البحث في...
الإسم
الإسم اللاتيني
البلد
التاريخ
القرن
الدين
التخصص
السيرة
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة
إجناتي يوليانوفتش( كرتشكوفسكي)

إجناتي يوليانوفتش( كرتشكوفسكي)

الإسم اللاتيني :  IGNATIJ JULIANOVIC KRACKOVSKIJ
البلد :  روسيا
التاريخ :  1883م - 1951م
القرن :  19 - 20
الدين : 
التخصص :  من ابرز المختصين بالدراسات العربية من بين المستشرقين الروس

Крачковский, Игнатий Юлианович
يعد كرتشكوفسكي أبرز المختصين بالدراسات العربية من بين المستشرقين الروس.
ولد في 16 مارس (4 بالتقويم القديم) 1883 في مدينة ڤلنا Wilna (عاصمة جمهورية لتوانيا) وكان أبوه يوليان فومتش Julian Fomic مديراً لمدرسة المعلمين في نفس البلدة، ويقوم بتدريس بعض اللغات الأوروبية وتاريخ حضارة الغرب. ثم عين مفتشاً عاماً للمدارس في آسيا الوسطى، فانتقل بأسرته إلى طشقند. وهنا في العاصمة الفكرية للمقاطعات الإسلامية التابعة لروسيا أمضى إجناتي طفولته، وفي هذا الوسط الإسلامي الناطق باللغة الأوزبكية (وهي لهجة فارسية) تعلم اللغة الأوزبكية إلى جانب لغة أبويه وهي الروسية. وتركت الحياة في طشقند وإقليم التركستان أثراً عميقاً جداً في نفس الفتى، كان من شأنه أن يولد فيه النزعة إلى الشرق والولوع باللغات الإسلامية.
وبعد خمس سنوات عادت الأسرة إلى بلدها الأصلي، ڤلنا، حيث بدأ إجناتي في تعلم قراءة الروسية. وكان جده قد جمع مكتبة غنية وضعها في ضيعة صغيرة له في الريف، فولد ذلك شغف إجناتي بالاطلاع واقتناء الكتب، كما قال هو عن نفسه في تقرير بعنوان: «جولات في الشرق» (ص 418(
ودخل المدرسة الثانوية (الجمنازيوم) في ڤلنا، وفيها تخرج عدد من المستشرقين، منهم: سنكوڤسكي Senkovski المختص في الدراسات العربية، وتورائيف Turaev المختص في الدراسات المصرية القديمة، وكوتڤش Kotvic المختص في الدراسات المنغولية. وقد اهتم إجناتي باللغات الكلاسيكية (اليونانية واللاتينية) فأتقنها في هذه المدرسة. وذات يوم اطلع في مكتبة المدرسة على كتاب «نحو اللغة العربية» تأليف سلڤستر دي ساسي (بالفرنسية)، فأخذ في تعلم اللغة العربية بنفسه دون معلم.
وفي 1901 التحق بكلية اللغات الشرقية في جامعة سان بطرسبرج. فبدأ اللغة العبرية على يد كولوڤكوڤ Kolovcov، واللغة الحبشية على يدي تورائيف Turaev ثم اشمدت Schmidt كما حضر دروسزوكوفسكي Zukovskij في اللغتين الفارسية والتركية التتارية. ودرس تاريخ الشرق الإسلامي عند المؤرخ الروسي العظيم بارتولد Barthold، وعلم اللغة العامة عند Melioranskj، وتاريخ الأدب العام عند ڤلسلوڤسكي vesselovskj. ومع أنطون خشاب ـ وهو لبناني من طرابلس الشام كان معيداً للعربية ـ تدرب على لغة التخاطب العربية بلهجة شامية.
وبرز إجناتي في دراسته الجامعية، التي أنهاها برسالة عن «خلافة المهدي العباسي وفقاً لمصادر عربية». وبهذا حصل على دبلوم من الطبقة الأولى.
ونصحه شيخ المستشرقين الروس، البارون ڤكتور رومانوڤتش روزن Viktor Rosen صاحب الفضل الأكبر على الاستشراق في روسيا ـ نصحه باختيار مهنة التدريس في الجامعة. وعاد إلى العمل في مخطوط ممتاز كان ضمن مجموعة مخطوطات إيتالنسكي Italinskij، هو ديوان الأخطل، الشاعر الأموي الكبير. وكانت الثمرة الأولى للاهتمام بديوان الأخطل بحثاً بعنوان: «الخمر في قصائد الأخطل».

كذلك قام، تحت إشراف أستاذه روزن، بكتابة بحث عن شعر أبي العتاهية. وكتب رسالة للحصول على الماجستير بعنوان: «أبو الفرج الوأواء الدمشقي: دراسة لخصائص إنتاجه الشعري». ولإعداد هذه الرسالة راح يتردد على المتحف الآسيوي في سان بطرسبرج وكان تابعاً للأكاديمية الروسية للعلوم، وكان ولا يزال يحتوي على مجموعة ممتازة من المخطوطات العربية والفارسية، كان الفضل الأكبر في تنظيمها يرجع إلى ڤكتور روزن.
ثم اتجه إلى دراسة المتنبي وشرح المعري على ديوان المتنبي وعنوانه: «مُعْجِز أحمد»، وكان مخطوطاً في مكتبة منشن (ميونيخ(.
كذلك عني، في نفس الفترة، بالعلاقات بين الآداب المسيحية والآداب المسيحية والآداب الإسلامية في الشرق، كما عني بالأدب العربي المسيحي بعامة. فاكتشف قطعة من ترجمة عربية لأحد الأناجيل المنحولة apokrypha، في مخطوط تاريخه سنة 885 ميادية (= 272 هجرية). واشترك مع فاسلييف Vassilev في نشر مؤلفات أغابيوس المنبجي. وبحث في ترجمات الكتاب المقدس إلى العربية التي تمت في عهد الخليفة المأمون، وفي ترجمة ملكانية لسوناكساريوم synaxarium إلى العربية.
وفي 1907 اجتاز الامتحان الشفوي للتأهيل للتدريس في الجامعة، وعين في هيئة التدريس بجامعة سان بطرسبرج.
وفي صيف 1908، وبفضل توصية من أستاذه روزن الذي توفي في يناير 1908، قام إجناتي برحلة إلى أوديسا (جنوبي روسيا)، ومنها إلى استانبول ثم أزمير، ومضى إلى سوريا ولبنان، وانتهى به المطاف إلى مصر. وقد قضى في لبنان شتاءين كان في أثنائهما يحضر دروساً في كلية اليسوعيين، واستطاع في هذه الفترة أن يتقن لغة التخاطب باللهجة اللبنانية، وأن يتابع قراءة الصحف المحليّة، وأن يطلع على الأدب العربي المعاصر، وخصوصاً اللبناني منه، وقعد أواصر صداقة مع بعض أدباء لبنان، نذكر منهم أمين الريحاني، وسيترجم له إجناتي مجموعة من القصائد والقصص إلى الروسية (في مجلدين). كما تعرف إلى الأب لويس شيخو اليسوعي، وإلى هنري لامانس اليسوعي، وإلى رونزڤال Roznevalle الذي كان يهتم باللهجات العامية العربية. وفي لبنان أيضاً التقى ببعض المستشرقين المارين هناك، نذكر منهم مارك لدزبرسكي Mark Lidzbarski المختص في النقوش السامية، وجوتهيل Gottheil المتخصص في اللغات السامية، وبيترز Peters المستشرق البلجيكي.
كذلك انعقدت أواصر الصداقة بينه وبين محمد كرد علي، رئيس المجمع العلمي العربي بدمشق، ومع جورجي زيدان الصحفي والروائي التاريخي.
وفي مصر كان يديم التردد في قسم المخطوطات بدار الكتب المصرية، وعلى مكتبة الجامع الأزهر، وهنا في مكتبة الجامع الأزهر وجد رسالة نحوية في الإعراب من تأليف أبي العلاء المعري، وفي هذه الرسالة يهاجم أبو العلاء المعري تصور الفقهاء والمفسّرين للملائكة. وقد أمضى إجناتي قرابة عشرين عاماً في دراسة هذه الرسالة، المعروفة باسم «رسالة الملائكة»، وقد نشرها في 1932 من منشورات المعهد المعهد الشرقي. (Trudi Inst. Vostokov. AK. Nauk (SSSR III). وقد نشرها مرة أخرى محمد سليم الجندي في دمشق 1944.
ومن ذلك الحين اهتم كرتشكوفسكي بجمع كل مخطوطات أبي العلاء المعري بواسطة التصوير الفوتوغرافي، كما اهتم بدراسة أبي العلاء المعري، ومن ثمرات أبحاثه في هذا المجال بحث بعنوان: «في نشأة وتأليف رسالة الغفران لأبي العلاء المعري» (مجلة Islamica، جـ 1 ص 344 ـ 356) كذلك اكتشف، في مجموعة رسائل مخطوطة، رسالة بعث بها المعري إلى الوزير الفاطمي أبي منصور صدقة بن يوسف الفلاحي في مصر.
وهكذا أمضى كرتشكوفسكي عامين في مصر ولبنان أفاد خلالها كل الإفادة، كما وجد رعاية خاصة من أحمد تيمور باشا.
وعاد إلى بطرسبرج، فتولى إدارة مكتبة معهد روزان للغات الشرقية في جامعة بطرسبرج وفي الوقت نفسه كان يقوم بالتدريس، وصار عضواً في جمعية الفيلولوجيين الجديدة، وسكرتيراً للقسم الشرقي من جمعية الآثار التي كان عضواً فيها منذ 1908. وفي الوقت نفسه صار عضواً في اللجنة الخاصة بشؤون التعليم في مدارس جمعية فلسطين في سوريا ولبنان وفلسطين.
وفي صيف 1914 قام بآخر رحلة له في الخارج لدراسة المخطوطات الموجودة في هله، وليپتسك وليدن. وفي ليدن اهتم بالبحث في مخطوطات المعري، ودراسة «رحلة مكاريوس بطريرك أنطاكية»، وقد كتب عن هذه الرحلة بحثاً نشر في موسكو وليننجراد 1949 (يقع في 14 ص(
وبعد وفاة سالمان، تولى أولدنبرج ـ وهو مختص في السنسكريتية ـ إدارة المتحف الآسيوي في بطرسبرج، وجعل منه مركزاً للدراسات الشرقية مزدهراً. وقد كلّف كرتشكوفسكي بترتيب عدد من المخطوطات الشرقية تبلغ حوالي ألف مخطوط استولى عليها الروس في حربهم في بلاد القوقاز ونقلوها إلى بطرسبرج: وبقي كرتشكوفسكي يفحص هذه المخطوطات طوال خمس سنوا. وقد أضيف إليها أربعون مخطوطاً، معظمها وحيدة، جاء بها البطريرك جريجور الحدّاد من أنطاكية في 1913 إلى قيصر روسيا. كذلك نظم المخطوطات التي جمعها فلاديمير أ. إيڤانوف Vladimir A. Ivanov من إقليم التركستان خصوصاً من مدينة بخارى.
وبعد قيام الثورة البلشفية في روسيا في أكتوبر (= نوفمبر) 1917 وما أصاب الاستشراق في روسيا من تغيير جذري، صار كرتشكوفسكي مدرساً في جامعة ليننجراد (بطرسبرج سابقاً).. وبمناسبة الاحتفال بمرور مائة سنة على إنشاء المتحف الآسيوي ـ وكان فرين Frähn وهو ألماني من روستوك قد أسّسه 1818 ـ عيّن كرتشكوفسكي سكرتيراً لكلية اللغات الشرقية بالجامعة وأستاذاً ذا كرسيّ بها، 1918. ومن هذا تبيّن أنه نال الحظوة لدى النظام الشيوعي الجديد في روسيا. وبمناسبة اليوبيل المئوي لجامعة ليننجراد، في 1920، فكّر كرتشكوفسكي في كتابة تاريخ لكرسي اللغة العربية بالجامعة وترجمة حياة من تولوه من الأساتذة، ومنهم: ديمانج Demange (من 1819 إلى 1822) وهو فرنسي، وسنكوفسكي Senkovski البولندي الذي اشتهر باسم مستعار هو البارون برمبيوس Brambeus (من 1822 ـ 1847)، والشيخ محمد عياد الطنطاوي (من 1847 إلى 1861) وهو مصري من طنطا، وقد أفرد له كرتشكوفسكي ترجمة مسهبة مطبوعة.
وفي نفس الوقت تولى إدارة القسم الإعلامي من المتحف الآسيوي.
وأسهم كرتشكوفسكي في مجموعة الأدب العالمي التي كان يشرف عليها مكسيم جوركي، الأديب الروسي العظيم، واستمر يشارك فيها حتى 1925.
وقد أسهم، من بين منشورات هذه المجموعة، بترجمة «كتاب الاعتبار»، تأليف الأمير أسامة بن منقذ، إلى اللغة الروسية، وقدم لترجمته بمقدمة ممتازة نبّه فيها إلى أن من بين مخطوطات المتحف الآسيوي يوجد مخطوط بخط المؤلف نفسه، الأمير أسامة بن منقذ، لكتابه «المنازل والديار» (تاريخ نسخه 1182م = 568 هـ)، وكان المخطوط قد عرفه قبل ذلك فرين، مؤسس المتحف، ودورن Dorn لكنه بقي بعد ذلك منسياً.
ويمكن أن نقسّم إنتاج كرتشكوفسكي إلى الأبواب التالية:
أ ـ نشر النصوص العربية القديمة.
ب ـ ترجمات لنصوص عربية قديمة.
جـ ـ دراسات وترجمات للأدب العربي المعاصر.
د ـ دراسات للأحوال الخاصة للعالم العربي:
1 ـ مقال بعنوان: «مصطفى كامل وجولييت آدم، بحث في تاريخ الحركة الوطنية في مصر».
2 ـ «الشيخ أبو نَضّارة، مؤسس الصحافة الساخرة العربية في مصر».
3 ـ «في الصحافة العربية في مصر».
4 ـ «المسألة العربية والتعاطف الروسي».
5 ـ «الكُتّاب الروس في الأدب العربي».
وإلى جانب هذه الدراسات والنشرات ألّف كرتشكوفسكي كتابين نال أولهما شهرة واسعة حتى ترجم إلى عدة لغات، وهما:
1 ـ «بين المخطوطات العربية».
2 ـ «تاريخ التأليف في الجغرافيا عند العرب».

المصدر: موسوعة المستشرقين للدكتور عبد الرحمن بديوي، 1992

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف