البحث في...
الإسم
الإسم اللاتيني
البلد
التاريخ
القرن
الدين
التخصص
السيرة
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة
رمبولدي

رمبولدي

الإسم اللاتيني :  g . B . Rampoldi
البلد :  إيطاليا
التاريخ :  1761م - 1836م
القرن :  18 - 19
الدين : 
التخصص : 

أول إيطالي عني بالتاريخ الإسلامي.

ولد في أوبلدو Uboldo (بنواحي ميلانو) في 1761. وقضى معظم حياته في مدينة ميلانو وفيها توفي في 1836. وقام في أثناء حياته برحلات عديدة وطويلة: في بلاد اليونان، وفي تركيا، وفي الجزيرة العربية، وفي سوريا، وفي مصر. ويقال أيضاً إنه رحل إلى الهند وإلى أمريكا. وكان قيامه بهذه الرحلات إبان شبابه. ويقول أماري Amari عنه: «إن هذا العالم المحصّل الإيطالي قام برحلات طويلة في الشرق... ولهذا فإن من المحتمل جداً أنه كان يفهم اللهجة العامية العربية. أما أنه كان يعرف العربية معرفة وثيقة فهذا ما لا أظنه. لأنه يكشف عن جهل أحياناً بأوضح الأشكال النحوية... كذلك يبدو أنه كان في الغالب يلجأ إلى الترجمات الأوروبية، بدلاً من الرجوع إلى الأصول العربية... لهذا لا ينبغي أن نخدع بالاقتباسات العديدة جداً التي يسوقها، ولا بأسماء المؤلفين العرب والفرس، بينما هو لا يميز بين أولئك الذين قرأ لهم مباشرة وبين من يذكرهم نقلاً عن آخرين».

واشتغل موظفاً في بلدية ميلانو.

وكان متعدد الاهتمامات الفكرية. فكتب «دائرة معارف الأطفال» (1820 وما تلاها، وغيّر عنوانها في الطبعة اللاحقة إلى: «دائرة معارف جديدة للشباب»). وصنف متناً في سنوات التاريخ Cronologia العالمي (1828)، و «سنوات تاريخ إيطاليا» (1832 ـ 1836)، و «معجم المشاهير» (1822 ـ 1823).

لكن الكتاب الذي اشتهر به هو كتاب: «حوليات إسلامية» Annali Musulmani، وهو كتاب ضخم يقع في 12 مجلداً، ظهر في ميلانو بين 1822 و 1826، والجزء الثاني عشر منه: فهارس.

في هذا التاريخ الذي سرد فيه المؤلف الأحداث التاريخية الإسلامية على نظام الحوليات (مثل الطبري وابن الأثير وغيرهما من المؤرخين المسلمين). ويشمل من عصر النبي حتى فتح القسطنطينية في 1453م. فينتقل من «حياة مُشرِّع العرب» إلى «تاريخ الخلافة الأولى الحقيقية» (أي عصر الخلفاء الراشدين)، ومن ثم إلى الدولة الأموية، فالدولة العباسية، فـ «انحلال الإمبراطورية العربية بسب تمرّد الحرس الترك»، إلى انهيار الخلفاء، ثم الحروب الصليبية، ثم «الإمبراطورية العربية وقضاء هولاكو التتاري المغولي عليها»، ثم سلاجقة الروم، ثم بداية الدولة العثمانية. ثم ينتهي إلى «القضاء التام على الإمبراطورية الرومانية بفتح القسطنطينية». وهكذا يسرد تاريخ المدة من 578م، التي اعتبرها اعتباطاً تاريخ مولد النبي، إلى 1453م وتحت كل سنة يسرد الأحداث الرئيسية، وأحياناً بعض الحوادث العارضة، ويختم كل سنة بذكر «حوادث مختلفة» وذكر وفيات الشخصيات البارزة في السياسة والدين والعلوم.

ويستهل كل مجلد بفصل تقديمي يتحدث فيه عن الحادث الرئيسي في المجلد: مثلاً في المجلد الثالث عن الفتوح الإسلامية الأولى: يعقد مقارنة بين العرب والروم في تكوين كل واحد منهما لإمبراطوريته؛ وفي المجلد السادس يقدم بفصل ينقد فيه حكم العرب إذ يأخذ عليه افتقاره إلى علم التشريع وإلى المبادئ السياسية التي هي أساس الدُّول.

ويتلو سرد الأحداث في كل مجلد جهازٌ ضخمٌ من الحواشي والتعاليق، يكشف عن علم رمبولدي الغزير، أكثر مما يكشف عن ذلك نصّ سرد الأحداث، وفي هذه الحواشي يودع ثمرات أسفاره في بلاد الإسلام، ويسوق معلومات مفيدة: جغرافية، وعرقية، واجتماعية، وأثرية، ودينية، وتاريخية. حتى إن هذه الحواشي وحدها تؤلف دائرة معارف صغيرة عن تاريخ الإسلام وحضارته. ولهذا فإن هذه الحواشي هي القسم الأصيل في كتاب «الحوليات الإسلامية» هذا.

وقد عنى جوزپي جبرييلي ببيان «المصادر التاريخية التي نقل عنها رمبولدي في كتابه حوليات إسلامية» (مقال في RSO جـ 9 (1922) ص 258 ـ 286) وهي تزيد عن ثلثمائة مصدر اقتبس منها رمبولدي. ومن هنا قامت مشكلة: من أين لرمپولدي أن يطلع على كل هذه المصادر، خصوصاً وأن غالبيتها العظمى كانت لا تزال في أيامه غير مطبوعة؟ وقد انتهى جوزپي جبرييلي إلى أن المصدر الرئيسي الذي استمد منه رمپولدي معلوماته هو مصدر غربي، لم يذكره بالاسم، وهو «المكتبة الشرقية» Bibliothè- pue Orientale تأليف ديربلو d'Herbelot (باريس، 1697). لكن، والحق يقال، ليست هذه «المكتبة الشرقية» المصدر الوحيد، بل هناك مصادر أخرى عديدة لم ترد في كتاب ديربلو هذا، ومنها استقى رمپولدي. ولهذا لا تزال مشكلة مصادر رمپولدي في حواشيه على كتابه «حوليات إسلامية» مفتوحة أمام مزيد من البحث.

ويقول أماري عن هذا الكتاب: «إن هذا العمل الكبير، الذي يقع في اثني عشر مجلداً، والذي يكشف عن ملاحظات محليّة صادقة، وعن كثير من التحصيل والاطلاع، وعن أفكار واسعة وفلسفية، وربما أيضاً عن وقائع صحيحة لا يجدها الباحث في كتاب آخر، أقول إن هذا العمل سيظل غير مفيد، لأننا لا نعرف في كثير من الأحوال ما إذا كانت الروايات منقولة عن مصادر موثوق بها، وما إذا كان المؤلف ينقل بدقة، أو أنه يضيف من عنده أشياء اختلطت في ذاكرته، أو بدت له ضرورية لإتمام ما أغفله الأخباريون. ويمكن الإفادة من «حوليات» رمپولدي لو وقعت بين يدي مستشرق ممتاز المخطوطات العربية أو الفارسية التي تركها بعد وفاته؛ بيد أني لم أستطع أن أعرف كم عددها، ولا ما هي، ولا إلى أين صارت. هنالك سيكون من الممكن الرؤية بوضوح في هذا الخليط من العناصر. غير أني رأيت من واجبي أن أرفض تماماً الاعتماد على أقوال رمپولدي» (الموضع نفسه)( ).

كذلك يأخذ عليه موتلاّرو نفس المأخذ فيقول( ): «إن «حوليات» جوفاني باتستا رمبولدي عمل واسع جداً يكشف عن جهد صبور، وهو أوسع عرض يتعلق بالشئون العربية وأيضاً بشؤوننا نحن... لكن العيب الذي لا يغتفر هو أن المؤلف روى دُون أن يذكر الوثائق أو المؤلفين الذين اعتمد عليهم في تقريره لما قرر من وقائع؛ وإذا لم يكن عليه أن يذكرها كلها، فقد كان عليه على الأقل أن يذكر تلك التي لا تتفق مع ما تورده المصادر المعروفة. فليس بعجب إذن أن يقع في أخطاء كثيرة في عمل كبير كهذا، وقد وقع المؤلف في أغلاط عديدة في الأمور المتعلقة بصقلية. وقد حدث هذا لأنه ـ كما يبدو لي ـ لم يكن على علم بلغة هؤلاء المسلمين الذين يروى أحداثهم، أو كان علمه بلغتهم ضئيلاً».

على أن المؤلف كان ذا نزعة عقلية جعلته متحرراً من الأحكام السابقة المغرضة عن الإسلام. ولهذا كتب عن حياة النبي ورسالته دون تحامل سابق، وإن كان بروح عقلية استبعدت كل الخوارق والمعجزات. كذلك نجده لا يسكت عن المخازي التي ارتكبها الصليبيون خصوصاً في الحملة الصليبية الأولى لما أن أغرقوا قبر المسيح بالدماء ولم يرعوا له حرمة.

المصدر: موسوعة المستشرقين للدكتور عبد الرحمن بديوي، 1992

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف