البحث في...
الإسم
الإسم اللاتيني
البلد
التاريخ
القرن
الدين
التخصص
السيرة
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة
جوزيف توسان رينو

جوزيف توسان رينو

الإسم اللاتيني :  JOSEPH – TOUSSAINT REINAUD
البلد :  فرنسا
التاريخ :  1795م - 1867م
القرن :  18 - 19
الدين :  المسيحية
التخصص :  التاريخ والفتوحات الاسلامية

ولد في ديسمبر 1795 في مدينة لمبسك Lambesc (في محافظة مصبات الرون Bouches – du – Rhône جنوبي فرنسا)، وتوفي في 14 مايو 1867 في باريس. وقد بدأ دراسته الكلاسيكية في بلده. وذهب لإتمامها إلى أكس في البروفانص. وأراد الدخول في سلك رجال الدين، فدخل المعهد الديني. لكنه شاء المزيد من العلم، فسافر على باريس في 1814 لدراسة اللغات الشرقية. واستغرق ذلك كل تفكيره، حتى إنه قرر التخلي عن العمل في خدمة الكنيسة.

درس العربية في باريس على يدي المستشرق العظيم سيلفستر دي ساسي، وكان من زملائه في الدراسة جارسان دي تاسي، وجرانجريه دي لاجرانج Grangeret de Lagrange، وشارموا Charmoy وفرايتاج Freytag، وهومبير Humbert وغيرهم من المستشرقين البارزين الذين صاروا بعد ذلك من الأساتذة في الاستشراق، وعلى حد تعبير دوجا: «جنوداً تحت الإسكندر، وملوكاً بعد وفاته».

ولما كلف الكونت دي پورتالي de Portalis في 1818 بمهمة لدى الكرسي الرسولي (الفاتيكان) تتعلّق باتفاق بلاط فرنسا مع بلاد روما (البابا)، اصطحب معه رينو كسكرتير، خلال العام 1818 ـ 1819. واشتغل رينو في الوقت نفسه بأبحاث آثارية. وأمضى في روما 16 شهراً، زار في أثناءها المتاحف ودرس الآثار في روما وما حولها. وسيكون لهذه الرحلة أثر عميق في سيرة رينو العلمية.

ولما عاد إلى باريس عقد صلة مع ميشو Michaud الذي كان مشغولاً بكتابة «تاريخ الحروب الصليبية»، لكنه لم يكن يعرف العربية فكان في حاجة إلى من يتولى المقارنة مع المصادر العربية المتعلقة بتاريخ الحروب الصليبية. فقام رينو بترجمة ما كتبه المؤرخون العرب عن الحروب الصليبية ومقارنته بالمصادر الأوروبية. وأعانه على القيام بهذا العمل الشاق أنه عين مديراً من الرتبة الثالثة في قسم المخطوطات بالمكتبة الوطنية (الملكية آنذاك)، فوجد بين كنوز من المخطوطات النفيسة التي تتصل بموضوعه. ثم رقي موظفاً من الرتبة الثانية في 8 أبريل 1829، وموظفاً مساعداً في 14 نوفمبر 1832 خلفاً لعالم الصينيات أبل رموزا Abel Remusat الذي كان قد توفي في مستهل شهر يونيو 1832. وصار محافظاً في 31 أغسطس 1854، وإن كان قد شغل وظيفة محافظ فعلاً منذ وفاة رموزاً حتى توفي هو. وفي عام 1832 انتخب عضواً في أكاديمية النقوش والآداب، خلفاً لشيزي Chèzy.

ولما توفي سيلفستر دي ساسي في 25 مارس 1838، خلفه رينو على كرسي اللغة العربية في مدرسة اللغات الشرقية الحية في باريس. ومنذ 1847 صار ينتخب باستمرار رئيساً للجمعية الآسيوية، وصار في أبريل 1864 مديراً لمدرسة اللغات الشرقية خلفاًٌ لهاز Hase.

ولما كان موظفاً في قسم المخطوطات الشرقية في المكتبة الوطنية، قام بتصنيف وفهرسة المخطوطات الجديدة في هذا القسم، وفي تنقيح فهارس المجموعات القديمة. وحرر فهرس ملحق المخطوطات الشرقية، بالتعاون مع ش. دفرميري Ch. Defrèmery.

وكوّن علماء ممتازين في الدراسات العربية بتدريسه للغة العربية في مدرسة اللغات الشرقية، نذكر منهم: أرنست رينان، وأماري، والطبيب سنجنتي Sanguinetti، وشربونو Cherbonneau وباربييه دي مينار، وپافيه دي كورتي Pvet de Courteilles وجوستاف دوجا، وغيرهم عديدين. وكان قد خلف ـ كما قلنا ـ سيلفستر دي ساسي على كرسي اللغة العربية في مدرسة اللغات الشرقية الحية. وناهيك بسيلفستر دي ساسي! فهو الذي خلق تدريس اللغة العربية في فرنسا، وصار أعلم الناس بالعربية في أوروبا كلها. أما خلفه، فكان بعيداً عن بلوغ مرتبته، إذ لم يكن عالماً باللغة العربية، بوصفها لغة، إلى درجة كبيرة. ولم يكن يستطيع التأليف بالعربية، بل ولا الكلام الصحيح الجاري بها. وقد توفي رينو في 14 مايو 1867 في باريس.

أما عن سيرته العلمية، فقد بدأ رينو بالآثار الإسلامية. وكانت باكورة إنتاجه في هذا الميدان كتاباً بعنوان: «الآثار العربية والفارسية والتركية» الموجودة في مكتب دوق دي بلاكة Duc de Blacas ومكاتب أخرى (باريس، في مجلدين، 1828 مع 10 لوحات). وقد قسّمه إلى أربعة أقسام:

في القسم الأول يتحدث عن النقوش المحفورة في الأحجار الكريمة: اليصب، والعقيق اليماني Agate، والجزع Onyx، والياقوت الزعفراني Hyacinthe، والياقوت الأحمر Cornaline، والكركهان Amèthyste، وحجر الدم Hèmatite، واليشم Jade، والمرجان Corail، والزجاج، والذهب والحديد والصلب، والفضة. وكان العنبر و Bezoard يستعمل للخواتم. وكان أول خاتم للنبي محمد مصنوعاً من الذهب؛ ولما صار الذهب غالياً استبدل به الحديد، ولما زادت قوته استخدم الفضة. وقد درس رينو الخواتم، والأختام وبيَّن أن العبارات المنقوشة على الأحجار إما أن تكون دعوات دينية، أو مواعظ أخلاقية، أو مجرد عبارات للتفاؤل ومنع الحسد، إلخ، ومعظمها مأخوذ إما من القرآن، أو من البُرْدة. ويختم هذا القسم الأول ببيان استعمالات الأختام، وبالحديث عن الورق في فارس، وعن الحبر وأنواعه.

وأما القسم الثاني فيتناول الأشخاص المذكورين في النقوش على الأحجار الكريمة والآثار.

وفي القسم الثالث، وبه يبدأ المجلد الثاني، يصف الأحجار المنقوشة ويصنف الأحجار إلى أحجار تتعلق بالله، أحجار تذكر أحد الأولياء، أحجار تعبر عن فكرته في التقوى أو الخرافة أو الأخلاق، أحجار تذكر الخلفاء الراشدين، الأحجار المستعملة عند الشيعة، الأحجار المتعلقة بالعلوم المستورة (السحر، الطلمسات، إلخ). ويترجم إلى الفرنسية ما على هذه الأحجار كلها من نقوش.

وفي القسم الرابع يتناول الأسلحة، واللفافات، والأواني، والكؤوس السحرية، والمرايا، والطلمسات، والصحون، وأواني الشراب، والسجاجيد، وشواهد القبور. وفي الوقت نفسه يدلي بفوائد علمية عن التاريخ الإسلامي والعلوم في الإسلام وعادات الناس.

وكتاب رينو يعد رائداً في مجال دراسات الآثار الإسلامية وخصوصاً النقوش الإسلامية. وقد استمد الكثير من معلوماته في هذا الكتاب من الرحالة الأوروبيين، والمؤرخين المسلمين: أبي الفدا، وميرخوند، وخوندمير، والطبري، وابن خلدون، وابن العربي. كذلك رجع إلى كتاب «الأحجار» للتيفاشي، وكان رينيري Raineri قد ترجمه إلى الإيطالية في 1818.

وسائر أبحاث رينو في الآثار الإسلامية هي مقالات أو دراسات عن الأنواط، والنار الإغريقية، وفن الحرب عند العرب في العصر الوسيط.

وفي ميدان التاريخ الإسلامي يتجلى في المقام الأول ترجماته لصفحات المؤرخين المسلمين الذين كتبوا عن الحروب الصليبية، وقد نشر ذلك فيما يكون المجلد الرابع من «مكتبة الحروب الصليبية» Bibliothèue des Croisades، وقد ألحقه ميشو Michaud بكتابه في «تاريخ الحروب الصليبية».

وفي المقدمة التي صدر بها رينو هذه النصوص يسرد أسماء المؤلفين المسلمين الذين يترجم فصولهم، ويورد ترجمة موجزة لكل واحد منهم فيما يتعلق بالحروب الصليبية وحدها. وهؤلاء هم: ابن الأثير، بهاء الدين أبو المحاسن، عماد الدين، كمال الدين، أبو شامة، عبد اللطيف البغدادي، سويرس بن المقفع صاحب تاريخ بطاركة الإسكندرية، ابن الجوزي، ابن مُيَسَّر، ابن زولاق، ابن خلّكان، جمال الدين، أبو الفدا، أبو الفرج وابن المكين، والنويري، والذهبي، والمقريزي، والسيوطي، ومجير الدين، إلخ. ومؤلفات هؤلاء المؤلفين مسلمون، باستثناء أبي الفرج ابن العبري، وسويرس ابن المقفع، وابن المكين. وهم ينقلون الواحد عن الآخر. أما المؤرخون الأصلاء فهم: ابن الأثير، وبهاء الدين، وسويرس ابن المقفع، وشافي بن علي مؤرخ السلطان قلاوون.

ويرسم رينو لوحة موجزة يبين فيها أحوال الشرق الإسلامي لدى ظهور الصليبيين ثم يبدأ من سنة 490 هـ (1097م) عرض الوقائع التي جرت أثناء الحملات الصليبية، بحسب ما أورده المؤرخون العرب، حتى 690 ـ (1291م). وعلى ذكر الوقائع يورد حكايات عن الأحوال العقلية والأخلاقية والنظم التي كانت في العالم الإسلامي إبان تلك الفترة. وعلى غرار ابن الأثير، يورد الأحداث عاماً بعد عام. وصاحب الفضل في جمع هذه المواد لأول مرة هو الراهب البندكتي برترو Don Berthereau الذي ترجمها إلى اللاتينية. فجاء رينو في إثره وصحح ما وقع فيه برترو من أخطاء في الترجمة، وتوسع كثيراً في استقصاء النصوص المتعلقة بالحروب الصليبية عند المؤلفين العرب.

وكان كتابه هذا تمهيداً لتنفيذ مشروع اقترحته أكاديمية النقوش والآداب لوضع «مجموع المؤرخين العرب الذين أرّخوا للحروب الصليبية» Recueil des Historiens Arabes des Guerres des Croisades: فيه يورد النص العربي مشفوعاً بترجمة إلى الفرنسية.

وقد تولى رينو تصنيف الجزء الأول من هذا المشروع الضخم، وساعده في القسم الأول منه دفرميري Ch. Defremèry.

وانتقل رينو من الحروب الصليبية في الشرق، إلى ما يضادها في أوروبا أعني غزوات المسلمين في أوروبا فأصدر كتاباً بعنوان: «غزوات المسلمين في فرنسا، ومن فرنسا في سافويا بيمونته وسويسرة، خلال القرون الثامن والتاسع والعاشر للميلاد، بحسب المؤلفين النصارى والمسلمين» (باريس، 1836، في 320 ص): Invasions des Sarrasins en France et de France en Savoie en Pièmont et en Suisse. Pendant les VIII e, IX e et X e siècles de notre ère, d'après les auteurs chrètiens et mahomètans.

ويتألف هذا الكتاب من أربعة أقسام:

في القسم الأول سرد غزوات المسلمين في فرنسا ابتداءً من إسبانيا بعد افتتاح المسلمين لها، حتى إخراجهم من ناربون (أربونة في المصادر العربية) Narbonne ومن كل بلاد لغة الأوك Le Languedoc (في جنوبي فرنسا) على يد پيپان القصير Pèpin le Bref في 759م.

والقسم الثاني يشمل غزوات المسلمين في فرنسا منذ إخراجهم من ناربون حتى استقرارهم في إقليم البروفانص في 889. وقد ساعد المسلمين على القيام بهذه الغزوات أساطيلهم التي أنشأوا لها دار صناعة في كل من سواحل إسبانيا وشمال إفريقية. وفي هذه الفترة وقعت أعمال القرصنة.

وفي القسم الثالث يتحدث رينو عن استقرار المسلمين في إقليم الپروفانص، وقيامهم من ثم بغارات على إقليم السافوا، وإقليم پيمونته (شمال غربي إيطالي)، وسويسرة ـ إلى أن أخرجوا نهائياً من فرنسا في 975، أي أن حكمهم لإقليم الپروفانص (جنوب فرنسا) قد استمر 86 عاماً.

وفي القسم الرابع يبين رينو الخصائص العامة لغزوات المسلمين في فرنسا وما جاورها وما كان لها من نتائج. ويتحدث عن أخلاق هذا العصر، وعادات الناس، وأصول الجيوش الإسلامية الغازية. ويذكر أن اليهود، بالتفاهم مع المسلمين، كانوا يتاجرون في تجارة الخصيان من فرنسا إلى إسبانيا. وأنه كان يوجد في إسبانيا وفرنسا مؤسسات تتولى فداء الأسارى، وأن المسلمين كانوا يتركون للنصارى اتباع شرائعهم الخاصة بهم. ويختم كتابه بالفحص عن الأثر الذي عسى أن يكون المسلمون قد أحدثوه في الأدب الفرنسي الناشئ.

وقد استعان، في سبيل تأليف كتابه هذا، بالعديد من المصادر: العربية والأوروبية، فمن المصادر العربية رجع إلى مؤلفات المقرّي، والنويري، وابن القوطية، والإدريسي، وابن حوقل، وابن أبي زرع صاحب «روض القرطاس». ومن بين المصادر الأوروبية رجع إلى: «مجموع مؤرخي بلاد الغال» تصنيف بوكيه Don. Bouquet, Recueil des Historiens des Gaules، وإلى مجموع موراتوري Muratori بعنوان: «الكُتّاب الذي كتبوا عن شئون إيطاليا» Rerum Italicarum Scriptores إلى جانب مجاميع أخرى كبيرة.

وفيما يتصل بتأثير المسلمين في الأدب الفرنسي الناشئ في العصر الوسيط، استفاد من كتب الـ Fabliaus تأليف لوجران دوسي Legrand d'Aussy، وتأليف Roman de Partonopens de Blois، وتأليف فيلومين Philomène، لافيولت La Violette، وجارا Garin le Loherain، وجيروم القصير الأنف Guillume au Court-Nez، وغيرهم.

وعكف رينو على دراسة الجغرافيا عند العرب. فنشر، بالاشتراك مع دي سلان، نص كتاب «تقويم البلدان» لأبي الفدا، 1840 تحت عنوان Gèographie d'Aboulfeda (المطبعة الملكية، في حجم الربع، لحساب الجمعية الآسيوية). وترجم رينو ـ وحده ـ النصف الأول من الكتاب. وصدره بمقدمة ضافية ممتازة عن تاريخ الجغرافيا عند العرب، وكان بذلك أول من تناول هذا الموضوع على نحو مفصل: فهو يحلل مؤلفات كبار الرحالة والجغرافيين العرب، ويفصّل القول في بيان اتجاهاتهم ومناهجهم الفلكية والرياضة، وطرائقهم في رسم الخرط الجغرافية، ومدى معارفهم الجغرافية، وأصل البوصلة واستعمالها في الملاحة البحرية. وقد زود الكتاب بخرائط تصوّر الأرض كما تصوّرها الإصطخري، والإدريسي، والمسعودي، والبتّاني. ولهذا تعدّ هذه المقدمة رائعة من روائع البحث العلمي عند المستشرقين.

وتبين لرينو أن العرب أخذوا الكثير عن الهند في نظرياتهم الجغرافية. واستند في هذه الدعوى إلى نصوص عربية كانت لا تزال مخطوطة. فنشرها في «المجلة الآسيوية» تحت عنوان: «نصوص عربية وفارسية تتعلق بالهند» («المجلة الآسيوية» JA أعداد أغسطس وسبتمبر وأكتوبر 1844، وفبراير ـ مارس 1845). وجمع مقالاته هذه في كتاب مستقل ظهر في باريس 1845، يقع في 35 + 228 ص. وهذه النصوص التقطها رينو من: «مجمل التواريخ» (وهو بالفارسية)، و «الشاهنامه»، و «ما للهند من مقولة» للبيروني، و «فتوح البلدان» للبلاذري.

وتابع العمل في هذا الميدان: ذلك أن الأبيه رينودو Abbè Renaudot كان قد أصدر في 1718 ترجمة فرنسية لكتاب عربي في العلاقات بين الهند والصين، تحت عنوان: «علاقات قديمة بالصين والهند» Anciennes Relations des Indes st de la Chine. وجاء لانجلس Langlès فطبع الأصل المخطوط الموجود في المكتبة الوطنية، وأوضح بعض المواضع، وملأ المناقص مستعيناً بكتب مشابهة. ثم ترجمه ترجمة جديدة، لأن ترجمة رينودو كانت فاسدة. وظهر ذلك بالعنوان التالي:

Relation des voyages faits par les Arabes Persans dans l"Ide et la Chine au IX e siècle de l'ère Chrètienne. Texte de M. Langlès. Traduction nouvelle, introduction et notes de M. Reinaud 2 vols, in – 18, 1845. Paris, Imprimerie Royale a6.

وفي المقدمة التي صدر بها رينو هذا الكتاب تحدث عن المعلومات الجغرافية عند العرب فيما يتعلق بالبحار الشرقية في الوقت الذي كتبت فيه هذه الرحلة. وحدد الطرق التي كان سلكها البحارة العرب في المحيط الهندي وبحر الصين، وكذلك البحارة الهنود الصينيون. وأهمية هذه الرحلة تقوم في أنها تمت في القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي) في الهند وفي الصين، وليست لدينا مصادر أخرى عن الملاحة في بحار الهند والصين في تلك الفترة.

وتوّج أبحاثه عن الهند وعلاقتها بالعرب بكتاب بعنوان: «بحث جغرافي وتاريخي وعلمي عن الهند، قبل منتصف القرن الحادي عشر الميلادي، بحسب المؤلفين العرب والفرس والصينيين». (باريس، 1849، ويقع في 400 ص من حجم الربع، وفيه خريطة رسمها أمزاك). Mèmoire Gèographique Historique et Scientifique sur I'Inde (وهو برقم 18 في مجموعة منشورات أكاديمية النقوش والآداب).

وواصل دراساته حول العلاقات التجارية بين البلاد العربية والهند، فنشر «بحثاً عن ميسان( ) وخراسان والملاحة في بحر أريترية، بحسب شهادة مؤلفين يونانيين ولاتين وعرب وفرس وصينيين»؛ وقد نشره في «المجلة الآسيوية» (عدد أغسطس ـ سبتمبر 1863، من 338 ص). ثم توسع فيه جداً فأصبح يتكون من مجلدين نشرا في مجموعة أكاديمية النقوش والآداب، المجلد الرابع والعشرين. وقد بين رينو أن هذين الإقليمين: ميسان، وخراسان ـ قاما بدور الوسطاء في العلاقات التجارية بين الغرب الروماني وبين الشرق. وكان ملوك ميسان وخراسان هم المسيطرين على التجارة في الخليج العربي.

وفي الكتاب أيضاً بحث في رسالة عن الملاحة في بحر أريترية (البحر الأحمر) تنسب أحياناً إلى بطليموس، وأحياناً أخرى إلى أريان Arrien، أو إلى غيرهما. وقد بيَّن رينو أن هذه الرسالة كتبت في منتصف القرن الثالث الميلادي، كتبها شخص يدعى Firmus، وكان تاجراً كبيراً في عصر الإمبراطور أوريليان Aurèlien يتولى التجارة بين مصر وبين البحار الشرقية. فتأدى به البحث إلى دراسة التجارة بين الإمبراطورية الرومانية وبين الهند والصين وإيران، وتمخض عن كتاب بعنوان: «العلاقات السياسية والتجارية بين الإمبراطورية الرومانية وبين آسيا الشرقية» (هو ركانيا، والهند، وإقليم بخارى، والصين) خلال القرون الخمسة الأولى من الميلاد، بحسب شهادات لاتينية ويونانية وعربية وفارسية وهندية وصينية». وزوده بأربع خرائط. وقد نشر أولاً في «المجلة الآسيوية» (مارس، أبريل، مايو، يونيو 1863) ثم نشر على حدة مع بعض التصحيحات والإضافات.

وقد بيّن في هذا الكتاب أنه بعد انتهاء حكم مارك أنطونيوس وكليوبطرة، تأسست مراكز تجارية بحرية في أماكن التجارة الرئيسية على سواحل البحار الشرقية، وتألفت شركات تجارية بحرية منظّمة. وفي موسم الرياح الموسمية كان ما يقرب من ألفي شخص يزورون سواحل البحر الأحمر، والخليج العربي والهند. وفي موسم الحصاد، كان يفد إلى مصر عدد مماثل من الأشخاص. وهكذا كان هناك اتصال منتظم بين الغرب (الإمبراطورية الرومانية)، والشرق (الهند، وبكتريا، والصينن إلخ). وتبدأ هذه العلاقات في عام 36 قبل الميلاد. ولم يتناول رينو في هذا الكتاب ما يتعلق بجزيرة العرب، والحبشة، وميسان، وخراسان، وأرمينية ومملكة البرتيين، لأن المصادر عنها موفورة، واقتصر على البلاد التي لم يكتب عنها مؤرخو الإمبراطورية الرومانية ـ القدماء منهم والمحدثون ـ إلاّ القليل.

ولا يفوتنا أن نذكر ما قم به رينو من اعمال في ميدان الفيلولوجيا العربية. وأهم عمل له في هذا الميدان هو نشرته الجديدة، بالاشتراك مع دارنبور J.Derenbourg، لكتاب «مقامات الحريري» الذي كان قد نشره لأول مرة سيلفستر دي ساسي. هذه النشرة الجديدة روجعت على مخطوطات، وزودت بتعليقات تاريخية بالفرنسية. وظهرت في مجلدين، 1847 ـ 1848، عند الناشر هاشت وكان دي ساسي قد شرح «المقامات» في نشرته باللغة العربية. لكنها كانت في حاجة إلى إصلاحها في كثير من النواحي. وهذا ما فعله رينو. وهذا الإصلاح يتجلى في أمرين: أولاً: زود رينو هذه النشرة بمقدمة ضافية تتناول حياة الحريري وتأثير مؤلفاته في الأدب العربي. وثانياً: زودها بالتعليقات الوفيرة التاريخية والأدبية واللغوية والجغرافية وغيرها، وكثير منها كتبه دارنبور، وهي كما قلنا بالفرنسية. وزودا هذه النشرة بفهارس للكلمات المشروحة، وللأشخاص والأماكن.

وكما قام الشيخ ناصيف اليازجي بنقد نشرة دي ساسي؛ قام لبناني آخر هو أحمد فارس الشدياق بنقد نشرة رينو ودارنبور، وسجل تصحيحاته في «ذنب لكتابه» الغريب: «الساق على الساق فيما هو الفارياق» (ص 10 وما يليها).

المصدر: موسوعة المستشرقين للدكتور عبد الرحمن بديوي، 1992

-------------------------------------------------

(( مصدر ثاني ))

جوزيف توسن رينو

(1795 ـ 1867)

 Reinaud, J. T

ولد في لامبسك، وتوفي في باريس. وكان من تلاميذ دي ساسي ومقتفي آثاره. وقد عين أميناً على المخطوطات الشرقية في مكتبة باريس، وعضواً في المعهد العلمي، وأستاذاً للعربية في مدرسة اللغات الشرقية ثم رئيساً لها، فتخرج عليه كثيرون، وصنف تصانيف ما زال العلماء يعولون عليها.

آثاره :

 سلسلة التواريخ لسليمان التاجر نشره لانجلس متناً وترجمة وقدم له رينو في 180 صفحة (باريس 1815)

 والآثار العربية والفارسية والتركية في ديوان الدوق دي بلاكا، وهي أقدم التواريخ في العاديات الإسلامية (باريس 1828)

وملخص ما كتبه مؤرخو العرب عن حروب الصليبيين (1829)

والحروب الصليبية من تاريخ الكامل لابن الأثير (1832)

 وترجم إلى الإنجليزية قسماً من إتحاف الاخصا لشمس الدين السيوطي ـ مع نسبته إلى جلال الدين السيوطي الذي نشر له كادوز F. Cadoz  وكان من رجال القضاء الجامع الصغير متناً وترجمة مرسيليا 1851 (لندن 1836) وصنف كتاباً في فتوح العرب في فرنسا (1836) ونشر لأول مرة بمعاونة دي سلان: ديوان امرئ القيس (1837) وبمعاونة جوزيف ديرنبورج، وكاترمير، ودي سلان: تقويم البلدان لأبي الفداء (1840، وترجمة إلى الفرنسية بمعاونة جويار في جزءين، 1848 ـ 83) وترجم، بمعاونة جوزيف ديرنبورج: من لغة مقامات الحريري التي كان قد نشرها دي ساسي، بعد تحقيق وإضافات وحواش عليها (1847 ـ 53) ونشر جزءاً من فتوح البلدان للبلاذري، وهي نبذة عربية فارسية، متناً وترجمة فرنسية (ليدن 1845) ورحلات الرحالين من العرب والفرس إلى الشرق الأقصى في القرن الثالث الهجري، وكان قد أشرف عليه لانجلس (باريس 1845) ومن مصنفاته تاريخ المدفعية ـ وفيه مقتبسات من حسن الرماح (1845) والمدخل إلى جغرافية الشرقيين، وهو تاريخ شامل في علم الجغرافيا لدى العرب (1848) وأمور الهند (1849) عدا مقالات الرصينة في كبرى مجلات الاستشراق، عن المخطوطات العربية، والعلاقات التجارية بين الروم وبين الشرق، والفسيفساء عند العرب، واللغة العربية في سوريا عام 1857، والنار اليونانية وفن الحرب عند العرب.

المصدر : كتاب ( المستشرقون )  لنجيب العقيقي - دار المعارف ط3 ج 1 ص 189

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف