أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

دراسة نقدية في تاريخ الغرب من البدايات حتى عصر النهضة

دراسة نقدية في تاريخ الغرب من البدايات حتى عصر النهضة

تأليف

د. شهریار زرشناس

تعریب :

المركز الاسلامي للدراسات الاستراتيجية 

مراجعة وتدقيق :

د. حامد فياضي

 

فهرس المحتويات 

الفصل الأول: اليونان منذ الأزمنة القديمة حتى القرن السادس قبل الميلاد

القسم الأول: ما قبل ولادة الغرب

1. اليونان وتاريخ الغرب

2. التمهيد الكريتي

3. حضارة الميسينيين

الوجه الأخير لليونان قبل الغرب

القسم الثاني: بداية تاريخ الغرب

1. المكوّنات الجوهرية للمدينة اليونانية

2. المدينة اليونانية من القرن الثامن إلى القرن السادس قبل الميلاد

الفصل الثاني: صعود وهبوط اليونان الكلاسيكية

1. تاريخ أثينا وإسبرطة في القرن الخامس قبل الميلاد

اليونان في الحرب ضد الأخمينيين

أثينا وإسبرطة: من الحرب ضد الأخمينيين إلى صعود بريكليس

ظهور بريكليس في السياسة الأثينية

إمبريالية أثينا في عهد بريكليس

الميتافيزيقا اليونانيّة وإمبرياليّة أثينا

تجديد بناء أثينا في عهد بريكليس المستبدّ

المؤلِّفات الأساسيّة للفنّ اليونانيّ

فيدياس والديمقراطية الأثينيّة الكلاسيكيّة

البنية السياسيّة لأثينا في العصر الكلاسيكيّ خلال السنوات الأخيرة قبل حرب البيلوبونيز

حرب البيلوبونيز وآثارها المدمّرة

أثينا: من وفاة بريكليس إلى الهزيمة في حرب البلوبونيز

2. الاقتصاد، الثقافة، والأدب في أثينا خلال العصر الكلاسيكي

الاقتصاد في أثينا الكلاسيكيّة

الثقافة والأخلاق العامة في أثينا الكلاسيكية

أزمة الميتافيزيقا اليونانية

أدب أثينا في العصر الكلاسيكي

3. اليونان في نهاية الطريق

الفصل الثالث: العصر الهلنستي

1. صعود مقدونيا

الوضع العام في اليونان من ٤٠٤ ق.م إلى ٣٥٥ ق.م

مقدونيا ومعركة خيرونيا

التخطيط للتوسّع الغربيّ اليونانيّ-المقدونيّ نحو الشرق

مقتل فيليب

لماذا غزا الغرب آسيا؟

2. الإسكندر والهلنستية

من هو الإسكندر؟

الإسكندر والغزو نحو الشرق

قمع الإسكندر بعنف المعارضات

الإسكندر وأهدافه من حروبه

سياسات الإسكندر في التخطيط الحضري

الإسكندر وتوهمّه الاستكباري بالألوهية

أرسطو، الإسكندر، والميتافيزيقا العدمية الكونوية

3. النزعة الهلنستية بعد الإسكندر

مميّزات الفترة الهلنستية

الفصل الرابع: روما القديمة

1. الإتروسكيّون

مؤرِّخو تاريخِ روما القديمة

الإتروسكيون شعب مؤثر في تاريخ روما

الدول-المدن الإتروسكية

القوّة العسكرية للإتروسكيّين

بضع حروب توسّعية للإتروسكيّين في القرن السادس قبل الميلاد

الانقلاب في روما

المذهب واللغة عند الإتروسكيّين

الفنّ الإتروسكي

الدول-المدن الإتروسكية المتفرّقة

النساء في دول-المدن الإتروسكية

لباس، الضيافة، والترفيه عند الإتروسكيّين

نهاية الإتروسكيّين

2. الجمهورية الرومانية

الجمهورية الرومانية والصراع بين الباتريكيّين والبلِيبِيِّين

الحروب المتعدّدة للسيطرة على كامل إيطاليا

الحربان البونيتان الأولى والثانية

الحرب مع مقدونيا واحتلال اليونان والحرب البونية الثالثة

تغيير في هيكل اقتصاد روما وتفاقم الفقر وانتشار العبودية

انتفاضات العبيد

الإصلاحات الاقتصادية للأخوين غراكوس

ماريوس والتغييرات في الجيش الروماني

الحرب الاجتماعية في إيطاليا وتمرّد الولايات الشرقية

هيكل السلطة السياسية في الجمهورية الرومانية

الدكتاتورية العسكرية لسولا

الانتفاضة الكبرى للعبيد بقيادة سبارتاكوس

الحلف الثلاثي الأول

ديكتاتورية يوليوس قيصر العسكرية

الحلف الثلاثي الثاني

3. الإمبراطورية الرومانية ونهاية الغرب القديم

حتى نهاية عهد سلالة يوليو-كلوديان

الإمبراطورية الرومانية في عهد السلالة الفلافية

سلالة الأنطونيّين

روم في القرن الثالث الميلادي: موجات العصيان العسكري والحروب الداخلية

القرن الرابع: زوال الإمبراطورية المريضة

الفصل الخامس: حول الغرب في العصور الوسطى: الغرب المسيحي

1. الغرب في العصور الوسطى: الغرب الثيوسانتري

ثيوس والثيوسانتریة

الخصائص العامة لعالم الغرب في العصور الوسطى

الإقطاع والأقنان

العدمية الثيوسانترية

العلمانية الثيوسانترية

التفكير المدرسي

2. ظهور العالم المسيحي الغربي (382 م - 800 م)

السمات الأساسية لمرحلة نشأة الغرب في العصور الوسطى

حول القبائل الجرمانية

الهون

القوط الشرقيون وثيودوريك

الكنيسة الرومانية توسّع نفوذها

الفرنجة وسلالة الميروفنجيين الملكية

الأسرة الميروفنجية والاقتصاد الإقطاعي

3. مرحلة تثبيت وترسيخ الغرب في القرون الوسطى (850-1076م)

الفرنجة من شارل مارتل إلى شارلمان

تثبيت وتوسيع التنظيم الإقطاعي

تفكُّك إمبراطورية شارلمان

أوضاع حياة الفلاحين والإقطاعيين

تنامي قوة الفُرسان وارتقاء مكانتهم

الحروب الإقطاعية

غارات المجريّين والنورمان

فرنسا بين القرنين التاسع والحادي عشر الميلاديّين

إنجلترا بين القرنين التاسع والحادي عشر

ألمانيا بين القرنين التاسع والحادي عشر الميلاديّين

البابوية التابعة في القرنين التاسع والعاشر والإصلاحات الكلونية

4. أزمة الانحطاط (1076-1347م)

الملامح الأساسية لأزمة انحطاط العالم الغربي في العصور الوسطى

احتدام الصراع بين محاور القوى

مدن في قلب الغرب الوسيط

إضعاف النظام الإقطاعي

من الذاتية الثيوسانترية إلى الذاتية النهضوية

عصر النهضة

1. النهضة وبداية الغرب الحديث

مصطلح «الرنسانس»

2. إيطاليا في طور النهضة

الدول الحديثة الأولى في إيطاليا

الـ«كومونات» الحضرية، مهد الديمقراطيات الحديثة

بعض الحكومات الإيطالية خلال عصر النهضة

فلورنسا في عصر النهضة

تعميق أزمة تدهور الكنيسة الكاثوليكية: البابا في أفينيون

ساوونارولا في فلورنسا

السياسة الخارجية لدول إيطاليا: ولادة الدبلوماسية الحديثة

حول الحركة الأدبية-الثقافية للإنسانيّين

المدارس والجامعات والأكاديميات المروّجة للإنسانية

سعي الائتلاف بين الجمعيّات السرّية والقبّاليّين والرأسماليّين في عصر النهضة

النهضة، وطبقة الحُكّام العالميّين، ونظام الهيمنة الأوماني

3. أوروبا الغربية في عصر النهضة

الملكية المطلقة للويس الحادي عشر وبداية تشكّل أول «دولة قومية» حديثة في فرنسا

ظهور الدولة القومية الاستبدادية ذات التوجّه الحداثي في إنجلترا

الدولة القومية ذات التوجه الحداثي في إسبانيا

الأراضي الألمانية بين التشرذم والانقسام

4. النهضة والاستعمار في الغرب الحديث

ظهور الصورة الإجمالية للتقنية الحديثة في عصر النهضة

بداية سبعة قرون من الاستعمار والنهب والهيمنة

النهضة وتأسيس نظام الهيمنة العالمية للغرب الحديث

5. النهضة في نظرة مجملة

 

مقدّمة المركز

لا يخفى على كل ذي بصيرة ما لدراسة التاريخ من أهمية قصوى، ليس فقط لفهم الماضي، بل لتشخيص الحاضر واستشراف المستقبل. وإذا كانت دراسة تاريخ الذات ضرورة لبناء الهوية وتحديد المسار، فإن دراسة تاريخ «الآخر»، وبخاصة الآخر الذي فرض نفسه كنموذج حضاري مهيمن، تكتسب أهمية مضاعفة. ومن هذا المنطلق، يمثل تاريخ الغرب حقلًا معرفيًا لا غنى عن الخوض فيه برؤية نقدية ومستقلة.

لقد هيمنت السردية الغربية على كتابة التاريخ لعقود طويلة، وقُدمت بوصفها الرواية الموضوعية والعالمية للتطور البشري. وقد تبنت كثير من الدراسات في عالمنا الإسلامي والعربي هذه السردية، بترجماتها أو بمحاكاتها، دون تمحيص لمسلماتها الفكرية أو تفكيك لرؤيتها الكونية الحداثية. والنتيجة هي استمرار حالة التبعية الفكرية، وتغييب الرؤى الأخرى القادرة على تقديم قراءة مغايرة وأكثر عمقًا.

يأتي إصدار هذا الكتاب بهدف الإسهام في سد هذه الثغرة المعرفية. فهذا الكتاب ليس مجرد سرد للأحداث التاريخية للغرب منذ أصوله اليونانية، بل هو محاولة جادة لتقديم تحليل نقدي يتجاوز الرؤية المادية والأومانيستية (الإنسانوية) التي شكلت جوهر تلك السردية المهيمنة.

يخوض المؤلف في أعماق المراحل التكوينية للغرب، بدءًا من قبل ولادته في اليونان القديمة، مرورًا بصعوده وهبوطه في العصر الكلاسيكي، ثم العصر الهلنستي وروما القديمة، وصولًا إلى العصور الوسطى التي يُطلق عليها الغرب المسيحي. وهو في كل ذلك، لا يكتفي بعرض الوقائع، بل يسعى إلى كشف البنى الفكرية والفلسفية العميقة التي حكمت كل مرحلة، من منظور الحكمة الروحية للتاريخ، مقدمًا بذلك ما يمكن أن نطلق عليه استغرابًا نقديًا؛ أي دراسة الغرب لا بعيون غربية، بل برؤية أصيلة تسعى لفهم ماهيته وجوهره.

وإذ يقدم المركز الإسلامي للدراسات الاستراتيجية هذا العمل القيم للقارئ العربي، فإنه يأمل أن يكون لبنة أساسية في مشروع فكري أوسع، يهدف إلى بناء وعي تاريخي ذاتي، وتأسيس منهجية مستقلة في قراءة تاريخ الحضارات، بما يمكّن الأمة من فهم موقعها في التاريخ، وإدراك التحديات التي تواجهها، والانطلاق نحو مستقبل تستعيد فيه دورها الحضاري المنشود والحمد لله رب العالمين.

 

التمهيد

الغرب ليس مجرّد جغرافيا أو قومية، بل هو حقبة تاريخية بدأت في حدود القرن الثامن قبل الميلاد في بلاد اليونان، ولا تزال ممتدّة حتى يومنا هذا. وقد اجتاز الغرب في مسار وجوده وظهوره وتطوّره، عوالم تاريخية متباينة. ويمكن تقسيم التاريخ الغربي، في تصنيف عام، إلى ثلاث مراحل أساسية: الغرب القديم، والغرب الوسيط (أي الغرب في العصور الوسطى أو ما يُعرف بالغرب المسيحي)، ثم الغرب الحديث. وكل واحدة من هذه المراحل التاريخية تضمّ بدورها فترات وتقسيمات فرعية ذات طابع خاص.

ومن أجل فهم ماهيّة الغرب، لا بدّ من دراسة تاريخه. وفي بلادنا، توجد كتب كثيرة، مترجمة أو مؤلّفة، تناولت بالتفصيل مجمل تاريخ الغرب أو مراحل وفترات معيّنة منه. إلا أنّ الملاحظة الجوهرية حول جميع هذه المؤلّفات، هي أنها كُتبت على أساس ما هو شائع ومكرّس من الرؤية الكونية التي فرضها عصر التنوير، واعتمدت في مقدّماتها ونتائجها على مُسلّمات ومفروضات الحداثة الغربية. فجميع هذه المؤلفات، سواء كانت تأليفًا محلّيًا أو ترجمات عن لغات أجنبية، تنطلق من منظور قائم على الرؤية الكونية الحداثية للغرب. وحتى حين نجد فيها مضامين نقدية، فإنّ هذه الانتقادات نفسها تنبع في الحقيقة من داخل المنظومة الفكرية الحداثية ومسلّماتها. والواقع أنّ في بلادنا لا يوجد حتى الآن كتاب شامل لتاريخ الغرب يُعالج هذا التاريخ من منظور مغاير للمألوف الحداثي-الأومانيستي، ويُخضعه للدراسة والتحليل النقدي خارج الإطار الذهني الذي رسمته الحداثة. أما في مبحث «دراسات الغرب» وبوجه خاص في ما يُسمّى بـ«الاستغراب النقدي»، فإنّ من أبرز أركان تشكّل ما يُعرف بـ«الوعي التاريخي الذاتي» هو أن نتمكّن من دراسة وتحليل وتمحيص ذات الغرب وماهيّته وتاريخه، من زاوية تحليلية ونقدية، خارجة عن المسلّمات والأطر التي فرضها الغرب الحديث نفسه. ويُلاحظ بوضوح غياب هذا النوع من العمل في سوق نشر الكتب في إيران؛ إذ إنّ القيام بدراسة نقدية للغرب، والمساهمة في بناء تصوّر نظري لـ«الوعي التاريخي الذاتي» (الذي يُعدّ في الظروف الراهنة من أبرز الحاجات الفكرية الملحّة لبلادنا)، لا يمكن أن يتحقّق من دون تقديم تحليل نقدي لتاريخ الغرب، تحليل يختلف عن الروايات الحضارية للتاريخ التي يقدّمها الغربيون أنفسهم على أساس المسلّمات الحداثية الأومانيستية. الملفّات والبحوث التي جُمعت في هذا الكتاب تسعى إلى تقديم تفسير، وتحليل، ورواية نقدية لتاريخ الغرب، من منظور «الحكمة الروحية للتاريخ»، وذلك من خلال طرح رواية مغايرة للرواية السائدة والمألوفة. فالنقاش في هذه الفصول لا يقتصر فقط على فضح الجرائم والسلوكيات الاستعمارية وأعمال العنف وسفك الدماء التي اقترفتها الدول الغربية الاستعمارية الحديثة، بل يتجاوز ذلك ليُقدّم تحليلًا نقديًا لبُنى الهوية في التاريخ الغربي، وذلك من زاوية تنطلق من الحكمة الروحية للتاريخ. ومع ذلك، فإنّ الرواية النقدية التي نعرضها في هذا الكتاب ليست انطباعية أو ادّعائية، بل هي رواية موثّقة ومؤيّدة بالأدلة. وهذه السمة هي التي تميّز هذا العمل عن سائر كتب «تاريخ الحضارة» التي تملأ سوق النشر اليوم، سواء كانت مؤلَّفة أو مترجمة. فهذا الكتاب يمثّل محاولة لعرض رواية مغايرة لتاريخ الغرب، رواية موثّقة وتحليلية-نقدية في آن، ورؤية نقدية تنبع من فهم مغاير لفلسفة التاريخ الأومانيستية، وتحاول أن تُقيم بدلًا عنها قراءة شاملة ذات طابع روحاني ومعنوي للتاريخ.

وقد سعيت في هذا الكتاب، حسب ما تيسّر لي من جهد، إلى المساهمة في بلورة رواية نقدية مغايرة وغير مألوفة لتاريخ الغرب، رواية تستند إلى الحكمة الإنسانية والروحية للتاريخ. وهو مجرد بداية، وخطوة أولى في مسار ينبغي، إن شاء الله، أن يستمر ويتطوّر ليصبح شجرة باسقة، كثيرة الأغصان، طيبة الثمر.

 
فروع المركز

فروع المركز

للمركز الإسلامي للدراسات الإستراتيجية ثلاثة فروع في ثلاثة بلدان
  • العنوان

  • البريد الإلكتروني

  • الهاتف