البحث في...
الإسم
الإسم اللاتيني
البلد
التاريخ
القرن
الدين
التخصص
السيرة
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة
شاردان ( جان )

شاردان ( جان )

الإسم اللاتيني :  Jean Chardin
البلد :  فرنسا
التاريخ :  1645م - 1713م
القرن :  17 - 18
الدين :  المسيحية
التخصص : 

رحالة فرنسي كتب عن فارس وتركيا والهند.
كان أبوه جوهرياً، يدين بالمذهب البروتستني، اتخذ له مكاناً في ميدان دوفين Dauphine في باريس. وولد ابنه في باريس في 26 نوفمبر سنة 1645، واحترف مهنة أبيه. وقبل أن يبلغ الثانية والعشرين من العمر بعث به والده إلى الهند الشرقية لعقد صفقات في تجارة الماس، وذلك في عام 1665. فاجتاز تركيا ثم إيران حتى بندر عباس (على الخليج الفارسي العربي). ومن بندر عباس أبحر إلى سورت في الهند، بالقرب من بمباي. لكنه لم يقم طويلاً في سورت، إذ ما لبث أن غادرها عائداً إلى إيران، حيث توجه إلى عاصمتها آنذاك: أصفهان.
وفي أصفهان أقام ست سنوات. إذ استطاع أن ينال الحظوة لدى شاه إيران، عباس الصفوي الثاني، فعينه الشاه ـ بعد ستة أشهر من وصوله إلى أصفهان ـ تاجراً لدى الحضرة الشاهانية. فمكنه ذلك اللقب من الاتصال بكبار الشخصيات في بلاط الشاه. واستغل هذه الاتصالات في تحصيل أكبر قدر من المعلومات عن إيران: سياسياً وحربياً واجتماعياً. وعني بآثار إيران القديمة، فسافر إلى مدينة پرسپولس، عاصمة إيران في عهد الأكمينيين وقد صارت أطلالاً منذ أن خربها إسكندر الأكبر المقدوني في سنة 330 قبل الميلاد.
ثم عاد إلى فرنسا في سنة 1670 ليجد ملكها لويس الرابع عشر، بإيعاز خصوصاً من اليسوعيين، يصبّ على أبناء مذهب البروتستنت الفرنسيين سوط عذاب رهيب، ويحرمهم من الوظائف العامة، ويستخدم في اضطهادهم أقصى الأساليب.
إزاء هذا أفكر في ترك وطنه فرنسا مرة أخرى، والعودة إلى آسيا. فغادر باريس في 17 أغسطس سنة 1671. وسافر إلى إيران والهند، فأقام فيهما عشر سنوات. وحمل معه إلى إيران الجواهر التي كان شاه عباس الثاني أوصى بصوغها في أوروبا. وأثناء إقامته هذه في باريس طبع كتاباً ألفه بعنوان: «وصف تتويج شاه إيران سليمان الثالث» (باريس، سنة 1671).
فلما غادر فرنسا في 17 أغسطس سنة 1671 بصحبة زميله ريزان Raisin (التاجر في مدينة ليون Lyon) كما في المرة الأولى، توجه إلى استانبول فبلغها في 9 مارس سنة 1672. ومن استانبول أبحر في البحر الأسود متجهاً إلى بلاد القوقاز شرقي هذا البحر. فنزل أولاً في إقليم أبخازيا (إحدى دول القوقاز، ويتبع الآن جمهورية جيورجيا) وتجوّل في أرجائه. وفي 10 سبتمبر سنة 1672 دخل دولة منجوليا، وادعى أنه مبشّر مسيحي. لكن أميرة دولة منجوليا استولت على أمتعته؛ بيد أنه استطاع مع ذلك، إنقاذ المصوغات التي كانت معه. ثم واصل مسيرته حتى بلغ مدينة تفليس التي كان أميرها تابعاً لحكومة إيران.
وفي 7 مارس سنة 1673 وصل إلى أريفان (عاصمة جمهورية أرمينية، الآن) وما لبث أن غادرها متوجهاً إلى أصفهان، فوصلها في 24 يونيو سنة 1673. وأمضى في إيران هذه المرة أربع سنوات أخرى. بعدها سافر إلى الهند.
ومن الهند أبحر متجهاً إلى أوروبا عن طريق رأس الرجاء الصالح. لكنه لم ينزل في فرنسا، بل تابع سفره إلى إنجلترة، فوصل إلى لندن في 14 أبريل سنة 1681. وبعد وصوله على لندن بعشرة أيام منحه ملك إنجلترة آنذاك، اتشارلز الثاني، لقب فارس Knight. وفي نفس اليوم تزوج شاردان من فرنسية بروتستنتية المذهب كانت لاجئة في إنجلترة، وأصلها من مدينة روان Rouen بشمال فرنسا.
وهنا أخذ شاردان في كتابة أخبار رحلاته هذه في آسيا. وصدر الجزء الأول منها في لندن في سنة 1686 في مجلد واحد في قطع الورقة، مزوداً بثماني عشرة صورة. وتتابع صدور باقي الأجزاء.
وفي 1683 عينه الملك اتشارلز الثاني وزيراً مفوضاً لملك إنجلترة لدى هولندة ودليلاً لشركة الهند الشرقية الإنجليزية لدى حكومة هولندة. لكن هذه المهمة لم تُحل بينه وبين مواصلة تحرير وإصدار وصف رحلاته. إذ أصدر في سنة 1711 طبعتين من وصف رحلاته، إحداها في 3 مجلدات من قطع الربع، والآخر في 10 مجلدات من قطع 1/12، مزينة بـ 78 لوحة محفورة وفقاً للرسوم التي قام بها جريلو Grelot الذي رافقه في رحلاته، وكان جريلو رساماً ورحالة واسع الرحلات.
ولا نعلم متى عاد من هولندة إلى إنجلترة.
بيد أنه توفي بالقرب من لندن في 26 يناير سنة 1713 وهو في الخامسة والستين من عمره.
ثقافته ومؤلفاته
تعلّم شاردان اللغة الفارسية أثناء إقامته الأولى في أصفهان لمدة ست سنوات. لكن تبين من رسمه للكلمات والعبارات الفارسية التي أوردها في كتبه أنه إنما أتقن اللغة الفارسية العامية، أي لغة التخاطب، وليس اللغة الفصيحة أو لغة الكتابة.
أما التركية فلا يتبين أنه ألمّ بها ولو أقل إلمام. وكذلك الحال بالنسبة إلى اللغة العربية، ولغات الهند.
لكنه، كما يتبين من وصف رحلاته اطّلع على كثير من الكتب الفارسية في التاريخ والجغرافية، واستفاد خصوصاً من كتاب «نزهة القلوب» تأليف حمد الله مستوفى القزويني وفي الوقت نفسه اطلع على ما كتبه المؤلفون اليونانيون عن فارس وعن الهندز وبهذا توافرت له أداة جيدة، للكتابة عن احوال إيران القديمة، كما مكّنته قدرته الفائقة على الملاحظة والحرص على جمع المعلومات ـ من دراسة الأحوال الراهنة آنذاك في إيران: سياسياً، وعسكرياً، واجتماعياً، ودينياً.
أما قدرته على الكتابة، فقد أقيم حولها الشك. إذ زعم شاربنتييه العضو في الأكاديمية الفرنسية أنه هو الذي قام بقلمه بكتابة وصف رحلات شاردان، وذكر ذلك صراحة في كتابه Carpenteriana (= كتابات شارپنتييه) ص 371. ولما كان الموتى لا ينطقون، فإنه لا سبيل إلى تحقيق أو نفي زعم شارپنتييه هذا.
وقد اقتصر إنتاج شاردان العلمي على مؤلَّفين هما:
1 ـ «وصف تتويج سليمان الثالث، ملك فارس، وما جرى من أمور جديرة بالذكر في العامين الأولين من مُلكه».
Rècit du couronnement de Solemian III, roi de Prese, et ce qui s'est passé de plus memorable dans les deux premères annèes de son règne. Paris, Barbiau èd., 1617, in 8o.
2 ـ «يوميات رحلة الفارس شاردان في فارس وفي الهند الشرقية عن طريق البحر الأسود وبلاد القوقاز».
Journal du voyage du chevalier Chardin en Perse st aux Indes Orientales par la Mer Noire et par la Colchide. Amsterdam, 1711, 3 vol. in fol., en 10 vol. in 12 avec dessins de Grelot.
وكان قد طبع منها القسم الأول في لندن، لدى الناشر Moses Pitt في قطع الورقة سنة 1686. وهذا القسم لا يحتوي إلاّ على السفرة من باريس إلى أصفهان.
وأما النشرة الكاملة ـ أو شبه الكاملة ـ فهي تلك التي صدرت مرتين في أمستردام بهولندة سنة 1711 إحداهما في ثلاثة مجلدات من قطع الورقة، والثانية في عشرة مجلدات من قطع 1/12، وذلك لدى الناشر ديلورم Delorme.
وكان هذا الناشر قد سجن من قبل في سجن الباستّي Bastille بباريس بسبب مخالفات وقع فيها في النشر. لهذا حرص على ألا يسجن مرة أخرى. ولهذا طالب المؤلف بحذف المواضع التي يمكن أن يسخط عليها الكاثوليك. فأذعن المؤلف وحذف من هاتين الطبعتين المواضع التي قد تجلب غضب الكهنوت الكاثوليكي.
لكنه صدرت في سنة 1735 نشرة جديدة في أربعة مجلدات من قطع الربع أعيدت إليها المواضع المبتورة من الطبعتين الأوليين. ويقال إن الذين أشرفوا على هذه الطبعة لم يكتفوا باسترداد المواضع المبتورة، بل أضافوا إليها فقرات من عندهم ملؤوها بالطعن في الباب والكاثوليك بعامة.
وقد وقعت أخطاء مطبعية عديدة في هذه الطبعات الثلاث. فجاء المستشرق Langles (1763 ـ 1824) وأصدر طبعة جديدة، هي الرابعة إذن، تلافى فيها هذه الأخطاء المطبعية، وزودها بخريطة لإيران رسمها لابي Lapie، وبتعليقات وفيرة مفيدة في تصحيح رسم الكلمات الفارسية التي أوردها شاردان في كتابه، وشرحها، بالإضافة إلى الحواشي العديدة التي نقلها خصوصاً من الرحالة المحدثين وعن المخطوطات الفارسية والعربية المحفوظة في المكتبة الملكية (= الوطنية، الآن) بباريس. وذيل الكتاب الأصلي بـ «نبذة عن فارس، منذ أقدم العصور حتى اليوم». كذلك أضاف في المجلدين 9، 10 من طبعته الجديدة هذه الكتاب الأول الذي كان شاردان أصدره في باريس سنة 1671 بعنوان: «وصف تتويج سليمان الثالث..» والمذكور في رقم 1 فوق.
وصدرت هذه الطبعة الجديدة في باريس سنة 1811 في عشرة مجلدات من قطع الثمن، مع أطلس كبير من قطع الورقة.
بيد أننا لاحظنا أن في تعليقاته العديد من الأخطاء العلمية، فقد ذكر ـ مثلاً ـ أن الحديث النبوي المشهور: «لا رهبانية في الإسلامية» (راجع كتابنا: «تاريخ التصوف الإسلامي» جـ 1، الكويت، سنة 1975) هي آية واردة في القرآن (جـ 2، ص 220، تعليق1)!!.
لكنه مع ذلك والحق يقال، قد بذلك مجهوداً محموداً في تصحيح الرسم الإملائي للألفاظ الفارسية، مما يسّر كثيراً التعرف إليها، وشرح المعاني المغلقة على القارئ غير المسلم، وملأ الحواشي بتعليقات مفيدة. بيد أنه فيما يتعلق بالإسلام والنبي محمد شديد التعصب الديني، على غرار الكتّاب الأوروبيين الحاقدين على الإسلام في القرن السابع عشر.
وقد كان لكتاب شاردان هذا أثر كبير في الكتّاب والمفكرين في أوروبا في القرن الثامن عشر، خصوصاً: مونتسكييه، وفولتير، وجبون. فكل معلومات مونتسيكييه عن نظام الحكم في الدول الشرقية، والإسلامية بخاصة، مستمدة منه. ولما كان شاردان قد بالغ في إظهار مساوئ الحكم في إيران والهند وتركيا، فقد أفسد ذلك ما أصدره مونتسيكييه من أحكام حول هذا النظام من الحكم.
ومن الفصول الرئيسة في «رحلة» شاردان الفصل الطويل جداً (في الجزء السادس من طبعة سنة 1811) الذي كرسه للدين الإسلامي. ولئن استمد معلوماته هنا من كتب فارسية في الفقه وعلم الكلام والتاريخ، ونقل عنها عشرات الصفحات، فإنه كان يعلق على ما يعرض تعليقات مليئة بالحقد والكراهية والتعصب المقيت ضد الإسلام والمسلمين، على رغم ـ أو بسبب؟! ـ كل ما لقيه بينهم من حسن ضيافة وتكريم!! لكن هذه خصلة عامة في كل الأوروبيين، الذين يلقون، مع الأسف، كل حفاوة في بلاد المسلمين، حتى يوم الناس هذا!.

المصدر: موسوعة المستشرقين للدكتور عبد الرحمن بديوي، 1992

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف