البحث في...
الإسم
الإسم اللاتيني
البلد
التاريخ
القرن
الدين
التخصص
السيرة
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة
كوربان ( هنري )

كوربان ( هنري )

الإسم اللاتيني :  HENRY CORBIN
البلد :  فرنسا
التاريخ :  1903م - 1978م
القرن :  20
الدين : 
التخصص :  الفلسفة الاشراقية عن السهروردي ومن سار في هذا الاتجاه - الشيعة

ينزع هنري كوربان نزوعاً تيوصوفياً إشراقياً، يستند إلى الوجدان والتجربة الصوفية، ويشيح عن النزعة العقلية. ومن هنا كان اهتمامه بالفلسفة الإشراقية عند السهروردي المقتول ومن سار في هذا الاتجاه، خصوصاً من المفكرين الإيرانيين.
ولد هنري كوربان في 14 أبريل 1903 من أسرة بروتستنتية في مقاطعة نورماندي (بشمالي فرنسا). وأتقن اللاتينية واليونانية، كما أتقن اللغة الألمانية، وألمّ باللغة الروسية. ودرس الفلسفة في كلية الآداب (السوربون) في باريس. لكنه تأثر خصوصاً بمحاضرات أتيين جلسون Etienne Gilson في المدرسة العملية للدراسات العليا، وكان يلقي محاضرات آنذاك عن الترجمات اللاتينية لمؤلفات ابن سينا. وربما كان ذلك هو الذي وجّهه إلى الاهتمام بالفلسفة الإسلامية. ومن أجل هذا أخذ في تعلم اللغة العربية، واللغة الفارسية الوسطى، والفارسية الحديثة. وداوم على حضور دروس لوي ماسينيوس في «المدرسة العملية للدراسات العليا» الملحقة بالسوربون. وقد أهداه ماسينيون نسخة من كتاب «حكمة الإشراق» بشرح قطب الدين الرازي وصدر الدين الشيرازي (طبع حجر في طهران)، فكان هذا الكتاب بداية لاهتمامه بمؤلفه: السهروريدي المقتول، وكان ذلك في 1928.
واشتغل بعد تخرجه من كلية الآداب (السوربون) محافظاً في المكتبة الوطنية بباريس: أولاً بصورة مؤقتة، ثم بصورة دائمة في 1933. وفي هذه السنة تزوج رفيقة حياته التي أهدى إليها الكثير من مؤلفاته، والتي كانت أكبر عون له في الشؤون العملية: إذ كان كوربان ثقيل السمع، لا يكاد يسمع في كثير من الأوقات، فكانت هي التي تتولى إسماعه. وزوجته، واسمها استلاّ Stella، كانت بنتاً لأحد الأساتذة الكبار في السوربون.
وكانت باكورة إنتاجه ترجمة رسالة صغيرة بالفارسية للسهروردي المقتول، عنوانها: «مؤنس العشاق»( ) وذلك في 1933، وكانت هذه الترجمة بداية رحلته الطويلة المثابرة مع رفيق عمره: السهروردي المقتول، والتي ختمها في عام 1976 بكتابه «الملك الپورفيري» L'Archange empourprè وهو ترجمة لخمس عشرة رسالة للسهروردي بعضها مكتوب بالعربية، وأغلبها بالفارسية( ).
وعقب على ذلك بأن قام، بالاشتراك مع باول كراوس، بنشر النص الفارسي لرسالة «أصوات أجنحة جبرائيل» (آوازبر جبرائيل) مع ترجمتها إلى الفرنسية وترجمة شرح فارسي مجهول المؤلف، ونشر ذلك في نفس المجلة Recherches Philosophiques 1935.
ولما جاء أستاذنا الكساندر كواريه A. Koyrè للتدريس في كلية الآداب بالجامعة المصرية في العامين الجامعيين 1936 ـ 1937، 1937 ـ 1938، وهي الفترة التي تتلمذنا عليه فيها، أناب عنه هنري كوربان لإلقاء دروس في «المدرسة العملية للدراسات العليا» (السوربون)، تناول فيها كوربان طرق التفسير الكتابي عند أتباع لوتر. وكان كوربان قد نشر قبل ذلك مقالاً عن منهج كارل بارت Barth ـ اللاهوتي الألماني الپروتستنتي المعاصر، ـ وذلك في نفس المجلة Rech Philos (1934، جـ 3، ص 250 – 284) بعنوان: «اللاهوت الديالكتيكي والتاريخ).
وفي نفس الفترة عني بترجمة نصوص لمارتن هيدجر، كانت أول ترجمة إلى الفرنسية لنصوص من كتب ومحاضرات مؤسِّس الوجودية، وصدرت هذه الترجمة تحت عنوان المحاضرة المشهورة لهيدجر: «ما الميتافيزيقا؟» (لدى الناشر جاليمار، 1938، وأعيد طبعها 1951 في 255 ص). وفي هذه الترجمة صاغ كلمات فرنسية جديدة لترجمة مصطلحات هيدجر العويصة، وكان موفقاً في بعضها غير موفق في البعض الآخر مما سيكون له تأثير سيئ أحياناً في فهم هيدجر لدى الفرنسيين الذين لا يقرأون الأصل الألماني لهيدجر.
وعاد بعد ذلك إلى السهروردي، فألقى عنه محاضرة عامة بعنوان: «السهروردي الحلبي، مؤسس مذهب الإشراق»، وذلك في 1939، ونشرت ضمن منشورات «جمعية الدراسات الإيرانية» التي ألقيت فيها هذه المحاضرة. وقد ترجمناها إلى العربية، ونشرناها ضمن كتابنا: «شخصيات قلقة في الإسلام» (ط1، القاهرة 1947، وآخرها ط3، الكويت، 1977).
وفي هذه السنة 1939، أرسل كوربان إلى استانبول، فأقام في مبنى «البعثة الأثرية الفرنسية» باستانبول طوال ست سنوات. فأقبل على مؤلفات السهروردي، ومخطوطات عديدة في استانبول، وشرع في تحقيق هذه المؤلفات، وأصدر المجلد الأول منها في 1945 في المجموعة التي كان يشرف عليها هلموت رتر H.Ritter.
وأنشأت الحكومة الفرنسية، في 1945، «معهداً للدراسات الإيرانية»، وتولّى كوربان الإشراف عليه، فارتحل من استانبول إلى طهران، وبقي مديراً لهذا المعهد حتى 1954. فأنشأ كوربان ما عرف بـ «المكتبة الإيرانية» وهي منشورات محققة تحقيقاً نقدياً لمؤلفات أساسية بالفارسية، جلّها في ميدان التصوف والفلسفة الإشراقية، وقد بلغ مجموع ما نشر فيها حتى 1975 اثنين وعشرين مجلداً ضخماً. وإلى جانب النص الفارسي أو العربي، كان كوربان يكتب مقدمة مسهبة بالفرنسية. ونذكر من بين هذه المنشورات: المجلد الثاني من مؤلفات السهروردي، بتحقيق هنري كوربان، في 1952. وتعد هذه «المكتبة الإيرانية» من أعظم أعمال النشر المحقق في ميدان الدراسات الإسلامية في العصر الحاضر.
وكان A. Otto قد أسس في مدينة أسكونا بسويسرة، ما عرف بدائرة إيرانوس Eranos، ومن أهم أعمالها تنظيم اجتماع سنوي يحضره نخبة من العلماء ذوي النزعة الثيوصوفية، والعرفانية، على رأسهم عالم النفس الكبير كارل جوستاف يونج C.G.Jung (المتوفى 1961)، ويلقون محاضرات تجمع ف مجلد سنوي بعنوان: «حوليات إيرانوس» Eranos Jahrbücher فدعي كوربان إلى هذا الاجتماع لأول مرة في 1949، ووالى حضوره ف شهر أغسطس من كل عام.
ولما أحيل ماسينيون إلى التقاعد في 1954، خلفه في «المدرسة العملية للدراسات العليا» (الملحقة بالسوربون) هنري كوربان. لكنه جمع بين هذا المنصب وعمله مديراً لمعهد الإيرانيات في طهران، فكان يحضر إلى ظهران في كل عام ويقيم حوالي ثلاثة أشهر (ديسمبر ـ مارس). وحتى بعد أن أحيل إلى التقاعد في 1973، ظل يسافر إلى طهران ليقضي نفس الفترة. ومن 1975 إلى 1977 كان يحضر إلى طهران بدعوة من «الأكاديمية الفلسفية الإيرانية» التابعة لمؤسسة بهلوي.
وتوفي كوربان في 7 أكتوبر 1978.
وقد انعقدت أواصر الصداقة بيني وبينه منذ أن زار القاهرة في مارس 1945، وكان آخر لقاء بيننا في سبتمبر 1976 حيث كنا نحضر معاً مؤتمر ابن رشد الذي عقد في الكوليج دي فرانس في الفترة من 20 إلى 24 سبتمبر 1976.
وكما دار إنتاج ماسينيون أساساً حول شخصية الحلاج، دار إنتاج كوربان أساساً حول شخصية السهروردي المقتول.
فعنايته بابن سينا ترجع أيضاً إلى ارتباط السهروردي بابن سينا. وقد أصدر كوربان في هذا المجال كتاباً فريداً نال شهرة واسعة في أوروبا، وترجم إلى الإنجليزية، عنوانه: «ابن سينا والحكاية ذات الرؤيا»( ). وفيه يبرز الجانب الصوفي عند ابن سينا، اعتماداً على رسالة حيّ بن يقظان، و «رسالة الطير» والقسم الأخير من «الإشارات والتنبيهات». ويبالغ كوربان في توكيد هذا الوجه ـ العابر ـ من وجوه فكر ابن سينا.
وفي نفس الاتجاه أصدر كتاباً بعنوان: «التخيّل الخالق في تصوف ابن عربي»( ) (باريس، 1958؛ ط2، باريس 1976)، لأنه كان يؤمن بالتحالف بين هاتين المدرستين: مدرسة الإشراق عند السهروردي، ومدرسة ابن عربي» (الكتاب المذكور، ط2، ص 15 ـ 16). ذلك أن ابن عربي كان خير من نمّى القول في الحب الصوفي الذي لا يمكن فهمه إلا في العالم المتوسط بين العالم المحسوس والعالم المعقول، ويسميه باسم: العالم التخيّلي Mundus imaginalis الذي تخلقه ملكة التخيّل. ويتناول كوربان المعشوقة التي تغنى بها ابن عربي في ديوانه «ترجمان الأشواق» وكانت بننتاً صغيرة تدعى «نظام» وتلقب بـ «عين الشمس والجمال». ويرى كوربان أن ابن عربي وجد في هذه الفتاة «تجلياً للحكمة الخالدة» (الكتاب نفسه، ص 113).
وما دامت النزعة الثيوصوفية العرفانية الموغلة في الأسرار والتهاويل هي الموجّهة لفكر كوربان، فقد كان من الطبيعي أن يعنى أيضاً بمذهب الإسماعيلية لاتصاله بهذه النزعة. فنشر وترجم ثلاثة كتب اسماعيلية هي: 1 ـ كتاب «الينابيع» لأبي يعقوب السجستاني؛ 2 ـ رسالة «المبدأ والمعاد» لسيدنا الحسين بن علي؛ 3 ـ بَعْض تأويلات «جلشن راز» لمحمود شبستري. وقد نشر النص الأصلي مع ترجمة فرنسية في مجموع بعنوان «ثلاثة كتب إسماعيلية». كما أصدر مجموعة أخرى من النصوص المترجمة إلى الفرنسية، تحت عنوان: «الأرض السماوية وأجسام البعث( )» (وقد طبعت طبعة ثانية بعد وفاته تحت عنوان: «الجسم الروحي والأرض السماوية( )»، 1979).
لكن أعظم أعمال كوربان هو من غير شك كتابه: «في الإسلام( ) الإيراني» (في أربعة أجزاء، عند الناشر جاليمار، باريس 1971): في الجزء الأول منه تناول مذهب الشيعة الإثنا عشرية، وأوّله تأويلاً صوفياً ثيوصوفياً عرفانياً. أما الجزء الثاني فكرّسه للسهروردي المقتول وللإشراقيين في إيران. والجزء الثالث تناول فيه «المخلصين للعشق» الإلهي، أعني كبار الصوفية الإيرانيين، وعلى رأسهم روزبهان البقلي الشيرازي، وحيدر آملي، وعلي أصفهاني (المتوفى 1427م) وعلاء الدولة السمناني (1261 ـ 1336م). وكان كوربان قد اهتم بحيدر آملي، فنشر له بالتعاون مع عثمان يحيى، كتابين هما: «جامع الأسرار»؛ و «في معرفة الوجود» (وكلاهما بالعربية)( ). والجزء الرابع خصصه كوربان لمفكرين إيرانيين محدثين: مدرسة أصفهان في القرن السابع عشر؛ والمدرسة الشيخية في القرن التاسع عشر. فتناول ملا صدر الشيرازي، ويمر داماد محمد بن باقر الاستراباذي والقاضي سعيد قُمّي من رجال المدرسة الأولى؛ كما تناول الشيخ أحمد الإحسائي من رجال المدرسة الشيخية التي لا يزال لها أنصارها حتى اليوم في إيران، رغم ما لحقها من اضطهادات منذ بداية تأسيسها على يد الشيخ أحمد الإحسائي.
يضاف إلى هذه الكتب والتحقيقات ما يلي:
1 ـ «كشف المحجوب» لأبي يعقوب السجستاني، تحقيق ومقدمة بالفرنسية ـ 1949، طهران.
2 ـ «جامع الحكمتين» تأليف ناصر خسرو، تصحيح ومقدمة، بالاشتراك مع محمد معين ـ طهران، 1953.
3 ـ «شرح قصيدة فارسي خواجه أبو الهيثم أحمد بن حسن جرجاني»، تصحيح ومقدمة، بالاشتراك مع محمد معين، ـ طهران، 1955.
4 ـ كتاب «عبهر العاشقين» تصنيف شيخ روزبهان بقلي شيرازي (522 ـ 606 هـ) تصحيح ومقدمة، بالاشتراك مع محمد معين ـ طهران، 1958.
5 ـ كتاب «المشاعر» لصدر الدين محمد الشيرازي، نص عربي مع ترجمة فارسية قام بها بديع الملك ميرزا عمار الدولة، ترجمة ومقدمة فرنسية ـ 1964، طهران.
6 ـ «شرح شطحيات شيخ روزبهان بقلي شيرازي»، متن فارسي بتصحيح ومقدمة ـ طهران 1966.
7 ـ «المقدمات من كتاب نص النصوص في شرح فصوص الحكم لمحيي الدين بن عربي»، من تصنيف شيخ سيد حيدر آملي، تصحيح، ومقدمة بالاشتراك مع عثمان يحيى، جـ 1 (المتن ومقدمتان) ـ 1974، طهران.
هذا وقد خلّف بعد وفاته تحقيقات ودراسات، يجري إعدادها للنشر.
وقد كتب فصلاً في تاريخ الفلسفة الإسلامية ضمن «تاريخ الفلسفة» الذي صدر في مجموعة La pleiade (لدى الناشر جاليمار، باريس)، وهذا الفصل طبع أيضاً على حدة كتاباً قائماً برأسه في مجموعة «أفكار» Idees (لدى الناشر نفسه). وفي هذا الفصل ـ الكتاب بالغ مبالغة شديدة في إبراز نصيب الفكر الشيعي، وأجحف بالفكر السني إجحافاً غريباً.

موسوعة المستشرقين للدكتور عبد الرحمن بديوي، 1992

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف