البحث في...
الإسم
الإسم اللاتيني
البلد
التاريخ
القرن
الدين
التخصص
السيرة
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة
كراوس

كراوس

الإسم اللاتيني :  PAUL ELIEZER KRAUS
البلد :  ألمانيا
التاريخ :  1904م - 1944م
القرن :  20
الدين :  اليهودية
التخصص :  جابر بن حيان - الرازي - الفلسفة - الاسلام

ولد في 1904 في مينة پراغ (عاصمة تشيكوسلوفاكيا حالياً، وكانت هذه جزءاً من الإمبراطورية النمساوية حتى 1919) من أسرة يهودية.
وفي 1922 سافر إلى فلسطين، فأمضى فترة في مستوطنة إسرائيلية (كبوتز)؛ وبعدها دخل «مدرسة الدراسات الشرقية» التابعة للجامعة العبرية في القدس. وفي تلك الفترة أتقن اللغة العربية.
وفي 1928 دخل جامعة برلينن وحصل على الدكتوراه الأولى برسالتها عنوانها: «رسائل بابلية قديمة موجودة في قسم الشرق الأدنى في متحف الدولة البروسية في برلين، (ونشرت في Mitteilungen der vorderasiatisch – aegyptischen Gesellschaft رقم 35 ـ 36، 1931 ـ 1932).
وفي الوقت نفسه نشر بحثاً بعنوان: «تنقيبات وكنوز» في الطبعة الألمانية من «دائرة المعارف اليهودية» (المجلد اثالث، 1929،ص 701 ـ 734).
واختاره أستاذ يوليوس روسكا مساعداً له في «معهد البحث في تاريخ العلوم» في برلين 1929، فأكب كراوس على دراسة الكيمياء عند العرب، وركز بحثه على رسائل جابر بن حيان في الكيمياء، وانتهى، في بحث نشره 1930 بعنوان «تحطم أسطورة جابر بن حيان»، إلى القول بأن الرسائل العديدة المنسوبة إلى جابر بن حيان هي في الواقع من تأليف جماعة من الإسماعيلية.
ولما جاءت النازية إلى الحكم في 30 يناير 1933، قرر كراوس مغادرة ألمانيا للخطر الذي ينتظره من البقاء في ألمانيا. فسافر إلى باريس، حيث عاونه لوي ماسينيون. وقد تعاونا معاً على نشر «أخبار الحلاج» (باريس، 1930). وفي الوقت نفسه سجل كراوس نفسه للحصول على الدكتوراه من السوربون برسالة عن محمد بن زكريا الرازي، ولكن لم يقدر له أن يناقشها، على الرغم من أنه كتبها وقد أراني هو نفسه هذه الرسالة مكتوبة على الآلة الكاتبة وبقيت ضمن ما خلفه كراوس بعد انتحاره. ولما كانت أوراقه قد أودعت كلها في المعهد الفرنسي للآثار الشرقية، في القاهرة، فنحن نفترض أنها لا تزال جاثمة هناك!.
وكانت الثمرة الثانية لعنايته برسائل جابر بن حيان، أن حقق مجموعة من هذه الرسائل ونشرها في القاهرة (1935، مكتبة الخانجي) بعنوان: «مختار رسائل جابر بن حيان».
وفي أثناء إقامته في باريس، نشر أيضاً رسالة للبيروني في «فهرست كتب محمد بن زكريا الرازي» (باريس، 1936).
وفي 1936 عينته كلية الآداب في الجامعة المصرية (جامعة القاهرة) مدرساً للغات السامية، وكانت الجامعة العبرية في القدس قد عرضت عليه أن يكون مدرساً فيها، لكنه فضل أن يعمل في الجامعة المصرية بسبب الإمكانيات الهائلة المتوافرة للبحث في تاريخ العلوم في القاهرة: سواء من حيث المخطوطات، حيث تشتمل دار الكتب المصرية وخصوصاً مكتبتا تيمور وطلعت بدار الكتب على مخطوطات فريدة في هذا الميدان، هي التي سيعمل فيها ويعتمد عليها حتى آخر حياته القصيرة ـ ومن حيث العلماء الباحثون في تاريخ العلوم عند العرب، وعلى رأسهم ماكس مايرهوفز
وكان ماسينيون هو الذي زكى ترشيحه للتدريس في كلية الآداب، وذلك في مذكرة أشاد فيها بمناقبه وما يؤمل منه، وهي المذكرة التي عرضت على مجلس كلية الآداب. وقد قرأتها يوم عرضها ـ وكنت طالباً في السنة الثالثة بقسم الفلسفة، فصممت على التعرف إليه غداة وصوله. والتقيت به في شقة سكنها في حي الزمالك. ولما أخبرته بإتقاني للغة الألمانية أراد التأكد من ذلك، فقدّم إليّ كتاب: «دراسات إسلامية» لجولدتسيهر، فأخذت في القراءة المتلوّة بترجمة فورية، فازداد إعجابه، وغداة اليوم التالي ذهب إلى الدكتور طه حسين، عميد الآداب آنذاك، وأنبأه عني بإطراء بالغ. ومن ثم توطدت العلاقة القوية بيني وبينه، منذ نوفمبر 1936 حتى وفاه منتحراً في سبتمبر 1944. وقد أفدت من هذه الصلة العلمية الوثيقة فوائد جلّى: منها الاطلاع على الأبحاث المفردة التي كانت تصل إليه من المستشرقين في أنحاء العالم، وعلى ما في مكتبته من مؤلفات للمستشرقين لم تكن موجودة في مكتبة من مؤلفات للمستشرقين لم تكن موجودة في مكتبة الجامعة ولا ـ بالأحرى ـ في دار الكتب. ومنها أنني كنت أفزع إليه في حل ما يعترضني من مشاكل في ترجمتي لأبحاث المستشرقين خصوصاً ما يتعلق بالرموز والاختصارات لأسماء المجلات والمجاميع. ومنها استلهامه أو توجيهه لي في القيام بأبحاث أو ترجمة دراسات بالألمانية. وكنت أنا من ناحيتي أساعده في تحرير ما يريد تحريره باللغة العربية من محاضرات عامة (مثل محاضرة عن الجاحظ في الجمعية الجغرافية، ضمن أسبوع الجاحظ الذي نظمته كلية الآداب في ربيع 1937) أو مقالات (مثل مقالاته في مجلة «الثقافة» تحت عنوان: من منبر الشرق) أو مقدمات لما نشره من كتب في مصر، مثل «رسائل فلسفية لمحمد بن زكريا الرازي» (جـ 1، 1939، منشورات الجامعة المصرية، كلية الآداب). لكن مع امتداد إقامته في مصر وزيادة إتقانه للغة العربية نطقاً وكتابة، قل التجاؤه إليّ في هذا العمل الذي اقتصر على التصحيح اللغوي وتقويم العبارة العربية فحسب.
وفي الوقت نفسه قمت بترجمة بحث مهم جداً كان قد نشره في «مجلة الدراسات الشرقية» (المجلد 14، 1934 ص 93 ـ 129، 335 ـ 379) بعنوان: «من تاريخ الإلحاد في الإسلام: كتاب «الزمرد» لابن الراوندي» (وقد نشرناه بعد ذلك في كتابنا: «من تاريخ الإلحاد في الإسلام»، القاهرة، 1945)، وتلوتها بترجمة فصل صغير كتبه في نفس المجلة 1933 بعنوان: «حول ابن المقفع» (وقد نشرته في كتابنا: «التراث اليوناني في الحضارة الإسلامية»، القاهرة 1940).
وكانت الثمرة الكبرى لعنايته بجابر بن حيان هي كتابه العظيم بعنوان: «جابر بن حيان: إسهام في تاريخ الأفكار العلمية في الإسلام» (بالفرنسية)، وقد نشر ضمن مجموعة معهد مصر Mèmoires de l'Institut d'Egypte في مجلدين كبيرين: الثاني، وقد ظهر قبل الأول ـ في عام 1942، والأول في عام 1943. والثاني هو دراسة دقيقة شاملة لفكر جابر بن حيان العلمي، وفيه استطرادات حول تاريخ العلوم ـ والكيمياء بخاصة ـ في الإسلام، ويقع في حوالي 500 صفحة. وقد كتبنا عنه، عند ظهوره، مقالاً في مجلة «الثقافة»، نشرناه بعد ذلك في كتابنا: «من تاريخ الإلحاد في الإسلام» (القاهرة 1945). أما المجلد الأول فهو سرد الكتب (أو الرسائل) المنسوبة إلى جابر بن حيان،

وما يوجد لها من مخطوطات، ويقع في حوالي 300 صفحة.
وهذا الكتاب يعد أعظم بحث كتب حتى الآن في ميدان تاريخ العلوم عند العرب، ومن أجلّ ما ألفه المستشرقون بعامة من كتب عظيمة الأهمية.
ومن ثمار عمله في مخطوطات الخزانة التيمورية بدار الكتب المصرية نذكر:
1 ـ مقالاً في «مجلة كلية الآداب» عن «كتاب الأخلاق لجالينوس» (1939) بالعربية.
2 ـ بحثاً بعنوان: «أفلوطين عند العرب» (بالفرنسية) ألقاه في الجمعية الجغرافية ضمن محاضرات (أو اجتماعات) معهد مصر، 1942، ونشر ضمن مضبطة هذا المعهد، ويتناول بالدراسة رسالة «في العلم الإلهي» المنسوبة إلى الفارابي، وهي في الواقع ترجمة لبعض فصول من «التساع الخامس» من «تساعات» أفلوطين؛ وقد نشرنا نحن نصها الكامل في كتابنا: «أفلوطين عند العرب» (القاهرة 1955).
وبناء على طلب مجلة «الثقافة» راح كراوس يكتب مقالات بسيطة أولية عن بعض المخطوطات العربية وما يشبه ذلك، لكن ليست لها أية قيمة علمية، بل هي مجرد تعريف أوليّ لعامة القراء. وكنا نود لو لم يكتب هذه المقالات الأولية، لأنها لا تتناسب أبداً مع سائر إنتاجه العلمي.
أما دروسه في كلية الآداب، قسم اللغة العربية، فكانت في اللغة السريانية، أولاً؛ ثم العبرية ثانياً، خصوصاً بعد خروج إسرائيل ولفنسون من كلية الآداب يف 1937؛ ثم في فقه اللغة العربية (وكان بحثاً مقارناً بين العربية واللغات السامية)؛ بعد رحيل يوسف شاخت إلى إنجلترة في 1939. وإلى جانب هذه الدروس في مستوى اليسانسن كان يلقي محاضرات على طلاب الماجستير تدور حول التراث اليوناني في العربية، وقراءة وشرح بعض النصوص العبرية في الكتاب المقدس. وقد حضرت أنا هذا النوع الثاني، وهو محاضرات طلاب الماجستير والدراسات العليا في السنوات من 1938 إلى 1942، مجرد مستمع، لأن الأصل فيها هو أنها خاصة بطلاب الدراسات العليا في قسم اللغة العربية.
وفي عامي 1943 و 1944 شغل كراوس كثيراً بفكرة خطرت بباله وهي أن كل نصوص أسفار الكتاب المقدس هي نظم (شعر) وليست نثراً. من أجل ذلك راح يتلمّس تلاوة صوتية خاصة لهذه النصوص، حتى تلتئم ونظريته هذه في أنها نظم وليست نثراً. وراح يلقي المحاضرات في هذا الموضوع في القاهرة أولاً في خريف 1943، ثم في القدس بعد ذلك في يناير 1944. وقد هوجم في القدس هجوماً عنيفاً، بسبب نظريته هذه. وقد لقيته غداة عودته من هذه الرحلة فوجدته في ضيق شديد، بسبب هذه المعارضة.
وكانت زوجته ـ وهي أخت الباحث المتخصص في تاريخ السياسة عند فلاسفة العصر الوسيط: المسلمين واليهود، وفلسفة السياسة بعامة: ليو اشتراوس Leo Straus ـ قد توفيت في صيف 1943 إثر حمى نفاس، وتركت وراءها بنتاً. وكانت زوجته الثانية، أما الأولى فقد تزوجت من بعده مستشرقاً آخر هو سلمون (شلومو) بينس Salomon Pines وها هوذا يتزوج للمرة الثالثة أثناء ـ أو بعيد رحلته هذه إلى القدس في يناير 1944، لكنها لم تصحبه إلى مصر! ولم تأت إلى مصر إلا في أواخر سبتمبر 1944 على أثر انتحاره؛ لتأخذ حقها في ميراثه! وبعد نهاية العام الدراسي في يونيو 1944 سافر كراوس إلى القدس ليمضي عطلة الصيف. لكنه لما عاد في الأسبوع الأول من سبتمبر لاستئناف العام الدراسي الجديد، وجدته في حالة اضطراب نفسي غريب، وقد استولت عليه ألوان من الوساوس، وبدت عليه مظاهر العصبية الشديدة في أقواله وسمات وجهه وحركاته. ولم أستطع أن أتبين منه ما السبب في هذه الحالة النفسية التي لم أعرفها فيه ـ على الأقل بهذه الحدّة ـ من قبل. واتعدت وإياه موعداً للقاء في كلية الآداب الساعة العاشرة صباح يوم الخميس 14 سبتمبر 1944. ولطارئ طرأ تأخرت عليه. فقلت في نفسي: سأمر عليه في اليوم التالي بمنزله في شارع أحمد حشمت باشا (بالزمالك).
وإذا بي في مساء يوم الخميس هذا أقرأ في صحيفة المساء (جريدة البلاغ) نبأ انتحاره. وذهبت إلى جريدة «الأهرام» في المساء لأعرف أنباء عن انتحاره وأسبابه إن أمكن، فلم أجد لديهم من المعلومات إلا ما سجله في قسم شرطة الزمالك وهو أنه وجد منتحراً في بيته ـ في رقم 7 شارع حشمت باشا، وهو مشنوق بحزام بيجامته ومعلّق من عمود سيفون المرحاض. والذي وجده على هذه الحال هما شخصان كانا يسكنان معه في الشقة أحدهما هو سيسيل حوراني، وكانا يعملان ضابطين في الجيش البريطاني، وقد سكنا معه في شقته ليستفيد من الأجر الذي كانا يدفعانه مقابل السكنى، وذلك بعد وفاة زوجه وصيرورته وحيداً فيها، خصوصاً وقد كان يشكو مر الشكوى من ضآلة المرتب (38 جنيهاً مصرياً في اشهر) وازدياد تكاليف المعيشة، وكان يستدين من بعض أصدقائه حتى ترك ديوناً جاوزت الألف جنيه.
ما السبب في انتحاره؟ خصوصاً وقد تزوج منذ أشهر قليلة. وكان أحرص ما يكون على إنتاجه العلمي، يجد فيه خير عزاء. وكان له أصدقاء ممتازون في القاهرة، منهم ماكس مايرهوف. وكان يحظى بتقدير عظيم في أوساط المستشرقين والباحثين في تاريخ العلوم. وكان قد جمع مواد تكفي لإخراج أبحاث جديدة كثيرة. وكان يعيش في مصر عيشة جيدة المستوى في أرقى حي في القاهرة. فماذا يدعوه إذن إلى الانتحار؟ وما حدث له في أثناء سفرته الأخيرة، إلى القدس إبّان عطلة الصيف 1944؟
الخيط الوحيد الذي وجدته ـ ووجد حتى الآن ـ تفسير هذا اللغز المحيّر هو ما يلي: في 6 نوفمبر 1944 قتل إرهابيون إسرائيليون اللورد موين lord Moyne الوزير البريطاني المقيم في الشرق الأوسط. وقبضت الشرطة المصرية على القتلة، وحوكموا وحكم عليهم بالإعدام ونفذ الحكم. وقد وجدت الشرطة المصرية معهم عنوان مسكن باول كراوس. وهؤلاء القتلة ينتمون إلى عصابة اشترن الإرهابية الإسرائيلية.
فلماذا وجد عنوان مسكن كراوس مع هؤلاء القتلة المكلفين بقتل الوزير البريطاني المقيم؟ أنا أفترض ـ وهو مجرد فرض لا دليل قاطعاً على صحته ـ أن كراوس كان ينتمي إلى عصابة اشترن الإرهابية؛ وأنه حين كان في القدس، خلال العطلة الصيفية 1944، وقعت عليه القرعة ليشترك في قتل لورد موين، الذي خيل إلى عصابة اشترن أنه عقبة في سبيل النشاط الصهيوني لإيجاد دولة إسرائيل، بدعوى أنه يمالئ العرب أو في القليل يحارب الإرهاب الصهيوني ضد الإنجليز في فلسطين التي كانت آنذاك تحت الانتداب البريطاني. وتبعاً لذلك كان علىكراوس أن يختار بين الاشتراك في عملية الاغتيال، أو أن ينتحر، وهو على كلا الحالين مقتول. فيبدو أنه آثر الاختيار الثاني، أعني أن يقتل نفسه بنفسه، بدلاً من أن يشترك في قتل اللورد موين مما سينجم عنه قطعاً إعدامه هو أيضاً، كما حدث لمن نفذوا عملية الاغتيال. وإذن فبحسب فرضنا هذا فإن السبب في انتحار كراوس هو أنه فضل أن يقتل نفسه بنفسه، على أن يشترك في قتل لورد موين مما سينتج عنه بالضرورة إعدامه. ولم يكن في وسع كراوس الخروج من هذه المعضلة بالامتناع من الاشتراك في قتل لورد موين، لأن جماعة اشترن كانت ستقتله لو لم ينفذ ما وقعت القرعة عليه لتنفيذه، فهذا قانون حديدي من «قوانين» الجماعات الإرهابية.
على كل حال، فقد انتحر في يوم الخميس 14 سبتمبر 1944 في شقته التي يسكنها في العمارة رقم 7 بشارع حشمت باشا في حيّ الزمالك بالقاهرة .

المصدر: موسوعة المستشرقين للدكتور عبد الرحمن بديوي، 1992

------------------------------------------------

(( مصدر ثاني ))

بول كراوس

(1904 ـ 1944)

 Kraws, P.

عندما نال التوجيهية (1933) التحق بجامعة براغ. ثم بجامعة القدس بضع سنوات. وحصل من جامعة برلين على الدكتوراه في العلوم الشرقية (1929) وعين معيداً في معهد التاريخ للعلوم ببرلين، فمدرساً بجامعة برلين (1933) ثم دعى إلى باريس (1933) فحاضر في المدرسة العلمية للدراسات العليا (فرع العلوم الدينية) وفي المعهد التاريخي للعلوم في السوربون. وفي سنة 1936 انتدب أستاذاً للغات السامية في الجامعة المصرية فأسهم في تأسيس قاعة الدراسات الشرقية بمكتبتها ـ ولم ينقطع عنها حتى انتحاره ـ لأسباب سياسية وعائلية وفكرية، أسّر ببعضها إلى المؤلف ـ عام 1944، وكان ينحو في تصنيفه وتدريسه نحواً حديثاً يتناول الإسلام عقيدة وشريعة وفلسفة وعلماً في العصر الوسيط، وما اتصل به من علوم اليونان.

آثاره: وقف جانباً كبيراً من نشاطه على دراسة جابر بن حيان الكيماوي فصنف فيه ترجمة حياته (برلين 1930) ونصوص مختارة منه (باريس 1935) ونظرياته العلمية (القاهرة 1943) ونظرياته في الدين وموقفه من الفرق الإسلامية. وله خلا كتبه دراسة عن جابر بن حيان (مجلة تاريخ العلوم الإنجليزية 1931) ومختارات من رسائل جابر بن حيان (القاهرة 1935) والمراتب الدينية بحسب جابر بن حيان (نشرة المعهد الفرنسي بالقاهرة 1942). ثم نصوص عبرية وسريانية في الكتابات الإسماعيلية، نشرها متنا وترجمة ألمانية وقد صدرها بمقدمة علمية (الإسلام، 1931) والمصنفات الإسماعيلية لإيفانوف (مجلة الدراسات الإسلامية 1932) وموجز العلوم (ليبزيج 1932) وكتاب ابن رشد (1932) وسيرة ابن سينا عن أبي عبيدة الجرجاني (المجلة الأسبوعية الأكلينيكية 1932) وترجمة منطق أرسطو المنسوب لابن المقفع. ومقدمة برزويه لكتاب كليلة ودمنة (مجلة الدراسات الشرقية 1933) وكتاب الزمرد لابن الراوندي (المرجع السابق 1934) ورسالة في تاريخ الأفكار العلمية في الإسلام، الجزء الأول: نصوص عربية (باريس 1935) وجزءان بالفرنسية (باريس 1937) وكتاب السيرة الفلسفية لمحمد بن زكريا الرازي (رومة 1935) ونص البيروني عن الرازي (باريس 1935) والرازي (الشرقيات 1935) ومختصرات من كتاب الأعلام النبوية لأبي حاتم الرازي (مجلة الدراسات الشرقية 1936) ورسالة في فهرست كتاب الرازي لأبي الريحان البيروني، نشرها نصاً وتعليقاً (باريس 1936) وأبو إسحق بن نوبخت (الشرقيات 4، 306) والإسماعيلية (الشرقيات 5، 35 ـ 56) وفهرست ابن النديم (الشرقيات 6، 286). ونشر بمساعدة كورين: رسالة فلسفية وصوفية للسهروردي الحلبي، متناً وترجمة وتعليقاً (المجلة الآسيوية 1935) وبمساعدة ماسينيون: أخبار الحلاج (باريس 1936). وله: الطب الروحاني للرازي (القاهرة 1938) وفخر الدين الرازي (الثقافة الإسلامية 1938) ورسائل فلسفية لمحمد بن زكريا الرازي، مع قطع بقيت في كتبه المفقودة، الجزء الأول (منشورات الجامعة المصرية القاهرة 1939) وأفلوطين عند العرب (منشورات المعهد المصري بالقاهرة 1942). ونشر بمساعدة محمود طه الجابري: أربع رسائل للجاحظ: رسالة المعاد والمعاش، وكتمان السر وحفظ اللسان، ورسالة في الجد والهزل، ورسالة فصل ما بين العداوة والحسد، وقدم لها بمقدمة ضافية (القاهرة 1943) وله في دائرة المعارف الإسلامية دراسات عن: المستنصر، والرازي ـ بمعاونة بنيش ـ وابن الراوندي، وابن جبير. كما ألقى سلسلة محاضرات في نقد التاريخ أشهرها: الجديد في التوراة، وكتابة من الرسول إلخ... وأنشأ عدة مقالات عن ابن المقفع ومناظرات فخر الدين الرازي، وخص مجلة الثقافة المصرية بمجموعة مقالات عنوانها: من منبر الشرق، تناول فيها تاريخ الفلسفة والعلوم لدى المسلمين منها: كتاب التنبيه على حدوث التصحيف لحمزة الأصفهاني، وحنين بن إسحق إلخ (1943 ـ 44).

وقد شهد له أعلام المستشرقين من أمثال ماسينيون، وديمومبين، وبيكير، بالعمق والشمول والتفرد، وكانوا يتوقعون له مستقبلاً باهراً.

المصدر : كتاب ( المستشرقون )  لنجيب العقيقي - دار المعارف ط3 ج 2 ص 763

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف