البحث في...
الإسم
الإسم اللاتيني
البلد
التاريخ
القرن
الدين
التخصص
السيرة
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة
مُنْك

مُنْك

الإسم اللاتيني :  SALOMON MUNK
البلد :  فرنسا
التاريخ :  1803م - 1867م
القرن :  19
الدين :  اليهودية
التخصص :  برز في تاريخ الفلسفة اليهودية والاسلامية

(1803- 1867) مستشرق فرنسي برز في تاريخ الفلسفة اليهودية والإسلامية.
ولد في Gross-Glogau (في مقاطعة سيليزيا البروسية في ألمانيا) في 2 مايو 1803، وتوفي في باريس في 6 فبراير 1867. وكان أبوه خادماً في معبد يهودي. وفقد أباه في طفولته، فقامت أمه برعاية تنشئته. فتعلم أولاً في مدرسة ربّانية في مدينة جروس جلوجاو، مسقط رأسه. فتعلم مبادئ اللغة العبرية.
ثم حضر دروساً بعد ذلك عن «التلمود» عند أحد الربانيين في نفس المدينة، ويدعى Jacob-Joseph Oettinger.
وفي 1820 ترك جلوجاو إلى برلين ليتابع الدراسة عند أستاذه إيتنجر. ويقول سيمون فرانك S. Franck في خطاب تأبينه له إن مُنْك: «سافر (إلى برلين) ماشياً على قدميه لأنه لم يملك أجرة السفر في عربة عامة، وأعطى بعض الدروس في القليل من العلم الذي أصابه، ليكسب قوته، ويدفع مصروفات المدرسة التي كان يتعلم فيها اليونانية واللاتينية". ثم دخل الجامعة، جامعة برلين، حيث حضر بعض محاضرات هيجل، ودروس بيك Beck وبوب Bopp الذي كان من أكبر علماء النحو المقارن. وترك برلين، وسافر إلى بون Bonn مجذوباً بشهرة فرايتاج Freytag المستشرق الألماني الكبير، ولسّن Lassen، واشليجل Schlegel، وتخصص في اللغات الشرقية.
لكنه لم يستطع الحصول على وظيفة مدرس مساعد Privatdozent في إحدى الجامعات الألمانية، فحمله ذلك على ترك ألمانيا والسفر إلى باريس في 1828، حيث راح يحضر دروس العربية عند سڤستر دي ساسي، والسنسكريتية عند شيزي Chezy، والفارسية عند كاترمير. وراح يكسب قوته من إعطاء دروس، ومن كتابة مقالات في المجلات والصحف اليومية.
وفي 1838 عين موظفاً في المكتبة الوطنية بباريس، حيث توفر على دراسة كثير من المخطوطات العبرية.
وفي 1840 رافق كرمييه Cremieux في رحلته إلى مصر، فكان يترجم خطبه، ويعاونه في فتح مدارس يهودية في مصر. وفي أثناء إقامته بمصر اشترى للمكتبة الوطنية مجموعة صغيرة من المخطوطات الشرقية. ولما عاد إلى باريس، صار أميناً للمجمع المركزي لليهود في باريس، وعضواً فيه. وواصل العمل في مخطوطات المكتبة الأهلية. ومن ثمار أبحاثه فيها عثوره على مخطوط لكتاب البيروني عن الهند: «ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة"، وكتب في ذلك مقالاً نشر في «المجلة الآسيوية» JA 1843 عدد 1 ص 384.
لكنه أصيب بالعمى في 1847، فترك العمل في المكتبة الوطنية. لكنه ظل مع ذلك يتابع البحث، بمعونة سكرتير كان يقرأ له ويكتب تحت إملائه، إلى حد أنه أنتج في فترة عماه هذه التي شملت العشرين سنة الأخيرة من حياته، مؤلفاته الرئيسية، وهي مؤلفات تحتاج مع ذلك إلى عيون بصيرة مدققة، لأنها تستند إلى مخطوطات ومراجع عديدة وإشارات بيبليوجرافية وفيرة!
وعُيِّن – وهو أعمى – أستاذاً لكرسي اللغة العبرية في الكوليج دي فرانس، وهذا الكرسي هو أقدم كراسي هذا المعهد العالي العظيم. وكما قال دوجا: كم كان يؤثر في النفس مشهد هذا الأستاذ الكفيف الذي كان يكلّف أحد مساعديه بكتابة النصوص التي كان يتولى شرحها أوفى شرح وأدقّه. وكان نزيهاً جداً في تفسيراته، فإذا أخذ عليه أحد ميله إلى الأفكار اليهودية، كان يقول: هكذا يجري التفسير في الكنيس اليهودي، وهكذا يفكر الكاثوليك، فاختر بينهما ما شئت". (دوجا: «تأريخ المستشرقين في أوروبا» جـ 2 ص197، باريس، 1870).
وكان يكتب مقالات في جريدة «الطان» Le Temps اليومية، نذكر منها:
1- «في الشعر العبري بعد التوراة: التأثير الكلداني والفارسي» بتاريخ 27/12/1834، «في الشعر العبري بعد التوراة: التأثير العربي"، بتاريخ 19/1/1835.
2- «في الشعر العربي» وخصوصاً «مقامات» الحريري، 4/3/1835.
3- «في الشعر الفارسي"، 14/3/35.
4- «الشعر الشرقي: قطعة من قصة فارسية لجامي» بتاريخ 2 و 10/7/1835. ومقال عن: «تخليص الإبريز في تلخيص باريز» لرفاعة الطهطاوي، تاريخ 14/2/1836.
6- مقال عن «حياة يسوع» تأليف اشتراوس، 5/10/1836.
7- العلاقات بين فلسفة اليونان وفلسفة الهنود، 7/10/1836.
وكتب في «دائرة المعارف الجديدة» التي كان يشرف عليها بيير ليرو Leroux وجان رينو Reynaud مواد: الفارابي، الغزالي، الكندي، ابن رشد، ابن سينا، وقد توسع في هذه المواد لما أن أعاد كتابتها لنشرها في «معجم العلوم الفلسفية» الذي أشرف عليه فرانك، وفي هذا الأخير كتب أيضاً مقالات أخرى عن: يهودي، ابن جبرول، القبالة، ليون العبري، الخ وقد جمعت هذه المواد في مجموع بعنوان «أمشاج من الفلسفة اليهودية والعربية» (باريس 1859، في 532 ص + 72 نص عبري). كذلك نشر في هذا المجموع مقتبسات منهجية من كتاب «عين الحياة» تأليف سليمان بن جبرول مع ترجمة فرنسية اعتماداً على الترجمة العبرية التي قام بها شمطوب بن فلقيرة.
وفكر مُنْك في ترجمة «مقامات الحريري» على نحو ما فعل الشاعر الألماني ف. روكرت Rueckert: أي مع تقليد للتركيب الأسلوبي والسجع الواردين في الأصل العربي. وبدأ بأن قدم ترجمة للمقامتين الأولى والثانية، وصدر التجرمة بمقدمة عن الشعر العربي مع مقارنته بالشعر العبري. لكن محاولته هذه لم تلق قبولاً، بسبب تأبي اللغة الفرنسي – بخلاف اللغة الألمانية – على هذا القالب المصطنع. ومن ثم تخلّى عن مشروعه هذا. ومحاولته هذه نشرها في JA 1834.
وكتب مقالاً عن أبي الوليد مروان بن جناح، وعن بعض النحويين العبريين في العالم الإسلامي من القرن الرابع (العاشر الميلادي) والخامس (الحادي عشر الميلادي)، وترجم مقدمة كتاب «اللمع» لابن جناح، وهو أول كتاب جامع في النحو العبري بعامة. ومن المعروف أن النحو العبري لم يوضع لأول مرة إلا في القرن الرابع (العاشر الميلادي) وتحت تأثير النحو العربي. وقبل ذلك لم يضع اليهود كتباً في نحو اللغة العبرية ولم يعرفوا لهذه اللغة نحواً. ومقال منك نشر في المجلة الآسيوية « جـ 15، ص 297، جـ 16 ص 5، 200، 353، 1850 مع تعليقات تكميلية في جـ 17 ص 85، 1851). وقد بيَّن منك أن كتاب «اللمع» لابن جناح كان الينبوع الذي استقى منه بعد ذلك كل النحويين واللغويين اليهود، وخصوصاً داوود قمحي.
وإلى جانب هذه المقالات، أصدر منك الكتب التالية:
1- «فلسطين: وصف جغرافي، وتاريخي، وآثاري» (1845، في 704 ص) وفي هذا الكتاب وصف جغرافية بلدان فلسطين. وتحدث عن تاريخ سكانها الوثنيين قبل وبعد غزو العبرانيين لها بقيادة يوشع، صاحب موسى. ثم تحدث عن فلسطين بعد دخول العبرانيين وحضارتها، حتى وصل إلى فتح الرومان لها وقضائهم على اليهود في عام 72 بعد الميلاد على يد طيطس. وينتهي الكتاب بضميمة تقدم نظرة عامة عن الأحداث التي مرت بها فلسطين منذ تحطيم المعبد في القدس (72 م) حتى أيام مُنْك، أي الأربعينات من القرن التاسع عشر.
2- تحقيق وترجمة كتاب «دلالة الحائرين» لموسى بن ميمون: النص العربي بحروف عبرية، مع تعليقات نقدية وتاريخية وشروح. ويقع في 3 مجلدات كبيرة، وظهرت في باريس، 1856 – 1866. وقد أعيد طبعه بعد ذلك.
والكتاب، كما هو معروف، مكتوب باللغة العربية، لكن مؤلّفه كتبه بحروف عبرية، ولعن من يكتبه بغير القلم العبراني! وهو خلاصة وافية لعلم الكلام عند اليهود وعند المسلمين منعاً. وحاول فيه التوفيق بين مذاهب الفلاسفة اليونانيين والمسلمين من ناحية، وبين العقائد اليهودية، وقد هدف من ورائه إلى التوفيق بين الديانة اليهودية والفلسفة، ووجد خير عون له في ذلك ما قام به المتكلمون المسلمون وفلاسفة الإسلام من مجهودات عظيمة في هذا الميدان. ويقول منك عن ابن ميمون: «إنه كان أول من أدخل النظام والترتيب في الكتل الهلامية الهائلة التي تمثلها المجموعات التلمودية، وأول من أقام البناء الديني لليهودية على أسس ثابتة، وأول من سرد المواد الأساسية للإيمان اليهودي".
وعلى أساس نشرة مُنْك، قامت نشرات جديدة، (إحداها في أوشليم 1931 على يد I. Joel) وقامت الترجمة الإنجليزية التي تولاها M. Friedlander (وفي ثلاثة مجلدات، 1885، ط2، 1904، وط 3، 1956)، وتلك التي تولاها شلومو بينس S. Pines 1963.

المصدر: موسوعة المستشرقين للدكتور عبد الرحمن بديوي، 1992

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف