البحث في...
الإسم
الإسم اللاتيني
البلد
التاريخ
القرن
الدين
التخصص
السيرة
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة
هانز هينرش ( شيدر )

هانز هينرش ( شيدر )

الإسم اللاتيني :  HANS HENRICH SCHAEDER
البلد :  ألمانيا
التاريخ :  1896م - 1957م
القرن :  19 - 20
الدين :  مسيحي
التخصص : 

خير وصف لهانز هينرش شدير هو أنه كان أوفر المستشرقين حظاً من النزعة الإنسانية بمعناها المحدد الخاص بالقرنين الرابع عشر والخامس عشر:

 فقد جمع بين الفن والفلسفة والعلم والدين، وعني بالتراث اليوناني بخاصة؛ وكان خطيباً موهوباً يحسن إلقاء المحاضرات التي تجمع بين النظرة الشاملة وبلاغة العبارة، وكان مولعاً بالموسيقى: عزفاً وتأليفاً واستمتاعاً. لم يختص بالدراسات التفصيلية الدقيقة، ولا بالتحقيقات الفيلولوجية الجزئية، بل كان دائماً ينزع إلى النظرات الشاملة والمقارنة؛ ممّا مكّنه من إبداء أفكار موحية خصبة، يمكن الباحث المدقق بعد ذلك تنميتها في تفصيلاتها.

ولد هانز في 31 يناير 1896 في مدينة جيتنجن Goetingen ذات الجامعة الشهيرة. وكان أبوه أرش شيدر Erich Schader (1861 ـ 1936) أستاذاً للاهوت الإنجلي المنظّم (النظري)، مما ولد في الابن منذ نعومة أظفاره اهتماماً بالأبحاث المتعلقة بالكتاب المقدس.

وبعد أن قضى في جتنجن ثلاث سنوات (1896 ـ 99) انتقل مع أبيه إلى كيل Kiel (1899 ـ 1918) وفي مدارسها تلقى العلم في المرحلتين الابتدائية والثانوية. وفي مدرسة كيل الثانوية أتقن اليونانية واللاتينية، كما أتقن الإنجليزية والفرنسية والإيطالية، وتعلم مبادئ اللغة العبرية.

ثم دخل جامعة كيل في 1914 حيث درس على أعظم أعلام الدراسات اليونانية، وهو فرنرييجر (ولد 1888 ـ وتوفي 1965). وعلى مؤرخ العصور الوسطى فرنس كرن Kern (1884 ـ 1950). وكان كرن مهتماً بالإفادة مما ورد في الكتب العربية من أخبار تتعلق بتاريخ ألمانيا معتمداً على ما ترجم منها إلى اللغات الأوروبية، آسفاً على كونه لا يستطيع قراءة المصادر الأصلية لأنه لم يكن يعرف اللغة العربية. ولهذا أوصى تلميذه النابغة. هانز هينرش شيدر، بتعلم اللغة العربية. وكانت تلك الوصية أول حافز دفع بالشاب هانز إلى دراسة اللغات الإسلامية: العربية والفارسية. لكن لم يكد يقضي الفصل الدراسي الأول (ربيع ـ صيف 1914) حتى قامت الحرب العالمية الأولى في يوليو 1914، فتطوع للخدمة فيها. لكن لأسباب صحية خدم في القسم الصحي للجيش، أولاً في الجيش الألماني المحارب في فرنسا (في مدينة نوايون Noyon، ثم لاكابل La Capelle) وبعد ذلك ضمن الجيش الألماني في لتوانيا (خريف 1915 ـ نهاية 1916) وأخيراً في Siebenburgen (1917) و Cuxhaven (1918). وعند نهاية 1918 بعد إعلان الهدنة في نوفمبر 1918 عاد إلى أهله، وكان أبوه قد انتقل إلى برسلاو في 1918. وكان لعمله في الحرب ومشاهدته كل يوم مآسيها أثر بالغ في نفسه، وكان يقضي أوقات فراغه من العمل في قراءة اًلمؤلفين اليونانيين ودانته (في أصله الإيطالي) وجيته وكنت، كما كان يدرس كتب النحو الخاصة باللغات الشرقية، خصوصاً السامية منها. وفي أثناء خدمته العسكرية الطبية في لتوانيا تعرّف إلى أحوال اليهود في أوروبا الشرقية، وأفاد من ربّاني في كوفنو Kowno أطلعه على الدراسات المتعلقة بالكتاب المقدس، العهد القديم.

وهكذا نضج الشاب هانز شيدر خلال فترة الخدمة العسكرية، حتى أنه استطاع خلال الفصلين الجامعيين الأولين بعد استئنافه الدراسة الجامعية في برسلاو أن يتم كتابة رسالة الدكتوراه الأولى، بل وأن يجتاز امتحانها بتفوق. وكان موضوع هذه الرسالة، التي أشرف عليها أستاذ الساميات في جامعة برسلاو: برونو مايسنر Bruno Meissner (1868 ـ 1947) ـ هو الحسن البصري، سيد التابعين وأول الزاهدين. وكان أستاذ مايسنر ـ تسهيلاً عليه ـ قد طلب منه أن يقتصر على دراسة ترجمة الحسن البصري الواردة في القسم الأول من المجلد السابع من كتاب «طبقات ابن سعد» (ومايسنر هو الذي قام بتحقيق ذلك القسم). لكن شيدر رأى أن المواد الواردة في «طبقات»ابن سعد وغيرها من كتب الرجال غير كافية، بل ومن شأنها أن تعطي عن الحسن البصري صورة مشوّهة؛ وتبين له أنه لا بد، إلى جوارها، من الاستعانة بكتب طبقات الصوفية، خصوصاً وأن شيدر جعل محور دراسته للحسن البصري هو الجانب الديني والصوفي عنده. فأداه البحث إلى دراسة التيارات الدينية والزهدية في القرن الأول الهجري، بل والمذاهب الكلامية والنزعات الصوفية في الإسلام بعامة. ولما كان المهد الأول لهذه التيارات والنزعات هو العراق، فقد عنى شيدر بدراسة حضارة العراق السابقة مباشرة على الإسلام: أعني الحضارة الفارسية، والحضارة الهلينستية المتأخرة. وهكذا أفضى به الحسن البصري إلى ماني والزرادشتية، والسريانية واليونانية البيزنطية.

ولم ينشر هانز هينوش شيدر رسالته في الحال، بل قام بمراجعتها مرتين، كانت الثانية في 1922 بمناسبة صدور رسالة ماسينيون العظيمة عن الحلاج في 1922؛ وهكذا أعاد صياغتها من جديد. لكنه لم ينشر، نشره في مجلة Der Islam (جـ 14، 1924 ص 1 ـ 75)؛ بينما لم ينشر الفصلين الرئيسيين من الرسالة وهما يتناولان الناحية الأدبية والفكرية في الحسن البصري، وبقيا غير منشورين حتى الآن!

وقد أعجب شيدر أيما إعجاب بكتاب ماسينيون: «عذاب الحلاج» وخصه بمقال طويل (في مجلة Der Islam حـ 15، 1925، ص 117 ـ 135). وسيتأثر به خصوصاً في عناية ماسينيون بتكوين المصطلح الديني والصوفي، لأنه وجد في ذلك «أصدق وأدق معيار لتكوين أصول الدين والفقه ونظرية الدولة»ز وحاول تطبيق هذا المنهج في دراساته بعد ذلك عن الديانة المانوية.

وبعد أن حصل على الدكتوراه الأولى في 1919، سافر إلى برلين في مستهل 1920 وأنشأ يكتب مقالات أدبية وسياسية في بعض المجلات، ويشارك في جمعيات ذات نزعة محافظة ومسيحية مثل «نادي يونيو»، و «الحلقة»، وكان معظم أعضائها من المحاربين القدماء، خصوصاً الشباب منهم. ومقالاته في هذه الصحف تتناول نقداً للكتب وموضوعات في الموسيقى. ومِنْ أجدر مقالاته هذه بالذكر مقالتان عن كتاب «انحلال الغرب» لأوزفلد اشبنجلر. ومقال عن ماكس فيبر ـ وكان شيدر شديد الإعجاب به ـ بمناسبة ظهور بحثين له أحدهما بعنوان: «العلم بوصفه مهنة» والثالثة بعنوان: «السياسة بوصفها مهنة». وأثر هذان البحثان في شيدر الشاب المتحمس، فقرر أن يدع العلم ويشتغل بالسياسة وأن يذهب إلى منشن ليكون «مريداً» وتابعاً لماكس فيبر. لكن ماكس فيبر توفي فانهارت الخطة التي وضعها شيدر لنفس، وكان هذا لحسن حظه وحسن حظ العلم. وبقي شيدر في برلين يواصل كتابة المقالات الأدبية والفنية والسياسية، ويشار في سيمنارات أرنست تريلتش Troeletsch (1865 ـ 1923) اللاهوتي الألماني الكبير.

وفي هذه الفترة (أوائل العشرينات) تعرّف إلى شخصيتين عظيمتين هما كارل هينرش بكر C.H. Becker (1876 ـ 1933)، وي. مركفرت (1864 ـ 1930)، أستاذ الإيرانيات في جامعة برلين. وقد أهدى شيدر إليه بحثه بعنوان: «النظرية الإسلامية في الإنسان الكامل» (1925)، كما أهدى إلى بكر بحثه بعنوان: «دراسات عن النزعة التوفيقية القديمة: المذاهب الإيرانية» (1926). وبكر بدوره أهدى بحثه بعنوان: «تراث الأوائل في الشرق والغرب» (1931) إلى شيدر الشاب البالغ من العمر الخامسة والثلاثين، بينما كان بكر وزيراً للمعارف وفي الخامسة والخمسين. وشدر هو الذي أشرف على طبع كتاب «دراسات إسلامية» تأليف بكر (1924).

وفي 1922 حصل شيدر على الدكتوراه الثانية ـ دكتوراه التأهيل للتدريس في الجامعة Dr. Habil برسالة عن الشاعر الفارسي العظيم: «حافظ الشيرازي» ـ بعنوان: «دراسات عن حافظ Hafizstudien. لكن شيدر لم ينشر هذه الرسالة، وإنما استعان بها في كتابة عدة دراسات، نذكر منها: «النظرة إلى الحياة والشكل الغنائي عند حافظ» (نشرها في كتابه: «تجربة الشرق الروحية عند جيته، Goethes Erlebnis des Ostens، ليپتسك، 1938 ص 105 ـ 122، 173 ـ 178)؛ «النموذج الفارسي لقصيدة جيته: الحنين السعيد» (نشرت في Festschrift E. Spranger، برلين 1942، ص 93 ـ 102)؛ و«هل يمكن وصف التطور الروحي للشاعر حافظ؟» (في مجلة OLZ 1942 ص 201 ـ 210).

وبعد حصوله على دكتوراه التأهيل للتدريس في الجامعة 1922 دخل شيدر في هيئة التدريس الجامعي. وقد مر عمله في التدريس في الجامعة بثلاث مراحل: الأولى في برسلاو وكينجزبرج: (1922 ـ 1926) في برسلاو ثم 1926 ـ 1930 في كينجزبرج)، والثانية في برلين (1931 ـ 1944)، والثالثة في جيتنجن (1946 ـ 1957).

أ ـ المرحلة الأولى (1922 ـ 1930):

تعد هذه المرحلة أخصت مراحل حياة شيدر. لقد بدأ حياته العلمية بدراسة عن الحسن البصري (1919)، فأداه ذلك إلى العناية بالتصوف الإسلامي في مجموعة، وهذا بدوره أفضى به إلى دراسة الغنوص الإسلامي متمثلاً في مذاهب الباطنية بمختلف اتجاهاتها. فكتب 3 مقالات في مجلة OLZ في التصوف الإسلامي، هي:

1 ـ «في تأويل التصوف الإسلامي» (OLZ، 1927، عمود 34، 8 ـ 848).

2 ـ «رسائل ابن عربي الصغرى» (OLZ، 1925، عمود 79 ـ 99).

3 ـ «أسطورة مؤسس الطريقة البكتاشية» (OLZ، 1928، عمود 1038 ـ 1058).

ثم اتجه إلى بيان الأصول الإيرانية لبعض المعاني أو النظريات في التصوف الإسلامي، وتمخض ذلك عن بحثه الممتاز بعنوان: «نظرية المسلمين في الإنسان الكامل: أصولها وتصويرها الأدبي» (ZDMG ج 79، 1925، ص 192 ـ 268) ـ وقد ترجمناه في كتابنا: «الإنسان الكامل في الإسلام» (القاهرة، ط1، 1950).

وكانت الدراسات حول المانوية قد نهضت تهضة عظيمة بفضل المخطوطات التي حصل عليها F.W.K. Muller (1863 ـ 1930) من مدينة طرفان في آسيا الوسطى، وهي تحتوي على شذرات من مؤلفات مانوية أصيلة كُتبت باللهجات الإيرانية والتركية، وكان حصوله عليها في عامي 1904 ـ 1905، فانكب عليها الباحثون وعلى رأسهم ر. ريتسنشتين R. Reitzenstein (1861 ـ 1931) بالتعاون مع أندرياس F.C. Andereas (1846 ـ 1940) يفسرونها ويستخرجون ثمارها. وقد أعجب شيدر بدراسات ريتسنشتين، وقامت بينهما مراسلات أدت إلى تعاونهما معاً في إصدار الجزء الثاني من كتاب ريتسنشتين وعنوانه: «دراسات في نزعة التوفيق القديمة» Studien zum antiken Sykretismus (ليپتسك 1926)، فقد كتب شيدر فيه الفصل الخاص بالنظريات الإيرانية في الإنسان الأول. لكن تعاونهما لم يستمر طويلاً، لاختلاف اتجاهيهما: إذ كان شيدر لا يتفق مع ما يذهب إليه ريتسنشتين من فكرة «سرّ الخلاص» Erlösungsmysterium بوصفه لبّ الديانة المانية وما يشابهها من ديانات انتشرت في العهد الهلينستي.

فتابع شيدر طريقه وحده في دراسة المانوية، ولخص آراءه في بحث بعنوان: «الصورة الأولية للمانوية وتطورها» («حاضرات مكتبة فاربورج» جـ4 ص 65 ـ 157، 1927)، وعقب عليه ببحث في «نشيد لماني» (OLZ 1926 عمود 104 ـ 107)، وفي «المانوية والمسلمين» (ZDMG جـ 82، 1928 ص LXXVI-LXXXI) وفي «المانوية» RGG جـ 3 (1929 )عمود 59 ـ 73).

وإلى جانب هذه الدراسات في المانوية، أصدر في 1930 بحثين مهمين، الأول بعنوان: «عزرا الكاتب» (توبنجن 1930 ح + 77 صفحة)، والثاني بعنوان: «دراسات إيرانية» (جـ 1، هتله 1930، منشورات جمعية العلماء في كينجزبرج» السنة السادسة، الكراسة 5، ص 199 ـ 296).

ب ـ المرحلة الثانية: في برلين (1931 ـ 1944):

ولما توفي مركفرت في 1930، وكان أستاذاً ذا كرسي للايرانيات في جامعة برلين، خلفه على هذا المنصب هانز هينرش شيدر.

ومن إنتاجه في هذه الفترة:

1 ـ «بحث في نقش آريامنة» (SBAW 1931 جـ 3 ص 635 ـ 645.

2 ـ دراسة عن «ابن ديصان الرهاوي» («مجلة تاريخ الكنيسة» السلسلة الثالثة، جـ 2، المجلد 51، كراسة 1 ـ 2، 1930 ص 21 ـ 74 Z.F.Kirchengeschichte).

3 ـ مجموعة دراسات بعنوان: «إيرانيات» Iranica (أعمال جمعية العلوم في جيتنجن، السلسلة الثالثة، برقم 10، برلين 1934، في 88 صفحة.

وفي المدة من 1933 إلى 1935 صار شيدر مديراً للمعهد الشرقي في برلين.

وأبرز مؤلفاته في هذه الفترة كتابه بعنوان: «تجربة الشرق الروحية لجيته» Goethes Erlebnis des Ostens (ليپتسك 1938 في و + 182 صفحة، ولوحة)، وهو أعمق ما كتب عن جيته والشرق، وقد أشرنا من قبل إلى دراساته عن العلاقة بين جيته وحافظ الشيرازي. وفي نفس الموضوع كتب بحثاً بعنوان: «الشرق في الديوان الشرقي للمؤلف الغربي» نشر في طبعة للديوان الشرقي لجيته قام بها بويتلر Beutler (في فيزبادن 1943، ط2 1948 ص 787 ـ 839)، وبحثاً آخر بعنوان: «استيقاظ اپيمنيدس، (نشر في «تقويم جيته لسنة 1941، ص 219 ـ 263)، ومحاضرة بعنوان: «جوتا بوصفه مع بني الإنسان، Goethe als Mitmensch (1949، ف 15 صفحة، جيتنجن). وفي أواخر عمره شرع في تحضر طبعة ثانية لكتابه الرئيس هذا عن جيته: «تجربة الشرق الروحية عند جيته»، كان يود فيه أن يتوسع كثيراً في هذين الفصلين: جيته والكتاب المقدس» و «النظرة إلى الحياة والشكل الغنائي عند حافظ». لكنه توفي دون أن يصدر هذه الطبعة الثانية الموسّعة.

المصدر: موسوعة المستشرقين للدكتور عبد الرحمن بديوي، 1992

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف