مستشرق وعالم آثار فرنسي.

ولد في باريس في 2 يونيو 1805، وتوفي 1867. وهو من أسرة نبيلة: أصلها من نورماندي ثم استقرت في مقاطعة بورجوني قبل ميلاده بقرنين. وكان أبوه عضواً في مجلس إدارة بنك فرنسا، ونائباً في الجمعية الوطنية عن دائرة يون Yonne.

درس نويل القانون أولاً. ثم درس العلوم الفيزيائية والطبيعية. ودخل بعد ذلك مدرسة اللغات الشرقية في باريس، حيث حضر دروس رينو وكوسان دي پرسفال في اللغة العربية.

وكان أول إنتاجه هو «حياة محمد» Vie de Mahomet: النص الوارد في تاريخ أبي الفدا، مع ترجمة وتعليقات (باريس، 1837).

وفي 1840 أصدر، تحت عنوان Histoire d'Africue القسم الخاص بدولة الأغالبة وصقلية تحت حكم المسلمين ـ في كتاب «العبر» لابن خلدون (عند الناشر Didot). مع ترجمة وتعليقات استمد معظمها من النويري وابن الأثير. ولم يكن تاريخ ابن خلدون هذا معروفاً كثيراً آنذاك، فكان لنويل دي فرجيه فضل لفت الأنظار إليه.

وكتب في «المجلة الآسيوية» JA «رسالة إلى ميسو كوسان دي پرسفال» يتكلم فيها عن الشهادات الكتابية العربية المحفوظة في دار محفوظات صقلية.

وكلّفه فيلمان Villemain ـ وزير المعارف آنذاك ـ بمهمة في إيطاليا 1842 الغرض منها الإطلاع على كل ما يتعلق بإقامة النورمان في إقليمي صقلية Deux – Siciles، من الوثائق المحفوظة في مكتبات أو دور محفوظات مملكة نابلي. فانتهر هذه الفرصة للقيام بأبحاثه في تاريخ صقلية تحت حكم المسلمين. واهتم خصوصاً بما وضعه المسلمون من نظم وأقاموه من علاقات في جزيرة صقلية، وبالجملة: الحياة الاجتماعية والإدارية في صقلية إبان الحكم العربي الذي استمر قرابة قرنين. وقد عثر دي فرجيه على وثائق عديدة: معاملات تجارية، بيوع، هبات، رسوم لحدود الأراضي، أعمال عمال صقلية الذين تولوا حكمها وأعمال الملتزمين. وكلها مكتوبة بالعربية وفقاً لعادات النورمان. وكان لهذه الوثائق الفضل في تحديد العلاقات التي قامت بين الأمراء النورمان والسكان المسلمين والنصارى في صقلية، وذلك بعد استيلاء النورمان على صقلية من أيدي المسلمين.

وانتقل بعد ذلك إلى دراسات في تاريخ العرب بعامة. فأصدر في 1847 كتاباً بعنوان: «تاريخ بلاد العرب» Histoire de l'Arabie (عند الناشر Didot) تناول فيه الجزيرة العربية من مختلف النواحي: الجغرافية، والتاريخية، والأدبية. وابتدأ بتاريخ الجزيرة العربية من عصر ما قبل الإسلام حتى وصل به إلى نهاية الخلافة في المشرق. وكرس نهاية الكتاب لرسم مخطط عام للحركة العلمية والأدبية عند العرب.

لكنه بعد إصداره لهذا الكتاب تحول عن الدراسات الإسلامية إلى النقوش الرومانية. ذلك أنه استقر في ضيعة اشتراها بالقرب من مدينة رِمِني Rimini (في شمالي إيطاليا)، فلفت انتباهه ما في إيطاليا من آثار رومانية. وتعرّف إلى عالم بالنقوش إيطالي يقيم في سان مرتينو، على ثلاثة فراسخ من رِمِني هو بورجيزي Borghesi فشجعه على العناية بالنقوش اللاتينية. فأكب دي فرجيه على هذه النقوش، وكانت الثمرة الأولى لهذا الاتجاه الجديد «بحثاً عن ماركس أورليس»، صدر 1860 (عند الناشر Didot الذي صار صهراً له منذ قليل). وفيه بيّن، على أساس وثائق نقوشية، العلاقات بين الحكومة الإمبراطورية وبين الجماعات المسيحية واليهودية.

لكن أهم إنتاج له في ميدان علم النقوش الرومانية هو كتابه بعنوان: «أتروسكا والأتروسكيون» (في مجلدين، 1864 عند ديدو). وهو ثمرة أربعة عشر عاماً من الأبحاث الجادة المتواصلة، وفيه كشف الكثير عن هذه الحضارة التي

في حضنها قامت الحضارة الرومانية. واستعان في ذلك خصوصاً بالنقوش وبعلم الأماكن (الطوبغرافيا).

وإلى جانب ذلك كتب مواد في دائرة المعارف التي عنوانها: «التراجم العامة الجديدة» Nouvelle biographie gènèrale ـ عن هدريان، إسكندر سويرس، أنطونينوس، نيرون، طيطس، تريان.

المصدر: موسوعة المستشرقين للدكتور عبد الرحمن بديوي، 1992

---------------------------------------------

(( مصدر آخر ))

ديفرجه

(1805ـ 1867)

Desvergers, A.N.

أخذ العربية عن برسفال واشتهر بها.

آثاره:

استخلص سيرة النبي من تاريخ أبي الفداء ونشرها متناً وترجمة (باريس 1837)

وأخبار بني الأغلب في أفريقيا وصقلية إلى استيلاء الفرنجة عليها من العبر,

وديوان المبتدأ والخبر لابن خلدون، متنا وترجمة (1841)

وصنف مجلداً في بلاد العرب (مجموعة العالم المصور لديدو)

وآخر في تاريخ العرب في الجاهلية وذيله بمختصر تاريخ الخلفاء إلى عهد المغول (1847).

المصدر : كتاب ( المستشرقون )  لنجيب العقيقي - دار المعارف ط3 ج 1 ص 190