مستشرق ومبشر وموظف إداري إنجليزي.
ولد في جلاسجو في 27 أبريل 1819. اشتغل في الإدارة المدنية لشركة الهند الشرقية فأمضى فترة طويلة في الهند في مناصب إدارية رفيعة من عام 1837 حتى عام 1876، حتى أصبح السكرتير الخارجي لحكومة الهند في 1865، ونائب الحكومة للولايات الشمالية الغربية في 1868.
وفي أثناء عمله الإداري هذا في الهند تعلم اللغة العربية وعني بالتاريخ الإسلامي. لكنه كان شديد التعصب للمسيحية، ولهذا اشترك بحماسة شديدة في أعمال التبشير بالمسيحية التي كانت تقوم بها البعثة التبشيرية العاملة في مدينة أجراً بشمال الهند (والتي فيها «تاج محل» أجمل الآثار الإسلامية في الهند).
وكان يعمل في هذه البعثة أيضاً بنشاط وافر كارل جوتليب پفاندر Karl Gottlieb Pfander، مؤلف كتاب «ميزان الحق» الذي هاجم فيه الإسلام بمنتهى العنف ودافع عن العقائد المسيحية، فردّ عليه عالم سُنّي مسلم هو رحمة الله السهرتپوري بكتابه «إظهار الحق"، كما رد عليه أيضاً عالم شيعي هو محمد هادي ابن ولدار اللكنوي. وخاض وليم موير معركة التبشير هذه بكتاب بعنوان: «شهادة القرآن على الكتب اليهودية والمسيحية» (أجرا، 1856) The Testimony borne by the Coran to the Jewish and Christian Scriptures ومن أجل التبشير أيضاً ترجم كتابه هذا إلى اللغة الأوردية. وقد حاول أن يبين فيه أن على المسلمين الإقرار – بشهادة القرآن نفسه – بصحة التوراة والإنجيل (الكتاب المقدس) كما هو في نصّهما الحالي!
ودعاه پفاندر إلى أن يكتب سيرة النبي على نحو يعين البعثة التبشيرية على عملها. فأخذ موير في قراءة المراجع العربية عن السيرة النبوية، وشرع في نشر عدة مقالات في «مجلة كلكتا» Calculta Review في عامي 1863 ، 1864، تناول فيها تاريخ العرب قبل الإسلام، ومصادر السيرة النبوية، وحياة النبي حتى الهجرة – وكلها كتبها بروح متعصبة خالية من الموضوعية، ومن أجل هدف تبشيري خبيث. وجمع هذه المقالات، وأضاف إليها مقدمة طويلة عن المصادر (جـ 1 ص1 105 من المقدمة) وعن الجزيرة العربية قبل الإسلام (جـ 1 ص 106 271 من المقدمة)، وأصدر هذا كله في كتاب ضخم بعنوان: «حياة محمد وتاريخ الإسلام» (في 4 مجلدات، لندن 1856 – 1861) The Life Of Mahomet and History of Islam وكان قبل ذلك قد أصدر في 1853 كتابه «حوليات الخلافة» Annals of the Caliphate وتتناول الخلفاء الراشدين والخلفاء الأمويين حتى سقوط الدولة الأموية. ثم أصدر لهذا الكتاب طبعة ثانية في 1891 تحت عنوان: «الخلافة: نشأتها، وانحلالها وسقوطها» The Caliphate, its Rise, Decline and Fall (London, 1981) لكنه عدل في الطبعة الأولى، فاختصرها، غير أنه واصل العرض حتى نهاية الخلافة العباسية في مصر 926 هـ / 1520م. واستخلص مادته العلمية من تاريخ الطبري، وتاريخ ابن الأثير، واعتمد كثيراً على كتاب «تاريخ الخلفاء» تأليف ڤايل (1846 – 1862).
كذلك اعتمد على الجزءين الأخيرين من كتاب ڤايل هذا في الكتاب الذي ألفه، أعني موير، عن المماليك تحت عنوان: «المماليك، أو دولة العبيد في مصر (من 1260 م حتى 1557) The Mameluke Slave Dynastry of Egypt. وبهذه الكتب الثلاثة قدم وليم موير تاريخاً شاملاً للإسلام منذ قيامه حتى 1557م. وتسودها كلها نزعة مسيحية تبشيرية شديدة التعصب.
وعاد موير إلى تحامله الشديد على الإسلام، فأصدر كتابين آخرين: الأول هو: «القرآن: تأليفه وتعاليمه» (1877) The Caran: Composition and Teaching. والثاني هو: «الجدال مع الإسلام» (1897) The Mohammedan Controversy.
وقد تولى موير إدارة جامعة أدنبرة (في إسكتلندة) من عام 1885 حتى عام 1903.
وتوفي في أدنبرة في 11 يوليو 1905.
وكان له أخ يدعى John Muir (1810 – 1882) تخصص في اللغة السنسكريتية، وألف كتاباً بعنوان: «النصوص السنسكريتية الأصلية المتعلقة بنشأة وتاريخ شعب الهند» (في خمسة مجلدات، 1858 – 1870؛ ث 2 ، 1868 – 1873).

المصدر: موسوعة المستشرقين للدكتور عبد الرحمن بديوي، 1992