البحث في...
الإسم
الإسم اللاتيني
البلد
التاريخ
القرن
الدين
التخصص
السيرة
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة
فرانشيسكو خافيير سيمونت

فرانشيسكو خافيير سيمونت

الإسم اللاتيني :  francisco javier simonet
البلد :  إسبانيا
التاريخ :  1829م - 1891م
القرن :  19
الدين :  المسيحية
التخصص :  الادب - تاريخ غرناطة - المخطوطات

مستشرق إسباني عني خصوصاً بتاريخ غرناطة وتاريخ المستعربين، أي النصارى الذين اعتنقوا الإسلام في إسبانيا.

ولد في مالقة (على الساحل الجنوبي الشرقي من إسبانيا) في أول يونيو سنة 1829.

وأراد له أبوه أن يصبح قسيساً، فألحقه بمعهد ديني لتخريج القساوسة. فدرس في هذا المعهد ثلاث سنوات في اللاهوت، وثلاث سنوات أخرى في الفلسفة. لكنه ترك المعهد دون الحصول على إجازة تؤهله ليكون قسيساً. لكنه أفاد من سنوات الدراسة هذه في تكوينه العلمي، وخصوصاً في اتقان اللغة اللاتينية.

وغادر مالقة بصحبة أخيه فتوجها، مشياً على الأقدام ـ إلى مدريد. وهنا في مدريد استغاث بأحد أبناء بلده مالقة، وهو أستبانث كالدرون (1799 ـ 1867) Estèbanez Calderonن وكان قد بلغ مناصب رفيعة (راجع المادة)، كما أنه كان يعرف العربية ويقتني مجموعة من المخطوطات العربية فكلّفه أستبانث برعاية مكتبته، كذلك راح يعلّمه العربية. وهكذا أخذ سيمونت في تعلم اللغة العربية على يدي أستبانث.

فلما أتقن العربية في سنة 1851، أرسله أستبانث إلى الأسكوريال ليحصل منها على معلومات عن تاريخ المشاة الإسبان، وكان أستبانث مشغولاً آنذاك بإعداد هذا التاريخ. وحصل له على إذن بالاطلاع على المخطوطات العربية في الأسكوريال. فسافر إلى الأسكوريال، ومن ذلك التاريخ، سنة 1851، تردد مراراً على الأسكوريال للاطلاع على المخطوطات العربية.

في سنة 1855 أتمّ دراسة القانون، وحصل على إجازة في القانون، لكنه لم يمارس أية مهنة قانونية، وإنما استمر مكبَّا على دراسة التاريخ والآداب. وحصل على وظيفة مدرس للغة العربية في المعهد العلمي Ateneo Cientifico في مدريد. وبدأ محاضراته في أكتوبر سنة 1857، وكانت تدور حول «التاريخ الأدبي للعرب في إسبانيا». وفي السنة التالية أخذ يدرّس «اللغة العربية وآدابها»؛ وفي السنة التالية (سنة 1859) كان يدرس «اللهجة العربية العامية في مراكش».

وحصل على الليسانس في الفلسفة والآداب في سنة 1860. وأعلن آنذاك عن شغل كرسي اللغة العربية في جامعة غرناطة، فتقدم للحصول عليه، وحصل عليه، وكان منافسه هو Leopoldo Eguilay Yanguas.

ثم اختير عضواً في أكاديمية التاريخ في سنة 1862.

ومن ذلك التاريخ توفر على الدراسات العربية وحدها، حتى آخر عمره.

ومنذ سنة 1850 كان على اتصال بالمستشرق الهولندي الكبير رينهرت دوزي Dozy الذي كان على علاقة وثيقة مع أستبانث بواسطة رسائل كان أستبانث يمليها على سيمونت بسبب ما أصاب بصره من ضعف شديد في السنوات الأخيرة من حياته. ومن هنا بدأت المراسلات بين دوزي وبين سيمونت نفسه، وكانت تدور حول موضوعات في اللغة العربية خصوصاً وأن دوزي كان يعمل في معجمه العظيم: «تكملة المعاجم العربية»، بينما كان سيمونت يعمل في كتابه: «معجم المُسْتَعْربة». كذلك تناولت هذه المراسلات موضوعات في الجغرافيا العربية، إذ كان دوزي يحضر الطبعة الثالثة من كتابه: «مباحث في التاريخ والأدب في إسبانيا إبّان العصر الوسيط» (صدرت الطبعة الأولى سنة 1849). وهذه المراسلات بين دوزي وسيمونت مودودة في «محفوظات» أكاديمية التاريخ في مدريد، ولم تنشر بعدُ.

وتوفي سيمونت في مدريد في 9 يوليو سنة 1897، وكان قد جاء إلى مدريد للإشراف على طبع كتابه «تاريخ المستعربين في اسبانيا». وقد توفي قبل الفراغ من الطبع، فكلّفت أكاديمية التاريخ مانويل جموث مورنيو بتصحيح تجارب الطبع.

إنتاجه العلمي

بدأ سيمونت إنتاجه باختشاب الشعر على طريقة الرومنتيك. لكن شعره كان متكلّفاً فقير الخيال. فانصرف عنه إلى المسرح، فكتب مسرحية لم يقدر لها أن تمثل. فحاول أن يجرّب قريحته في القصة، فكتب قصة تاريخية بعنوان: «الحكايات التاريخية العربية»:

Leyendas historicas arabes. Con prologo de Pedro de Madrazo. Madrid, 1858.

فلقيت نجاحاً لا بأس به.

وهذه الحكايات أربع، وهي: المنصور بن أبي عامر، ومرين، ومدينة الزهراء، وقَمَر.

وأقربها رحماً إلى التاريخ الحقيقي هي الأولى: «المنصور» Almanzor.وفيها يستخدم سيمونت ثمار أبحاثه في مخطوطات الأسكوريال. فيذكر مصرع أبي عبد الله، وكان أبوه عبد الله هو الذي أرسل إليه من يقتله، ومصرع أخي الخليفة الحَكَم الثاني. ويتوسع في وصف حملة المنصور بن أبي عامر إلى منطقة غاليسيا واستيلاءه على مدينة شنت يعقوب Santiago ذات الكنيسة الشهيرة التي يحجّ إليها النصارى من سائر أنحاء أوروبا، وكيف أن المنصور أمر بأن يحمل الأسرى أجراس كنيسة شنت يعقوب حتى قرطبة، حيث استعملت في مسجد قرطبة مصابيح لإضاءة المسجد الكبير، وقد جرت هذه الحملة في سنة 917م. كذلك ذكر سيمونت في هذه القصة بعض الأحداث التي وقعت في قرطبة بعد وفاة المنصور بن أبي عامر.

وفي القصة الثانية: «مرين» Merien يتناول «المُسَْتْعَربين» (بفتح الراء) Mozarabes وهم الأقليات التي بقيت على ديانتها المسيحية في البلاد التي استولى عليها المسلمون في إسبانيا حتى نهاية القرن الحادي عشر، وقد صاروا بمثابة «أهل الذمّة» يحتفظون بدياناتهم المسيحية وبنظمهم الدينية: من قساوسة وأساقفة، في مقابل دفع جزية شخصية محدّدة. وفي هذه القصة يصف سيمونت الفتنة التي حدثت في القرن التاسع، ويصوّر شخصية عمر بن حفصون، ويقارن بينه وبين دون بلايو Don Pelayo.

وقصة «مدينة الزهراء» Medina Azzahara تحتوي على وصف القصور والحدائق الفخمة في مدينة الزهراء، وكانت ضاحية من ضواحي مدينة قرطبة. وقد أورد سيمونت في هذه القصة نقولاً عديدة عن المؤلفين العرب الذين وصفوا الزهراء.

وأما قصة «قمر» Camar فليس فيها شيء من التاريخ الواقعي، وإنما أطلق فيها سيمونت لخياله العنان، وهو بسبيل رواية غراميات قمر، فوصف مدينة غرناطة، وبساتينها، وقصورها.

وذيّل هذه «الحكايات التاريخية» بملاحق أورد فيها المصادر التي استقى منها معلوماته التي استخدمها في كتابة هذه الحكايات. فأورد نصوصاً نثرية وشعرية، وناقش مسائل تاريخية تتعلق بما ورد في كتابه هذا من أحداث.

وبعد هذه الحكايات التاريخية نشر سيمونت مقالات خفيفة في بعض المجلات، نذكر منها:

ـ «الحمراء والأسكوريال» (نشر في مجلة Museo de las familias سنة 1859).

ـ «الطابع الممّيز للشعر العربي»، وفيها يلخص بعض دروسه في المعهد العلمي بمدريد.

ـ «القصور المشهورة عند العرب»، وفيه يصف أهم القصور في الأندلس وصفاً تاريخياً، وليس أثرياً.

ـ «ذكريات تاريخية عن طليلطة» (سنة 1860 في مجلة Cronica de Ambos Mundes.

ـ «بيانات عن سيرة عمر بن حفصون» (سنة 1860 مجموعة من النصوص التي تتعلق بمملكة غرناطة في عهد بني نصر: وتتضمن هذه النصوص:

أ ـ تحقيق كتاب «معيار الاختبار» للسان الدين بن الخطيب، مع ترجمة أكثره إلى اللغة الإسبانية، تبعاً لمخطوط في الأسكوريال نسخ في 15 يونيو سنة 1469 وهو كتاب لطيف الحجم بالنثر المسجّعن وفيه يصف ابن الخطيب 34 مدينة وقرية في مملكة غرناطة، وقد ترجم سيمونت هذا الفصل بأكمله. وفيه أيضاً وصف لأهم مدن المغرب؛ ولم يترجم منه سيمونت إلا ما يتعلق بمدينة سبتة. وفيه كذلك مباحث في نظام الحكم، وترجمات لبعض شخصيات عصره. وقد قدّم لهذا النص سيمونت بمقدمة مفصّلة عن حياة ابن الخطيب.

ب ـ نصوصاً مختارة منقولة عن مختلف الكتب التاريخية والجغرافية، تتعلق كلها بمملكة غرناطة، وقد نقلها سيمونت عن ابن بطوطة، وابن حيّان المؤرخ الأندلسي، والمقري.

جـ ـ نصوصاً لمؤلفين أوروبيين:

1 ـ وصف سبتة، تأليف لويس دي مارمول Luis de Mármol.

2 ـ وصف غرناطة، بقلم موريس دي مارمول.

3 ـ وصف غرناطة، بقلم الرحالة الإيطالي أندريا نفاجيرو Andrea Navagero.

4 ـ وصف مدينة مالقة تحت الحكم الإسلامي ، بقيم مؤلفين نصارى.

5 ـ سيرة عمر بن حفصون.

وعنوان الكتاب هو:

Descripcion del reino de Granada bajo la dominacion de los Naseritas, sacada de autores árabes y segun el texto inèdito de Mohammad Ibn Al- Jatib. Madrid, 1860.

وكان سيمونت شديد التعصب للكاثوليكية، وتجلى ذلك خصوصاً في مقالات نشرها في مجلتين دينيتين مسيحيتين هما: «مدينة الله» La Cindad de Dios و «الِعلم المسيحي» La Ciencia Cristiana. ويبرز من بينها مقال نشره في سنة 1870 في المجلة الأولى، وعنوانه: «تأثير العنصر الوطني المحلي في الحضارة العربية الإسبانية» («مدينة الله»، جـ 4، سنة 1870، ص 5 – 14، 92 – 101). وفي هذا المقال يزعم أن تفوق الحضارة العربية في إسبانيا إنما يرجع الفضل فيه إلى العنصر المحلي الإسباني المسيحي الذي كان يسكن في إسبانيا قبيل الفتح العربي. ويزعم أن هؤلاء السكان الأصليين المسيحيين هم الذين استطاعوا بمواهبهم إغناء الحضارة العربية في الأندلس، وهم الذين ثقفوا العناصر العربية والبربرية الداخلة على الأندلس بعد الفتح الإسلامي. كذلك يزعم أن عدد هؤلاء الداخلين كان قليلاً، وأن السكان الأصليين استطاعوا هضم هذه الأقلية الراحلة، ولولا الموجات الوافدة من المغرب لبادت تماماً هذه العناصر الأجنبية: العربية والبربرية. ويواصل سيمونت هذه المزاعم الغريبة الكاذبة فيقول إن العرب لم يفيدوا الحضارة في الأندلس إلا في ميداني الشعر والعلوم الشرعية، أما العلوم الوضعية: من فلسفة وفيزياء، وفلك، وطب وفلاحة إلخ فكلّها ـ في نظر سيمونت ـ من إبداع العنصر الإسباني الأصلي!!

وهذه الروح هي التي تسود كتابه عن «المستعربين» Los Mozárabes وعنوانه الكامل: «تاريخ المستعربين» (بفتح الراء):

Historia de los Mozárabes. Madrid, 1897 – 1903.

وهذه الروح هي التي دفعته إلى الاهتمام بشخصية مريبة يحيط الغموض بحقيقتها، ونعني به: عمر بن حفصون، الذي تولى كِبْر ثورة المستعربين والموالي في الثلث الأخير من القرن التاسع الميلادي (الثالث الهجري) في إقليم استوريا الجديدة بالأندلس. فقد كتب سيمونت مقالاً في مجلة «العلم المسيحي» (سنة 1879 جـ 12 ص 174 ـ 187، 275 ـ 185، 370 ـ 380) بعنوان: «صمويل بن حفصون» (لاحظ أنه استبدل باسمه: «عمر» اسمه بعد تنصره: صمويل!). وفيه يزعم أن عمر بن حفصون ينحدر من كونت قوطي غربي يدعى الدفونسو، احتفظت أسرته بالنصرانية لمدة ثلاثة أجيال بعد الفتح الإسلامي، إلى أن اعتنق الإسلام أحد أفرادها ومنه انحدر عمر بن حفصون. ويبالغ سيمونت فيدّعي أن والد عمر، على الرغم من إسلامه، فإنه «بقي نصرانياً في معبد ضميره»!! هذا ادعاء ليس له أيّ سند أو شبهة سند من التاريخ، لكنه التعصب الكاثوليكي الأعمى في «معبد ضمير» سيمونت هو الذي حمله على اختراعه.

وكانت أول فتنة قام بها عمر بن حفصون قد جرت أحداثها في عامي 880 ـ 881م، إذا التجأ إلى بلدة بوبسطرو Bobastro ومنها راح يشنّ الغارات على القرى المجاورة، ولما زاد عدد أتباعه صار يهاجم الحصون. فأرسل الخليفة جيشاً قضى على هذه الفتنة. لكنه ما لبث أن عاد إلى الفتنة في سنة 884، ودعا المستعربين إلى الانضمام إليه، فانضمت إليه أعداد منهم. وفي سنة 898 أعلن عمر بن حفصون اعتناقه للمسيحية، وبدّل اسمه إلى: صمويل.

ويقول رئيس الأساقفة رودريجوخيمنس Rodrigo Ximènez في الفصل 29 من كتابه: ابن حفصون «تاريخ العرب» Historia Arabun إن اعتناق حفص للنصرانية إنما كان في الظاهر فحسب كيما يجتذب إليه المستعربين النصارى في ذلك الإقليم. لكن سيمونت يرفض هذا القول، بدعوى أن زوجة عمر كانت نصرانية، وأن ابنته أسست ديراً في بوبسطرو.

وبنفس الروح المتعصبة للكاثوليكية رغم كل الوقائع التاريخية الثابتة، دافع سيمونت عن الكردينال خيمينس دي ثسنيروس Ximènez de Cisneros (1436 ـ 1517)، ذلك الكردينال الغارق في السياسة وفي اضطهاد المسلمين الذين بقوا في إسبانيا بعد انتهاء الحكم الإسلامي فيها. فقد عيّن سنة 1507 الرئيس الأعلى لمحاكم التفتيش، فقام بحملة هوجاء بالغة الشدة والقهر ضد المسلمين الباقين في غرناطة لحملهم على اعتناق النصرانية، وله في هذا تاريخ أسود من أبشع ما عرفه التاريخ. وهو الذي أراد القيام بحملة صليبية بعد انتهاء الحملات الصليبية بقرابة قرنين ونصف قرن. فحمل الملك فرديناند الكاثوليكي، على القيام بحملة على الجزائر وتونس سنة 1515، وتولى هو بنفسه قيادتها، وهي الحملة التي انتهت بهزيمة منكرة للإسبان بعد أن كانوا قد استولوا على وهران في الجزائر ومرفأ مدينة تونس. ولم يقتصر هذا الكردينال الحربي على إرغام مسلمي غرناطة على اعتناق النصرانية، بل أحرق الكتب العربية الموجودة في إسبانيا غداة استرداد النصارى لها. وقد أجمع المؤرخون العرب والأوروبيون على الإقرار بهذه الحقيقة، والاختلاف ينحصر فقط في عدد الكتب التي أحرقها هذا الكردينال «المتوحش» كما نعته اسكياپرلي schiaparelli في مقدمة نشرته لكتاب Vocabulista in arabico؛ (فيرنتسه سنة 1871 ص XII). وقد كتب مؤرخ من غرناطة وقّع بالحروف R.G.Y.P سلسلة من المقالات بعنوان: «في زمان المسلمين الإسبان» نشرها في «مجلة الحمراء» Revista de Alhambra سنة 1885، ذكر فيها أنه: «من الثابت تاريخياً أن الكردينال ثسنيروس Cisneros أمر بإحراق مليونين من الكتب العربية في غرناطة».

فانبرى سيمونت للرد على هذه المقالات في رسالة عنوانها: «الكردينال خيمينس دي ثسنيروس والمخطوطات العربية في غرناطة» (غرناطة، سنة 1885) يزعم فيها:

1 ـ أولاً بالنسبة إلى عدد المخطوطات العربية التي أمر الكردينال ثسنيروس بإحراقها في غرناطة: أن العدد هو خمسة آلاف، بحسب رواية الفارجودمث أي كسترو Avlar Gomez de Castre في الكتاب الثاني من مؤلفه الذي عنوانه De rebus gestis a francixo Ximeneno Cisnerio Archiepiscopa Toletano (Alcala سنة 1869).

2 ـ فيما يتصل بنوع الكتب التي أمر ثسنيروس بإحراقها: يزعم سيمونت أنها كانت كتباً في الدين الإسلامي: مصاحف قرآنية وكتب شرعية.. وأنه أعطى للمسلمين والمتنصرة من المسلمين moriscos كتب الفلسفة والطب والتاريخ لأنه ليس فيها ما يتنافى مع العقيدة المسيحية.

وسيمونت لا يتورع عن الدفاع عن هذه الجريمة الكبرى، أعني إحراق الكردينال تسنيروس لهذا العدد الهائل من المخطوطات العربية ـ حتى لو صدقنا قول ألفار دي كسترو وقلنا إنها خمسة آلاف مخطوط ـ فيقول بكل وقاحة وتعصب ذميم إنه «كان من الضروري إبادة بذور العدوى أينما وجدت»، وكأن الإسلام وباء خطير يجب إبادة كل أثر له! وهكذا كان سيمونت يتصور الإسلام!

وإن باحثاً يكون هذا تصوره للإسلام لا يمكن أن تكون أحكامه على الثقافة الإسلامية في الأندلس إلاّ نابعة من نفس التصور. ولهذا ينبغي تقويم آرائه على ضوء هذا التعصب الأعمى الذي سيطر على كل ما كتبه سيمونت.

وبدافع من هذا التعصب الأعمى للكاثوليكية، راح في مقالاته «بمجلة جامعة مدريد» (في عامي 1872 ـ 1873، الفترة الثانية من المجلة، المجلد الأول سنة 1872 ـ سنة 1873، ص 292 ـ 310؛ 546 ـ 561؛ المجلد الثاني ص 55 ـ 68؛ 522 ـ 548) تحت عنوان: «دراسات تاريخية ولغوية للأدب العربي المستعرب» ـ نقول إنه في هذه المقالات راح يدرس المؤلفات التي كتبها النصارى باللغة العربية، والذين أنتجوا في العربية مؤلفات جيدة، دون أن ينسوا لغتهم الإسبانية. وفي سبيل ذلك يزعم ـ دون أدنى دليل ـ أن كثيراً من المؤلفين والعلماء الأندلسيين هم مستعربة! ولو كان قد قال إنهم من أصل إسباني واعتنقوا الإسلام لكان كلامه صحيحاً في مجمله دون تفاصيله.

ونظراً لتعصبه المسيحي هذا فقد اهتم بشؤون النصارى في الأندلس تحت حكم المسلمين:

فكتب مقالاً في مجلة «مدينة الله» عن «ثبت القديسين الإسبان المستعربين، الذي كتبه ربيع بن زيد، أسقف البيرة، في سنة 1991» («مدينة الله» جـ 4 سنة 1870، ص 5 ـ 14؛ 192 ـ 212). وكان الربيع بن زيد من قرطبة، وازدهر في بلاط الخليفتين: عبد الرحمن الثالث، والحكم الثاني في إسبانيا. وقد كلفه عبد الرحمن الثالث بعدة أسفار علمية، وقد ألف بالعربية عدة كتب في علم الفلك، في سنة 961 وضع تقويماً فلكياً بالعربية ذكر فيه الأعياد الرئيسية التي كانت تحتفل بها الكنيسة المستعربة في إسبانيا كما ذكر بعض الكنائس المسيحية في قرطبة. وكان النص العربي لكتاب «ثبت القديسين..» قد فقد، لكن بقيت له ترجمة لاتينية يبدو أن من قام بها هو جرر دو دي كريمونا، المترجم الشهير للكتب العربية الفلسفية والعلمية إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر.

2 ـ وكتب دراسة عن مخطوط يقع في 435 ورقة ألفه ـ أو نسخه ـ قسيس يدعى Vicente وعنوان هذا المخطوط هو: «جمع القوانين المقدسة»، وهو مكتوب بلغة عربية جيدة الأسلوب وقد هدف منه مؤلفه إلى تذكير النصارى في الأندلس بديانتهم المسيحية بعد أن صاروا لا يعرفون إلا اللغة العربية.

وأخيراً نذكر من بين أعماله: «معجم الكلمات الأيبرية واللاتينية المستعملة بين المستعربين» Glosario de voces ibèricas y Latinas usadas entre los mozarabes, Madrid, 1888 وفيه يدرس اللغة التي كان يتكلمها النصارى في إسبانيا في فترة الفتح الإسلامي، وهي التي سماها العرب بـ «الأعجمية».

ثم يخصص الفصل الثالث لدراسة الكلمات الإسبانية التي استعملها العرب. وفي الفصل الرابع يدرس دور المستعربين في تكوين اللهجات الرومانية.

المصدر: موسوعة المستشرقين للدكتور عبد الرحمن بديوي، 1992

-------------------------------------------

(مصدر آخر)

فرانشيسكو خافيير سيمونت

Francisco Javier Simonet

 (1244 - 1315 هـ / 1829 - 1897 م)

هو مستشرق إسباني عني خصوصا بتاريخ غرناطة.

رابط المصدر – ويكيبيديا :

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%B1%D8%A7%D9%86%D8%B4%D9%8A%D8%B3%D9%83%D9%88_%D8%AE%D8%A7%D9%81%D9%8A%D9%8A%D8%B1_%D8%B3%D9%8A%D9%85%D9%88%D9%86%D8%AA

رابط ويكيبيديا باللغة الانجليزية :

https://es.wikipedia.org/wiki/Francisco_Javier_Simonet

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف