة أخطب خوارزم موفّق بن أحمد المكّي في كتابه ، قال : «حدّثنا فخر القضاة نجم الدين أبو منصور محمّد بن الحسين بن محمّد البغدادي فيما كتب إليّ من همدان ، قال : بلغنا الإمام الشريف نورالهدى أبو طالب الحسن بن محمّد الزيني ، قال : أخبرنا إمام الأئمّة محمّد بن أحمد بن شاذان ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الحافظ ، قال : حدّثنا عليّ بن سنان الموصلي(2) ، عن أحمد بن محمّد بن صالح ، عن سليمان بن محمّد ، عن زياد بن مسلم ، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر(3) ، عن سلامة ، عن أبي سلمى(4) ـ راعي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الكلمتان الأخيرتان غير مقروءتين في النسخة ، أثبتناها من المصادر التي أوردت المثل . انظر الكامل في التاريخ لابن الأثير 8 / 244 ، و12 / 487 ، وفيات الأعيان لابن خلّكان 5 / 186 ، وفيه تكملة : والجادع مارن أنفه بكفّه ، سير أعلام النبلاء 21 / 189 ، تفسير أبي السعود 3 / 113 ، الغدير للأميني 5 / 251 .
(2) في المصدر : عليّ بن عليّ بن سنان الموصلي . وفي المقتضب : أبو الحسن عليّ ابن سنان الموصلي المعدّل . وفي الطرائف : عليّ بن شاذان الموصلي .
(3) في الأصل : عبد الرحمن ، عن زيد بن جابر ، وما أثبتناه من المصدر والإحقاق ومائة منقبة ، وهو الموافق للمصادر الرجالية .
اُنظر تهذيب الكمال 18 / 5 / 3992 ، تهذيب التهذيب 6 / 266 / 581 ، سير أعلام النبلاء 7 / 176 / 57 ، طبقات ابن سعد 7 / 466 .
والذي يروي عنه هو الوليد بن مسلم وليس زياد .
اُنظر تهذيب الكمال 31 / 86 / 6737 ، سير أعلام النبلاء9 / 211 / 60 .
والذي يروى عن الوليد هو سليمان عبد الرحمن التميمي الدمشقي ابن بنت شرحبيل .
اُنظر : تهذيب الكمال12 / 26/2544 ، سير أعلام النبلاء 11 / 136 / 50 ، تهذيب التهذيب 2 / 52 .
(4) في الأصل: عن أبي سليمان، وما في المتن أثبتناه من المصدر والإحقاق ومائة منقبة ومدينة المعاجز، وهو الموافق للمصادر الرجالية.
اُنظر الاستيعاب لابن عبد البرّ 4 / 1683 / 3015، الثقات لابن حبّان 3 / 458، أسد الغابة لابن الأثير 1 / 767 و5: 219، الطبقات الكبرى لابن سعد 6 / 58.
صفحه 353
قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول : (ليلة أُسري بي إلى السماء ، قال لي الجليل جلّ جلاله : (آمَنَ الرَّسُوْلُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ)(1) . فقلت : (وَالْمُؤْمِنُوْنَ) قال : صدقت يا محمّد ، من خلّفت في أمّتك؟ قلت : خيرها ، قال : علي بن أبي طالب؟ قلت : نعم يا ربّ .
قال : يا محمّد ، إنّي اطّلعت إلى الأرض اطّلاعة فاخترتك منها ، فشققت لك إسماً من أسمائي فلا أُذكر في موضع إلاّ ذُكرت معي ، فأنا المحمود وأنت محمّد .
ثمّ اطّلعت ثانية فاخترت منها عليّاً وشققت له إسماً من أسمائي ، فأنا الأعلى وهو عليّ .
يا محمّد ، إنّي خلقتك وخلقت عليّاً وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة من ولده من نوري(2) ، وعرضت ولايتكم على أهل السماوات والأرض ، فمن قَبِلَها كان عندي من المؤمنين ، ومن أباها(3) كان عندي من الكافرين .
يا محمّد ، لو أنّ عبد اً من عبيدي عبد ني حتّى ينقطع أو يصير كالشنّ البالي ثمّ أتاني جاحداً لولايتكم ما غفرت له حتّى يقرّ بولايتكم .
يا محمّد ، أتحبّ أن تراهم؟ قلت : نعم يا ربّ ، فقال : التفت عن يمين العرش ، فالتفتّ فإذا بعليّ(4) وفاطمة والحسن والحسين وعليّ بن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة البقرة 2 : 285 .
(2) في المصدر : من سنخ نوري .
(3) في المصدر : ومن جحدها .
(4) في المصدر : فإذا أنا بعليّ .
صفحه 354
الحسين ومحمّد بن عليّ وجعفر بن محمّد وموسى بن جعفر وعليّ بن موسى ومحمّد بن عليّ وعليّ بن محمّد والحسن بن عليّ ومحمّد بن الحسن المهدي(1) : في ضحضاح(2) من نور قياماً يصلّون وهو في وسطهم ـ يعني المهدي (عليه السلام) ـ كأنّه كوكب درّيّ .
قال : يا محمّد ، هؤلاء الحجج وهو الثائر من عترتك ، وعزّتي وجلالي إنّه الحجّة الواجبة لأوليائي ، والمنتقم من أعدائي)»(3) .
وبالإسناد : «عن الإمام محمّد بن شاذان(4) ، قال : حدّثنا محمّد بن عليّ بن الفضل ، عن محمّد بن قاسم ، عن عبّاد بن يعقوب ، عن موسى بن عثمان ، عن الأعمش ، قال : حدّثني أبو إسحاق ، عن الحارث وسعيد بن بشير ، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (أنا واردكم
وأنت يا عليّ الساقي ، والحسن الذائد(5) ، والحسين الآمر(6) ، وعليّ بن الحسين الفارط(7) ، ومحمّد بن علي الناشر ، وجعفر بن محمّد السائق ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في المصدر : والمهدي .
(2) الضحضاح : جري السراب ، وضحضح السراب وتضحضح إذا ترقرق . لسان العرب 2 / 525 ـ ضحح .
(3) مقتل الإمام الحسين(عليه السلام) للخوارزمي : 95 ـ 96 ، وأورده ابن شاذان في مائة منقبة : 64 / منقبة 17 ، ابن عيّاش في مقتضب الأثر : 10 ـ 11 ، ابن طاووس في الطرائف1 / 255 / 270 ، الجويني في فرائد السمطين2 / 319 / 571 ، التستري في إحقاق الحقّ 5 / 45 ، و13 : 58 ، الشيرازي في الأربعين : 353 ، الحرّ العاملي في الجواهر السنية : 312 ، البحراني في مدينة المعاجز 2 / 311 / 575 ، عن ابن شاذان ، وذكره المصنّف في الأربعين : 211 .
(4) في مقتل الإمام الحسين(عليه السلام) : محمّد بن أحمد بن عليّ بن شاذان .
(5) في المناقب والطرائف : الرائد ، وفي الدرّ النظيم : الوالي الرائد .
(6) في الأصل : الفارض ، وما في المتن أثبتناه من المصادر .
(7) في الأصل : بياض ، وما أثبتناه من المصادر . وفي الصراط المستقيم : الفارس .
صفحه 355
وموسى بن جعفر محصي المحبّين والمبغضين وقامع(1) المنافقين ، وعليّ ابن موسى مزيّن المؤمنين(2) ، ومحمّد بن عليّ منزل أهل الجنّة في درجاتهم ، وعليّ بن محمّد خطيب شيعته ومزوّجهم الحور العين ، والحسن ابن عليّ سراج أهل الجنّة يستضيئون به والمهدي(3) يشفّعهم(4) يوم القيامة حيث لا يأذن الله إلاّ لمن يشاء ويرضى)»(5) .
وبالإسناد السابق : «عن ابن شاذان قال : حدّثنا أبو محمّد الحسن بن عليّ العلوي الطبري ، عن أحمد بن عبد الله ، قال : حدّثني جدّي أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن عمر بن أُذينة ، قا : حدّثنا أبان ابن أبي عيّاش ، عن سليم بن قيس الهلالي ، عن سلمان المحمّدي ، قال : دخلت على محمّد (صلى الله عليه وآله) وإذا بالحسين على فخذه وهو يقبّل عينيه ويُلثم فاه ويقول : (أنت(6) سيّد ابن سيّد أبو سادة(7) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل : وجامع . وما في المتن أثبتناه من المصادر .
(2) في المائة منقبة والعُدد والدرّ النظيم : زين المؤمنين .
(3) في العُدد والمناقب والدرّ النظيم : والهادي المهدي .
(4) في الأصل : يشيّعهم . وما في المتن أثبتناه من المصادر .
(5) مقتل الإمام الحسين(عليه السلام) : 94 ـ 95 ، وأورده ابن شاذان في مائة منقبة : 47 / 5 ، ابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب 1 / 355 ، ابن طاووس في الطرائف 1 / 256 / 271 ، الشامي في الدرّ النظيم : 795 ، رضي الدين الحلّي في العُدد القوية : 88 / 153 ، النباطي في الصراط المستقيم 2 / 150 ، والمصنّف في الأربعين : 213 ، ونقله التستري في إحقاق الحقّ 13 / 61 ، عن المقتل .
(6) في المصدر: إنّك. وكذا الموارد التالية.
(7) في الأصل : السيّد أبو السادات . وما في المتن أثبتناه من المصدر وقوله : «أبو السادات» لم يرد في كثير من المصادر .
صفحه 356
أنت إمام ابن إمام أبو أئمّة(1) ، أنت حجّة ابن حجّة أبو حجج تسعة من صلبك ، تاسعهم قائمهم)»(2) .
وهذه الأخبار كما ترى ناطقة بمعتقد الفرقة الناجية الإثني عشرية ، فالعجب من المخالفين خذلهم الله كيف يروون مثل هذه الأخبار في كتبهم ويطرحونها وراء ظهورهم عتوّاً واستكباراً وبغضاً جاهليّاً ونصباً غريزيّاً .
ومنهم من استبعد إطراح هذه الأخبار فاعتقد إمامة الإثني عشر صلوات الله عليهم ومع هذا يقول بخلافة الثلاثة المتّصلة ، وهؤلاء جماعة كثيرون منهم :
1 ـ كمال الدين محمّد بن طلحة الشامي الشافعي في كتابه مطالب السؤول .
2 ـ ونورالدين المكّي المالكي في كتاب الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة .
3 ـ ونصر بن عليّ الجهضمي في كتابه تواريخ أهل البيت وغيرهم .
وما أدري ما مراد هؤلاء بالإمامة؟ فإن كان هو المصطلح كما هو الظاهر من كلامهم فهو معتقد الشيعة ، ولا معنى لاعتقاد خلافة الثلاثة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) (أبو الأئمّة) لم ترد في عيون أخبار الرضا(عليه السلام) .
(2) مقتل الإمام الحسين(عليه السلام) : 146 ، وأورده ابن بابويه في الإمامة والتبصرة : 110 / 96 ، والصدوق في الخصال : 475 / 38 ، وعيون أخبار الرضا(عليه السلام)1 / 56 / 17 ، وكمال الدين : 262 / 9 ، الخزّاز في كفاية الأثر : 45 ـ 46 ، ابن عيّاش في مقتضب الأثر : 8 ـ 9 ، المفيد في الاختصاص : 207 ، الطبرسي في إعلام الورى 2 / 180 ، ابن طاووس في الطرائف 1 / 256 / 272 ، الإربلي في كشف الغمّة 4 / 255 ، النباطي في الصراط المستقيم 2 / 119 ، الشيرازي في الأربعين : 355 ، التستري في إحقاق الحقّ13 / 71 ، عن المقتل ، والمصنّف في الأربعين : 213 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 36 / 241 / 47 ، و359 / 229 ، عن بعض المصادر المذكورة .
صفحه 357
حينئذ ، وإن كان خلاف المصطلح فلا معنى لاعتقاد إمامة الأئمّة الإثني عشر صلوات الله عليهم حينئذ ; إذ هم لم يعتدّ بهم في الفروع ويعتقدوا حقيقة ، والتسمية المجرّدة لا تجدي نفعاً كما لا يخفى ، والأخبار المذكورة ناطقة بمذهب الإمامية ، فمن عمل بها لم يكن له بدّ من نفي إمامة الخلفاء الثلاثة ومن يحذو حذوهم والله الهادي .
تكملة في فرق الزيديّة :
المشهور من فرق الزيديّة ثلاث :
الجارودية : وهم أصحاب أبي الجارود زياد بن المنذر ، وهو الذي لقّبه الباقر (عليه السلام) : بسرحوب ، وهو شيطان أعمى يسكن البحر(1) ، وكان من أصحاب الباقر (عليه السلام) . وروى عن الصادق (عليه السلام) وتغيّر لمّا خرج زيد (رضي الله عنه)(2) .
وقال العلاّمة (رحمه الله) في المناهج : «الجارودية أصحاب أبي الجارود زياد بن سعد العبدي(3) كذا في النسخة التي تحضرني وهي نسخة عتيقة صحيحة جدّاً ـ وهو غريب مخالف لما ذكره (رحمه الله) في الخلاصة والشيخ أبو جعفر الطوسي في الفهرست وغيرهما ، من أنّ الجارودية نسبة إلى أبي الجارود زياد بن المنذر أبو الجارود الهمداني بالدال المهملة الخارقي بالخاء المعجمة والألف وراء مهملة وقاف ، وقيل : الحُرقي بالحاء المضمومة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) اُنظر مشيخة الصدوق ضمن من لا يحضره الفقيه 4 / 544 ، اختيار معرفة الرجال للطوسي : 229 / 413 ، الملل والنحل للشهرستاني 1 / 159 ، شرح اُصول الكافي للمازندراني 6 / 106 .
(2) اُنظر رجال النجاشي : 170 / 448 ، رجال الطوسي : 122 / 4 ، رجال العلاّمة : 348 / 1378 .
(3) مناهج اليقين في أصول الدين : 306 ، وفيه : أبي الجارود بن زياد بن منقذ العبدي .
صفحه 358
المهملة والراء والقاف ، الكوفي الأعمى ، زيديّ المذهب ، وإليه تنسب الجارودية من الزيدية»(1) انتهى .
وفي الفهرست نحوه أيضاً(2) .
وذكر العلاّمة في المنهاج : «إنّ الجارودية يقولون : إنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) نصّ على عليّ (عليه السلام) بالوصف دون التسمية»(3) .
والمنقول عنهم في الكتب الكلامية كـ اللوامع وغيرها إنّهم يُنكرون إمامة الثلاثة ويوافقون على التولّي والتبرّي والطعن على اللصوص المتمرّدين(4) .
وفي كتاب الفتح المبين : «إنّ الزيدية كلّهم قائلون بإمامة الشيخين لكن بالأصالة بل لرضاه (عليه السلام) بهما»(5) . وهو سهو ظاهر .
الثانية : السليمانية ، أصحاب سليمان بن جرير ، قال العلاّمة في المناهج : «إنّهم يقولون : إنّ البيعة طريق الإمامة ، ويعترفون بإمامة أبي بكر وعمر بالبيعة اجتهاداً ، ثمّ إنّهم تارة يصوّبون(6) ذلك الاجتهاد وتارة يخطّئونه ، وقالوا بكفر عثمان وعائشة وطلحة والزبير ومعاوية لقتالهم عليّاً (عليه السلام)»(7) .
الثالثة : الصالحية ، أصحاب الحسن بن صالح بن حيّ ، قال العلاّمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رجال العلاّمة : 348 / 1378 .
(2) الفهرست للطوسي : 131 / 303 .
(3) مناهج اليقين : 306 .
(4) انظر اللوامع الإلهية للمقداد السيوري : 378 .
(5) الكتاب غير متوفّر لدينا .
(6) في المصدر : يصدّقون .
(7) مناهج اليقين : 306 .
صفحه 359
في الكتاب المذكور : «إنّه كان فقيهاً وكان يثبت إمامة أبي بكر وعمر ، وكان يفضّل عليّاً (عليه السلام) على سائر الصحابة ، وتوقّف في عثمان لمّا سمع عنه من الفضائل تارة . ومن الرذائل أُخرى»(1) .
وقد علمت أنّ المحقّق الطوسي قدّس الله روحه ذكر في قواعد العقائد : إنّهم يقولون بخلافة الخلفاء الثلاثة لرضا عليّ (عليه السلام) بخلافتهم(2) .
هذه هي الفرق المشهورة للزيدية وعليها اقتصر العلاّمة في المناهج(3) والقاضي العضدي في المواقف(4) ومنهم من زاد البترية وهم أصحاب كثير النوّا فكان أبتر اليدين .
قال العلاّمة (رحمه الله) في حاشية له على التجريد : «وجدت ذلك بخطّ الشيخ العلاّمة أحمد بن خاتون العاملي في نسخته وهي معاملة لنسخة العلاّمة (رحمه الله) ، وذكر أنّه وجد ذلك بخطّه (رحمه الله) »(5) .
وقال عطّر الله مرقده في الخلاصة : «كثير النوّا بتريّ ، قاله الشيخ الطوسي والكشّي ، وقال البرقي : إنّه عامّي»(6) انتهى .
وقيل : إنّه منسوب إلى المغيرة بن سعيد الأبتر(7) ، وعليه اقتصر صاحب القاموس فإنّه قال : «والأبتر لقب المغيرة بن سعيد ، والبترية من
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مناهج اليقين : 306 .
(2) قواعد العقائد لنصيرالدين الطوسي : 462 (ضمن تلخيص المحصّل) .
(3) مناهج اليقين: 306 .
(4) شرح المواقف 8 / 391 .
(5) لم نعثر عليه في شروحاته المتوفّرة لدينا .
(6) خلاصة الأقوال : 390 / 1570 ، رجال الطوسي : 134 / 4 ، اختيار معرفة الرجال : 390 / 733 ، رجال البرقي : 42 .
(7) اُنظر مقالات الإسلاميّين لأبي الحسن الأشعري : 68 ، والفَرق بين الفِرق للاسفرائيني : 22 ، وفرق الشيعة للنوبختي : 57 ، والملل والنحل للشهرستاني1 / 157 .
صفحه 360
الزيدية بالضمّ تنسب إليه»(1) انتهى .
وقد تظافرت الروايات بكون المغيرة المذكور : «كذّاباً ، كان يكذب على أبي جعفر (عليه السلام) ، وفي بعضها : إنّه كان يدسّ أحاديثاً في كتب أصحابه»(2) .
وقال العلاّمة في الخلاصة : «إنّ أبا جعفر (عليه السلام) قال : (إنّه كان يكذب علينا ، وكان يدعو إلى محمّد بن عبد الله بن الحسن في أوّل أمره)»(3) .
ورأيت في بعض الحواشي المنسوبة إلى المحقّق الشيخ عليّ عطّر الله مرقده : إنّه منسوب إلى رجل يقال له : بتر بن العوفي(4) .
وقال الكشّي عطّر الله مرقده في كتاب الرجال : «البترية هم أصحاب كثير والحسن بن صالح بن حيّ ، وسالم بن أبي حفصة ، والحكم بن عبيدة ، وسلمة بن كهيل وأبو المقدام ثابت الحدّاد ، وهم الذين دعوا إلى ولاية عليّ (عليه السلام) . ثمّ خلطوها بولاية أبي بكر وعمر ويثبتون ]لهما[(5)إمامتهما ، ويبغضون عثمان وطلحة والزبير وعائشة(6) ويرون الخروج من بطون ]ولد[(7) عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ويذهبون في ذلك إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ويثبتون على كلّ من خرج من ولد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) القاموس المحيط2 / 10 ـ البتر .
(2) جامع الرواة للأردبيلي 2 / 255 .
(3) خلاصة الأقوال : 411 / 1667 .
(4) لم نعثر عليه.
(5) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر .
(6) (وعائشة) لم ترد في المصدر ، بل وردت في باقي نسخ المصدر كما ذُكر في هامشه .
(7) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر .
صفحه 361
عليّ (عليه السلام) خروجه بالإمامة»(1) . انتهى .
وهذا نصّ كما ترى باتّحاد الصالحية والبترية وأنّهم طائفة واحدة ، وهذا هو الوجه في ترك التعرّض للبترية في المنهاج وللواقفة .
وروى الكشّي(2) (رحمه الله) في الكتاب المذكور : «بإسناده عن سدير قال : دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) ومعي سلمة بن كهيل وأبو المقدام ثابت الحدّاد وسالم بن أبي حفصة وكثير النوّا وجماعة معهم ، وعند أبي جعفر (عليه السلام)]أخوه[(3) زيد بن علي ، فقالوا لأبي جعفر (عليه السلام) : نتولّى عليّاً وحسناً وحسيناً : ونتبرّأ من أعدائهم؟ قال : (نعم) قالوا : نتولّى أبا بكر وعمر ونتبرّأ من أعدائهم؟ قال : فالتفت إليهم زيد بن عليّ وقال لهم : أتتبرّؤون من فاطمة! بترتم أمرنا بتركم الله ، فيومئذ سمّوا البترية»(4) .
أقول : هذا هو الوجه الصحيح في تسميتهم بالإسم المذكور ، والوجه الآخر مدخول ، وحينئذ فضمّ الباء من تغييرات النسب كالدهري في النسبة إلى الدهر ، وهاهنا مذهب نادر لبعض الزيدية وهو هبة الله بن أحمد بن محمّد الكاتب المعروف بابن برنية(5) ، وهو : «إنّ الأئمّة ثلاثة عشر مع زيد ابن عليّ بن الحسين (عليهم السلام)» واحتجّ بحديث في كتاب سليم بن قيس الهلالي : «إنّ الأئمّة إثنا عشر من ولد عليّ أمير المؤمنين (عليه السلام)»(6) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) اختيار معرفة الرجال : 232 / 422 . وعنه في بحار الأنوار 37 / 31 .
(2) في الأصل : الكليني ، وما أثبتناه بقرينة الكتاب السابق هو الأصحّ .
(3) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر .
(4) اختيار معرفة الرجال : 236 / 429 ، وعنه في بحار الأنوار 37 / 31 .
(5) في الأصل : بابن توبة ، وما أثبتناه من المصادر أدناه .
(6) في كتاب سليم : 116 : ثلاثة عشر رجلا من ولد إسماعيل بن إبراهيم خليل الله . والمراد منهم : هو رسول الله(صلى الله عليه وآله) والأئمّة الإثني عشر(عليهم السلام) .
وقال التفرشي في نقد الرجال : فكأنّه اشتبه على النجاشي أو غيره .
وفي موضع ثاني من كتاب سليم : 117 ، قال : ثمّ أحد عشر إماماً من ولد محمّد وولد أوّل الإثني عشر .
صفحه 362
وذكر أئمّة الرجال كالعلاّمة والنجاشي «أنّه كان يتعاطى الكلام ويحضر مجلس أبي الحسين ابن الشبيه العلوي ، الزيدي المذهب»(1) ، وأنّه عمل له كتاباً ذكر فيه ذلك المذهب الفاسد ، واحتجاجه بحديث سليم أوهن من بيت العنكبوت .
أمّا أوّلا : فلأنّ ابن الغضائري من أئمّة علم الرجال قال : «إنّ أصحابنا كانوا يقولون : إنّ سليماً لا يُعرف ولا ذُكر في خبر ، وقال : إنّ الكتاب موضوع لا مِرية فيه وعلى ذلك علامات :
منها : إنّ محمّد بن أبي بكر وعظ أباه عند الموت .
ومنها : إنّ الأئمّة ثلاثة عشر وغير ذلك»(2) .
وأمّا ثانياً : فلأنّ في الذي وصل إلينا من نسخة هذا الكتاب هو أنّ الأئمّة ثلاثة عشر من ولد إسماعيل وهم رسول الله مع الأئمّة الإثني عشر وهو ما عليه أصحابنا الإمامية .
وأمّا ثالثاً : فلأنّ الأخبار المتواترة المستفيضة الدالّة على أنّ الأئمّة إثنا عشر بطريق الإجمال والتفصيل يروي بفساد هذا المذهب المخترع ، وقد ذكرنا جملة من تلك الأخبار .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) خلاصة الأقوال : 415 / 1683 ، رجال النجاشي : 440 / 1185 ، وبقيّة الكلام بالمضمون لا بالنصّ ، انظر نقد الرجال5 / 45 / 5688 ، خاتمة المستدرك 3 / 161 ، إيضاح الاشتباه : 315 / 754 ، طرائف المقال 1 / 126 / 544 ، معجم رجال الحديث 20 / 276 / 13316 .
(2) رجال ابن الغضائري: 63 / 55، وعنه العلاّمة في خلاصة الأقول: 162 / 473، التفرشي في نقد الرجال 2 / 355 / 2387.
صفحه 363



الفصل الثالث
في الكيسانية
ذكر جمع أنّهم أصحاب المختار بن أبي عبيدة الثقفي ولهذا يقال لهم : المختارية أيضاً ، وكان لقبه كيسان ، وقيل : إنّه لقب أبي عمرة صاحب شرطته ، وقيل : كيسان مولى عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ، وهو الذي حمله على الطلب بدم الحسين (عليه السلام) ودلّه على قتلته ، وكان صاحب سرّه(1)والغالب على أمره(2) .
وقال في القاموس : «كيسان لقب المختار بن أبي عبيدة المنسوب إليه الكيسانية من الرافضة»(3) انتهى .
وذهب جماعة من أصحابنا إلى أنّ المختار لم يكن كيسانياً حقيقة ، ولتحقيق ذلك مظنّة أخرى .
وقال المحقّق الطوسي في قواعد العقائد : «وأمّا الكيسانية فقالوا بإمامة عليّ وبعده الحسن ثمّ الحسين ثمّ محمّد ابن الحنفية ، وقالوا : إنّه الإمام المنتظر ـ أعني المهدي الذي يملأ الدنيا عدلا ـ وهو الآن مستتر في جبل رضوى بقرب المدينة .
وبعضهم قدّموه على الحسن والحسين ، وبعضهم ساق الإمامة إلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل : ترسه ، وما أثبتناه من المصادر .
(2) اُنظر اختيار معرفة الرجال : 128 / 204 ، جامع الرواة2 / 221 .
(3) القاموس المحيط 2 / 386 ـ الكيس .
صفحه 364
ابنه أبي هاشم(1) ثمّ إلى غيره ، ولهم فرق متعدّدة»(2) . انتهى كلامه .

تتمّة : نقل الوزير السعيد عليّ بن عيسى الإربلي في كتابه كشف الغمّة عن كتاب الدلائل لأبي العبّاس عبيدالله بن جعفر الحميري : «عن الباقر (عليه السلام) قال : (لمّا قُتل الحسين (عليه السلام) جاء محمّد ابن الحنفية إلى عليّ بن الحسين (عليه السلام) فقال له : يا بن أخي ، أنا عمّك وصنو أبيك وأسنّ منك ، وأنا أحقّ بالإمامة والوصية ، فأرجع(3) إليَّ سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله) .
فقال عليّ بن الحسين (عليه السلام) : يا عمّ ، اتّق الله ولا تدّع ما ليس لك ، فإنّي أخاف عليك نقص العمر وشتات الأمر .
فقال له محمّد ابن الحنفية : أنا أحقّ بهذا منك ، فقال له عليّ بن الحسين : يا عمّ ، فهل لك إلى حاكم نحتكم إليه؟ فقال : ومن هو؟ قال : الحجر الأسود .
قال : فتحاكما إليه ، فلمّا وقفا عنده ، قال : يا عمّ تكلّم فأنت المُطالب ، قال : فتكلّم محمّد ابن الحنفية فلم يجبه ، قال : فتقدّم عليّ بن الحسين فوضع يده عليه وقال : اللهمّ إنّي(4) أسألك باسمك المكتوب في
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في المصدر : ابنه هاشم .
(2) قواعد العقائد : 460 (ضمن تلخيص المحصّل) .
(3) في المصدر : فادفع .
(4) في المصدر : اللهمّ إنّي أسألك باسمك المكتوب في سرادق البهاء ، وأسألك باسمك المكتوب في سرادق العظمة . وأسألك باسمك المكتوب في سرادق القوّة ، وأسألك باسمك المكتوب في سرادق الجلال ، وأسألك باسمك المكتوب في سرادق السلطان ، وأسألك باسمك المكتوب في سرادق السرائر ، وأسألك باسمك المكتوب في سرادق المجد .
صفحه 365
سرادق السلطان ، وأسألك باسمك المكتوب في سرادق القوّة ، وأسألك باسمك المكتوب في سرادق السرائر ، وأسألك باسمك الفائق ، الخبير البصير ، ربّ الملائكة الثمانية ، وربّ جبرئيل وميكائيل وإسرافيل ، وربّ محمّد خاتم النبيّين ، لما أنطقت هذا الحجر بلسان عربيّ فصيح ، يُخبر لمن الإمامة والوصية بعد الحسين بن عليّ .
قال : ثمّ أقبل عليّ بن الحسين (عليه السلام) على الحجر فقال : أسألك بالذي جعل فيك مواثيق العباد والشهادة لمن وافاك إلاّ أخبرت لمن الإمامة والوصية بعد الحسين بن عليّ؟ قال : فتزعزع الحجر حتّى كاد أن يزول عن موضعه وتكلّم بلسان عربيّ مبين فصيح يقول : يا محمّد ، سلّم سلّم إنّ الخلافة(1) والوصية بعد الحسين بن عليّ لعليّ بن الحسين .
قال أبو جعفر (عليه السلام) : فرجع محمّد بن عليّ ـ ابن الحنفية ـ وهو يقول بإمامة عليّ)»(2) .
وهذا مكتوب في كتب أخرى معتبرة كـ الخرائج والجرائح(3) وثاقب المناقب(4) وشواهد النبوّة(5) ومهج الدعوات(6) وغيرها .
وذُكر في الخرائج والجرائح : أنّ محمّد ابن الحنفية إنّما نازع زين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في المصدر: الإمامة .
(2) كشف الغمّة 3 / 69 .
(3) الخرائج والجرائح 1 / 257 / 3 ، وعنه في بحار الأنوار 46 / 29 / 20 .
(4) الثاقب في المناقب : 349 / 291 .
(5) شواهد النبوّة : لعبدالرحمن الجامي النقشبندي ، فارسي ، طبع في بمبي وهو غير متوفّر الآن . اُنظر كشف الظنون 2 / 1066 ، الذريعة 14 / 245 / 2392 .
(6) مهج الدعوات : 200 ، أدعية الإمام زين العابدين(عليه السلام) .
صفحه 366
العابدين وتحاكما إلى الحجر ; لإزالة شكوك ضعفاء الشيعة(1) ، وإلاّ فهو عالم بصحّة إمامته (عليه السلام) غير شاكّ في ذلك .
ذكر شارح الديوان المرتضوي وهو الفاضل الميبدي الشافعي : «إنّ الكيسانية تعتقد أنّه (عليه السلام) هو المهدي ، وأنّه لم يمت ، وأنّه حيّ مقيم في جبل رضوى ، وسيخرج ويملأ الأرض عدلا كما ملئت جوراً وهمّاً ، كما ذكره شاعرهم كثيّر عزّة :
وسبط لا يذوق الموت حتّى *** يقود الخيل يقدمها اللواء
يغيب فلا يُرى فيهم زماناً *** برضوى عنده عسل وماء»(2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الخرائج والجرائح 1 / 258 ، وفيه : إنّ ابن الحنفية إنّما فعل ذلك إزاحة لشكوك الناس في ذلك .
(2) شرح الديوان المرتضوي : غير متوفّر ، ويسمّى : شرح ديوان الإمام عليّ(عليه السلام) ، للقاضي مير حسين الميبدي الشافعي ، وقيل : الميبذي ، اُنظر هديّة العارفين 1 / 316 ، قاموس الرجال 11 / 295 .
وأورد الأبيات القاضي المغربي في شرح الأخبار3 / 297 و 316 ، ونسب الأبيات في المورد الأوّل لكثيّر وفي الثاني بغير نسبة .
المفيد في الفصول المختارة : 299 (ضمن مصنّفات المفيد ج2) قائلا : وكان كثيّر عزّة كيسانيّاً ومات على ذلك وله مذهب الكيسانية .
ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 54 / 321 ، نسبه لكثيّر في ترجمة محمّد بن الحنفية ، وذكر الأبيات أبو الفرج الأصفهاني في الأغاني 7 / 246 ، ضمن ترجمة السيّد الحميري ، عند مناظرته مع مؤمن الطاق محمّد بن عليّ بن النعمان في الإمامة فغلبه محمّد في دفع ابن الحنفية عن الإمامة ، وقال : وهذه الأبيات بعينها تروى لكثيّر .
ونسبه الشهرستاني في الملل والنحل 1 / 150 ، لكثيّر في تعريفه للكيسانية قائلا : وكان السيّد الحميري وكثيّر عزّة الشاعر من شيعته ـ أي ابن الحنفية ـ قال كثيّر فيه .
وأورد الأبيات مع المتن باختلاف ابن خلّكان في وفيات الأعيان 4 / 172 ، بعد تعريفه الكيسانية ونسبها لكثيّر .
وذكرها المزّي في تهذيب الكمال 26 / 151 ، ونسبها إلى كثيّر ، وكذلك الذهبي في سير أعلام النبلاء 4 / 112 ، في ترجمة ابن الحنفية .
ولم نعثر على الأبيات في ديوان كثيّر ، بل وجدناها في ديوان السيّد الحميري : 15 ـ 16 ، مدافعاً عن عقيدته الكيسانية .
ثمّ رجع عن رأيه وقال :
تجعفرت باسم الله والله أكبرُ *** وأيقنت أنّ الله يعفو ويغفرُ
ويثبتُ مهما شاء ربّي بأمره *** ويمحو ويقضي في الأمور ويقدرُ
اُنظر الغدير للشيخ الأميني3 / 351 . الطبعة المحقّقة .
صفحه 367
وذكر أيضاً أنّه مات سنة إحدى وثمانين ، وله تسع وستّون سنة(1) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أورده الذهبي في العبر في خبر من غبر 1 / 68 / سنة إحدى وثمانين ، نصّاً ، ومنهم من قال عمره خمس وستّون ، المزّي في تهذيب الكمال 26 / 152 ، الذهبي في سير أعلام النبلاء 4 / 128 ، ابن سعد في الطبقات الكبرى 5 / 116 .
صفحه 368


الفصل الرابع
في الناووسية
وهم الواقفون على جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) .
قال محمّد ابن الشهرستاني في الملل والنحل : «إنّهم أتباع رجل يقال له : ناووس ، وقيل : نُسبوا إلى قرية : ناووسا ، قال : إنّ الصادق (عليه السلام) حيّ ولن يموت حتّى يظهر ويظهر أمره ، وهو القائم المهدي .
وحكى أبو حامد الزوزني(1) : إنّهم زعموا أنّ عليّاً (عليه السلام) ستنشقّ الأرض عنه قبل يوم القيامة فيملأ العالم عدلا»(2) انتهى .
أقول : رجوع عليّ (عليه السلام) إلى الدنيا وكذا باقي الأئمّة : ممّا لا شكّ فيه ، وقد أوردنا جملة من الأخبار الواردة بذلك في الرجعة .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل : الرفدي ، وما أثبتناه في المتن من المصدر . وتؤيّده كتب التراجم .
(2) الملل والنحل 1 / 166 ـ 167 .
صفحه 369



الفصل الخامس
في الإسماعيلية
قال القاضي العضدي في المواقف : «إنّهم يلقّبون بألقاب منها : الباطنية والمتبعة والقرامطة ; لأنّ أوّلهم الذي دعا الناس إلى مذهبهم رجل يقال له : حمدان بن قرمط ، وهي إحدى قرى واسط»(1) .
وقال أفضل المحقّقين الطوسي في كتابه قواعد العقائد : «وأمّا الإسماعيلية ويسمّون الباطنية ، وربّما يُلقّبون بالملاحدة ، وإنّما سمّوا بالإسماعيلية ; لانتسابهم إلى إسماعيل بن جعفر الصادق ، والباطنية لقولهم : كلّ ظاهر فله باطن ، يكون ذلك الباطن مصدراً ، وذلك الظاهر مظهراً له ، ولا يكون ظاهر لا باطن له ، إلاّ ما هو مثل السراب ، ولا باطن لا ظاهر له إلاّ خيال لا أصل له .
ولقّبوا بالملاحدة ; لعدولهم عن ظاهر الشريعة إلى بواطنها في بعض الأحوال .
ومذهبهم أنّ الله تعالى أبدع بتوسّط معنى يعبّر عنه بكلمة «كن» أو غيرها عالَمَين :
عالم الباطن : وهو عالم الأمر وعالم الغيب ، ويشتمل على العقول والنفوس والأرواح والحقائق كلّها ، وأقرب ما فيها إلى الله تعالى هو العقل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المواقف 3 / 684 ـ 685 .
صفحه 370
الأوّل ، ثمّ ما بعده على الترتيب .
وعالم الظاهر : وهو عالم الخلق وعالم الشهادة ، ويشتمل على الأجرام العلوية والسفلية والأجسام الفلكية والعنصرية ، وأعظمها العرش ثمّ الكرسي ، ثمّ سائر الأجسام على الترتيب .
والعالمان ينزلان(1) من الكمال إلى النقصان ويعودان(2) من النقصان إلى الكمال حتّى ينتهي(3) إلى الأمر ، وهو المعنى المعبّر عنه بكلمة «كن»(4)وينتظم بذلك سلسلة الوجود الذي مبدؤه من الله تعالى ومعاده إليه .
ثمّ يقولون : إنّ الإمام هو مظهر الأمر ، وحجّته مظهر العقل الذي يقال له : العقل الأوّل والعقل الكلّ(5) ، والنبيّ مظهر النفس التي يقال لها : نفس الكلّ ، والإمام هو الحاكم في عالم الباطن ، ولا يصير ]غيره[(6) عالماً بالله تعالى إلاّ بتعليمه إيّاه ، ولذلك يسمّونهم(7) بالتعليميّين ، والنبيّ هو الحاكم في عالم الظاهر ، ولا تتمّ الشريعة التي يحتاج الناس إليها ]إلاّ به[(8) ، ولشريعته تنزيل وتأويل ، ظاهره التنزيل وباطنه التأويل ، والزمان لا يخلو إمّا عن نبيّ وإمّا عن شريعة ، وأيضاً لا يخلو عن إمام ودعوته ، وهي ربّما تكون خفيّة مع ظهوره إلاّ أنّها تكون ظاهرة مع خفائه البتة(9) لقوله تعالى :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل : يهولان ، وما في المتن من المصدر .
(2) في الأصل : وهودان ، وما في المتن من المصدر .
(3) في الأصل : يتهيّأ ، وما في المتن من المصدر .
(4) في المصدر : (بكن) بدل من : بكلمة كن .
(5) في المصدر : العقل الكلّي .
(6) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر .
(7) الأصل : يسمّونه ، وما أثبتناه من المصدر .
(8) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر .
(9) في الأصل : من خفا التيه . وما أثبتناه من المصدر .
صفحه 371
(لِئَلا يَكُوْنَ لِلنَّاسِ عَلى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ)(1) .
وكما يُعرف النبيّ بالمعجز القولي أو الفعلي كذلك يُعرف الإمام بدعوته إلى الله وبدعواه ، إنّ المعرفة بالله لا تحصل إلاّ به ، والأئمّة من ذريّته بعضها من بعض .
ولا يكون إمام إلاّ وهو ابن إمام ، ويجوز أن يكون للإمام أبناء ليسوا بأئمّة ، ولا يخلو زمان من إمام إمّا ظاهر وإمّا مستور ، كما لا يخلو من نور نهار أو ظلمة ليل ، لم يزل العالم هكذا ولا يزال ، وطريقتهم التأليف بين أقوال الحكماء وأقوال أهل الشرائع فيما يمكن أن يؤلّف منها ، وأمّا في تعيين أئمّة الإسلام فقالوا : الإمام في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان عليّاً (عليه السلام) ، وبعده الحسن كان إماماً مستودعاً(2) ، وبعده الحسين كان إماماً مستقرّاً ولذلك لم تذهب الإمامة من ذريّة الحسين (عليه السلام) .
ثمّ نزلت الإمامة في ذريّة الحسين وانتهت بعده إلى عليّ ابنه ]ثمّ إلى محمّد ابنه[(3) ثمّ إلى جعفر ابنه ثمّ إلى إسماعيل ابنه وهو السابع .
وقالوا : إنّ الأئمّة في عهد بني إسماعيل(4) صاروا مستورين(5) ولذلك سمّوهم أيضاً بالسبيعية(6) لوقوفهم على السبعة الظاهرة ، ودخل في(7) زمان استتار الأئمّة وظهور دعاتهم ، ثمّ ظهر المهدي ببلاد المغرب وادّعى أنّه من أولاد محمّد بن إسماعيل(8) واتّصل أولاده ابنٌ بعد ابن إلى المنتصر .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة النساء 4 : 165 .
(2) في المصدر : وبعده كان ابنه الحسن إماماً مستودعاً .
(3) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر .
(4) في المصدر : في عهد ابن إسماعيل محمّد .
(5) في الأصل : مستقرّين ، وما أثبتناه من المصدر .
(6) في المصدر : بالسبعية .
(7) في المصدر زيادة : عهد محمّد .
(8) في المصدر : من أولاد إسماعيل .
صفحه 372
واختلفوا بعده فقال بعضهم بإمامة نزار ابنه ، وبعضهم بإمامة المستعلي ابنه الآخر ، وبعد نزار استقرّت(1) أئمّة النزاريّين واتّصلت أئمّة(2)المستعلين إلى أن انقطعت في العاضد(3) .
وكان الحسن بن عليّ بن محمّد بن الصباح المستولي على قلعة الموت من دعاة النزاريّين ، ثمّ ادّعوا بعده أنّ الحسن بن عليّ الملقّب بذكره «السلام»(4) كان إماماً ظاهراً من أولاد نزار ، واتّصل أولاده إلى أن انقرضوا في زماننا هذا»(5) . انتهى كلامه .
قال العلاّمة في شرح الكتاب المذكور : «فهمُ كلام الإسماعيلية ظاهر ، ولا حجّة لهم فيما يدّعونه في كلّ مقام ذكروه»(6) .
وقال الشيخ شرف الدين المقداد في اللوامع الإلهية : «وهؤلاء كما ترى لا دليل(7) لهم فيما يدّعون في هذه المقامات ، مع إنّهم يرتكبون ما يعلم خلافه من الدين ضرورة .
وإجماع الأمّة دالّ على بطلانه(8) ، ثمّ ]إنّ[(9) كلامهم يدور(10)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في المصدر : استتر .
(2) في المصدر : إمامة .
(3) في المصدر : المعاضد .
(4) في الأصل: بعليّ ذكره السالم، وما في المتن من المصدر.
(5) قواعد العقائد : 460 (ضمن تلخيص المحصلّ) .
(6) كشف الفوائد في شرح قواعد العقائد : 81 . ولم ترد فيه كلمة : فهم .
(7) في المصدر : لا حجّة .
(8) في الأصل : ما إنّهم يرتكبون ما يعلم من الدين بطلانه ، وإجماع الأئمّة دالّ على مطلوبهم . وما في المتن أثبتناه من المصدر .
(9) أثبتناه من المصدر .
(10) في المصدر : يدلّ .
صفحه 373
على(1) أمور :
توسّط الوسائط بين الله وخلقه وهو باطل .
وأنّ العالم أزلي أبديّ وهو باطل .
وإثبات العقول المجرّدة ومبنى ذلك باطل ، وهو أنّ الواحد لا يصدر عنه إلاّ واحد .
وأنّ العلم بالله لا يحصل ]إلاّ[(2) بتعليم الإمام ، وقد قرّروا أنّ النظر غير مفيد للعلم بنفسه .
وأنّ الإمامة أفضل من النبوّة ، لكونها مظهر الأشرف(3) وهو العقل ، وأنّها ليست بواسطة النبوّة ، بل هي رئاسة مستقلّة في عالم الباطن وهو باطل بإجماع الأمّة ، مع كونه عارياً من البرهان ، فهؤلاء كما ترى خارجون عن الملّة»(4) . انتهى كلامه ملخّصاً .
وذكر الغزالي في الإحياء : «إنّهم هدموا جميع الشرائع وتنزيلها على آرائهم كما قال»(5) ، كما حكيناه ]عن[(6) مذهبهم في الكتاب «المستطرف المنصف في الردّ على الناصبية» ولم أقف إلى الآن على هذا الكتاب ، ولا يخفى أنّ تأويل ظاهر الشريعة بالتشهّي هدم الدين وخروج عن الملّة الإسلامية ، نعوذ بالله من ذلك .
ويفهم من كلام شيخنا الشهيد الثاني أنّ في الإسماعيلية من لبق على
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل زيادة: أربعة، وحذفناها لعدم ورودها في المصدر، ولأنّ الأمور المذكورة هي خمسة لا أربعة.
(2) أثبتناه من المصدر .
(3) في المصدر : الأمر .
(4) اللوامع الإلهية : 387 ـ 388 .
(5) لم نعثر عليه في الإحياء .
(6) أثبتناها ليستقيم السياق .
صفحه 374
خدّه(1) ، وهو الذي ذكره الشهيد الثالث السيّد نورالدين الشوشتري في مجالس المؤمنين(2) وهو الحقّ .
وصرّح جمع من أهل التاريخ بأنّ القرامطة فرقة أخرى غير الإسماعيلية ، وهم الملاحدة الذين خرجوا وقتلوا الحاج وأهله وركّزوا الحجر الأسود واقتلعوه في زمان المُعزّ لدين الله من خلفاء(3)الإسماعيلة(4) .
وذكر في مجالس المؤمنين : «إنّ ابن المعتزّ العبّاسي هو الذي قذف الإسماعيلية لمذهب القرامطة ونسب إليهم أفعال القرامطة الشنيعة ، ونظم ذلك في بعض مقاطعه ، وإنّ بعض أكابر فضلاء الإسماعيلية أجابه بقطعة منها هذا البيت :
وتنسب أفعال القرامط كاذباً *** إلى عترة الهادي الكرام الأطائب»(5).
وذكر صاحب روضة الصفا : «إنّ جوهر عبد المعزّ لدين الله عاقب القرامطة في مصر بعظائم العقوبات إلاّ من انهزم منهم»(6) . والمفهوم من تتبّع التواريخ أنّ قدماء الخلفاء الإسماعيلية كانوا معظّمين للشرع وظواهره ، مبالغين في تعظيم الشيعة سيّما الإثني عشرية والإسماعيلية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مسالك الأفهام 5 / 340 ، اللمعة الدمشقية 3 / 182 و 5 / 279 .
(2) مجالس المؤمنين 2 / 294 .
(3) في الأصل : «حلعه» هكذا ، والظاهر ما أثبتناه هو الصحيح .
(4) اُنظر حوادث سنة 317 للهجرة في تاريخ الطبري 11 / 263 ـ 264 ، المنتظم لابن الجوزي 13 / 281 ، الكامل في التاريخ لابن الأثير 8 / 207 ، البداية والنهاية لابن كثير 11 / 160 .
(5) مجالس المؤمنين 2 / 301 .
(6) روضة الصفا : 222 . النسخة العربية . أخذناه من مكتبة السيّد المرعشي النجفي(قدس سره) .
صفحه 375
تتمّة : في تاريخ خلفاء الإسماعيلة على وجه الاختصار : كان ابتداء ملكهم سنة ستّ وتسعين ومائتين ، وانتهى في سنة ستّ وخمسين وستّمائة .
أوّل من ملك منهم عبد الله بن محمّد المهدي بالله ، ولد سنة ستّ وستّين ومائتين ، ومات سنة إثنين وعشرين وثلاثمائة ، وخرج يوم السبت سابع ذي الحجّة سنة تسعين ومائتين ، واستقرّ ملكه وسلّم عليه بالخلافة يوم الخميس سنة سبع وتسعين ، وكان مظفّراً في خروجه ، واستولى على الأندلس ونيروان وطرابلس وما في حدودهما .
ثمّ أرسل ولده وجهّز معه عسكراً عظيماً إلى مصر ، فنفذ المعتمد العبّاسي مولاه مونس الخادم مع جموع كثيرة ووقع بينهما قتال ، ثمّ انهزم مونس الخادم واحتوى القائم ولد المهدي على ديار مصر والصعيد .
وذكر ابن كثير الشامي في تاريخه إنّ المقتدر العبّاسي أمر أن يُكتب محضر في الطعن على نسب الإسماعيليّين ، وأن يجمع السادات والعلماء والوزراء والقوّاد وشهدوا به وكتبوا فيه .
ثمّ ولده محمّد القائم بالله ، وكان المهدي قد أُخذل في حياته ، وأوّل خلافته سنة خمس وعشرين وثلاثمائة ، ومدّة خلافته إثنتا عشرة سنة وسبعة أشهر .
ثمّ ابنه إسماعيل الملقّب بالمقتدر بالله مدّة خلافته سبع سنين .
ثمّ سعد الملقّب بالمعزّ لدين الله ، وكان شجاعاً حازماً عاقلا حاذقاً في السياسة ، قال اليافعي(1) الشافعي في تاريخه : إنّه كان مُظهراً للتشيّع معظّماً لحرمة الإسلام ، حليماً كريماً ، وقوراً حازماً سريّاً ، يرجع إلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل : النافعي . وما أثبتناه هو الصحيح .
صفحه 376
إنصاف ، ويجري(1) الأمور على أحسن أحوالها(2) .
بويع سلخ شهر شوّال سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة ، وفي سنة سبع وأربعين وثلاثمائة أرسل جوهر عبد ه مع جيش عظيم إلى أقصى بلاد المغرب فمضى إلى ساحل البحر والجزائر الخالدات(3) ، واصطاد من سمكه وأرسله إلى المعزّ لدين الله(4) .
وفي سنة سبع وخمسين وثلاثمائة أرسله مع جيوش عظيمة وجموع كثيرة إلى مصر فافتتحها وبها مرابع النصب ، وأظهر شعائر التشيّع .
قال جلال الدين السيوطي في تاريخه : «وفي هذه السنة جاء العبيديّون وأخذوا مصر وقامت دولة الرفض في الأقاليم : المغرب والمشرق ومصر والعراق ، وذلك أنّ كافور الإخشيدي صاحب مصر لمّا مات اختلّ النظام وقلّت الأموال على الجند ]فكتب[(5) جماعة إلى المعزّ يطلبون منه عسكراً ليسلّموا اليه مصر ، فأرسل مولاه جوهر القائد في مائة ألف فارس ، فملكها ونزل موضع القاهرة اليوم واختطّها ، وبنى دار الإمارة المعزّية(6) وهي المعروفة الآن بالقصرين(7) ، وقطع خطبة بني العبّاس ، ولبس السواد وألبس الخطباء البياض ، وأمر أن يقال في الخطبة : اللهمّ صلّ على محمّد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في المصدر : مجري .
(2) مرآة الجنان 2 / 288 ، وفيه : أحكامها . بدل : أحوالها .
(3) في الأصل : والجزائر والخالدات ، وما أثبتناه هو الصحيح .
والجزائر الخالدات : هي جزائر السعادة التي يذكرها المنجّمون في كتبهم ، كانت عامرة في أقصى المغرب في البحر المحيط ، وكان بها مقام طائفة من الحكماء ، ولذلك بنوا عليها قواعد علم النجوم . معجم البلدان2 / 154 ـ الجزائر .
(4) اُنظر البداية والنهاية لابن كثير 11 / 232 .
(5) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر .
(6) في المصدر : دار الإمارة للمعزّ .
(7) في الأصل : «وهي الأمعصرين» هكذا . وما في المتن أثبتناه من المصدر .
صفحه 377
المصطفى وعلى عليّ المرتضى ، وعلى فاطمة البتول ، وعلى الحسن والحسين سبطي الرسول ، وعلى الأئمة آباء(1) أمير المؤمنين المعزّ بالله ، وذلك كلّه في شعبان سنة ثمان وخمسين .
ثمّ في ربيع الآخر سنة تسع وخمسين أذّنوا في مصر : بحيّ(2) على خير العمل ، وشرعوا في بناء الجامع(3) ، ففرغ في رمضان سنة إحدى وستين»(4) . انتهى . ونحوه ذكر الباهي في تاريخه(5) .
وقال الأسنوي في مفتتح كتاب المهمّات : «وقد كان هذا الإقليم عقيب الشافعي مجمع العلماء الشافعية ، ومحطّ رحالهم ، فلمّا استولى العبيديّون ـ المعروفون بالفاطميّين ـ عليه انتدبوا إلى العلماء فقتلوا البعض ونفوا البعض وعرّضوهم بعلماء الرفض ، واستمرّ الحال على ذلك قريباً من ثلاثمائة سنة»(6) . انتهى .
وقال السيوطي أيضاً في تاريخه : «قتلهم عبيدالله(7) وبنوه من العلماء الكبار(8) أربعة آلاف ليردّهم عن الترضّي(9) عن الصحابة فاختاروا الموت»(10) .
ثمّ إنّ جوهر القائد افتتح الاسكندرية ودمياط ومكّة والمدينة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل : أبناء ، وما أثبتناه في المتن من المصدر .
(2) في الأصل : بمصر : حيّ . وما في المتن أثبتناه من المصدر .
(3) في المصدر : الجامع الأزهر .
(4) تاريخ الخلفاء للسيوطى : 321 ـ 322 .
(5) الكتاب غير متوفّر .
(6) كتاب المهمّات للإسنوي : غير موجود .
(7) في الأصل : عبد الله ، وما في المتن أثبتناه من المصدر .
(8) في المصدر : من العلماء والعبّاد .
(9) في الأصل : الرفض . وصحّحت : الرضى . وما في المتن أثبتناه من المصدر .
(10) تاريخ الخلفاء : 5 . مقدّمة المصنّف .
صفحه 378
وفلسطين ودمشق وجميع بلاد الشام ، وانتقل المعبّر من المغرب إلى مصر مع حريمه ، وانتقاله سنة إحدى وستين وثلاثمائة ومدّة خلافته خمس وعشرون سنة وثلاثة أشهر .
ثمّ ملك بعده ولده نزار الملقّب بالعزيز بالله ، بويع يوم موت أبيه وذكر صاحب تاريخ مصر والقاهرة : إنّه كان كريماً شجاعاً ، صاحب سياسة ، محسناً إلى الرعية ، أديباً فاضلا حسن الخَلق والخُلُق(1) .
وذكر أبو منصور الثعالبي العلوي في يتيمة الدهر إنّه كان مناشئاً صحيح العبارة ، وحكي أنّه مات ولد له يوم العيد ، فقال ذلك حيطة هذه الأبيات :
«نحن بنو المصطفى ذوو محن *** يجرعها في الحياة كاظمنا(2)
عجيبة في الأنام محنتنا *** أوّلنا مبتلى وآخرنا
يفرح هذا الورى بعيدهم *** طرّاً وأعيادنا مآتمنا»(3)
فملك بعده ولده منصور الملقّب بالحاكم بأمر الله ، مولده بالقاهرة سنة خمس وسبعين وثلاثمائة ، وبويع يوم موت أبيه ، فخطب له بالخلافة في المدائن والأنبار زيادة على ممالك أبيه ، مدّة ملكه إحدى وعشرون سنة وأشهر .
وملك بعده ابنه الملقّب بالقاهر لأعداء دين الله(4) ، مولده بمصر يوم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة للأتابكي 3 / 113 ، ذكر ولاية العزيز نزار على مصر . باختلاف .
(2) في الأصل : الحبو ضمناً ، وما أثبتناه من المصادر .
(3) يتيمة الدهر 1 / 359 ـ 360 . باختلاف في متن الوصف . وأورده ابن خلّكان في وفيات الأعيان 5 / 372 ، الذهبي في سير أعلام النبلاء 15 / 167 / 69 ، وفيهما : وخاتمنا . بدل من وآخرنا .
(4) لم نعثر على هذا اللقب في المصادر ، بل الموجود هو : الظاهر لإعزاز دين الله ، والظاهر ما في المتن هو تصحيف .
صفحه 379
الإثنين عاشر شهر رمضان سنة خمس(1) وتسعين وثلاثمائة ، وبويع بعد موت أبيه بأربعين يوماً في عيد الأضحى(2) .
ومات منتصف شهر شعبان سنة سبع وعشرين وأربعمائة(3) .
ثمّ ملك بعده المستعلي بالله أحمد ، بويع يوم الغدير سنة سبع وثمانين وأربعمائة(4) .
ومات يوم الثلاثاء سابع عشر شهر صفرسنة خمس وتسعين وأربعمائة(5) .
ثمّ ملك بعده المستنصر بالله ، ثمّ المنصور الآمر بأمر الله ، ثمّ الحافظ لأمر الله عبد المجيد ، ثمّ الفائز بنصر الله عيسى ، ثمّ العاضد لدين الله ، وبه انتهت هذه الطبقة .
وأمّا اللوتية من الإسماعيلية فملاحدة ، ولا فائدة في التعرّض لهم .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) (خمس) أثبتناه من النجوم الزاهرة . وكانت في النسخة الفريدة بياض .
(2) اُنظر النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة للأتابكي 4 / 247 ، سنة 411 ، سير أعلام النبلاء للذهبي 15 / 184 / 71 ، سمط النجوم العوالي للعاصمي 3 / 561 .
(3) النجوم الزاهرة 4 / 282 .
(4) النجوم الزاهرة 5 / 142 .
(5) النجوم الزاهرة 5 / 153 . وفيه : التاسع من صفر .
صفحه 380


الفصل السادس
في الفطحيّة
وهم القائلون بإمامة عبد الله بن جعفر الصادق (عليه السلام) وإنّما لقّبوا بذلك ; لأنّ عبد الله كان أفطح الرجلين أو لأنّ داعيهم إلى إمامته رجل يقال له : عبد الله بن أفطح .
قال الشيخ المفيد أبو عبد الله في إرشاده قال فيه : «إنّ عبد الله كان أكبر اُخوته بعد إسماعيل ، ولم تكن منزلته عند أبيه منزلة غيره من ولده في الإكرام ، وكان متّهماً بالخلاف على أبيه في الاعتقاد ، ويقال : إنّه كان يخالط الحشوية ، ويميل إلى مذهب(1) المرجئة ، وادّعى بعد أبيه الإمامة ، واحتجّ أنّه أكبر إخوته الباقين ، وتبعه جماعة(2) ، ثمّ رجع أكثرهم(3) إلى القول بإمامة أخيه موسى (عليه السلام) ، لمّا تبيّنوا ضعف دعواه وقوّة أمر أبي الحسن (عليه السلام)ودلالة حقّه وبراهين إمامته ، وأقام نفر يسير منهم على(4) إمامة عبد الله»(5) . انتهى .
وذكر شيخنا الشهيد الثاني في شرح الشرائع في كتاب النكاح : «إنّ الفطحية يزيدون عبد الله على الأئمّة الإثني عشر ويقولون بإمامة موسى بعده
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في المصدر : مذاهب .
(2) في المصدر زيادة : من أصحاب أبي عبد الله(عليه السلام) .
(3) في المصدر زيادة : بعد ذلك .
(4) في المصدر زيادة : أمرهم ودانوا .
(5) الإرشاد 2 / 210 ـ 211 .
صفحه 381
ثمّ الرضا (عليه السلام) وهكذا»(1) .
وحينئذ فالأخبار الواردة بحصر الأئمّة في إثني عشر تكذّب هذا الاعتقاد مع ما اشتهر من جهالة عبد الله بالشريعة واستفاضة النصوص على أبي الحسن (عليه السلام) .
تتمّة : روى الشيخ أبو عبد الله المفيد قدّس الله روحه في إرشاده في باب دلائل أبي الحسن موسى (عليه السلام) وآياته ومعجزاته : «عن هشام بن سالم ، قال : كنّا بالمدينة بعد وفاة أبي عبد الله (عليه السلام) أنا ومحمّد بن النعمان صاحب الطاق ، والناس مجتمعون(2) على عبد الله بن جعفر أنّه صاحب الأمر بعد أبيه ، فدخلنا ـ والناس عنده ـ وسألناه عن الزكاة في كم تجب؟
فقال : في مائتي درهم : خمسة دراهم ، فقلنا : ففي مائة؟ قال : درهمان ونصف ، قلنا : ما تقول المرجئة هذا؟ فقال : والله ما أدري ما تقول المرجئة .
قال : فخرجنا ضلاّلا لا ندري أين نتوجّه أنا وأبو جعفر الأحول ، فقعدنا في بعض أزقّة مكّة باكين لا ندري أين نتوجّه وإلى أين(3) نقصد ، نقول إلى المرجئة ، إلى القدرية ، إلى المعتزلة ، إلى الزيدية ، فنحن كذلك إذ رأيت رجلا شيخاً لا أعرفه يُوميء بيده ، فخفت أن يكون من عيون أبي جعفر المنصور ، وذلك أنّه كان له بالمدينة جواسيس على من يجتمع بعد جعفر من الناس ، فيؤخذ فيُضرب عنقه ، فخفت أن يكون منهم ، فقلت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مسالك الأفهام 7 / 60 ، وفيه : لأنّ الفطحية يزيدون في الأئمّة عبد الله بن جعفر الصادق ، ويجعلون الإمامة بعده لأخيه موسى ثمّ للرضا(عليهما السلام) .
(2) في المصدر : مجمعون .
(3) في المصدر : مَن .
صفحه 382
للأحول : تنحّ ]فإنّي خائف على نفسي وعليك ، وإنّما يُريدُني ليس يريدك ، فتنحّ[(1) عنّي لا تهلك ، فتعين على نفسك ، فتنحّى عنّي بعيداً .
وتبعت الشيخ ، وذلك أنّي ظننت أنّي لا أقدر على التخلّص منه فما زلت أتبعه(2) ـ وقد عُرضتُ على الموت ـ حتّى ورد بي على باب أبي الحسن موسى (عليه السلام) ، ]ثمّ خلاّني ومضى ، فإذا خادم بالباب ، فقال لي : اُدخل رحمك الله .
فدخلت فإذا أبو الحسن موسى (عليه السلام)[(3) فقال لي ابتداءً منه : ( ]إليَّ إليَّ[(4) لا إلى المرجئة ، ولا إلى القدرية ، ولا إلى المعتزلة ، ولا إلى الخوارج ، ولا إلى الزيدية) قلت : جعلت فداك مضى أبوك؟ قال : (نعم) قلت : مضى موتاً؟ قال : (نعم) قلت : فمن لنا بعده؟ قال : (إن شاء الله أن يهديك هداك) قلت : جعلت فداك إنّ أخاك عبد الله يزعم أنّه الإمام من بعد أبيه ، فقال : (عبد الله يريد ألاّ يُعبد الله) قال : قلت : جعلت فداك ، فمن لنا من بعده؟ فقال : (إن شاء الله أن يهديك هداك) قلت : جعلت فداك فأنت هو؟ قال : (لا أقول ذلك) .
قال : فقلت في نفسي : لم أصب طريق المسألة ، ثمّ قلت له : جعلت فداك ، أعليك إمام؟ قال : (لا) فدخلني شيء لا يعلمه إلاّ الله إعظاماً له وهيبة ، ثمّ قلت له : جعلت فداك ، أسألك عمّا كنت أسأل عنه أباك ، قال : (سل تُخبَر ولا تذع ، فإن أذعت فهو الذبح ـ وأشار إلى حلقه ـ ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر .
(2) في الأصل : فيما اتبعه ، وما في المتن أثبتناه من المصدر .
(3) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر .
(4) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر .
صفحه 383
قال : فسألته وإذا هو بحر لا يَنزف ، قلت : جعلت فداك ، شيعة أبيك ضُلاّل ، فألقي إليهم الأمر وأدعوهم إليك؟ فقد أخذت عليَّ الكتمان ، قال : (من أنست منهم رشداً فألق إليه وخذ عليه الكتمان ، فإن أذاع فهو الذبح ـ وأشار بيده إلى حلقه ـ ) .
قال : فخرجت من عنده ، فلقيت أبا جعفر الأحول ، فقال لي : ما وراءك؟ قلت : الهدى ، وحدّثته بالقصّة ، قال : ثمّ لقينا زرارة وأبا بصير فدخلا عليه وسمعا كلامه وسألاه وقطعا عليه ، ثمّ لقينا الناس أفواجاً ، فكلّ من دخل عليه قطع عليه ، إلاّ طائفة عمّار الساباطي .
وبقي عبد الله لا يدخل عليه من الناس إلاّ قليل»(1) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الإرشاد للمفيد 2 / 221 ـ 223 . وأورده الكليني في الكافي1 / 351 / 7 ، الطوسي في اختيار معرفة الرجال : 282 / 502 ، الطبرسي في إعلام الورى 2 / 17 ، والمستجاد : 307 (ضمن مجموعة نفيسة) ، الإربلي في كشف الغمّة 3 / 274 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 47 / 343 / 35 ، عن الإرشاد .
صفحه 384


الفصل السابع
في الواقفيّة
وهم الواقفون على أبي الحسن موسى (عليه السلام) وهم أصحاب زياد القندي وعثمان بن عيسى وعليّ بن أبي حمزة البطائني ، وأنكروا إمامة أبي الحسن الرضا (عليه السلام) ، وزعموا أنّ أبا الحسن الكاظم حيّ لم يمت بعد ، وأنّه القائم المنتظر .
وروى الصدوق أبو جعفر محمّد بن عليّ بن بابويه القمّي في كتابه علل الشرائع والأحكام في باب العلّة التي من أجلها قيل بالوقف على موسى بن جعفر (عليه السلام) :
«حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي الله عنه) ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن أحمد بن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن جمهور ، عن أحمد بن الفضل ، عن يونس بن عبد الرحمن ، قال : مات أبو الحسن (عليه السلام) وليس من قوّامه أحد إلاّ وعنده المال الكثير ، وكان ]ذلك[(1)سبب وقفهم وجحودهم لموته ، وكان عند زياد القندي سبعون ألف دينار ، وعند عليّ بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار .
قال : فلمّا رأيت ذلك وتبيّن لي الحقّ وعرفت ]من[(2) أمر أبي الحسن الرضا (عليه السلام) ما علمت ، تكلّمت ودعوت الناس إليه ، قال : فبعثا إليّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر .
(2) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر .
صفحه 385
وقالا لي(1) : ما يدعوك إلى هذا؟ إن كنت تريد المال نحن نغنيك وضمنا لي(2) عشرة آلاف دينار وقالا لي : كفّ ، فأبيت وقلت لهم : إنّا روينا عن الصادقين : إنّهم قالوا : (إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يُظهر علمه ، فإن لم يفعل سُلب ]منه[(3) نور الإيمان) وما كنت أدع الجهاد في أمر ]الله[(4) على كلّ حال ، فخاصماني(5) وأضمرا لي العداوة»(6) .
وروى أبو عمرو الكشّي نحوه(7) .
وروي أيضاً أنّ زياد بن مروان القندي إنّه سمع النصّ من أبي الحسن الكاظم (عليه السلام) على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) وأظهره ثمّ خالفه ، فلمّا قيل له : أيّ شيء تقول بهذا الأمر وتحتجّ عليه بالكلام مراراً؟ قال : ويحك فتبطل هذه الأحاديث التي رويناها؟!(8) .
وروى الصدوق في العلل : بالإسناد المتقدّم «عن محمّد بن أحمد بن حمّاد ، قال : كان أحد القوّام عثمان بن عيسى وكان يكون بمصر ، وكان عنده مال كثير وستّ جواري ، قال : فبعث إليه أبو الحسن الرضا (عليه السلام) فيهنّ وفي المال .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل : فبعث إليّ وقال لي . وما في المتن أثبتناه من المصدر .
(2) في الأصل : له ، وما في المتن أثبتناه من المصدر .
(3) ما بين المعقوفيتن أثبتنا من المصدر .
(4) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر .
(5) في المصدر: فناصباني.
(6) علل الشرائع : 235 / 1 ، باب 171 ، وذكره أيضاً في عيون أخبار الرضا(عليه السلام) 1 / 103 / 2 ، وأورده الطوسي في الغيبة : 64 / 66 .
(7) اختيار معرفة الرجال للطوسي : 493 / 946 .
(8) اُنظر اختيار معرفة الرجال للطوسي : 466 / 887 ، وعنه في بحار الأنوار للمجلسي 48 / 272 / 32 .
صفحه 386
قال : فكتب إليه : إنّ أباك موسى لم يمت ، قال : فكتب إليه : (إنّ أبي قد مات وقد قسّمنا ميراثه ، وقد صحّت الأخبار بموته) واحتجّ عليه فيه .
قال : فكتب إليه : إن لم يكن أبوك مات فليس لك من ذلك شيء ، وإن كان قد مات على ما تحكي فلم يأمرني بدفع شيء إليك ، وقد أعتقت الجواري وتزوّجتهن»(1) .
وكذا رواه أبو عمرو الكشّي (رحمه الله) في كتاب الرجال : بإسناده عن أحمد ابن محمّد(2) .
وروى الكشّي(3) أيضاً «عن نصر بن صالح : إنّ عثمان بن عيسى كان واقفيّاً ، وكان وكيل أبي الحسن موسى (عليه السلام) ، وفي يده مال فسخط عليه الرضا (عليه السلام) ، ثمّ تاب عثمان وبعث بالمال إليه»(4) . انتهى . وذكر نحوه النجاشي(5) .
ولم يثبت رجوعه وتوبته ، بل المفهوم من الخبر الأوّل خلافه ، وطمعه في المال مشهور ، وعناده للحجّة من آل محمّد : ممّا لايُجحد .
وأمّا عليّ بن أبي حمزة فقال عليّ بن الحسن بن فضّال : «إنّه كذّاب ملعون متّهم ، قد رويت عنه أحاديث كثيرة وكتبت عنه تفسير القرآن كلّه من
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) علل الشرائع : 236 / 2 ، باب 171 ، وذكره أيضاً في عيون أخبار الرضا(عليه السلام) 1 / 104 / 3 ، وأورده ابن بابويه في الإمامة والتبصرة : 75 / المقطع الثاني من حديث 66 ، ونقله المجلسي عن العلل والعيون في بحار الأنوار 48 / 253 / 5 .
(2) اختيار معرفة الرجال للطوسي (رجال الكشّي) : 598 / 1120 .
(3) في الأصل : الكليني ، وهو تصحيف ، وما أثبتناه هو الأنسب والأصحّ ، حيث لم نعثر عليه في الكافي .
(4) رجال الكشّي : 597 / 1117 . وأورده العلاّمة الحلّي في الخلاصة : 382 / 1535 .
(5) رجال النجاشي : 300 / 817 .
صفحه 387
أوّله إلى آخره ، إلاّ أنّي لا أستحلّ أن أروي عنه حديثاً واحداً»(1) .
وقال ابن الغضائري : «عليّ بن أبي حمزة لعنه الله أصل الوقف ، وأشدّ الخلق عداوة للمولى بعد أبي إبراهيم (عليه السلام)»(2) .
وروى أبو عمرو الكشّي في كتاب الرجال : «عن أحمد بن محمّد قال : وقف عليّ أبو الحسن (عليه السلام)(3) فقال ]لي وهو[(4) رافع صوته : (يا أحمد) قلت : لبّيك ، قال : (إنّه لما قُبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) جهد الناس في إطفاء نور الله ، فأبى الله إلاّ أن يُتمّ نوره بأمير المؤمنين (عليه السلام) ، فلمّا توفّي أبو الحسن (عليه السلام) جهد عليّ بن أبي حمزة وأصحابه في إطفاء نور الله ، فأبى الله إلاّ أن يُتمّ نوره)»(5) .
فائدة :
قال شيخنا الصدوق أبو جعفر محمّد بن عليّ بن بابويه القمّي في كتاب علل الشرائع والأحكام ، بعد نقل الخبر المتضمّن لعلّة وقف الواقفية وهو الطمع في مال أبي الحسن (عليه السلام) ما نصّه :
«قال محمّد بن عليّ بن الحسين مصنّف هذا الكتاب : لم يكن موسى ابن جعفر (عليه السلام) ممّن يجمع المال ، ولكنّه ]قد[(6) حصل في وقت الرشيد وكثرت أعداؤه ولم يقدر على تفريق ما كان يجتمع إلاّ على القليل ممّن يثق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رجال الكشّي : 552 / 1042 .
(2) الرجال لابن الغضائري : 83 / 107، وعنه العلاّمة الحلّي في الخلاصة : 363 / ذيل رقم 1426 . وفيه : للولي بدل : للمولى .
(3) في المصدر زيادة : في بني زُريق . وفي العيّاشي : أبو الحسن الثاني(عليه السلام) .
(4) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر .
(5) رجال الكشّي : 445 / 837 . وأورده العيّاشي في تفسيره 1 / 372 / 75 ، وعنه في بحار الأنوار 48 / 159 / 3 و66 / 223 / 14 .
(6) ما بين المعقوفتين أثبتناه من بحار الأنوار .
صفحه 388
بهم في كتمان السرّ ، فاجتمعت هذه الأموال لأجل ذلك ، وأراد أن لا يتحقّق على نفسه شيء من قول مَن يسعى به إلى الرشيد ويقول : إنّه يحمل إليه الأموال ، ويعتقد له الإمامة ، ويحمل على الخروج عليه ، ولولا ذلك لفرّق ما اجتمع ]من هذه[(1) الأموال على أنّها لم تكن أموال الفقراء وإنّما كانت أموالا تصله بها مواليه لتكون له إكراماً منهم ، وبرّاً منهم به»(2) . انتهى . وهو جيّد .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر.
(2) علل الشرائع : 236 وأورده أيضاً في عيون أخبار الرضا(عليه السلام) 1 / 104 / ذيل حديث 3 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 48 / 253 / ذيل حديث 6 .
صفحه 389


الفصل الثامن
في الغُلاة
قال أفضل المحقّقين الطوسي عطّر الله مرقده في قواعد العقائد : «وأمّا الغلاة فبعضهم قالوا : إنّه(1) يظهر في بعض الأوقات في صورة إنسان ، يسمّونه : نبيّاً أو إماماً ، ويدعو الناس إلى الدين القويم والصراط المستقيم ، ولولا ذلك لضلّ الخلق ، وبعضهم قالوا بالحلول والاتّحاد(2) ، كما يقول به بعض المتصوّفة ، ومنهم(3) الإسحاقية ، وهم القائلون بإلهية عليّ (عليه السلام) ، والسبأية وهم أصحاب عبد الله بن سبأ ، ومنهم النصيرية ومنهم الإسحاقية ، ومنهم فرق أخرى ، وليس في تفصيل مذاهبهم زيادة فائدة»(4) . انتهى كلامه .
ونحوه ذكر العلاّمة جمال المحقّقين في شرحه(5) .
وإنّما ذكرنا الغلاة والإسماعيلية من فرق الشيعة تبعاً لأصحاب المقالات والمذاهب ، وإلاّ فقد بيّنّا أنّ أكثر الإسماعيلية وجميع الغلاة كفّار خارجون عن الإسلام والملّة ، فضلا عن التشيّع .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الضمير راجع إلى الباري عزّ وجلّ . كما هو في المصدر .
(2) في المصدر : بالحلول أو الاتّحاد .
(3) في الأصل : وهم ، وما في المتن أثبتناه من المصدر .
(4) قواعد العقائد : 458 (ضمن تلخيص المحصّل) .
(5) كشف الفوائد في شرح قواعد العقائد للعلاّمة الحلّي : 79 (ضمن مجموعة الرسائل) .
صفحه 390
فرغ من تسويد هذه الرسالة وتحرير هذه المقالة جامعها الفقير إلى الله تعالى أبو الحسن سليمان بن عبد الله البحراني حامداً مصلّياً مسلّماً ضمرة اليوم الرابع والعشرين من شهر الله المعظّم شهر رمضان للسنة الرابعة والمائة والألف من الهجرة النبوية .
صفحه 391



المصادر

1 ـ القرآن الكريم .
2 ـ إحقاق الحقّ : للقاضي السيّد نور الله الحسيني المرعشي التستري (ت 1019 هـ) ، مكتبة السيّد المرعشي النجفي ، قم المقدّسة .
3 ـ الإختصاص : لأبي عبدالله الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي (ت 413 هـ) ، مؤسّسة الأعلمي ، بيروت 1402 هـ .
4 ـ اختيار معرفة الرجال : لشيخ الطائفة ـ أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي ـ (ت 460 هـ ) ، جامعة مشهد كلّية الإلهيّات 1348 ش .
5 ـ الأربعون حديثاً في إثبات إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) : للشيخ سليمان بن عبدالله الماحوزي (ت 1121 هـ) ، تحقيق ونشر سيّد مهدي الرجائي ، قم المقدّسة 1417 هـ .
6 ـ الأربعين في إمامة الأئمّة الطاهرين : لمحمّد طاهر بن محمّد حسين الشيرازي (ت 1098 هـ) ، تحقيق ونشر سيّد مهدي الرجائي ، قم المقدّسة 1418هـ .
7 ـ إرشاد الأذهان إلى أحكام الإيمان : للعلاّمة الحلّي الحسن بن يوسف بن المطهّر الأسدي (ت 726 هـ) ، تحقيق فارس الحسّون ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم المقدّسة 1410 هـ .
8 ـ الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد : لأبي عبدالله الشيخ المفيد محمّد ابن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي (ت 413 هـ) ، تحقيق ونشر مؤسّسة آل البيت (عليهم السلام) ، قم المقدّسة 1413 هـ .
صفحه 392
9 ـ الاستيعاب في معرفة الأصحاب : ليوسف بن عبدالله بن محمّد بن عبدالبرّ ، (ت 463 هـ) ، تحقيق علي محمّد البجاوي ، دار الجيل ، بيروت 1412 هـ .
10 ـ أسد الغابة في معرفة الصحابة : لابن الأثير علي بن محمّد الجزري (ت 630 هـ) ، دار الفكر ، بيروت ، 1409 هـ .
11 ـ الأصفى في تفسير القرآن : للمولى محمّد محسن الفيض الكاشاني (ت 1091 هـ) ، تحقيق محمّد درايتي ومحمّد نعمتي ، دفتر التبليغات الإسلامي ، قم المقدّسة 1418 هـ .
12 ـ إعلام الورى بأعلام الهُدى : لأمين الإسلام الفضل بن الحسن الطبرسي (ق6 هـ) ، تحقيق ونشر مؤسّسة آل البيت (عليهم السلام) ، قم المقدّسة 1417 هـ .
13 ـ أعيان الشيعة : للسيّد محسن الأمين (ت 1371 هـ) ، دار التعارف ، بيروت 1406هـ .
14 ـ الأغاني : لأبي الفرج علي بن الحسين الأصفهاني (ت 356 هـ) ، مؤسّسة جَمال للطباعة والنشر ، بيروت .
15 ـ الأمالي : لأبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (ت 460 هـ) ، تحقيق ونشر مؤسّسة البعثة ، قم المقدّسة 1414 هـ .
16 ـ أمالي الصدوق : لأبي جعفر محمّد بن علي بن بابويه القمّي (ت 381 هـ) ، تحقيق ونشر مؤسّسة البعثة ، قم المقدّسة 1417 هـ .
17 ـ الإمامة والتبصرة من الحيرة : لأبي الحسن علي بن الحسين بن بابويه القمّي (ت 329 هـ) ، تحقيق ونشر مؤسّسة الإمام المهدي (عليه السلام) ، قم المقدّسة 1404 هـ .
18 ـ إمتاع الأسماع : لأحمد بن علي المقريزي (ت 845 هـ) ، تحقيق محمّد عبدالحميد التميمي ، دار الكتب العلمية ، بيروت 1420 هـ .
19 ـ أنوار البدرين في تراجم علماء القطيف والإحساء والبحرين : للعلاّمة الشيخ علي البلادي البحريني (ت 1340 هـ) ، مكتبة آية الله المرعشي النجفي ، قم المقدّسة 1407 هـ .
صفحه 393
20 ـ أنوار التنزيل (تفسير البيضاوي) : لأبي الخير عبدالله بن عمر البيضاوي (ت 685 هـ) ، مكتبة سلمان الفارسي ، قم المقدّسة 1405 هـ .
21 ـ الإيضاح : لأبي محمّد الفضل بن شاذان الأزدي النيسابوري (ت 260 هـ) ، مؤسّسة الأعلمي ، بيروت 1402 هـ .
22 ـ إيضاح الاشتباه : للعلاّمة الحلّي الحسن بن يوسف بن المطهّر الأسدي (ت 726 هـ) ، تحقيق محمّد الحسّون ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم المقدّسة 1411 هـ .
23 ـ بحار الأنوار : للعلاّمة الشيخ محمّد باقر المجلسي (ت 1110 هـ) ، مؤسّسة الوفاء ، بيروت 1403 هـ .
24 ـ البداية والنهاية : لأبي الفداء الحافظ ابن كثير (ت 774 هـ) ، دار الفكر ، بيروت 1402 هـ .
25 ـ البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع : لمحمّد بن علي الشوكاني (ت 1250 هـ) ، دار المعرفة ، بيروت .
26 ـ بناء المقالة الفاطمية : لأبي الفضائل أحمد بن موسى بن طاووس (ت 673 هـ) ، تحقيق سيّد علي العدناني ، مؤسّسة آل البيت (عليهم السلام) ، قم المقدّسة 1411 هـ .
27 ـ تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة : للسيّد شرف الدين علي الحسيني الأسترآبادي (ق 10 هـ) ، تحقيق ونشر مؤسّسة الإمام المهدي (عليه السلام) ، قم المقدّسة 1407 هـ .
28 ـ تاريخ بغداد : للحافظ أحمد بن علي الخطيب البغدادي (ت 463 هـ) ، دار الكتاب العربي ، بيروت .
29 ـ تاريخ الخلفاء : لجمال الدين عبدالرحمن السيوطي (ت 911 هـ) ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1408 هـ .
30 ـ تاريخ الطبري : لأبي جعفر محمّد بن جرير الطبري (ت 310 هـ) ، تحقيق محمّد أبو الفضل إبراهيم دار سويدان ، بيروت .
صفحه 394
31 ـ تاريخ مدينة دمشق : للحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي ، ابن عساكر (ت 571 هـ) ، تحقيق علي شيري ، دار الفكر ، بيروت 1415 هـ .
32 ـ تحرير الأحكام : للعلاّمة الحلّي الحسن بن يوسف بن المطهّر الأسدي (ت 726 هـ) ، تحقيق إبراهيم البهادري ، مؤسّسة الإمام الصادق (عليه السلام) ، قم المقدّسة 1420 هـ .
33 ـ التشريف بالمنن في التعريف بالفتن = الملاحم والفتن .
34 ـ تفسير أبي السعود : لأبي السعود محمّد بن محمّد العمادي (ت 951 هـ) ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت .
35 ـ تفسير البحر المحيط : لأبي حيّان محمّد بن يوسف الأندلسي الغرناطي (ت 754 هـ) ، تحقيق صدقي محمّد جميل ، دار الفكر ، بيروت 1420 هـ .
36 ـ تفسير العيّاشي : لأبي النفر محمّد بن مسعود السلمي السمرقندي (ق 3 هـ) ، المكتبة العلمية ، طهران 1380 هـ .
37 ـ تفسير القرآن العظيم : للحافظ أبي الفداء إسماعيل ابن كثير القرشي الدمشقي (ت 774 هـ) ، دار المعرفة ، بيروت 1406 هـ .
38 ـ تفسير القرطبي : لأبي عبدالله محمّد بن أحمد الأنصاري القرطبي (ت671 هـ) ، دار إحياء التراث العربي 1965 م .
39 ـ تفسير القمّي : لأبي الحسن علي بن إبراهيم القمّي (ق 3 هـ) ، مكتبة الهدى ، قم المقدّسة .
40 ـ التفسير الكبير : للفخر الرازي محمّد بن عمر التيمي البكري الشافعي (ت 606 هـ) .
41 ـ تكملة أمل الآمل : للسيّد حسن الصدر (ت 1354 هـ) ، تحقيق حسين علي محفوظ ، دار المؤرّخ ، بيروت 1429 هـ .
صفحه 395
42 ـ تلامذة العلاّمة المجلسي : للسيّد أحمد الحسيني ، مكتبة آية الله المرعشي النجفي ، قم المقدّسة 1410 هـ .
43 ـ التنقيح الرائع لمختصر الشرائع : لجمال الدين مقداد بن عبدالله السيوري الحلّي (ت 826 هـ) ، تحقيق عبداللطيف الكوه كمري ، مكتبة آية الله المرعشي النجفي ، قم المقدّسة 1404 هـ .
44 ـ تهذيب التهذب : للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ) ، دار الفكر ، بيروت 1404 هـ .
45 ـ تهذيب الكمال : للحافظ أبي الحجّاج يوسف المزّي (ت 742 هـ) ، تحقيق بشّار عوّاد ، مؤسّسة الرسالة ، 1403 هـ بيروت .
46 ـ الثاقب في المناقب : لابن حجزة محمّد بن علي الطوسي ، (ق 6 هـ) ، تحقيق نبيل رضا علوان ، مؤسّسة الفهاريان ، قم المقدّسة 1412 هـ .
47 ـ الثقات : للحافظ محمّد بن حبّان التميمي البستي (ت 354 هـ) ، دائرة المعارف العثمانية ، الهند 1293 هـ .
48 ـ الجامع لأحكام القرآن = تفسير القرطبي .
49 ـ جامع الرواة : لمحمّد بن علي الأردبيلي (ت ق هـ) ، مكتبة آية الله المرعشي النجفي ، قم المقدّسة 1403 هـ .
50 ـ الجامع الصغير : لجلال الدين عبدالرحمن السيوطي (ت 911 هـ) ، دار الفكر ، بيروت 1401 هـ .
51 ـ الجامع الكبير للترمذي = سنن الترمذي : للحافظ أبي عيسى محمّد بن عيسى الترمذي (ت 279 هـ) ، تحقيق بشّار عوّاد ، دار غرب ، بيروت 1998 م .
52 ـ الجمع بين الصحيحين : لمحمّد بن فتوح الحُميدي (ت 488 هـ) ، تحقيق علي حسين البوّاب ، دار ابن حزم ، بيروت 1419 هـ .
صفحه 396
53 ـ جواهر البحرين في علماء البحرين (ضمن فهرست ابن بابويه) : للشيخ سليمان الماحوزي البحراني (ت 1121 هـ) ، إعداد سيّد أحمد الحسيني ـ مكتبة آية الله المرعشي النجفي ، قم المقدّسة 1404 هـ .
54 ـ الجواهر السنية في الأحاديث القدسية : لمحمّد بن الحسن الحرّ العاملي (ت 1104 هـ) ، انتشارات طوس ، مشهد المقدّسة 1384 هـ .
55 ـ الحدائق الناضرة : للشيخ يوسف بن أحمد البحراني (ت 1186 هـ) ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم المقدّسة 1363 ش .
56 ـ خاتمة المستدرك : للميرزا حسين النوري الطبرسي (ت 1320 هـ) ، تحقيق ونشر مؤسّسة آل البيت (عليهم السلام) ، قم المقدّسة 1415 هـ .
57 ـ الخرائج والجرائح : لقطب الدين سعيد بن عبدالله الراوندي (ت 573 هـ) ، تحقيق ونشر مؤسّسة الإمام المهدي (عليه السلام) ، قم المقدّسة 1409 هـ .
58 ـ الخصال : للشيخ الصدوق محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي (ت 381 هـ) ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم المقدّسة 1403 هـ .
59 ـ خلاصة الأقوال في معرفة الرجال : للعلاّمة الحلّي الحسن بن يوسف بن المطهّر الأسدي (ت 726 هـ) ، تحقيق جواد قيّومي ، مؤسّسة نشر الفقاهة ، قم المقدّسة 1417 هـ .
60 ـ الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة : لابن حجر أحمد بن علي العسقلاني (ت 852 هـ) ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت .
61 ـ الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور : لجلال الدين عبدالرحمن السيوطي (ت 911 هـ) ، تحقيق عبدالله التركي ، مركز هجر للبحوث ، القاهرة 1424 هـ .
62 ـ الدرّ النظيم في مناقب الأئمّة اللهاميم : للشيخ جمال الدين يوسف بن حاتم الشامي (ق 7 هـ) ، تحقيق ونشر مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم المقدّسة 1420 هـ .
صفحه 397
63 ـ ديوان السيد الحميري : إسماعيل بن محمّد الحميري (ت 173 هـ) ، تقديم نواف الجرّاح ، دار صادر ، بيروت 1999م .
64 ـ ديوان الشافعي : أبو عبدالله محمّد بن إدريس الشافعي ، (ت 204 هـ) ، تحقيق أميل بديع يعقوب ، دار الكتاب العربي ، بيروت 1414 هـ .
65 ـ ذخائر العقبى : في مناقب ذوي القربى : لأبي العباس أحمد بن محمّد الطبري المكي (ت 694 هـ) ، تحقيق أكرم البوشي ، مكتبة الصحابة ، جدّة ، 1415 هـ .
66 ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة : للعلاّمة الشيخ آقا بزرك الطهراني (ت 1388 هـ) ، دار الأضواء ، بيروت 1403 هـ .
67 ـ الرجال : لابن الغضائري أحمد بن الحسين الواسطي البغدادي (ق 5 هـ) تحقيق سيّد محمّد رضا الجلالي ـ نشر دار الحديث ـ 1422 هـ قم المقدّسة .
68 ـ رجال البرقي : لأبي جعفر أحمد بن أبي عبدالله البرقي (ت 280 هـ) ، تصحيح سيّد جلال الدين الأرموي ، جامعة طهران 1342 ش .
69 ـ رجال الطوسي : لأبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (ت 460 هـ) ، تحقيق محمّد صادق بحر العلوم ، المكتبة الحيدرية ، النجف الأشرف 1381 هـ .
70 ـ رجال العلاّمة = خلاصة الأقوال .
71 ـ رجال النجاشي : لأبي العبّاس أحمد بن علي النجاشي الأسدي الكوفي (ت 450 هـ) ، تحقيق سيّد موسى الشبيري ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم المقدّسة 1407 هـ .
72 ـ رسالة علماء البحرين (ضمن فهرست ابن بابويه) : للشيخ سليمان بن عبدالله الماحوزي البحراني (ت 1121 هـ) ، إعداد سيّد أحمد الحسيني ، مكتبة آية الله المرعشي النجفي ، قم المقدّسة 1404 هـ .
73 ـ روض الجنان في شرح إرشاد الأذهان : للشهيد الثاني زين الدين بن علي العاملي (ت 965 هـ) ، تحقيق ونشر مكتب الإعلام الإسلامي ، قم المقدّسة 1422 هـ .
صفحه 398
74 ـ روضات الجنّات : للعلاّمة ميرزا محمّد باقر الموسوي الخوانساري (ت1313 هـ) ، مكتبة إسماعيليان ، قم المقدّسة 1391 هـ .
75 ـ روضة الصفاء في سيرة الأنبياء والملوك والخلفاء : لمحمّد بن خاوند شاه المعروف بمير خواند (ت 903 هـ) ، ترجمة أحمد بن عبدالقادر الشادلي ، الدار المصرية للكتاب 14087 هـ ، الجزء الرابع من النسخة الفارسية .
76 ـ روضة الواعظين : للشيخ محمّد بن الفتّال النيشابوري (ت 508 هـ) ، تحقيق غلام حسين المجيدي ومجتبى الفَرَجي منشورات دليل ، قم المقدّسة 1423 هـ .
77 ـ رياض العلماء وحياض الفضلاء : للميرزا عبدالله الأفندي الأصفهاني (ق 12 هـ ) ، تحقيق سيّد أحمد الحسني ، مكتبة المرعشي النجفي ، قم المقدّسة .
78 ـ زبدة البيان في براهين أحكام القرآن : للمولى أحمد بن محمّد الأردبيلي (ت 993 هـ) ، تحقيق رضا الأستاذي وعلي أكبر زماني ، انتشارات مؤمنين ، قم المقدّسة 1421 هـ .
79 ـ سمط النجوم العوالي في أبناء الأوائل والتوالي : لعبدالملك بن حسين الشافعي العاصمي المكّي (ت 1111 هـ) ، تحقيق عادل أحمد وعلي محمّد عوض ، دار الكتب العلمية ، بيروت 1419 هـ .
80 ـ سنن أبي داوود : لسليمان بن الأشعث السجستاني الأزدي (ت 275 هـ) ، تحقيق عزّت الدعّاس وعادل السيّد ، دار ابن حزم بيروت 1418 هـ .
81 ـ سنن الترمذي = الجامع الكبير .
82 ـ سنن الدارمي : لأبي محمّد عبدالله بن عبدالرحمن التميمي السمرقندي الدارمي (ت 255 هـ) ، تحقيق محمّد الخالدي ، دار الكتب العلمية بيروت 1417 هـ .
83 ـ سير أعلام النبلاء : لمحمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت 748 هـ) ، تحقيق حسين الأسد ، مؤسّسة الرسالة ، بيروت 1405 هـ .
صفحه 399
84 ـ شرائع الإسلام في مسائل الحلال والحرام : للمحقّق نجم الدين جعفر بن الحسن الحلّي (ت 676 هـ) ، تحقيق عبدالحسين محمّد علي دار الأضواء ، بيروت 1403 هـ .
85 ـ شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار : للقاضي أبي حنيفة النعمان بن محمّد التميمي المغربي (ت 363 هـ) ، تحقيق سيّد محمّد الحسيني ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم المقدّسة 1409 هـ .
86 ـ شرح أصول الكافي : للمولي محمّد صالح المازندراني (ت 1081 هـ) ، تحقيق علي أكبر الغفّاري ، المكتبة الإسلامية ، طهران 1382 هـ .
87 ـ شرح تجريد العقائد : لعلاء الدين علي بن محمّد القوشجي (ت 879 هـ) ، منشورات الرضي وبيدار وعزيزي .
88 ـ شرح التلويح على التوضيح : لسعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني (ت 792 هـ) ، تحقيق زكريّا عميرات ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1416 هـ .
89 ـ شرح العقائد النسفية : لسعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني (ت 792 هـ) ، تحقيق محمّد عدنان درويش ، 1411 هـ .
90 ـ شرح المواقف : للسيّد علي بن محمّد الجرجاني (ت 812 هـ) ، تحقيق محمّد بدر الدين النعماني ، انتشارات الشريف الرضي ، قم المقدّسة 1412 هـ .
91 ـ شرح نهج البلاغة : لابن أبي الحديد عبدالحميد بن هبة الله المعتزلي (ت 655 هـ) ، تحقيق محمّد أبو الفضل إبراهيم ، مكتبة آية الله المرعشي النجفي ، قم المقدّسة 1404 هـ .
92 ـ الصحاح : لأبي نصر إسماعيل بن حمّاد الجوهري (ت 393 هـ) ، تحقيق أميل بديع يعقوب ومحمّد نبيل طريفي ، دار الكتب العلمية ، بيروت 1420 هـ .
93 ـ صحيح ابن حبّان بترتيب ابن بلبان : لعلاء الدين علي بن بلبان الفارسي (ت 739 هـ) ، تحقيق شعيب الأرنؤوط ، مؤسّسة الرسالة ، بيروت 1418 هـ .
صفحه 400
94 ـ صحيح البخاري : لأبي عبدالله محمّد بن إسماعيل البخاري الجعفي (ت 256 هـ) ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت .
95 ـ صحيح مسلم : لأبي الحسين مسلم بن الحجّاج القشيري (ت 261 هـ) ، تحقيق مسلم بن محمود عثمان ، دار الخير ، بيروت 1423 هـ .
96 ـ الصراط المستقيم إلى مستحقّي التقديم : لأبي محمّد علي بن يونس العاملي النباطي (ت 877 هـ) ، تحقيق محمّد باقر البهبودي ، المكتبة المرتضوية ، قم المقدّسة 1384 هـ .
97 ـ صفات الشيعة : للصدوق محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي (ت 381 هـ) ، تحقيق ونشر مؤسّسة الإمام المهدي (عليه السلام) 1410 هـ .
98 ـ الصوارم المحرقة في جواب الصواعق المحرقة : للقاضي الشهيد نور الله التستري (ت 1019 هـ) ، تحقيق جلال الدين الحسيني ، شركة سهامي ، طهران 1367 هـ .
99 ـ الصواعق المحرقة : لابن حجر أحمد بن محمّد الهيتمي (ت 973 هـ) ، تحقيق عبدالرحمن التركي وكامل الخرّاط ، مؤسّسة الرسالة ، بيروت 1417 هـ .
100 ـ طبقات الشافعية الكبرى : لعبدالوهّاب بن علي السبكي (ت 771 هـ) ، تحقيق عبدالفتّاح الحلو ومحمود الطنّاحي ، دار إحياء الكتب العربية ، القاهرة .
101 ـ طبقات الشعراء : لابن المعتزّ ، عبدالله بن المعزّ بن المتوكّل بن المعتصم العبّاسي ، (ت 296 هـ) ، تحقيق عبدالستّار أحمد فرّاج ، دار المعارف ، القاهرة .
102 ـ الطبقات الكبرى : لمحمّد بن سعد بن منيع الزهري (ت 230 هـ) ، دار صادر ، بيروت 1405 هـ .
103 ـ الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف : لأبي القاسم علي بن موسى بن طاووس (ت 664 هـ) ، تحقيق سيّد علي عاشور ، مؤسّسة الأعلمي ، بيروت 1420هـ .
صفحه 401
104 ـ طرائف المقال في معرفة طبقات الرجال : للسيّد علي أصغر بن محمّد شفيع البروجردي (ت 1313 هـ) ، تحقيق سيّد مهدي الرجائي ، مكتبة آية الله المرعشي النجفي ، قم المقدّسة 1410 هـ .
105 ـ العِبر في خبر من غَبر : للحافظ محمّد بن أحمد الذهبي (ت 748 هـ) ، تحقيق محمّد سعيد بسيوني ، دار الكتب العلمية ، بيروت 1405 هـ .
106 ـ العُدد القوية لدفع المخارف اليومية : لرضيّ الدين علي بن يوسف بن المطهّر الحلّي (ق 8 هـ) ، تحقيق سيّد مهدي الرجائي ، مكتبة آية الله المرعشي النجفي قم المقدّسة 1408 هـ .
107 ـ العقائد النسفية = تقدّم في شرح العقائد النسفية .
108 ـ عقاب الأعمال (ضمن ثواب الأعمال) : للصدوق محمّد بن علي بن الحسين ابن بابويه القمّي (ت 381 هـ) ، تصحيح علي أكبر الغفّاري ، مكتبة الصدوق ، طهران .
109 ـ العِقد النضيد والدرّ الفريد : لمحمّد بن الحسن القمّي (ق 7 هـ) ، تحقيق علي الناطقي ، دار الحديث ، قم المقدّسة 1423 هـ .
110 ـ علل الشرائع : للصدوق محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي (ت381هـ) ، المكتبة الحيدرية ، النجف الأشرف 1385 هـ .
111 ـ علماء البحرين دروس وعِبر : لعبدالعظيم المهتدي البحراني ، مؤسّسة البلاغ ، بيروت 1414 هـ .
112 ـ العمدة : لابن البطريق يحيى بن الحسن الأسدي الحلّي (ت 600 هـ) ، تحقيق ونشر مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم المقدّسة 1407 هـ .
113 ـ عوالي اللآلي : لابن أبي جمهور محمّد بن علي الأحسائي (ق 10 هـ) ، تحقيق الشيخ مجتبى العراقي ، مطبعة سيّد الشهداء ، قم المقدّسة 1403 هـ .
صفحه 402
114 ـ عيون أخبار الرضا (عليه السلام) : للصدوق محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي (ت 381 هـ) ، تصحيح شيخ حسين الأعلمي ، مؤسّسة الأعلمي ، بيروت 1404 هـ .
115 ـ الغدير في الكتاب والسنّة والأدب : للشيخ عبدالحسين أحمد الأميني النجفي (ت 1390 هـ) ، تحقيق ونشر مركز الغدير ، قم المقدّسة 1424 هـ .
116 ـ الغَيبة : لشيخ الطائفة محمّد بن الحسن الطوسي (ت 460 هـ) ، تحقيق عبادالله الطهراني ، وعلي أحمد ناصح ، مؤسّسة المعارف الإسلامية ، قم المقدّسة 1411 هـ .
117 ـ الغيبة : للشيخ محمّد بن إبراهيم النعماني (ق 4 هـ) ، تحقيق علي أكبر الغفّاري ، مكتبة الصدوق ، طهران .
118 ـ فتح الباري بشرح صحيح البخاري : لابن حجر أحمد بن علي العسقلاني (ت 852 هـ) ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت 1402 هـ .
119 ـ الفتوح : لأبي محمّد أحمد بن أعثم الكوفي (ت 314 هـ) ، دار الكتب العلمية ، بيروت 1406 هـ .
120 ـ فرائد السمطين : لإبراهيم بن محمّد الجويني الخراساني (ق 8 هـ) ، تحقيق محمّد باقر المحمودي ، مؤسّسة المحمودي ، بيروت 1398 هـ .
121 ـ فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : للسيّد عبدالكريم بن طاووس (ت 693 هـ) ، تحقيق تحسين آل شبيب ، مركز الغدير ، قم المقدّسة 1419 هـ .
122 ـ فردوس الأخبار : لأبي شجاع شيرويه بن شهردار الديلمي (ت 509 هـ) ، تحقيق سعيد بن بيسوني زغلول ، دار الكتب العلمية ، بيروت 1406 هـ .
123 ـ الفَرق بين الفِرق : لعبدالقاهر بن طاهر الإسفرائيني البغدادي ، (ت 429 هـ) ، تحقيق محمّد محيي الدين عبدالحميد ، دار المعرفة ، بيروت .
صفحه 403
124 ـ فرق الشيعة : لأبي محمّد الحسن بن موسى النوبختي (ق 3 هـ) ، تصحيح محمّد صادق بحر العلوم ، المطبعة الحيدرية ، النجف الأشرف 1355 هـ .
125 ـ فصل المقال في شرح كتاب الأمثال : لأبي عبيدالبكري عبدالله بن عبدالعزيز (ت 487 هـ) ، إحسان عبّاس وعبدالمجيد عابدين ، دار الأمانة ، بيروت 1391 هـ .
126 ـ الفصول المختارة : لأبي عبدالله المفيد محمّد بن محمّد العكبري البغدادي (ت 413 هـ) ، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد ، قم المقدّسة 1413 هـ .
127 ـ الفصول المهمّة في أصول الأئمّة : للشيخ محمّد بن الحسن الحرّ العاملي (ت 1104 هـ) ، تحقيق محمّد بن محمّد حسين القائيني ، مؤسّسة المعارف الإسلامية ، مشهد المقدّسة 1418 هـ .
128 ـ الفصول المهمّة في معرفة أحوال الأئمّة (عليهم السلام) : لابن الصبّاغ علي بن محمّد المالكي المكّي (ت 855 هـ) ، دار الأضواء ، بيروت 1409 هـ .
129 ـ الفهرست : لأبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (ت 460 هـ) ، تحقيق جواد القيّومي ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم المقدّسة 1417 هـ .
130 ـ الفوائد الرضوية في أحوال علماء مذهب الجعفرية : للشيخ عبّاس القمّي (ت 1359 هـ) ، تحقيق ناصر باقري ، بوستان كتاب ، قم المقدّسة 1385 ش .
131 ـ قاموس الرجال : للشيخ محمّد تقي التستري (ت 1415 هـ) ، تحقيق ونشر مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم المقدّسة 1410 هـ .
132 ـ القاموس المحيط : لمحمّد بن يعقوب الفيروزآبادي الشافعي (ت 817هـ) ، دار الكتب العلمية ، بيروت 1415 هـ .
133 ـ قرب الإسناد : لأبي العبّاس عبدالله بن جعفر الحِميري (ق3 هـ) ، تحقيق ونشر مؤسّسة آل البيت (عليهم السلام) ، قم المقدّسة 1413 هـ .
134 ـ قواعد العقائد (ضمن تلخيص المحصّل) : لخواجة نصير الدين الطوسي (ت 672 هـ) ، دار الأضواء ، بيروت 1405 هـ .
صفحه 404
135 ـ الكافي : لأبي جعفر محمّد بن يعقوب الكليني (ت 329 هـ) ، تصحيح نجم الدين الآملي ، المكتبة الإسلامية ، طهران 1388 هـ .
136 ـ الكامل في التاريخ : لابن الأثير علي بن محمّد الشيباني (ت 630 هـ) ، دار صادر ، بيروت 1402 هـ .
137 ـ كتاب سليم بن قيس : لسليم بن قيس الهلالي (ت 90 هـ) ، تحقيق علاء الدين الموسوي ، مؤسّسة البعثة ، قم المقدّسة 1407 هـ .
138 ـ الكشّاف عن حقائق غوامض التنزيل : لجار الله محمود بن عمر الزمخشري (ت 538 هـ) ، تحقيق عادل أحمد وعلي محمّد عوض ، مكتبة العبيكان ، الرياض 1418هـ .
139 ـ كشف البراهين في شرح رسالة زاد المسافرين : للشيخ محمد بن أبي جمهور الإحسائي (ق10 هـ) ، تحقيق وجيه بن محمّد المسيح ، مؤسّسة أمّ القرى ، قم المقدّسة 2001 م .
140 ـ كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون : لحاجي خليفة مصطفى بن عبدالله الرومي الحنفي (ت 1067 هـ) ، دار الفكر 1402 هـ .
141 ـ كشف الغمّة في معرفة الأئمّة (عليهم السلام) : لأبي الحسن علي بن عيسى الإربلي (ت 692 هـ) ، تحقيق علي آل كوثر ، المجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام) ، قم المقدّسة 1426 هـ .
142 ـ كشف الفوائد في شرح قواعد العقائد (ضمن مجموعة الرسائل) : للعلاّمة الحلي الحسن بن يوسف بن المطهّر الأسدي (ت 726 هـ) ، مكتبة آية الله المرعشي النجفي ، قم المقدّسة 1404 هـ .
143 ـ كفاية الأثر في النصّ على الأئمّة الإثني عشر : لأبي القاسم علي بن محمّدالخزّاز (ق 4 هـ) ، تحقيق السيّد عبداللطيف الحسيني الكوه كمري ، انشارات بيدار ، قم المقدّسة 1401 هـ .
صفحه 405
144 ـ كمال الدين وتمام النعمة : للشيخ الصدوق محمّد بن علي بن حسين بن بابويه القمّي (ت 381 هـ) ، تصحيح علي أكبر الغفاري ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم المقدّسة 1405 هـ .
145 ـ كنز العمّال في سنن الأقوال والأفعال : لعلي المتّقي بن حسام الدين الهندي (ت 975 هـ) ، مؤسّسة الرسالة ، بيروت 1405 هـ .
146 ـ كنز الفوائد : لأبي الفتح محمّد بن علي الكراجكي (ت 449 هـ) ، تحقيق شيخ عبدالله نعمة ، دار الأضواء ، بيروت 1405 هـ .
147 ـ الكواكب المنتشرة في القرن الثاني بعد العشرة : للشيخ آقا بزرك الطهراني (ت 1388 هـ) ، تحقيق نجله علي نقي المنزوي ، جامعة طهران ، 1372 ش .
148 ـ لسان الميزان : لابن حجر أحمد بن علي العسقلاني (ت 852 هـ) ، تحقيق محمّد عبدالرحمن المرعشي ، دار إحياء التراث ، بيروت ، 1416 هـ .
149 ـ اللمعة الدمشقية (ضمن الروضة البهيّة) : للشهيد الأوّل محمّد بن مكّي العاملي (ت 786 هـ) ، دار العالم الإسلامي ، بيروت .
150 ـ لؤلؤة البحرين : للشيخ يوسف بن أحمد البحراني (ت 1186 هـ) ، نشر مؤسّسة آل البيت (عليهم السلام) ، قم المقدّسة .
151 ـ اللوامع الإلهيّة في المباحث الكلامية : للفاضل المقداد بن عبدالله السيوري الحلّي (ت 826 هـ) ، تحقيق ونشر مجمع الفكر الإسلامي ، قم المقدّسة 1424 هـ .
152 ـ مائة منقبة : لابن شاذان محمّد بن أحمد القمّي (ق4 هـ ) ، تحقيق شيخ نبيل رضا علوان ، الدار الإسلامية بيروت 1409 هـ .
153 ـ مجالس المؤمنين : للقاضي نور الله الشوشتري (ت 1019 هـ) ، المكتبة الإسلامية ، طهران 1354 ش .
154 ـ المجدي في أنساب الطالبيّين : لأبي الحسن علي بن محمّد العلوي (ق5 هـ) ، تحقيق أحمد المهدوي ، مكتبة آية الله المرعشي النجفي ، قم المقدّسة 1409 هـ .
صفحه 406
155 ـ مجمع الأمثال : لأبي الفضل أحمد بن محمّد الميداني النيسابوري (ت518هـ) ، تحقيق محمّد محيي الدين عبدالحميد ، دار الفكر ، بيروت 1393 هـ .
156 ـ مجمع الزوائد ومنبع الفوائد : للحافظ علي بن أبي بكر الهيثمي (ت 807 هـ) ، دار الكتاب العربي ، بيروت 1402 هـ .
157 ـ محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين : لفخر الدين محمّد بن عمر الخطيب الرازي (ت 606 هـ) ، تحقيق طه عبدالرؤوف صمد ، دار الكتاب العربي 1404هـ بيروت .
158 ـ مدينة المعاجز الأئمّة الإثني عشر ودلائل الحجج على البشر : للسيّد هاشم البحراني (ت 1107 هـ) ، تحقيق عزّة الله المولائي ، مؤسّسة المعارف الإسلامية ، قم المقدّسة 1413 هـ .
159 ـ مرآة الجنان وعبرة اليقظان : لأبي محمّد عبدالله بن أسعد اليافعي المكّي (ت 768 هـ) ، تحقيق خليل المنصور ، دار الكتب العلمية ، بيروت 1417 هـ .
160 ـ المراسم في الفقه الإمامي : لسلاّر حمزة بن عبدالعزيز الديلمي (ت463 هـ) ، تحقيق محمود البستاني ، منشورات الحرمين ، قم المقدّسة 1404 هـ .
161 ـ مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام : للشهيد الثاني زين الدين بن علي العاملي (ت 965هـ) ، تحقيق ونشر مؤسّسة المعارف الإسلامية ، قم المقدّسة 1413هـ .
162 ـ المستجاد من كتاب الإرشاد (ضمن مجموعة نفيسة) : للشيخ الحسن بن المطهّر الحلّي (ت 736 هـ) ، دار القارىء ، بيروت 1422 هـ .
163 ـ المستدرك على الصحيحين : لأبي عبدالله محمّد بن عبدالله الحاكم النيسابوري (ت 405 هـ) ، تحقيق راجي الرحمات أبي عبدالله ، وعبدالسلام بن محمّد علوش ، دار المعرفة ، بيروت 1418 هـ .
164 ـ مستدرك الوسائل : للحاج ميرزا حسين النوري الطبرسي (ت 1320 هـ) ، تحقيق ونشر مؤسّسة آل البيت (عليهم السلام) ، قم المقدّسة 1407 هـ .
165 ـ مستطرفات السرائر : لابن إدريس محمّد بن منصور الحلّي (ت 598 هـ) ، تحقيق ونشر مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم المقدّسة 1411 هـ .
صفحه 407
166 ـ مسند ابن الجعد : للحافظ علي بن الجعد الجوهري (ت 230 هـ) ، تحقيق عامر أحمد حيدر ، دار الكتب العلمية ، بيروت 1417 هـ .
167 ـ مسند أبي عوانه : ليعقوب بن إسحاق الإسفرائيني (ت 316 هـ) ، تحقيق أيمن بن عارف الدمشقي ، دار المعرفة ، بيروت 1419 هـ .
168 ـ مسند أبي يعلى : للحافظ أحمد بن علي بن المثنّى التميمي (ت 307 هـ) ، تحقيق حسين سليم أسد ، دار المأمون للتراث ، بيروت 1404 هـ .
169 ـ مسند أحمد بن حنبل : لأبي عبدالله أحمد بن محمّد بن حنبل الشيباني (ت 241 هـ) ، دار إحياء التراث العربي بيروت 1414 هـ .
170 ـ مسند البزّار (البحر الزخّار) : للحافظ أحمد بن عمرو العتكي البزّار (ت 292هـ) ، محفوظ الرحمن زين الله ، مؤسّسة علوم القرآن ، بيروت 1409 هـ .
171 ـ مسند الشاميّين : للحافظ سليمان بن أحمد اللخمي الطبراني (ت 360 هـ) ، تحقيق حمدي عبدالمجيد ، مؤسّسة الرسالة ، بيروت 1417 هـ .
172 ـ مشرق الشمسين : للشيخ البهائي محمّد بن الحسين بن عبدالصمد الحارثي العاملي (ت 1030 هـ) ، مكتبة بصيرتي ، قم المقدّسة .
173 ـ مشيخة الفقيه (ضمن من لا يحضره الفقيه ج4) : للشيخ الصدوق محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي (ت 381 هـ) ، تحقيق علي أكبر الغفّاري ، جماعة المدرّسين ، قم المقدّسة 1392 هـ .
174 ـ المصنّف : لعبدالرزّاق بن همّام الصنعاني (ت 211 هـ) ، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي ، المجلس العلمي ، بيروت 1390 هـ .
175 ـ معاني الأخبار : للشيخ الصدوق محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي (ت 381 هـ) ، تصحيح علي أكبر الغفّاري ، دار المعرفة ، بيروت 1399 هـ .
176 ـ معجم البلدان : لياقوت بن عبدالله الحموي الرومي البغدادي (ت 626 هـ) ، تحقيق فريد عبدالعزيز الجُندي ، دار الكتب العلمية ، بيروت .
177 ـ معجم رجال الحديث : للسيّد أبو القاسم الخوئي (قدس سره) (ت 1413 هـ) ، الطبعة الخامسة 1413 هـ .
صفحه 408
178 ـ معجم الشعراء : لأبي عبدالله محمّد بن عمران المرزباني (ت 384 هـ) ، تحقيق عبدالستّار أحمد فرّاج .
179 ـ المعجم الكبير : للحافظ سليمان بن أحمد الطبراني (ت 360 هـ) ، تحقيق حمدي عبدالمجيد ، مكتبة ابن تيمية ، القاهرة 1397 هـ .
180 ـ معجم المؤلّفين : لعمر رضا كحالة (ت 1408 هـ) ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت .
181 ـ مقالات الإسلاميين : لأبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري (ت 324هـ) ، تحقيق هلموت ريتر ، دار فرانز شتاينر فيسبادن 1400 هـ .
182 ـ مقتضب الأثر في النصّ على الأئمّة الإثني عشر : للشيخ أحمد بن عبيدالله ابن عيّاش الجوهري (ت 401 هـ) ، مكتبة الطباطبائي ، قم المقدّسة .
183 ـ مقتل الإمام الحسين (عليه السلام) : لأبي المؤيّد الموفّق بن أحمد المكّي أخطب خوارزم (ت 568 هـ) ، تحقيق محمّد السماوي ، مكتبة المفيد ، قم المقدّسة .
184 ـ المقنعة : للشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي (ت 413 هـ) ، تحقيق ونشر مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم المقدّسة 1410 هـ .
185 ـ الملاحم والفتن (التشريف بالمنن) : لرضي الدين علي بن موسى بن طاووس (ت 664 هـ) ، تحقيق ونشر مؤسّسة صاحب الأمر (عليه السلام) ، إصفهان 1416 هـ .
186 ـ الملل والنحل : لأبي الفتح محمّد بن عبدالكريم الشهرستاني (ت 548 هـ) ، تحقيق محمّد سيّد كيلاني ، دار المعرفة ، بيروت .
187 ـ مناقب آل أبي طالب : لأبي جعفر محمّد بن علي بن شهر آشوب السردي المازندراني ، تحقيق يوسف البقاعي ، دار الأضواء ، بيروت 1412 هـ .
188 ـ مناقب الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) : للحافظ محمّد بن سليمان الكوفي (ق3 هـ) ، تحقيق شيخ محمّد باقر المحمودي ، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية ، قم المقدّسة 1412 هـ .
صفحه 409
189 ـ مناقب أهل البيت (عليهم السلام) : للمولى حيدر علي بن محمّد الشرواني (ق12 هـ) ، تحقيق محمّد الحسّون ، مطبعة المنشورات الإسلامية ، قم المقدّسة 1414 هـ .
190 ـ مناهج اليقين في أصول الدين : للعلاّمة الحلّي الحسن بن يوسف بن المطهّر الأسدي (ت 726 هـ) ، نشر وتحقيق محمّد رضا الأنصاري ، قم المقدّسة 1416 هـ .
191 ـ المنتظم في تاريخ الأمم والملوك : لأبي الفرج عبدالرحمن بن علي بن محمّد ابن الجوزي (ت 597 هـ) ، تحقيق محمّد عبدالقادر عطا ، ومصطفى عبدالقادر عطا ، دار الكتب العلمية ، بيروت 1412 هـ .
192 ـ منتهى المقال في أحوال الرجال : لأبي علي الحائري محمّد بن إسماعيل المازندراني(ت 1216هـ) ، نشر وتحقيق مؤسّسة آل البيت (عليهم السلام) ، قم المقدّسة 1416هـ .
193 ـ من لا يحضره الفقيه : للشيخ الصدوق ، محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي (ت 381 هـ) ، تحقيق علي أكبر الغفّاري ، جماعة المدرّسين ، قم المقدّسة .
194 ـ مهج الدعوات ومنهج الدعوات : لرضي الدين علي بن موسى بن طاووس ، (ت 664 هـ) ، مؤسّسة الأعلمي بيروت 1414 هـ .
195 ـ المهذّب : لابن البرّاج عبدالعزيز الطرابلسي (ت 481 هـ) ، نشر وتحقيق مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم المقدّسة 1406 هـ .
196 ـ المواقف : للقاضي عبدالرحمن بن أحمد الإيجي (ت 756 هـ) ، تحقيق عبدالرحمن عميرة ، دار الجيل ، بيروت 1417 هـ .
197 ـ النافع يوم الحشر : للفاضل المقداد بن عبدالله السيوري (ت 826 هـ) ، تحقيق مهدي محقّق ، جامعة طهران 1365 ش .
198 ـ النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة : لأبي المحاسن يوسف بن تغري الأتابكي (ت 874 هـ) ، تحقيق إبراهيم علي طرخان ، الهيئة المصرية العامّة القاهرة 1391 هـ .
199 ـ نقد الرجال : للسيّد مصطفى بن الحسين الحسيني التفرشي (ق 11 هـ) ، نشر وتحقيق مؤسّسة آل البيت (عليهم السلام) ، قم المقدّسة 1418 هـ .
صفحه 410
200 ـ النهاية في غريب الحديث : لابن الأثير أبو السعادات المبارك بن محمّد الجزري (ت 606 هـ) ، تحقيق صلاح بن محمّد دار الكتب العلمية ، بيروت 1423 هـ .
201 ـ النهاية في مجرّد الفقه والفتاوى : لأبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (ت 460 هـ) ، دار الكتاب العربي ، بيروت 1390 هـ .
202 ـ نهج الحقّ وكشف الصدق : للعلاّمة الحلّي الحسن بن يوسف بن المطهّر الأسدي (ت 726 هـ) ، تحقيق عين الله الأرموي ، دار الهجرة ، قم المقدّسة 1414 هـ .
203 ـ هديّة العارفين أسماء المؤلّفين والمصنّفين : لإسماعيل باشا البغدادي ، دار الفكر ، بيروت 1402 هـ .
204 ـ وسائل الشيعة : للشيخ محمّد بن الحسن الحرّ العاملي (ت 1104 هـ) ، تحقيق ونشر مؤسّسة آل البيت (عليهم السلام) ، قم المقدّسة 1409 هـ .
205 ـ الوسيلة إلى نيل الفضيلة : لابن حمزة محمّد بن علي الطوسي (ق 6 هـ) تحقيق شيخ محمّد الحسّون ، مكتبة آية الله المرعشي النجفي ، قم المقدّسة 1408 هـ .
206 ـ وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان : لأحمد بن محمّد بن أبي بكر بن خلّكان (ت 681 هـ) ، تحقيق إحسان عبّاس ، دار صادر ، بيروت 1398 هـ .
207 ـ يتيمة الدهر في محاسن أهل الدهر : لأبي منصور عبدالملك الثعالبي النسابوري (ت 429 هـ) ، تحقيق مفيد محمّد قميحة ، دار الكتب العلمية ، بيروت 1403 هـ .
 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف