البحث في...
عنوان التقرير
إسم الباحث
المصدر
التاريخ
ملخص التقرير
نص التقرير
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

March / 15 / 2017  |  1735اقتباس الإعلام العربي للبرامج الغربية (بين السلب والإيجاب)

د. أسرار العكراوي المركز الاسلامي للدراسات الاستراتيجية كانون الاول 2016
اقتباس الإعلام العربي للبرامج الغربية (بين السلب والإيجاب)

منذ البدءِ احتاج الإنسان إلى أدوات تساعده على تذليل الصعاب في مختلف جوانبه الحياتية وتسيير أموره الأخرى من تجارة وتواصل وكلما تقدم الزمن بالإنسان احتاج لتطبيق المقولة الشهيرة(الحاجة أم الاختراع) فركب البحار وطار في الهواء واخترق الآفاق لاسلكياً وصعد بنفسه إلى القمر وصنع اقماراً تدور في فلك الأرض لها شؤون متعددة العلمية والعسكرية والإعلامية، وقد امتلكت كثير من الدول هذه الأقمار التي تجعله مطلعاً – خاصة في المجال الإعلامي – على أخبار العالم، فأصبح هاجس الإنسان هو السيطرة على كل الذي حوله وتذليله لخدمته منها السيطرة على العقول.

لا جرم إن الإعلام من خلال البرامج التي يبثّها على أجهزة التلفاز غيّر مفاهيم كثيرة وأدخل إلى المجتمع ثقافات هي ليست منه مهما كانت بسيطة وعادات وتقاليد لم يكن ليعرفها أو يطلع على ثقافاتها من دون السفر إليها، ولم يكن ذلك – لولا الإعلام- من شأنه أن يؤثر في أي مجتمع له تقاليده الدينية والأخلاقية لأنها ستكون فردية إذا تأثر بكتاب مثلاً أو شخص سافر وعاد متأثراً بثقافة غيره أو مبشراً دخل مجتمعاً محافظاً، لكن بعد ان افلت زمام السيطرة على الإعلام من خلال ذلك الكم الهائل من الفضائيات التي تنقل لنا مختلف عادات الشعوب وتقاليدها وأديانها وطقوسها المختلفة وفي الكثير منها ما لا ينسجم قطعاً مع ثوابتنا الأخلاقية والدينية.

ولم يقتصر الأمر على عرض البرامج الأجنبية بل سعت القنوات العربية إلى التقليد الأعمى لكل ما يفد إلينا من الخارج، إذ يتم تقليد الفكرة والموضوع والديكور لبرامج لا تقدم اية فائدة غير اللهو الموجه الذي من شأنه تسريب الكثير من الأفكار المنحلة والفلسفات العبثية الغربية مستهدفاً شريحة المراهقين التي تتأثر بسرعة بهذه المغريات، واللافت إن الإعلام العربي إعلام مقلد بامتياز فهو يستنسخ التجارب الغربية فلم نرَ أنه ابدع في ابتكار برامج من شأنها أن تحدث ذلك التغيير الذي يستطيع أن يحلّ محلّ البرامج الغربية فكل ما من البرامج هو عيال على برامج غربية، ولا باس إن كانت هذه البرامج تعالج مسائل إيجابية وإظهار طاقات إبداعية بل هي من أجل إفشاء الانحلال الأخلاقي أو التهيئة له وسنلقي ضوءا على بعض تلك البرامج، ولو استقصينا جميع البرامج في كل القنوات الفضائية وما فيها من تأثير مباشر على المجتمع العربي والإسلام لطال بنا المقام كثيراً لذا سنقتصر على جهة إعلامية واحدة.

من أشهر هذه القنوات التي تبّنت الدعم والترويج واستغلال مثل هذه البرامج هي مجموعة (تلفزيون الشرق الأوسط) أو قنوات(mbc) التي تمتاز على غيرها بالدعم المادي غير المحدود الذي يؤهلها أن تكون في مقدمة القنوات التي بإمكانها أن تقدم برامج بميزانيات هائلة. مالكها (وليد بن إبراهيم بن عبد العزيز آل إبراهيم) (1962- ..) وهو من صناع الإعلام العربي الحديث ومالك أول قناة فضائية عربية وهو إعلامي درس وتأهل في هذا المجال في الولايات المتحدة، أسس في بداية الثمانينيات شركة آرا للإنتاج وتطورت أعماله في هذا المجال بشكل كبير. ويبث هذا التلفزيون القنوات التالية (mbc1، mbc2، mbc3، mbc4، mbc Action، mbc max، mbc Persia، MBC Drama+، mbc drama، mbc مصر، mbc hd، mbc FM، بانوراما FM، MBC Bollywood، MBC شاهد.نت، MBC PRO SPORTS، قناة العربية)  

لكننا هنا نريد أن نركز على البرامج التي تؤثر على المجتمع والشباب بالأخص تأثيراً سلبياً يمسّ دينهم الذي أوجده لهم خالقهم وأخلاقهم وثقافتهم ليصبحوا منقادين لثقافة غيرهم ومتأثرين لا مؤثرين بمجتمع غير مجتمعهم فمن هذه البرامج والمسابقات:

المجموعة الاولى: برامج الاختراق الثقافي

برنامج Arab idol

انطلق البرنامج على قناة (mbc1) بنسخته الأولى في 9كانون أول 2011، وهو برنامج مسابقات غنائي عالمي ظهر باسم "Pop Idol" اخترعه "سيمون فيلر" وطورته شركة فريمانتل البريطانية، اكتسب البرنامج شهرة عربية كبيرة عند عرضه إذ استقبل البرنامج في كل دولة عربية وغربية المئات من المتقدمين الذين يطمحون ان يصبحوا(مطربين) ليقوم هذه البرنامج بتهيئتهم لذلك من خلال خبراء حتى بات هذا البرنامج حلماً يراود أدمغة الشباب في كثير من البلدان العربية إلى حدّ الهوس، ولا يقف البرنامج عند هذا الحدّ بل يقوم على تجارة ضخمة جداً وهي ترشيح هذا المتسابق عبر التصويت وبرقم عابر فإن الفائز الفلسطيني (محمد عساف) في الموسم الثاني لهذا البرنامج تم التصويت عليه بسبعين مليون (sms) بربع دولار للرسالة الواحدة فضلاً عن مردود الإعلانات الضخمة الذي يتخلل هذا البرنامج لشعبيته الكبيرة الآخذة بالتنامي، فأصبح الغناء هدفاً يسعى له الشباب العربي المعاصر ببرنامج غربي أعيد انتاجه عربياً.

          وما زال البرنامج مستمراً إلى يومنا هذا وهو في موسمه الرابع وقد فاز في مواسمه السابقة كلٌّ من (كارن سليمان/ مصر)، (محمد عسّاف/ فلسطين)، (حازم شريف/ سوريا) يحصل خلالها الفائزون – وبعيداً عن اللقب- على 250 ألف ريال سعودي، وعقد فني مع شركة بلاتينوم ريكوردز، وإنتاج 3 أغنيات وتصوير فيديو كليب، ورحلة سياحية – درجة أولى مدفوعة التكاليف- مع صديقين له إلى جزر السيشيل تقدمة طيران الإمارات. 

وقد أثار اسم البرنامج جدلا في العالم الإسلامي، وذلك لاستخدام كلمة "آيدول" التي تعني "المعبود، أو الشيء الذي نعبده" باللغة الإنكليزية. وبررت المجموعة أن اسم البرنامج معناه هنا "محبوب العرب" ولا يمت بأي صلة لأمور ومعتقدات دينية.

برنامج X Factor 

النسخة العربية من برنامج المسابقات الغنائي البريطاني العالمي The X Factor الذي ابتكره سايمون كاول عام 2004 وطورته شركتا فريمانتل العالمية وسيكو إنترتيمنت. تمتلك شركة المستقبل للوسائل الاعلانية حقوق إنتاج المسابقة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تم إنتاج موسمين من المسابقة عامي 2006 و2007 على قناة روتانا موسيقا تحت اسم "اكس فاكتور: إكسير النجاح". وقامت بتقديمه عارضة الأزياء اللبنانية السابقة جويل رحمة، وفي 2015 أشترت مجموعة MBC حقوق أنتاج البرنامج وبدأ عرضه في 14 مارس وقد لاقى نجاحا كبيرا عكس المواسم السابقة فقد أخد البرنامج نسبة مشاهدة عالية ويجلس على كراسي الحكام ثلاثة من مشاهير الفنانين في الساحة العربية كاللبناني راغب علامة واللبنانية أليسا والممثلة دنيا سمير غانم.

وتقوم فكرة هذا البرنامج على جذب الهواة وغير الهواة إلى البرنامج وهو كسابقه يختلف بالاسم والتفاصيل ويشترك بالغاية يختص بتقديم نماذج شبابية تحترف الغناء على الرغم من أن برنامج Arab idol هو الأكبر شعبية وشهرة من هذا البرنامج إلا ان X Factor  له قاعدة شعبية ملفتة عند الشباب العربي المعاصر وهو يسوّق للغناء كحالة صحية في المجتمع. 

أما جوائز هذه المسابقة المقدمة من «بيبسي»، وهي السفر إلى لندن لمقابلة مؤسس البرنامج وفكرته سايمون كاول، وزيارة إلى «سوني ميوزك» وتوقيع عقد مع «Sony Music Entertainment»، إضافة إلى دعوة VIP لزيارة سفينة «Stars on Board»، وتمضية 4 ليالٍ في رحلة بحرية مع مجموعة من أبرز نجوم الوطن العربي، وجائزة نقدية قيمتها 100 ألف ريال سعودي من البرنامج.

برنامج The Voice 

ذا فويس: أحلى صوت، هو النسخة العربية من برنامج المسابقات الغنائي الهولندي العالمي "ذا فويس" «The Voice» الذي اخترعه جون دي مول وروئيل فان فيلزن عام 2010 وطورته شركة سوني العالمية وتالبا. انطلق الموسم الأول من المسابقة في 14 أيلول 2012 على قناة(MBC1) وأيضا على قناة (lbs) اللبنانية، وهي من تقديم الممثل المصري محمد كريم والممثلة اللبنانية نادين نجيم التي تستعرض في حلقة خاصة كل ما حدث في كواليس الحلقة الرئيسية. يتم تصوير البرنامج في استوديوهات القناة في منطقة ذوق مصبح بالعاصمة اللبنانية بيروت.

ويحصل الفائز على عقد تسجيل ألبوم وعقد عمل مع يونيفرسال العالمية للموسيقا، إلى جانب شركة «سوني تي في برودكشن» مع شركة بلاتينيوم، مسؤولة عن تسويق الإنتاج الفني للبرنامج. كما سيحصل على فرصة التعاون مع المنتج العالمي ريد-وان من خلال أغنية من ألحانه، توزيعه وإنتاجه، سيقدمها للفائز بالتعاون مع يونيفرسال العالمية. كما سيحصل أيضا على سيارة شيفروليه طراز تريل بليزر 2013.

فاز في هذه المسابقة(مراد بوريقي/ المغرب 2012) (ستار سعد/ العراق 2013-2014) (نداء شرارة/ الأردن 2015)

وكل هذه المغريات المادية بالجوائز والعمل المربح والمعنوية بالشهرة والظهور العالمي فخ لاستقطاب الطاقات الشبابية وتذويبها بهذا اللهو والانحراف عن الطريق القويم وأكثر من ذلك ففي المشتركين من يصرح ان اشتراكه في هذه البرامج سواء أرب آيدل أو ذا فويز أو كونت تالنت هو لمجرد اللقاء بمن يقتدون بهم وهم المطربون الذين حققوا شهرة واسعة من خلال وسائل الإعلام وتلك البيئة التي هيأها ليكون مثل هؤلاء قدوة لكثير من الشباب.

برنامج The voice kids  

هو النسخة المخصصة للأطفال من برنامج ذا فويس أحلى صوت، عُرِض موسمه الأول بداية من 2 يناير 2016، يخص الفئة العمرية التي تتراوح بين 7 و14 سنة. ظهر منه موسم واحد فازت فيه الطفلة اللبنانية (لين الحايك)

وهذا تقريباً من أخطر هذه البرامج إذ أنها لا تستهدف فئة الشباب ومحاولة إغرائهم، بينما يأتي هذا البرنامج بمشتركين أسهمت عائلاتهم بدعمهم وتهيئتهم ليكونوا "مطربين" أو ان يسلكوا هذا الطريق ويكون مقبولا في مستقبلهم فيتربى الطفل بهذه التربية المنحرفة منذ صغره. 

برنامج  Arab Got Talent

 أرابز غوت تالنت(للعرب مواهب) برنامج ترفيهي من نوع تلفزيون الواقع يسلط الضوء على البحث عن المواهب الفردية والجماعية الموجودة لدى العرب. البرنامج هو النسخة العربية من البرنامج البريطاني "Britain's Got Talent" الذي عرض للمرة الأولى في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2009 على قناة إن.بي.سي، ولاقى نجاحاً كبيراً، أحد جوانب هذه المسابقة جيد من اكتشاف المواهب البعيدة عن الطرب والغناء من مهارات رياضية وغيرها، إلى جانب المواهب المهارية التي تتقدم إلى البرنامج من أجل الظهور هناك مساحة واسعة للغناء والرقص التي يتبناها البرنامج ويشجعها ويتهافت عليها الشباب لغرض الظهور وهي أيضا بالنسبة للقناة ذات مردود تجاري كبير. 

انطلق البرنامج عربياً في 14 يناير 2011 على قناة (MBC4)، وهو من تقديم الإعلامية اللبنانية ريا أبي راشد ومغني "الهيب هوب" السعودي قصي خضر. يتم تسجيل البرنامج في استوديوهات شركة جي ماجيك في بيروت. تبلغ قيمة الجائزة المقدمة للفائز بالمسابقة 500.000 ريال سعودي وسيارة كرايسلر 300C.

فاز في هذا البرامج (عمرو قطامش/مصر 2011) (فريق خواطر الظلام/ السعودية 2012) (فرقة سيما/ مصر2013) (صلاح انترتاينر/فرنسا الجزائر المغرب2015)         

برنامج Big Brother

(الرئيس) برنامج من فئة تلفزيون الواقع. يسلط الضوء على حياة مجموعة من الأشخاص مقيمون في منزل واحد ومعزولون تماماً عن العالم الخارجي يختلط فيه الشباب بالبنات. هو النسخة العربية من البرنامج الهولندي بيغ براذر (Big Brother)، الذي اخترعه الهولندي جون دي مول ويوزع من قبل شركة إندمول العالمية، ومازال يعرض في العديد من دول العالم، ويلقى نجاحاً كبيراً.

بدأ بثه عربياً يوم السبت 21 شباط 2004 واستمر حتى 2 آذار من العام نفسه، على قناة (mbc2) قدمته الإعلامية اللبنانية رزان مغربي. أقيم في منزل بني له خصيصاً في جزيرة أمواج البحرينية. كان مقرراً أن تكون مدة البرنامج 70 يوماً، وأن يحصل الشخص الذي يبقى إلى النهاية على لقب الرئيس وجائزة مالية بمقدار 100,000 دولار أمريكي. لكنه أوقف وألغي تماماً بعد 11 يوماً من بدئه، ورغم أن البرنامج الأصلي يُبث بثاً متواصلاً في قناة خاصة، كانت النسخة العربية تُبث فقط لنصف ساعة يومياً، تتضمن تقريراً عن يوم كامل للمشتركين. وكان مقرراً أن تُبث أسبوعياً يوم السبت حلقة على الهواء مدتها ساعة ونصف، يُستبعد فيها أحد المشتركين من المنزل وفرصة الفوز. وهو يشبه في فكرته "ستار أكاديمي" الذي يستمر بث واستعراض حياة المشتركين وملاحقة الكاميرا لهم حتى في الحمام أحيانا ولدى تغيير ملابسهم.

ومن خلال هذا العرض نخلص إلى ان مجموعة قنوات (mbc) أحد الجهات الإعلامية الراعية لكثير من البرامج التي تحاول إنشاء بيئة مهيأة لتقبل الكثير من السلوكيات المنحرفة ليس فقط في هذه البرامج, بل ببثها عدداً كبيراً من البرامج والوثائقيات التي تصور حياة الغرب وطريقة عيشهم فضلاً عن الأفلام التي تنقل العنف والعلاقات غير الشرعية والانحلال والمافيات والمؤامرات والتفوق الغربي على شعوب الشرق الأوسط وما من شأنه تسريب الإحباط والدونية إلى مجتمعاتنا، ولا نبخس حقها في عرض الكثير من البرامج الإيجابية التي تحث على زيادة المعلومات العامة للقارئ وكذلك الوثائقيات الهامة التي تتناول مختلف العلوم الإنسانية ويبقى التوجيه الأسري حجر الزاوية من أجل تحديد تلك الإيجابيات والحدّ من سلبياتها.  

المجموعة الثانية: البرامج الترفيهية المتنوعة

وتهتم باكتشاف المواهب العلمية أو تقيم المسابقات التي تجمع بين المعلومات والترفيه وهي متنوعة وتعتمد على رصيد المشارك من المعلومات كبرنامج:

من سيربح المليون ؟ والصفقة والقوة العاشرة , والمجازفة والمحك والمصيدة, ووايب أوت, وللزمن ثمن .

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف